معركة أولي البأس

لبنان

مباحثات لوقف حرب غزة في باريس.. ومقتل وإصابة عسكريين أميركيين في الأردن
29/01/2024

مباحثات لوقف حرب غزة في باريس.. ومقتل وإصابة عسكريين أميركيين في الأردن

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين 29 كانون الثاني/يناير 2024 اجتماع رؤساء أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" والولايات المتحدة ومصر ورئيس وزراء قطر، الذي عُقد يوم امس الأحد في العاصمة الفرنسية باريس، بغية التوصل إلى صفقة تبادل ترضى بها المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، مشيرةً إلى أنَّ المقاومة ما زالت عند شرطها المتعلّق بوقف الحرب بشكل كامل في قطاع غزة لإتمام صفقة تبادل، وأنَّها تحتاج إلى ضمانات دولية تتعلّق بتنفيذ الاحتلال شروط الصفقة، كما أنَّها منفتحة على دراسة أيّ مقترحات تُقدَّم إلى الوسطاء من خلال هذه اللقاءات لتسهيل صفقة تضمن إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى وإعادة إعمار غزة.

وبالتزامن مع المحاولات لانهاء العدوان على غزة، يكثر الحديث عن توسُّعها خصوصًا بعد مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة أكثر من 30 جندياً في هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أميركية متمركزة في شمال شرق الأردن قرب حدود سورية، وتوعّد  الرئيس الأميركي جو بايدن بأنَّه "سيُحاسب كل المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف قواتنا في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها". 

وأما المشهد الميداني في الجنوب، فلا يزال التصعيد سيّد الموقف، خاصةً وأنَّ المقاومة الإسلامية أدخلت أسلحة أكثر تطورًا ستكون مؤشراتها حاضرة لدى القيادتيْن العسكرية والاستخبارية الصهيونية. أما الجانب الإسرائيلي فقد نقل المزيد من القوات المقاتلة إلى شمال فلسطين المحتلة، كما نقل المزيد من الذخائر وخصوصًا تلك الخاصة بمنظومة القبة الحديدية وبطاريات صواريخ مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية، إضافة إلى قوات خاصة قادرة على التوغل في داخل الأراضي اللنبانية.

الأخبار| انطلاق ورشة «التبادل» في باريس | «حماس» للوسطاء: لا تراجع عن شروطنا

بعد إفشال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فرص التوصّل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة، توجّهت عدة دول أوروبية وعربية إلى فرنسا، لعقد قمّة دولية للدفع بالصفقة، التي باتت تمثل رغبة عالمية قد تمهّد تلبيتها لإنهاء الحرب التي تدخل بعد أيام شهرها الخامس. وجاء الحراك الأوروبي الذي تقوده باريس، في ضوء تأثّر التجارة العالمية وتأخّر الكثير من شحنات أوروبا التجارية، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط والغاز نتيجة هجمات حركة «أنصار الله» في منطقة البحر الأحمر، علماً أن وقف استهدافات الأخيرة مرهون بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن القطاع.وفيما تتّسق الرغبة الأوروبية مع تلك الأميركية، في إتمام صفقة تبادل بين حركة «حماس» ودولة الاحتلال، إلّا أن واشنطن لم تعلن بعد أنها تريد صفقة تنهي الحرب. وفي الإطار ذاته، نقل الوسطاء المصريون والقطريون، أنهم في خضمّ سلسلة لقاءات ومباحثات في العاصمة الفرنسية باريس، حيث يترأّس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، هذه المباحثات، الهادفة إلى بلورة تصوّر يدفع بصفقة تبادل يرضى بها الطرفان، بحسب ما أفاد به مصدر قيادي في حركة حماس، «الأخبار».

ومن جهتها، نقلت المقاومة إلى الوسطاء أنها ما زالت عند شرطها المتعلّق بوقف الحرب بشكل كامل في قطاع غزة لإتمام صفقة تبادل، مؤكدةً أنها أيضاً بحاجة إلى ضمانات دولية تتعلّق بتنفيذ دولة الاحتلال شروط الصفقة، وأنها منفتحة على دراسة أيّ مقترحات تُقدَّم إلى الوسطاء من خلال هذه اللقاءات لتسهيل صفقة تضمن إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى وإعادة إعمار غزة. كذلك، أبلغت «حماس»، الوسطاء بأنها «ترفض بشكل قاطع» أيّ تهدئة في القطاع، موضحة بالنص: «لن نفرج عن أيّ أسير ضمن هدنة، وما زلنا مصرّين على وقفٍ لإطلاق النار، ولن يصل الاحتلال إلى أيّ أسير حي في قطاع غزة إلّا بصفقة تبادل، والمشكلة حالياً لدى نتنياهو والمتطرّفين لديه في الحكومة الذين يريدون استمرار الحرب لبقائهم في الحكم».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أفادت بأن وليامز بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، خلال الأيام المقبلة في أوروبا، لبحث الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين. ويتوقّع الوسطاء أن يفضي الضغط الأميركي والأوروبي على دولة الاحتلال، إلى قبول نتنياهو بالصفقة التي تتضمّن إنهاء الحرب على غزة، بعدما فشِل الخيار الإسرائيلي الذي روّجه أمامهم إبّان الصفقة الأولى، حين قال إن مزيداً من الضغط العسكري سيدفع حركة «حماس» إلى الإفراج عن الأسرى، وسيقلّص الثمن المطلوب دفعه.
وفي الإطار نفسه، كشف المصدر القيادي في الحركة أن الكثير من النقاط تمّ التوافق عليها مع الوسطاء، إلا أن العقبة لا تزال تتمثّل في رئيس حكومة الاحتلال الذي لا يريد إنهاء الحرب، بل هو يسعى إلى توريط مختلف الأطراف في حرب شاملة في المنطقة.

البناء: المنطقة على شفا حرب إقليمية في ضوء الحديث عن احتمال ضربة أميركية لإيران

طغت العملية التي نفذتها المقاومة العراقية ضد القوات الأميركية وتداعياتها، على ما عداها من أحداث كبرى على جبهات القتال في غزة وحدود لبنان والبحر الأحمر، فقد أعلنت القيادة الأميركية الوسطى عن تعرّض قواتها في شرق الأردن على الحدود مع سورية لغارة من طائرة مسيّرة انتحارية أدّى انفجارها إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح 34 آخرين، ولاحقاً أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العملية، ووضعها في إطار ما سبق وتعهدت به لجهة مواصلة عملياتها ضد القوات الأميركية رداً على مشاركتها في العدوان على غزة، ولحين توقف هذا العدوان من جهة، وطلباً لانسحاب القوات الاميركية من العراق من جهة أخرى. واعتبرت المقاومة العراقية أن كل القوات والمصالح الأميركية في المنطقة هي أهداف مشروعة لعملياتها حتى تحقيق هذين الهدفين المعلنين.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن، أن واشنطن سوف ترد على العملية وأنها سوف تنتقم لدماء جنودها، واتهم بايدن جماعات مدعومة من إيران بالوقوف وراء العملية، بينما قال البنتاغون إنه يستكمل تحقيقاته لمعرفة هوية منفذي العملية.

المنطقة أمضت ليلتها في حال توتر مع الخشية من أن تنجح حكومة بنيامين نتنياهو بتوريط الأميركيين بالمزيد من الانخراط في الحرب الفاشلة التي يخوضها جيش الاحتلال، فيأتي الرد الأميركي على العملية باستهداف مواقع إيرانية، كما قالت بعض التحليلات الأميركية العسكرية. وقالت مصادر متابعة لأوضاع المنطقة وطبيعة عمل محور المقاومة، إن الرد الأميركي هو الذي سوف يقرّر اتجاه المواجهة، واللجوء الأميركي للتصعيد يعني عدم وجود نية للانسحاب من العراق وسورية، ويعني أن الكلام المعاكس كان لذر الرماد في العيون والخداع، والتفكير بتوجيه ضربة لإيران هو علامة تصعيد كبير قد يجرّ المنطقة الى حرب إقليمية يسعى إليها بنيامين نتنياهو، لدمج حربه الفاشلة بحرب أميركية تضيع فيها هزيمته وتصغر.

عادت اللجنة الخماسية لتشغيل محركاتها الرئاسية من جديد، من خلال حراك سفرائها في بيروت الذين قرروا بعد اجتماعهم في اليرزة الانطلاق في جولة سياسية لبنانية تبدأ برئيس المجلس النيابي نبيه بري الثلاثاء أو الأربعاء ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشمل كل الأفرقاء السياسيين الأساسيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. وتقول أوساط سياسية مطلعة على أجواء النشاط الديبلوماسي الخماسي أن ما يقوم به السفراء يصبّ في إطار حراك ممثلي دولهم تجاه إحداث تقدم ما في سياق المواقف المحلية اللبنانية والنجاح في إيجاد نقاط مشتركة بين المكونات السياسية، خاصة أن هناك اقتناعاً عربياً وغربياً بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يستدعي أولاً التركيز على ما يجمع بعيداً من طموحات الأسماء التي يمكن القول إنها أفشلت المبادرة الفرنسية التي أدرك واضعوها أن النجاح لم يُكتب لها لأنها رفضت من القوى المسيحية الأساسية على وجه الخصوص. وتعتبر الأوساط أن حراك الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين تراجع خطوة إلى الوراء ومرد ذلك أن الوقت لم يحن بعد للوصول لتسوية شاملة من الجنوب إلى الرئاسة وأن كل ذلك سيبقى مؤجلاً إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، كما تبلغ من المعنيين اللبنانيين. وتقول الاوساط إن ما يهم دول الخماسية هو إنهاء الفراغ في قصر بعبدا وإعادة الانتظام إلى المؤسسات وتفعيل عمل السلطات.

وتقول مصادر سياسية إن المساعي التي تقوم بها دول الخليج من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو من أجل حماية لبنان وتعزيز الاستقرار فيه وتحصين جبهته خوفاً من أي تطور أمني غير متوقع.
 

إقرأ المزيد في: لبنان