معركة أولي البأس

لبنان

فيّاض: انتصار المقاومة في غزة مسألة وقت
18/12/2023

فيّاض: انتصار المقاومة في غزة مسألة وقت

أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أنّ: "انتصار المقاومة في غزة هي مسألة وقت، والعدو بدأ يترنّح"، مضيفًا: "نحن أمام حقبة تاريخية استثنائية انتظرناها طويلًا وها نحن نشهد معالمها".

وفي كلمة له، خلال حفل تكريمي حزب الله للشهيد على طريق القدس مهدي خليل زعتر في حسينية بلدة زبدين، قال فياض: "بكل اعتزاز وفخر نقف على منبر تأبين شهيدنا البطل الذي استشهد في أشرف معركة وأكثرها أهمية في مواجهة العدو الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الغاصب، معركة درب الأقصى مؤازرة لغزة ودفاعًا عن لبنان".

وتابع: "بكل هذا الاعتزاز بشهيدنا المجاهد وكل الشهداء الذين سبقوه، بهذه الأقمار السّاطعة والجباه الشامخة والإرادات الراسخة، اعتزازنا بشجاعتهم واندفاعهم وإخلاصهم وتفانيهم وحضورهم وعزمهم وإنضباطهم وتواضعهم وإحترافهم وعشقهم للشهادة ورسوخهم وإنتمائهم لهذا الخط ولهذا الوطن الذي يدافعون عنه".

وقال فياض: "إعتزازنا بذوي الشهداء، الذين قدّموا ويقدِّمون فلذات أكبادهم، ثم يحتسبون ذلك لله في صحيفة أعمالهم راضين مسَلمين ما دام في عين الله"، لافتًا إلى أنّ "اعتزازنا بشعبنا هذا المجتمع المقاوم الحاضن للمقاومة، الذي هو ركيزة انتصارنا وسر نجاحاتنا، لأنهم نصروا الله فحق لهم النصر كما اعتزازنا بمركبا وبكل هذه القرى المحاذية للحدود مع فلسطين وفي المنطقة الحدودية من شبعا وتلال كفرشوبا في أعالي جبل الشيخ وصولًا الى الناقورة على البحر، هؤلاء هم الركيزة الصلبة والحاضنة المخلصة، هؤلاء مصداق الوطنية الحقيقية، هؤلاء أبناء الأرض التي أخلصوا لها وتجذروا فيها حياةً وشهادة، كما اعتزازنا الذي لا حدود له بأهل غزة الذين يمرون بتجربة نادرة واستثنائية من حيث قساوتها ووحشيتها من حيث الخسائر البشرية وحجم التدمير، جوابهم هو حسبي الله ونعم الوكيل وفداء لفلسطين والقدس والمقدسات تستحق هذه التضحيات بكل رضى".

وأشار إلى أننا: "في قلب معركة الانتصار وإنّ العدو لا يملك إلّا خيار التدمير والقتل، إلّا أن صمود الناس في غزة وثباتهم جوَّف هذا الخيار وجعله غير ذي قيمة، صحيح أن الكلفة باهظة والألم كبير والمعاناة لا حدود لها، لكنها تكشف ضعف العدو الذي يتخبط في الميدان وينهزم في الشجاعية التي حولته الى عصف مأكول".

وقال فياض: "ما يجري أظهر أن العدو استنزف كل قدراته وخياراته، لكنه لم يتمكّن من إضعاف المقاومة أو تعطيل قدراتها، فكيف بهدفه الذي أعلنه وهو سحق المقاومة، وكذلك إنكشف وجهه الحقيقي المتوحش الذي يدفع بإتجاه تحولات جذرية في الرأي العام الدولي، وكذلك أعادت هذه الحرب القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي، ودفعت إلى تهاوي كل الأطر والإجراءات التسووية التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن: "النتائج الميدانية والسياسية لغاية اللحظة والحرب لمّا تنتهِ بعد، تظهر أن العدو هو الخاسر والمقاومة هي الرابحة، أما الكلفة البشرية للحرب وهي باهظة على الشعب الفلسطيني في غزة ومؤلمة، لكنها حجمها وضخامتها، إنما تكشف تطورًا كبيرًا في حجم المواجهة مع العدو واقترابًا من تحقيق الأهداف، وتوضح حجم الهزيمة التي يتعرض لها العدو". وبرأيه أن: "القاعدة التي يجب أن لا تغيب عن ذهننا هي أن حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني موازٍ لحجم الهزيمة التي يتعرض لها العدو الإسرائيلي".

ورأى فياض أن: "انتصار المقاومة في غزة هي مسألة وقت والعدو بدأ يترنّح وهو في حالة من التخبط والإنهاك والاستنزاف التي لن يقوى على تحملها، والأميركي سيلقي له حبل النجاة تحت مسميات سياسية وإنسانية ومبادرات لحلول مؤقتة ودائمة"، مشددًا على أن "كل ذلك لن يغيّر في حقيقة أن العدو إنهزم لأنه عجز عن تحقيق أهدافه، والمقاومة انتصرت لأنها ستخرج أقوى وأكثر فاعلية في حين أن الشعب الفلسطيني سيكون أكثر إقترابًا من تحقيق أهدافه".

ورأى أنّ: "صمود المقاومة في غزة وفشل العدو في تحقيق أهدافه، سيحمي لبنان وسيعطّل على العدو مغامراته المجنونة، أما أولئك الذين اعترضوا على خوض المقاومة حقها في الدفاع عن شعبها وأرضها ومؤازرة غزة، فهم تناسوا أن "إسرائيل" هي دائمًا في موقع المعتدي ما دامت تحتل أرضًا لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي تخترق سيادتنا يوميًا".

ولفت فياض إلى أنّ: "مشكلة الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني لم تبدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ومشكلتنا معهم لم تبدأ أيضًا في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، إنّما "إسرائيل" هي عدوّ محتل يمارس عدوانه بصورة مستمرة، ونحن لدينا كل الحق في قتاله في سبيل تحرير الأرض ودفاعًا عن أهلنا ومؤازرة لفلسطين وكلما دعت الضرورة من دون اي تفريط بالمصالح الوطنية اللبنانية".

وأوضح أنّ: "دخولنا في هذه الحرب مؤازرة لغزة إلى جانب الإخوة اليمنيين والعراقيين في سياق تكامل الساحات، إنّما سيسجّله التاريخ كنقطة مضيئة ومتألقة نعتز بها ويعتز بها كل العالم العربي والإسلامي، ويعتزّ بها اللبنانيون وأجيالنا القادمة"، مؤكدًا أننا: "لن نسمح باستفراد غزة في حين أن العدو لا يعرف من أين يتلقى الضربات فعلى مدى الأرض الفلسطينية المحتلة بات الكيان مهددًا وغادره مئات الآلاف والشركات تقفل أبوابها والإقتصاد منهك والمستوطنات في الشمال مقفرة والانقسامات الداخلية تتفاقم والجيش الإسرائيلي افتقد المصداقية".

وتابع: "نحن أمام حقبة تاريخية استثنائية انتظرناها طويلًا، وها نحن نشهد معالمها"، وقال إن: "العدو الذي ينهزم في الميدان في مرحلة الحرب يحاول الأميركي أن يؤمن له مكتسبات سياسية في مرحلة ما بعد الحرب، وهذا مخالف للمنطق وللواقع وللمصلحة، ونحن لن نعطيه هذه الفرصة".
 

إقرأ المزيد في: لبنان