لبنان
حزب الله: جهوزيتنا لصدِّ أي عدوان إسرائيلي لا بداية لها ولا نهاية لها
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على النقاش الذي تجريه قيادة كيان العدو السياسية والعسكرية مع الإدارة الأميركية حول الحرب على لبنان في ظل فشل المساعي الدبلوماسية لتحقيق ما وصفته بهدف إبعاد قوة الرضوان التي تمثل قوات النخبة عند حزب الله، عن المناطق الحدودية إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو الهدف الذي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين الذي كان في بيروت قبل يومين قد فشل في تحقيقه. وفي هذا السياق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ ""إسرائيل" حذّرت في رسالة للولايات المتحدة الأميركية من شن عمل عسكري، إذا لم تبعد قوة الرضوان عن حدود الشمال"، بينما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم إنّ ""إسرائيل" هدّدت بتصعيد قتالها مع حزب الله إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع".
وردًا على التهديدات الإسرائيلية بالحرب قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم "بالنسبة إلينا هذه التهديدات لا تقدِّم ولا تؤخِّر، وعندما يقرِّر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قويّ، وعندما يبقى على الوتيرة الحالية فنحن نبقى على هذه الوتيرة لأنَّنا نعتبر أنَّ المساندة لغزّة تتحقق بهذا المقدار. من هنا يجب أن يعلم العدوّ أنَّ جهوزية الحزب عالية جدًا، فنحن نجهِّز على أساس أنَّه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيّتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها، وهو يعلم أنَّنا أهل الجهاد والشهادة وإذا تقدَّمنا فلا نرجع إلى الوراء ودائمًا نحن متقدِّمون في العمل المقاوم وفي المواجهة"، ورأى أن "الحل للاستقرار هو بإيقاف العدوان، وهذا الحل يبدأ من غزَّة وليس من لبنان".
"الأخبار"| باسيل: لن أنتخب فرنجية في أي وقت
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّ "أكثر ما يقوله اخصام رئيس التيار الوطني الحر عنه، مرة بعد أخرى منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون واستمرار الشغور الرئاسي، انه إما «يُخسّر نفسه بنفسه»، وإما «عدو نفسه»، وإما «لا يعرف مصلحته». ما يقوله هو عن كلّ اولئك انهم «فحش سياسي».
داخل التيار الوطني الحر مناقشات بين رأيين لا اجوبة نهائية للمتسائلين عنهما: هل من المصلحة الاستمرار خارج الحكم والسلطة على النحو الذي يتخذه الآن بمقاطعة وزرائه مجلس الوزراء، أم من الافضل مجاراة الواقع القائم والانضمام إلى مقتضيات اللعبة الحالية منذ شغور رئاسة الجمهورية؟ يُطرح الخياران في أكثر من مناسبة داخلية. اخيرًا بعد تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، عُدّ رئيس التيار النائب جبران باسيل الخاسر الوحيد في ما وُصف بأنه تسوية تقاطع المتنافرين والاعداء. حُسِب ما حصل ايضًا على انه ائتلاف كلّ المناوئين لباسيل في ظاهرة استثنائية. في الحصيلة هم خصومه كسبوا جولة بقاء قائد الجيش في منصبه.
المغزى الآخر، متجاوزًا هذه الواقعة، ان مديري الشغور قادرون على الاستمرار إلى اشعار آخر في ملء الوقت الضائع إلى ان يحين أوان انتخاب رئيس للجمهورية، بما يُشعر الداخل والخارج بأن النظام - وان بالحد الادنى - في خير: البرلمان ينعقد. حكومة تصريف الاعمال كذلك. التعيينات تُقَارَب بأمزجة. الاستقرار في مأمن دونما الذهاب إلى حافة الهاوية في الجنوب. اما المهم الناقص، وهو انتخاب الرئيس، فيقترب تدريجًا من ان يمسي حديثًا ثانويًا غير مستعجل. ما يضيفه باسيل حيال ما يحصل ان «البعض يتعمّد تكريس هذا الواقع للقول انه شغّال وفي الإمكان الاستمرار بلا رئيس للجمهورية ايًا طال الوقت. الأخطر انه يحظى بغطاء مسيحيى من بكركي واحزاب مسيحية لتثبيت الامر المفروض وإدارة البلد بحكومة مستقيلة والتغافل عن انتخاب رئيس للجمهورية».
يضيف: «ما يراد ان يقال لي بالممارسة، وانا وحدي اقرع جرس خطورة استمرار الشغور، ان في وسعنا ان نحكم بلا رئيس للجمهورية، فابقَ انت وحدك خارجًا. لا حل لك الا بانتخاب سليمان فرنجية كي تدخل إلى الحكم. لا خيار ثالثًا. لن ابقى خارجًا ولن ابقى ساكتًا على ما يجري، ولن اقبل بفرنجية. عُرض عليّ عودة وزراء التيار وحلفائه إلى جلسات مجلس الوزراء او وزير الدفاع على الاقل فأحصل على تعيين قائد جديد للجيش، لكنني رفضت كي لا انقض ما بني عليه موقف التيار منذ الشغور، وهو ان ليس لحكومة مستقيلة تولي صلاحيات رئيس الجمهورية، ولا ادخال اعراف غير مسبوقة على مجلس الوزراء خصوصًا في تواقيع المراسيم».
وحدهما اللامركزية الادارية والمالية والصندوق الائتماني يجعلانني اقبل بفرنجية او بعون أو بسواهما
يقارب باسيل مأزق الشغور على انه يدور من حول مشكلة واحدة هي انتخاب رئيس تيار المردة رئيسًا للجمهورية. يوجّه بذلك اشارة مباشرة إلى الثنائي الشيعي الذي يدعم ترشيح فرنجية دونما ان يغفل ان الفريق الآخر، معارض الثنائي وفرنجية معًا، لا يضيره الاستمهال كي «ينتظر اللحظة التي يعتقد ان تسوية ما ستأتي بفرنجية يقايض بها هؤلاء عندئذ».
يقول بلا افصاح: «يدعونني إلى انتخاب فرنجية فأنال كلّ ما اريد. عرض عليّ الكثير. قيل لي مرة ان الرئاسة بعد ست سنوات تكون لي، وحصة كبيرة في الحكم مرة أخرى. لا يطلبون فرنجية مجانًا ولا معاقبة، بل بحسابات مدروسة. قيل إمشِ به تكن جلسة الانتخاب في اليوم التالي. هذا غير وارد عندي. إذا كان يحلو للبعض الظن ان انتظاره جوابي سيكون مفيدًا فهو على خطأ. لا الآن ولا في ما بعد».
التواصل مع حزب الله محدود. متقطع. يصفه باسيل بأنه «غير مقطوع لكنّه غير حام». بعد التمديد لقائد الجيش لم يُمسِ أكثر سوءًا من ذي قبل: «في الاصل كان يعرف موقفي. لم اطلب منه، ولم يعدني بما لم يفعله. لا زعل معه في مسألة جوزف عون. لكنّه كذلك في خيار سليمان فرنجية. الحزب يعلم تمامًا انني لن اصوّت له. عندما راهنوا في ما مضى على ان الفرنسيين والسعوديين موافقون على فرنجية وسيأتون بالآخرين، لم يتطلب الامر الاتّصال بي. عندما فشل المسعى حكوا معي. بعد حرب غزّة عادوا إلى الكلام عن ان ما سيليها تسوية يأتي انتخاب فرنجية على رأسها. لذا يدعونني إلى انتخابه. ذلك ما حصل في موضوع التمديد لقائد الجيش. كما التسوية بأطراف الخارج والداخل اتاحت ذلك، يتوقعون تكرارها بانتخاب فرنجية. من السذاجة الاعتقاد بأن التسوية الاقليمية من حول غزّة وجوارها آتية قريبًا، او آتية بالسهولة المتوقعة ان لم تأتِ اسوأ. وقد لا تأتي بما يراهنون عليه في رئاسة الجمهورية. وقد لا يكون الثنائي الشيعي جاهزًا للقبول بتسوية مكلفة عليهما، خصوصًا إذا كان الثمن المقابل لانتخاب سليمان فرنجية اغلى بكثير من سليمان فرنجية».
يضيف: «كلاهما، سليمان فرنجية وجوزف عون، لن انتخبهما. كلٌ لاسباب مبدئية تجعلني اعرف سلفًا كيف يمكن ان يكون عليه عهد اي منهما. ارفضهما، لكن لديّ أسماء عدة لسواهما يمكن الاتفاق عليها. لا أرفض للرفض. عندي بدائل يمكن التحدث فيها. الرهان على انني سأغيّر رأيي في غير محله وسينتظرون وقتًا طويلًا ما خلا حالًا واحدة هي اعطاؤنا اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني والاتفاق على برنامج الحكم في العهد الجديد. عندئذ امشي بكليهما. البندان الاولان عندي أكثر اهمية، بما في ذلك من سليمان فرنجية وجوزف عون واي سواهما. لا يعود مهمًا انتخاب اي منهما او غيرهما ممن يمكن ان يكون افضل او اسوأ. عندما طلبت اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني قيل لي انهم لا يمانعون. لكن دون تنفيذهما صعوبات».
"البناء"| حزب الله: جهوزيتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها
من جهتها، لفتت صحيفة "البناء" إلى الأحداث على جبهة حدود لبنان الجنوبية، حيث مزيد من التوّتر والتصعيد، وقد أعلن جيش الاحتلال ليلًا عن إطلاق صفارات الإنذار في حيفا وجوارها بعد رصد ما وصفه بجسم مشبوه في الأجواء، وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نقاش تجريه قيادة الكيان السياسية والعسكرية مع الإدارة الأميركية حول الحرب على لبنان في ظل فشل المساعي الدبلوماسية لتحقيق ما وصفته بهدف إبعاد قوة الرضوان التي تمثل قوات النخبة عند حزب الله، عن المناطق الحدودية إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو الهدف الذي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين الذي كان في بيروت قبل يومين قد فشل في تحقيقه. وفي هذا السياق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «"إسرائيل" حذّرت في رسالة للولايات المتحدة الأميركية من شن عمل عسكري، إذا لم تبعد قوة الرضوان عن حدود الشمال»، بينما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم إنّ «"إسرائيل" هدّدت بتصعيد قتالها مع حزب الله إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع».
ردًا على التهديدات الإسرائيلية بالحرب تحدّث نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «بالنسبة إلينا هذه التهديدات لا تقدِّم ولا تؤخِّر، وعندما يقرِّر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قويّ، وعندما يبقى على الوتيرة الحالية فنحن نبقى على هذه الوتيرة لأنَّنا نعتبر أنَّ المساندة لغزّة تتحقق بهذا المقدار. من هنا يجب أن يعلم العدوّ أنَّ جهوزية الحزب عالية جدًا، فنحن نجهِّز على أساس أنَّه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيّتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها، وهو يعلم أنَّنا أهل الجهاد والشهادة وإذا تقدَّمنا فلا نرجع إلى الوراء ودائمًا نحن متقدِّمون في العمل المقاوم وفي المواجهة».
ورأى أن «الحل للاستقرار هو بإيقاف العدوان، وهذا الحل يبدأ من غزَّة وليس من لبنان»، لافتًا إلى أن «من طلب منَّا أن نتوقف قلنا لهم نحن قمنا بالمساندة وردة فعل، قولوا لمن بدأ أن يتوقف حتّى يتوقف كلّ ما نتج عن هذا العدوان، وبالتالي الاستقرار في لبنان والمنطقة وإيقاف الحرب الدائرة على مستوى كلّ الإقليم بنسب متفاوتة وفي غزّة بالنسبة الأعلى لا يحصل إلَّا إذا توقف العدوان بشكل كامل على غزَّة وبعد ذلك تتوقف كلّ الأمور الأخرى لأنَّها مرتبطة بمواجهة العدوان على غزَّة».
وتوالت التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود إلى شمال الليطاني، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم إنّ «"إسرائيل" هدّدت بتصعيد قتالها مع حزب الله إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع».
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «"إسرائيل" حذّرت في رسالة للولايات المتحدة الأميركية من شنّ عمل عسكري، إذا لم تبعد قوة الرضوان عن حدود الشمال».
وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن: «نفضل إعادة السكان إلى الشمال عبر تسوية ومستعدون أيضًا للقيام بذلك عبر القوّة العسكرية». وشدّد غالانت على التزام «إسرائيل» بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان ونقترب من اتّخاذ القرار.
وتتولى جهات دبلوماسية أوروبية، وفق ما علمت «البناء»، نقل رسائل إلى الحكومة اللبنانية والى حزب الله ناصحة بتخفيف العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله ضدّ «إسرائيل» لكي لا تشكل ذريعة للحكومة الإسرائيلية لشن عدوان أكبر على الجنوب. وتعزو الجهات الدبلوماسية السبب إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يواجه مأزقًا كبيرًا في غزّة ويحتاج إلى حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان لتحقيق إنجاز عسكري وأمني وهمي يصرفه في الداخل الإسرائيلي سياسيًا في استعادة الأمن إلى مناطق الشمال، وهو أي نتنياهو مستعد لشن عدوان لحماية وجوده السياسي. وبرأي الجهات الدبلوماسية بأن نتنياهو يقترب من نهايته السياسية بعد فشله في تحقيق أي إنجاز في المرحلة الأخيرة من الحرب، وسيواجه تشققات إضافية في حكومته ومزيدًا من الضغوط الأميركية والخارجية، ولذلك يمكن لحزب الله ومحور المقاومة تمرير هذه المرحلة بأقل الخسائر ومن دون حرب كبرى حتّى تنضج الظروف الخارجية والداخلية في «إسرائيل» لتغيير حكومي والإطاحة بنتنياهو. ولفتت الجهات إلى أن الظروف الداخلية في «إسرائيل» مؤاتية لشن حرب على لبنان في ظل الدعم العالمي غير المسبوق الذي حظيت به «اسرائيل» في الوقت الراهن، وقد تستخدمه في التعامل مع جبهة الشمال، كما استخدمته في حرب غزّة.
إلا أن مصادر في فريق المقاومة أدرجت كلّ هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية والمعنوية ضدّ المقاومة وجمهورها لخدمة كيان الاحتلال وليس حبًا بلبنان وحرصًا عليه، مشيرة لـ»البناء» إلى أن «كيان الاحتلال هو الخائف والمردوع من الحرب مع لبنان، وإلا لماذا لم ينفذ تهديداته حتّى الآن؟ ولماذا يرسل كلّ هذه الرسائل والتهديدات للبنان وللمقاومة؟ ولولا قوة الردع التي تمثلها المقاومة والخوف من تداعيات الحرب على الكيان الإسرائيلي، لكان جيش الاحتلال شن عدوانًا على لبنان منذ زمن بعيد، وخاصة بعد 7 تشرين الأول الماضي. وتضيف المصادر أن العدوان الإسرائيلي الموسّع على لبنان لن يحقق أهدافه فلن يبعد حزب الله عن الحدود ولن يضمن الأمن للشمال ولن يعيد المستوطنين، والحل الوحيد المتاح أمام العدوّ هو وقف العدوان الهمجيّ على غزّة والرضوخ للتفاوض على الشروط التي وضعتها حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية، وإلا فإن كيان الاحتلال سيكون أمام حرب استنزاف طويلة الأمد سترسم نهايته لأن قوى المقاومة حينها قد لا تستجيب لدعوات وقف إطلاق النار وللتسويات، بل ستخوضها حتّى النهاية وستحولها إلى حرب كبرى.
ولفتت المصادر إلى أن «الظروف الداخلية في كيان الاحتلال والتحولات في الرأي العام العالمي وخاصة الأميركي – الأوروبي، وقدرات حزب الله والتداعيات الكارثية على «إسرائيل»، عوامل تحول دون تهريب المستويات السياسية والعسكرية في الكيان قرار حرب كبيرة على لبنان».
وعلمت «البناء» أن رسائل وصلت لمن يعنيهم الأمر، بأن أي عدوان إسرائيليّ واسع على لبنان، فإن الجبهة السورية ستدخل في الحرب بشكل واسع، وتدخل قوى أخرى في الحرب وقد تتحوّل إلى إقليمية.
بدوره، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّنا «لا نسمح للعدوّ الصهيوني بالتطاول على حقوق المسلمين وكراماتهم وعلى مقدّساتهم. العدوّ الذي مارس توحّشه وأفرَط في عدوانيّته ضدّ المدنيين في غزّة كان مرجّحًا أن يميل ميلةً باتجاه لبنان فلمّا رأى جهوزيتنا أصبح يحسب للمسألة ألف حساب. عندما يلوّح العدوّ في شنّ هذه الحرب وهو قد فشل في تحقيق أهدافه في غزّة على كلّ المستويات فهو يهوّل ولا يستطيع أن يفعل ما يهوّل به وستبقى يدُ المقاومة هي العليا». ورأى أنّ «العدو الإسرائيلي يضطر للانكفاء والانسحاب لأنه تعِب وواجه مقاومة لم يكن يتوقعها وأَحبط وأَحرج كلّ الذين يدعمونه، وهو غير جاهز للحرب أمام ما أعدّت له المقاومة الإسلاميّة في لبنان وستُريه كلّ بأسها».
ميدانيًا، أعلنت المقاومة الإسلاميّة عن استهداف انتشارٍ لجنود العدوّ الإسرائيلي بين موقعي «السماقة» و»الرمثا» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّّة بصاروخ بركان، مؤكدةً أنَّه أصيب إصابة مباشرة. كما أعلنت استهداف انتشار لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط قاعدة «خربة ماعر» بصاروخ بركان. وقصفت تجمّعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في «جبل نذر» بالأسلحة الصاروخية.
في المقابل استهدف جيش الاحتلال جبل بلاط وأحراج بلدة رامية وخلة وردة عند أطراف عيتا الشعب. وألقت الطائرات المغيرة عددًا كبيرًا من الصواريخ من نوع جو أرض أحدثت أضرارًا بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الأحراج، حيث أتلفت مساحات واسعة من الأشجار. وتعرّض وادي أبو غبرة عند الأطراف الجنوبية لبلدة كفرصير في قضاء النبطية، لسقوط قذيفتين مدفعيتين إسرائيليتين. وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى اعتراض طائرة مسيّرة من لبنان في منطقة عكا دون تفعيل صفارات الإنذار.
سياسيًا ودبلوماسيًا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والسياسية جراء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وقطاع غزّة.
بدوره، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثل الحكومة الفرنسية لقضايا البحر المتوسط كريم أملال، بحضور سفير فرنسا في لبنان ايرفيه ماغرو. وتندرج زيارة الموفد الفرنسي في إطار تفعيل المبادرات السابقة في موضوع العلاقة بين دول البحر المتوسط.
وأشارت السفارة الفرنسية، في بيان، إلى أن «المندوب الوزاري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط السفير كريم أملال قام بزيارة إلى لبنان، من أجل تعزيز المشاريع التي يجري تنفيذها في إطار سياسة فرنسا في منطقة البحر الأبيض المتوسط».
وأضافت «السفير أملال تطرّق إلى مجمل هذه العناوين خلال لقاءاته مع أعضاء فاعلين في المجتمع المدني وعدد من الأكاديميين اللبنانيين، وكذلك في أثناء لقاءاته الرسميّة، لا سيما مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني السيد نجيب ميقاتي، ومدير مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيد إيفو فرايجسن. كما أعاد التأكيد أمام محاوريه، على التزام فرنسا تجاه استقرار لبنان وازدهاره لكي يستعيد هذا البلد دوره كاملًا كجسر عبور بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط».
على مقلب آخر، لتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية. أشارت أوساط دبلوماسيّة إلى أن عواصم دول الخماسيّة لا سيّما باريس تشهد اجتماعات مكثّفة حول لبنان. ويتواصل الموفد الرئاسي جان ايف لودريان مع كلّ من السعودية وقطر بعدما زارهما أخيرًا واجتمع في باريس مع كبير مستشاري الرئيس ال لشؤون الأمن والطاقة اموس هوكشتاين.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن «حركة للسفير السعودي وليد البخاري»، وهي «ليست يتيمة بل تواكبها حركة فرنسية ناشطة على مستوى السفير الفرنسي هيرفي ماغرو الذي اجتمع مع السفيرة الأميركية صباح اليوم (أمس) وبحثا في توحيد جهود اللجنة الخماسية».
ولفتت إلى أنّ «السفير الفرنسي يتواصل باستمرار مع سفراء اللجنة الخماسية في بيروت بالتوازي مع تحضيره للقاء سيجمع سفراء الخماسية قريبًا للتحضير لاجتماع في السعودية»، موضحة أنّ «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في الرياض، وسيتوجه في الأيّام المقبلة إلى القاهرة والدوحة تحضيرًا لأعمال اللجنة، ومن ثمّ سيعود إلى بيروت متحدثًا باسمها في مقاربة مشتركة»، ولفتت إلى أنّ «لودريان لن يدخل في الأسماء مباشرة ولكن المواصفات التي سيذكر فيها بعد زيارته الأخيرة ستكون مؤشرًا واضحًا لهوية الرئيس المقبل».
إلا أن مصادر نيابية مطلعة لفتت لـ»البناء» أن اللجنة الخماسية لن تستطع وحدها إيجاد الحل للأزمة الرئاسية من دون الحوار مع الثنائي حركة أمل وحزب الله ومع بقية القوى السياسية كالتيار الوطني الحر، لأن انتخاب الرئيس يحتاج إلى توافق داخلي وليس فقط إلى توافق خارجي. وتساءلت المصادر عن سبب الجهود التي تبذلها الخماسية لانتخاب رئيس الجمهورية طالما أن التوازنات السياسية والنيابية واللعبة الدستورية لا تسمح بذلك من دون الأطراف الأخرى لا سيما الثنائي والتيار الوطني الحر؟ ما يؤشر إلى أن الهدف من هذه المساعي هو إما تضييع الوقت وإما محاولة فرض رئيس على فريق المقاومة أو بالحد الأدنى دفعه للتراجع عن مرشحه والسير بمرشح آخر وسطي وقريب من المحور الأميركي – الغربي.
وجدّدت مصادر الثنائي لـ»البناء» تمسكها بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى، لا سيما ما تشهده فلسطين وجنوب لبنان والمنطقة من توترات وحروب وأوضاع خطيرة، والأمر يحتاج إلى تحصين الوضع الداخلي من التداعيات الكارثية للحرب في غزّة وعلى لبنان والمنطقة، وذلك بانتخاب رئيس يملك مواصفات وطنية ويدرك حجم الأخطار وكيفية مواجهتها من أجل مصلحة لبنان وليس تلبية المصالح الخارجية ولا يسمح بكشف المقاومة للعدو ولا لبنان على المشاريع الخارجية التدميرية والتقسيمية ويمتلك رؤية وخريطة طريق لحماية لبنان وسيادته وثرواته وطرق لإنقاذه الاقتصادي.
"النهار": آلية فرنسية – أميركية لوقف زحف الحرب إلى لبنان
بدورها، كتبت صحيفة "النهار": "في ما يعكس جدية المخاوف الغربية من احتمال قيام "اسرائيل" باشعال حرب واسعة على لبنان، تقدمت الجهود الفرنسية والأميركية المبذولة لمنع قيام بقعة توتر وتفجر جديدة في الشرق الأوسط على كلّ التطورات المحلية بما فيها الاهتزازات الاجتماعية والمالية العائدة بقوة إلى أولويات اللبنانيين سواء في الملف التربوي ام في ملف “الشعوذات” المالية المهينة للمودعين تحت شعار العمل لاعادة حقوقهم.
وفي اطار السباق بين المساعي الديبلوماسية والتصعيد الميداني، افادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه بعدما كشف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فرنسا والولايات المتحدة تعملان معًا للسعي لتجنب توسيع تصعيد الحرب من غزّة إلى لبنان، أوضحت مصادر فرنسية متابعة للموضوع لـ”النهار” ان هذا العمل يتم عبر التنسيق الكامل بين مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا السفيرة ان كلير لوجاندر والمستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين من أجل العمل على قيام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بخطوات متزامنة في اتجاه أساسي هو احترام قرار مجلس الأمن 1701 الذي ينتهك حاليا من كلا الجهتين الإسرائيلية وحزب الله معا، وأيضا من اللبنانيين الذين لا ينفذون واجباتهم. فباريس تطلب من حزب الله ان يترك الخط الأزرق ويتراجع لاسباب براغماتية. كما تطالب "اسرائيل" بعدم خرق السيادة اللبنانية وان تتوقف عن انتهاك الأراضي اللبنانية. كما تطلب باريس من "اسرائيل" ولبنان احترام مهمّة اليونيفيل وإعادة إطلاق الآلية الثلاثية التي تتيح إدارة الأحداث على طول الخط الأزرق بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني كما تطالب الجيش اللبناني بان ينتشر جنوب الليطاني ومستعدة لمساعدة الجيش اللبناني لانتشاره على الأقل جزئيا جنوب الليطاني.
واللافت ان باريس ترى ان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اخطأ عندما ربط وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني بوقف القتال في غزّة، إذ على رئيس الحكومة اللبناني ان يلعب دوره ويهتم بأمن لبنان وهي مدركة لقيوده وتحترمها، ولكنها تعتبر انه ينبغي ان يكون امن لبنان الأولوية لديه على ان ينعكس ذلك في خطابه العلني ليظهر ضرورة متطلبات امن البلد. وترى باريس انه ينبغي ان تترافق الجهود الة الفرنسية مع التزام لبناني فإذا استمر حزب الله بقصفه ورئيس الحكومة اللبناني في تصريحاته بهذا الشكل، فالاعتقاد في باريس ان "اسرائيل" ستشن عندئذ هجوما على لبنان ولذا تحذر فرنسا الجانب اللبناني من تقليل احتمال نية "اسرائيل" بالهجوم على لبنان.
اما في شأن مهمّة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الموكلة إليه من الرئيس ايمانويل ماكرون فحسب باريس هو مستمرّ في هذه المهمّة المحصورة في دفع الأطراف اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية وهو حاليا في السعودية للتنسيق مع المسوؤلين في المملكة ومع دول أخرى.
تصعيد التهديدات والغارات
في أي حال تأتي هذه المعطيات وسط تصعيد لافت للغارات الإسرائيلية على المناطق الحدودية الجنوبية امس فيما أوردت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلًا عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، أنّ "اسرائيل" هدّدت بتصعيد قتالها مع حزب الله إن لم يتمّ الاتفاق خلال أسابيع”. وقال المسؤولون المطّلعون على المحادثات للصحيفة إنّ "اسرائيل" كانت تتطلع إلى نهاية الشّهر الجاري كهدفٍ للتوصل إلى اتفاق. ولم يحدّد الإسرائيليون “موعدًا نهائيًا صارمًا” لتصعيد حملتهم العسكرية ضدّ الحزب، حسبما صرح مسؤولٌ أميركيٌّ كبير للصّحيفة المذكورة، لكنّه أقرّ بأنّ نافذة المفاوضات تضيق.
وأطلقَ وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت تهديدًا جديدًا ضدّ حزب الله، معلنًا أن "اسرائيل" ستعيد الأمن إلى المنطقة الحدودية مع لبنان من خلال العمل العسكري إن لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ ديبلوماسي. وفي تصريحٍ له خلال زيارته اللواء الثامن في "الجيش الإسرائيلي" عند الحدود الشمالية، قال غالانت: “أقدر أنه طالما استمر القتال في غزّة، فسيكون هناك قتالٌ في الشمال عند الحدود مع لبنان، ولن نقبل أن يدوم هذا الأمر لفترات طويلة”. وتابع: “إن لم يتم التوصل إلى اتفاق يحترم فيه حزب الله حق السكان في العيش هنا بأمان، فسنضطر لفرض الأمن بالقوّة”.
وبدأ التصعيد امس مع غارات للطيران الحربي الإسرائيلي على جبل بلاط بالقرب من رامية، ثمّ استهدف نقطة في عيتا الشعب بعدد من الصواريخ كما استهدفت المدفعية بعدد من القذائف اطراف حولا وخلة الرخمة وأطراف الضهيرة. ثمّ شن الطيران الإسرائيلي غارتين على كفر كلا واستهدفت المدفعية الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل وتعرضت اطراف بلدتي رامية وبيت ليف لقصف مدفعي. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية، وقام بتنفيذ 12 غارة جوية كما قام بشن غارات عنيفة استهدفت جبل بلاط واحراج بلدة رامية وخلة وردة عند اطراف عيتا الشعب والقت الطائرات المغيرة عددًا كبيرا من الصواريخ من نوع جو ارض احدثت أضرارا بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الاحراج، حيث أتلفت مساحات واسعة من الأشجار، وتعرضت وادي أبو غبرة عند الاطراف الجنوبية لبلدة كفرصير في قضاء النبطية، لسقوط قذيفتين مدفعيتين. واشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض طائرة مسيّرة من لبنان في منطقة عكا دون تفعيل صفارات الإنذار.
في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف انتشارًا للجنود الإسرائيليين بين موقعي السماقة والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بصاروخ بركان كما استهدف انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط قاعدة خربة ماعر بصاروخ بركان وتجمعا ثالثا للجنود في جبل نذر.
على الصعيد السياسي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة قبل ظهر يومي الأربعاء والخميس الواقعين في 24 و25 كانون الثاني الجاري وكذلك مساء اليومين المذكورين لدرس وإقرار مشروع الموازنة العامة عن العام 2024.