لبنان
حماس: نجدد رفضنا القاطع للمواقف الداعية لمشاركة قوات دولية في إدارة غزَّة
أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن الحركة قررت تأخير إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى الصهاينة لديها حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال قطاع غزة، والالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان في بيروت مساء اليوم السبت 25/11/2023، قبل أن يتراجع الكيان الصهيوني ويقبل بالعودة إلى التزام معايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها في صفقة التبادل، وبالتالي قررت حماس في بيان منفصل استئناف إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى الصهاينة.
ووجه حمدان "التحيّة لأهلنا في قطاع غزَّة العزَّة، الصابرين المرابطين، الرّاسخين في أرضهم، المتراصين كالبيان المرصوص، يشدّه بعضه بعضًا، رغم الألم والعدوان الذين يكتبون بدمائهم وصمودهم وتضحياتهم مجدًا تليدًا ونصرًا مبينًا لشعبنا وأمتنا".
وقال: "التحيّة لرجال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام وأبطال المقاومة الفلسطينية الذين مرّغوا أنف جيش الاحتلال وحكومته النازية في تراب غزّة، وأثخنوا في جنود هذا العدوّ وكبدوه خسائر كبيرة على مدار خمسين يومًا.. التحيّة لأبطال شعبنا وشبابنا الثائرين في الضفة الغربية المحتلة الذين ينفذون عمليات بطولية، ويشتبكون مع جنود العدو، ويواصلون إرباك جيشه وحكومته الفاشية".
وأوضح حمدان أن "اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، لم يكن ليتحقق لولا صمود شعبنا الأبيّ، وإفشاله مؤامرة التهجير، ولولا بطولة المقاومة التي أجبرت النازيين الجدد على النزول إلى شروطها"، مؤكدًا "هذا الاتفاق كسر المواقف التي أعلن عنها الاحتلال منذ بداية عدوانه، حول تحرير أسراه بالقوة، فهو لم ولن يفرج عن أحد من أسراه إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة".
وقال حمدان: "إنَّ مشاهد إصرار أهلنا في قطاع غزَّة على العودة إلى بلداتهم ومنازلهم التي دمّرها الاحتلال هو امتداد لملحمة الصمود التي يصنعها هذا الشعب، إبطالاً وإفشالاً لكل المخططات التي تستهدف تهجيره عن أرضه".
أضاف: "إنَّ إجبار الاحتلال على الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا في سجونه، إنما هو نتيجة لصمود وتضحيات ودماء شعبنا العظيم في قطاع غزة ،وثمرة بطولة كتائب القسام المظفرة ومقاومتنا البطلة.. وهي خطوة على طريق قرارنا في تبييض السجون وتحرير جميع أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات".
وتابع: "إنَّ الدم والوجع والألم الذي أصاب شعبنا في قطاع غزة.. أصاب شعبنا في كل مكان.. فدمنا واحد وألمنا واحد.. كما أن فرحنا واحد بالإفراج عن أسرانا.. من النساء والأطفال الذين كان هتافهم للمقاومة ورئيس أركانها الأخ المجاهد محمد الضيف، تعبيرًا حقيقيًا عن الالتفاف الجماهيري حول المقاومة، واستفتاءً شعبيًا عن اختيار شعبنا لمشروع المقاومة سبيلًا لتحرير الأرض والمقدسات".
وأكد حمدان أن "طوفان الأقصى ألحق بالاحتلال هزيمة إستراتيجية، نفسيًا، وعسكريًا، واستخباراتيًا، وإنَّ كتائبنا المظفرة وسائر فصائلنا المقاوِمة ستبقى الدرع الواقي والمدافع عن شعبنا حتى تستكمل فصول هذه الهزيمة بدحر الاحتلال والعدوان، قريباً بإذن الله".
وأردف: "نؤكّد التزامنا بتنفيذ وإنجاح الاتفاق الذي تمَّ برعاية قطرية مصرية مشكورة ومقدّرة، طالما التزم العدو بتنفيذه، ونؤكد أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ كامل البنود والمعايير في اتفاق الهدنة، سواء بخصوص الخروقات الأمنية وإطلاق النار على أبناء شعبنا، أو عدد الشاحنات الإغاثية المفترض وصولها لشمال القطاع، أو التلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال، مما يعرض الاتفاق للخطر، وقد أبلغنا الوسطاء بهذه التجاوزات لتحمل مسؤولياتهم".
ورحّب حمدان "باستمرار كل المساعي والجهود لإنهاء العدوان الصهيوني على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وأسرانا، والرفع الكامل للحصار الجائر عن قطاع غزَّة، وتمكين شعبنا من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير".
وقال: "نجدد رفضنا القاطع لكل المواقف التي تدعو لمشاركة قوات دولية في إدارة غزَّة، ونؤكّد أنَّ هذه المخططات الخبيثة ستتحطّم على صخرة صمود شعبنا، ونقول لكل أولئك الذين يناقشون وضع غزَّة ما بعد عدوان الاحتلال: وفرّوا عليكم وقتكم وجهدكم وتفكيركم وأحلامكم، فغزّة ستكون هي غزَّة العزَّة، كما كانت على مدار التاريخ: فلسطينية أبيَّة شامخة طاردة لكل الغزاة".
أضاف: "تكشّف أمام العالم في اليوم الأوَّل لاتفاق الهدنة حجم الدمار الهائل في كامل قطاع غزّة، فهذا العدو النازي دمّر بوحشيّة وهمجية كل مظاهر الحياة الإنسانية، في حرب إبادة جماعية، بدعم وغطاء أمريكي. هذه الجرائم تعدّ الأبشع في العصر الحديث، ويندى لها جبين البشرية".
وشدد على "أنَّ حصار الاحتلال النازي لمستشفيات قطاع غزَّة، على مدار أسابيع متتالية، وقيامه قبل دخول الهدنة موضع التنفيذ بقصفها بشكل همجي، وتدمير أقسامها وأجهزتها الطبيّة، وإخراجها عن الخدمة، يعدّ جريمة حرب متكاملة الأركان، تستهدف إبادة شعبنا وتهجيره".
وأشار إلى أن أهالي قطاع غزَّة، بدؤوا فور بدء سريان اتفاق التهدئة، في تضميد جراحهم، ودفن شهدائهم، والبحث عن المفقودين.
وقال: "أمام هول المأساة وحجم التدمير المُمنهج لكل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة، ندعو دول العالم إلى تكثيف كل أشكال الدَّعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، وإدخال المستشفيات الميدانية في كل التخصّصات الطبية، لتضميد جراح شعبنا، ومسح آثار العدوان، وتعزيز صمود أهلنا في قطاع غزّة".
وطالب دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال ضد مستشفيات غزة، واعتقال الكوادر الطبية وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو سلمية مدير مشفى الشفاء. وطالب بالضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنهم..".
وأضاف: "ندعو أمتنا العربية والإسلامية، قادة وحكومات ومنظومات، إلى إطلاق وتسيير جسور جويّة إغاثية متواصلة، توفّر مقوّمات الصمود لشعبنا في قطاع غزَّة، وخصوصاً في المجال الطبّي والوقود والغاز. وندعو الأمم المتحدة ووكالة الأونروا والمنظمات الصحيّة والإنسانية والإغاثية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، والتحرّك بشكل عاجل ومستمر لتوفير كل المتطلبات والحاجيات الأساسية لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في كل مناطق قطاع غزَّة، شمالًا وجنوبًا".
وتابع: "ندعو المؤسسات الطبية والإعلامية والإغاثية، في أمتنا وفي العالم، إلى زيارة قطاع غزَّة والوقوف على حجم الدمار والإجرام الصهيوني منذ 50 يومًا، والعمل ضمن خطط عاجلة لدعم صمود شعبنا على أرضه".
ورحّب بـ"كل التحرّكات الدولية لإحالة جرائم الاحتلال الفاشي ضدّ قطاع غزَّة لمحكمة الجنايات الدولية، والعمل على عدم إفلات هذا العدو النازي من العقاب على جرائم الحرب المُمنهجة التي يرتكبها ضد شعبنا".
وتوجه حمدان بالتحية إلى "كل الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم الذين يواصلون حراكهم وفعالياتهم التضامنية مع قطاع غزَّة وشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، هذه الحشود الجماهيرية التي عبّرت عن عدالة قضيتنا ومشروعية نضال شعبنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير"، داعيًا إلى الاستمرار فيها وتصعيدها بكل الوسائل، وفي كل الساحات والميادين وأمام السفارات الأميركية والدول الغربية الداعمة للاحتلال، والضغط عليها لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
وختم بالقول: "نثمّن ونقدّر عاليًا كل المواقف السياسية والدبلوماسية، من الدول العربية والإسلامية والأفريقية، وبعض الدول الأوروبية، التي كان آخرها موقف رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا؛ المعبّرة عن دعمهم لشعبنا الفلسطيني، والرّافضة لعدوان الاحتلال وجرائمه بحق أهلنا في قطاع غزَّة، والمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية فك الحصار عن قطاع غزَّة وإنهاء الاحتلال".