لبنان
العدوّ يعلَق بأحياء القطاع.. والسيد نصر الله: يجب أن تبقى العيون على الميدان
اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بمجريات العدوان على قطاع غزة الذي دخل يومه الـ 38، مع تكبد جيش الاحتلال مزيدًا من الخسائر البشرية والمادية بعد محاولات عديدة للتقدم برًا في أكثر من مكان في القطاع المحاصر، وقد بلغت آخر حصيلة لقتلاه 45 جنديًا حسب اعترافات وسائل إعلام العدو، عدا عن تدمير المقاومة لعشرات الآليات المعادية.
ووسط الهزائم على الأرض يعجز جيش العدو عن تحقيق انتصار أو إنجاز ملموس سوى بإحداث مزيد من الدمار وارتكاب المجازر لا سيما بحق القطاع الطبي والمستشفيات، بل إن عامل الوقت يزيد من تخبطه في الرمال المتحركة لأحياء غزة.
عامل الوقت هذا كان أكد عليه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة يوم الشهيد عصر السبت، مشددًا على أنه في مصلحة المقاومة، داعيًا الولايات المتحدة لوقف العدوان على قطاع غزة إن كانت ترغب في عدم اتساع رقعة المعركة إلى المنطقة.
"الأخبار": العدوّ يعلَق بأحياء القطاع: هنا تبدأ الحرب
في اليوم السابع والثلاثين على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبعد ثلاثة أيام حفلت بقصف جوي كان الأعنف منذ بدايتها، استمرّت قوات الاحتلال في تخبّطها، من دون أن تستطيع الإعلان عن أيّ إنجاز ميداني. إذ لم تتمكّن من منع هجمات المقاومة عند نقطة بداية الهجوم البري قبل أكثر من أسبوعين، وتدميرها للدبابات المتوغّلة، وإطلاقها للصواريخ في اتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية، على رغم أن دبابات العدو نفّذت عدة خروقات وصلت خلالها إلى بعض الأحياء المدنية في وسط شمال غزة، فضلاً عن خروقات أخرى في غرب مدينة غزة، بالقرب من مراكز المدينة قرب «مستشفى الشفاء»، وعلى بعد عدة مئات من الأمتار من مقر المجلس التشريعي الفلسطيني.
واستمرت هجمات «كتائب القسام» في المربّع الذي بدأت فيه الحرب البرّية، أي في أقصى شمال القطاع، حيث أعلنت أنها استهدفت قوة إسرائيلية خاصة كانت متحصّنة في مبنى شمال بيت حانون بعبوة مضادة للأفراد. وأكدت، كذلك، تدمير دبابتين للعدو في محور جنوب غرب غزة بقذيفتين من نوع «الياسين 105»، وناقلة جند في محور شمال غرب مدينة غزة بقذيفة مماثلة. كما لم يمنع التوغل البري المقاومة من الاستمرار في قصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، حيث طاول قصفها، بعد ظهر أمس، تجمعات لقوات العدو في «كيبوتس حوليت»، بقذائف «هاون» من العيار الثقيل. وفي جنوب القطاع، استهدف المقاومون قوة راجلة للعدو بعبوة مضادة للأفراد في منطقة خزاعة شرق خانيونس، وحقّقوا فيها إصابة مباشرة، وفق ما أعلنت «القسام»، فيما بثّ «الإعلام العسكري» التابع للكتائب شريطاً مصوراً يوثّق إطلاق عشرات الصواريخ على عدة مدن ومستوطنات في أنحاء مختلفة من فلسطين المحتلة.
ليلة الالتفاف
وفي تتبّع لمسار الحرب البرية، يتبيّن أن المناطق الغربية لأحياء النصر والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ، شكّلت على مدار الأيام العشرة الأخيرة، محور القتال الأكثر ضراوة على الإطلاق. هناك، تعرّضت الدبابات المتقدّمة لضغط ناري شديد، والتحم مقاومو «كتائب القسام» مع عشرات الآليات من مسافة صفر، واستطاعوا استهداف وتدمير أكثر من 46 دبابة في المحور الغربي لشمال غزة خلال تلك الفترة. كل هذا الزخم الناري، أوحى باستحالة تنفيذ اختراق من نقطة مخيم الشاطئ، ما دفع بقوات العدو إلى التهديد باستخدام القوة الساحقة لإبادة المخيم بالكامل. وكان ليل الأحد، في الخامس من تشرين الثاني، قد شهد أكبر عملية تمهيد بالنار في مخيم الشاطئ الشمالي، تضمنّت تدمير عشرات المنازل دفعة واحدة. ورغم ذلك، واصل المقاومون على المحور المذكور تنفيذ عمليات التصدي للقوات البرية.
غير أن دبابات العدو نفذت، ليل الخميس الماضي، وتحت غطاء مكثّف من القصف الجوي والمدفعي، عملية التفاف تجاوزت فيها الآليات عقبة مخيم الشاطئ، وتوغّلت من طريق يربط مفترق بهلول المحاذي لحيّ الشيخ رضوان، بشارع الرشيد، وطريق آخر يصل مفترق العيون بشارع الرشيد. واستطاعت الولوج إلى عمق حي الشيخ رضوان، ليتمركز عدد من الدبابات على مفترق العيون، وأخرى بالقرب من مستشفيات العيون والرنتيسي والصحة النفسية.
العملية البرية تشهد تسارعاً وسباقاً مع الوقت لتحقيق صورة الإنجاز الذي يستميت الاحتلال للوصول إليه
خروقات أخرى
ويُعدّ الاختراق على المحور الغربي لوسط شمال قطاع غزة، الأعمق منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من تشرين الأول الماضي، إذ إن الأحياء الحضرية التي تمركزت في وسطها الآليات، وخصوصاً الشيخ رضوان والنصر وشارع الشفاء، تمثّل أول اقتراب للعدو من مراكز الثقل في شمال القطاع. ورغم أن العدو لم يستطع تثبيت قواته في تلك المناطق حتى اللحظة، فإن العملية البرية تشهد تسارعاً وسباقاً مع الوقت لتحقيق صورة الإنجاز الذي يستميت الاحتلال للوصول إليه، حيث استطاع عدد كبير من الدبابات التوغل في المناطق الغربية من مدينة غزة، والوصول إلى مقربة من مفترق العباس، غير بعيد عن مستشفى الشفاء غرب المدينة. كذلك، استطاعت العشرات من الدبابات التوغل في حي الشيخ عجلين، جنوب غرب مدينة غزة. أما في محاور القتال الشرقية، أي شرق أحياء الشجاعية والتفاح، وشرق حي الزيتون، جنوب القطاع، فقد حافظت الآليات على تموضعها، ولم تستطع تنفيذ أيّ عملية اختراق من ذلك المحور.
القتال يبدأ الآن
كان مفهوماً أمام حدة النار التي استُخدمت في التمهيد ومساندة القوات البرية، أن القتال على خطوط الدفاع الأولى لن يستمر إلى الأبد، إذ لا بد من لحظة تنتقل فيها المواجهة إلى عمق الأحياء الحضرية. ففي المناطق الغربية من حيَّي الشيخ رضوان والنصر، سوّت الطائرات الحربية خلال أكثر من شهر من التمهيد الناري، مجمّعات عمرانية كاملة تتربّع على أكثر من 5 كيلومترات مربعة، وتحوي الآلاف من الوحدات السكنية، بالأرض. ويمكن التقدير بأن الدبابات الإسرائيلية عبرت على «جماجم» الخطوط الدفاعية في تلك المناطق. ورغم ذلك، فإن هذا التمدّد الأفقي الكبير في وسط الأحياء الحضرية يُطلق موجة جديدة من المواجهة، من المتوقع أن تكون أكثر ضراوة، ولا سيما أن المقاومين استطاعوا، خلال الأيام الماضية، أن يعملوا في مناطق ساقطة عسكرياً، وتحديداً في شارع الرشيد، قرب الساحل المنبسط. وتلك مناطق لا تحوي أيّ سواتر اسمنتية من الأبنية والأزقة، فيما تشير مناطق التمدّد الأفقي الحالية بين الأحياء الحضرية، إلى أن شكل المواجهة وقدر الخسائر المرتقب سينتقلان إلى مستوى مغاير تماماً.
جدير بالذكر، هنا، أن مصادر عبرية أكدت أن جيش الاحتلال يعاني استنزافاً كبيراً في أعداد الآليات، إذ اضطرّ أخيراً إلى تدشين لواء جديد من دبابات «الميركافا 3» التي كان مقرراً أن تخرج من الخدمة تماماً، ما يعزز صدقية توثيق «الإعلام العسكري» الذي يؤكد أن المقاومة دمّرت أكثر من 150 دبابة منذ بدء المواجهة البرية.
"البناء": السيد نصرالله: يجب أن تبقى العيون على الميدان
أوضحت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد المعالم التكتيكية لأداء المقاومة من جبهة الحدود الجنوبية، كترجمة للإطار الاستراتيجي الذي رسمه خطاب تأبين شهداء معركة نصرة غزة، التي منحها السيد نصرالله اسم «على طريق القدس».
على طريق القدس أكمل السيد نصرالله في خطاب يوم الشهيد راسماً معادلتين، الأولى أن الخطاب هذه المرة لن يمهّد للميدان بل يتبع به ويفسره، داعياً الى بقاء العيون على الميدان وما يجري فيه، كاشفاً عن طائرات مسيرة اقتحامية دخلت المواجهة مع الاحتلال، والى صواريخ جديدة مثل صاروخ البركان ذي الرأس المتفجّر الذي يصل إلى خمسمئة كلغ تم استخدامه لأول مرة ضد مواقع جيش الاحتلال، مضيفاً أن المقاومة التي ارتقى عدد من شهدائها في سورية رداً على الطائرة المسيرة التي استهدفت إيلات، هي مَن استقر رأي جيش الاحتلال على مسؤوليتها عن هذه الضربة في العمق.
مع الميدان دعا السيد نصرالله للصبر لأن الوقت بدأ ينفد من رصيد الاحتلال وصار يعمل لصالح المقاومة، فالمشهد الدولي يتغير بفعل انتفاضة الشارع الى جانب فلسطين، والحكومات التي سارعت لنصرة الكيان بدأت تعيد حسابها كي لا تصطدم بشارعها، ورواية الكيان التي راجت مع بدء عملية طوفان الأقصى سقطت، والعملية البرية التي راهن عليها تصاب بفشل ذريع، والمذبحة المفتوحة بحق الميادين تتحول الى مضبطة اتهام للكيان كله ككيان إجرامي وليس فقط لقادته، والأميركي الذي جاء مهدداً لقوى المقاومة يطلب منها اليوم وقف النار، والمقاومة تقول وقف العدوان على غزة وحده يوقف عمليات المقاومة ضد القواعد الأميركية. والجبهة اللبنانية التي بدأت بعمق معين وسلاح معين وعدد عمليات معين، توسعت تدريجاً ولكن كثيراً، وسوف تتوسّع أكثر.
مزيد من النار وقليل من الضوء، معادلة السيد نصرالله لجبهة لبنان، كي تبقى فلسطين العنوان الذي حرّك الشارعين العربي والعالمي وحاصر الحكومات، تاركاً للقمة العربية الإسلامية أن تثبت أنها تلقت رسالة الشعوب.
الميدان قال كلمته في غزة وجنوب لبنان بتصاعد العمليات ضد جيش الاحتلال، فتحدثت قيادة القسام عن خمس وعشرين آلية تمّ تدميرها خلال ثمان وأربعين ساعة، بينما سجلت جبهة لبنان تصاعداً نوعياً، حيث سجل أمس أعلى خسائر في جيش الاحتلال منذ عملية طوفان الأقصى، فاستهدفت الآليات والمواقع وتجمعات الضباط والجنود، وسقط العشرات قتلى وجرحى واحترقت العديد من الآليات، بينما تواصلت المذبحة المفتوحة بحق المدنيين الآمنين في غزة ومستشفياتهم والمدارس التي تؤويهم، بينما التفاوض على تبادل الرهائن والأسرى وهدنة لعدة أيام وإدخال المساعدات الإنسانية يتقدّم في القاهرة، وسط تردد من قادة الكيان، خوفاً من الانتقادات على الصفقة في حال إجرائها والانتقادات لعدم إجرائها، ما استدعى اتصالاً بين رئيس الحكومة القطري والرئيس الأميركي ليل أمس.
سياسياً خطفت الشوارع الغربية الأضواء وتقدّمها شارع لندن الذي سجل أضخم تظاهرة في تاريخه، مع رقم مليون متظاهر وفق تقديرات الشرطة، التي رفضت تنفيذ تعليمات رئيس الحكومة ووزيرة الداخلية، بينما عقدت قمة عربية إسلامية خصصت للحرب على غزة، تضمن بيانها الختامي قراراً ينتظر التنفيذ بفرض فتح معبر رفح ومساندة مصر في الإجراءات التي تتخذها لهذا الغرض.
الكلمات الأهم كانت للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد. السيد رئيسي دعا لسلاح المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية مع كيان الاحتلال، والتلويح بأوراق القوة الاقتصادية بوجه داعميه وخصوصاً أميركا، بينما ركز الرئيس الأسد على أن غزة جزء من فلسطين ومأساتها امتداد لخمس وسبعين سنة من معاناة فلسطين، وجوهر أزمة فلسطين انها تختصر الصراع مع الغرب وفي طليعته مشروع الهيمنة الأميركية ودون إرادة المواجهة مع هذه الهيمنة لا أفق للفوز بمعركة فلسطين، وحيث يكون الاحتلال تكون المقاومة ودون تبني المقاومة لا تتخذ نصرة فلسطين الجدية المطلوبة.
فيما خرج البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية بلا خطوات عملية تجاه غزة التي تتعرض لعدوان منذ أكثر من شهر، أكد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة في السعودية أن الشرط المسبق للسلام مع «إسرائيل» وإقامة علاقات طبيعية معها، هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية؛ في المقابل أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتزامن مع انعقاد القمة مؤكداً ان جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقى جبهة ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي. وبشأن جبهة لبنان، قال السيد نصر الله إنّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرة على الرغم من كل إجراءات الاحتلال الوقائية. وتابع قائلاً إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنها لن تتسامح مع استهداف المدنيين، مؤكداً أنّ المقاومة تدخل يومياً مسيّرات استطلاع إلى عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا، وبعضها يعود والآخر لا يعود.
وأمس، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “حزب الله يتصرّف بوطنية عالية وأنا مطمئن على عقلانيته”، لافتاً الى اننا “وضعنا خطة طوارئ لثلاثة أشهر قادمة إذا حصلت أي حرب في لبنان”. واشار في حديث لقناة “الجزيرة”، الى اننا “لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة”، موضحاً أن “لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويؤكد عليها”. ولفت الى ان “الحذر موجود ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف “إسرائيل” إطلاق النار في جنوب لبنان”. وشدّد على ان “ما يهمني أن يبقى لبنان بعيداً عن الحرب ونتطلع دائماً إلى الاستقرار”، مطالباً بـ”وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن”.
وأكد الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، “أن أي استهداف بالقرب من مواقع اليونيفيل، وأي استخدام لمواقعنا لشن هجمات عبر الخط الأزرق، لأي سبب من الأسباب، أمر غير مقبول”. وذكّر الأطراف بـ”التزاماتها لناحية حماية حفظة السلام وتجنّب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”، معتبراً أن “الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.
وفيما بدأ استحقاق قيادة الجيش يطغى على نقاش القوى السياسية مع اقتراب نهاية ولاية العماد جوزاف عون، أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في تصريح، أن “كل تمديد بالوظيفة العامة هو ضرب للقانون وللدولة، لذلك موقفنا ثابت ومبدئي برفضه بغض النظر عن الاشخاص، ومارسناه ضد أنفسنا ولوحدنا عندما رفضنا مرتين التمديد لمجلس النواب، رفضناه مع العماد جان قهوجي سنة 2014 ومع أقرب الأشخاص الينا اللواء عباس إبراهيم سنة 2022 ومع العميد مروان سليلاتي سنة 2023 ومع رياض سلامة، لذلك نرفضه اليوم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون».
الى ذلك يلتقي باسيل اليوم في البترون رئيس الحزب الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في لقاء يندرج في سياق إبقاء التواصل قائماً بين التيار والحزب، وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى ان اللقاء لا علاقة له باستحقاق المؤسسة العسكرية واعتبرت المصادر في هذا السياق، أن قائد الجيش لا يعمل على التمديد له على الإطلاق وكل ما يهمه تجنيب المؤسسة العسكرية أي خضة وهو منفتح على أي خيارات تحمي الجيش والمؤسسة. ومع ذلك تقول المصادر إن هناك توجهاً لتأجيل الحسم في التمديد الى نهاية الشهر المقبل، علماً أن خلال الفترة الفاصلة عن شهر نهاية كانون الأول ستتواصل الاتصالات والنقاشات من أجل الوصول إلى قرار يحمي المؤسسة.
وأكد وفد من نواب المعارضة عدم جواز الوصول إلى الفراغ في قيادة الجيش، وعدم جواز تعيين قائد جديد بغياب رئيس الجمهورية. ورأى النواب، بعد لقاء جمعهم برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن هذا الأمر خارج الأصول، معتبرين أن لا خيار سوى تأجيل تسريح قائد الجيش الحالي لمدة سنة بانتظار انتخاب رئيس جمهورية، وأكدوا أن لدى الرئيس ميقاتي وجهة النظر نفسها.
"اللواء": مخاوف متصاعدة من انهيار «قواعد الإشتباك»!
وفي اليوم الـ37 من حرب التدمير التي تمارسها اسرائيل ضد حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة والأمن والغذاء والصحة والسكن والتعليم، عبر تدمير ممنهج لمقومات الحياة في مدينة غزة والقطاع، تحت ذرائع واهية، ومطالب أهداف تصل الى درجة الاستحالة، كالقضاء على حركة «حماس»، او إعادة زرع المستوطنات في غزة، او حكم غزة بذريعة ان دولة الاحتلال لا تثق بغير اجهزتها من اجل الامن، كانت الحركة الأميركية باتجاه اسرائيل ودول المنطقة ذات الصلة تنشط لانضاج اتفاق اطلاق سراح مجموعات من الاسرى لدى حركات المقاومة ومجموعات مماثلة من الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في وقت اشتعلت فيه الساحة الجنوبية بترصد العمليات النوعية لحزب الله، ومدى الردود المعادية على الآمنين او خراج القرى المحاذية لما كان يسمى قبل التحرير عام 2000 بالشريط الحدودي.
ففي الوقت الذي يتابع مستشار الامن القومي في البيت الابيض جيك سوليفان مهامه المكوكية، من اجل بلورة ملف التبادل الذي يحتاج لهدنة، سميت «انسانية» او وقف للنار لساعات، عززت الولايات المتحدة الاميركية حضورها عبر ارسال مسؤول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي «بريت ماكغورك» الى تل ابيب للغاية نفسها.
بالتزامن، تزايدت المخاوف من ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري في الجنوب، وهو الموضوع الذي بحثه «الكابينت الحربي» المصغر في اسرائيل، مع توجه لتوجيه ضربات مماثلة لما يحدث في غزة، ولكن بعد انتقاء الاهداف المدنية او التي تدخل في العمق اللبناني.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الوضع في الجنوب لا يزال يبعث بالقلق وكلما توسعت دائرة المعركة كلما بات هذا الوضع غير مطمئن ولفتت إلى أن الحكومة ستتوقف في اجتماعها المقبل عند خطورة الوضع بعدما تم تهديدها من قبل العدو الإسرائيلي. وقالت أن الرئيس نجيب ميقاتي سيضع الوزراء أمام مشاركته في القمة العربية العاجلة والاتصالات التي قام بها من أجل التهدئة.
ورأت هذه المصادر أن غالبية اللقاءات التي تتم في الداخل تتمحور حول ما استجد فيما لا تزال المعارضة تواصل تحركها من أجل منع لبنان من الانزلاق إلى الحرب والعمل على انجاز سيناريو التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
إلى ذلك اعتبرت أن كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم تخرج عن سياق الكلمة السابقة له لكنها أشارت إلى أنه لا يمكن للأمين العام للحزب كشف جميع أوراق الحزب.
المعارضة لتأجيل تسريح قائد الجيش
سياسياً، وعشية جلسة مجلس الوزراء غداً، طالب وفد من نواب المعارضة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي استقبله في منزله، وضم سامي الجميّل، غسان حاصباني، بلال حشيمي، أشرف ريفي، مارك ضو، وضاح صادق وميشال معوض،بتأخير تسريح قائد الجيش.
وأعلن النائب سامي الجميّل بعد اللقاء: «أتينا كنواب معارضين في المجلس النيابي لنبلغ باسمنا جميعًا رسالة واضحة الى دولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، تتعلق بالخطر الداهم على مؤسسة الجيش، فنحن حريصون على هذه المؤسسة وعلى عناصرها وضباطها، ونرى بأن هناك بلبلة كبيرة، وخطرًا كبيرًا عليها، ونحن نحرص ان ينتهي هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، ولهذا أتينا الى هنا لنقترح على دولة الرئيس اتخاذ قرار سريع في الحكومة لتأجيل تسريح قائد الجيش لمدة سنة، حفاظا على هيبة الجيش، وعلى هيبة القيادة، وعلى هذه المؤسسة التي تحوز على إجماع اللبنانيين. فجميع اللبنانيين اليوم بكل طوائفهم وانتماءاتهم يؤمنون بهذه المؤسسة، ومن واجباتنا جميعا المحافظة عليها. وأي خيار خارج هذا الخيار يكون غير دستوري وغير قانوني».
أضاف: «نعتبر بأن المسؤولية الكبرى في هذا الشأن تقع على الحكومة، وعلى وزير الدفاع أن يقوم بهذا الدور ويصدر قرارا بتأجيل تسريح قائد الجيش، لأنه في ظل غياب رئيس للجمهورية لا قدرة على التعيين، إنما اذا كان وزير الدفاع غير مستعد للقيام بهذا الواجب، فعلى الحكومة ورئيس الحكومة تحمل مسؤوليتهم وان يعتبروا الوزير متلكأ عن القيام بهذا الواجب، وبالتالي أن يصدر هذا القرار عن الحكومة. هذه هي وجهة نظرنا وهذا ما أتينا نطالب به الرئيس ميقاتي لأنه الطريق الأسهل والأفعل لتحقيق هذا الهدف وحماية هذه المؤسسة وحماية الجيش خصوصا في هذا الظرف الصعب الذي نمر به».
وقال الجميّل: «حضرنا لمناقشة موضوع قيادة الجيش للتأكيد بعدم جواز الوصول إلى الفراغ في هذا المقعد وعدم تعيين قائد جديد بغياب رئيس الجمهورية، مشددًا على ألا خيار إلا تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة سنة بانتظار انتخاب رئيس جمهورية ولدى الرئيس ميقاتي وجهة النظر نفسها وقد عبّر عنها لكن هو ليس وحده فهناك حكومة ولديه دور يجب أن يلعبه ما دام مقتنعًا بموقفنا».
تيمور جنبلاط في البترون اليوم
سياسياً يردّ النائب السابق وليد جنبلاط عبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط الزيارة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البترون، وابرز المواضيع على جدول الاعمال، كيفية عدم الوصول الى فراغ في القيادة العسكرية وتعيين رئيس اركان جديد للجيش من ضمن اعادة احياء المجلس العسكري اما عبر التمديد للعماد جوزاف عون أوب أي طريقة أخرى..
الوضع الميداني
في الجنوب، وبعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال ان الكلمة للميدان، تصاعدت حدة المواجهة طوال يوم امس، وعنفت بعد الظهر، عبر رد المقاومة على الاعتداءات التي استهدفت مواقع العدو، وأدت الى مقتل اسرائيليين اثنين من المستوطنين، على قاعدة «مدني مقابل مدني».
واستخدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي القذائف الفوسفورية والانشطارية في الاعتداءات التي ينفذها ضد محيط البلدات الحدودية في القطاع الغربي الى القطاع الشرقي.
واعلن حزب الله عن استهدافه ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وايضا تجمعًا للمشاة في بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مؤكدة.
وعصرا أفيد عن إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه فلسطين المحتلة، ولاحقا عن إطلاق دفعتين من الصواريخ من القطاع الغربي باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة .
كما افيد بأن مدفعية العدو الاسرائيلي استهدفت منطقة المشيرفة، ومنطقة اللبونة، (اطراف بلدة الناقــــورة ). وبأن صافرات الانذار انطلقت في مركز «اليونيفيل» في الناقورة.
وافيد عن محاولات القبة الحديدية مقابل جلّ العلام اعتراض الصواريخ التي أُطلقت أخيراً من القطاع الغربي باءت بالفشل.
كما افيد عن إطلاق 15 صاروخا من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل واعتراض 4 منها.وافيد بأن صافرات الإنذار دوت في يعارا وشلومي بالجليل الغربي وعكا وحيفا بعد اطلاق صواريخ من لبنان.
وسرعان ما اعلن متحدث باسم جيش العدو عن إصابة 7 جنود جرّاء إطلاق قذائف هاون من لبنان تجاه مستوطنة المنارة عصر امس.
ولاحقا، أعلنت «كتائب القسام» في لبنان مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا ومستوطنتي «شلومي» و«نهاريا» بشمال إسرائيل، برشقات صاروخية مركزة عدة.
وذكرت في بيان، أنه «رداً على مجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة»، قامت بقصف شمال حيفا ومستوطنتي «شلومي» و«نهاريا» شمال اسرائيل بعدة رشقات صاروخية مركزة.
مواجهة موجات النزوح
ومع الانشغال الرسمي والامني والعسكري بتطورات الوضع الجنوبي، نشطت شبكات التهريب غير الشرعي للنازحين السوريين واعلنت قيادة الجيش انها تمكنت السبت الماضي من احباط عملية تهريب عبر البحر مقابل شاطئ طرابلس.
كما احبطت قوى الامن الداخلي عمليات تهريب الاشخاص من سوريا الى داخل الاراضي اللبنانية، نتيجة التحريات والاستقصاءات في بلدة كوشا العكارية.