معركة أولي البأس

لبنان

تهويل غربي بحرب "إسرائيلية" على لبنان.. والمقاومة تُمسك المبادرة
17/11/2023

تهويل غربي بحرب "إسرائيلية" على لبنان.. والمقاومة تُمسك المبادرة

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ "جبهة لبنان المشتعلة ومثلها العمليات على القواعد الأميركية في سورية والعراق، سوف تكون موضوع تشاور أميركي "إسرائيلي"، حيث نقل موقع "أكسيوس"، أن "قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل إريك كوريلا سيزور "إسرائيل" مع اشتداد القتال على الحدود مع لبنان".

ولفتت الصحف إلى أنّ العدو الإسرائيلي واصل اعتداءاته على القرى الحدودية، وقصف بالمدفعية أطراف ميس الجبل ومحيبيب، وسهل مرجعيون، واستهدف بالقصف المدفعي الفوسفوري "تلتي شباط والوان" في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف المعادي أطراف البلدة وأطراف عيترون. وسقطت قذيفة إسرائيلية على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. كما استهدف القصف كفركلا. وسقط عدد من القذائف الإسرائيليّة، بين منطقة الحمامص وجنوب بلدة الخيام.

بالمقابل، واصل حزب الله استهداف مواقع الاحتلال "الإسرائيلي" في عمق الأراضي المحتلة.


"الأخبار": حزب الله لا يمانع تعيين قائد جديد للجيش

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه "في الكلام السياسي المتداول، يبدو تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون من الخدمة العسكرية مع بلوغه سنّ التقاعد، في العاشر من كانون الثاني المقبل، الأوفر حظاً بين الخيارات المتاحة لتفادي الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية. وإلى جانبه، تُطرح اقتراحات كرفع سن التقاعد لكل العاملين في القطاعات الأمنية والعسكرية من أدنى رتبة عسكرية إلى أعلاها، كما طلب نواب « اللقاء الديموقراطي»، أو التمديد لعام كامل وفقَ ما اقترحت كتلة «الجمهورية القوية» (حزب القوات)، فيما يحضّر عدد من النواب السنّة المستقلين عريضة نيابية تطلب أن يشمل التمديد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي يحال على التقاعد في أيار المقبل. وعلمت «الأخبار» أن مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان اتفق مع وزير الداخلية بسام المولوي على ضرورة التمديد لعثمان أسوة ببقية المواقع.

وفي غمرة هذه المناقشات عاد احتمال تعيين قائد جديد للجيش ليُطرح جدياً، رغمَ استبعاده سابقاً لأسباب تتصل بعدم مصادرة حق رئيس الجمهورية المقبل في تعيين قائد قريب منه. وفي المعلومات أن حزب الله بات أكثر ميلاً من قبل إلى هذا الخيار الذي يصرّ التيار الوطني الحر عليه. ففي الأيام الماضية، برز تأجيل التسريح كحل وسط بين الفراغ والتمديد، في ظل إصرار النائب جبران باسيل على تعيين قائد جديد للجيش ورئيس للأركان ومديرين للإدارة العامة والمفتشية العامة، على أن يصدر تعيينهم عن مجلس الوزراء بمرسوم جوّال يوقّعه جميع الوزراء. ونُقل عن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون قوله إن الحل الوحيد هو تعيين قائد جديد، علماً أن للتيار مرشحين للقيادة، من بينهم: مدير المخابرات في الجيش طوني قهوجي وإيلي عقل ومارون قبياتي. وقد تقصّد عون تظهير موقفه هذا أمام أصدقاء مشتركين مع حزب الله، لتعزيز موقف باسيل. ومع أن الحزب لا يزال يدرس الخيارات المطروحة، إلا أن معلومات تؤكد أن تطوراً جديداً طرأ على موقفه، وهو «عدم معارضة تعيين قائد جديد للجيش في حال حصول توافق على الاسم»، علماً أن هذا الخيار كانَ مستبعداً سابقاً لأسباب تتعلق بتطورات المنطقة والوضع الأمني ربطاً بالحرب على غزة وبالملف الرئاسي، إذ إن تسمية قائد للجيش في ظل الفراغ تعدّ مصادرة لصلاحيات الرئيس المقبل. إلا أن هذا الخيار يبقى أيضاً رهن موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يبدو أنه حسم أمره حول أيٍّ من الخيارات، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يعارض التعيين، والنائب السابق وليد جنبلاط الذي يفضّل التمديد.

والمؤكد أن أيّاً من هذه الخيارات لن يجد طريقه الى التنفيذ من دون اتفاق سياسي، وهو ما أكّده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. أضف إلى ذلك أن الاتفاق على التعيين دونه عقبات. فالقبول بالمبدأ لا يعني القبول بالآلية، وخصوصاً في ما يتعلق بصدور مرسوم جوّال يطالب به باسيل، يوقّع عليه كل الوزراء، حتى لا يُصار الى تثبيت ذلك كقاعدة لإصدار القرارات في مجلس الوزراء.


"البناء": تشاور أميركي "إسرائيلي" حول التصعيد في جبهة لبنان.. والمقاومة تمسك المبادرة

من جهتها، لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّ "جبهة لبنان المشتعلة ومثلها العمليات على القواعد الأميركية في سورية والعراق، سوف تكون موضوع تشاور أميركي "إسرائيلي"، حيث نقل موقع «أكسيوس»، أن «قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل إريك كوريلا سيزور «إسرائيل» مع اشتداد القتال على الحدود مع لبنان».

بالمقابل، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أن طيلة 91 عاماً وحزبنا يتجدّد برؤيته الشاملة وراهنية فكره وصوابية نهجه وصحة خياراته وبأجيال أبطاله المستعدّين لافتداء أمتهم تضحية واستشهاداً، مؤكداً الاستمرار في السعي لتحصين الحزب والحرص على انخراط كلّ القوميين في إطار مؤسسات الحزب التي تتّسع لهم جميعاً.

وخلال اجتماع مشترك للمجلس الأعلى ومجلس العمُد في قاعة الشهيد خالد علوان وعبر تطبيق «meet»، في عيد تأسيس الحزب الـ 92، حيّا حردان سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً بمناسبة الحركة التصحيحية المجيدة التي أسّست لحرب تشرين التحريرية التي رسّخت في ذاكرة شعبنا بوصفها محطة مفصلية في تاريخ الصراع الوجودي مع عدونا، وقد تجدّدت مع المقاومين في معركة طوفان الأقصى.

وقال: «ملتزمون خيار المقاومة ضدّ الاحتلالات الإرهابية والتركية والأميركية، التي هي نسخ طبق الأصل عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ونؤكد على تحالفاتنا الوطنية والقومية، ومع الدول الصديقة من روسيا والصين، إلى إيران وفنزويلا وكوبا، وكلّ الدول التي تدعم قضيتنا القوميّة، وتقف إلى جانب حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان، وفي مواجهة السياسات الأميركية الغاشمة الراعية للصهيونية العنصرية وقوى الإرهاب في المنطقة والعالم».
ولفت إلى أن «القمة العربية الإسلامية التي عقدت قبل أيام في الرياض، خرجت بمقرّرات هزيلة أقلّ ما يُقال فيها إنها لزوم ما لا يلزم، فمقرّراتها لا تعدو كونها تموضعاً في ضفة الحياد، حياد يعجز حتى عن حفظ بعض ماء الوجه بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. لقد تُرك أهلنا في فلسطين على قارعة الموت، لولا مؤازرة تقدّمها قوى المقاومة في لبنان وأكثر من بلد عربي». وأكد أنه رغم المجازر والدمار، لن تنكسر إرادة المقاومة وسيظلّ أبناء شعبنا متشبّثين بأرضهم يتطلعون إلى التحرير الكامل.
وأشاد حردان بالشعوب العربية وشعوب العالم التي خرجت في تظاهرات حاشدة لإدانة حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين وندعوها لمواصلة الضغط على حكوماتها لوقف دعم «إسرائيل» التي ترتكب جرائم ضدّ الإنسانية.

الى ذلك، لا تزال وتيرة الحرب في الميدان في غزة وجنوب لبنان على حالها على وقع الحديث عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية لعدة أيام يتخللها تبادل دفعة أولى من الأسرى والرهائن مقابل دخول قوافل المساعدات الإنسانية الى غزة، حيث تصاعدت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تتكبد خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية بموازاة تصعيد المقاومة في لبنان لعملياتها العسكرية النوعية ضد مواقع جيش الاحتلال في عمق الكيان الصهيوني.
ونقلت مصادر عن مسؤول بارز في حركة حماس لـ»البناء» أن «قيادة الحركة وغرفة عملياتها المركزية والتحكم والسيطرة لا زالت تعمل بشكل طبيعي ومعنويات المقاومين ترتفع كل يوم لأنهم يلتحمون مع جنود وضباط جيش العدو ويلحقون بهم خسائر كبيرة»، وكشف المسؤول أن «الحركة لم تستخدم أكثر من 5 في المئة من قوّتها ولا زالت تستطيع القتال لفترة طويلة جداً وإلحاق هزيمة بالعدو وإجهاض أهدافه».

ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهداف العملية البرية واستعراضاته ومناوراته ونفاقه في مستشفى الشفاء أكبر دليل على هذا، فحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو يبحث عن نصر وهميّ إعلاميّ ليقدّمه للرأي العام الإسرائيلي ولرفع معنويات جيشه ويعيد هيبته وقوة الردع، لكنه فشل لا سيما أن الدخول الى مستشفى ومحاصرة النازحين والمرضى من أطفال ونساء ومدنيين لا يُعدّ إنجازاً عسكرياً بل هو فشل كبير، خصوصاً أن جيش الاحتلال لم يجد أي دليل على جود أنفاق أو أسلحة لحركة حماس في المستشفى ولا حتى مسلحين من حماس، ما يعكس هشاشة الجيش الإسرائيلي وضعف القيادة السياسية لـ»إسرائيل» التي اهتزت بعد ضربة 7 تشرين».

ولفت الخبراء الى أن جيش الاحتلال لن يتمكن من استعادة هيبته وقوة ردعه بل دخل في حرب استنزاف على مختلف الجبهات لا سيما الجنوبية والشمالية وفي الوقت نفسه لا يستطيع تحمل الضغط العسكري من حزب الله وتداعياته على الجبهة الشمالية، ولا يقدر على شن حرب واسعة ضد لبنان لأنه يعرف أن حزب الله سيلحق به هزيمة كبيرة لما يمتلك من أوراق ومفاجآت كبيرة، فضلاً عن الرفض الأميركي لضربة عسكرية إسرائيلية لحزب الله لأنها ستفجر المنطقة». واعتبر الخبراء «أن ما يجري في غزة والضفة وعلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، هو حرب استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي وجبهته الداخلية، ما يشكل خطراً وجودياً على الكيان». ويرى الخبراء أن حكومة الاحتلال أمام معضلة كبيرة وهي إعادة المستوطنين النازحين الى المستوطنات في ظل فشل الجيش في تحقيق الأهداف العسكرية والأمنية والسياسية للحرب على غزة».

وفي سياق ذلك، تنقل أوساط مطلعة عن ديبلوماسيين أوروبيين لـ»البناء» تحذيرهم من أن نتنياهو لا يزال تحت تأثير صدمة 7 تشرين وإحراج شديد أمام ضيق الخيارات أمامه ولم يعد هناك ما يخسره، وقد يذهب الى خيارات تصعيدية ويهرب الى الأمام بحرب على لبنان يورط الولايات المتحدة الأميركية فيها، لذلك ينصح الديبلوماسيون الأوروبيون الحكومة اللبنانية باحتواء الجموح الإسرائيلي وتمرير المرحلة في ظل قواعد اشتباك محدودة لا تتعدّى ما يحصل على الحدود، وتفادي توسيع الحرب الى حرب صواريخ واستهداف متبادل للمدنيين والمرافق الحيوية».

وواصل حزب الله استهداف مواقع الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي المحتلة، وأعلن في سلسلة بيانات متلاحقة عن قصف مواقع ‏مسكاف عام و‏بياض بليدا، وثكنة ‏يفتاح، المطلة، حرمون بالأسلحة المناسبة وحقق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع «المرج» مقابل بلدات العديسة ومركبا ورب ثلاثين، وموقع «العاصي» الإسرائيلي.
كما استهدفت المقاومة تجمعاً لقوة مشاة إسرائيلية على تلة ‏الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون بالأسلحة المناسبة وحققت فيه إصابات مباشرة. ‏كما قصفت المقاومة موقع «جلّ العلام» مقابل الناقورة. وأصابت الهدف بدقّة عبر صاروخ موجّه عن بعد لجهاز تجسس جديد رفعه الجيش الإسرائيلي في الموقع.

ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من عملية استهدافه لعدد من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية بالأسلحة المناسبة.
كما استهدف الحزب دبّابة ميركافا ‏لقوّات الاحتلال الصّهيوني قرب ثكنة برانيت بالصّواريخ الموجّهة، وتمّت إصابتها بشكل ‏مباشر.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنّه أُطلق 3 صواريخ مضادة للدروع على الجليل الأعلى وأن جيش الاحتلال ردّ على مصدر إطلاق النار.

وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية، وقصف بالمدفعية أطراف ميس الجبل ومحيبيب، وسهل مرجعيون، واستهدف بالقصف المدفعي الفوسفوري «تلتي شباط والوان» في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف المعادي أطراف البلدة وأطراف عيترون. وسقطت قذيفة إسرائيلية على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. كما استهدف القصف كفركلا. وسقط عدد من القذائف الإسرائيليّة، بين منطقة الحمامص وجنوب بلدة الخيام.

في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي الحكومي وتأمن نصابها، لكن لم يطرح ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون وسط استمرار الخلاف بين القوى السياسيّة على خيار التمديد أولاً وعلى الآلية القانونيّة ثانياً، في حين شهدت الجلسة التمديد لـ»ليبان بوست» وإرجاء البحث في ملف «ستارلينك» ورفعت التعويضات العائلية في الضمان الاجتماعي.

وانتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل الجلسة التيار الوطني الحر من دون أن يسميه، وأشار الى أن «البعض حاول إدخال الحكومة مجدداً في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسباً وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية»، ولفت إلى أن «أي قرار سنتخذه بالنسبة لأي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الأولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتماً لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة».
ولفت وزير الإعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي الى أن «التمديد للقيادات العسكرية بحاجة إلى مزيد من النقاش كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف، والقيادة العسكرية يجب ألا تكون شاغرة ويجب أن تستمرّ مهمّة قائد الجيش».

وأشارت أوساط حكومية لـ»البناء» الى أن ملف التمديد لقائد الجيش لم ينضج بعد ولا زال قيد الدراسة من الناحية القانونية والدستورية، وبطبيعة الحال من الناحية السياسية لأن أي قرار سيتخذ يجب أن يحظى بتوافق ويراعي المصلحة الوطنية، إذ لا يمكن تعميم منطق الفراغ على جميع المؤسسات، لا سيما الأمنية والعسكرية وتحديداً قيادة الجيش في ظل الظروف الراهنة الخطيرة على مستوى لبنان والمنطقة».
وعلمت «البناء» أن هناك توافقاً سياسياً على منع حصول فراغ في المؤسسة العسكرية لكن الخلاف على الآلية القانونية، وتنحصر الخيارات بين التمديد لقائد الجيش أو سلة تعيينات في مواقع أمنية عدة.

وأشارت وسائل إعلامية إلى أنّ «التّواصل بين النّائب علي حسن خليل والمعاون السّياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل والرئيس ميقاتي مستمرّ ومتواصل بشكل يوميّ، وحزب الله على تواصل مع رئيس التّيّار الوطني الحر النّائب جبران باسيل، ويعرض معه الأفكار لخفض سقف مطالبه وشروطه».
وذكرت أنّ «حزب الله لا يرفض التّمديد لقائد الجيش، ولكنّه في الوقت نفسه لن يطلبه».
وفيما يرفض وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم التمديد للقائد الحالي، كان لافتاً توقيت لقائه مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية.

ونفى المكتب الإعلامي لرئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون ما أوردته إحدى القنوات التلفزيونية حول ملف التمديد لقائد الجيش، وأوضح أنّ «في موضوع التّمديد لأيّ موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، فإنّ موقف عون واضح ومعلن ولا لبس فيه وليس بجديد، فهو رافض كليًّا لكلّ ما يشكّل مخالفةً للقوانين وللدستور، الّذي سبق وأقسم يمين المحافظة عليه عندما كان رئيسًا».
على صعيد آخر، أفيد أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، وجّه رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال والوزراء المجتمعين، في الجلسة الوزارية يتّهم فيها رئيس هيئة الشراء العام جان العلية بأنه يريد إيقاف ترسية مناقصة الغاز والفيول أويل.
ورأى فياض أنّ «ذلك سيؤدي إلى تأخير وصول الوقود والتسبب في انخفاض إمدادات الكهرباء وربما الوصول إلى انقطاع التيار الكهربائيّ، في منتصف كانون الأول».
واعتبر أنّ «العلية يرتكب خطأً كبيرًا». وحضر فياض الى السراي الحكومي لمدة 5 دقائق قبل أن يغادر دون توضيح سبب حضوره ولم ينضمّ الى جلسة مجلس الوزراء.


"النهار": التمديد "محاصر" وبكركي تنتقد الساكتين عن الفراغ

بدورها كتبت صحيفة "النهار": "اتسعت حسابات بعض الجهات الداخلية لحملة استهداف مقذعة ضد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمجرد مناداته من منطلق ديني وانساني ووطني بمعونة شمولية عبر "لم الصواني" والوقوف الى جانب أي لبناني ينزح من الجنوب، ولم تتسع حسابات جهات أخرى "مترفة" لكبريات الاستحقاقات الداهمة من مثل بت ملف الشغور الذي يخشى منه في قيادة الجيش والحاقها بقافلة المؤسسات الدستورية والعسكرية والمالية والأمنية التي تتساقط تباعا في مخطط الفراغ المتدحرج. على خلفية دعوة البطريرك الكنائس للتحفز لمساعدة أهالي الجنوب، تحول الحدث الداخلي امس من المواجهات الميدانية التي عادت الى الاحتدام في المناطق الحدودية كما صرف الأنظار عن جلسة مجلس الوزراء وملف الشغور العسكري، الى الهجوم العنيف المقذع على البطريرك الراعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغ المنسوب الهابط لهذه الحملة ومن يقف وراءها مستوى اتهام البطريرك بالعمالة لـ"إسرائيل". استفزت الحملة ردودا عدة لعل ابرز اصواتها تمثل في ما جاء على لسان الزعيم الدرزي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط الذي استنكر "اي كلام تحريضي داخلي وخاصة تجاه البطريرك الراعي في هذه المرحلة الاستثنائية من الخطورة من تاريخ لبنان والمنطقة"، معتبرا ان وحدة الصف الداخلي فوق كل اعتبار".

يأتي ذلك فيما تشير المعلومات الى استياء بطريركي من الجمود على مستوى الملف الرئاسي، لا سيما أن ما من حركة جدّية وهادفة لإحداث خرق في جدار هذا الجمود.
وترى بكركي بحسب ما رشح عنها "أن الأحزاب المسيحية مطالبة بوضع هذا الموضوع في سلّم أولوياتها، فضلا عن الكتل غير المسيحية، لأن الملف هذا في ظل التحديات والأوضاع في المنطقة بات مسؤولية كبيرة لا بل وجودية وكيانية، في ضوء الاحتمالات المفتوحة عليها المنطقة ولبنان". وتؤكد بكركي، بحسب أوساطها، "أن الساكت عن هذا الوضع "شيطان أخرس"، وأن المطلوب الذهاب فوراً الى معادلة سياسية خارج منطق السلطة والاصطفاف العقيم القائم، تنتج رئيساً للجمهورية يعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمالية والعسكرية ما يؤدي الى تفعيل حضور لبنان ودوره في المرحلة المصيرية المقبلة".
وفي السياق عينه، ذكرت المصادر أن "بكركي تعتبر أن تمدد الفراغ الى المواقع الأساسية، لاسيما منها المسيحية والمارونية ، يهدد النظام واستمرارية الدولة في ظل الإنهيارات المتتالية المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، لتشمل أيضاً القطاعات المتبقية من سياسية وعسكرية. فهل هذا هو المطلوب؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا يعني هذا الصمت والجمود القاتل؟".

الى المربع الأول

اما في ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، فلم يكن غريبا ان تفشل أخر المحاولات التي بذلت قبيل الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء امس بخلفية الدفع نحو تخريجة للتمديد وان تصطدم المحاولة مجددا بالجدار العوني المسدود، اذ يبدو ان اتساع التأييد أخيرا لخيار تأخير تسريح قائد الجيش لستة اشهر مع تعيين رئيس لاركان الجيش اثار الاستنفار العوني الى ذروته وخصوصا تجاه حزب الله خشية ان يمشي الثنائي الشيعي في هذا الخيار الامر الذي أعاد الامر الى النقطة العالقة دون أي حسم. وفي سياق نفيه لكلام نسب اليه في موضوع رفضه للتمديد للعماد جوزف عون، اكد بيان للرئيس السابق ميشال عون انه "في موضوع التمديد لأي موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية، فإن موقف الرئيس عون واضح ومعلن ولا لبس فيه وليس بجديد، فهو رافض كليًا لكل ما يشكل مخالفة للقوانين وللدستور الذي سبق وأقسم يمين المحافظة عليه عندما كان رئيسًا".

ونقلت مصادر سياسية لـ"النهار" عن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل تشديده على ان التمديد لجوزف عون لن يمر وانه، أي باسيل، اقترح على البطريرك الراعي ان كان هناك تحفظات على تعيين الضابط الأكبر رتبة لكونه ليس مارونيا، وهو اللواء بيار صعب، ان يعين قائدا للجيش مدير المخابرات الحالي العميد طوني قهوجي. كما ان المصادر نفسها لفتت الى ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يتشدد في ان يصدر القرار عن مجلس الوزراء وليس عن مجلس النواب، وما دام وزير الدفاع رافضا للتمديد، فان الأمور داخل الحكومة لن تتبدل لمصلحة التمديد. ووسط هذه التعقيدات عقدت جلسة مجلس الوزراء في السرايا قبل الظهر وتأمن نصابها الا انها لم تشهد اي بحث في ملف التمديد لقائد الجيش في انتظار مزيد من المشاورات بين القوى السياسية، في حين تم اقرار التمديد لـ"ليبان بوست" وارجئ البحث في ملف"ستارلينك" ورفعت قيمة التعويضات العائلية في الضمان. 

ولفت في المداخلة التي القاها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في بداية الجلسة قوله "حاول البعض ادخال الحكومة مجددا في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسبا وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية". وأضاف "في مطلق الاحوال، فإن اي قرار سنتخذه بالنسبة لاي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتما لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة".
واوضح وزير الاعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي بعد الجلسة "إن التمديد للقيادات العسكرية بحاجة إلى مزيد من النقاش كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف، والقيادة العسكرية يجب ألا تكون شاغرة ويجب أن تستمرّ مهمّة قائد الجيش".

ولاحقا، هاجمت عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ندى بستاني الرئيس ميقاتي فقالت "كل مرّة يفاجئنا رئيس الحكومة المستقيلة بتجاوز الدستور وضرب الأسس التي قامت عليها وثيقة الوفاق الوطني. تمرير التمديد لقائد الجيش او تأجيل التسريح مخالفة قانونية واضحة وقرار ناتج عن حسابات شخصية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية، والأخطر على حساب الاستقرار في المؤسسة العسكرية وكل ضابط مستحقّ. قلنا تكراراً ان الحلول القانونية موجودة، وانه لا مفرّ من احترام موقع وزير الدفاع الذي عبره حصرًا يمر أي قرار يتعلق بقيادة الجيش".

تحذير فرنسي لإيران

على الصعيد الميداني عادت الحماوة في شكل لافت امس الى محاور المواجهة في الجنوب فيما برز تحذير فرنسي متجدد لإيران من توسيع النزاع نحو لبنان.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها "حذّرت بشدة" نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس "من أي تصعيد أو توسيع للنزاع" الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصا في لبنان. وقالت كولونا في منشور على منصة "إكس": "اتصال اليوم مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحدا".

وفي الوقائع الميدانية تعرض سهل مرجعيون لقصف مدفعي اسرائيلي. وفي المقابل، اعلن حزب الله عن سلسلة هجمات له على امتداد الجبهة فاستهدف موقع ‏مسكاف عام وموقع ‏بياض بليدا، وثكنة ‏يفتاح، وموقع المطلة، وموقع هرمون. وافيد انه استهدف موقع "المرج" مقابل بلدات العديسة ومركبا ورب ثلاثين. واستهدف ايضا موقع "العاصي" الاسرائيلي، فرد الاخير باطلاق عدد من القذائف على أطراف ميس الجبل ومحيبيب. واستهدف قصف مدفعي فوسفوري تلتي شباط والوان في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف أطراف البلدة واطراف عيترون. وسقطت قذيفة "إسرائيلية" على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. وبعد الظهر، استهدف القصف كفركلا حيث افيد عن سقوط اصابات.

الحدود البرية اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان