معركة أولي البأس

لبنان

عدوان أميركي على سوريا والعراق.. والعدو لا يريد تهدئة جنوب لبنان
03/02/2024

عدوان أميركي على سوريا والعراق.. والعدو لا يريد تهدئة جنوب لبنان

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بالعدوان الأمريكي مساء الجمعة على مناطق حدودية بين سوريا والعراق في ردّ على مقتل وإصابة جنود أمريكيين في الأردن قبل أيام قليلة بطائرة مسيّرة.
وتناولت الصحف التهديدات الصهيونية للبنان وسط مخاوفه من تكريس الواقع الخوف لدى مستوطنيه على الحدود الشمالية في حال وقف إطلاق النار، إلى ذلك يبدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت جولة تشمل مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، كما يزور لبنان المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين.


"الأخبار": العدو: التهدئة في غزة لا تشمل جنوب لبنان

يواصل المسؤولون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون إطلاق التهديدات بتوسيع الحرب على لبنان، بالتزامن مع وساطات وأفكار أميركية وغربية للتوصل إلى صيغة جديدة لإدارة الوضع في الجنوب، تتضمن تلبية لمطالب العدو بخلق ظروف ميدانية يبتعد بموجبها رجال المقاومة عن الحدود مع فلسطين.احتمال التوصل إلى هدنة قريبة في قطاع غزة، وانعكاسها على الجبهة الشمالية، يفاقم من أزمة العدو الذي لا يزال يصرّ على العودة إلى الحرب في غزة بعد إنجاز عملية التبادل، ما يعني عودة الجبهة اللبنانية إلى الاشتعال. وهذا ما يجعله مضطراً للقيام بخطوات مسبقة في ظل الضغط الذي يفرضه نزوح أكثر من 150 ألفاً من سكان المستعمرات المحاذية للحدود اللبنانية، وهو ما عبّر عنه معلقون إسرائيليون أمس، بالتساؤل حول «ماذا سيقول الجيش للناس؟ اذهبوا ورتّبوا أموركم، ولكن تحضّروا للنزوح مجدداً بعد شهر أو شهرين أو أكثر؟».

على هذه الخلفية، رفع العدو من مستوى تهديداته، لكنه اختار طريقة جديدة في الحديث عن الجبهة الشمالية من دون ربطها بمجريات الأمر على جبهة غزة. وكان البارز أمس جولة وزير الحرب يوآف غالانت في المنطقة الشمالية، وقوله إنه «إذا اعتقد حزب الله أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، سيوقف إطلاق النار ونحن سنفعل ذلك أيضاً، فإنه بذلك يرتكب خطأ كبيراً». وأضاف: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه إعادة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، إما من خلال تسوية أو بطريقة عسكرية، سنكون قادرين على أن نكون مطمئنين».

ويشير موقف غالانت إلى خشية العدو من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تكريس الوضع القائم على حدود لبنان. في حين أن العدو يطمح إلى إعادة إنتاج وضع ميداني وأمني يحول دون استمرار الوضع الذي كان قبل السابع من تشرين الأول. وفيما يحاول غالانت من خلال هذا الموقف الضغط على المقاومة وعلى الداخل اللبناني بالتلويح بأن الوضع الأمني سيبقى متفجّراً إن لم تتم تلبية المطالب الإسرائيلية، إلا أنه يتجاهل مسألة أساسية، وهي أن استمرار اعتداءات جيش العدو بعد وقف إطلاق النار في غزة، سيحول المعركة إلى لبنانية بامتياز، ويصبح فيها حزب الله في موقع المدافع عن أمن بلاده».

العدو يخشى من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تكريس الوضع القائم مع لبنان

وبحسب القناة 12 العبرية، فإن «جهوداً كبيرة يتولاها الأميركيون للوصول إلى تسوية». ونقلت عن مصادر إسرائيلية أنه «حتى نجاح التسوية، فإن الجيش مستمر في ضرب نشطاء وبنى تحتية تابعة لحزب الله». كما أشار قنصل إسرائيل السابق في نيويورك، ياكي ديان، إلى أن الجهد الأميركي حالياً يتركز على منع فتح جبهة إضافية في لبنان. «وهذا الأمر يقلق الأميركيين جداً، فحتى حين يدرسون كيفية الرد على الإيرانيين وسيردون، يقومون بذلك بشكل لا يؤدي إلى فتح معركة إقليمية. ويعود ذلك إلى أن الولايات المتحدة في عام انتخابات، وأسعار النفط هي ما ستقرر. لذلك الولايات المتحدة مصرّة على منع معركة إقليمية في الشمال».

في غضون ذلك، تحدثت أوساط سياسية لبنانية عن زيارة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين إلى بيروت، بعد زيارته مطلع الأسبوع إلى كيان الاحتلال في إطار استمرار المساعي لتجنب التصعيد بين لبنان وإسرائيل. وقالت مصادر في الوفد النيابي الذي زار واشنطن (ضمّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، والنواب آلان عون، نعمة أفرام، ياسين ياسين وأسعد درغام)، وعقد لقاءات مع مسؤولين من بينهم هوكشتين ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن هؤلاء «سمعوا بأن الوسيط الأميركي قد يزور بيروت بعد تل أبيب حيث سيحاول وضع أرضية للاتفاق بالتوازي مع مسار التهدئة في غزة»، فيما لم تتبلغ أي من الجهات السياسية في بيروت بمعلومات عن الزيارة التي قالت مصادر إنها تعتمد على «ما سيتم التوصل إليه مع الإسرائيليين».

إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت جولة تشمل مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، و«تتمحور حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة».


 

"البناء": غارات أميركية على الحدود السورية العراقية تشمل الميادين والبوكمال والقائم

نفذت واشنطن الرد العسكري الذي وعد به الرئيس الأميركي جو بايدن بعد العملية التي نفذتها المقاومة العراقية على قاعدة البرج 22 وقتلت ثلاثة جنود أميركيين وجرحت أربعين، وتضمّن الرد غارات بالصواريخ نفذتها طائرات حربية أميركية على مناطق الحدود السورية العراقية استهدفت مواقع تستعملها قوى المقاومة، يفترض أنه تمّ إخلاؤها منذ أيام. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن هناك حصيلة من الشهداء والجرحى لم يُعرَف إذا كانوا من المدنيين، او من حراس المقار، أم أن بينهم شخصيات قيادية في قوى المقاومة، خصوصاً أن البيان الصادر عن قيادة المنطقة الوسطى في القوات الأميركية تحدث عن غارات واستخدمت فيها قاذفات استراتيجية جاءت من خارج المنطقة، وأن القصف استهدف 85 موقعاً بـ 125 صاروخاً وقذيفة.

حتى منتصف الليل لم يكن ضمن العمليات استهداف في العاصمة العراقية بغداد، والتزمت واشنطن بما أعلنته عن عدم الرغبة بحرب مع إيران، رغم ما تضمّنه بيان قيادة المنطقة الوسطى عن أن الاستهداف تمّ لمقار فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة لمن وصفتهم بالميليشيات التابعة له؛ بينما أفادت مصادر متابعة في مناطق الاستهداف أن المقار عائدة لقوات الحشد الشعبي العراقي.
بعد دقائق من الجولة الأولى للغارات الأميركية التي نفذت على عدة جولات، أعلنت مصادر في المقاومة العراقية أنها ردّت على الغارات باستهداف القواعد الأميركية شرق سورية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

مصادر متابعة للمشهد الإقليمي توقعت تكرار الهجمات الأميركية، لكن مع بقائها تحت سقف عدم التصعيد بما يجعل الأمور تخرج عن السيطرة، خصوصاً مع التسريبات التي تتحدّث عن تفاهمات قادها وسطاء بين واشنطن وطهران رسمت خطوطاً حمراء للرد، وفتحت الطريق للتعاون في خفض التصعيد وفتح طريق التفاوض بحثاً عن مسارات سياسيّة للخروج من المناخات الحربية في المنطقة، سواء عبر السير بجدولة الانسحاب الأميركيّ من العراق الذي سيفتح طريق الانسحاب من سورية أيضاً، أو عبر فتح الطريق نحو صيغة تنهي الحرب في غزة بعدما فشل جيش الاحتلال بتحقيق الانتصار المفترض على المقاومة رغم مرور أربعة شهور على بدء الحرب.

وفيما تبشّر المعلومات والأجواء الآتية من مفاوضات باريس بارتفاع فرص التوصّل إلى تسوية لهدن متتالية تتخللها جولات تبادل أسرى وجثث بين «إسرائيل» والمقاومة الفلسطينية تفتح الباب لوقف دائم لإطلاق النار، تشير مصادر «البناء» أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودول أوروبية وعربية عدة تبذل مساعي دبلوماسية وسياسية مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس لتذليل العقد أمام صفقة التبادل، وذلك بطلب إسرائيلي بعكس التصريحات العالية السقف التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون لا سيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يكرّر بأنه لن يوقف الحرب حتى القضاء على حماس. ولفتت المصادر الى أن الانهيار الذي يحصل في كيان الاحتلال على كافة المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والجبهة الداخلية، دفع الدول الراعية للكيان الإسرائيلي للتدخل لإنقاذ الكيان ومحاولة تغيير حكومي سريع لتحضير حكومة جديدة تواكب مرحلة تنفيذ أي اتفاق للتبادل ووقف إطلاق النار، ولاحقاً لمرحلة اليوم التالي للحرب. وأوضحت المصادر أن «صمود المقاومة في غزة وأهلها أفشل أهداف الحرب الإسرائيلية وحقق الانتصار للمقاومة والذي بدأت تداعياته بالظهور وستظهر تدريجياً في الأيام والأشهر المقبلة على القضية الفلسطينية وعلىى مستوى المنطقة برمّتها».

وفي سياق ذلك، شدّد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال كلمة له في ذكرى أربعين القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضا موسوي، على أنّه «إلى الآن مرَّ أربعة أشهر ومن الآن نستطيع أن نعلن نصر المقاومة، وأي وقت إضافي هو هزيمة إضافية لـ»إسرائيل» وبلورة نصر أفضل لمصلحة الفلسطينيين، لأنَّهم صمدوا ولم يتمكّن الإسرائيلي رغم النذالة ورغم الاعتداءات على المدنيين والأطفال وتدمير البيوت، وهو عمل جبان لا أخلاقيّ حقير يعبِّر عن إبادة، مع ذلك استطاع الشعب الفلسطيني مع مقاومته أن يقف ويصمد، والآن هم سيلهثون وراء الحل الذي سيكون على الشاكلة التي ترضي فلسطين والقدس إن شاء الله تعالى».

ولفت قاسم إلى أنّه «من حقنا أن نجتمع مع إيران، يقولون أحياناً كيف تصنعون محوراً؟ وكيف تجتمعون مع بعضكم؟ هذا تدخل في شؤون الدول في ما بينها؟ أبداً، إيران لم تتدخل مع أحد، هي تدعم حزب الله وتدعم المقاومة في فلسطين، كما وتدعم المقاومين في المنطقة، لكنها لم تطلب شيئاً ولم تأخذ شيئاً».
وأضاف قاسم «كثير من الناس لامونا لأننا ساندنا غزة، نحن نقول يجب أن نساند غزة ويجب أنتم أن تساندوا غزة، يجب على كل العرب وعلى كل المسلمين أن يساندوا غزة. نحن نسألهم لماذا لا تساندون غزة؟ لماذا لا تقفون معها؟ لماذا لا تقطعوا العلاقات مع «إسرائيل»؟ نحن الذين نسألكم لماذا لا تدعمون فلسطين؟ لا أنتم ولا غيركم يحق له أن يسألنا لماذا ندعم فلسطين، فهذا حقنا وحق فلسطين وحق الأقصى وحق الكرامة الإنسانية».

وفي إطار ترقّب تداعيات الحرب والانتصار الفلسطيني على المنطقة، تتجه الأنظار الى وضع الجبهة الجنوبية بحال توقف إطلاق النار في غزة. وما إذا كان العدو الإسرائيلي سيواصل عدوانه أم سيتوقف، إذ قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إنه «عندما نحقق الأمان في الشمال سواء عسكريًا أو عبر تسوية، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء».
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن «وقف إطلاق النار بطبيعة الحال سينعكس على الجبهة الجنوبية، بوقف العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله و»إسرائيل»، وقد بدأت الجهود الدبلوماسية الآن من خلال زيارات الموفدين الأوروبيين والأميركيين إلى لبنان للتحضير لمرحلة ما بعد الحرب في غزة والاتفاق على إجراءات أمنية على الحدود، وكل ما يحتاجه تطبيق القرار 1701 من ترتيبات لنشر قوات اليونفيل ودعم مالي للجيش اللبناني ليقوم بدوره إضافة الى انسحاب إسرائيلي شامل من الأراضي اللبنانية المحتلة مع بعض الاستثناءات. وهذا ما طرحه مبعوث بايدن الخاص آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة الى لبنان».

ويصل هوكشتاين إلى «إسرائيل» مطلع الأسبوع المقبل، وفق ما أوردت «هيئة البثّ الإسرائيلية». وعلمت «البناء» أن هوكشتاين سيزور لبنان أيضاً.
واستمرّت الجهود الدولية لاحتواء الوضع على الحدود، ونقلت قناة «الحدث» عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها في تصريح لها، إنّ «وزير الخارجية ستيفان سيجورني سيتوجه إلى لبنان لبحث ضرورة إيجاد حل دبلوماسي بين لبنان و»إسرائيل»».

وعبّرت عن القلق من «الوضع على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» ونواصل نشاطنا لمنع تفاقم الوضع»، مضيفة «متمسكون بالحفاظ على أمن اليونيفيل وتمكينها من القيام بمهامها».
ونقلت مصادر إعلامية محلية، أن وزير ستيفان سيجورني سيسبق الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، ويصلها الثلاثاء المقبل ضمن حلقة من سلسلة زيارات ستشمل مصر والأردن و»إسرائيل» ورام الله، من دون أن تتعارض زيارته الخاطفة مع مهمة سلفه، باعتبار أنها تنحصر بالملف الأمني، وقد يحمل معه وفق التوقعات إجابات إسرائيلية حول أسئلة تتصل بالوضع الحدودي وإمكان تهدئة الجبهة الجنوبية.
وأشار وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني ديفيد كاميرون الذي زار بيروت أمس الأول في تصريحات صحافية، الى «أنّنا بحاجة إلى وقف التّصعيد والبحث عن البديل. هناك بديل جيّد يتضمّن تطبيق القرار 1701، وهذا يعني أن ينقِل «حزب الله» قوّاته إلى شمال نهر اللّيطاني، والتّرسيم الصّحيح للخط الأزرق على الحدود، ورفع مستوى التّدريب والاستفادة من الجيش اللبناني للقيام بالمزيد من الدّوريّات الحدوديّة».

وكانت الجبهة الجنوبية حافظت على سخونتها أمس، وأعلن حزب الله عن سلسلة عمليّات نوعية ضد أهداف إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، رداً على ‌‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، حيث استهدف مبنىً في مستعمرة أفيفيم وموقع ‏رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وانتشارًا لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم.
في المقابل تواصل العدوان الإسرائيلي على القرى الجنوبية. واستهدف جيش الاحتلال محيط تلة حمامص في سردا بالقذائف المدفعية. كما سقطت قذيفة دخانية بين المنازل في بلدة الخيام. واستهدف القصف المدفعي أطراف طيرحرفا الشمالية، وأطراف وادي حسن مجدلزون. وشنت الطائرات الحربية سلسلة غارات استهدفت اطراف بلدات مروحين وزبقين وجبل بلاط في القطاع الغربي.

داخلياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والسياسية في ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على قطاع غزة والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستكمل وفد من النواب يضمّ كلاً من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنواب ألان عون، نعمة فرام، ياسين ياسين، وأسعد درغام زيارته إلى واشنطن بلقاء جمعهم بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف حيث تم التشديد على ضرورة ان يسعى اللبنانيون إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء الدولة، كما العمل على تحييد شبح الحرب الشاملة عن لبنان. وقد أكدت ليف في هذا السياق، أن اللجنة الخماسية تسعى لمساعدة لبنان لإيجاد حل لأزمته السياسية لكن لا يمكنها ان تحل مكان اللبنانيين في التوصل الى حل داخلي والتفاهم في ما بينهم، مشددة على أن الحل في نهاية المطاف هو من مسوؤلية اللبنانيين أنفسهم.


 

"اللواء": «مغامرة منصوري»: وقف النهب وتثبيت حق المودع بالدولار

بالتزامن مع الجهود القائمة لوقف متدرج للحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة، عبر مدخل ما بات يعرف بـ «صفقة التبادل»، والتي يتولاها الجانب الاميركي بالتنسيق مع كل من مصر وقطر ودول عربية أخرى، بقيت الساحة الدبلوماسية هي متاحة لدبلوماسيين اوروبيين وأميركيين لالتقاط الفرصة المؤاتية لتحويل أي هدنة أو حالة استرخاء أمني الى هدنة او وقف للنار، ليس على جبهة غزة، بل على سائر الجبهات المترابطة والمساندة، وهو ما عبّر عنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن لا مكان لأي امر قبل وقف العدوان على غزة، في اشارة اعتراضية وبقوة، على الضغوط الغربية الجارية لربط مصير حزب الله، لجهة جبهة الجنوب بمصير حركة حماس، بعد انتهاء حرب غزة.
وغادر وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون بيروت بالتأكيد على النقاط التي اثارها خلال اجتماعاته مع كل من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وبالاشارة الى الحاجة الى ترسيم جديد للحدود اللبنانية للتأكد من التوافق عليه، والتشديد على اقناع حزب الله بمغادرة جنوب الليطاني، على ان تحل هناك قوات لبنانية بعد تعزيز وزيادة عديد الجيش اللبناني المفترض انتشاره وهناك (14 الف عسكري).

ويأتي الاسبوع المقبل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سجورنيه الى بيروت في سياق مهمة التهدئة في الجنوب، وربما يكون الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عرَّج الى العاصمة اللبنانية بعد زيارة اسرائيل بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في الشرق الاوسط.
واوضح مصدر في الخارجية الفرنسية ان تطبيق القرار 1701 والذي بعضه يتوقف على اليونيفيل، ابرز ما يبحثه وزير الخارجية الفرنسي.
وقال المصدر ان الوزير الفرنسي سيشدد على ضرورة ايجاد حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل.
ووسط الحركة الدبلوماسية الفرنسية باتجا لبنان، يعاود مجلس الوزراء جلساته، الخميس المقبل، بجدول اعمال متراكم (60 بنداً وأكثر) فضلا عن بنود الحوافز الانتاجية المقترحة لموظفي القطاع العام ومتقاعدين من مدنيين وعسكريين.

ورفضت رابطة موظفي الادارة العامة ما يتردد عن اضافة 3 او اربع رواتب (على الاساس)، مطالبة تبني اقتراح رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي لجهة رفع الزيادات الى 8 اضعاف خاصة بالنسبة للموظفين الصغار، ليصبح الحد الادنى (13 مليون+ 20 مليون= 33 مليون دون احتساب بدل النقل).
ويخشى ان تؤدي هذه الضغوطات المطلبية الى ارجاء عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.
وفي الاطار التوظيفي دعت رابطة اساتذة التعليم الثانوي الزملاء (ملاك، متعاقدين، متقاعدين، مستعان بهم) إلى الاستعداد لأي تحرك مقبل، لنحصل حقوقنا موحدين، ونكمل مسيرة التعليم بأمان معيشي وحياة كريمة».

وطالب بـ الاسراع في اقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة تحاكي الواقع المأساوي، وتجابه التضخم المالي والنقدي، وخصوصا أن كل جبايات الدولة أصبحت على دولار السوق أما رواتب الموظفين بقيت على حسابات غير منطقية، على أن تشمل هذه السلسلة كل مسميات القطاع التعليمي- التربوي (ملاك، متقاعد).
-رفض بعض بنود التعديلات الضريبية في الفصل الثالث من الموازنة التي تحمل المواطن العبء الكبير من الضرائب المفروضة عليه.
-التوازن بين الراتب الأساسي للموظف والزيادات عليه، وبين الضرائب؛ فلا يعقل أن يزاد الراتب 7 مرات في حين أن الضريبة قد زادت أكثر من 60 مرة.
- تصحيح أجر ساعة التعاقد (المتعاقد والمستعان بهم)، والعمل على ضمانهم أسوة بالزملاء الأساتذة الملاك.

المركزي يحسم

واستبق المصرف المركزي قرارات الحكومة، في حال انعقد مجلس الوزراء، والذي اجتمع مجلس المركزي امس برئاسة الحاكم بالانابة وسيم منصوري واستمر 8 ساعات القرار لجهة حسم التوجه الى اصدار تعميم بديل للتعميم 151، ورقمة سيكون 166، ويقضي بالتزام المصارف بدفع 150دولارا اميركيا شهرياً لكل مودع، تدفع مناصفة بين جمعية المصارف والمصرف المركزي.
ووحد منصوري سعر الصرف، الذي يمكن ان تأخذ به المصارف بـ89500 ل.ل، على ان يختفي سعر سحب اموال المودعين على سعر 15000 ل.ل بعد صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
وحسب اوساط المركزي، فإن المصارف القادرة على الاستمرار، والعاجزة، لا يمكن لها ان تحجز مكاناً في جمعية المصارف العاملة.
لكن المصرف المركزي، حسب اوساطه، متمسك بمساعدة المصارف لاعادة التوازن، واطلاق عملية القطاع والاستدانة بالدولار.
وقالت مصادر المودعين ان تعاميم منصوري ستكون اشبه بمغامرة لوقف النهب وتثبيت حق المودع، باستعادة وديعته بالدولار الأميركي.
شعبياً، أثار عدم صدور قانون الموازنة العامة بلبلة في معظم إدارات ومؤسسات الدولة ولاسيما منها التي تتقاضى الرسوم والضرائب على اساسها، وتريث البعض منها بتقاضي الرسوم المتوجبة بانتظار نشر قانون الموازنة بالجريدة الرسمية، بينما تبين ان هناك التباسا في بعض الأرقام الواردة بالقانون، يجري التأكد من مطابقتها لما تم التصويت عليه من قبل النواب في الجلسات الاخيرة للمجلس النيابي.
ونيابياً ايضاً، يستعد تكتل الجمهورية القوية لتقديم طعن ببعض بنود الموازنة، بعد صدوره في الجريدة الرسمية.

الخماسية

على صعيد تحرك الخماسية، أعربت  مصادر  نيابية في كتلة التنمية والتحرير النيابية لـ «اللواء» عن اعتقادها أن ما سُرِّب لجهة فشل مسعى اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي  بعد لقاء سفرائها مع الرئيس بري  لا يتطابق مع الواقع. وقالت إن المعطيات التي أحاطت بهذا اللقاء اكدت أنه كان جيدا من حيث الشكل والمضمون وإن الجانبين ابديا ارتياحهما خلاله.
وذكرت المصادر بأنه خلافا لما نقل لم يتم التطرق إلى أسماء  أو تبادل أي اسم.
وفي السياق نفسه ،سألت أوساط سياسية عن توقيت الحديث عن هذا الفشل وما الهدف من الإشارة إلى هذا المناخ وهل فعلا بات الملف الرئاسي في خبر كان، الأمر الذي ينتظر إجوبة في الأيام المقبلة من المعنيين.
وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن أي مناخ قطعي في هذا الملف قبل أن يصدر أي توضيح من المعنيين.

الوضع الجنوبي

تستمر الاعتداءات الجوية والمدفعية من العدو الاسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب اللبناني حيث اسفرت الاعتدات عن حصيلة جديدة من البيوت المدمرة والاحراج المحروقة بفعل القنابل الفوسفورية، بدورها ردت المقاومة على هذه الاعتداءات مستهدفة مراكز جيش العدو ومستعمراته بصواريخ بركان محققة اصابات مباشرة فيها.
وأكدت المقاومة الاسلامية، انه تم استهداف موقع رويسات العلم وانتشار لجيش الاحتلال الاسرائيلي في محيطه بالاسلحة الصاروخية، كما استهدفت المقاومة جبل الباطل، وردت مدفعية الاحتلال بقصف بلدة عيترون.
واستمر وزير دفاع العدو الإسرائيلي يوآف غالانت،  بتصريحاته الاستفزازية.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ، أضاف غالانت: «إذا كان حزب الله يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً».
وقال: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء».

 

"الجمهورية": هوكشتاين آتٍ لـ"المهمّة الصعبة"

بات الغموض هو الصفة الملازمة للواقع الداخلي المُحاصر بمجموعة ملفات متفجّرة، فلا شيء واضحاً في ما خصّ الملف الاقتصادي وما يلوح في أفقه من أزمات معيشية وحياتية واجتماعية، فيما الملف السياسي الطافح اصلًا بتعقيدات متعدّدة الأشكال والألوان، وألغام مختلفة الأحجام، مسجّى من جديد على مائدة محاولات خارجية يائسة لكسر التعطيل وفتح الباب الرئاسي، نجاحها مرهون بحصول معجزات ترسم نقطة التقاء بين خطوط التناقض الداخلي المتوازية. واما الملف الأمني فقابع فوق برميل بارود، وليس في ذهن أي من اللاعبين بنار الحرب والتصعيد، صورة ولو تقريبية، لما ستؤول اليه في الميدان العسكري المتصاعد على امتداد الجبهة الجنوبية، والى اي اتجاه ستتدحرج كرة النار.

واقع مفخخ

هذا الواقع المفخخ، فرض على اللبنانيّين حالة انتظارية طويلة الأمد، في زوايا القلق والخوف مما يخبئه الآتي من الأيام من أثقال وتداعيات تُضاف إلى معاناتهم المزمنة وتفاقمها؛ انتظروا الموازنة، فإذا بها، وباعتراف صانعيها، مجرّد خزّان لأعباء اضافية على الناس، وراهنوا على استفاقة سياسية تتلقف حراك الوسطاء لإحداث خرق رئاسي، فاصطدموا بلعنة التعطيل المستوطنة في نفوس المكابرين الذين دخلوا الشهر السادس عشر في صراعهم العبثي على حلبة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.

هي اللعنة التي تهدّد جهود «اللجنة الخماسية»، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «التقييم الذي خلص إليه مطلعون على تفاصيل حراك «الخماسية» لا يبعث على التفاؤل، ويزرع شكوكاً حول تمكّن اللجنة بخرق في الجدار الرئاسي، حيث انّ الحركة الاستطلاعية التي قام بها سفراء دولها في بيروت أخيراً، عنوانها الأساسي تمنيات تقليدية بحسم الملف الرئاسي، مقرونةً برغبات مكرّرة بتجاوب السياسيين في لبنان مع مصلحة بلدهم، واما في جوهرها فلم تعكس امتلاك «الخماسية» أيّ فكرة حل، او أيّ طرح من عندياتها يمكن أن يُبنى عليه لتحريك الملف الرئاسي الى الأمام».

الخيار الثالث مجدداً

واذا كان سفراء اللجنة، وكما نُقل عنهم، قد أكّدوا على الموقف الواحد لأطراف «الخماسية» من الملف الرئاسي، والـ«لا فيتو» على أيّ مرشّح، وانّ الحل الرئاسي البديهي هو بيد اللبنانيين والتوافق في ما بينهم على رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة كشفت لـ«الجمهورية» ما يُقال داخل الغرف المغلقة، مشيرة الى انّ حراك اللجنة المتجدّد، ينطلق من قراءة للواقع الرئاسي ومواقف الاطراف منه، ومجريات الجلسات الانتخابية الفاشلة التي عقدها مجلس النواب، وبالتالي فإنّ التوافق الذي تدعو اليه اللجنة «الخماسية»، لا يعني الدخول في حوار واسع للتوافق على سلّة مفتوحة للمرشحين، وخصوصاً انّ ثمّة دعوات سابقة الى هذا الامر كان مصيرها الفشل، بل أنّ جوهر الدعوة الجديدة، هو التوافق على خيارات رئاسية جديدة خارج الأسماء المتداولة، والتي لم يتمكن اي منها من الحصول على اكثرية الفوز في الجلسات الانتخابية، وهو ما سبق للوسيط الفرنسي جان إيف لودريان أن طرحه في زياراته السابقة، من دون أن يوفّق في تسويقه».

المطلوب أفكار «دسمة»

ورداً على سؤال، لم ينفِ مرجع مسؤول أو يؤكّد ما يُقال في موازاة حراك «الخماسية»، إلّا أنّه قال لـ«الجمهورية»: «اثبتت التجربة في كل الملفات الداخلية، وعلى وجه التحديد الملف الرئاسي، استحالة ان تتمكن المكونات السياسية من صياغة حل صُنع في لبنان. وأنا على يقين بأّن أي جهد خارجي، مهما كان شكله او مستواه، لن يتمكن من تغيير شيء في لبنان ما لم يغيّر اللبنانيون ما في انفسهم، وطالما انّ إرادة التعطيل مستوطنة في نفوس البعض، فلا أمل يُرجى من أي حراك».

واكّد المرجع عينه انّه مع انعدام سبل الحل الداخلي، فإنّ صناعة هذا الحل لا يمكن أن تأتي الاّ بناءً على قوة دفع خارجية تفرض ذلك. ومن هنا فإنّ العامل المساعد على إنجاح مهمّة «اللجنة الخماسية»، هو بأن تقدّم طرحاً نوعياً يحقق ما ترمي اليه اللجنة، مستولداً من قراءة جدّية وواقعية للواقع اللبناني، وما احاط الملف الرئاسي منذ بداية ازمة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ودون ذلك نبقى مطرحنا.

اضاف: «سفراء الخماسية اكّدوا انّ لودريان سيحضر الى لبنان، بعد «اجتماع الخماسية» على مستوى رفيع، في واحدة من الدول الأعضاء فيها، لا نعرف ماذا ستبحث اللجنة، ولا ما سيأتي به لودريان. ولكن إن حضر للاستطلاع وحصر مهمّته في البحث في «الخيار الثالث»، فهذا يعني انّه يضرب مهمّته ويحكم عليها بالفشل المسبق، حيث انّه قد سبق له أن حاول في زياراته السابقة، تسويق ما سمّاه «الخيار الثالث»، وفشل في ذلك، وغادر بيروت خالي الوفاض».

وحول زيارة لودريان قال: «حتى الآن لا موعد محدداً لهذه الزيارة، بل لست متيقناً إن كانت ستحصل او لن تحصل. ولكن في أي حال، ما نأمله هو أن تكون هذه الزيارة - إنْ تقرّرت فعلاً - معززة بطروحات نوعية وافكار «دسمة» تساعد فعلاً في فكفكة الشيفرة الرئاسية، لا أن تكون زيارة تستنسخ سابقاتها، وتعاود الدوران في دوامة الاستطلاع وجوجلة المواقف والآراء التي لم تصل الى اي نتيجة. أعتقد انّه ما لم تتوفر تلك الطروحات النوعية، فعلى الأرجح أن يُصرف النظر عنها».

مؤيّدون ومعارضون

ما يجدر ذكره في هذا السياق، هو انّ «الخيار الثالث» يقع على طرفي نقيض بين المكونات السياسية الرئيسية، فهو إن كان من جهة، يلبّي مطلب حزب «القوات اللبنانية»، بإخراج رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكذلك يلبّي مطلب «التيار الوطني الحر» بإخراج فرنجية وقائد الجيش العماد حوزف عون، فإنّه في الجهة المقابلة مرفوض من قبل ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» وحلفائهما، كونه يناقض توجّههم بدعم ترشيح فرنجية، طالما هو ماضٍ في ترشيح نفسه. وفرنجية اكّد لكل الموفدين وغيرهم ممن يلتقيهم، مضيّه في المعركة الرئاسية إلى آخرها، وليس بوارد الخروج منها.

«الثنائي»: فرنجية اولاً

وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر قيادية في ثنائي «امل» والحزب الى «الجمهورية» قولها: «موقفنا لا لبس فيه من البداية، ومحسوم في دعم ترشيح الوزير فرنجية. اي انّ فرنجية يبقى في المقام الاول لدينا حتى يقرّر هو شخصياً ان يغيّر رأيه ويخرج من اللعبة الرئاسية. ولكن معلوماتنا المؤكّدة انّه لن يخرج، ونحن من جهتنا لن نغيّر موقفنا وماضون في دعم نرشيحه. نحن حسمنا موقفنا وحدّدنا مرشحنا، ويبقى على الآخرين أن يحسموا موقفهم ويحدّدوا مرشحيهم، وفي هذه الحالة ننزل الى المجلس بجلسات مفتوحة، وننتخب الرئيس وليربح من يربح. نحن جاهزون، بل على أتمّ الاستعداد للنزول الى المجلس اليوم قبل الغد لننتخب الرئيس، وملتزمون بأن نبقى في الجلسة ونؤمّن نصاب الانعقاد والانتخاب، ما يعني أنّ الكرة ليست في ملعبنا بل هي في ملعب الآخرين».

واشنطن تستعجل الرئيس

في سياق متصل، شدّدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال لقائها الوفد النيابي اللبناني الذي ضمّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب والنواب الان عون، نعمة افرام، ياسين ياسين واسعد درغام، على «ضرورة ان يسعى اللبنانيون إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء الدولة كما العمل على تحييد شبح الحرب الشاملة عن لبنان».

وأشارت ليف الى انّ «اللجنة الخماسية تسعى لمساعدة لبنان لإيجاد حل لأزمته السياسية، لكن لا يمكنها ان تحلّ مكان اللبنانيين في التوصل الى حل داخلي والتفاهم في ما بينهم»، مؤكّدة «انّ الحل في نهاية المطاف هو من مسوؤلية اللبنانيين انفسهم».

الميدان الجنوبي

على الخط الجنوبي، توتر ملحوظ على امتداد الجبهة من رأس الناقورة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تواصلت خلاله الاعتداءات الاسرائيلية بالغارات الجوية والقصف المدفعي على العديد من المناطق والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود الدولية، وفي مقابل ذلك، تصعيد ملحوظ في عمليات «حزب الله» ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات.

وفي موازاة ذلك، تتوالى التحذيرات الدولية من انزلاق الوضع في الجنوب الى حرب واسعة في اي لحظة، ربطاً بتصاعد العمليات الحربية، والتهديدات المتتالية التي يطلقها المستويان الأمني والسياسي في اسرائيل، والتي تنذر بأنّ الحرب باتت فعلياً قاب قوسين او أدنى. وتوازي ذلك تقاطعات الخبراء العسكريين وتحليلات المعلّقين على استبعاد خيار الحرب ضدّ لبنان، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تتسارع فيها الجهود لصياغة هدنة طويلة الأمد في غزة، حيث انّ هذه التقاطعات تتفق على اعتبار انّ الجبهة الجنوبية هي انعكاس صريح لجبهة غزة، فإن تصاعدت الحرب في غزة تصاعدت على جبهة لبنان، وإن تراجعت تتراجع تلقائياً في لبنان، وهو ما نشهده في الفترة الاخيرة.

وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية»، انّ خيار الحرب، ورغم التهديدات الاسرائيلية، يبقى أبعد الاحتمالات، جراء المانع الاميركي لهذه الحرب، واسرائيل لا تستطيع تجاوز الموقف الاميركي، والإقدام على اي خطوة من شأنها الإضرار بالمصالح الاميركية، او ارباك السعي الاميركي الى خلق واقع مستقر في منطقة الحدود ارتكازاً الى القرار 1701، عبر المهمّة الحساسة لتحقيق هذه الغاية، التي اناطتها الادارة الاميركية بكبير المستشارين آموس هوكشتاين، الذي سيزور المنطقة في وقت ليس بعيداً وربما خلال ايام قليلة، في سياق المهمّة الصعبة التي بدأها في ما خصّ الحدود البرية ومنطقة عمل القرار 1701.

لا انسحاب

وفيما تغلّب المصادر الديبلوماسية عينها خيار الحل الديبلوماسي على الخيار الحربي ربطاً بالتهديدات الاسرائيلية، مشيرة الى انّ آلية هذا الحل ستُبنى خلال النقاشات التي سيجريها هوكشتاين مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، أكّدت مصادر رسمية لبنانية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية» انّ «الطرح الاسرائيلي بانسحاب «حزب الله» الى شمال الليطاني، او لبضعة كيلومترات هو من سابع المستحيلات التي تسعى اسرائيل الى تحقيقها بالديبلوماسية، ولبنان التزامه ثابت ونهائي وكلّي بالقرار 1701، ولا يمكن ان يقبل بأي طرح او ترتيبات من شأنها ان تمسّ سيادته، او تأتي على حساب ابناء المنطقة الجنوبية».

وقال مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»: «واشنطن تدعم الطرح الاسرائيلي وتسعى الى تمريره تحت عنوان «حلّ يمكّن المدنيين من العودة الى بيوتهم على جانبي الحدود».

ورداً على سؤال حول احتمال ان تمارس واشنطن ضغوطاً على لبنان لتمرير هذا الحل، قال: «إنّ الحل للمنطقة الحدودية بسيط وليس معقّداً على الاطلاق، ويرتكز على التطبيق الكلي للقرار 1701، وخصوصاً من جانب اسرائيل، وإلزامها بتطبيق هذا القرار مسؤولية الاميركيين بالتحديد. واما في ما خصّ الوضع الأمني، فالامر بيد اسرائيل وحدها، فعندما توقف العدوان واطلاق النار في غزة، تعود الحياة بشكل تلقائي الى طبيعتها في المنطقة الحدودية على نحو ما كانت عليه قبل 7 تشرين الاول من العام الماضي».

وفي السياق نفسه، يأتي تأكيد مصادر قيادية في «حزب الله» لـ«الجمهورية» انّه «يُخطئ من يعتقد انّ في إمكان اسرائيل ان تفرض واقعاً جديداً في منطقة الجنوب، تحت ستار القرار 1701 او غيره، وكما سبق واكّد الامين العام السيّد حسن نصرالله، فإنّ «حزب الله» يرفض اي بحث في ما خصّ منطقة الحدود او ما يتصل بالقرار 1701 قبل أن توقف اسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان».

 المشهد الاسرائيلي

في الجانب الاسرائيلي، نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله:» إنّ فرصة التوصل إلى تسوية سياسية تُبعد «حزب الله» عن الحدود بين لبنان وإسرائيل، تبلغ حالياً 30%، وإنّ إسرائيل مستمرة في إعطاء الفرصة للتحرّك السياسي، كما أنّها تأمل بالوصول إلى نتائج رغم الشكوك».

وكشفت الصحيفة أنّ «هوكشتاين سيصلُ إلى إسرائيل الأسبوع المقبل من أجل مواصلة الجهود المرتبطة بالتسوية السياسية»، مشيرة الى «أنّ تل أبيب تخشى في الوقت نفسه من سيناريو خطير بالنسبة لها ويتمثل بوقف «حزب الله» القتال عند الجبهة توازياً مع إتفاق الهدنة المرتقب بين «حماس» وإسرائيل، وذلك من دون إنسحابه مسافة 8 إلى 10 كيلومترات على الأقل عن الحدود».

وبحسب الصحيفة، فإنّ «توقف القتال عند الجبهة من دون حصول ذلك الإنسحاب، سيجعل إسرائيل غير قادرة على إعادة سكان المستوطنات إلى منازلهم، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة صعبة بالنسبة لتل أبيب. وإزاء هذه المشهدية، قال المسؤول الإسرائيلي إنّه يجب على تل أبيب أن تواصل عملياتها ضدّ «حزب الله» حتى لو توقف إطلاق النار في حال التوصل إلى هدنة مع «حماس».

وأضاف: «يجب ألاّ نوافق على الدخول في فخ «حزب الله» ووقف اطلاق النار حتى لو فعل الأخير ذلك. السكان لن يوافقوا على العودة إلى منازلهم إذا لم ينسحب «حزب الله» بشكل كبير من خط السياج. كذلك، لن يتمّ إقرار متى سنوقف إطلاق النار، ويجب ألاّ نتوقف تحت أي ظرف من الظروف حتى يتمّ الوصول إلى اتفاق».

واعترف المسؤول الكبير بأنّه على الرغم من التوترات في الشمال وتبادل إطلاق النار، إلاّ أنّ الجانبين لا يريدان الحرب، أي «حزب الله» وإسرائيل»، وأردف: «كدليل على ذلك، كما يقول، أظهر كل من الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» 5% فقط من قدراتهما في الأشهر الأخيرة».

الى ذلك، نقلت صحيفة «اسرائيل هيوم» عن وزير الأمن الاسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قوله: «إنّّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، «لن يُخاطر بحرب في الشمال». اضاف: «نتنياهو، سيسعى بدلاً من ذلك، الى تسوية ديبلوماسية تشتري الهدوء لفترة محدودة في الشمال، ويتوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية من أجل إرثه، ثمّ يعتزل».

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته إحدى الوحدات العسكرية عند الحدود الشمالية مع لبنان «إنّ تل أبيب لن توقف إطلاق النار عند الحدود مع لبنان ضدّ «حزب الله» حتى لو توقف إطلاق النار في غزة».

اضاف: «خطأ كبير أن يعتقد «حزب الله» أنّ إسرائيل ستتوقف عن إطلاق النار عليه في حال توقفت حرب غزة. أنا أقول هنا بكل صراحة، طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن أن يعيش فيه سكان المستوطنات بأمان، لن نتوقف عن إطلاق النار».

وأشار غالانت إلى انّ إسرائيل تقوم بجهود مهمّة في الشمال من بينها المساعي السياسية التي تهدف لتمكين سكان المستوطنات المحاذية للبنان من العودة إلى منازلهم بأمان.

وأوضح غالانت أنّ «الجيش الإسرائيلي متأهّب وعلى مستوى جهوزية عالية على طول القطاع الشمالي، وتحديداً في مواجهة الجولان وجنوب لبنان»، وأردف: «القوات في حالة تأهّب قصوى ومستعدة على نطاق واسع.. أنوف الطائرات موجّهة شمالاً تحسباً لأي حادث قد يحصل».

150 دولاراً «فريش»

مالياً، وكما كتبت «الجمهورية» امس، صدر التعميم المتعلق بدفع 150 دولاراً «فريش»، للمودع، وبتوحيد سعر الصرف على اساس السعر الحقيقي 89500 ليرة. على ان يُنشر هذا التعميم اليوم السبت.

يُشار الى أنّ سعر صرف السحوبات بالدولار سيبقى حالياً على اساس 15 الف ليرة، الى حين صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.

علماً انّ الحكومة تتوجّه عبر وزارة المال لإصدار قرار بشأن تحديد سعر السحوبات، بعد اعلان المصارف عن عجزها المضي بصرف السحوبات على أساس تعميم المركزي.

إقرأ المزيد في: لبنان