لبنان
حراك من أجل غزة .. إضراب شامل في لبنان تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي
نصرةً للشعب الفلسطيني ولمقاومته واستنكارًا لحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء والشيوخ، عمّ الإضراب الشامل مختلف المناطق على امتداد الخريطة اللبنانية تزامنًا مع الحراك العالمي، وتنفيذًا لقرار رئاسة الحكومة والنقابات العمالية والمهنية والتربوية.
صيدا
لبّت مدينة صيدا والمخيمات الفلسطينية في منطقتها الدعوة للإضراب العالمي لنصرة فلسطين، فأقفلت المؤسسات والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والقطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية أبوابها، ما أدى إلى شلل تام في حركة العمل.
وبهذا الصدد، أعلنت جمعية تجار صيدا وضواحيها إقفال الأسواق التجارية كافة في المدينة، اليوم الاثنين، التزامًا منها بالحملة العالمية للإضراب نصرة لغزة، ومن أجل وقف حرب الإبادة التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني.
وجال رئيس الجمعية علي الشريف، منذ ساعات الصباح، على السوق التجاري وسط المدينة مشددًا على قرار الإقفال، فيما رافقه في الجولة أعضاء مجلس الإدارة السادة نزيه الناتوت، محمود حجازي، محمد جمعة، ومدير الجمعية الأستاذ وسام السيد.
وقال الشريف في تصريح له إن: " المؤسسات والمحال التجارية كافة في أسواق مدينة صيدا التزمت بدعوة جمعية تجار صيدا وضواحيها للمشاركة في هذه الوقفة التضامنية العالمية مع غزة، ولرفع الصوت إلى العالم أجمع أنه آن الأوان لوقف هذه المجزرة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، كما للتأكيد على التضامن مع أهالينا في المناطق الحدودية من الجنوب اللبناني الذين يتعرضون، منذ أكثر من شهرين، لعدوان إسرائيلي متواصل على بلداتهم وقراهم يمعن خلاله هذا العدو قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا.
وأضاف: "أننا القطاع التجاري والاقتصادي، في مدينة صيدا حاضنة القضية الفلسطينية، والتي تعتز بدعمها لحقوق الشعب الفلسطيني نرى أننا أكثر المعنيين بالمبادرة إلى مثل هذا التضامن ونعدّه واجبًا أخويًا ووطنيًا وإنسانيًا".
ولفت إلى: "أننا بهذه المشاركة نعبر عن وقوفنا مع إخوتنا في غزة وفي فلسطين، ومع أهلنا في جنوب لبنان، وعن استنكارنا ورفضنا لحرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني وللعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان على مرأى ومسمع من العالم أجمع. ونضم صوتنا إلى أصوات كل الأحرار والشرفاء في هذا العالم في المطالبة بوضع حد لهذا الانتهاك السافر والمتواصل من هذا الكيان الغاصب لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية".
من جهته، أشاد نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود بالتجاوب الصيداوي العام مع الدعوة العالمية للإضراب تضامنًا مع غزة، حيث أقفلت كل الإدارات الحكومية والجامعات والمدارس الخاصة والرسمية، والأسواق التجارية والشركات الصناعية ومؤسسات المجتمع المدني.
وخلال جولة له في أحياء مدينة صيدا وأسواقها، قال حمود: "لطالما كانت صيدا السّباقة في مناصرة ودعم القضية الفلسطينية، ومنذ 7 تشرين الأول لم تهدأ المدينة في إقامة كل أشكال الدعم والتأييد لغزة والمقاومة فيها". وأضاف: " اليوم أمام هول المجازر الصهيونية النازية الهمجية الحاقدة على غزة وأهلها لبّت المدينة الدعوة العالمية للإضراب كشكل من أشكال الدعم لأطفال ونساء ورجال ومقاومة غزة، ولإدانة الجرائم الوحشية التي يقترفها العدو الصهيوني بدعم وتواطؤ أميركي أوروبي، وصمت عربي مخزي".
كما أعرب رئيس "غرفة التجارة والصناعة والزراعة" في صيدا والجنوب محمد صالح عن تضامن مجلس إدارة الغرفة، في هذا اليوم العالمي، نصرة لغزة واستنكارًا لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في فلسطين وصولًا إلى جنوب لبنان. وقال صالح: "إننا أعلنّا عن إقفال مكاتب الغرفة اليوم التزامًا بالوقفة التضامنية العالمية من أجل أهالي غزة ولوقف تلك الحرب المجنونة على المدنيين الأبرياء، ورفضًا لقتل الأطفال والنساء والشيوخ ولتدمير كل معالم الحياة، واستنكارًا لما يرتكبه العدو الاسرائيلي في جنوب لبنان من اعتداءات وأعمال تدمير وتهجير".
وأضاف أننا من هنا في صيدا وجنوب لبنان نضم صوتنا إلى كل أصوات العالم المندّدة بما يقوم به العدو الإسرائيلي، وما يرتكبه من جرائم توضع في خانة "جرائم الحرب"، ونقف مع المطالبين بوضع حد لهذا التمادي بالقتل وبالأفعال الجرمية الموصوفة الموثّقة بالصورة المنقولة مباشرة عبر أثير الفضاء العالمي وشاشات التلفزة. وشدد صالح على أن هذه الوقفة التضامنية العالمية نصرة لأهل غزة تعدّ أول وقفة دولية يسجلها التاريخ الإنساني نصرة وحماية ومن أجل أهل غزة وفلسطين ورفضًا لاستمرار تلك الاعتداءات.
صور
في قضاء صور، خيّمت أجواء من التضامن الإنساني مع غزة والقرى الحدودية، حيث أقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها كما أقفلت الأسواق والمحال التجارية والمصارف، وتوقفت حركة التجارة اليومية، تلبية لنداء يوم التضامن مع غزة.
النبطية
كما سجلت النبطية ومنطقتها التزامًا كبيرًا بالدعوة للإضراب العام العالمي الذي دعا إليه ناشطون من مختلف دول العالم، تنديدًا بجرائم الحرب والمجازر التي ينفذها العدو الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة. فقد أقفلت المؤسسات والادارات الرسمية والضمان الاجتماعي ودائرة مياه النبطية، إلى جانب المصارف والجامعات والمدارس والمعاهد الرسمية والخاصة.
كما التزمت الصيدليات في منطقة النبطية بالافقال ساعة واحدة ظهرًا، كما شهدت الطرق العامة حركة سير خفيفة جدًا.
وأعلنت محافظة النبطية الدكتورة هويدا الترك أنه التزامًا بقرار مجلس الوزراء تداعينا للإضراب بهذا اليوم التضامني مع غزة، والذي هو أبسط واجب نقوم به تجاه أهل غزة وشهدائها وأهل الجنوب الصامدين، والذين يقدمون يوميًا الشهداء من أجل تحرير الأرض ومناصرة أهل غزة.
بعلبك الهرمل
كما تجاوبت محافظة بعلبك الهرمل مع دعوات الإضراب التضامني نصرة لغزة، فتعطّلت الدراسة في الجامعة اللبنانية والمدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة. وشلّت الحركة تمامًا في الأسواق التجارية، وأقفلت القلعة الأثرية أبوابها أمام الزوار اللبنانيين والعرب والأجانب، بقرار من وزير الثقافة محمد وسام المرتضى.
وأعلنت نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية التزامها بالإضراب، بينما التزمت الإدارة العامة بالإضراب وبعض أصحاب المصالح الخاصة. وأقفلت سرايا الهرمل أبوابها اليوم بإداراتها ومؤسساتها، تنفيذًا لقرار رئيس الحكومة وتأييدًا للاضراب العالمي لنصرة غزة، وتوقفت وسائل النقل العمومي عن العمل فبدت المدينة شبه خالية.
الشمال
كما عمّ الالتزام التام والشامل في مرفأ طرابلس بالإضراب تنفيذًا للدعوات العالمية وقرار الحكومة اللبنانية وتوجيهات وزير الأشغال العامة الدكتور علي حمية.
وأقفلت جميع مدارس عكار المنية الضنية وطرابلس أبوابها، وأعلنت الإضراب العام، استجابة للدعوة التي أطلقها نشطاء حول العالم للضغط على الحكومات "من أجل العمل على وقف جدّي لإطلاق النار في غزة ووضع حد للمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع والمستمر منذ أكثر من شهرين"، وفقًا لبيان صدر عن نقابة المعلّمين في الشمال.
والتزم اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال وعمال البلديات والمراكز العامة بالدعوة العالمية للتضامن مع الفلسطينيين وأهل غزة.
وقال رئيس الاتحاد شادي السيد: "إن هذه اللفتة يجب أن تكون عامة وشاملة من القطاع العام، إلى المؤسسات المستقلة، إلى البلديات، ومختلف القطاعات، ومختلف الاتجاهات لنعبر من خلالها عن موقف موحّد بالوقوف الى جانب أهلنا في غزة وفي الأراضي المحتلة".
من جهتها، أعلنت مؤسسات الكرامة للعمل الخيري (جامعة المدينة - مدارس الكرامة - مجموعة الرقيب الاعلامية - مؤسسة عمر كرامي للتنمية - المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس - مستوصفات الكرامة الخيرية) الإضراب الشامل حثًا للضمير العالمي للسعي إلى وقف إطلاق النار فيها.
وستشهد مخيمات الشمال بعد عصر اليوم مسيرات حاشدة للمطالبة بوقف العدوان على غزة.
كما شهد مخيمي نهر البارد والبداوي مشاركة بالاضراب، وأعلن العديد من أصحاب المحال التجارية والمؤسسات إغلاق أبوابهم. ولبّت عموم أبناء الطائفة الإسلامية العلوية دعوة رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي القدور الالتزام بالإضراب العام تضامنًا مع أهلنا في غزة. كما التزمت نقابة المحامين في طرابلس بقرار إقفال الدوائر النقابية كافة وتعطلت جلسات قصر العدل.
وأعلنت نقابة موظفي وعمال شركة كهرباء قاديشا انضمامها إلى الإضراب، وذلك نصرة لأهلنا في غزة، ورفضًا للهجوم الوحشي على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا العزّل في فلسطين المحتلة، مطالبين الضمير الأممي والضمير العربي للتحرك سريعًا لوقف آلة القتل الجماعي بحق شعب الصمود والإبادة الممنهجة لهذا الشعب الأبي.
كما التزمت الأسواق الداخلية والحارة البرانية بالدعوة وأقفلت جميع المحلات أبوابها ورفعت عليها الأعلام الفلسطينية.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024