لبنان
هدنة لأيام أثبتت فشل العدوان في غزة.. يد المقاومة هي العليا
غزة على موعد قريب مع هدنة لأيام، أثبتت فشل العدوان الصهيوني على غزة وأجبرت حكومة الاحتلال وجيشها على الرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية والقبول بصفقة وفق شروطها لتؤكد أن يد المقاومة هي العليا.
الخميس يبدأ التنفيذ ويتم وقف إطلاق النار لخمسة أيام والبدء بالإفراج المقنن عن الأسرى كل يوم بيوم، 10 مستوطنين من النساء والأطفال مقابل 30 من الأسيرات الفلسطينيات والأسرى الأطفال، تزامنًا مع فك الحصار عن القطاع.
الهدنة التي تم التوصل إليها ولم يعلن عنها رسميًا بعد، كانت محور المقالات الرئيسية للصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 22/11/2023، إلى جانب الاعتداءات الصهيونية على القرى والبلدات الجنوبية وأبرزها جريمة اغتيال فريق قناة الميادين التي أودت بحياة الإعلامية فرح عمر، وربيع معماري وحسين عقيل.
البناء
حكومة الاحتلال تنقسم حول صفقة الهدنة والتبادل قبل إقرارها بتأييد الجيش والأمن.. هدنة لخمسة أيام مفتوحة للتمديد…
فشلت الحملة الحربية التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو قبل خمسة وأربعين يوماً لمعاقبة غزة واجتثاث حماس، رداً على عملية طوفان الأقصى التي هزّت الكيان وداعميه في الغرب، وقد فشلت الحملة الإعلامية التي أرادت تشويه الطوفان وتصويره عملاً إجرامياً إرهابياً، وكما حكم الشارع الغربي بالفشل على الحملة الإعلامية، فخرج ملايين المتظاهرين تنديداً بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق الآمنين من النساء والأطفال، وبهدف المدارس والمستشفيات في غزة، نجحت المقاومة بإفشال الحملة الحربية ومنعها من تحقيق أهدافها وحوّلتها إلى حرب استنزاف لجيش الاحتلال بالتوازي مع حرب استنزاف سمعته وسمعة الحكومات التي قامت بدعمه في خوض حربه الإجرامية.
إشارة الفشل التي لا تقبل التأويل والاجتهاد هي قبول القيادة السياسية والعسكرية والأمنية للكيان بدعم وتشجيع من واشنطن، على صفقة مع حركة حماس وقوى المقاومة، تتضمن إقرار هدنة ممتدة لخمسة أيام قابلة للتمديد طلباً للمزيد من تبادل المزيد من الرهائن والأسرى، ما يعني الإقرار بأن التفاوض لا الحرب طريق تحرير الرهائن، وما يعني الاعتراف بأن القبول بشروط تظهر أن يد المقاومة كانت العليا، من خلال القبول بمعادلة أسير من المستوطنين مقابل ثلاثة أسرى فلسطينيين، بعدما سقطت صيغة واحد مقابل واحد، تعبيراً عن موازين القوى التي أظهرها ميدان المواجهة، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح والمعدّات في جيش الاحتلال، ينتظر أن تكشف أيام الهدنة حجمها الحقيقيّ.
القبول بالطابع المذلّ للصفقة بالنسبة للكيان، الذي يسميه نتنياهو بالواقعية، تسبّب باعتراض ثنائي التطرف الديني ايتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش والتلويح باحتمال مغادرة الائتلاف الحكومي، وتهديد الحكومة بخطر السقوط، بالرغم من مطالعة قادة الجيش وأجهزة الأمن حول أهمية الصفقة وفوائدها، خصوصاً في ضوء انعدام فرص إعادة الرهائن بالقوة من جهة، وحجم ضغط قضيتهم على المستوى السياسي والإعلامي والاجتماعي في الداخل من جهة موازية.
الخميس يبدأ التنفيذ ويتم وقف إطلاق النار لخمسة أيام وبدء الإفراج عن الأسرى كل يوم بيوم، عشرة من المستوطنين النساء والأطفال مقابل ثلاثين من الأسيرات الفلسطينيات وعدد من الأسرى من القصَّر، وتدخل مئات الشاحنات الى غزة بما فيها شاحنات الوقود.
بالتوازي حمل يوم أمس، المزيد من التصعيد في جبهات القتال في غزة ولبنان، وسجلت المقاومة مزيداً من عمليات الاستهداف المؤلمة لجيش الاحتلال، بينما واصل الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وكان للإعلاميين نصيبهم، وفي لبنان تعمّدت مواقف قناة «الميادين» بدماء شهدائها فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل، وأكد الاستهداف مواصلة جيش الاحتلال تصفية حساب العداء مع «الميادين» كقناة إعلامية ملتزمة بالحق والحقيقة، معترفاً لها بحجم تأثيرها وخشيته من فعالية خطابها الإعلامي، ولاقت الجريمة استنكاراً واسعاً، وأطلقت حملة تضامن واسعة مع الميادين والإعلام وحق الإعلاميين بالحصانة والحماية.
وشهدت الجبهة الجنوبية سخونة لافتة أمس، بعد توسيع كيان الإحتلال الإسرائيلي جرائمه لتطال المدنيين والصحافيين، ما يعد تجاوزاً جديداً لقواعد الاشتباك الحاكمة على طول الحدود بعد الثامن من الشهر الماضي بعد تجاوزها مرات عدة كان آخرها جريمة عيناتا، ما يعكس وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» عمق الأزمة التي يواجهها كيان الاحتلال ورئيس حكومة العدو بعد فشل جيشه في تحقيق إنجازات ميدانية في غزة وسقوط كل الأهداف العسكرية والسياسية التي وضعها بنيامين نتانياهو ورضوخه وخضوعه لوقف إطلاق النار والهدنة وتبادل الأسرى التي باتت قاب قوسين أو أدنى، وفق ما تشير التصريحات الأميركية والقطرية وحتى الإعلام الإسرائيلي.
واستهدف جيش العدو الإسرائيلي بغارة من مسيّرة فريقاً صحافياً عند مثلث طيرحرفا ما أدى الى استشهاد المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري في قناة الميادين خلال القيام بواجبهما المهني. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلة ما أدى الى استشهاد 4 أشخاص.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«البناء» الى أن استهداف الصحافيين في قناة الميادين كان مباشراً ومتعمّداً ولم يكن على سبيل الخطأ، علماً أن فريق عمل الميادين كان موجوداً في المكان نفسه منذ بداية الحرب على الحدود وليس أمس فقط، ما يعكس حجم التأثير للإعلام وبخاصة إعلام المقاومة بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ونقل عمليات المقاومة والأضرار الكبيرة التي تلحقها بمواقع العدو وضباطه وجنوده وآلياته وتحصيناته، ما يسبّب الإحراج للحكومة الإسرائيلية أمام المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة والرأي العام عموماً. ولاحظت المصادر أن الاستهداف أمس جاء عقب أيام من حظر كيان الإحتلال لقناة «الميادين».
ولم يتأخّر ردّ المقاومة، فأعلن حزب الله في بيان أنه «رداً على استهداف العدو للصحافيين فرح عمر وربيع المعماري وسائر الشهداء المدنيين هاجمنا قوة من الجمع الحربي التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة بصاروخين موجّهين ما أدى الى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح».
وكان حزب الله باشر عملياته العسكرية ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي. فقد أعلن استهداف منزل في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة. وأعلن استهداف مواقع حدب البستان والراهب قبالة عيتا الشعب وجل العلام وكذلك تجمعًا لجنود العدو الصهيوني داخل منزل في مستوطنة أفيفيم مما أدى الى سقوط عناصره بين قتيل وجريح.
كما قصف قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد (كاتيوشا) مما أدّى إلى إصابتها اصابة مباشرة.
كما ردّت المقاومة الإسلامية على قصف العدو الصهيوني لمصنع الألمنيوم في منطقة الكفور شمال مدينة النبطية، بمهاجمة مصنع تابع لشركة «رافايل» للصناعات العسكرية «الاسرائيلية» في منطقة «شلومي» بالصواريخ، وأصيب إصابة مباشرة وشوهدت النيران تندلع فيه.
وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية حيث استهدف محيط طيرحرفا والجبين، كما ألقى قنابل مضيئة فوق القطاعين الغربي والأوسط.
وأعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرات عدة اخترقت الحدود من لبنان في الجليل الغربي.
وكما يتفاقم الإرباك في المستويات العسرية والأمنية والسياسية في كيان الإحتلال من ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة وحجم التهديد التي تشكله جبهة الشمال وتأثيرها على مسار الحرب في غزة، يتزايد حجم الرعب لدى المستوطنين في الشمال، وقد عبّر رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة ديفيد أزولاي، في شمال فلسطين المحتلة والمحاذية للحدود مع لبنان، عن واقع المستوطنات الشمالية في ظل العمليات التي تنفذها المقاومة الإسلامية وتستهدف بها مواقع الاحتلال الصهيوني دعمًا وتأييدًا للشعب الفلسطيني ومقاومة وردًا على اعتداءاته، وبرأيه أن هذه المستوطنات باتت في حال حرب فعلية.
ونقل موقع «والاه» العبري، في تقرير له، عن رئيس المجلس المحلي في المطلة ديفيد أزولاي قوله: «للأسف الشديد إطلاق النار على المستوطنة أصبح يوميًا، لا يتعلق الأمر بصباح استثنائي». ورأى الموقع الصهيوني أن أزولاي: «يعبّر عن الشعور العام في المستوطنة: روتين حرب قاتم، ليس واضحًا متى ينتهي». وأضاف الموقع: «في ضوء الهجوم الذي لا يتوقف على الشمال، والذي وصل بالأمس (أمس الأول) الى الذروة مع إطلاق صواريخ على قاعدة برانيت، دعا أزولاي إلى إنشاء حزام أمني بطول أربعة – خمسة كيلومترات شمال خط الحدود، «لكن عمليًا، ما تفعله «إسرائيل» هو إنشاء حزام أمني بطول خمسة كيلومترات، جنوب خط الحدود. هذه حرب.. «إسرائيل» تحّذر نصر الله (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) أن لا يشنّ حربًا، لكننا في داخلها».
وتابع الموقع الصهيوني: «فُرّغت المطلة من السكان، ولم يبق سوى أعضاء مجموعات الجهوزية والعمال الأساسيين، وحُدّدت المنطقة بأكملها منطقة عسكرية مغلقة، فلا يستطيع المزارعون الوصول إلى البساتين.. في الأيام العادية، يكون هذا هو موسم قطف تفاح «السيدة الوردية»، لكن على خلفية القتال، الفاكهة تنتظر على الأشجار»…. ويقول أزولاي بأسف: «نحن نرى عبر الكاميرات هذه التفاحات الجميلات، ولا يمكننا الوصول إلى الأشجار».
وأشار موقع «والاه»، إلى أن المشكلة الأخرى التي كان على المستوطنين في المطلة التعامل معها، منذ بداية الحرب، هي أعطال العديد من البنية التحتية في المستوطنة، مثل انقطاع الكهرباء والمياه ونظام الهاتف الخلوي.
وبحسب أزولاي: «أصبح من الضروري دخول المنازل التي أخلاها سكانها وإفراغ الثلاجات التي بدأ الطعام داخلها يفسد وتفوح منه روائح كريهة… شركة الكهرباء فقط هي التي جاءت لإصلاح الأعطال التي حُدّدت، كما جاء معهم الرئيس التنفيذي للشركة مئير شبيغلر. وبحسب رئيس المجلس، فإنّ موظفي بيليفون وسيلكوم ومكوروت لا يأتون إلى المطلّة بدعوى أنّهم يتصرفون وفقًا لتعليمات الجيش».
الى ذلك، لاقت جرائم العدو الإسرائيلي أمس لا سيما استهداف الصحافيين والمدنيين حملة استنكار واسعة.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان لمناسبة الاستقلال وتعليقاً على استهداف الإعلاميين، الى انه «بعد الشهيد عصام العبد الله فرح عمر اليوم وربيع معماري وحسين عقيل يعمّدون الاستقلال والارادة الوطنية بدمهم دفاعاً عن الحقيقة التي هي الاستقلال الحقيقي والذي لا يستعاد ولا يحمى الا بالتضحية». وتابع: «في ذكرى الاستقلال هذا العام دقائق لا بل دهور من الصمت لا تكفي حداداً على الشهداء وعلى الإنسانية التي تنحرها آلة القتل والإبادة الإسرائيلية من غزة وكل فلسطين الى جنوب لبنان وآخرهم شهداء الإعلام اللبناني».
وتوجّه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، بأحر التعازي باستشهاد الصحافيين في قناة الميادين، وأكد في بيان أن «العدو الذي أوغل في حرب الإبادة التي يخوضها ضد أهلنا في فلسطين، وسّع دائرة حقده لتشمل الإعلاميين الذين يتولون إظهار جرائمه العدوانية، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية». ورأى أن «استهداف العدو الصهيوني لفريق قناة «الميادين» في جنوب لبنان، جاء بعد قرار العدو بمنع القناة من أداء رسالتها الإعلامية في فلسطين المحتلة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى صلافة العدو وغطرسته وانتهاكه لكل القوانين الدولية والإنسانية».
بدورها، رأت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «مواصلة استهداف العدو للإعلاميين بشكل مباشر وعمليات القتل للصحافيين، تظهر مدى انزعاج العدو البالغ من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام والتي استطاعت بجهودها وتضحياتها الكبيرة أن تُحدِث تحولاً في الرأي العام لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل والمجرم».
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، خلال اجتماعه بـ ٢٧ سفيراً من اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب». ودعا إلى «العمل سوياً ومواجهة التحديات المشتركة لحل المشاكل»، متمنياً «أن تلعب دول الاتحاد الأوروبي دوراً سياسياً بناء في النزاع الدائر في المنطقة»، وقال: «إن أحداث غزة لم تأت من فراغ، بل سببها رفض «إسرائيل» تطبيق قرارات الأمم المتحدة الصادرة منذ عقود، لا سيما القرارات ١٩٤، ٢٤٢ و٣٣٨».
وإذ أشار إلى أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب»، قال: «إن التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية من خلال استهداف المدنيين والصحافيين تغذي حال عدم الاستقرار التي قد تتدحرج إلى مواجهات شاملة».
ويرتفع خطر انزلاق الأوضاع على الحدود مع فلسطين المحتلة الى حرب واسعة بين حزب الله و«إسرائيل» مقابل ضغوط تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على حكومة الاحتلال لعدم التورط بحرب مع لبنان قد تتسع رقعتها لتطال المنطقة، لا سيما بعد المستوى الذي بلغته عمليات محور المقاومة بجميع جبهاته الاثنين الماضي لا سيما سيطرة حركة أنصار الله على باخرة تجارية اسرائيلية في البحر الأحمر مقابل اليمن. إلا أن خبراء عسكريين يستبعدون «تطور الأمور بعد تصعيد أمس الى حرب موسّعة مع لبنان بغياب قرار لدى الإدارة الأميركية بإشعال حرب في المنطقة تهدد مصالحها الحيوية في المنطقة وقد تنهي الكيان الصهيوني بحال اشتعلت كافة الجبهات». ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «محور المقاومة لديه الكثير من الأوراق التي سيستخدمها بشكل تدريجي وفق تطور مسار الحرب على الجبهات وفي غزة تحديداً قد تغير مجرى الحرب لصالح محور المقاومة رغم حجم الدمار الهائل الذي ستتعرّض له دول محور المقاومة وكيان الاحتلال أيضاً».
وأكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال الاحتفال المركزي لـ«تكريم الشهداء الجامعيين على طريق القدس» في كلية الآداب في صيدا، أن «ما دام العدوان على قطاع غزة مستمراً فاحتمال تدحرج الحرب قائم وكل الاحتمالات رهن تطورات الميدان»، مشدداً على أن «حزب الله جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة على طريق فلسطين».
ولفت قاسم الى أن «الكيان الصهيوني سينكسر ومن معه وسنرى ذلك قريباً»، كاشفاً أن «لدى حزب الله معلومات من غزة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود لفترة طويلةٍ من الزمن».
الى ذلك، أشار نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة في تصريح له، الى ان «الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية صعب وخطير للغاية». ولفت نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الى اننا «نعمل جاهدين لمنع انتشار الحرب في غزة إلى لبنان».
وفي الإطار عينه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن «ان الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان ومع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع». وقال في برقية وجّهها الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمناسبة عيد الاستقلال «اسمحوا لي أن أرسل لكم، بالنيابة عن الشعب الاميركي، أطيب التمنيات في الذكرى الثمانين للاستقلال. من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتسم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل أفضل لشعبينا ولجميع الشعوب حول العالم». مشدداً على أن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع. كما اتطلع للعمل معكم في العام المقبل لصياغة مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً وتكاملاً لشعوب المنطقة».
وفيما لم تسجل أزمة ملء الفراغ في قيادة الجيش بعد نهاية ولاية القائد الحالي، أي جديد، توجه قائد الجيش جوزيف عون بـ«أمر اليوم» الى العسكريين في عيد الاستقلال قائلاً: «يواصلُ العدوُّ الإسرائيليُّ ارتكابَ أفظعِ المجازرِ وأشدِّها دمويّةً على نحوٍ غيرِ مسبوقٍ في حقِّ الشعبِ الفلسطيني، ويكرّرُ اعتداءاتِهِ على سيادةِ وطنِنا وأهلِنا في القرى والبلداتِ الحدوديةِ الجنوبية، مستخدِمًا ذخائرَ محرمةً دوليًّا، إلى جانبِ استمرارِ احتلالِهِ لأراضٍ لبنانية. في الوقتِ نفسه، يواجهُ لبنانُ تحدياتٍ جسيمةً على مختلفِ الصعد، تنعكسُ سلبًا على مؤسساتِ الدولة، ومِن بينِها المؤسسةُ العسكرية، التي تقفُ اليومَ أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ وحساسةٍ في ظلِّ التجاذباتِ السياسية، في حينِ تقتضي المصلحةُ الوطنيةُ العليا عدمَ المساسِ بها، وضمانَ استمراريتِها وتماسُكِها والحفاظَ على معنوياتِ عسكرييها».
الأخبار
ثمانية شهداء بعد توسيع العدوّ دائرة الاستهداف: حرب مصغّرة على «الجبهة الشمالية»:
شهدت الجبهة الجنوبية ارتقاءً متبادلاً في الساعات الـ 48 الماضية مع توسيع العدو الإسرائيلي دائرة استهدافاته في القرى الحدودية لتطاول المدنيين، ما أدّى إلى سقوط أربعة شهداء، من بينهم الزميلان في «الميادين» فرح عمر وربيع معماري، إضافة إلى استهداف أربعة كوادر من حركة «حماس» في قصف استهدف سيارة مدنية كانت تقلّهم جنوب صور. وبدا أمس بوضوح أن «حرب الاستنزاف» التي يخوضها حزب الله مساندة لغزة بدأت تترك تداعيات ضخمة وإرباكاً في كيان العدو الذي حذّر من انزلاق الوضع إلى «حرب إقليمية، وليس أقل من ذلك». فقد كُشف في إسرائيل أمس أن وزير خارجية العدو إيلي كوهين، وجّه «رسالة تحذير» إلى مجلس الأمن من «أن ينتهي الأمر إلى حرب إقليمية إذا لم يتم تنفيذ القرار 1701 بشكل تام، ولم تفعّل اليونيفل قدراتها لمنع الوجود العسكري لقوة الرضوان جنوب الليطاني». وأشارت الرسالة إلى أن «من مصلحة الاستقرار الإقليمي ومن أجل منع التصعيد، ينبغي أن يتبنّى النقاش في مجلس الأمن منهجاً مختلفاً تماماً لإنهاء الخروقات الخطيرة لحزب الله». ووصف نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، الوضع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بأنه «صعب وخطير للغاية»، و«نعمل جاهدين لمنع انتقال الحرب في غزة إلى لبنان».
ووصف معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، وهو من المراكز الأساسية التي ترفد حكومة العدو بتوصيات تؤخذ في الاعتبار في عملية صنع القرار، ما يجري على «الجبهة الشمالية» بأنه «حرب مصغّرة»، مشيراً إلى أنه «منذ بداية الأحداث، بعد يوم من السبت الأسود (7 تشرين الأول)، نرى مساراً تصاعدياً من جهتهم (المقاومة) ومن جهتنا، ونتدحرج إلى تصعيد»، لافتاً إلى أن «الأمور في الشمال مرتبطة بتطورات المعركة في غزة، إضافة إلى كيفية رد إسرائيل على تبادل النيران مع حزب الله».
وكتبت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «إسرائيل وحزب الله يرفعان مستوى المقامرة، والترقب بقلق لما يدور في الشمال أمر مطلوب أكثر من أيّ وقت مضى». وأشارت في مقال آخر إلى أن «المسار القائم يحتّم حصول حرب مع لبنان، وهذه الطريقة الوحيدة لإبعاد قوات الرضوان عن السياج». فيما كتبت صحيفة «معاريف» أن حزب الله «بانتظار خطأ جسيم تقدم عليه إسرائيل (...) ولا ريب في أن الحدود الشمالية تشهد عملياً جبهة قتال ثانية».
وكانت مدفعية العدو استهدفت صباحاً منزلاً في بلدة كفركلا، ما أدّى إلى استشهاد لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها بجروح. وظهراً، استهدف صاروخ موجّه من مُسيّرة إسرائيلية مراسلة قناة «الميادين» فرح عمر (مواليد 1998 - مشغرة) ومصوّر القناة ربيع معماري (مواليد 1979 - طرابلس) ومرافقهما حسين عقيل (بلدة الجبّين) رغم ارتدائهم الزيّ الصحافي، بعد بثٍّ مباشر من بلدة طيرحرفا (صور).
وباستشهاد عمر ومعماري، ارتفع عدد شهداء الجسم الصحافي إلى ثلاثة، بعد استشهاد مصوّر وكالة «رويترز» الزميل عصام العبدالله بقذيفة دبابة إسرائيلية أُطلقت على تجمّع للصحافيين في بلدة علما الشعب، في 13 تشرين الأول الماضي. وفي 13 الجاري، استهدف صاروخان إسرائيليان قافلة صحافيين في بلدة يارون الحدودية.
وعبّر الناطق باسم قوات «اليونيفل» أندريا تيننتي عن «الصدمة والحزن»، ووصف «الاستهداف المتعمّد للصحافيين والمدنيين» بأنه «انتهاك للقانون الدولي، ويرقى إلى مستوى جرائم حرب».
ونعت حركة حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام «القائد خليل حامد الخراز (أبو خالد) الذي استشهد مع مجموعة من إخوانه إثر غارة صهيونية استهدفته أثناء قيامه بواجبه الجهادي في جنوب لبنان». وكان الشهداء قضوا في غارة نفّذتها مُسيّرة إسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ سيارة CRV على طريق فرعية بين الشعيتية والمعاينة (جنوب صور). وبحسب معطيات أولية، فإن «المُسيّرة لاحقت السيارة منذ خروجها من مخيم الرشيدية حيث يقيم الخراز». وإلى الخراز الذي وُصف بأنه يشغل «منصباً عسكرياً بارزاً في كتائب القسام»، استشهد أيضاً خلدون ميناوي والإمام المساعد في مسجد التقوى في طرابلس أبو بكر عوض
والشيخ سعيد الضناوي، وهم جميعاً من طرابلس التي اشتعلت بالرصاص لدى إعلان نبأ استشهادهم.
في المقابل، نفّذ حزب الله أمس 13 عملية استهدفت ثكنات ومواقع وتجمّعات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الفلسطينية مع لبنان، أبرزها قاعدة بيت هلل العسكرية، ومصنع تابع لشركة رافاييل للصناعات العسكرية الإسرائيلية في منطقة شلومي، رداً على العدوان الإسرائيلي الذي طاول المدنيين وطاقم «الميادين» وقصف العدو مصنعاً للألمنيوم في منطقة النبطية قبل يومين.
واشنطن: «فاغنر» ستسلّم «حزب الله» نظاماً للدفاع الجوي
قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن مجموعة «فاغنر» الروسية «تستعدّ لتسليم حزب الله أو إيران نظاماً للدفاع الجوي»، موضحاً للصحافيين «أننا مستعدون لاستخدام نظامنا للعقوبات المناهضة للإرهاب ضد أفراد أو كيانات روسية» رداً على ذلك. وأكّد المتحدث أن إيران «قد تستعد لاتخاذ خطوة إضافية» في مساعدتها العسكرية لروسيا، مشيراً إلى أنه إضافة إلى الطائرات المُسيّرة ومعدّات أخرى تقول واشنطن إن الجيش الروسي تسلّمها من طهران، «تعتزم إيران تسليم صواريخ باليستية بغرض أن تستخدمها روسيا في أوكرانيا». واعتبر أن هذا التعاون «يضر بالتأكيد أوكرانيا وجيران إيران والنظام الدولي». وكانت تقارير صحافية أميركية قد أوردت قبل أسابيع أن محادثات تجري بين مجموعة «فاغنر» و«حزب الله» لتزويده بنظام «بانتسير» الروسي للدفاع الجوي، إلا أن الكرملين نفى رسمياً الأمر في حينه.
إسرائيل وأميركا تتنازلان: بداية نهاية الجنون؟
وفقاً لما أعلنه قادة الأطراف المعنيّة بالحرب الدائرة في قطاع غزة، فإن الاتفاق حول الهدنة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بين إسرائيل وحركة «حماس»، صار منجزاً بالكامل، على رغم وجود فروقات غير جوهرية في الصيغ التي أوردها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي للاتفاق. وكان واضحاً أن العدو يمضي مرغماً إلى تلك الصفقة، أساساً بسبب فشل جيشه في تحصيل ولو حتى معلومة واحدة عن الأسرى بعد 45 يوماً من العدوان، ما دفع بذويهم إلى رفع مستوى الضغط على القيادة السياسية للموافقة على الصفقة التي تمثّل انتصاراً أولَ للمقاومة الفلسطينية.
وذكر موقع «واينت» الإسرائيلي أن «حماس» «ستطلق بموجب الاتفاق عدداً أولياً من الأسرى يبلغ 53، وستحاول إتْباعهم بعشرين آخرين، وتوافق إسرائيل في المقابل على هدنة من أربعة أيام، أي أقصر بيوم من المهلة التي طالبت بها الحركة». كما تتضمّن الصفقة، بحسب الموقع، «بنداً ينص على تمديد الهدنة لمدّة يومين إضافيين إذا أطلقت المقاومة نحو 20 أسيراً آخر. وكذلك، فإن إسرائيل ستكون مستعدّة لتمديد إضافي للهدنة إلى أكثر من الأيام الستة، بشرط إطلاق المزيد من الأسرى». وتشير تلك النسخة إلى أن «إسرائيل تلتزم بموجب الاتفاق بوقف الطلعات الجوية فوق قطاع غزة لمدّة ستّ ساعات كلّ يوم، خلال الأيام الأربعة الأساسية، فيما تحاول حماس تحديد مواقع الأسرى الباقين»، وتقول إن «الحركة أصرّت على ذلك، لمنع إسرائيل من تقفّي أمكنة الاحتجاز». والافتراض، بالنسبة إلى إسرائيل، هو أن بعض الأسرى العشرين الإضافيين يشملون أمهات وأولاداً لم يُطلق سراحهم في المرحلة الأولى، فيما من المتوقّع أن يشمل التبادل إطلاق الأسيرات الكبيرات في السن.
وفي المقابل، سيُطلق العدو، بحسب الموقع الإسرائيلي نفسه، ما «بين 140 و150 أسيراً، بمن فيهم نساء وأطفال. وسيُسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية إليه». ويقدّر «واينت» أن «هذه الترتيبات ستحفّز حماس على إطلاق المزيد من الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار. كما ثمّة احتمال بأن يصل عدد المُطلق سراحهم إلى مئة. وإذا حصل ذلك، فستطلق إسرائيل 300 أسير فلسطيني، وقد يُمدَّد وقف النار إلى عشرة أيام». ويؤكد الموقع أنه بحسب المعلومات الأخيرة، ثمة 236 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة بينهم 40 طفلاً و13 أمّاً، فيما يقدّر العدو أن «حماس تحتجز 80 أسيراً تنطبق عليهم معايير الصفقة، أي أطفال وأمهات ونساء كبيرات. وعليه، إذا كان هذا هو عدد المطلَق سراحهم، فستقوم إسرائيل بإطلاق 240 أسيراً فلسطينياً وتلتزم بهدنة مدّتها ثمانية أيام».
من جهتها، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرَين قريبَين من الملفّ قولهما إن الاتفاق سيشمل إطلاق سراح «50 إلى 100» من الأسرى المدنيين الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن 300 امرأة وطفل فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل. وأشارت الوكالة إلى أن عملية التبادل ستتمّ على مراحل بمعدل «عشرة» رهائن إسرائيليين، مقابل «ثلاثين» أسيراً فلسطينياً يومياً. وتختلف تفاصيل الاتفاق، كما كانت قد أوردتها حركة «حماس»، عن ما نشره موقع «واينت»، إذ تحدّثت نسخة الحركة عن هدنة لمدة خمسة أيام، يتمّ خلالها إطلاق نحو 50 من الأسرى غير العسكريين والأجانب، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 امرأة وطفل من سجونها. وتفيد تلك النسخة بأن توقّف القتال يَفترض وقف الطلعات الجوية فوق غزة باستثناء شمال القطاع، حيث ستقتصر الطلعات الجوية على ستّ ساعات يومياً خلال مدة الهدنة». كذلك، سيُسمح بدخول 300 شاحنة تحمل وقوداً وأغذية وموادَّ طبية إلى كلّ مناطق القطاع، بينما سيتمّ إطلاق سراح الإسرائيليين على خمس دفعات بواقع عشرة أسرى كلّ يوم.
وحتى ساعة متأخرة من أمس، كان كلّ الأطراف المشاركين في التفاوض على الصفقة، أي «حماس» والولايات المتحدة وإسرائيل، قد أجمعوا في تصريحات لرأس قمة الهرم لدى كلّ منهم على اقتراب موعد إعلانها. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحافيين في البيت الأبيض، «إننا قريبون جداً، قريبون جداً من اتفاق، وسنتمكن من إعادة بعض من هؤلاء الرهائن إلى عائلاتهم قريباً جداً»، مضيفاً: «أنني لا أريد الخوض في التفاصيل، لأنه لا يحصل شيء، إلا حين يحصل فعلياً. لكنّ الأمور تبدو جيدة راهناً». وفي الاتجاه نفسه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرب التوصل إلى الاتفاق، رغم أنه قرَن ذلك بالتأكيد أن الحرب ستستمرّ بعد انتهاء مدّة الهدنة. وكان عقد مجلس وزراء الحرب اجتماعاً مساء أمس، قبل أن تجتمع الحكومة الأمنية الموسّعة، وبعدهما الحكومة بكاملها، علماً أن الأخيرة هي المخوّلة بإقرار الصفقة.
وفي مؤتمر صحافي لنتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، والوزير بني غانتس، بعد اجتماع مجلس الحرب وقبيل اجتماع الحكومة للنظر في الصفقة، بدا الثلاثة متهيّبين، وسعوا إلى تقديم التبريرات أمام الجمهور. وقال نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تواجه قراراً صعباً لكنه القرار الصحيح، مضيفاً أنه «سيتمّ إطلاق سراح الرهائن على مراحل»، وأنه طلب «من الرئيس الأميركي التدخل. وبالفعل ساعد في تحسين الاتفاق ليشمل المزيد من الرهائن»، مؤكداً أن «الحرب مستمرة وستستمرّ حتى تحقيق النصر المؤزّر وإعادة جميع الرهائن»، وأن «القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل، وتقول إن الاتفاق سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال». وتابع أنه سيكون هناك وقف للنار لعدّة أيام، لكنّ التفاصيل ليست واضحة بعد.
وكان نتنياهو وأركان حكومته يرفضون فكرة الهدنة من الأساس، إلا أنهم تعرّضوا خلال الأيام الماضية لضغوط هائلة، خصوصاً من جانب عائلات الأسرى، لعقد صفقة تفضي إلى إطلاق سراحهم، خاصة في ضوء فشل الجيش الإسرائيلي بعد 45 يوماً من بدء العدوان على غزة، في إطلاق سراحهم أو حتى تحديد مواقعهم أو الحصول على معلومات عنهم. ومع ذلك، استمرّ الوزيران اليمينيان المتطرّفان في حكومة العدو، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، من جهتهما، في معارضتهما للصفقة. وقبل اجتماع الحكومة، قال سموتريتش في بيان إنه إذا كانت التقارير صحيحة، فإن «الصفقة المقترحة سيئة ويجب ألا نوافق عليها. إنها سيئة لأمن إسرائيل وسيئة للرهائن وسيئة لجنود الجيش الإسرائيلي». لكن الأهمّ هو أن الجيش كان يعارض الاتفاق باعتبار أن أيّ وقف للنار سيعطي «حماس» فرصة لإعادة استجماع قوتها، قبل أن يَظهر أن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، قد ليّن من موقفه هذا. وقال الناطق باسم الجيش، دانيال هاغاري، إن «هناك تقدماً في اتجاه إطلاق سراح الرهائن، لكنني أوصي بالانتظار حتى يتمّ الانتهاء من التفاصيل».
على المقلب الفلسطيني، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في بيان من الدوحة صباحاً، أن الحركة «سلّمت ردّها إلى الإخوة في قطر والوسطاء. ونحن نقترب من التوصّل إلى اتفاق الهدنة». كذلك، نقلت قناة «الجزيرة» عن القيادي في الحركة، عزت الرشق، قوله إن المفاوضات تتركّز على مدّة الهدنة وترتيبات إيصال المساعدات إلى غزة ومبادلة الأسرى، مضيفاً أن «الجانبَين سيُطلقان سراح النساء والأطفال، وأن قطر، التي تتوسّط في المفاوضات، ستعلن التفاصيل». وأشار الرشق إلى أنه «كانت هناك مماطلة من الجانب الإسرائيلي لإتمام اتفاق الهدنة، وخاصة من قِبل نتنياهو»، مضيفاً أن الإسرائيليين «يحاولون التفاوض في ظلّ العدوان لكسر المقاومة، وهذا لم ولن يحدث».
بدوره، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي في الدوحة، أن «الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقّية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة».
الجمهورية
عبد اللهيان: إتسعت رقعة الحرب .. وفرونتسكا: الحاجة ملحّة للتهدئة
كتبت صحيفة الجمهورية تقول: يحلّ عيد الاستقلال اليوم على وقع استمرار المواجهات وتصاعدها بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية في موازاة تواصل التحركات في غير اتجاه، والهادفة الى منع توسّعها بما يمكن ان يؤدي الى حرب اقليمية مفتوحة، خصوصاً في ظل الحرب التدميرية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة وترتكب خلالها مجازر يومية لا يقل عدد ضحاياها عن المئتي شهيد غالبيتهم من الاطفال والنساء، وقد كررت امس استهدافها للصحافيين في المنطقة الحدودية اللبنانية حيث استشهد زميلان من قناة «الميادين» وعدد من المدنيين، لتردّ المقاومة بعدد من الهجمات الكبيرة على المواقع العسكرية في شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة وتوقِع فيها قتلى وجرحى ودماراً كبيراً.
في خلال يوم طويل من المواجهات على الجبهة الجنوبية أكد الرئيس الاميركي جو بايدن في رسالة بعثَ بها الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «انّ الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان ومع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة النزاع». ولفت إلى أنه «من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتّسِم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل أفضل لشعبَينا ولجميع الشعوب حول العالم».
وأكد أنّ «الولايات المتحدة الأميركية ستواصِل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع. كما أتطلّع للعمل معكم في السنة المقبلة لصوغ مستقبل أكثر أمانا وازدهارا وتكاملا لشعوب المنطقة».
وكان البيت الابيض قد أعلن انّ بايدن أوفَد الإثنين مستشاره آموس هوكشتاين الى اسرائيل لنَقل خشية بلاده من اتّساع نطاق الحرب الدائرة حالياً.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أمس: «لا نريد لهذه الحرب أن تتسع»، معتبراً أن فتح جبهة في شمال إسرائيل وجنوب لبنان «ليس في مصلحة أحد».
وأشار الى أن هوكشتاين والإدارة الأميركية يقومان «بكل ما يمكن أن نقوم به للمساعدة في الحؤول دون وقوع هذا السيناريو».
وقال كيربي إن مجموعة «فاغنر» المسلحة الروسية تستعد لتعزيز الدفاعات الجوية لـ«حزب الله» اللبناني أو النظام في طهران، في إطار «تعاون دفاعي غير مسبوق» بين خصمي الولايات المتحدة. واضاف أن «معلوماتنا تشير إلى أن فاغنر، بتوجيه من الحكومة الروسية، كانت تستعد لتوفير قدرة دفاع جوي إمّا لـ«حزب الله» وإمّا لإيران».
تحرك إيراني
في غضون ذلك علمت «الجمهورية» ان وزير الخارجية الايرانية حسين أميرعبد اللهيان سيزور لبنان خلال الساعات المقبلة وسيلتقي غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ويتوقع ان يلتقي عددا من القيادات السياسية اللبنانية والفلسطينية.
وقال عبد اللهيان امس في مقابلة مع قناة «سي بي إس» الاخبارية الاميركية في جنيف: «لم نكن على علم بعمليات حماس وانّ هذا كان قرارا فلسطينيا بالكامل»، مؤكداً على «مواصلة الدعم السياسي للمقاومة ضد الاحتلال». واضاف: «منذ بداية هذه الأزمة قلنا إننا لا نسعى الى توسيع نطاق الحرب. وبطبيعة الحال، أعلنت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا أنها لا تسعى الى ذلك ايضا، لكن خلافاً لهذه التصريحات نرى أن أميركا زادت من حدة الحرب من خلال مساعداتها الواسعة للكيان الإسرائيلي (…) وقد قلنا لأميركا بوضوح انّ البيت الابيض يقف الآن بشكل علني وواضح الى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي حتى انها قامت بتوفير الاسلحة الحربية بما فيها الاسلحة المحظورة دولياً لهذا الكيان من كل القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة، ما يعني أن أميركا متورّطة علناً في الحرب والإبادة الجماعية في غزة. وبدوره، يرسل البيت الأبيض لنا رسالة مفادها انه لا يسعى الى توسيع نطاق الحرب ويحاول إرسال مساعدات إنسانية ووقف الحرب بشكل إنساني، لكن حتى هذه اللحظة لم تظهر أميركا نيتها أبداً لوقف الحرب، بل زادت من حدة الحرب ويجب عليها أن تتحمل مسؤولية ذلك».
ورداً على سؤال حول امكانية توسع الحرب؟ قال عبد اللهيان: «لقد حذّرنا قبل أربعة أسابيع من أنه إذا استمرت الحرب والإبادة الجماعية في غزة، فإن توسيع نطاق الحرب أمر لا مفر منه. وقد حدث هذا الآن في المنطقة، كما تقول، لبنان والعراق وسوريا واليمن دخلت الحرب. وهذا يدل على أنها قد اتسعت رقعتها. ولكن كيف ستتصرف إيران؟ سنتخذ القرار بشأن أي قضية في الوقت المناسب لنا. وتقديراتنا تشير الى أن قوى المقاومة في فلسطين والمنطقة هي القادرة على تحديد مصير هذه الحرب. وبطبيعة الحال، نحن مستمرون في دعمنا السياسي للمقاومة ضد الاحتلال».
الوضع الميداني
وكان قد استشهد في جنوب لبنان أمس ثمانية أشخاص بينهم زميلان صحافيان في قناة «الميادين» فرح عمر وربيع المعماري جرّاء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، في ظل تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله» منذ اندلاع الحرب في غزة.
ونَعت قناة الميادين «الشهيدين المراسلة فرح عمر (25 عاماً) والمصور ربيع المعماري (40 عاماً) نتيجة استهداف إسرائيلي غادِر» في جنوب لبنان. وقال رئيس مجلس إدارة «الميادين» غسان بن جدو إنّ ما تعرّض له الصحافيان «كان استهدافاً مباشراً ولم يكن استهدافاً بالمصادفة»، موضحاً أنّ المدني الذي قُتل معهما «متعاون» مع القناة، من دون أن يحدّد وظيفته.
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده «تحرّكوا ضد تهديدٍ ناجمٍ عن منطقة إطلاق (صواريخ) لمنظمة «حزب الله» الإرهابية، في منطقة الجبين». وقال: «نحن على علم بادعاء يتعلّق بالصحافيين الذين قتلوا في المنطقة جرّاء نيران إسرائيلية»، لافتاً إلى أنّ المنطقة «تشهد أعمالاً عدائية نشطة، ويحدث فيها تبادل لإطلاق النار». وأضاف: «التواجد في المنطقة خطر والحادثة قيد المراجعة».
من جهته، أعلن «حزب الله» أنه شَن 3 هجمات ضد أهداف إسرائيلية رداً على قيام «العدو الصهيوني باستهداف الصحافيين في قناة الميادين… والمدنيين والمنازل المدنية».
وطاوَلت هذه الهجمات قوة تابعة للاستخبارات العسكرية عند أطراف المنارة، وقاعدة عسكرية إضافة الى تجمّع لجنود إسرائيليين داخل منزل في أفيفيم. وقبل ظهر أمس استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في بلدة كفركلا الحدودية، تسبّبت باستشهاد لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها (سورية الجنسية) بجروح، كذلك استشهد 4 أشخاص جراء «استهداف العدو الإسرائيلي سيارة» أثناء سلوكها طريقاً فرعياً بين بلدتي الشعيتية والقليلة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني في مخيم الرشيدية من دون الكشف عن اسمه، أنّ من بين الشهداء خليل حامد الخراز، وهو قيادي رفيع في كتائب عز الدين القسام في لبنان، الجناح العسكري لحركة «حماس».
ولم تَنع حركة حماس رسمياً أيّاً من عناصرها، لكن عضو مكتبها السياسي خليل الحية قال في مؤتمر صحافي إنّ حماس ستعلن الأربعاء «انتهاء التحقيقات في الموضوع لكننا ندين هذا العدوان».
وأعربَ ميقاتي عن «إدانته الشديدة للاعتداء» على الصحافيين، معتبراً أنه «يثبت مجدداً أن لا حدود للإجرام الاسرائيلي، وأن هدفه إسكات الاعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين: «نشعر بالقلق إزاء تقارير عن مقتل مدنيين بينهم صحافيان في لبنان».