معركة أولي البأس

لبنان

جيش العدو عالق في حرب استنزاف بغزة.. والمقاومة في لبنان تواصل هجماتها شمالاً
18/12/2023

جيش العدو عالق في حرب استنزاف بغزة.. والمقاومة في لبنان تواصل هجماتها شمالاً

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت بآخر التطورات في قطاع غزة والعدوان الصهيوني الذي تخطى سبعين يومًا، ويرتكب فيه المزيد من المجازر بحق الأبرياء، دون أن يتمكن من تحقيق انتصارات على الأرض أو منع المقاومة من تكبيده المزيد من الخسائر في أرواح جنوده وآلياته.

وفي الجنوب اللبناني، تستمر هجمات المقاومة ضد قوات الاحتلال يوميًا، حيث ترتفع وتيرة العمليات ودقتها مع الأيام، وتلحق بجنود العدو المزيد من الخسائر يوميُا وتبقى مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل في فراغ وخوف من العودة.

محليا، تحط وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم في بيروت، ومن المرتقب أن تقوم بجولة على المسؤولين وتزور قواتها العاملة في اليونقيل جنوبا، كما جرى حديث عن نقلها رسائل صهيونية ودعوة من بلادها لتجنيب لبنان الحرب الواسعة بحسب زعم البعض.

"الأخبار": المقاومة تواصل الإشغال شمالاً: ارتقاء متدرّج يؤرّق العدو

تحافظ المنطقة الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة، على وتيرة مرتفعة من العمليات التي تنفّذها المقاومة في لبنان، ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، على طول الحافة الحدودية من الناقورة غرباً، إلى مزارع شبعا شرقاً. وفي المقابل، يرفع العدو من وتيرة اعتداءاته على القرى الحدودية، مستهدفاً أحياناً مناطق في عمق الجنوب. لكن، إلى اليوم، لا يزال إيقاع تبادل النيران مضبوطاً - إلى حدّ بعيد - ضمن قواعد الاشتباك التي باتت معروفة، وعنوانها العام: الفعل وردّ الفعل؛ إذ في الأعمّ الأغلب، فإن المقاومة هي التي تبادر إلى تنفيذ العمليات ضدّ مواقع العدو، ضمن مدى جغرافي محدود. وفي المقابل، يهاجم الأخير في القرى الحدودية عموماً، متجنّباً أيضاً توجيه ضربات في العمق اللبناني. لكن، ما يُسجّل على أنه ارتقاء، هو تعزيز المقاومة نيرانها، نوعاً وكمّاً، وبشكل يومي، حيث زادت من استخدام الصواريخ الموجّهة بأنواعها المختلفة، وخصوصاً تلك «الفراغيّة»، التي تتسبّب بدمار ملحوظ وواضح في المباني التي تستهدفها. كما كثّفت من إطلاق صواريخ «البركان» التي تُحدث أيضاً انفجاراً كبيراً أينما سقطت. وفي المقابل، رفع العدو من وتيرة استخدام الطائرات الحربية في الإغارة على منازل وأهداف ضمن القرى الحدودية. كما بات يعمد إلى تمشيط مدفعي يوميّ، يطلق فيه عشرات القذائف المدفعية على القرى وأحراجها، على طول الحافة الحدودية.

وصباح أول من أمس، نفّذ المقاومون هجوماً جوياً بطائرة مُسيّرة انقضاضية على تموضع لجنود ‏الاحتلال خارج ثكنة «راميم» (في قرية هونين اللبنانية المحتلة). وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في العملية، وإصابة آخرين، منهم إصاباتهم خطيرة. وتُعتبر هذه العملية نوعيّةً من حيث التحضير والإعداد والتنفيذ؛ إذ إن تموضع الجنود الذي استُهدف، كان في موقع خلفيّ لا يمكن رصده من الأراضي اللبنانية، ما يعني أن المقاومة استخدمت وسائط استخبارية نوعيّة لتحديد الهدف. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن «المقاومة تستخدم لاستطلاع أهداف من هذا النوع، طائرات مُسيّرة استطلاعية، قبل تنفيذ العملية، من دون أن يتمكّن العدو من اكتشافها أو اعتراضها». كما أنه بات من الواضح أنها تستخدم هذه المُسيّرات، بوتيرة ملحوظة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، مرات عديدة خلال الأيام الفائتة، اشتباهه باختراق مُسيّرات أجواء فلسطين المحتلة، ما دفعه إلى إطلاق عشرات الصواريخ الاعتراضية. أما من حيث التنفيذ، فيُسجّل نجاح لافت لدى المقاومة في استخدام الطائرات المُسيّرة المفخّخة، والتي تنقضّ على أهدافها بشكل دقيق، وتحقّق إصابات مباشرة، من دون أن تتمكّن أنظمة الإنذار الإسرائيلية المعقّدة من اكتشافها، ثم اعتراضها.

ويوم أمس، واصل حزب الله استهداف ثكنات العدو ومواقعه وتجمّعات جنوده على طول الحدود، موقعاً المزيد من القتلى والجرحى في صفوفه. وأعلنت المقاومة الإسلامية، في سلسلة بيانات متلاحقة، استهداف جنود الاحتلال في بركة ريشا ومحيط موقع حانيتا‎ وشرق سعسع وحرج عداثر وجلّ العلام ودوفيف، ومحيط قرية هونين. كما طاولت هجمات المقاومين ثكنة «أفيفيم»، ومقرّ قيادة مستحدثاً قرب «إيفن»، وجنوداً في هونين. وفي هذه الأثناء، كان وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، يجري تقييماً للوضع في منطقة المطلّة على الحدود مع لبنان، بالتعاون مع قائد القيادة الشمالية وقادة آخرين. وفي حديث أجراه هناك مع جنود الجيش، قال غالانت إنه «إذا أراد حزب الله أن يصعّد مستوىً واحداً، فسنصعّد خمسة - لا نرغب في ذلك، لكنّنا لن نسمح بإجلاء سكان الشمال لفترة طويلة جداً». كما تلقّى غالانت إحاطة عن نشاط الجيش «ضدّ أهداف حزب الله في المنطقة»، وفقاً للإعلام العبري.

كوهين: نحن لا نقاتل حماس فحسب، بل نقاتل أيضاً الحوثيين وحزب الله

وتحدّثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في غضون ذلك، عن إطلاق صواريخ موجّهة من لبنان نحو مستوطنة «أفيفيم» في الجليل الأعلى، إضافة إلى 6 صواريخ على الأقلّ استهدفت مستوطنة «مرغليوت» (هونين)، التي دوّت فيها صفارات الإنذار. وأتى هذا فيما وزّع «مجلس الجليل الأعلى» تعليمات جديدة على من بقي من المستوطنين في 13 مستوطنة عند الحدود مع لبنان، بـ«البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر». أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فقال، في تقييم حول الوضع في الشمال، إن «جنوب لبنان سيكون منطقة حرب طالما أن حزب الله منتشر هناك»، في حين اعتبرت وسائل إعلام عبرية أن «ما حصل في الشمال، هو أن حزب الله فرض منطقة أمنية في الجانب الإسرائيلي، وينفّذ عمليات بشكل يومي».

مع هذا، لا يزال العدو يعوّل على «حلّ سياسي» للتصعيد على الحدود مع لبنان، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أمس، خلال لقاء نظيرته الفرنسية، إن حزب الله «يعرّض لبنان والمنطقة برمّتها للخطر»، مضيفاً أنه «يمكن حلّ المشكلة دبلوماسياً أو بالعمل العسكري»، متابعاً أنه «فقط تنفيذ القرار 1701 وإبعاد إرهابيّي حزب الله شمال نهر الليطاني سيمنعان الحرب في لبنان». وتحدّث الوزير الإسرائيلي عن «المحادثات التي أجريناها في الأسابيع الأخيرة، حول الترويج لتحرّك دبلوماسي دولي من شأنه إزالة تهديد حزب الله من الحدود الشمالية لإسرائيل، والسماح لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم بأمان»، لافتاً إلى «أننا قمنا بتشكيل مجموعة عمل مشتركة لفرنسا وإسرائيل، بهدف العمل بالتنسيق لتنفيذ القرار 1701». كذلك، قال كوهين: «نسمع من العالم دعوات لوقف إطلاق النار ضد حزب الله وحماس وذلك يُعتبر مكافأة للإرهاب»، مضيفاً: «نحن لا نقاتل حماس فحسب، بل نقاتل أيضاً الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان».
إلى ذلك، أعلن حزب الله، أمس، استشهاد المقاومين موسى مصطفى «جهاد» من بلدة بيت ليف الجنوبية، وحسن الضيقة «أسامة» من بلدة حزّين البقاعية، وحسن معن سرور «علي إبراهيم» من بلدة عيتا الشعب الجنوبية.

 

 

"البناء": جيش الاحتلال عالق في حرب استنزاف: لواء جولاني خسر ربع قواته حتى الآن

بدأ كيان الاحتلال بعد سبعين يوماً من حربه على غزة وقد شاخ سبعين عاماً إضافية، حيث التشكيك برئيس الحكومة والحكومة وقيادة الجيش، يحصل على الملأ ويستقطب أغلبيّة الشارع في الكيان، والكيان وسط حرب هي الأصعب في تاريخه، كما يجمع قادته؛ بينما لم يشهد الكيان مثل هذا الجدل وهو في حال حربٍ من قبل، وبالتوازي يبدو الجيش في حال لا يُحسَد عليها، حيث الخسائرُ المتراكمة تحوّلها من حرب لإنهاء حركة حماس إلى حرب استنزاف لجيش الاحتلال؛ بينما المقاومة وفي قلبها حماس تبدو ممسكة بزمام المبادرة مقتدرة وتواصل حربها بكل كفاءة وجدارة؛ بينما جيش الاحتلال يفشل في تحقيق أهداف حربه ويعجز عن إخضاع أيّ منطقة من قطاع غزة لسيطرته الكاملة. فكل المناطق التي دخل إليها لا تزال مناطق اشتباك، وقواته قد خسرت 5000 إصابة من أصل 20 ألفاً يقاتلون في غزة، والنسبة نفسها هي نسبة ما خسره أهم ألوية النخبة في الجيش لواء جولاني. كما قال قائده السابق موشي كابلنسكي، الذي أكد في حوار صحافيّ أن اللواء خسر 25% من عديد قواته.
حربُ استنزاف أخرى تقودها عائلات الأسرى المحتجزين لدى قوى المقاومة في غزة، على خلفيّة حادث مقتل ثلاثة أسرى كانوا محتَجزين لدى حركة حماس، تمكّنوا من الفرار وتوجّهوا نحو جنود الاحتلال رافعين الرايات البيضاء ويصرخون باللغة العبريّة أنقذونا. فأطلق الجنود عليهم النار وقتلوهم، وأطلق الحادث ديناميكيّة احتجاجيّة شاملة ضمّت مئات الآلاف من الذين خرجوا في شوارع القدس وتل أبيب، يطالبون بوقف الحرب فوراً والذهاب الى تفاوض على تبادل الأسرى مع قوى المقاومة تحت عنوان «الكل مقابل الكل».
في لبنان، حيث يكثر حديث الصالونات السياسي بمضمون ما يقوله قادة الكيان عن مشروع لإبعاد حزب الله الى خلف الليطانيّ، وعن وجود مبادرات دولية تعرض على حزب الله لتطبيق القرار 1701 وإيجاد حلول للقضايا العالقة على الحدود مقابل تهدئة الجبهة، وقد تحدّث عدد من قادة حزب الله عن الموضوع، فقالوا إن جواب المقاومة لكل الذين يريدون التهدئة في جنوب لبنان هو أن التهدئة تبدأ من غزة.

يُرتقب وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان اليوم، حيث ستزور رئيسَيْ مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين، كما أنّها ستزور قوات بلادها في الجنوب العاملة ضمن القوات الدولية اليونيفيل. وبحسب مصادر دبلوماسيّة فإن باريس تعمل على منع تدهور الوضع في الجنوب. وتشير المصادر إلى أن كولونا لن تبحث في الملف الرئاسي، إنما ستركز على الوضع في الجنوب والقرار 1701.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا كل الأطراف الى “خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان”. واعتبرت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، أن “خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لـ”إسرائيل” أيضاً”، مضيفة “هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”.

وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أننا ندافع عن كل لبنان ونحمي السيادة الوطنية والأمن الوطني”. وأكد أننا “ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم ما جهّزناه لحربنا ضد العدو الإسرائيلي ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين من أجل أن يحيد شعبنا عن منطقة من مناطقنا في الجنوب”، معتبراً أنّه “من حقنا أن نمارس حق الدفاع عن وطننا، ونحن نُشخّص طريقة الدفاع وكل ما يحلم به العدو هو أضغاث أحلام لن نستدرج للبحث في تفاصيل أوهامه وغطرساته”.
وقال النائب حسن فضل الله: “نحن من دعاة تحصين الساحة الداخليّة، بعيداً عن تسجيل البطولات الوهمية، ومحاولات الاستثمار والرهانات الخاطئة والتفسيرات غير المنطقيّة لبعض الخطوات ومحاولة وضعها في غير موضعها الخاص، وربطها بموضوعات أخرى، وقد بات معلوماً للجميع أن بلدنا قائم على تفاهمات وطنيّة، وهي أقصر الطرق لإيجاد الحلول والمعالجات، وأما ما بقي من محاولات كتحقيق مكاسب ومزايدات وسجالات وإلى ما هنالك، فهذا لا يُوصل إلى أي مكان”.

وفيما منع مجلس النواب الشغور في قيادة الجيش من خلال إقرار قانون رفع سن التقاعد، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء يوم غد وسط دعوات سياسية الى ضرورة تعيين رئيس للأركان وأعضاء المجلس العسكري، وسط معطيات وزارية تشير إلى أن هذا الموضوع يمكن أن يطرح من خارج جدول الأعمال.
أكدت اوساط سياسية متابعة أن موقف المرده الرافض لتعيين رئيس الأركان ليس نهائياً، وأن الأمور ستكون محل تفاوض وتشاور، مع إشارة المصادر إلى أن أكثرية الثلثين لا تتأمن من دون وزيري الإعلام زياد المكاري ووزير الاتصالات جوني القرم، بالإضافة إلى وزير الصناعة النائب جورج بوشيكيان.
إلى ذلك لبّى رئيس تيار المرده سليمان فرنجية دعوة قائد الجيش جوزيف عون إلى العشاء. وتناول البحث كل ملفات الساعة ولا سيما الاستحقاق الرئاسي والعلاقة المتدهورة مع “التيار الوطني الحر”.

وكشفت مصادر مقرّبة من بنشعي أن فرنجية لبّى دعوة قائد الجيش لقناعته بأنه منافسه الجدّي الوحيد للرئاسة ولإيصال رسالة بأنه يمكن التنافس ديمقراطياً والحفاظ على علاقات جيّدة.
ولفتت إلى أن فرنجية أراد تطبيع العلاقة مع قائد الجيش بعد فترة فتور وهو يدرك أن وصول عون للرئاسة رهن قراره بالانسحاب ما ليس مطروحاً حالياً، لكن فرنجية لن يكرر تجربة ميشال عون بعرقلة الاستحقاق الرئاسيّ وتأخيره للوصول إلى بعبدا.

وشكر البطريرك الماروني بشارة الراعي الله على أنّه جنّب لبنان بالأمس خطر أزمة سياسيّة وأمنيّة، بالقرار الذي اتّخذه مجلس النواب إذ مدّد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنيّة لمدّة سنة. هكذا ظهرت الإرادة الحسنة التي ترفّعت عن المصالح الشخصيّة والفئويّة، وتطلّعت حصرًا إلى “المصلحة الوطنيّة العليا” المعروفة قانونًا ودوليًّا بالفرنسيّة “Raison d’Etat” . هذه المصلحة الوطنيّة هي تجنّب الفراغ المميت في قيادة الجيش؛ الصمود الفطن بوجه الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة المسلّحة والمستمرّة على قرى الجنوب اللبناني؛ تثبيت وحدة الجيش وثقته بنفسه وبقيادته؛ تجنّب أي زعزعة في صفوفه بداعي التغيير، وفقًا للقاعدة الذهبيّة: الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة. وقد عبّرت عن مشاعر الشعب اللبناني الكلمة التي افتتح بها رئيس مجلس النواب عمليّة التصويت على القانون الرامي إلى التمديد لرتبة عماد أو لواء، إذ قال: كلّ اللبنانيّين دون استثناء هم مع الجيش اللبنانيّ، وما حدا يزايد على الثاني”.

وختم الراعي: ليلتئم المجلس النيابي سريعًا وينتخب رئيسًا للدولة الذي بدون السلطة المنوطة به لا ينتظم أداء المؤسّسات الدستوريّة، فليدرك نوّاب الأمّة أنّ الفوضى السياسيّة العارمة، واستباحة خرق الدستور نصًّا وروحًا، والنزاعات الداخليّة، والانقسامات على حساب الدولة والمواطنين لا يمكن إزالتها إلّا بوجود رئيس للدولة كفوء ونزيه ونظيف الكفّ، لا يهتمّ إلّا بالمصلحة الوطنيّة العليا. فلا يساوم عليها، بل يضعها فوق أي اعتبار.

 

 

"الجمهورية": كولونا في بيروت لتجنّب الحرب الواسعة

فيما المواجهات تتصاعد يومياً على الجبهة الجنوبية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على وَقع استمرار الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، يتوقع ان يشهد الوضع الداخلي مزيداً من التطورات في قابل الايام تتصِل بالاستحقاق الرئاسي والخيارات المطروحة في شأنه، الى تطورات حول التمديد الذي حصل لقائد الجيش العماد جوزف عون، إذ يتجه «التيار الوطني الحر» الى الطعن به أمام المراجع القانونية والدستورية المختصة.

تزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبنان اليوم آتية من تل ابيب ورام الله وناقِلة الموقف الفرنسي نفسه الداعي الى تجنيب لبنان الحرب الواسعة.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر دبلوماسية فرنسية انّ زيارة كولونا ستكون مختصرة جداً لساعات قليلة إذ طرأ تعديل على برنامجها، حيث كانت مقررة قبل ايام، بحيث انها لن تتفقد القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في الجنوب، وستلتقي قائد هذه القوات الجنرال لازارو وقائد القوة الفرنسة في بيروت. كذلك ستلتقي رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقد يحضر اللقاءين وزير الخارجية عبد بوحبيب في حال عودته من الخارج، ولم يعرف ما اذا كان سيتسنّى لها الوقت للقاء قائد الجيش العماد جوزف عون.

وبحسب المصادر نفسها فإن زيارة كولونا تقع «ضمن سياق الوضع الاقيلمي المتوتر اكثر من كونها خاصة بأوضاع لبنان، لذلك ستكرر موقف بلادها الداعي الى عدم توسيع رقعة الحرب والمواجهات في الجنوب. وستحضّ المسؤولين على ملء الشغور في المؤسسات الدستورية والرسمية لكنها لن تدخل في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي كونه من مهمة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان المفترض ان يزور لبنان مطلع السنة الجديدة».

واشارت المصادر الى انّ لودريان مستمر في اتصالاته مع اعضاء اللجنة الخماسية وعلى تنسيق مستمر معهم حول ملف الاستحقاق الرئاسي.

وقد دعت كولونا، خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب عصر امس، جميع الأطراف إلى «خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وقالت: «انّ خطر التصعيد يبقى قائما، وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً. وهذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع».

وكانت السفارة الفرنسية في لبنان قد أعلنت تأجيل الزيارة. وأشارت المعلومات بداية الى أن عطلاً طرأ على الطائرة التي تقلّها الى بيروت السبت الماضي فعادت إلى باريس، ثم ربطت لاحقاً الارجاء بإلغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان وتَوجّهه الى الأردن من 21 الى 23 الجاري لتمضية عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين في قوة شمال.

ألا انّ ما ظهر لاحقاً هو انّ تعديلاً مهماً طرأ على برنامج الزيارة التي كانت ستبدأ من بيروت لتنطلق من اسرائيل لنقل مجموعة من الرسائل الاسرائيلية الى المسؤولين اللبنانيين في ضوء المناقشات الدائرة حول الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً ما يتصل بتنفيذ القرار 1701 لتضاف هذه العناونين الى لائحة الملفات المدرجة على جدول أعمالها مع المسؤولين في لبنان.

وترددت معلومات ان موعداً حُدّد لكولونا مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي يقوم بزيارات مكوكية بين تل أبيب ورام الله منذ الجمعة الماضي حيث التقى المسؤولين الاسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن ذلك لم يعلن عنه رسمياً من الجانب الفرنسي ولا من الأميركي.

ملف الرئاسة

وعلى صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي فإن لا شيء متوقعاً في شأنه، ولكن بعض الافرقاء سيعملون على الاستثمار فيه بعد إقرار تمديد ولاية قائد الجيش، وذلك في انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان الشهر المقبل.

وسألت «الجمهورية» عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد الخواجا ماذا بعد التمديد لقائد الجيش والضباط الامنيين الكبار؟ وهل سيتم اعادة تحريك الملف الرئاسي؟ فأجاب: «لا شيء مُرتقب قريباً، خطوة التمديد لقائد الجيش كانت ضرورية لأنه لا يمكن ترك المؤسسة العسكرية حتى اللحظات الاخيرة من نهاية السنة لتقرير مصير قيادتها».

وأضاف الخواجا: «امّا بالنسبة الى الملف الرئاسي فنأمل في الافراج عن هذا الاستحقاق قريباً لكن حتى الان لا معطيات جديدة لدينا. واتمنى ان تعيد بعض القوى السياسية، لا سيما منها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، النظر في موقفها من تعطيل جلسات الانتخاب وتعود الى رشدها وضميرها، وتوافق على مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية لأنها طرح متوازن وعملي وعقلاني، نذهب بموجبه لحوار وجلسات انتخاب متتالية فننتخب رئيساً في مهلة عشرة ايام. وبحسب قول الرئيس نبيه بري لا احد يعرف سلفاً اسم الرئيس المقبل إلّا صندوق الانتخاب».

وتابع: «انّ «التيار» و«القوات» متفقان فقط على تعطيل جلسات انتخاب الرئيس وتعطيل الحكومة وحاولا تعطيل مجلس النواب، ومختلفان على كل الامور الاخرى، واذا استمرا في رفض الحوار فإننا لن نصل الى نتيجة تريح البلد. فنحن في إمكاننا كلبنانيين ان نقارب مشكلاتنا بأنفسنا وننتخب رئيساً من دون انتظار اي تدخل فرنسي او قطري او دولي».

ولدى سؤاله اذا كان التمديد سنة لقائد الجيش يقلّل من حظوظ انتخابه رئيساً نظراً للحاجة الى تعديل الدستور ورفض عدد من القوى هذا التعديل؟ أجاب: «لنتّفق أولاً على مبدأ الحوار وعلى الصيغة لانتخاب الرئيس ثم لكل حادث حديث».

الشغور القضائي أيضاً

وفي إطار المُرتقب من شغور المواقع الرسمية الكبرى، طُرحت باكراً مسألة ملء الشغور في مركز المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي يُحال الى التقاعد في شباط المقبل، وسط تكهنات وتوقعات حول طريقة اختيار القاضي البديل وشخصيته ما أثار بلبلة في الوسطين السياسي والقضائي.

لكن مصادر قضائية رفيعة المستوى قالت لـ»الجمهورية» انه من المُبكر طرح الموضوع وما زال هناك متّسع من الوقت حتى يُحال القاضي عويدات الى التقاعد والبحث عن البديل وفق ما يقرّه القانون. وأوضحت انّ هناك 4 اجراءات قانونية تُتّبَع عادة لملء الشغور، أوّلها: الحل القانوني الأسلَم ان يقوم مجلس الوزراء بتعيين قاضٍ بديل بناء لاقتراح وزير العدل وبأكثرية ثلثي اعضاء الحكومة. واذا لم يحصل هذا الاجراء لسببٍ ما، يتم انتداب قاضٍ للمنصب بموافقة وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى. وهنا لا يكون مُلزِماً ان يكون المدعي العام الجديد من الطائفة السنية لكن عادة تجري مراعاة العُرف والميثاق باختياره من الطائفة السنية. واذا لم يحصل الحل الثاني، يكون الحل الثالث بأن يتولى منصب المدعي العام التمييزي القاضي الاعلى درجة من بين القضاة تلقائياً ومن دون اي قرار بالتعيين او الانتداب».

واضافت المصادر: «اذا لم يحصل الحل الاخير عندها يكلّف الرئيس الاول لمحكمة التمييز قاضٍ بديل لأنّ النيابية العامة التمييزية هي جزء من محكمة التمييز. والرئيس الاول لمحكمة التمييز تعود له صلاحيات التكليف كما الرئيس الاول الاستئنافي. ويُمارِس، وفق أحكام القانون بالنسبة الى ما خَص محكمة التمييز، الصلاحيات التي تنيطها القوانين والأنظمة بالوزير باستثناء الصلاحيات الدستورية.

وتفيد المصادر نفسها انه حتى اللحظة لم يتم البحث التفصيلي في الحل الذي سيتم اعتماده ولا بحث في أي اسم بديل للقاضي عويدات، والامور متروكة لوقتها المناسب طالما ان القانون يتيح المعالجة السريعة للشغور.

لا تعيينات عسكرية

وفي هذه الاجواء تتوجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء المؤجلة من يوم الجمعة الماضي الى ما قبل ظهر غد الثلاثاء للنظر في جدول أعمال مُثقل ببعض البنود الادارية والمالية المختلفة، بعد تجاوز استحقاق تأجيل تسريح قائد الجيش الذي وجد مجلس النواب حلاً له يعصى على أي مراجعة امام المجلس الدستوري.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان الوزراء تلقوا ملحقاً في عطلة نهاية الأسبوع تضمن إضافة 5 بنود على جدول الأعمال الأساسي، وهي: الموافقة على اصدار مرسوم ترقية الضباط في الاجهزة العسكرية والامنية وكالة عن رئيس الجمهورية، طلب وزارة الزراعة شراء القمح المحلي، طلب وزارة المال استعادة موظفين في المديرية العامة للشؤون العقارية الى العمل والتأكيد على مضمون قرار سابق صادر عن مجلس الوزراء يتعلق بمصيرهم وهم ممّن يخضعون للملاحقة القضائية، قبول هبات من جهات مختلفة لبعض الوزارات والمؤسسات العامة وإعفائها من الرسوم الجمركية، بالإضافة الى نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة للعام 2023 الى بعض الوزارات والمؤسسات وفق القاعدة الإثني عشرية.

وعليه استبعدت مصادر حكومية عبر «الجمهورية» أن تتناول جلسة الغد أي تعيينات في المؤسسة العسكرية لفقدان أي معطيات يمكن أن تؤدي الى تعيين رئيس للأركان وملء الشغور على مستوى أعضاء المجلس العسكري.

الجبهة الجنوبية

وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت أمس المواجهات بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن انه هاجَم بنية تحتية لـ»حزب الله»، وردّ الأخير باستهداف عدد من المواقع الإسرائيلية.

وأعلن بيان للجيش الإسرائيلي: «هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي بنية تحتية لـ«حزب الله» في الأراضي اللبنانية». وأضاف: «إلى ذلك، رَصد عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية في اتجاه منطقة عرامشا». وتابع: «قوات الجيش الإسرائيلي تهاجم مصادر النيران بالمدفعية، كما تم رصد عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية، ولم تعبر الأراضي الإسرائيلية».

في السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر «غارة إسرائيلية نفّذها الطيران الحربي على جبل الباط بمحيط بلدة عيترون». كذلك استهدف الجيش الاسرائيلي المنطقة المقابلة لموقع العباد العسكري بين بلدتي ميس الجبل وحولا بالقصف المدفعي.

وأعلن الاعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، انه استهدف «4 جنود صهاينة أثناء دخولهم الى نقطة تَمَوضع شرق سعسع»، ‏وحقق فيهم «إصابات مؤكدة». كذلك إستهدف قوّة عسكرية في مُحيط موقع حانيتا ودُشمة في موقع بركة ريشا بداخلها عدد من الجنود الإسرائيليين، وأوقع في صفوفهم إصابات مُؤكّدة. كذلك أعلن الحزب «استهدافه تجمعاً لجنود العدو في حرش عداثر‎ ‎بالأسلحة المناسبة، ‏وموقع جل العلام».‏

وكان الجيش الإسرائيلي قد اطلق فجر امس رشقات نارية من أسلحة ثقيلة على أطراف بلدة الناقورة في جبلي العلام والناقورة، وكانت مدفعيته الثقيلة قصفت مساء أمس أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل إطلاق قنابل مضيئة فوق القرى المتاخمة للخط الازرق. وحلّق الطيران الاستطلاعي المعادي طوال ليل امس الاول وحتى صباح امس فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور. كذلك أطلقَ القنابل المضيئة فوق القرى المتاخمة للخط الازرق.

تهديد

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، انه «إذا أراد «حزب الله» التصعيد لمستوى واحد فسوف نردّ عليه بخمسة أضعاف درجة التصعيد».

ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن غالانت قوله: «سنعيد المستوطنات في الشمال إلى ما كانت عليه إمّا عبر اتفاق أو بالقوة».

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إن كل المستوطنات المحاذية للبنان أصبحت شبه خالية من سكّانها، كما أن سكّان هذه المستوطنات يرفضون العودة إليها في ظل تمركز مقاتلي «حزب الله» على الحدود.

واعلن وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين ان «ليس لدينا خيار سوى الانتصار في الحرب على حماس من أجل استقرار المنطقة»، مشيراً الى انّ «الدعوة إلى وقف إطلاق النار خاطئة وستكون مكافأة لحماس». وشدد على اننا «سنواصل الحرب حتى القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن وتغيير الواقع في قطاع غزة». واكد انّ «هناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد «حزب الله» عن الحدود فسنتصرّف وحدنا».

 


"اللواء": توسُّع النطاق الجغرافي للمواجهات.. وكولونا تنقل تهديدات إسرائيلية

تحولت الحرب الدائرة منذ اكثر من سبعين يوماً بين اسرائيل وحماس في غزة الى عامل مقرّر لمعظم التطورات في المنطقة، والحركة السياسية والدبلوماسية، وامتد الامر الى لبنان، حيث تتطور المواجهة العسكرية بكل ما هو متاح لها من اسلحة من صواريخ وطائرات ومسيرات وقذائف وعبوات ناسفة، مع اعتراف اسرائيل بالخسائر، ونعي حزب الله المزيد من الشهداء على «طريق القدس».
وهذا الموضوع كان على طاولة البحث بين وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ووزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين، قبل ان تنتقل اليوم الى بيروت، في اطار مهمة نزع فتيل توسع الحرب باتجاه لبنان.

ونسب الى كوهين مطالبته كولونا بالضغط لإجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني، من زاوية انه في حال اخفقت الدبلوماسية، فالحل باستخدام القوة العسكرية.
واعتبرت كولونا من قاعدة عسكرية قرب تل ابيب ان خطر التصعيد قائم، ولا مصلحة لاحد اذا خرجت الامور عن السيطرة، وطالبت الاطراف المعنية بخفض التصعيد.

التعازي بأمير الكويت

في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يقدم واجب العزاء لأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح بوفاة امير الدولة الراحل الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح.
وضم الوفد الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونائبه سعادة الشامي.
واعتبر ميقاتي ان غياب الامير نواف يشكل خسارة ليس للكويت وحسب، بل للعالم العربي ولبنان، فهو كان خير داعم للبنان في المحطات الصعبة.
وكان لبنان اعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام حداداً، على الامير الراحل.

اشغالات الاسبوع

وبين المحادثات مع كولونا، واستكمال ملء الفراغ في المراكز الشاغرة في القيادة العسكرية، اذ ان الاتصالات تركز على تعيين رئيس لأركان الجيش، ومدعوماً من الحزب التقدمي الاشتراكي ومن آل عودة، بعد ترفيعه الى رتبة لواء، وتعيين مدير للادارة في الجيش.
الجلسة في موعدها، وسيطرح الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال تعيين رئيس للاركان، وينشط مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما النائب وائل ابو فاعور في اجراء الاتصالات لتوفير ما يلزم لهذه الخطوة، «غير المضمونة بعد».

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن أكثر من ملف يتركز عليه النقاش في الاسبوع الراهن بدءًا من زيارة وزيرة خارجية فرنسا مرورا بجلسة مجلس الوزراء وما تحمله من تعيين رئيس الأركان أو لا  غدا،  فضلا عن مباشرة التيار الوطني بالتحرك اعتراضا على تأجيل تسريح قائد الجيش.  وفي هذا الملف، أكدت المصادر أن نواب التيار سيقدمون طعنا في المجلس الدستوري في اقرب وقت ممكن، ولفتت إلى أنه بعد قرار التمديد، والاتفاق الذي جرى ينطلق التيار في خطوة معارضة.

ورأت أن هذا الملف غير مرتبط بملف رئاسة الجمهورية الذي  يحضر في لقاءات وزيرة خارجية فرنسا بالإضافة إلى تشديدها على ضبط التوتر.
اما بالنسبة إلى مجلس الوزراء فإن اتصالات تسبق انعقاده وفق ما علمت «اللواء»  لمناقشة بنود ادرجت سابقا في حين أن طرح تعيين رئيس الأركان ليس واضحا بعد ما إذا سيكون في هذه الجلسة ام لا، مع العلم أن هذا التعيين بات شبه محسوم.

وفي اطار متصل، ينتظر التيار الوطني الحر صدور قانون التمديد سنة لقادة الاجهزة العسكرية والامنية ليتقدم بطعن فيه امام المجلس الدستوري.
وكرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وصف ما  جرى في المجلس النيابي في اطار التمديد لقائد الجيش وباقي قادة الاجهزة الامنية بأنه يدخل في «اطار استمرار المؤامرة».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم تسلم القرى الحدودية من القصف المعادي والمتكرر، وصولاً الى العمق اللبناني، اذ اغارت طائرة معادية على نقطة في بلدة حومين التحتا، خارقة بذلك قواعد الاشتباك المتعارف عليها.
وتعرضت بلدة عيتا الشعب عصر أمس لقصف مدفعي اسرائيلي، وهناك معلومات عن وقوع اصابات.
كما تعرضت أطراف بلدة عيترون الحدودية عصر امس، لقصف مدفعي متقطع، مصدره المرابض الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. الى ذلك، استهدفت مسيَّرةاسرائيلية منزلاً في عيتا الشعب.

وأطلقت مروحية معادية من نوع أباتشي، قرابة الرابعة و35 دقيقة من عصر امس، وفي عدوان متواصل، صاروخا موجها على بلدة عيترون، من دون الافادة عن وقوع اصابات.
واندلع اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في مزارع شبعابعد ظهر امس واطلق صاروخ مضاد للدبابات تجاه موقع عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان».
ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اننا ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم من جهزناه لحربنا ضد العدو الاسرائيلي، ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين.

واعتبر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنوب لبنان اليوم هو منطقة قتالية، موضحاً ان عناصر جيشه ستواصل استهداف مواقع حزب الله.
ونعى حزب الله 3 شهداء جدد على طريق القدس في المواجهات الجارية مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى طريق القدس الشهيد معن سرور (من بلدة عيتا الشعب) والشهيد حسن موسى الضيقة (من بلدة حزين في البقاع) والشهيد موسى محمد مصطفى (من بلدة بيت ليف).
واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمع لآليات وجنود العدو في محيطق قرية هونين اللبنانية المحتلة، وثكنة أفيعيم بالاسلحة المناسبة وكذلك موقع الراهب، بالاضافة الى 7 مواقع اضافية.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل