لبنان
عملية جوية نوعية للمقاومة الإسلامية.. و"هلع" في المستوطنات الصهيونية
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على العملية النوعية المتقدّمة للمقاومة على جلّ العلام و"كفربلوم" والتي تعكس تفوقًا استخباريًا وإلكترونيًا ونقطة إضافية في إطار الحرب الاستخباراتية والتكنولوجية التي تخوضها المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي علاوة على الحرب العسكرية. ولفت الخبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية للصحف إلى أنّ اختراق مسيرات المقاومة لمراكز القبة الحديدية التي هي مفخرة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، تصيب هذه القبة بالصميم، وتعطل نسبة كبيرة من دورها في اعتراض صواريخ المقاومة الثقيلة ما يمنح حزب الله قدرة أكبر على تنفيذ اختراقات وعمليات استهداف لمناطق حيوية اقتصادية وأمنية وكيميائية ومراكز عسكرية واستخبارية إسرائيلية دقيقية وحساسة بعد تعطيل عملية تفعيل القبة الحديدية.
وأوضحوا أن الصواريخ الدقيقة التي يملك منها حزب الله المئات وربما الآلاف، لن تستطيع القبب الحديدية الإسرائيلية اعتراضها. وذكر الخبراء باستهداف المقاومة للقواعد الاستخبارية والجوية الإسرائيلية منذ أسابيع لا سيما قاعدتي ميرون في جبل الجرمق و"دودو" في صفد بالصواريخ الثقيلة، ولم تستطع القبة الحديدة اعتراض سوى بعضها.
"الأخبار": خصوم فرنجية يخشون تسوية أميركية على حسابهم
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه "لا يشعر اللاعبون الكبار في لبنان بوجود مناخ داخلي أو خارجي مساعد على انضاج تسوية رئاسية في وقت قريب. وقد أظهرت كلمات النواب في جلسات مجلس النواب المخصصة لمناقشة مشروع الموازنة، أن الانقسامات لا تزال عند حدودها، وقد أضيفت إليها تداعيات المواجهة القائمة مع العدوّ على الحدود الجنوبية. وعلمت "الأخبار" أنه جرت محاولة من قبل مرجعيات مسيحية لفحص إمكانية كسر الجمود في الملف الرئاسي حاليًا. لكن الاتّصالات التي جرت، دلّت على أن الأطراف الأساسية ليست في وارد البحث في خطوة كهذه الآن. وأن حزب الله على وجه الخصوص لا يجد أن هناك ما يفرض تعديلًا على موقفه الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بينما يكرّر المعارضون له مواقفهم، مع تحذير منهم أن تكون هناك تسوية سياسية كبيرة على هامش البحث في ملف الحدود.
وحول هذه النقطة، كشفت المصادر أن البحث الذي بدأه المستشار الأميركي عاموس هوكشتين حول الملف الحدودي تناول في جانب منه ما سمّاه مطّلعون "التسوية السياسية الداخلية التي تنتج حكمًا يقدر على حماية أي اتفاق حدودي". وقال هؤلاء إن البعض يفكر في أن أي اتفاق مرتقب لإعادة ترتيب الوضع في الجنوب يحتاج إلى تغطية سياسية داخلية، وخصوصًا من جانب المؤسسات الرسمية. حتّى قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يضعه الأميركيون في أجواء الاتّصالات، قال صراحة إن الجيش لا يقدر على القيام بأيّ خطوة من دون وجود غطاء سياسي حقيقي.
وبينما ينفي مقربون من حزب الله وجود أيّ بحث حول هذا الجانب، وأنه لا يقدّم حتّى رأيه في الأفكار الأميركية الخاصة بالجنوب، قال المطّلعون إن الجانب الأميركي أثار مع الحكومة الفرنسية مسألة أن يكون تحريك الملف الرئاسي والملف الاقتصادي الداخلي مرتبطًا مع المساعي الخاصة بترتيب جديد للوضع على الحدود جنوبًا. وقال المطّلعون إن خروج أصوات من جانب الفريق المعارض لخيار فرنجية "محذّرة" من محاولة تحويل الملف الرئاسي إلى بند في مفاوضات خارجية مع حزب الله، هو بالضبط مصدر القلق الناجم عن خشية هؤلاء، أن يعرض الجانب الأميركي تنازلات في الملف الرئاسي مقابل حصوله على اتفاق مع حزب الله بشأن الوضع على الحدود الجنوبية، وأن هذا الفريق لا يرى أن واشنطن ستكون معترضة على تولي فرنجية رئاسة الجمهورية إن ضمن هو أيّ اتفاق بشأن الجنوب.
ولفت المطّلعون إلى أن ما يظهر اليوم من تباين بين سفراء دول اللجنة الخماسية، ربما يعكس في جانب منه اعتبار السعودية ومعها قطر ومصر، أنّ من غير الجائز مقايضة حزب الله بالملف الجنوبي مقابل منحه رئاسة الجمهورية. ولفتت المصادر إلى أن السعودية تريد توجيه رسالة إلى الأميركيين والإيرانيين بأنها لن تكون خارج أي تسوية داخلية في لبنان، محاولة حجز مقعد لها"، ولا سيما "بعد زيارة هوكشتاين لبيروت منذ أسبوعين لتسويق الحل السياسي في الجنوب الذي يبدأ بوقف إطلاق النار بالتوازي مع الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزّة، ويصل إلى اتفاق شامل يتضمن النقاط المتنازع عليها والانسحاب من بعض المناطق وتطبيق القرار 1701". ويبدو أن الرياض، بشكل خاص، تقول بأن أي محاولة لفرض تسوية لن تؤمن فوزًا مريحًا لفرنجية وسوف يكون رئيسًا ضعيفًا، علمًا أن حزب الله سبق أن أبلغ جهات عدة أنه لا يقبل أن يضمن الملفات الداخلية في أي بحث يجري معه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة حول الصراع مع العدو.
تجدر الإشارة هنا إلى أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري حرص في لقاءات جمعته مع شخصيات سياسية وإعلامية معادية لحزب الله على القول إن الاتّصالات الجارية بين بلاده وإيران جيدة جدًا، لكنّها لا تؤثر على موقف الرياض من الحزب. وشرح بأن التعليمات التي تأتيه من وزارة الخارجية تمنعه من أيّ تواصل مع أيّ مسؤول في حزب الله، وأن هذا القرار سرى على فكرة أن يقوم بتقديم واجب العزاء إلى رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد بعد استشهاد نجله بقصف إسرائيلي في الجنوب. وقال البخاري: نحن لا نزال نصنّف حزب الله كمنظمة إرهابية، وعلاقتنا مع إيران هي علاقة دولة بدولة، ولا تؤثّر على موقفنا من الحزب.
ليزا غير دوروثي
في هذه الأثناء، وبعدَ البلبلة التي أُثيرت حول المواعيد المتضاربة لجولة سفرائها على المسؤولين، استقبل سفير السعودية في لبنان وليد البخاري، في دارته في اليرزة سفراء اللجنة الخماسية: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والمصري علاء موسى، بهدف "دوزنة" حراكهم الذي تبيّن أنه لا يحمِل شيئًا جديدًا، وخاصة بعدما بنى عليه الكثيرون، وبادر البعض إلى الحديث عن مبادرة جديدة تتعلق بالفراغ ووجود ضغط خارجي يهدف إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ربطًا بالتطورات الأمنية والعسكرية.
وعلمت «الأخبار» أن السفراء اتفقوا في ما بينهم على الاجتماع عند البخاري، وخاصة بعدَ «الإحراج» الذي تسبّبوا به لزميلهم بعدم حضور اللقاءات التي نسّقها، ولا سيما مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليتبيّن بعدها أن هناك «منافسة» على قيادة الحراك، وامتعاض لدى السفراء من طريقة عمل البخاري، وخصوصًا السفيرة الأميركية التي "تريد محو كلّ آثار السفيرة السابقة" في طريقة التعامل مع السياسيين والديبلوماسيين في لبنان، وهي لا تريد حكمًا أن تبدو ملحقة بالبخاري.
وبحسب مصادر مطّلعة على نشاط السفارة الأميركية، فإن جونسون، التي تملك علاقات سابقة مع شخصيات لبنانية كثيرة، لا تريد العمل وفق الأجندة المتعارف عليها، وهي ستستفيد من إحالة الموظف اللبناني في العلاقات العامة زياد الحافظ إلى التقاعد، في وقت قريب، لإعادة ترتيب وضع فريق العمل الخاص بها، وحيث يتوقع أن تستقدم موظفين جددًا من الخارج ليحلّوا محل موظفين حاليين يتوقع أن يغادروا بيروت.
وكشفت المصادر أن «عدم التنسيق والتخبط في عمل اللجنة» ساهما في تجميد مهمّة المبعوث القطري أبو فهد جاسم بن فهد آل ثاني، علمًا أنه موجود في بيروت منذ يوم الأحد الماضي، لكنّه لم يلتقِ أيًا من القوى السياسية حتّى الآن.
واستغربت المصادر ما يقال عن تحضير الأرضية الداخلية لتسوية رئاسية، والعمل على تحديد مواصفات الرئيس والمهام المطلوبة منه، مؤكدة أن "لا شيء يحدث من هذا القبيل". وأشارت المصادر إلى أن "الحد الأقصى الذي يقوم به السفراء هو وضع كاتالوغ للمواصفات الرئاسية والبحث في موعد الاجتماع المقرر عقده، علمًا أن لا المكان ولا الزمان قد حدّدا للقول بأن هناك رؤية مشتركة بين دول اللجنة الخماسية".
وكشفت المصادر أن "الأميركيين غير معنيين اليوم بالملف الرئاسي، وأن أمن "إسرائيل" والترتيب السياسي على الجبهة الجنوبية هو كلّ ما يشغل بالهم"، مشيرة إلى أن "ما قامت به السفيرة الأميركية في بيروت، عمدًا، كان الهدف منه التأكيد على عدم جهوزية الولايات المتحدة للخوض في الملف، وأنها لن تسمح لأيّ طرف في الخماسية بتصدر المشهد من دون التنسيق معها"، وخاصة أن "كل طرف يركّز على نقطة معيّنة متصلة بمصلحته".
"البناء": مزيد من الإنجازات للمقاومة الفلسطينية واللبنانية
من جهتها، لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّه في جبهتي لبنان وغزّة مزيد من الإنجازات للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، بينما مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش شروط المقاومة لصفقة تبادل. وقالت الواشنطن بوست إن دولة أوروبية، يبدو انها النرويج، تستضيف اجتماعًا حاسمًا لمدراء المخابرات الأميركي والإسرائيلي والمصري والقطري، لمناقشة بنود الصفقة، بعدما قدمت قوى المقاومة ممثلة بحركة حماس شروطها وأجوبتها على العروض المصرية والقطرية، وطرح حماس وفقًا لما نقلته القناة التلفزيونية الثانية عشرة في كيان الاحتلال تتضمن، هدنة بين 10 إلى 14 يومًا قبل إطلاق سراح الأسرى، وفترات وقف إطلاق نار بين مرحلة ومرحلة تمتدّ لنحو شهرين تقريبًا، ووضع معادلة للتبادل تقوم على نسبة إطلاق السراح في الجزء الإنساني تبلغ 100 أسير لكل أسير إسرائيلي، ونسبة أعلى عند الدخول في الأسرى العسكريين، اضافة إلى طلبها، انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من القطاع ووقفًا كاملًا لإطلاق النار.
في موازاة الحديث عن تقدّم في التفاوض الجاري في قطر بين ممثلين عن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعن حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية حول تسوية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بجيش الاحتلال بسبب العمليات النوعية للمقاومة، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرتها مع تسجيل عمليات نوعية إضافية للمقاومة في لبنان، بشن هجوم جوي بمسيّرتين انقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم.
ووصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية هذه العملية بالمتقدّمة وتعكس تفوقًا استخباريًا وإلكترونيًا للمقاومة ونقطة إضافية في إطار الحرب الاستخباراتية والتكنولوجية التي تخوضها المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي علاوة على الحرب العسكرية. ولفت لـ»البناء» إلى أن اختراق مسيرات المقاومة لمراكز القبة الحديدية التي هي مفخرة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، تصيب هذه القبة بالصميم، وتعطل نسبة كبيرة من دورها في اعتراض صواريخ المقاومة الثقيلة ما يمنح حزب الله قدرة أكبر على تنفيذ اختراقات وعمليات استهداف لمناطق حيوية اقتصادية وأمنية وكيميائية ومراكز عسكرية واستخبارية إسرائيلية دقيقية وحساسة بعد تعطيل عملية تفعيل القبة الحديدية. وأوضح الخبراء إلى أن الصواريخ الدقيقة التي يملك منها حزب الله المئات وربما الآلاف، لن تستطيع القبب الحديدية الإسرائيلية اعتراضها. وذكر الخبراء باستهداف المقاومة للقواعد الاستخبارية والجوية الإسرائيلية منذ أسابيع لا سيما قاعدتي ميرون في جبل الجرمق و»دودو» في صفد بالصواريخ الثقيلة، ولم تستطع القبة الحديدة اعتراض سوى بعضها.
وأعلن حزب الله عن استهداف «موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّّة بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيه إصابات مباشرة». وأعلن أنه شن «هجومًا جويًا بمسيّرتين انقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة».
وزعم جيش الاحتلال أنّه هاجم مباني ومواقع عسكريّة تستخدمها الوحدة الجويّة التابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانيّة.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلاميّة قبة تجسسيّة في موقع جل العلام التابع لجيش العدوّ الإسرائيلي بأسلحة صاروخية خاصة».
في المقابل، شن العدوّ الإسرائيلي هجومًا على منزل غير مأهول يعود للمواطن رضوان عطايا في بلدة طير حرفا بغارة، أثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا. واستهدفت مسيّرة بصاروخ، واديًا في الأطراف الشمالية لبلدة المنصوري. وافيد عن غارة إسرائيلية معادية نفذت على جبل حانين في البازورية. كما استهدفت غارة إسرائيلية بركة جبور في جزين ومنزلًا في الخيام. وحلق الطيران الحربي المعادي على علو متوسّط في أجواء الجنوب.
وتتزايد رسائل التهديد الإسرائيلية ضدّ لبنان، وسط حديث وسائل إعلام الاحتلال عن مهلة إسرائيلية للبنان لوقف حزب الله عملياته العسكرية ضدّ كيان الاحتلال والابتعاد عن الحدود مسافة 7 كيلومتر، قبل أن تستخدم «إسرائيل» القوّة العسكرية لفرض هذا الأمر. ويجري التداول ايضًا بأن جيش الاحتلال سحب أولوية من غزّة لنقلها إلى جبهة الشمال تحضيرًا لتوسيع الحرب على الجنوب. لكن خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون استبعدوا لـ»البناء» شن «إسرائيل» عدوانًا واسعًا على لبنان لأسباب متعددة داخلية أميركية وداخلية «إسرائيلية» رغم وجود ظروف مؤاتية ودوافع لدى حكومة الحرب ورئيسها تحديدًا مع التيار الديني المتشدد الذي يرفض وقف الحرب على غزّة ويدعو لتوسيعه باتجاه لبنان. لكن قرار الحرب لا يتعلق بـ»إسرائيل» بمفردها بل يتطلب غطاء أميركيًا غير متوافر حاليًّا بسبب انشغال الأميركيين بالانتخابات الرئاسيّة وبالحرب الأوكرانية – الروسية، والخشية من الاستدراج إلى حرب برية ضدّ اليمن لمواجهة ضربات حركة أنصار الله والقوات اليمنية في البحر الأحمر، وكذلك الخوف من تداعيات الحرب الكبرى على المصالح والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وعلى مصير الكيان الإسرائيلي الذي سيكون أولى ضحايا هذه الحرب وهو نافذة أميركية على البحر المتوسط تخدم المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة. لكن الخبراء يتوقعون تصعيدًا إسرائيليًا اضافيًا على الجنوب خلال الأيام المقبلة تحت سقف تفادي الانجرار إلى حرب كبيرة مع حزب الله.
ولفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» أن حزب الله في إدارته لهذه الحرب يراعي الاعتبارات الداخلية اللبنانية والمصلحة الوطنية ويقوم بالدور اللازم الأخلاقي والعسكري اللازم لإسناد غزّة وتثبيت قوة الردع لمنع أي عدوان إسرائيلي استباقي على لبنان، لكن الحزب وفق الأوساط نفسها لا يخشى الحرب ويمتلك الكثير من الأوراق والمفاجآت التي لم يستخدمها في حرب 2006 ولا خلال أشهر الحرب على غزّة، وقد تغير مسار الحرب وتقلب الموازين. وشددت الأوساط على أن الحزب لن يعطي العدوّ ذريعة لشن عدوانه المبيت بل هو يقوم باختيار أهداف نوعية تؤلم العدوّ وتستنزف قواته وإمكاناته بشكل لا يمنح الاحتلال ذريعة ومشروعية داخلية ودولية لتوسيع عدوانه على لبنان. لكن الأوساط أكدت بأن المقاومة بالتوازي مع أداء واجبها الإسنادي لغزّة والردعي في حماية لبنان، تستكمل استعداداتها تحسبًا لكافة الاحتمالات أكان رفع وتيرة العدوان، أو للحرب الشاملة، وستخوضها بكل جرأة وبلا ضوابط وسقوف وحتّى النهاية، كما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاباته الأخيرة.
وشدّد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، على أنّ «الاغتيالات التي يقوم بها العدوّ الإسرائيليّ في لبنان ليست دليل قوّة، وهي رهانات خاسرة وفارغة، لأنها لن تغيّر في واقع المعادلات في الميدان، ولن تنال من إرادة وعزم وقرارات المقاومة، وإنما تؤجج فينا روح المقاومة لنكمل المعركة في الميدان».
ولفت إلى أنّه «كلما عجز العدوّ في الميدان، يقصف المنازل والسيارات والمناطق السكنية، ولكن المقاومة بالأمس وجّهت رسالة قاسية وواضحة للعدو الإسرائيلي باستهداف قاعدة ميرون مجددًا، وعلى العدوّ أن يفهم معنى هذه الرسالة، والمقاومة تعتبر استهداف المدنيين خطًا أحمر، وسترد على أي اعتداء، وكلما رفع العدوّ وتيرة اعتداءاته على المدنيين، سترفع المقاومة وتيرة الردّ».
وتوجّه الشيخ قاووق للحكومة الإسرائيلية بالقول: «عندما تفكّرون بخطة حرب واسعة على لبنان، عليكم أن تتذكروا أن صواريخ المقاومة في لبنان، تستطيع أن تطال كلّ مكان على امتداد الكيان، ولا يوجد مستوطنة ولا مدينة ولا مطارات ولا مرافق استراتيجية إلاّ وتطالها صواريخ المقاومة الإسلاميّة في لبنان».
على المستوى الدبلوماسي، وبينما يزور وزير خارجية إسبانيا بيروت حاملًا اقتراحات يبحثها مع المسؤولين لإيجاد حلول للوضع المشتعل على الحدود، علمت «البناء» أن الاتّصالات ومباحثات الدبلوماسيين الأوروبيين مع المسؤولين اللبنانيين تمحورت حول أن يبادر حزب الله إلى وقف العمليات العسكرية أو خفضها للحد الأدنى ضدّ «إسرائيل» تزامنًا مع بدء المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية في غزّة وانسحاب القوات الإسرائيلية من أغلب المناطق التي دخلتها في غزّة في الجنوب والشمال والوسط إلى القشرة مع الاحتفاظ ببعض النقاط. وهذا متوقع أن يحصل مطلع الشهر المقبل، وهذا ما يسمح بوقف العمليات العسكرية في الجنوب والبدء بمفاوضات على الملف الحدودي برعاية أميركية. ووفق المعلومات فإن الحل الذي يتم البحث فيه بين الأوروبيين وخاصة الموفد الإسباني للمرحلة الفاصلة بين انتهاء العملية البرية في غزّة وبين التوصل إلى وقف مؤقت او كامل لإطلاق النار وبدء التفاوض على تبادل الأسرى.
وأنهى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب زيارته إلى نيويورك باجتماعه بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحضور وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا ومساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد الخياري. كما أكد بوحبيب على تمسك لبنان بعمل قوات اليونيفيل وتنسيقها مع الجيش اللبناني، وحرص السلطات اللبنانية على سلامتها وتسهيل مهمتها، إضافة إلى استعداد لبنان لتطبيق شامل ومتوازن لقرار مجلس الأمن 1701 وذلك ضمن حل متكامل يضمن الاستقرار واستدامة الهدوء.
وحضرت الأوضاع الساخنة جنوبًا في ساحة النجمة خلال مداخلات النواب في جلسة المجلس النيابي لمناقشة مشروع الموازنة العامة للعام 2024، وبرز موقف النائب عن بيروت نبيل بدر في مداخلته تأييد حزب الله الذي وصفه بـالمقاوم، تأييد الحرب الذي فتحها في الجنوب ضدّ العدوّ الإسرائيلي من الزاوية الأخلاقية تضامنًا مع غزّة ضدّ العدوان الصهيوني. واستطرد بدر بأن «على الدولة أن تقوم بحماية حدودها وأمنها وأمن مواطنيها، ولا يمكن أن تلزّم ذلك لأيّ حزب مهما كانت قدراته ومهما علت تضحياته».
وفيما كرّر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث تلفزيوني، أن «ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان لا يؤثر على الأحداث بشكل مباشر في قطاع غزّة»، تساءلت أوساط سياسية عبر «البناء»: إذا كان ما يقوم به حزب الله غير مؤثر، لماذا كلّ هذه الضغوط الأميركية – الأوروبية والدولية على الحكومة اللبنانية والحجّ الدبلوماسي إلى لبنان للطلب من الحزب وقف عملياته ضدّ العدوّ الإسرائيلي والابتعاد عن الحدود مسافة 7 كلم؟ ولماذا كلّ هذه التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على الجنوب لإبعاد «قوات الرضوان» عن الحدود؟
واعتبر جعجع بأن «كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ربط وقف النار في لبنان بوقفه في غزّة غير مقبول لأنه يؤدي إلى نتائج غير محسوبة. المسؤولية اليوم تقع على هذه الحكومة رغم كلّ «خنفشرياتها».
وكان المجلس النيابي استأنف الجلسة الثالثة لمناقشة قانون موازنة 2024، برئاسة الرئيس نبيه بري.
وأشار النائب علي حسن خليل، خلال الجلسة إلى أننا «نُجدّد الحرص على اتّفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان»، مؤكدًا أننا «مع اللامركزية الإدارية الموسّعة وبتشكيل مجلس الشيوخ وبإعادة النظر بقانون الانتخابات»، ولفت خليل، إلى أن «قدرنا ان نحمي وجودنا في هذا البلد ولا مجال لفكرة القوّة وفائضها في علاقاتنا مع بعض ولا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات وحريصون على من نختلف معهم».
وأشار عضو تكتل «التوافق الوطني» النائب فيصل كرامي، من مجلس النواب، إلى أنّ «الحوار وحده قادر على إخراجنا من كلّ الأزمات»، مشيرًا إلى أنّ «كل الموازنات التي سيتم إقرارها من دون قطع حساب هي موازنات غير دستورية»، وقال: «نعم لموازنة الوقت الضائع، آملًا أن لا نصل في ظل هذه السياسات إلى زمن الوطن الضائع».
وقال الرئيس بري ردًا على النائب سليم عون الذي طلب الكلام بالنظام سائلًا أين عرقل تكتل لبنان القوي انتخابات رئاسة الجمهورية: بقلك بيني وبينك.
وبعد انتهاء الجلسة المسائية، رفع رئيس المجلس جلسة مناقشة الموازنة إلى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم. ووفق ما يقول أكثر من نائب لـ»البناء» بأن مشروع الموازنة سيقر مع بعض التعديلات، وهناك شبه توافق على إقرار الموازنة لتسيير الموافق العامة والوزارات لجهة رواتب الموظفين والتقديمات الاجتماعية وتعزيز الإيرادات الضرائبية لا سيما تحسبًا لأية تداعيات لتوسيع العدوان الإسرائيلي على غزّة.
واعتبرت مصادر نيابية جلسات المجلس التي نقلت مباشرة على الهواء بأنها فرصة استغلها أغلب النواب لمخاطبة ناخبيهم وإطلاق المواقف الشعبوية وتوجيه الرسائل السياسية، أكثر من مناقشة حقيقية وجدية للموازنة. مشيرة لـ»البناء» إلى أن النقاشات والمداخلات خلال الجلسات تعكس عمق الخلافات السياسية والمصالح الخاصة، وتركيبة المجلس الهجينة والتي لا تسمح لأي من التكتلات النيابية انتخاب رئيس للجمهورية، ما يفرض على الجميع الحوار الثنائي والوطني للتوصل إلى توافق على مواصفات الرئيس المقبل والخطوط العريضة للعهد الجديد ومن ثمّ الانتقال إلى البحث في الأسماء للاختيار منها في جلسة انتخابية.
وانطلقت لقاءات سفراء اللجنة الخماسية بشأن لبنان، وعقد لقاء أمس في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن «الخماسية لن تصبح سداسية وإيران لن تُضمَّ إلى اللجنة»، كاشفةً أنه «لا تباين في وجهات النظر بين السفراء والدليل لقاء اليوم (أمس) في دارة السفير بخاري الذي أوجد خطابًا سياسيًّا موحدًا بين السفراء ولغة مشتركة بينهم».
ولفتت المعلومات، إلى «تشديد على ضرورة فصل مسار غزّة والميدان عن الملف الرئاسي وإصرار على وجوب انتخاب رئيس يكون حاضرًا في مشهد ما بعد الحرب وفي عملية تطبيق القرارات الدولية وضمنا الـ 1701»، مضيفةً «الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان هو من سيعلن مواصفات رئيس الجمهورية في بيان مفصل عند عودته إلى بيروت».
على مقلب آخر، ردّ مكتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، على السؤال الذي وجهه النائب جورج عدوان إلى وزير الداخلية خلال جلسة مناقشة الموازنة العامة، والذي «طلب فيه توضيحًا بخصوص العناصر الأمنية المحاطة برياض سلامة والتي لم تستطيع توقيفه حتّى الآن»، حيث أوضح أنّه «بعد التواصل بين الوزير مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، أنه ليس برفقة سلامة أي عنصر من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إطلاقًا». وأشار إلى أنّ «قضية سلامة وتوقيفه في عهدة القضاء اللبناني».
على خط قضائي موازٍ، كشف رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، أنّ القرار في شأن الطّعن المقدّم من نواب تكتّل «لبنان القوي» بقانون التّمديد لقادة الأجهزة الأمنيّة من رتبة عماد ولواء، «سيصدر عن أعضاء المجلس قبل نهاية الشّهر، والأرجح الخميس أو الجمعة المقبلَين، ونحن الآن في مرحلة المذاكرة بعد تقديم المقرّر تقريره».
"النهار": الخماسية تقلع "محليًا" وتصعيد للتهديدات الإسرائيلية
بدورها، كتبت صحيفة "النهار": وسط رتابة اليوم الثاني من “منبريات” جلسات مناقشة الموازنة في مجلس النواب قبل ان تصل إلى خواتيمها، ومع عودة التصعيد الميداني اللافت في المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع "إسرائيل" مقترنا بتصعيد مماثل في التهديدات الإسرائيلية لحزب الله ولبنان، اتجهت الأنظار امس إلى الاجتماع الأول من نوعه لسفراء الدول الخمس الأعضاء في المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان كونه سيشكل مبدئيا حجر الزاوية في اجندة محدثة لعمل المجموعة التي ستنعقد على مستوى ممثليها الأساسيين في باريس او الدوحة في بداية شباط المقبل للاتفاق على مسار متجدد حيال لبنان.
اجتماع سفراء الدول الخمس عقد في الرابعة والربع عصرا في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة وضم إلى بخاري سفراء الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وفرنسا هيرفي ماغرو، وقطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى. وإذ لم يصدر أي بيان عن اللقاء وسط كتمان عما تخلله من أبحاث فهم ان الاجتماع كان تنسيقيا بحيث توافق السفراء على الخطوات التي يتخّذونها معًا في المرحلة المقبلة والتي ستبدأ بجولة على المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية لوضعهم في الخطوط الأساسية لتحرك المجموعة الخماسية على ان تتحدد طبيعة التحرك في المرحلة التالية بعد الاجتماع المبدئي المقرر للمجموعة في باريس او الدوحة وسط تأكيد الفصل بين الازمة الرئاسية ومجريات الأحداث الجارية في الجنوب اللبناني وغزّة.
وأفادت معلومات ان بين أبرز النقاط التي وردت في نقاشات السفراء الخمسة التأكيد أن دور الخماسية لا يحل بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد للتقارب في الموقف بين الخماسية ورئيس مجلس النواب لناحية الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزّة والمنطقة.
التصعيد جنوبًا
في غضون ذلك واصلت "اسرائيل" امس تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضدّ لبنان، واقترنت هذه التهديدات بما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان. وفي حين صعد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدات وقرى حدودية مستهدفا تجمعات تجارية ومحدثا دمارا واسعا فيها، هدّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال لقائه نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني بان “"الجيش الإسرائيلي" سيوجه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها في حال لم ينسحب حزب الله من الحدود”. وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كاتس طلب من تاياني “العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضرارًا جسيمة بالمواطنين اللبنانيين”.
وفي هذا الوقت كان الطيران الحربي يشن غارات على أهداف مدنية فاستهدف اطراف بلدة البازورية حيّ حانيين، مما أدى إلى إصابة امرأة في منزلها وتم نقلها إلى أحد المستشفيات في صور. كما شن ثلاث غارات على بركة الجبور في منطقة جزين مطلقا خمسة صواريخ. وشن لاحقا غارة على كفر كلا – تل نحاس، كما اغار على بلدة بليدا مستهدفا بالصواريخ منزلا دُمر بالقصف والغارات المسيّرة سابقا. واعلنت هيئة البث الإسرائيلية ان “"الجيش الإسرائيلي" هاجم مواقع لحزب الله بينها مهبط طائرات عسكري يبعد 20 كم عن شمال المطلة”.
وبعد الظهر أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة الضهور في بلدة كفر كلا، واستهدف “سنتر حسن وحسين دخل الله جمعة” مما تسبّب بدمار شامل في المركز التجاري والمحلات والمنازل المجاورة له.
وفي المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّّة كما شن هجومًا جويًا بمسيّرتين إنقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة.
"ثلاثية" الموازنة
اما جلسات مجلس النواب لمناقشة قانون موازنة 2024، فغرقت في رتابتها في اليوم الثاني الذي لم يكن كافيا لانهاء الكلمات، فتمددت إلى يوم ثالث حيث ستعقد الجلسة الختامية في الثالثة بعد ظهراليوم ويلقي خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رد الحكومة على النواب ثمّ يجري التصويت بندا بندا على الموازنة. ومن بعض المواقف اللافتة في الكلمات التي ألقيت في جلستي البارحة رأى النائب آلان عون “ان هناك عجزا مستفحلا يسمح بالتدخّل الخارجي، وحان وقت العودة للحديث عن السلة المتكاملة وأي كلام آخر هو تمديد للفراغ. والخروج من المأزق بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات. ولو كان الرئيس سعد الحريري موجودًا اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيرًا، شجاعة الحريري في فتح الثغرات.
واعتبر النائب رازي الحاج “ان هذه الموازنة ليست موازنة 24 انها موازنة 24 جريمة”. وقال “من كتب الفذلكة ليس هو من حضّر الموازنة وهذا دليل على الانفصام في الدولة “، مؤكدا انه “يجب عدم القبول بموازنة من دون قطع حساب”. ودعا النائب اسامة سعد “إلى إسقاط الموازنة وردّها من حيث أتت، لأنّه لا يمكن إصلاحها ” وأعلن ان “انتخاب الرئيس هو دورنا نحن نواب البلد، واللبنانيون يريدون رئيسًا مستقلا عن المحاور الدولية والاقليمية”. وقال: “لا لمرشح التوافقات الاقليمية والدولية ولا لمرشح الصفقات والتسويات وانتخاب الرئيس حق الناس على النواب”.
وسأل النائب سليم الصايغ، في الجلسة، “الى متى الاهتمام بكل شيء بينما المطلوب واحد وهو استعادة الشرعية في كلّ الميادين الذي هو المدخل للإصلاح” وأكد “ان غياب الرئيس هو فضّ للشراكة الوطنية فالدستور لا يحتمل اي انتظام للحياة الديمقراطية في غيابه “. وأشار النائب علي حسن خليل إلى ان “قدرنا ان نحمي وجودنا في هذا البلد ولا مجال لفكرة القوّة وفائضها في علاقاتنا مع بعض، ولا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات وحريصون على من نختلف معهم”. وجدد الحرص على “اتفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان”.
النائب غسان حاصباني قال” مع التزامنا بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تطبيع التشريع في غيابه، فالمادة 32 من الدستور توجب علينا في العقد الثاني للمجلس ان نبحث بالموازنة ونصوّت عليها قبل أي عمل آخر وأن ما نُعت “بالبهلوانات السياسية” ليس بممارسة حق التصويت أو عدمه بل بتقديم هرطقات دستورية عبر اقتراح قانون منفصل للموازنة من خارج مجلس الوزراء، الذي يتعارض مع مبدأ فصل السلطات”.