معركة أولي البأس

لبنان

أكذوبة "الهدنة" الأميركية بغية تهجير سكّان غزة.. والمقاومة تُصعّد حدّة عملياتها
10/11/2023

أكذوبة "الهدنة" الأميركية بغية تهجير سكّان غزة.. والمقاومة تُصعّد حدّة عملياتها

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إعلان البيت الأبيض عن "هدنة إنسانية" لأربع ساعات يوميًا في قطاع غزة، ترمي لدفع أبناء شمال غزة إلى مغادرته نحو الجنوب، في سياق المخطط الأساسي لكيان العدو الصهيوني الرامي لتهجير جميع سكّان القطاع، في حين نفت حركة "حماس"وجود أي اتفاق على هدنة مشيرة الى أن التفاوض مستمر بوساطة قطرية على صيغة تبادل أسرى ورهائن وهدنة ثلاثة أيام.

وأعلن الجانب "الاسرائيلي" أنَّ "الهدنة" التي تحدّث عنها البيت الأبيض لن تشمل وقفًا لاطلاق النار، جاء ذلك في وقت يدفع العدو يتعزيزات إضافية إلى غزة، سعيًا منه لتحقيق انجاز ميداني بعد الخسائر الكبيرة التي أُلحقت به منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".

هذا وركّزت الصحف اللبنانية على تصاعد عمليات المقاومة على مختلف الجبهات نصرةً لغزة ودعمًا للشعب الفلسطيني، ففي الجبهة الشمالية التي تشكّل مصدر القلق الأكبر لكيان العدو، استهدفت المقاومة الإسلامية موقع المطلة بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى إصابة دبابتَيْ ‏ميركافا وسقوط طاقمهما بين قتيلٍ وجريح، كما استهدفت قوة مشاة "إسرائيلية" مؤلّلة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة (وادي شوميرا) وحقّقت فيها إصابات مباشرة. 

كذلك استهدفت المقاومة الإسلامية في العراقية قاعدتي "عين الأسد" و"حرير" الأميركيتين، في حين أعلنت القوات المسلحة اليمنية اطلاق صواريخ باليستية إلى "إيلات". يأتي ذلك في وقتٍ يترقّب العالم إطلالة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عصر غدٍ السبت على وقع السباق بين التوصل إلى هدنة انسانية أو أو مزيد من التصعيد على مستوى المنطقة.

"الأخبار": أميركا تبيع العالم كذبة اسمها هدنة... وحماس تنفي الاتفاق: تهجير أبناء شمال غزة تحت النار

تتعامل حركة حماس بحذر شديد مع الطروحات الأميركية - الإسرائيلية في شأن ما يُصطلح على تسميته بالهدنة الإنسانية. وحتى مساء أمس، لم يكن الوسطاء قد توصّلوا إلى اتفاق يقبل به جميع الأطراف. واتّضحت الصورة مع إعلان البيت الأبيض عن هدنة يومية لأربع ساعات، سرعان ما أوضحت إسرائيل أنها لا تعني وقفاً للعمليات العسكرية.

وكشفت مصادر متابعة أن الطرح الأميركي للهدنة المؤقتة لأربع ساعات يومياً جاء تلبية لرغبة حكومة العدو التي لا تريد هدنة يمكن أن تمثل إنجازاً للمقاومة، أو تنعكس سلباً على الموقف السياسي داخل إسرائيل وفي العالم، وعلى مستوى الواقع الميداني للجيش. وأكّدت المصادر أن جوهر ما أعلنت عنه واشنطن يهدف إلى تحقيق هدف واحد، وهو دفع أبناء شمال غزة إلى مغادرته نحو الجنوب، في سياق المخطط الأساسي لتهجير جميع سكّان القطاع.

وقالت المصادر إن المقاومة في القطاع لن تفرض على أحد البقاء أو الانتقال من الشمال إلى الجنوب، وتتعامل مع هذا الطرح على أنه دعم أميركي إضافي للعدو، كونه لا يوفّر وقفاً شاملاً للعمليات العسكرية وإفساحاً في المجال أمام توفير دعم إنساني حقيقي لسكان القطاع. وأوضحت أن حكومة العدو تطلب مزيداً من الوقت لتحقيق إنجازات ميدانية تمنح إسرائيل صورة انتصار. وشدّدت على أن فكرة تهجير سكان القطاع إلى الجنوب تعني، عملياً، إفساح المجال للعدو لشنّ عملية تدميرية أكثر شدّة لكل الشمال، وإعفاء العدو من أي مساءلة عن الجنون بحجة عدم وجود مدنيين.

وبحسب المصادر، فإن موقف العدو الرافض للهدنة لا يتعلق فقط بالوضع الميداني، بل أيضاً بالضغط على قوى المقاومة لإطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين من دون مقابل. وأكّدت أن ما أُعلن عنه من «هدن مؤقتة» لا يتوافق مع جوهر المحادثات الجارية على أكثر من صعيد، ومن بينها ما دار في محادثات وفد قيادة حركة حماس في القاهرة، وكذلك في الاجتماعات التي تُعقد في الدوحة بين مدير الـ«سي آي إيه» وليام بيرنز، ورئيس «الموساد»، ديفيد بارنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول مطّلع على المفاوضات» أن «المحادثات الثلاثية تهدف إلى العمل على تفاصيل وقف إنساني محتمل (للقتال)، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق رهائن وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة»، مضيفاً أن «المحادثات كانت تتقدّم بشكل جيد في الأيام القليلة الماضية نحو التوصل إلى اتفاق».

ومن دون ربط الأمر بمفاوضات الدوحة، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن «إسرائيل ستبدأ بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة كل يوم، مع الإعلان عنها مسبقاً قبل ثلاث ساعات. وقد أبلَغنا الإسرائيليون بأنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في تلك المناطق خلال فترة الهدن (وأن) هذه العملية تبدأ اليوم (أمس)». وأوضحت الخارجية الأميركية أنه سيكون هناك «ممران إنسانيان» لتمكين السكان من الانتقال من شمال غزة إلى جنوب القطاع، مع زيادة الإمدادات والمساعدات الإغاثية في المناطق التي ينتقلون إليها، وأن معبر رفح فُتح أمس لدخول شاحنات المساعدات إلى غزة ولخروج الرعايا الأجانب، وأن الولايات المتحدة تريد أن ترى المزيد.

ما لم يقله الأميركيون تصريحاً هو أن الهدن وما يمكن أن يليها من اتفاقات تأتي بضغط أميركي ناجم أساساً عن فشل الجيش الإسرائيلي في تقديم أي إنجاز ميداني يمكن استخدامه في المفاوضات. وذلك ما يفسّر استمرار المواقف الإسرائيلية العلنية عند سقف عدم وقف النار حتى تحرير كل الأسرى، والذي عبّر عنه نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف غالنت، على رغم أن مشاركة برنياع في مفاوضات الدوحة، تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تضطر قريباً لإعادة النظر في الأهداف، لتتناسب مع نتيجة المعارك على الأرض. ومع ذلك، لا يزال نتنياهو وأركان حكومته غير مستعدّين لوقف النار قبل تحقيق «إنجاز» يخفّف عنهم المحاسبة التي يتوقع أن يتعرّضوا لها في نهاية الحرب نتيجة عملية «طوفان الأقصى» وفشل العملية البرّية في غزة.

لكنّ الحسابات بالنسبة إلى الإدارة الأميركية تختلف، فهي ليست مستعدّة لتحمّل تبعات فشل العملية البرية الإسرائيلية في غزة. ولذلك، لم يعد المسؤولون الأميركيون يجهدون كثيراً لإخفاء الخلافات مع القيادة الإسرائيلية، ولا الضغط الذي يمارسونه عليها. وتبدّى ذلك من خلال قول بايدن، رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالاستياء من نتنياهو لرفضه تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، إن «الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنت آمل به».

وفي إطار المعركة الإعلامية الناجحة التي تخوضها المقاومة، إلى جانب المعركة العسكرية، بثّت «حركة الجهاد الإسلامي» شريط فيديو للأسيرة الإسرائيلية حنة كتسير البالغة من العمر 70 عاماً والفتى ياغيل يعقوب البالغ 13 عاماً، مؤكّدة استعدادها للإفراج عنهما في حال توافرت «الشروط الملائمة ميدانياً وأمنياً». وقالت الحركة إنها «لم تعد تستطيع تقديم الرعاية الصحية لهما في ظل انعدام الدواء والوقود والكهرباء وكل مقوّمات الحياة». وأبدت المرأة والفتى رغبتهما بالإفراج عنهما سريعاً، وانتقدا إدارة نتنياهو للأزمة. واعتبر المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت الفيديو «إرهاباً نفسياً».

كذلك، أعلنت «كتائب القسام» مقتل المجنّدة الإسرائيلية الأسيرة، فاؤول أزاي مارك أسياني، وعمرها 19 عاماً، وإصابة جندي أسير آخر في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.

"البناء": المقاومة العراقية تجدّد استهداف القواعد الأميركية… وصواريخ اليمن إلى إيلات

على جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن كان واضحاً الاتجاه الى التصعيد، حيث سجلت الجبهة اللبنانية أحد أكثر الأيام اشتعالاً، لجهة حجم ونوع هجمات المقاومة والخسائر المحققة في جيش الاحتلال في المعدات والجنود، بينما ردّت المقاومة العراقية على التهديدات الأميركية بالردّ على كل هجمة جديدة بتصعيد هجماتها على القواعد الأميركية في سورية والعراق، بينما كان اليمن يقف في الواجهة بنجاحه مرتين بإيصال صواريخه إلى إيلات، رغم الاستعداد الأميركي العالي لصدّها، ورغم ما تم تداوله في الصحافة الأميركية عن مشاركة دول جوار البحر الأحمر في صدّ الصواريخ والمسيرات اليمنية ومنها مصر والأردن والسعودية.

في الرياض قمتان عربية السبت، وإسلامية الأحد، وينتظر أن تشهد القمّتان دعوات لمواقف أكثر قوة إلى جانب غزة والمقاومة، ومراجعة الكثير من السياسات والمواقف في ضوء ما يجري وما سوف يجري إذا قيد للاحتلال الخروج منتصراً من هذه الحرب، بينما هو يحظى بالرعاية والدعم من واشنطن بلا حدود رغم حجم المصالح الأميركية مع العرب، فيما تحمل إيران مجموعة من المقترحات الى القمة الإسلامية التي ينتظر أن يشارك الرئيس السيد إبراهيم رئيسي في أعمالها، والموقف الإيراني بدا واضحاً أنه فقد الأمل بالرهان على جدوى الدبلوماسية، حيث قال وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان، إن ما يجري يقول إن اتساع الحرب بات حتمياً.

وتترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر غدٍ السبت على وقع السباق بين التوصل الى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية المقايضة بين الرهائن الأجانب مقابل إدخال قوافل، وبين تسعير الحرب في غزة ومسار التصعيد الآخذ للانفجار على مستوى المنطقة، في ظل معلومات لـ»البناء» بأن محور المقاومة سينتقل الى مستوى جديد من التصعيد في مختلف الساحات في المنطقة بحال رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهدنة واستمرت بحرب الإبادة على الفلسطينيين، وقد بدأت ملامح المستوى الجديد من التصعيد يظهر تدريجياً من إسقاط أنصار الله في اليمن لطائرة أميركية من الطراز الأول واستهداف إيلات بمسيرة انتحارية وعشرات الصواريخ الباليستية التي أصابت أهدافها بدقة، وفق بيان لأنصار الله مساء أمس، كما واستهداف المقاومة العراقية للقواعد الأميركية في العراق وسورية بشكل عنيف ومكثف حيث تمّ استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ الثقيلة ثلاث مرات خلال وقت قصير وكذلك قاعدة الحرير، بالتوازي مع تسخين المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو في عمق شمالي فلسطين.

وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن المهلة الفاصلة بين الإعلان عن إطلالة السيد نصرالله وموعدها هو مهلة من محور المقاومة للأميركيين لوقف إطلاق النار لا سيما أن الأميركيين أرسلوا أكثر من رسالة مع وسطاء للإيرانيين بأنهم يسعون لإقناع الإسرائيلي بهدنة إنسانية لثلاثة أيام». ولفتت المصادر الى أن «تراجع واشنطن عن فرض هدنة على الإسرائيلي سنشهد موجة تصعيد واسعة في المنطقة»، مشيرة الى أن «صمود المقاومة العسكري والمعنوي والتفاوضي في غزة وإسناد محور المقاومة ورفضه الرضوخ للطلبات الأميركية بتهدئة الجبهات مقابل إقناع الإسرائيلي بالهدنة، دفع الأميركيين لإجبار الإسرائيلي للسير جدياً بهدنة كخيار وحيد».

وأفادت مصادر «البناء» الى تفاوض جدّي على هدنة انسانية ولكن يجري البحث في مراحلها وتفاصيلها وآلياتها ومدتها في ظل خلاف حول بعض النقاط، مرجحة أن يتم الإعلان عنها نهاية الأسبوع خلال القمة العربية وربما يتضمّن بيان القمة الدعوة الى هدنة لكي يظهر بأن الدول العربية هي من فرضت هذه الهدنة.

ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يطلق السيد نصرالله مواقف عالية السقف ومعادلات جديدة في إطار الردع للتهديدات الأميركية والإسرائيلية.

وأكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «أميركا بكل قدراتها وتهديداتها عجزت عن إخراج العدو الإسرائيلي من قعر الهزيمة، ولن تنتهي هذه المواجهة إلا بيوم نشهد فيه العدو الإسرائيلي راكعاً عاجزاً أمام قدرات المقاومة في لبنان وغزة»، مشدداً على أن «العدو الإسرائيلي لا يخشى بيانات القمم العربية ولو بلغت الأطنان، وإنما يخشى طلقة وصاروخ مقاوم في الجنوب وغزة». وقال «إن أهالي غزة المحاصرين لا يريدون من العرب لا جيوشهم ولا أسلحتهم، وإنما أن يقطعوا علاقاتهم مع العدو الإسرائيلي، وألا يسمحوا بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الخليجية»، وأعلن أنه «على العدو أن يعلم أنه ما دام العدوان مستمراً على غزة، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان مستمرة في عملياتها».

وحمّلت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري «العدو الصهيونيّ مسؤولية التطاول والعدوان على لبنان وتعمّد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب المجازر فيهم كالمجزرة التي استهدفت نساء وأطفالاً على طريق عيثرون – عيناثا، وكاعتدائه الآثم قبل أيام على سيارات الإسعاف واستهداف المسعفين في (طير حرفا)، ضارباً عرض الحائط بكل القواعد والقوانين».

وفي سياق ذلك، جدّدت الكتلة موقفها الداعي إلى «ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهماً»، ونبهت إلى «مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين».

وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل تصعيد في العمليات النوعية للمقاومة، حيث استهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان. واندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» «الإسرائيلية» بعد استهدافها بصاروخ من لبنان. كما استهدفت المقاومة موقعاً إسرائيلياً في هونين المحتلة.

وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، أنّ «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وتأييدًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، وإلحاقًا ببيا‏نها السّابق عن الهجوم الصّاروخي على موقع المطلة تؤكّد المقاومة الإسلامية إصابة دبّاباتَي «‏ميركافا» وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح».

كما أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، ‏»استهداف ‌‏مجاهدي المقاومة الإسلامية اليوم قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة (وادي شوميرا) ‏بالأسلحة ‏الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة».

ونشر الإعلام الحربي مشاهد من عمليّة «استهداف المقاومة الإسلاميّة لعناصر من الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة دوفيف، عند الحدود اللّبنانيّة الفلسطينيّة».

في المقابل واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المنطقة الحدودية، وأطلقت قذائف على أطراف بلدتي حولا ومركبا. واعترف المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «طائرة بدون طيار تابعة لنا تعرّضت لإطلاق نار فوق «هار دوف» مزارع شبعا المحتلة». وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل».

كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة. وشبت حرائق في أحراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. كما طال القصف خراج بلدة الهبارية.

وكثفت قوات الاحتلال قصفها على عدد من القرى الجنوبية، واستهدف منطقة مفتوحة في أطراف الأحمدية، وألقى قنابل مضيئة في أجواء وادي هونين. كما شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات جوّيّة على أطراف بلدات الناقورة، علما الشعب، عيترون، راميا، بليدا واللبونة في جنوب لبنان. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة بصاروخ موجّه، أحد المنازل في بلدة البياضة الجنوبيّة، ولكن من دون وقوع إصابات.

وفيما تتكبّد قوات الاحتلال الاسرائيلي خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية في غزة والضفة وجنوب لبنان، أطلق وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت تهديدات جديدة ضد لبنان، مدعياً بأننا «مصممون على حماية حدودنا، وإذا ارتكب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطأ فسيتحمل حزب الله ولبنان نتائجه».

وفي حادث يثير الاستغراب والشبهة ويرسم علامات استفهام حول دور قوات اليونفيل في الجنوب، دخلت دورية لليونيفيل بلدة الرمادية في قضاء صور من دون مؤازرة من الجيش اللبناني، فتصدّى لها الأهالي وأوقفوها كما منعوها من الخروج إلى حين حضور الجيش إلى المكان.

"الديار": المقاومة تواكب غزة بعمليات نوعية

مع تصاعد العمليات العسكرية جنوبا، اشارت المعلومات الى ان التحذيرات الدبلوماسية الغربية تقوم على افتراض بان الحرب غير قريبة من نهايتها في غزة، وقد تمتد إلى استنزاف طويل ودموي، لان اسرائيل تعمل على بقاء غزة مدمرة وخالية من معظم سكانها، بحجة عدم عودة حركة حماس الى حكم القطاع، فطرد السكان الفلسطينيين وتحويل بيوتهم إلى أكوام من الركام وتقييد دخول الوقود إلى القطاع، كانت الخطوة الكاسرة للتوازن التي استخدمتها إسرائيل في المواجهة الحالية، خلافاً لكل جولات القتال السابقة. وحتى لو أعلن في القريب عن وقف معين لإطلاق النار بضغط من واشنطن، فلن تسارع إسرائيل إلى الانسحاب وتسمح بعودة السكان إلى شمال القطاع. لأنهم إذا عادوا، إلى أين سيعودون؟ لا بيوت لهم أو شوارع أو مؤسسات تعليم أو محلات تجارية أو بنى تحتية لمدينة حديثة.

 وبحسب الاوساط الدبلوماسية، لن توافق اسرائيل على الانسحاب وإعادة السكان والسماح بإعادة إعمار المدينة اذا لم يتم التوصل الى صيغة لادارة سياسية جديدة لقطاع غزة، دون حماس، اي ان  الصور القاسية  ستبقى على حالها ،وستحاول اسرائيل بمساعدة واشنطن حل ملف الاسرى والرهائن وقد يتغير شكل العملية العسكرية لامتصاص الضغط الدولي، لكن في النتيجة سيبقى على القطاع مدمرا دون السماح لاهله بالعودة او الاستقرار مع الابقاء على ضربات انتقائية، وهذا يطرح السؤال الكبير، ماذا عن جبهة الجنوب؟ وهل ستبقى مفتوحة الى امد طويل؟ وكيف سيتكيف حزب الله مع الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة اذا ما اصبحت امرا واقعا؟ طبعا هذا السيناريو يعمل الاميركيون على تسويقه ويريدون الحصول على ضمانات، لن يحصلوا عليها، بحسب مصادر مقربة من حزب الله، حول طبيعة تصرفه في المرحلة المقبلة اذا ما تحولت المواجهة الى حرب استنزاف طويلة!

وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى ان  الكابينت والجيش لا يزالان يرسمان سلم الأولويات للحرب قطاع غزة اولا حيث الجيش هناك في حالة هجوم. اما الجبهة الشمالية  وعلى الرغم من هجمات حزب الله المتزايدة، وهو الخصم الأقوى من حماس، فتعطى لها الآن الأولوية الثانية. وإسرائيل هناك في حالة دفاع، لكن ثمة معضلة تحتاج الى حل، فرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تحدث عن الحاجة إلى إعادة السكان على الحدود مع لبنان إلى بيوتهم وتمكينهم من العيش بأمان. لكن لم يقل كيف؟ المغزى العملي لهذه الأقوال، الذي يفضل رئيس الحكومة عدم إعطاء تفاصيل حوله، هو إبعاد «قوة الرضوان» عن مناطق الحدود. رؤساء المجالس في المنطقة يقولون لقادة الجبهة الشمالية بشكل واضح: لن نعود إلى بيوتنا إلى حين إبعاد قوة الرضوان من هناك.

وكشفت الصحيفة انه «كلما نزلنا إلى الأسفل، من الحكومة إلى هيئة الأركان وإلى قيادة المناطق والألوية، نسمع أقوالاً حازمة أكثر بخصوص الحاجة إلى معالجة موضوع حزب الله بعد حماس، أو عند الحاجة في موازاة ذلك»، لكن الأميركيين يرون ذلك بشكل مختلف، ويفضلون أن تركز إسرائيل على قطاع غزة، ولكن استمرار الحرب في غزة والاحتكاك المتزايد في الشمال يزيدان خطر ارتكاب الأخطاء. ووفقا لمعلومات الصحيفة فان زيارة عاموس هوكشتاين الى بيروت هدف في جزء منها الى تفحص امكانية استئناف الجهود لترسيم متفق عليه لخط الحدود البري الذي بدأ قبل الحرب. لكنها جزمت بصعوبة رؤية كيف يمكن لأحد الانشغال بذلك في وقت يجري فيه قتال على جانبي الحدود. ونقلت عن اوساط امنية اسرائيلية قولها «يبدو أننا سنحتاج إلى أكثر بكثير من عملية سياسية لتهدئة سكان منطقة الشمال بأنه لن يتكرر «هجوم إرهابي» في مستوطناتهم مثل الهجوم الذي حدث في الجنوب».!

وقبل يومين على إطلالة ثانية لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم «الشهيد»، شهدت الجبهة الجنوبية تطورا نوعيا في عمليات المقاومة، وفيما اقرت وسائل اعلام العدو بان حزب الله رفع مستوى هجماته كما ونوعا، والحدث كان بالامس في المطلة حيث اعلنت المقاومة عن إصابة دباباتي ميركافا وسقوط طاقميهما بين قتيل وجريح في هجوم غير مسبوق في كثافته، واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان حزب الله أطلق 8 صواريخ مضادة للدبابات.  كما استهدف الحزب موقعاً إسرائيلياً في هونين وآخر في تل رياق، واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط. وتم استهداف قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة ‏بالأسلحة ‏الصاروخية وحققت المقاومة  فيها اصابات مباشرة.

ودوّت صفارات الإنذار في شتولا في القطاع الأوسط حيث تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرّضه لوابل من الصواريخ. واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار تعرضت لإطلاق نار فوق مزارع شبعا، ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل. وقصف جيش الاحتلال أطراف بلدتي حولا ومركبا وكفركلا وتل نحاس وسهل الخيام وسهل مرجعيون. كما استهدف القصف المدفعي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة، وشبّت حرائق في أحراج بلدتي راميا وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. وطال القصف خراج بلدة الهبارية والعديسة والقوزح. وكانت قذيفة إسرائيلية سقطت على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر، وقام الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها.واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة رميش. كما تعرض خراج الوزاني للقصف بعدد من القذائف.

وسجل قصف مدفعي وفوسفوري اسرائيلي على سهل مرجعيون بالقرب من محلة الحوش. وسقطت قذيفتان مدفعيتان معاديتان على طريق مشروع 800 تحت حرج صنوبر البويضة في مرجعيون وطالت شظاياها المنازل القريبة من دون وقوع اصابات. وسقطت قذيفة إسرائيلية قرابة الثانية من بعد الظهر على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر. وقام الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها. فيما بلغ الطيران الاسرائيلي الاستطلاعي سماء بيروت في ظل استمرار للتحليق في القطاعين الغربي والأوسط ومدينة صور ومجرى نهر الليطاني.

إقرأ المزيد في: لبنان