معركة أولي البأس

لبنان

فشل عسكري يلاحق العدو في جبهات القتال واستراتيجي يلاحق نتنياهو داخليًا وخارجيًا
22/01/2024

فشل عسكري يلاحق العدو في جبهات القتال واستراتيجي يلاحق نتنياهو داخليًا وخارجيًا

رأت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 22 كانون الثاني 2024، في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية أن التصعيد الذي لجأ إليه العدو الصهيوني عبر جرائم الاغتيالات التي يرتكبها في أكثر من ساحة وتوسيع اعتداءاته العسكرية على جبهة الجنوب اللبناني، يأتي لتعويض الفشل العسكري الذي مني به على مختلف الجبهات، إلى جانب الفشل الاستراتيجي الذي بدأ يلاحق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو داخليًا وخارجيًا.
وأكدت الصحف اللبنانية أن العدو بدأ يفقد القدرة الاستخبارية على استحداث أهداف جديدة لضربها في الميدان، وتعطيل حركة المقاومين وقدرتهم على تنفيذ العمليات، في ظل الإجراءات الميدانية الجديدة التي اعتمدتها المقاومة للتكيف مع سمات المعركة الحالية، والتي أفقدت العدو القدرة على الاستهداف والقتل والتعطيل في الميدان.

البناء
تحت عنوان بايدن لنتنياهو: ستحمل الفشل الاستراتيجي الأكبر في تاريخ «إسرائيل».. حزب الله ينفي علاقة ملف الرئاسة بجبهة الجنوب ويؤكد قدرة غزة على النصر، اعتبرت صحيفة "البناء" أن قيادة كيان الاحتلال تواصل خطتها لتعويض الفشل العسكري الذي يلاحقها في جبهات القتال، خصوصاً في غزة وعلى جبهة لبنان، بالانتقال الى التركيز على عمليات أمنية تستهدف قادة وضباطاً في محور المقاومة، تعلم أنهم رغم ما يمثلون من خسارة بخبراتهم ومكانتهم لن يغيّر غيابهم موازين القوى التي تقول إن جيش الاحتلال يخسر الحرب. ومنذ اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعده القائد الجهادي في حزب الله وسام الطويل، وقبلهما المستشار الإيرانيّ في سورية رضي الموسوي، يبدو خط الاغتيالات فرصة كيان الاحتلال لخلق توازن معنويّ بين الهزائم في الميدان، وصورة النصر الذي توحي به الاغتيالات. وفي هذا السياق قام طيران الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال أربعة من ضباط الحرس الثوري الذين يعملون كمستشارين للجيش السوري في دمشق، عبر غارة استهدفت البناء الذي يقيمون فيه في حي المزة بدمشق.

ولفتت إلى أن إيران التي تعهّدت بالرد، على أعلى المستويات، لم تحدد شكل الردّ، بعدما كانت قد قصفت بالصواريخ مقرّ الموساد الإسرائيلي في أربيل في كردستان العراق، وكشفت عن قيامها باستهداف سفينتين إسرائيليتين على مسافة 3000 كلم من إيران في المحيط الهنديّ.
أضافت "البناء": "بالتوازي كان تحدي البحر الأحمر لا يزال ضاغطاً على الإدارة الأميركية دون اكتشاف الحلول، سوى التركيز الإعلامي على دور إيران بتزويد اليمنيين بالصواريخ والتقنيات والمعلومات. وكان التجاذب الناجم عن المأزق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخرج إلى العلن مرة جديدة، حول كيفية الخروج من المأزق، فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت معلومات عن رسالة تلقاها نتنياهو من بايدن، يدعوه فيها إلى التعقل والسير بخطة تعويم للسلطة الفلسطينية والوعد بإقامة دولة فلسطينية يجري التفاوض على حدودها وماهيتها وحجم صلاحياتها، بما يسمح بتصنيع مخرج من حرب غزة عنوانه تسليمها للسلطة الفلسطينية في قلب صفقة شاملة تتضمن الموافقة على حل الدولتين، وإلا فإن نتنياهو يتحمل مسؤولية أكبر فشل استراتيجي في تاريخ “إسرائيل”".
وتابعت: "لبنانياً، وحول جبهة الجنوب، تحدّث المسؤول الإعلامي في حزب الله الحاج محمد عفيف في لقاء مع أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني، فنفى أي علاقة يجري التداول بها بين جبهة الجنوب وملف رئاسة الجمهورية، معتبراً أن ذلك إساءة أخلاقية للمقاومة وتعاملها مع دماء الشهداء والتزامها بإسناد المقاومة والشعب في غزة، ونظرتها للرئاسة كموقع وطني ينتجه الوفاق الداخلي وتحكمه التوازنات الداخلية. وعن الحرب قال عفيف إن أسباباً كثيرة تدفع نحو الحرب الكبرى وأسباباً كثيرة تمنع حدوثها، لكن الأكيد هو أن المقاومة في لبنان تعمل جهدها لتجنيب لبنان خطر هذه الحرب وهي لن تتردّد بخوضها إذا فرضها الاحتلال على لبنان والمقاومة، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مكرّراً وصف السيد نصر الله ما يجري في غزة بالمعجزة، مؤكداً ثقة المقاومة في لبنان بانتصار المقاومة في غزة وقدرتها على مواصلة القتال حتى تحقيقه".

ورات أنه "بانتظار اجتماع ممثلي مجموعة الخماسية ليبنى عليه تجاه تحديد موعد زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، عادت محركات الرئاسة من جديد من دون أي خرق يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الجدار الرئاسي المغلق. وتقول مصادر مطلعة لـ «البناء»، إن هناك حراكاً دبلوماسياً قام به السفير السعودي وليد بخاري في بيروت مع سفير مصر وفرنسا، بالتزامن مع حراك لودريان تجاه الرياض والدوحة بعد لقائه في باريس الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين. ورأت المصادر أن ما تقدم، يؤشر الى محاولات فرنسية من أجل فصل ملف انتخاب الرئيس عن الوضع في الجنوب والأوضاع في غزة، وأن على المعنيين توجّس ما يمكن ان يحصل لو تفاقمت الأمور، والذهاب الى إنهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن، مع إشارة المصادر الى ان باريس اليوم ابتعدت عن الخيار الرئاسي الأول الذي أيّدته وذهبت الى طرح الخيار الثالث كنقطة وصل بين المكونات السياسية، في إشارة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أن الأمور لم تنضج بعد، نظراً إلى معطيات حصلت عليها «البناء» وتفيد بأن واشنطن ستسحب الملف الرئاسي من باريس في أقرب وقت وأنها تعمل عبر وسيطها هوكشتاين على ترتيب تسوية ضمن package كاملة".

وأضافت "البناء" : وبحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور الوزير السابق غازي العريضي الأوضاع العامة وآخر التطوّرات والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان. وأفادت معلومات المجتمعين لـ “البناء” أن البحث ركز على الأوضاع الأمنية لا سيما في ظل مواصلة “إسرائيل” عدوانها على لبنان والتطورات في البحر الأحمر. وقد أبدى جنبلاط قلقاً من احتمال إسرائيل التمادي في التصعيد ضد لبنان، ربطاً بالتصعيد الحاصل في المنطقة. واشارت المصادر الى ان الاهتمام كان منصباً على أهمية تحصين الجبهة اللبنانية ولم يتم التطرق خلال الاجتماع الى الملف الرئاسي بشكل موسع.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن موظف أميركي رفيع قوله إن “إسرائيل” أبلغت واشنطن بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل للوضع عند الحدود اللبنانية، حتى نهاية الشهر الحالي، فإنّها ستصعّد هجماتها ضد حزب الله.
ونقلت عن موظفين أميركيين قولهما إن حزب الله ليس معنيًا بحرب شاملة مع “إسرائيل”، لكنه يعارض التوصل إلى اتفاق تهدئة طالما أن الحرب على غزة مستمرّة.
ونقلت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” عن ضباط إسرائيليين قولهم إنه “ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله”. وحسب المعادلة، يعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أول قذيفة ستسقط، وخاصة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة “بيوت مشبوهة في القرى الشيعية” عند الحدود. والهدوء سيقابل بهدوء، لكن إطلاق النار سيقابل بإطلاق نار غير تناسبي من جانب “إسرائيل”".
وتابعت: "ميدانيًا، استهدفت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة، أمس، سيارة في جنوب لبنان، تابعة لوحدة حماية الشخصيات المهمة في حزب الله، وفيما استشهد فضل سليمان من بلدة النبطية الفوقا، وهو مسؤول حماية شخصية قيادية في حزب الله، أشارت المعلومات الى نجاة فادي سليمان قائد القطاع الأوسط بحزب الله. وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” أنه: “اثناء توجه مسعفين من الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية لتنفيذ مهامهم الإنسانية في مراكز انتشارهم، أغار العدو الصهيوني على سيارة مدنية في بلدة كفرا، مما أدى الى سقوط شهداء وجرحى، من بينهم جريحان مسعفان من الجمعية، حيث تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهما مستقرة”.
وأعلن حزب الله أنه ‏رداً على ‏الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها استشهاد المواطنة ‏سمر السيد في غارة على بلدة كفرا استهدفنا ‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية ما أدّى الى إصابة أحد المنازل وسقوط مَن ‏كان بداخله بين قتيل وجريح. وكان قد أعلن استهدافه موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابةً مباشرة. كما استهدف موقع ‏حدب البستان بصاروخ بركان وتمَّت إصابته إصابةً مباشرة. وكان الحزب قد اعلن استهدافه ثكنة ‏برانيت بالأسلحة الصاروخية. وتمّتَ إصابتها إصابة مباشرة".

وأشارت "البناء" إلى تكرار مناشدة البطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس مجلس النواب الدعوة منذ الغد إلى جلسات متتالية لينتخب النواب الرئيس، بموجب القاعدة الديمقراطيّة، ومن دون أن ينتظروا من الخارج أيّة إشارة لاسم”. وفي رسالة حازمة الى المعنيين، قال الراعي: “كفى إقفالاً لقصر بعبدا الرئاسي وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان!
وخلصت إلى أن الأنظار تتجه الأسبوع المقبل الى مجلس النواب وجلسة الموازنة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، يومي الاربعاء والخميس المقبلين، والتي قد تمتد الى يوم الجمعة، مشيرة إلى تقدم تكتل لبنان القوي اليوم لمجلس النواب باقتراح قانون معجل مكرر بالموازنة العامة للعام 2024 بالصيغة التي أقرّتها لجنة المال والموازنة، على ان يناقش على أساس ذلك مسألة مشاركته من عدمها في الهيئة العامة التي دعا اليها رئيس المجلس الأربعاء المقبل".

الأخبار
من جهتها وتحت عنوان: تصعيد العدوّ جنوباً: اغتيالات بالطيران وتهديد بالحرب، كتبت صحيفة "الأخبار" تقول: "يتواصل التصعيد العسكري جنوباً، عند الحدود مع فلسطين المحتلة. ولئن حافظت المقاومة، وكذلك العدو الإسرائيلي، على مساحة جغرافية محدودة لتبادل النيران، مع خروقات محدودة، رفع العدوّ في الأيام الأخيرة من حجم ونوع خروقاته، عبر استهداف مقاومين أو مواقع محددة، خارج منطقة القتال في القرى الحدودية. وخلال اليومين الماضيين، أقدم العدو، على استهداف سيارة على طريق البازورية قرب صور، ما أدى إلى استشهاد المقاوم علي حدرج، ابن بلدة البازورية، وصديقه محمد دياب، ابن بلدة الطيبة. ويوم أمس، استهدف العدو سيارتين عند حاجز للجيش اللبناني في بلدة كفرا، ما أسفر عن استشهاد المقاوم فضل سلمان الشعّار من بلدة النبطية الفوقا، واستشهاد المواطنة سمر جميل السيد محمد، من بنت جبيل، حيث صودف مرورها في المحلّة. كما شنّت طائرات العدو غارات عدة على بلدة مركبا. كما استهدفت مدفعيته أطراف بلدات عديدة على امتداد القرى الحدودية من الناقورة إلى شبعا. في المقابل، أعلنت المقاومة أمس، عن استهداف ثكنة برانيت التابعة للجيش الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، إضافة الى استهداف موقعَي ‏رويسة القرن في مزارع شبعا، وحدب البستان بصاروخ بركان. كما أعلنت المقاومة "استهداف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية، ما أدّى إلى إصابة أحد المنازل، وسقوط من كان في داخله بين قتيل وجريح رداً على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها الغارة على بلدة كفرا".
وأضافت الصحيفة: "وصار واضحاً أن العدو يعمد إلى استعراض قدراته التدميرية في المنطقة الحدودية، عبر شنّ حزمة نارية وغارات عنيفة على القرى والبلدات، وفي قلب الأحياء السكنية التي خرج منها سكانها. لكن، ما بدا مُلاحظاً أيضاً، هو انخفاض عدد شهداء المقاومة في القرى الحدودية، وخلال تنفيذ العمليات ضد العدو، إلى حد بعيد. ومنذ أسبوع كامل، لم يسقط للمقاومة شهداء على طول الجبهة. وهو ما يعني أن العدو بدأ يفقد القدرة الاستخبارية على استحداث أهداف جديدة لضربها في الميدان، وتعطيل حركة المقاومين وقدرتهم على تنفيذ العمليات. وهذا يدلّ على نفاد بنك الأهداف الذي كان قد أعدّه العدو، وهو في غالبه مواقع علنية ومعروفة ومنازل عناصر المقاومة وضباطها".

ورأت "الأخبار" أن المقاومة، اعتمدت إجراءات ميدانية جديدة، وتكيّفت مع سمات المعركة الحالية، وأفقدت العدو القدرة على الاستهداف والقتل والتعطيل في الميدان. وهذا يعتمد بشكل أساسي على البنى التحتية العسكرية التي كانت المقاومة قد أنشأتها وطوّرتها طوال السنوات الماضية. وهذا ما لاحظه العدو أيضاً، إذ نقل المعلّق الإسرائيلي المعروف، ألون بن دافيد، عن مصادر في جيش العدو، قولها إنه "انكشف في الأسابيع الأخيرة حجم البنى التحتية لحزب الله التي تمّ إنشاؤها بالقرب من الحدود (…) وهي عبارة عن خنادق قتالية، ومواقع إطلاق مضادة للدبابات، ومخابئ، وعدد كبير من الصواريخ الثقيلة التي أعدّها حزب الله للمواجهة مع إسرائيل". وفي حين أشار بن دافيد، إلى أن "سلاح الجو لم يقم بتدمير حتى ذرّة واحدة من البنى التحتية لحزب الله"، أكّد أنه "لا يمكن تدمير هذه البنى التحتية إلا من خلال العمل البري".

التهديدات السياسية
بالتزامن، تعالت بحسب "الأخبار" تهديدات قادة العدو، وخاصة وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للحراك الدبلوماسي لتحقيق الهدوء الذي يعيد المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية، ما يعني توجّه إسرائيل إلى التحرك عسكريًا لتغيير الوضع من خلال "إبعاد حزب الله عن الحدود". وأرفق العدو تهديداته، باتخاذ إجراءات أوّلية، تتعلق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل خاص، كتعزيز المستشفيات، وتوزيع حصص غذائية على المستوطنين، وتجهيز القطار في مدينة حيفا لنقل الجرحى، "حيث سيتحوّل إلى سيّارة إسعاف"، بحسب تعبير رئيس بلدية مستوطنة في منطقة حيفا. ولكن، يبدو لافتًا، أن كل الحديث الإسرائيلي حول التصعيد العسكري، وكذلك إجراءات الجبهة الداخلية، يدور حول جنوب لبنان بشكل خاص، في مقابل شمال فلسطين المحتلة، من الحدود مع لبنان، وصولاً إلى مدينة حيفا.
وأشارت إلى ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، أنه "ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله"، وهي عبارة عن أن "يعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أوّل قذيفة ستسقط في أراضينا (فلسطين المحتلة)، وخاصّة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، سيؤدي ذلك إلى قصف شديد يؤدّي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود". وبحسب المقترح، فإن "الهدوء سيُقابل بهدوء، لكنّ إطلاق النار سيُقابل بإطلاق نار غير تناسبي"، وأضافوا أن "إسرائيل" لا تستغلّ أيضاً حقيقة أن لدى حزب الله الكثير مما سيخسره خلال التصعيد في الفترة الحالية". وبحسب هؤلاء الضباط، فإنه "يجب العمل بشكل تدريجي وبتنسيق مع الأميركيين، ومنح فرصة حقيقية لتحقيق هدوء عند الحدود بواسطة مبادرتنا إلى وقف إطلاق نار، وفي موازاة ذلك تحقيق أساس شرعي لهجوم يقود في نهاية الأمر إلى إعادة الأمن إلى بلدات الشمال".

تعبئة شعبية مع الحرب
ولفتت "الأخبار" إلى أنه في موازاة التصعيد العسكري للعدو مقابل لبنان، واحتمالات خروج الأوضاع عن حدودها الحالية، نفّذت قيادة الجبهة الداخلية لدى العدو، مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى الاستعداد لتصعيد أكبر، يشمل المنطقة بين حيفا والحدود مع لبنان. وفي هذا السياق، قال موقع "واللا" العبري، إن "وزارة الجيش الإسرائيلي تعمل على خطة لإيواء نحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية قد تضطر الحكومة لإجلائهم في ظلّ تصعيد محتمل مع حزب الله". كما تقرّر تأجيل عودة التلاميذ إلى المدارس في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، بسبب استمرار التصعيد على الحدود مع لبنان. بدورها، نشرت "يسرائيل هيوم"، نتائج دراسة أُجريت بين المستوطنين الذين نزحوا عن المستوطنات الشمالية، حيث تبيّن أن 40% منهم لا يخطّطون للعودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب. لكن في المقابل، كشف استطلاع أجرته جامعة تل أبيب والجامعة العبرية، ونشرته صحيفة "معاريف"، أن "16% فقط من المستوطنين اليهود في البلاد، يقولون إن سياسة الحكومة توفّر لهم الأمن، بينما لا يتّفق مع هذا التصريح 44%. في الوقت نفسه، يعتقد 65% أنه ينبغي القيام بعمل عسكري ضدّ حزب الله في الشمال حتى زوال التهديد، حتى لو كان هناك احتمال أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان".

النهار
وتحت عنوان: “استدراج” إسرائيلي متدحرج عبر تصعيد الاغتيالات، كتبت صحيفة "النهار" تقول: "لم تبلغ احتمالات "استدراج" إسرائيل لمناخات حرب واسعة على لبنان ولا مرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي المستوى البالغ الخطورة الذي انزلقت اليه في الساعات الثماني والأربعين الماضية. سواء في تصعيد مخيف لحرب الاغتيالات التي باتت تشنها إسرائيل يوميًا في كل الاتجاهات "الممانعة" ولا سيما في استهداف كوادر قتالية ونظامية وميدانية لـ"حزب الله" في الجنوب، أو عبر تكثيف الغارات الجوية الحربية وغارات المسيرات على المناطق الحدودية، أو عبر رفع الحرب الإعلامية الى مستوى دق نفير التعبئة الحربية والنفسية الضاغطة، كل هذه المؤشرات والتطورات تعكس بلوغ التصعيد عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية مستوى غير مسبوق بجدية تحدياته وخطورته. الغلواء الإعلامية المحتدمة على وقع هذا التصعيد ذهبت الى الزعم باشتراط هدنة يكون بعدها اشتعال الحرب على ما أوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية من أن "قادة عسكريين إسرائيليين يقترحون هدنة 48 ساعة في شمال إسرائيل بالتنسيق مع واشنطن مشروطة برد حاسم إذا انتهكها حزب الله". ومع ان هذا "الاقتراح" لم يثبت رسميا من أي جهة إسرائيلية لكنه اتخذ دلالات خطيرة لجهة تسريبه على سبيل جس النبض وتعميم أجواء مفادها ان إسرائيل صارت قاب قوسين او ادنى من دفع الأمور الى ذرواتها على الجبهة الشمالية مع لبنان".

ولفتت "النهار" إلى ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضباط إسرائيليين كبار بإنه "ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله، يعلن الجيش الإسرائيلي فيها أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن أول قذيفة ستسقط في أراضينا، وخاصة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود. والهدوء سيقابل بهدوء، لكن إطلاق النار سيقابل بإطلاق نار غير تناسبي من جانب "إسرائيل". 

كما أشارت إلى ما أفاد به موقع "واللا" الإسرائيلي بأن وزارة الحرب الإسرائيلية تعمل على خطة لإيواء نحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية قد تضطر الحكومة لإجلائهم في ظل تصعيد محتمل مع حزب الله.

التصعيد المتدرج
ورأت "النهار" أن "غني عن الإشارة ان مجمل الوقائع التي تتابعت منذ السبت عكست تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق في حرب الاغتيالات ضد القوى والدول والأذرع المرتبطة بـ"محور الممانعة" والتي تشكل رديفا موازيا في الغليان للحرب الميدانية المتدحرجة في غزة وجنوب لبنان. ذلك أن هجومًا جويًا إسرائيليًا حصل السبت على مبنى سكني في حي المزة في دمشق أدى باعتراف الحرس الثوري الإيراني الى اغتيال خمسة مستشارين عسكريين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الضربة، معلنا ايضا اغتيال قائد استخبارات فيلق القدس العميد الحاج صادق ونائبه بالغارة. ولم تمر ساعات قليلة حتى استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق بلدة البازورية في جنوب لبنان، وهي مسقط رأس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وتسببت بمقتل علي محمد حدرج وهو مسؤول قيادي عن فرع فلسطين في الحزب وقضى معه رفيقه المهندس محمد باقر دياب.

أضافت "النهار": "وامس صعدت "إسرائيل" حرب الاغتيالات فاستهدفت مسيرة اسرائيلية قرابة الاولى والنصف من بعد الظهر سيارة رباعية الدفع عند مفترق كفرا - صربين في قضاء بنت جبيل واطلقت باتجاهها صاروخا موجها، مما ادى الى تدميرها واحتراقها واحتراق سيارة رابيد كانت بقربها... في المقابل، وفيما نعى "حزب الله" "المجاهد فضل علي سلمان شعار "عيسى" من بلدة النبطية الفوقا الذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس" أعلن لاحقًا أنه "ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين واخرها الغارة على بلدة كفرا استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر الأحد مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية ما أدى الى إصابة احد المنازل وسقوط من كان بداخله بين قتيل وجريح". وكان الحزب اعلن استهداف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏حدب البستان بصاروخ بركان وثكنة ‏برانيت.

بري والسفراء
اما في المشهد الداخلي فلفتت "النهار" إلى أن "مجمل التطورات الحدودية والسياسية كانت محور اللقاء في عين التينة مساء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي".
وعلمت "النهار" أن بري سيستقبل غدًا الثلاثاء في عين التينة سفراء المجموعة الخماسية في بيروت التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر وذلك وسط توقعات بانعقاد ممثلي المجموعة في باريس قبل نهاية الشهر الحالي للبحث في دفع ملف ازمة الرئاسة في لبنان.

اللواء
وتحت عنوان: مفاوضات تبريد الجبهة الجنوبية تسابق خديعة «الهدنة» المنفصلة! كتبت صحيفة "اللواء" تقول: "في خط سير الحروب، التي تنتج اتفاقيات يجري التوقيع عليها، وتؤسس لمرحلة استقرار تلي الحرب يمكن رسم الخط التالي، حرب- مفاوضات- اتفاقيات.
في المعلومات التي يجري تداولها على نطاق العواصم المعنية بالمفاوضات وما ستؤول إليه، يجري الحديث عن مسار تفاوضي يبدأ في الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، ويتضمن تدرجًا في إطلاق الأسرى ووقف النار، ليس لفترة أسبوعين، كما تقترح "إسرائيل"، بل خلال مدة زمنية لا تقل عن 60 أو 70 يومًا، يفتح فيه المسار السياسي المتعلق بدولة فلسطينية، (حرة وذات سيادة بالتعبير الأميركي)، مقابل تطبيع للعلاقات مع دولة الاحتلال بعد وقف الحرب، وإطلاق الأسرى الفلسطينيين والرهائن والجنود والاسرائيليين والأجانب.

ومعالم خطة التفاوض هذه، برزت خطوطها العريضة خلال المحادثات والجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، مع إطلاق آلية فرنسية- أميركية للعمل المشترك على جبهتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي، في ما خص لبنان.

أما في لبنان، فانطلاق الترتيبات في غزة، سيكون له صدى مباشر على الجبهة اللبنانية إذ دخلت مفاوضات التبريد على الجبهة الجنوبية في سباق، مع محاولات ارتفاع لهيب الحرب في ضوء الهدنة المقترحة، من المستوى العسكري الاسرائيلي لمدة يومين في الجنوب، يليها هجوم كبير إذا لم يلتزم حزب الله بها.
ووصفت "اللواء" الهدنة المقترحة بأنها اشبه بخديعة، ومحاولة مكشوفة لجهة رفض الحزب بمجرد البحث بها. ونقلت عن مصادر سياسية ان زيادة تنفيذ "إسرائيل" لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع "إسرائيل"، واستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ اسابيع وصولا إلى توجيه الضربات الموجعة لمسؤولي وضباط المخابرات الإيرانية المتمركزين في دمشق مؤخرًا، انما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب، ليقبل بمطالب "إسرائيل" الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كلم ليتسنى الأمر لإعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل"، ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات وأجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني.

إقرأ المزيد في: لبنان