لبنان
بوادر تصعيد صهيوني نحو رفح.. وبرّي: لا جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية دون توافق
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت بالعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة والتطورات المرافقة له من حراك دولي لا سيما زيارة وزير الخارجية الفرنسي والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، والمحاولات المزعومة للحؤول دون التصعيد على الجبهة اللبنانية جنوبًا.
وفي السياسة الداخلية لا تزال المراوحة سيدة الموقف بملف رئاسة الجمهورية، فيما كانت لرئيس مجلس النواب نبيه برّي مواقف من عدة مواضيع أبرزها أن لا جلسات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية دون توافق، كذلك إعلانه الحصول على تعهّد من اللجنة الخماسية بعدم ترشيح أحد وعدم وضع فيتو على أحد، وجعل مهمة اللجنة بدلاً من إنتاج اسم الرئيس مساندة اللبنانيين ومساعدتهم ليختاروا هم الرئيس.
"الأخبار": بوادر تصعيد نحو رفح: العدوّ يضغط «قلب» خانيونس... بلا نتائج
تُواصل العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة، اكتساب المزيد من الزخم؛ ففيما تتابع الدبابات تراجعها من الأطراف الغربية لمدينة خانيونس، وتحديداً في منطقة مركز تدريب الوكالة، ومحيط جامعة الأقصى في منطقة المواصي، يتزايد الضغط العسكري على قلبها وقاطعها الغربي، وتحديداً في أحياء النمسَوي ومحيط مستشفى «الأمل»، حيث يستمر جيش العدو في تدمير أحياء سكنية بأكملها. واللافت الذي حملته ساعات مساء أول من أمس، ونهار أمس، هو تمدُّد الأحزمة النارية والغارات العنيفة، لتطاول الأطراف الشرقية لمدينة رفح، حيث نفّذت المقاتلات الحربية العشرات من الأحزمة النارية التي عرفها سكان أهالي الشمال على أنها المقدّمة التي تسبق كل عملية توغّل برّي.أمّا في محاور القتال، في شمال وادي غزة، فلا تزال دبابات العدو وحفّاراته تتوغّل في عمق مدينة غزة، حيث تضرب حصاراً جزئياً على مستشفى «الشفاء»، وترابط في مبنى مجمع الأجهزة الأمنية المعروف بالجوازات، كما تتوغّل في عمق شارع الوحدة. ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فإن العملية هناك «ستستغرق أسابيع»، والهدف منها هو الوصول إلى قائد لواء غزة في «كتائب القسام»، عز الدين الحداد. كذلك، يتركز المجهود العسكري، حالياً، على محاولة التنقيب عن أنفاق استراتيجية في وسط المدينة، أي تلك التي أكّد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أن بوسع قواته الوصول إليها حصراً، وليس إلى كامل شبكة الأنفاق الممتدّة في مناطق القطاع كافة.
في المقابل، أعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، تدمير 43 آلية خلال الأيام الماضية كلياً أو جزئياً، فيما تمكّن المقاومون من الإجهاز على 15 جندياً من مسافة صفر، وقنص جندي، بالإضافة إلى تنفيذ 17 مهمّة قتالية، تضمّنت استهداف الآليات المتوغّلة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والعبوات المضادة للتحصينات، وكذلك تفجير فتحة نفق بعدد من جنود الاحتلال. بدورها، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاتليها خاضوا مواجهات عنيفة مع جنود العدو في كلّ محاور القتال، وهي وزّعت، خلال اليومَين الماضيَين، مشاهد أظهرت مقاوميها وهم يقصفون حشودات العدو بالعشرات من قذائف الهاون النظامية في شمال وجنوب القطاع. أيضاً، أكدت «السرايا» أن مقاوميها تمكّنوا، أمس، من إيقاع قوّة راجلة في كمين محكم في المعسكر الغربي في مدينة خانيونس، وقد أجهزوا على جنديَّيْن وأصابوا العديد منهم.
طائرات عوضاً عن الجنود
بدا لافتاً الإعلان عن تمكُّن «سرايا القدس» و»كتائب القسام» من السيطرة على نحو ثماني طائرات مُسيّرة خلال الأيام العشرة الماضية، من بينها أربع طائرات استطلاع أكّد الناطق باسم «القسام» أن المقاومين استولوا عليها. وفي هذا الإطار، تشير مصادر ميدانية في المقاومة، إلى أن العدو «عوّض ما سحبه من فرق قتالية خلال الأيام الماضية، بزيادة الاعتماد على الطائرات المُسيّرة». ويضيف المصدر: «يُلاحظ أن ثمّة تغيّراً كبيراً في طريقة عمل جيش العدو في خانيونس، حيث زاد الاعتماد على الطائرات المُسيرة وطائرات الدرون التي تؤدّي مهمّات تكتيكية، من مثل ملاحقة المقاومين وتأمين الدبابات المتوغّلة»، مبيّناً أن «هناك كثافة في حضور أنواع متعدّدة الأحجام والمهمّات من تلك الطائرات، وقد شكّلت المقاومة وحدات خاصة للتعاطي معها تكنولوجيّاً. لكنّ الأهم، أن الاعتماد على التكنولوجيا في حسم المعارك التي تحتاج إلى قتال بالسواعد، يشير إلى تراجع الرغبة في القتال، وعدم الإيمان بالقدرة على تحقيق أيّ إنجازات حاسمة».
"البناء": بري: لا جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية دون توافق
واصلت واشنطن عملياتها الاستعراضية العدوانية على المنطقة دعماً لكيان الاحتلال الذي يعيش حال الفشل السياسي والعسكري والتفكك الاجتماعي، فقصفت طائراتها عدة محافظات يمنية، لكن مثلما سارعت المقاومة العراقية الى الردّ إثباتا أن الغارات الأميركية لن تبدل شيئاً في الموازين، أعلنت صنعاء أنها ماضية في إجراءاتها في البحر الأحمر.
على جبهة غزة ومشروع صفقة تبادل الأسرى والهدنة، قالت مصادر قريبة من مداولات قوى المقاومة، إن فصائل المقاومة متفقة على أن السير بأي صفقة تبادل يجب أن يضمن وضوحاً في إنهاء الحرب وتحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
على جبهة جنوب لبنان تواصلت عمليات المقاومة التي سجلت تصعيداً ملحوظاً يوم أمس، كماً ونوعاً، بينما تحدث رئيس المجلس النيابي عن الشأن الرئاسي فقال، إنه لن يدعو لجلسات متتالية دون توقف قبل الحوار والتوافق الذي يضمن نصاب الـ 86 صوتاً، وليس مطلوباً الاتفاق على مرشح واحد، لكن على الأقل على صيغة تضمن عدم تعطيل النصاب، وقال بري إنه حصل من اللجنة الخماسية على تعهّد بعدم ترشيح أحد وعدم وضع فيتو على أحد، وجعل مهمة اللجنة بدلاً من إنتاج اسم الرئيس مساندة اللبنانيين ومساعدتهم ليختاروا هم الرئيس. وعن عودة الرئيس سعد الحريري الى العمل السياسي قال بري: أهلا وسهلا بعودة الحريري متى شاء، فقد أثبتت مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية أنه لا يزال الزعيم الأقوى في طائفته.
لا يزال الوضع على الجبهة الجنوبية في واجهة المشهد الداخلي، وسط ترقب لنتائج المفاوضات الدائرة في باريس بشأن الوضع في غزة، حيث كان من المتوقع أن تسلم حركة حماس الوسطاء ردها على مسودة اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. فيما تشخص الأنظار الى تداعيات أي اتفاق في غزة وانعكاسه على الجنوب، في ظل إعلان مسؤولين في قيادة الاحتلال بأن العدوان على لبنان سيستمر حتى بعد توقف الحرب في غزة. وفي سياق ذلك، قال المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، إلى أنّ «القوات النظامية والاحتياطية تجري تدريبات برًا وبحرًا وجوًا تحسبًا لأي حرب في الشمال»، زاعمًا أنّ «حزب الله أخطأ عندما قرر أن يهاجم «إسرائيل» بلا سبب»، وفق تعبيره. وادعى في مؤتمر صحافي من «تل أبيب»، مهاجمة «أكثر من 50 هدفًا لحزب الله في سورية منذ بدء الحرب في غزة»، كما زعم مهاجمة «أكثر من 3400 هدف لحزب الله في جنوب لبنان».
إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أوضحوا لـ”البناء” الى أن هذه التهديدات الاسرائيلية تندرج في إطار رفع معنويات جيش الاحتلال وتطمين المستوطنين بإطلاق وعود كاذبة بأن حكومة الاحتلال ستقوم بإجراءات عسكرية على الحدود لإبعاد حزب الله وفرقة الرضوان خصوصاً الى شمال الليطاني وإعادة المستوطنين الى الشمال”. وأشار الخبراء الى أن “التهديدات الإسرائيلية لن تغيّر في المعادلة العسكرية في غزة ولا في المعادلة على الحدود مع لبنان في ظل فرض المقاومة معادلات صعبة على الاحتلال الذي جنّد كل عواصم العالم للضغط لتوفير الأمن للمستوطنين”.
ولفت الخبراء الى أن “الجيش الإسرائيلي لم يعد باستطاعته خوض جبهة جديدة ومعركة برية على الحدود مع لبنان بعد حجم الخسائر الفادحة التي تعرّض لها في غزة، وبالتأكيد أخذت قيادة الاحتلال العبر من حرب غزة وتفهّم أبعاد ومخاطر الحرب على لبنان”، لكن الخبراء لا يستبعدون تصعيداً إسرائيلياً جوياً واستهداف المدنيين والقرى الجنوبية الحدودية للقول للمستوطنين إننا نسعى من أجل توفير أمنكم، لكن بالتأكيد لن يؤدي التصعيد الجوي الى نتيجة ولن ينجح بإبعاد حزب الله عن الحدود.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “اليوم (أمس) كان يوم قتال غير عادي نسبيًا في الشمال، تمّ تنفيذ حوالي 15 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية، وتم إطلاق صفارات الإنذار 18 مرة في مستوطنات الشمال”.
لكن حال المستوطنات في الشمال يعبر عن حقيقة الواقع والتشكيك بوعود المسؤولين الاسرائيليين، إذ أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن رؤساء المجالس في شمال الكيان الصهيوني لم يقتنعوا بتصريح المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي” العميد دانييل هاغاري، السبت، والذي تناول القتال في الشمال ضدّ حزب الله.
أما رئيس مستوطنة مرغليوت، إيتان دافيدي، الذي تلقى تهديدات مباشرة من حزب الله، فقال لموقع “يديعوت أحرونوت”: “أشعر أنني في حالة من الارتباك منذ أربعة أشهر، دانيال هاغاري لم يأتِ بشيء جديد، اعتقدت أنه سيقول إنهم سيخرجون من غزّة ويدخلون لبنان، إن حقيقة قوله إنهم لن يتهاونوا أمام لبنان أمر يبعث على السرور، لكنني توقعت أن تكون الحدة أعلى من ذلك بكثير.. لم نسمع 1701 وشمال الليطاني، وقال إن واقع 6 تشرين الأول لن يعود”.
من جهته، رئيس مجلس شلومي، غابي نعمان، قال “شعوري هو أن كلّ الحديث الذي حصل بالأمس، سواء من قبل وزير الأمن أو من قبل المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي”، لا يستهدف سكان الشمال، بل يستهدف المبعوث الأميركي.. عملياً سكاننا منذ أربعة أشهر خارج منازلهم.. ليس هناك من مواطن في الجليل يثق بحزب الله في أي اتفاق مكتوب أو غيره، وهذا يقلقني كثيراً.. “الجيش الإسرائيلي” يقوم بتوجيه ضربة ويكرّر.. على بعد أربعة كيلومترات من شلومي، كلّ شيء يعمل، شهر آذار سيكون مصيريًا لسكان خط المواجهة – هل هناك نيات للجيش الإسرائيلي للقضاء على حزب الله أو إبقاء التهديد في السنوات العشرين المقبلة؟”.
وكانت المقاومة واصلت عملياتها في إطار دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناد مقاومته الباسلة، وردًا على الاعتداءات الصهيونية، استهدفت مستوطنة “المنارة” الصهيونية، ومواقع: المرج والعباد ورويسات العلم وثكنة زبدين.
وفي وقت لاحق عاودت المقاومة الإسلامية استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة للمرة الثانية، بالأسلحة الصاروخية محققة فيه إصابات مباشرة.
وأشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، الى ان “ما يجري في الجنوب من مواجهة مع العدو الإسرائيلي لم يؤازر غزة فقط، إنما ساعد على حماية البلد وقلل من احتمالات استهدافه على نطاق واسع كما وأسهم في إنهاك واستنزاف قوات العدو على النحو الذي جعلها أقل قدرة وجاهزية لخوض حرب واسعة والأهم أنّه فتح مع هذه المواجهة ملف الحدود مجدداً والأراضي اللبنانية المحتلة والانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والقرارات الدولية”.
وخلال حفل تأبيني في حاروف، لفت فياض إلى أنّ ثمة خطأ خطيراً يقع به كثيرون عندما يتعاطون مع الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وخروقاته لسيادتنا كأمر واقع وحقيقة طبيعية ومُعطى أبدي يجب التعايش معه والتسليم به”.
وأضاف: “إن من يهمه الاستقرار وتجنُّب التوسع في الحروب عليه أن يضغط على المعتدي وليس على الضحية، و”إسرائيل” هي المعتدي المتوحش ونحن الضحايا الذين ندافع عن أرضنا وأنفسنا”. وأشار فياض إلى ان “المبادرة المطروحة على إخواننا في المقاومة الفلسطينية في غزة، بمعزل عن تفاصيلها وشروطها ومراحلها ومداها الزمني، إنما تعكس حقيقة لا لبس فيها، وهي أن الإسرائيلي أخفق واصطدم بحائط مسدود، وانه سيُرغم صاغراً، بعد عجزه عسكرياً عن تحقيق أهدافه، على الرضوخ لشروط المقاومة”.
الى ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الأحد في بكركي “إلى التقيّد بالقرار 1701 من الجانبين الإسرائيلي واللبنانيّ، حمايةً لبلدات الجنوب الحدوديّة من القصف والقتل والتهجير والتدمير. وإنّا لم نتوقّف يومًا عن المطالبة بوقف النار نهائيًّا والذهاب إلى التفاوض والحلول السياسيّة والديبلوماسيّة بهدف تثبيت حلّ الدولتين. ربّما لا يتذكّر الجميع أو لا يعرفون أنّ قرار إنشاء دولة خاصّة بالفلسطينيّين إلى جانب دولة إسرائيل يرقى إلى القرار 181 الصادر عن جمعيّة الأمم المتّحدة العامّة في 29 تشرين الثاني 1947، وقد قسم هذا القرار فلسطين إلى دولتين: دولة عبريّة ودولة عربيّة، ورسم حدود كلّ من هاتين الدولتين. واعتبر القرار مدينة القدس مع عشرات الكيلومترات “جسمًا منفصلًا « (corpus separarum)، خاضعًا لنظام دوليّ برعاية الأمم المتّحدة. وسارعت دولة إسرائيل إلى إقرارها عضوًا في منظّمة الأمم المتّحدة”.
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن “عميق قلقها من القصف الذي تعرضت له كل من سورية والعراق، وأسفها لما نتج عنه من سقوط عدد من القتلى والجرحى، وما يشكله أيضاً من انتهاك لأمن وسيادة البلدين الشقيقين”. وذكرت الوزارة بأن “موقفها هذا مبدئي لدى الاعتداء على أي دولة عربية، وقد سبق أن عبرت عن موقف مماثل لدى انتهاك سيادة وأمن الأردن الشقيق، واستهداف أفراد أميركيين متواجدين على أراضيه”. ودعت الوزارة الى “ضبط النفس، واحترام أمن وسيادة وسلامة كافة الدول، وتذكر بأن لبنان سبق أن حذّر مراراً الجميع من خطر تمدد الحرب وتوسع الصراع”.
وأدان الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدة، القصف الأميركي على عدة مناطق في سورية والعراق، والقصف الأميركي ـ البريطاني على اليمن، ويُدرج الحزب هذا القصف في سياق النهج العدواني المتواصل، الذي ازداد غطرسة وإجراماً منذ احتلال العراق مروراً بالحرب الإرهابية على سورية، وصولاً إلى حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بالشراكة مع الإدارة الأميركية ضد أهلنا في غزة وفلسطين، والاعتداءات المتواصلة على لبنان.
ورأى الحزب، أن الإدارة الأميركية ومن خلال سياساتها وعملياتها العدوانية، إنّما تذهب نحو تصعيد المواجهة، غير عابئة بالتداعيات، خصوصاً في ظل وجود قواعد ومواقع أميركية سرية وغير شرعية في المنطقة، ومضائق بحرية لن تعبر من خلالها السفن المتجهة الى كيان العدو الصهيوني.
وأكد أن هؤلاء الشهداء ومَن سبقهم على طريق فلسطين، وفي مواجهة الإرهاب والاحتلال والعدوان والغطرسة، هم طليعة انتصارات أمتنا في معاركها المصيرية والوجودية، كما يحيي أرواح شهداء اليمن الذين ينتصرون لفلسطين في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية.
على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، لم يسجل أي جديد بانتظار عودة السفير السعودي وليد بخاري من السعودية الذي غادر إليها بعد لقاء سفراء دول الخامسية رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي، وسط انتظار أيضاً للقاء اللجنة الخماسية في السعودية وتقييم الوضع في لبنان وتكليف الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة لبنان لاستكمال مشاوراته مع القيادات اللبنانية. إلا أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” الى أن “الظروف الداخلية والإقليمية والدولية غير مؤاتية ومناسبة لانتخاب رئيس في المدى المنظور”، مشيرة الى أن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بتطورات المنطقة لا سيما بالحرب في غزة، وأي تسوية هناك ستنعكس على المنطقة برمّتها وعلى لبنان بطبيعة الحال، ويمكن أن تفتح ملف الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وبالتالي حلحلة للملف الرئاسي.
وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة من آخر التطورات وخاصة الملف الرئاسي، وكشف أنه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنوا تسميته تشاوراً، لا حواراً، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت إنه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لديّ”.
وحسم بري في حديث صحافي بأن “لا جلسات متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى “يأمنولي ياها وأنا حاضر”، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا أستطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب الـ ٨٦ إلا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ 86، فلو عقدتُ خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ أيام، “يفترضوا أني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني.»
وتابع بري: “اتفقت مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم، الخماسية هذه المرة موحدون. وقالوا لي “ما عنا مرشح على الإطلاق ولا عنا فيتو على اي اسم ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه””.
أما عشية ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر”، فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنيّة من غير أن يشارك في الانتخابات”.
والى جمهور المقاومة اللبنانية أمل خصهم بري برسالة قائلاً: “حركة أمل هي أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة أمل تقاوم ضمن إمكانياتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات حزب الله… ولا أخاف على دوري الدبلوماسي لأن المقاومة الدبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة”.
"الجمهورية": برّي: لا فيتو لدى "الخماسية".. ولبنان ينتظر سيجورني ولودريان وهوكشتاين تباعاً
بين مغادرة موفد دولي ووصول آخر ما تزال البلاد تنتظر الترياق لأزماتها المستعصية الرئاسية والسياسية والامنية الحدودية، على أمل ان تُسفر زيارة وزير الخارجية الفرنسية سيباستيان سيجورني عن جديد قد يُغني ويُثمن من جوع، بعد جولته على مصر والاردن وتل ابيب ورام الله، معطوفة على زيارة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لتل أبيب، حيث سيبحث كما الوزير الفرنسي في تهدئة الجبهات ولا سيما الجبهة الجنوبية وتطبيق القرار 1701 الى جانب جديد الملف الرئاسي. وفي الانتظار ايضاً، يترقّب لبنان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لمعرفة جديد الأفكار او المقترحات حول تحريك الملف الرئاسي، فيما الداخل يكتفي بتسجيل المواقف من دون مبادرات او اقتراحات.
بري والخماسية
في انتظار تَبلور ما لدى الخماسية العربية ـ الدولية وما سيحمله سيجورني وهوكشتاين ولودريان سواء حول الوضع على الجبهة الجنوبية وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، برزت امس مواقف لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري أدلى بها الى تلفزيون «الجديد» اكد فيها انه سمع من كل سفراء الخماسية الذين التقاهم الاسبوع الماضي «أن لا «فيتو» لديها على أيّ اسم ومن ضمنها السعودية»، وقال: «توافقنا على أنّ انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنّوا تسميته بالتشاور، لا حوار، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي».
واضاف بري: «لا جلسات (انتخابية) متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمّنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأيّ جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمّن نصاب الـ٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ86، فلو عقدتُ 50 جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ ايام، «يفترضوا إنّي عَم بِبلفهُن ويجوا يحرجوني».
واضاف: «إتفقتُ مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمّونه هم، (سفراء) الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي «ما عنّا مرشح على الاطلاق ولا عنّا «فيتو» على اي اسم، ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».
وعشيّة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري: «أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر. فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أنّ سعد الحريري هو الناجح الأكبر على رغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصدَ 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات».
وخَصّ بري جمهور حركة «أمل» برسالة قائلاً: «حركة «أمل» هي أمام «حزب الله» في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة «أمل» تقاوم ضمن إمكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات «حزب الله»... ولا أخاف على دوري الديبلوماسي لأنّ المقاومة الديبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة».
التغييريّون
في سياق متصل، قال مصدر في مجموعة النواب التغييريين لـ«الجمهورية» انّ «التغييريين كانوا أوّل مَن بادر الى تقديم الاقتراحات والمبادرات في شأن الاستحقاق الرئاسي، لكن لاحظنا انّ مبادرات الاطراف الاخرى كانت تنطلق من حسابات شخصية لا وطنية، ولا تقدم حلولاً لجميع المواطنين. عدا عن تعقيدات في الوضع الاقليمي تجعل الامور تتأزم أكثر. لذلك لن تلقى المبادرات اي نتائج في ظل هذا الوضع المعقّد لانتخاب رئيس خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية».
واشار المصدر الى انّ هناك لقاءات ستعقد مع كتل ومجموعات نيابية اخرى لمحاولة تنسيق المواقف والتوصّل الى توافقات معينة. لكن الانطباع لدى الجميع ان الانتظار ما زال سيّد الموقف بسبب استمرار الحرب في غزة والمنطقة، خصوصاً انّ المبادرات الخارجية جاءت لتملأ فراغا لبنانيا هو مِن صنع اللبنانيين أنفسهم، على أمل ان تنتج هذه المبادرات حلولاً مقبولة.
مزيد من الموفدين
الى ذلك، وفي خضم التحضير لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في قضايا مالية وادارية مختلفة، تستعد البلاد لاستقبال مزيد من الموفدين الدوليين وفي مقدمهم هذا الاسبوع وزير الخارجية الفرنسية الجديد ستيفان سيجورني الذي ينتظر وصوله بين مساء اليوم وصباح غد، مُنهياً جولة في المنطقة بدأها الجمعة الماضي.
وقالت مصادر ديبلوماسية تواكب هذه الزيارة لـ«الجمهورية» انّ جدول لقاءات سيجورني سيكون للمسؤولين الكبار، على عكس زيارة نظيره البريطاني ديفيد كاميرون التي استثنَت وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في خطوةٍ عدّت سلبية للديبلوماسية البريطانية التي يتهمها اللبنانيون برفض كل الافكار والطروحات اللبنانية الخاصة بأزمة النازحين السوريين في لبنان. لكنّ سيجورني سيحمل الرسالة الديبلوماسية والعسكرية عينها، وهو سيجدّد ما دأبت عليه الديبلوماسية الاوروبية، أي الدعوة الى أهمية تبريد الجو الامني جنوباً وتحاشي الانسياق الى حرب شاملة وعدم الانجرار وراء اي استفزازات من شأنها أن تطيح الاستقرار الموجود بالحد الادنى، على رغم من حجم الأضرار التي لحقت بعشرات القرى اللبنانية وتدمير مئات المنازل وما لحقَ بالثروة الحرجية والمحاصيل الزراعية من أضرار قُدّرت بمئات ملايين الدولارات، وحرمان الجنوبيين من الأمن الذي كان متوافراً بنسبة عالية.
لا موعد للودريان
وتأتي زيارة سيجورني إلى بيروت وسط تردّد أي مرجع سياسي او ديبلوماسي في تحديد أي موعد لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جولته الخامسة إلى لبنان، في ظل فقدان المعلومات التي تؤدي الى تحديد هذا الموعد ما لم يحمل جديداً. فنتائج زيارته الأخيرة للرياض والدوحة وحصيلة مشاورات سفراء اللقاء الخماسي لم تختمر بعد، ولم تعكس أي تقدّم من شأنه ان يقود لودريان الى بيروت ما لم تكن لديه اي أسرار لم تصل بعد إلى ايّ من المراجع اللبنانية بعدما تَعدّدت التجارب السابقة التي وصفت بالاستطلاعية أكثر من مرة، ولم تُفض بعد الى أي خطوة إيجابية.
هوكشتاين في لبنان؟
وفي انتظار أن تعبر زيارة رأس الديبلوماسية الفرنسية لبيروت، ليس مضموناً أن يستقبل لبنان هوكشتاين ما لم تنته زيارته لتل أبيب، التي بدأت في الساعات الماضية، الى جديد يَنقله الى المسؤولين اللبنانيين حول سعيه الى ترتيبات على الحدود الجنوبية بُغية إظهار الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كما أبلغ الى نواب من اعضاء الوفد النيابي الذي يزور واشنطن منذ منتصف الأسبوع الماضي، معبّراً عن اعتقاده بضرورة الافادة من اي تقدّم على مستوى التهدئة في قطاع غزة ليس على الوضع الأمني في الجنوب، بل انّ من المهم التوصّل الى ما يؤدي الى الفصل بين المسارَين الأمني المتفجّر في المنطقة والاستحقاق الرئاسي في لبنان، وهو أمر غير محسوم في ظل فقدان أيّ تفاهم يمكن التوصّل إليه للسير في الخطوات الواضحة والمُلزمة للانتهاء من مسألة تطبيق القرار 1701، وأوّلها معالجة النقاط الـ 13 التي تخترقها اسرائيل على طول الحدود الدولية والاستغناء عن الخط الازرق.
بين الجنوب وغزة؟
وعبّرت مراجع تتابع هذا الملف لـ«الجمهورية» عن مخاوف جدية من عدم قبول اسرائيل هذه المرة استمرار الوضع على ما هو عليه ما لم تنته الجهود الديبلوماسية المبذولة للفصل بين ما يجري على الجبهة الجنوبية والحرب على غزة، وهي تفصل تماماً بين الجبهتين بما يؤدي الى احتمال شن عمليات عسكرية في لبنان بمعزل عن التهدئة في غزة لئلّا يصبّ ما يجري لمصلحة «حزب الله» والمحور الايراني الذي يعتقد انه يمتلك ما يكفي من قواعد رَدع إسرائيل، إن أرادت المضي في خططها في الشمال فور التهدئة في غزة والتفرّغ لما يمكن القيام به من عمليات عسكرية وامنية تخطط لها ولا تنتظر «اليوم التالي» في غزة، والذي قد يطول انتظاره كثيرا بسبب الطروحات المتناقضة والمتباعدة التي لا تبشّر بالحل القريب.
ولا بين الجنوب والرئيس؟
وعليه، تستبعد المراجع عينها ان تنجح الديبلوماسية الغربية والاميركية والفرنسية تحديداً في إرضاء اسرائيل بالفصل بين جبهتَي غزة والجنوب في موازاة الفشل المبين في الفصل بين أزمتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي بحيث يمكن الافادة من أي هدنة للنفاذ بالاستحقاق إذا أمكن، مع العلم انّ دون ذلك عقبات كبيرة لمجرد إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الدعوة الى حوار مسبق في موازاة تمسّك «الثنائي الشيعي» بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية واستعدادات المعارضة لإحياء التقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، وهو ما يعني أنّ شيئاً لم يتغير بعد، وأنّ الجمود ما زال سِمة المرحلة وفق «ستاتيكو» قديم يخضع للتجديد في كل محطة تفرضها المواقف المتصلبة والمتباعدة.
مؤشرات إسرائيلية
وتستند المخاوف الديبلوماسية الى ما يعزّزها من مواقف اسرائيلية تصعيدية، آخرها المواقف المنسوبة الى عدد كبير من اركان حكومة الحرب الاسرائيلية والتي ترجمها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الذي قال في مؤتمر صحافي من تل أبيب: «انّ القوات النظامية والاحتياطية تجري تدريبات برًا وبحرًا وجوًا تحسّبًا لأي حرب في الشمال». وأضاف «أنّ «حزب الله» أخطأ عندما قرّر أن يهاجم إسرائيل بلا سبب». ولفت إلى أنّ «الأذرع الإيرانية تشكل تهديدا كبيرا»، مُدعياً مهاجمة «أكثر من 50 هدفًا لـ«حزب الله» في سوريا منذ بدء الحرب في غزة».
مجلس الأمن
وفي هذه الاجواء التصعيدية التي لفّت معظم ساحات المواجهة في المنطقة، تتجه الانظار الى جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستعقد عصر اليوم بدعوة من روسيا العضو الدائم فيه، والمخصّصة للبحث في تداعيات الضربات التي شَنّتها الولايات المتحدة الاميركية في سوريا والعراق رداً على مقتل ثلاثة من جنودها في الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الاردنية الاسبوع الماضي، والتي استهدفت مواقع لفصائل موالية لإيران تتّهمها واشنطن بمهاجمة قواتها في المنطقة.
جبهة الجنوب
وعلى صعيد الجبهة الجنوبية، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر امس على أحد منازل حي «الطرّاش» في بلدة ميس الجبل. كذلك اغار على بليدا تزامناً مع قصف مدفعي استهدفَ بلدة كفركلا وأطراف العديسة ومطلّ الجبل في مدينة الخيام وتلة الحمامص ومروحين وأطراف راشيا الفخار وكفرحمام، وطالَ لاحقاً أطراف الجبين وطيرحرفا وشيحين ومجدل زون.
وسجّل بعد الرابعة عصراً سقوط قذيفتين على تلة العويضة من جهة الطيبة، وقذيفة بين حولا ومركبا وحرج راشيا الفخار وحولا.
وفي بلدة بليدا كما عيتا الشعب وعيترون وكفركلا وغيرها من القرى الحدودية، حاول العدو الاسرائيلي تَرهيب مُشيّعين شهيدَي حركة «امل» علي خليل ومصطفى ضاهر، حيث قصف احد المنازل القريبة من جبانة البلدة بقذيفتي مدفعية، فكانت ردة فعل المشيّعين أن هتفوا: «لَبّيك يا حسين».
ورداً على الاعتداءات، استهدفت «المقاومة الإسلامية» عصراً موقع المرج ومبنيين في مستعمرة المنارة. وردت المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية وآخرها في بليدا وميس الجبل، باستهداف تجمّع للجنود الاسرائيليين في خلة المزرعاني جنوب موقع العباد. وقصف المقاومون موقع «رويسات العلم» في مرتفعات كفرشوبا المحتلة، وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وردّت حركة «أمل» ايضاً على الاعتداءات التي أسفرت عن استشهاد اثنين من عناصرها، باستهداف ثكنة ادميت بركة ريشا ومستوطنة مارغيليوت وموقعي حانيتا وعرب العرامشة ومستوطنة ايلون.
وذكرت معلومات اخرى انّ الاسرائيليين تلقّوا عصراً ضربة موجعة جداً في موقع حانيتا.
وتحدثت قناة 12 العبرية عن رصد عدد من عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى، وألحقَ صاروخ مضاد للدروع أضراراً بمرآب سيارات في مستعمرة يارؤون. فيما تحدثت وسائل إعلام اخرى عن إطلاق 3 صواريخ من لبنان تجاه مرغليوت. وإطلاق صواريخ من لبنان تجاه منطقة «هار دوف» (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة).
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية: «اليوم (امس) كان من أصعب الأيام التي عرفها الشمال خلال الحرب. تم تفعيل 21 صافرة إنذار في الجليل الأعلى، خلال ساعتين فقط».
وكانت قد بلغت حصيلة شهداء الغارة الاسرائيلية على بلدة الطيبة ليل امس الاول سقوط شهيدين وجريحين، فيما واصَل الجيش الإسرائيلي القصف بمدفعيته الثقيلة أطراف بلدات الناقورة ويارين ورميش وعلما الشعب والضهيرة وبيت ليف وجبلي اللبونة والعلام في القطاعين الغربي والاوسط.
وفي الداخل الاسرائيلي قال الرئيس السابق لوحدة «أمان» الإسرائيلية: «انه من المناسب عدم الانجرار إلى حرب شاملة مع «حزب الله»، بالتزامن مع الحرب في غزة، وذلك لأسباب عدة، ذلك أنّ الجمهور الإسرائيلي لا يعلم الثمن الباهظ، ليس فقط بالنسبة الى المستوطنات الشمالية، بل الى العمق الإسرائيلي بكامله، ومن الممكن أن يؤدي حتى إلى إشعال حرب «يأجوج ومأجوج» في المنطقة بكاملها».
ومن جهته المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قال: «الحرب ضد «حزب الله» تعني صواريخ ثقيلة على تل أبيب وجنوبها، كان يجب تحضير الجمهور الإسرائيلي لهذه الحقائق من قبل، لكن هناك من أراد عدم إثارة الخوف في المجتمع الإسرائيلي».
امّا رئيس مجلس مستوطنة «شلومي» عند الحدود مع لبنان غابي نعمان، فقال: «شعوري هو أنّ كل المؤتمرات التي جَرت، سواء مؤتمر وزير الحرب أو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ليست موجّهة لسكان الشمال، بل موجّهة للمبعوث الأميركي. أنا حقاً أعتذر، لكنني لا أثق في الجيش الإسرائيلي، لقد فشل في الجنوب، وأنا خائف جدًا من أنه سيفشل مرة أخرى في الشمال، خصوصاً مع وجود منظمة كبيرة جدًا عند الحدود».
"اللواء": بري يحسم المسار الرئاسي: لا جلسات بلا حوار مسبق وتعاميم الـ150 دولاراً في ملعب المصارف
مع دخول الحرب العدوانية- الاسرائيلية شهرها الخامس اليوم على غزة وأهلها، والامعان بالقتل «الدمار الشامل» على الصعد كافة، وثبات رجال المقاومة الفلسطينية على أرض الوغى بإنزال الخسائر المباشرة بجنود الاحتلال وآلياته ودباباته ومسيَّراته، بقيت جبهات المساندة، وأبرزها جبهة الجنوب اللبناني مفتوحة على كل الخيارات، في وضعية مستجدة طرحت الخيارات والاحتمالات للمرحلة المقبلة في ضوء المخاض الصعب على جبهة اسرائيل على مستوياتها كافة..
ومع وصول وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الى الشرق الاوسط، كأرض للصراعات ورسم سياسات الدول الكبرى بصرف النظر عن الحرب او الحروب الدائرة نتائجها، قفزت سلسلة من الاسئلة الى الواجهة:
1- هل تتعايش اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية لوقت غير قصير في دوامة حرب لا ترحم، والى متى؟
2 - هل يتمكن رأس الدبلوماسية الاميركية، المتعاطف مع اسرائيل من وضع خارطة طريق مع شركائه للخروج من وحول الحرب ومستنقعاتها؟
3 - هل تدخل المنطقة في هدنة شهر رمضان المبارك، خلال الشهر الفاصل عن بدء الصيام في نهاية الثلث الاول من آذار المقبل.
وفي سياق الاجابات،أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان، تندرج ضمن الزيارات التي يقوم بها عدد من وزراء خارجية الدول الاوروبية والموفدون الدوليون، لتطويق ذيول الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، والعمل على منع توسع هذه الاشتباكات الى حرب واسعة النطاق، والتوسط بين الطرفين، لانهاء الاشتباكات والتفاهم على ارساء ترتيبات امنية استنادا للقرار الدولي رقم١٧٠١.
ونفت المصادر علمها باي مبادرة فرنسية خاصة يحملها الوزير الفرنسي في جعبته، الا انها لم تستبعد ان يحمل افكارا محددة، يطرحها خلال مباحثاته مع المسؤولين، انطلاقا من العلاقات الجيدة التي تربط فرنسا بلبنان وإسرائيل، ومن خلالها لتذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر، لوضع حد للتصعيد الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، وإن كان تحقيق مثل هذا الهدف يبدو صعبا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.
ولاحظت المصادر ان تركيز وزراء الخارجية الاجانب يركزون في مناقشاتهم على وجوب تطويق الاشتباكات الدائرة في الجنوب وتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، بينما يطرح ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية جانبيا، ما يدل بوضوح على ان الاولوية التي يركز عليها هؤلاء الزوار والموفدين، هي لانهاء التصعيد جنوبا، وليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفصلت المصادر بين زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان، وهي الاولى له منذ تسلمه مهام وزارة الخارجية، وبين مهمة الموفد الفرنسي ايف لودريان المكلف بمتابعة وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية حصرا، واشارت إلى ان اي موعد لم يحدد لزيارة لودريان إلى لبنان بعد، ما يؤشر ان ملف الانتخابات الرئاسية، ما يزال معلقا بانتظار انتهاء حرب غزّة على الاقل.
وتطرقت المصادر الديبلوماسية إلى مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، واشارت إلى ان زيارته للمنطقة محددة بزيارة إسرائيل حتى الان، بينما زيارته إلى لبنان لم تطرح بعد، الا اذا حمل مقترحات وافكار إسرائيلية مفيدة، تتطلب طرحها على المسؤولين اللبنانيين، ولكن حتى الساعة لم تتبلغ وزارة الخارجية شيئا بهذا الخصوص.
ولكن مهما يكن من امر ما يجري، فإن لبنان يمضي ليومه السياسي والحكومي والمعيشي، ليس على سبيل التعايش وحسب، بل على سبيل معالجة، ما يمكن علاجه بما هو متوافر.
فبعد ان انجز حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وعده باصدار تعميم الـ150 دولاراً يمكن لاصحاب الحسابات المودعين المكونة بعد 31ت1 (2019) من المصارف العاملة كلها تتجه الانظار الى كيفية التطبيق بدءا من اليوم، فالكرة الآن في ملعب المصارف، التي تعقد اجتماعات عمل الرؤية ماذا ستفعل.
فقد أصدر مصرف لبنان تعميمين يتيح التعميم الأول (166) لأصحاب الحسابات الدولارية التي تم فتحها بعد تاريخ 31 تشرين الأول من العام 2019 سحب 150 دولاراً شهرياً وفق شروط محددة (مرفقة ربطاً) ويُعد هذا التعميم بديلاً عن التعميم رقم 151 منتهي الصلاحية نهاية 2023. ويُعمل بالتعميم المذكور حتى نهاية شهر حزيران من العام 2024 قابل للتجديد.
بري: يجوا يحرجوني!
رئاسياً، كشف الرئيس نبيه بري، مع بداية الاسبوع، عن سلسلة من المواقف او المحطات من شأنها ان تزيل الغموض، وتفتح الطريق امام خريطة وضوح في المسار الرئاسي،:
1 - قال بري عن اجتماعه مع سفراء الخماسية: اتفقت معهم على أن يساعدونا على انتخاب من نسميه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم، الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي: «ما عنا مرشح على الاطلاق ولا عنا فيتو على اي اسم ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».
2- اشار بري الى انه سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقا، وتمنوا تسميتها تشاور، لا حوار، وكنت متجاوبا مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي.
3 - شدد بري على ان لا انتخاب من دون تشاور او حوار، وبالتالي لا جلسات متتالية.. واذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب ال٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب ال86، فلو عقدتُ خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة اقصاها ٧ ايام، «يفترضوا اني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني».
وفي التفاتة تجاه مجيء الرئيس سعد الحريري للمشاركة في احياء الذكرى 19 لاستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحب بري بالرئيس الحريري، وقال: «أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر»، فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات».
ولاحظت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء» أن رفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب متتالية قبل إجراء الحوار بهدف التوافق كما يقول يدفع إلى وضع الاستحقاق الرئاسي في مهب الريح، ورأت أن تمسك رئيس المجلس بهذا المبدأ يخالف العملية الدستورية بشأن الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه بتكرار هذا الموقف يعرقل الاستحقاق وإن إجراء الحوار قبل الدعوة لجلسة الانتخاب مرفوض من قبل قوى المعارضة.
إلى ذلك اعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جهود اللجنة الخماسية لن تتوقف في هذا الملف وإي تعليق لهذه الجهود لم يتخذ، وأوضحت أن ما قاله رئيس المجلس بشأن الحوار يندرج في إطار محاولة جديدة منه لانجاح هذه الدعوة واختبار مواقف القوى منه مجددا لاسيما أنه يعتبر ان هناك حاجة إلى مسعى محلي.
الراعي: لبنان تحوَّل إلى دولة دينية
وبعد ان هدأت الحملة ضد تصريحه في ما خص «ثقافة الموت»، ذكَّر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بموقفه من حرب غزة، وقال: منذ بداية حرب اسرائيل على غزة، بالشكل الوحشي الذي رأيناه، اعتبرناها حرب ابادة للشعب الفلسطيني وتصفية لقضيته، وأدناها تكرار..
وفي ما خص لبنان، اضاف: دعونا الى التقيد بالقرار 1701 من الجانبين الاسرائيلي واللبناني حماية لبلدات الجنوب الحدودية من القصف والقتل والتهجير والتدمير.
واستطرد: بحرمان لبنان من الرئيس انكشفت النيات من خلال نتائج الفراغ، كتحويل لبنان الى دولة دينية، طائفية، مذهبية، بعدما كان دولة تفصل الدين عن السياسية، كما نشهد اليوم في التعيينات عامة، والقضائية خاصة.
استهداف المشيِّعين
وفي حماقة غير مسبوقة، تمادى جيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف المشيِّعين لشهيدي حركة امل في قرية بليدا، بعد ان قصف محيط البلدة، وبلدات اخرى امتدت من تلة العويضة الى حولا ومركبا ومروحين ومجدل زون وطيرحرفا الشمالية والجبين..
ووضعت المقاومة معادلة المبنى مقابل المبنى، بالمقابل، قصفت المقاومة الاسلامية موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك استهدفت مبنيين في مستعمرة المنارة، وكان ضربت السبت الماضي ثكنة برانيت بصاورخي «قلق1» واصابتهما اصابة مباشرة.
إقرأ المزيد في: لبنان
15/11/2024