لبنان
المقاومة في غزة تواصل التصدي لتوغل العدو.. العدوّ مُربكٌ جنوبًا أمام تصاعد عمليات المقاومة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ39 واستهداف المدنيين وصولًا إلى محاصرة محيط "مستشفى الشفاء"، في حين يستمر تصدي المقاومين الفلسطينيين لجيش العدو على عدة محاور موقعة الاصابات المؤكدة في جنوده وآلياته وفق مقاطع مصوّرة تنشرها المقاومة تظهر حجم خسائر كيان الاحتلال.
وأشارت الصحف إلى المفاوضات الدائرة بوساطة قطرية التي عطّلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بغية زيادة الضغط على المقاومة باجرامه وارهابه في القطاع، إضافة إلى محاولة تحقيق نصر ميداني يبرر فيه إعلان الهدنة. ووفق ما أكشف الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، فإن الهدنة ستكون لخمسة أيام يتم خلالها الإفراج عن خمسين امرأة وطفلًا محتجزين في غزة مقابل مئة من الأسرى النساء والأطفال لدى الاحتلال، وتأمين دخول سبعة آلاف شاحنة من المؤن والمواد الطبية والوقود.
وعلى الجبهة الجنوبية، ركّزت الصحف اللبنانية على تصعيد قوات الاحتلال باستهدافها وفدًا اعلاميًا في بلدة يارون بقذيفتين، ما ادى الى إصابة مصور قناة "الجزيرة" بجروح طفيفة، إضافة إلى تضرر بعض سيارات النقل المباشر، معتبرةً أنَّ ذلك تجاوز لـ"الخطوط الحمراء" التي تضعها المقاومة التي تواصل مسار عملياتها النوعية موقعة عشرات القتلى والجرحى، كما أحدثت صدى كبيرًا في الجبهة الشمالية وفي المستويات السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال.
"الأخبار": المقاومة استوعبت التوغّل... وتعدّ للهجوم المعاكس: «اللدغات القاتلة» تلاحق الغزاة
كرّس استهداف عدد كبير من دبابات جيش الاحتلال وآلياته المتوغّلة في قطاع غزة، بأنواع مختلفة من القذائف الصاروخية، وعرقلة تقدّمها، واستمرار إطلاق الصواريخ نحو تل أبيب، أمس، ثبات المقاومة الفلسطينية على قدرتها العالية على المواجهة والصدّ، بما يشير إلى أن كلّ تلك الآلاف من الأطنان من القنابل التي دمّرت القطاع، وأوقعت كلّ هذا العدد من الشهداء بين المدنيين، ومعها الحرب البرية، لم تُفد حتى في التخفيف من شدّة المقاومة. وعلى رغم الخرق الميداني الذي تحقّق للعدو ليل الجمعة - السبت، ووصلت فيه دباباته إلى عمق معيّن في بعض الأحياء المدنية في وسط مدينة غزة، إلا أن المؤشرات الحالية لا تشي بأن المقاومة في وارد الانكسار؛ إذ إنه كان معروفاً منذ البداية أن الخطوط الدفاعية المتقدّمة، ستقوم بدور إشغال القوات وعرقلة تقدّمها البري قدر المستطاع، وليس منعها من التوغّل من الأساس، وذلك بالنظر إلى حجم التمهيد الناري وسياسة «الأرض المحروقة»، التي اتُّبعت في تمهيد خطوط التوغّل، والتي لم تبدأ مع العملية البرية قبل أكثر من أسبوعين فقط، إنما بدأت في الليلة الثانية من عملية العبور (طوفان الأقصى) في السابع من تشرين الأول الماضي.
وفي حين أعلنت «كتائب القسام» تدمير عدد من الآليات المتوغّلة على محاور غرب مدينة غزة وجنوب غربها وشمال غربها، سُجّلت هجمات متعدّدة ضدّ جنود الاحتلال في بيت حانون شمال القطاع، وهو ما يؤكد أن التوغّل الإسرائيلي، مهما بلغ مداه، فلن يوقف القتال في المناطق التي يصل إليها. وما بين الثانية من فجر أمس، وساعة متأخرة من الليل، أعلنت «القسام» وحدها تحقيق عشرة أهداف - بخلاف الاشتباكات المباشرة وإطلاق الصواريخ -، تمثّلت في تدمير ناقلة جند واحتراقها بالكامل، واستهداف أربع دبابات في غرب مدينة غزة، وضرب أربع آليات في محور شمال غرب المدينة، ودبابة فضلاً عن قوات متوغّلة في الجنوب الغربي. واستُخدمت في هذه الهجمات قذائف «الياسين 105» و«التاندوم» و«الهاون» من العيار الثقيل.
كما دكّت الكتائب قوات العدو المتوغّلة شرق جحر الديك بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل. وفي شمال بيت حانون، أقصى شمال قطاع غزة، استهدف مقاتلو المقاومة، قوة إسرائيلية خاصة متحصّنة في مبنى بقذيفة «تي بي جي»، ودبابتين بقذيفتَي «الياسين 105»، وقنصت جندياً إسرائيلياً وأصابته إصابة مباشرة. وفي بيت حانون أيضاً، لم تستطع القوات البرية الإسرائيلية اختراق خطوط الدفاع الأولى للمقاومة، وانحصر القتال في محيط مبنى مدرسة الزراعة أقصى شمال المدينة. وكان «الإعلام العسكري» لـ «كتائب القسام» قد أعلن تنفيذ كمين محكم في ذلك المحور، جرى خلاله تفجير عبوات شديدة في فوهة نفق تجمّع حوله عدد من الجنود، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم وإصابة آخرين. وفيما واصلت «القسام» عرقلة تقدّم الدبابات على محور شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة، جرى الحديث عن خوض المقاومة مواجهات عنيفة جداً مع القوات المتوغّلة على محور الشيخ عجلين. كذلك، قصفت «الكتائب» تل أبيب برشقة صاروخية.
وأعلن المتحدث باسم «كتائب القسّام»، أبو عبيدة، أن المقاومة تمكّنت من تدمير 20 آلية كلياً أو جزئياً خلال 48 ساعة، مؤكداً، في كلمة مسجّلة بُثّت مساء أمس، أن توغّل الآليات في غزة سيكبّد العدو المزيد من الخسائر. واعتبر أن «الأحلام المريضة لقادة الاحتلال بالقضاء على حركة حماس هي هروب من الهزيمة المدوّية». وعن الوساطة القطرية قال إن «العدو طلب الإفراج عن 100 امرأة وطفل محتجزين في القطاع، مقابل 200 طفل فلسطيني و75 امرأة فلسطينية في سجونه، لكننا قلنا إننا نستطيع الإفراج عن 50 أسيراً ويمكن أن يرتفع العدد إلى 70 بحسب الظروف، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 5 أيام والسماح بإدخال المساعدات إلى جميع أنحاء القطاع، لكنّ العدو لا يزال يماطل ويهرب، بل لا يهمّه مقتل أسراه». ومن جهته، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، أن «الاحتلال يراوغ بشأن التوصّل إلى صفقة للإفراج عن المحتجزين في غزة، من أجل استمرار عدوانه بأبشع الصور والطرق»، وحثّه على «الابتعاد عن المراوغة وكسب الوقت». كما أكّد أن «الاحتلال لا يريد أن يبرم هدنة يتمّ بموجبها إدخال المساعدات إلى غزة»، موضحاً أنه «يعيد تقديم مقترحات في كلّ مرة نوافق فيها على مسوّدة اتفاق ويريد الفصل بين الأجانب والإسرائيليين».
وفي ضوء كل ذلك، يصبح غير ذي صلة زعْم وزير حرب العدو، يوآف غالانت، أن «حماس فقدت السيطرة على غزة، ومقاتليها يفرّون إلى الجنوب والمدنيين ينهبون قواعدها، (لأنهم) ما عادوا يؤمنون بها». وأتى هذا في وقت أظهر فيه الأميركيون بعض الاختلاف مع حكومة بنيامين نتنياهو، إذ طالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بضرورة حماية المستشفيات في غزة، وقال إنه يأمل في عدم اتخاذ إيّ إجراءات لاقتحام «مستشفى الشفاء» في القطاع، بينما أعلنت وزارة الخارجية في واشنطن، في بيان، أن كلام نتنياهو عن البقاء في غزة «يختلف عن رؤيتنا».
خريطة الميدان
وحافظت الدبابات الإسرائيلية على نقاط تمركز في الشريط الغربي من شمال القطاع ومدينة غزة، يبدأ عميقاً بعض الشيء في أطراف أحياء الشيخ رضوان والعيون وشارع النصر، حيث توغّلت الدبابات في عمق يصل إلى ثلاثة آلاف متر، ألفان منها مناطق فارغة ومكشوفة، وصلت إليها في الأيام الأولى من بدء العملية البرية. ثمّ يضيق عمق التوغّل كلّما اتجهنا جنوباً إلى أحياء الرمال، بسبب التصاق البناء الحضري مع الشاطئ، وانعدام المساحات المكشوفة، حيث تقدّمت الدبابات خلال الأيام الثلاثة الماضية، في عمق لم يتجاوز الألف متر. وحافظت الآليات المتوغّلة على سلوك منضبط جداً؛ إذ ثبّتت مواقعها من دون أن تبادر إلى تنفيذ عمليات تمشيط راجلة لمئات المباني المحيطة، أو تحاول تطوير هجومها إلى مناطق جديدة.
وفي محيط «مستشفى الشفاء»، حيث تحيط الدبابات بالمجمع الطبي من جهاته الأربع، وتبعد عنه في مدى أقصى مسافة 500 متر، جرى الحديث عن معارك عنيفة جدّاً خاضها المقاومون وأجبروا خلالها القوات المتوغّلة على حصر الجهد الميداني بتكثيف عمل سلاح الطيران، الذي أُدخلت في تشكيلاته منظومات غير تقليدية من مثل الطائرات المُسيّرة الصغيرة المتفجّرة، وتلك التي تطلق الرصاص وتشتبك من السماء، فضلاً عن التحليق الشديد الكثافة للطائرات المُسيّرة المقاتلة.
ويعطي جيش العدو الأولوية على محور «الشفاء»، للعمل عن بعد؛ إذ جرى قصف مباني المجمع بصورة متواصلة بالمدفعية، وأطلقت المُسيّرات الرصاص على كلّ من يتحرّك داخل المباني أو في المحيط. ويزعم محلّلون عسكريون إسرائيليون أن لواءَين عسكريين من «كتائب القسام» يرابطان في الأنفاق المحيطة بالمستشفى، لكنهم لم يقدّموا أيّ معطيات تؤكد ذلك الادّعاء.
في انتظار الهجوم
لا يبدو أن خريطة الميدان ستظلّ على حالها، إذ تقدّر أوساط مقرّبة من المقاومة أن الوقت الذي تحتاج إليه لاستيعاب الخرق العميق في المحور الغربي من شمال القطاع ومدينة غزة، قد استُنفد فعلاً، وأن العمل على تنفيذ هجوم معاكس، هو مسألة وقت فقط. ولن يكون أسلوب التصدّي المرتقب، وفق التقديرات، مغايراً لأساليب العمل السابقة، والتي تعتمد «اللدغة القاتلة»، أو الظهور المفاجئ، وإعادة الكمون، وهو تكتيك اتّبعه مقاتلو «القسام» واستطاعوا عبره تدمير أكثر من 160 دبابة في مختلف محاور القتال، ويمكن أن يعاد إنتاجه على نحو أكثر فعالية في القتال داخل المدن والكتل العمرانية. والواضح أن المبدأ الذي يحكم عمل المقاومة، هو تقليص حجم الخسائر البشرية إلى أقصى مدى ممكن، والعمل بمجموعات محدودة العناصر وشديدة التأثير ومضمونة الإنجاز. وفيما لم تحقّق القوات البرية الإسرائيلية أيّ صورة إنجاز حقيقية، من مثل اعتقال عدد كبير من مقاتلي «القسام» مثلاً، أو تحرير مجموعة من الأسرى، فإن انخفاض حدّة الضغط الميداني في المحور الغربي في الوقت الحالي، لا يُفهم منه إلا أنه يأتي في سياق إعادة التموضع وصناعة التكتيكات المناسبة لميدان القتال الحالي.
"البناء"| القسام يكشف عن عناوين صفقة الهدنة والتبادل: نتنياهو مسؤول عن موت الرهائن
يقترب اليوم الأربعين من الحرب الوحشية التي تحوّلت إلى مذبحة مفتوحة بحق الناس الآمنين والأطفال والنساء من جانب جيش الاحتلال، وحرب دمار شامل تحظى بتغطية الإدارة الأميركية بأمل تحقيق انتصار عسكري يمكّن حكومة الكيان من النزول عن شجرة التصعيد، وهو ما يبدو أبعد فأبعد كل يوم، مع ما يكشفه ما توثقه قوات القسام وتقوم بنشره عن الدبابات المحترقة لجيش الاحتلال، وعن احتفاظ المقاومة بقدرتها الصاروخية والقدرة على التحرك والرمي، وقد استهدفت أمس وأصابت تل أبيب.
أما على جبهة الحدود مع لبنان فقد انتبه جيش الاحتلال، كما نقلت القناة الثالثة عشرة عن مسؤولين كبار فيه، أن حزب الله خدع الكيان والحكومة والجيش بسقوف منخفضة لمعادلته بإسناد غزة، وسعيه لاستبعاد الحرب، ليخوض عملياً حرباً حقيقية كاملة، يُقتل فيها ويُصاب العشرات من الجنود والضباط، وتحولت معها عشرات المستوطنات الى أماكن بلا سكان، و»يقرّر وحده من يجب أن يعيش ومن يجب أن يموت في منطقة الشمال».
على الصعيد السياسي، تبدو المفاوضات الدائرة بوساطة قطرية قد بلغت مرحلة متقدمة، ولا تزال العقبة أمامها رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحقيق نصر يبرر فيه إعلان الهدنة، التي يبدو أن العودة إلى الحرب بعدها تزداد صعوبة. وكشف الناطق بلسان قوات القسام معالم الصفقة المفترضة بالإشارة الى تضمنها هدنة لخمسة أيام يتم خلالها الإفراج عن خمسين امرأة وطفلاً محتجزين في غزة مقابل مئة من الأسرى النساء والأطفال لدى الاحتلال، وتأمين دخول سبعة آلاف شاحنة من المؤن والمواد الطبية والوقود.
وقال أبو عبيدة إن لا أمل لنتنياهو بتحقيق أي نصر مذكراً بتدمير عشرين آلية خلال اليومين الماضيين، محذراً من مقتل المزيد من الرهائن بفعل قصف جيش الاحتلال لمناطق غزة المختلفة، مع الكشف عن مقتل مجندة سبق وتمّ بث تسجيل لها تدعو فيه للتدخل للإفراج عنها والانتباه إلى أن القصف قد يتسبب بقتلها وقتل الرهائن.
من جهته نتنياهو قرّر المضي بالمزيد من إجراءات التعسف والتوحش، فتحدّث مع مجلسه الوزاري وحكومته عن سحب ترخيص مكاتب ومراسلي قناة «الميادين»، بما أكد عزمه المضي في ارتكاب الجرائم، وتحميل الإعلام، في طليعته «الميادين»، مسؤولية تفاعل الشارع العربي والشارع العالمي مع الفلسطينيين وما يتعرّضون له من مذبحة مفتوحة، مسجلاً الشهادة لـ «الميادين» بصدق انتمائها لفلسطين وفعالية أدائها في نشر الحقيقة. وعلى خلفية القرار انطلقت مواقف تضامنية وحملات تأييد لـ»الميادين» وإشادة بمواقفها وأدائها الإعلامي الصادق.
"الديار"| المنطقة في «سباق مع الوقت»... و«إسرائيل» تواصل تجاوز «الخطوط الحمراء» جنوبًا
تبدو المنطقة في سباق مع الوقت، دون ان يملك احدا اجابة عن «اليوم التالي»، حيث تتحرك الاحداث ميدانيا دون اي ضوابط محددة حتى الآن. «اسرائيل» تتحدث عن اسبوعين حاسمين، قبل ان تصبح غير قادرة على مواجهة الضغوط الدولية لوقف المذبحة في غزة، والمصريون والقطريون يتحدثون عن جهود حثيثة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين. القناة 13 «الاسرائيلية» تتحدث عن خطر جدي يتهدد رئيس حكومة الكيان، حيث تدور مناقشات في حزب الليكود حول التصويت على حجب الثقة عن بنيامين نتانياهو، وحتى تتضح طبيعة المشهد، لا ضمانة بعدم خروج الجبهات المفتوحة عن السيطرة، في ظل تجاوز دولة الاحتلال «الخطوط الحمراء على الجبهة اللبنانية»، عبر استهداف المدنيين والاعلاميين والتي لن تبقى دون رد من حزب الله كما يقرّ «الاسرائيليون».
في هذا الوقت، يتواصل الارباك في «اسرائيل» حول كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية، التي يقرر حزب الله مَن يعيش ومَن يموت في مستوطناتها، كما تقول القناة 12 «الاسرائيلية»، بعدما حوّل هذه المنطقة الى مكان غير قابل للحياة. بالامس، انقطعت الكهرباء عن عدة مستوطنات نتيجة إطلاق الصواريخ من لبنان، وقد اقرت وسائل إعلام «اسرائيلية»، بان ما يجري في الشمال لا يظهر حتى القدرات الأولية للحزب.
وفيما جدد قادة الاحتلال التهديد والوعيد، لا تزال واشنطن تضغط بشدة لعدم توسع القتال كما تؤكد اوساط ديبلوماسية تحدثت عن ضغط جدي تقوم به الادارة الاميركية، لمنع «اسرائيل» من ارتكاب خطأ قد يدفع ثمنه الرئيس الاميركي جو بايدن في صناديق الاقتراع، اذا تورط بحرب في الشرق الاوسط.
وفيما اكد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بان «الجيش الاسرائيلي» سيرد بنار اقوى بكثير، صادق رئيس الاركان على خطة هجومية ودفاعية، وسط تقديرات بحصول تصعيد لا يصل الى حرب واسعة. في المقابل، يرى محللون «اسرائيليون» ان حالة التصعيد عند الحدود الشمالية تستمر على الإيقاع الذي يريده السيد حسن نصر الله، فهو يتبنّى معركة استنزاف ضد «الجيش الإسرائيلي»، ويبقي المستوطنات عند الحدود فارغة. وفي هذا السياق وجهوا انتقادات لاذعة لوزير الحرب يؤاف غالانت، الذي يطلق التهديدات الفارغة ضد حزب الله، فيما عليه أن يعلم أن الكلام لن يعيد المستوطنين إلى كريات شمونة، واشاروا الى ان حزب الله يستخلص الدروس من خلال التصعيد الممنهج، ويحسّن طريقة عمل الفرق المضادة للدروع، ويدخل أسلحة إضافية في المعركة، مثل صواريخ بركان الثقيلة جداً.
وفيما لفتت وسائل اعلام «اسرائيلية» الى ان عمليات حزب الله القاسية جاءت ردًا على تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يؤآف غالانت، الذي هدد بضرب مطار بيروت الدوليّ، عقد «كابينت الحرب» اجتماعا للمرة الثانية خلال ساعات، حيث تم البحث في كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية وسط انقسام واضح في الرأي، وعدم وضوح الصورة ازاء اقتراحات تتحدث عن تصعيد مضبوط وقوي لا يجر الى حرب واسعة.
وفي هذا السياق، صادق رئيس الاركان على خطة دفاع وهجوم على الجبهة الشمالية واوعز بالجاهزية لكافة وحدات قوات الجيش، ووفقا للاعلام «الاسرائيلي» فان الجيش مستعد بقوة مع خطط عملياتية على هذه الجبهة. وقد اعتبر وزير الدفاع بان عدم الرد في العمق اللبناني «رسالة ضعف»، واكد على ضرورة ابعاد الرضوان عن الحدود، فيما تمسك نتانياهو بموقفه الرافض للتصعيد بضغط اميركي وخوفا من سقوط الصواريخ على وسط «اسرائيل»، وقد حظي بتأييد من كبار القيادات العسكرية. وفي جولة في الجبهة الجنوبية توجّه نتنياهو الى حزب الله بتحذير جديد مؤكدا ان «النار سيتم الرد عليها بنيران أقوى بكثير». وقال: «هناك من يعتقد أن بإمكانه توسيع الهجمات ضد قواتنا وضد المدنيين، وهذا ما نعتبره لعبا بالنار». وزعم ان «اسرائيل ستعيد الأمان إلى الشمال والجنوب، وستدمّر حماس».
وفي تعبير واضح عن حجم الضغوط، قال وزير الخارجية «الإسرائيلي» ايلي كوهين «أقول لأعدائنا من الجنوب والشمال، جاء يومكم والضغط الدولي يزداد علينا لإنهاء الحرب، وأمامنا أسبوعان للحسم قبل أن يصبح الضغط الدولي مؤثرا». واشارت وسائل إعلام «إسرائيلية» الى ان حزب الله تجاوز منذ مدة الخط الأحمر الذي تحدث عنه وزير الدفاع يواف غالانت، وهجماته تُعد وصمة عار لنا على المستوى القومي. وفي حين قالت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان «الجيش الإسرائيلي» يستعد لرد كبير ضد حزب الله على خلفية تصعيد الهجمات، أشارت إلى أن «الجيش الإسرائيلي أمام مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع الهجمات في لبنان دون التحريض على حرب»، لافتةً إلى أن «ثمّة مناقشات مستمرة في المؤسسة الأمنية حول إذا كان من الصواب تغيير الأسلوب الحالي ومنطق العمل».
من جهتها، لفتت صحيفة «هآرتس» الى ان القتال على الحدود مع لبنان يتصاعد، وقالت ان حزب الله «يلعب الآن لعبة خطيرة» قد تؤدي إلى فتح جبهة ثانية بشكل كامل، واضافت انه بعد 37 يوماً من القتال، التي تركزت على غزة وبدرجة أقل على لبنان، فإن المخاطرة في إساءة الحساب في الساحة الشمالية ارتفعت بشكل واضح. والخوف أن «إسرائيل» لا تسيطر وبحق على الوتيرة وعلى شدة التصعيد، وحزب الله بات يجبي الثمن من «الجيش الإسرائيلي» الذي لا يبحث عن حرب مع حزب الله، لكنه يبحث عن طريقة لمضاعفة الرد الهجومي دون الانجرار إلى مواجهة كاملة في جبهتين.
ولفتت الصحيفة الى ان «اسرائيل» تقف امام معضلة دون حل، فهي أخلت في السابق عشرات آلاف «المواطنين الإسرائيليين» من البلدات قرب الحدود. وستضطر الحكومة للعثور على طريقة لإعادتهم إلى بيوتهم بعد انتهاء القتال. وفي سيناريو متفائل، سيكون بالإمكان فعل ذلك بدون قتال، من خلال اتفاق سياسي مدعوم من الأميركيين، ويُلزم رجال حزب الله بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والانسحاب إلى المنطقة الواقعة شمال الليطاني. لكن برأي «هارتس» تصعب رؤية كيف يمكن تحقيق مثل هذا الاتفاق في هذه المرحلة، رغم قدوم المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة لمناقشة هذه الخطوة!؟
ميدانيا، تجاوزت قوات الاحتلال «الخطوط الحمراء» بالامس، واستهدفت وفدا اعلاميا في بلدة يارون بقذيفتين ،ما ادى الى إصابة مصور قناة «الجزيرة» بجروح طفيفة، إضافة إلى تضرر بعض سيارات النقل المباشر، فيما نجا فريق قناتي «الجديد» و»ام تي في» باعجوبة. واستهدفت «غارة إسرائيلية» منزلاً في بلدة عيناتا ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخر صودف مرورهم بسيارتهم لحظة وقوع الغارة، وحصل قصف مدفعي على منطقة عين الزرقاء بين طيرحرفا والناقورة وعلما الشعب، واشتعلت النيران في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق قبالة بلدات الناقورة وعلما الشعب والضهيرة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب الحدودية للمرة الخامسة، وسقطت 6 قذائف على أطراف هذه البلدة، اضافة إلى أطراف رميش وبلدة الجبين. كذلك، أفيد بتعرض أطراف اللبونة وأطراف بلدة الناقورة لقصف «اسرائيلي» منذ الصباح الباكر، ودوت صافرات الإنذار في مقر عام قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. وفي الوقت نفسه تعرضت أطراف طيرحرفا وشيحين وبلدات يارون والبستان وأم التوت لقصف «اسرائيلي».
من جهته، استهدف حزب الله برشقة كبيرة من الصواريخ الجليل الغربي، وأعلن استهداف قوة مشاة في موقع الضهيرة بالصواريخ وتحقيق إصابات مباشرة. كما استهدف الحزب قوة مشاة قرب ثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة موقعاً إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح، اضافة إلى قصف موقع الراهب وموقع بياض بليدا «الإسرائيلي» وموقع المرج في هونين المحتلة.
وقالت وسائل إعلام «اسرائيلية» إن الكهرباء قطعت عن عدة مستوطنات، بعد رصد إطلاق 18 صاروخاً ، وتم الإعلان عن إصابتين في مستوطنة «نتوعا» جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع. واشارت الى إنه يتضح أن حزب الله هو من يقرر مَن سيعيش ومَن سيموت عند الحدود الشمالية. وكشفت أن الإصابات الـ 7 التي نتجت عن سقوط قذائف هاون في المنارة يوم الأحد، أدت إلى بتر أطراف بعض الجنود نتيجة الشظايا.
في المقابل نشر حزب الله إحصاء بعدد المصابين الصهاينة منذ بداية الحرب حتى صباح الأحد ولفت الى المجموع بلغ 1405 اصابات وفقا للارقام «الاسرائيلية».