معركة أولي البأس

لبنان

خوفًا من التصعيد على الجبهة الشمالية للعدو.. هوكشتاين في بيروت داعيًا للتهدئة
08/11/2023

خوفًا من التصعيد على الجبهة الشمالية للعدو.. هوكشتاين في بيروت داعيًا للتهدئة

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على الجبهة الجنوبية التي شهدت تصعيداً واسعاً تعدّى قواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين الأول بين حزب الله وقوات الاحتلال الصهيوني، وبعد وصول الصواريخ من لبنان إلى "نهاريا" و"عكا" و"حيفا" رداً على جريمة عيناتا، وسّع جيش الاحتلال قصفه حتى جبل الريحان أمس، وسط تحذير من توسيع نطاق العمليات والقصف إلى مديات أكبر، ما قد يؤدي الى تدحرج الوضع الى حرب تشمل أهدافاً مدنية وربما مرافق حيوية. وبعد جريمة عيناتا وردّ المقاومة القوي، تكثفت الجهود الديبلوماسية الأميركية والأوروبية لاحتواء الموقف وضبط التوتر لعدم الانزلاق الى حرب شاملة بين لبنان و"إسرائيل"، وزيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين المفاجئة تصبّ في هذا الاتجاه حيث حطّ الأخير في بيروت، حاملاً القلق من تدحرج الأوضاع على الحدود وخروجها عن السيطرة، وجامعاً بين الدعوة للتهدئة والتحذير من التصعيد، بينما كان الجواب اللبناني بأن وقف التصعيد يبدأ من الضغط الأميركي على جيش الاحتلال، سواء على جبهة لبنان أو جبهة غزة.

"الأخبار"| أميركا تضغط لهدنة... و"القسام" ترفض تقديم "هدايا مجانية": هوكشتين في "مهمة خاصّة"

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي قالت: "تحدّثت مصادر فلسطينية مطّلعة عن معلومات نقلتها عواصم عربية وإقليمية، أن الولايات المتحدة وعدت بإقناع حكومة العدو بالموافقة على هدنة إنسانية قصيرة، وأن البحث جارٍ حول ما يمكن القيام به خلالها. وأشارت المصادر إلى أن البحث يتركّز على مقايضة غير كاملة بين محتجزين مدنيين لدى قوى المقاومة في غزة، وإدخال كمية كبيرة من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الوقود، والمساعدة على معالجة ملف العالقين تحت الأنقاض.

وقالت المصادر إن قيادة كتائب عز الدين القسام أبلغت القيادة السياسية للحركة وآخرين بأنها لن تطلق سراح أي عسكري من الأسرى لديها إلا مقابل إطلاق سراح معتقلين من السجون الإسرائيلية، وأنها مستعدّة، الآن، لإنجاز صفقة شاملة إذا أُطلق سراح جميع المعتقلين.

وكان لافتاً أمس ما نقله موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على «وقف القتال 3 أيام للتقدّم في إطلاق سراح رهائن»، وأن هناك «نقاشاً بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" وقطر لمناقشة اقتراح تطلق بموجبه "حماس" سراح 10 إلى 15 رهينة، على أن تُستغل الهدنة للتحقّق من هُويات جميع الرهائن وتقديم قائمة بهم».

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن حماس تحتجز نحو 180 أسيراً بينما تحتجز حركة الجهاد الإسلامي نحو 40، فيما يحتجز آخرون نحو 20 آخرين. وقال الموقع إن نتنياهو أبلغ بايدن «تخوّفه من فقدان الدعم الدولي إذا توقف القتال 3 أيام، وأنه لا يثق بنوايا حماس أو قبولها بصفقة بشأن الرهائن». ونقلت قناة CNN عن «كبير مستشاري نتنياهو» أن «أفضل طريقة لضمان إطلاق الرهائن هي زيادة الضغط على حماس».

من جهتها، كرّرت المصادر الفلسطينية أن العدو يريد هدنة لساعات لا تتجاوز اليوم الواحد، وأنه يريد إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى مقابل المساعدات فقط، وأن هذا الأمر غير مقبول من جانب المقاومة، لأن إطلاق أي إسرائيلي مدني أو عسكري يجب أن يكون مقابل أسرى فلسطينيين، وأن فترة الساعات الـ 24 ليست كافية أصلاً لضمان عملية الإحصاء، إضافة إلى أن عدداً من الأسرى الذين قُتلوا لا يزالون تحت الأنقاض، وأن عمليات البحث عنهم تحتاج إلى وقت غير قصير. كما أن حماس تريد إدخال فرق طبية تساعد على معالجة الجرحى داخل القطاع، وليس موادّ طبية فقط.

في هذه الأثناء، وصل إلى بيروت فجأة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين، وعقد سلسلة لقاءات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب واللواء عباس إبراهيم، كما أجرى اتصالاً هاتفياً بالمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وصرّح هوكشتين أنه جاء لدعوة لبنان إلى عدم التورط في الحرب والضغط على حزب الله من أجل ذلك.
وعلمت «الأخبار» من مصادر واسعة الاطّلاع أن زيارة هوكشتين ليست لها علاقة بكل ما صرّح به، ولا بما نقله عنه زواره، وأنه وصل إلى بيروت ضمن مهمة خاصة، كُلف بها من قبل الإدارة الأميركية، تتعلق بملفات متصلة بما يجري في قطاع غزة. ورفضت المصادر الحديث عن تفاصيل هذه المهمة، لكنها أشارت إلى أنها جزء من عملية كبيرة تجري بين واشنطن وعواصم أخرى معنيّة بالصراع الدائر.

مع ذلك، نقلت مصادر عن الذين اجتمع بهم الزائر الأميركي معطيات من نوع أنه «كرّر الكلام نفسه الذي قالته السفيرة الأميركية دوروثي شيا، كما كل السفراء الذين زاروا لبنان»، مشيرة إلى أنه «لقي الجواب نفسه وهو أن على "إسرائيل" أن تتوقف عن اعتداءاتها وأن لا أحد في لبنان قادر أن يعطي جواباً بالنيابة عن حزب الله». وأوضحت المصادر أن هوكشتين كرّر تحذيرات من أن انخراط لبنان في الحرب ضد إسرائيل «ستكون له نتائج تدميرية على البلدين». وهو سأل في بعض اللقاءات عما يمكن أن يحول دون تصعيد الوضع في لبنان، فقيل له إن ذلك في «أيدي أصحابكم في إسرائيل». ولدى سؤاله عما يحول دون انخراط حزب الله في الحرب، جاءه الجواب: «وقف إطلاق النار في غزة». غير أن المصادر نفسها لاحظت أن الموقف الأميركي «بات أطرى مما كان عليه سابقاً»، لافتة إلى أنه يبدو أن هناك ما يشبه التباين داخل فريق الإدارة الأميركية حول المقاربة الأفضل للتطورات المتسارعة في المنطقة".

"البناء": هوكشتاين في بيروت قلقًا من التدحرج.. بين الدعوة للتهدئة والتحذير من التصعيد

من جهتها، كتبت صحيفة "البناء": "حيث التوتر يخيّم على جبهة الجنوب، وسط الردّ المتواصل للمقاومة على جريمة عيناتا، بينما الاحتلال يواصل اعتداءاته، ومعادلة الاحتمالات المفتوحة تحكم المشهد من زاوية المقاومة، حطّ في بيروت المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين، حاملاً القلق من تدحرج الأوضاع على الحدود وخروجها عن السيطرة، جامعاً بين الدعوة للتهدئة والتحذير من التصعيد، بينما كان الجواب اللبناني بأن وقف التصعيد يبدأ من الضغط الأميركي على جيش الاحتلال، سواء على جبهة لبنان أو جبهة غزة.

على وقع وصول كبير مستشاري الإدارة الأميركية لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت، شهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً واسعاً تعدّى قواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين الأول بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وبعد وصول الصواريخ من لبنان إلى نهاريا وعكا وحيفا رداً على جريمة عيناتا، وسّع جيش الاحتلال قصفه حتى جبل الريحان أمس، وسط تحذير من توسيع نطاق العمليات والقصف إلى مديات أكبر، ما قد يؤدي الى تدحرج الوضع الى حرب تشمل أهدافاً مدنية وربما مرافق حيوية. إلا أن مصادر مطلعة لـ»البناء» لفتت الى أنه وبعد جريمة عيناتا وردّ المقاومة القوي، تكثفت الجهود الديبلوماسية الأميركية والأوروبية لاحتواء الموقف وضبط التوتر لعدم الانزلاق الى حرب شاملة بين لبنان و»إسرائيل»، وزيارة هوكشتاين المفاجئة تصبّ في هذا الاتجاه. وأوضحت المصادر أنه وعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي الأحد الماضي وما تبعه من ردة فعل المقاومة، لا تزال الأمور مضبوطة لجهة تجنب استهداف المدنيين لتجنب الطرفين الدخول بحرب شاملة. لكن مع التنبه الى احتمال جنوح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب في «إسرائيل» لاستدراج حزب الله الى حرب واسعة النطاق لتوريط الأميركيين فيها، علماً أن الإدارة الأميركية تمارس الضغوط على نتنياهو لعدم السير بخيار جنوني كهذا يأخذ المنطقة الى حرب إقليمية لا تريدها أميركا.

وشهدت الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي سخونة لافتة، مع تأكيد أوساط مواكبة للوضع الميداني، لـ”البناء” أن المقاومة رفعت من مستوى التصعيد العسكري خلال اليومين الماضيين ارتباطاً بأمرين: مجزرة عيناتا والتصعيد الإسرائيلي في غزة، مرجحة أن يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه السبت معادلات ميدانية جديدة لردع الهمجية والوحشية الإسرائيلية في جنوب لبنان وفي غزة.

وأعلنت المقاومة الإسلامية، في بيان، أنّ مجاهديها استهدفوا، ‌مرابض مدفعية العدو في فلسطين ‏المحتلة، ردًا على قيام العدو الصهيوني بقصف إحدى نقاط المقاومة الإسلامية في ‏إقليم ‏التفاح ليل الإثنين الماضي. كما استهدف حزب الله موقع بركة ريشا الاسرائيلي. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق نار وقذائف هاون باتجاه عرب العرامشة في القطاع الغربي قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت اعتراض الدفاعات الجوية مسيرة قرب الحدود اللبنانية. ولفتت إذاعة جيش الاحتلال الى انه “تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا في الجليل الغربي وقد ردّ الجيش على مصدر النيران”.

في المقابل قصف جيش الاحتلال بشكل عشواي وعنيف أطراف الناقورة في اللبونة، كما قصف 4 قذائف مقابل مروحين في بركة ريشا، ونفذ غارتين على أطراف عيتا الشعب، كما استهدف أطراف كفركلا ومرتفعات شبعا.
وأغار طيران الاحتلال الحربي على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة في حين حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري. كما سجل قصف مدفعي إسرائيلي على اللبونة وعلى أطراف الناقورة، ونفذ أربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب.
وادّعى نتنياهو “أننا نقوم في الجبهة الشمالية بعمليات دفاعية وهجومية وهاجمنا أهدافاً عدة لحزب الله”، معتبرًا أنّه “إذا اختار حزب الله الدخول في الحرب فسيكون قد ارتكب خطأ عمره”.
وزعم وزير الدفاع في حكومة الاحتلال بأننا “لسنا معنيين بفتح جبهة حرب مع حزب الله، لكن إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فـ”إسرائيل” ستحسم مصير لبنان”.

في المقابل أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح لـ”إن بي سي”، الى أنه “إذا استمرّت “إسرائيل” وأميركا في عدوانهما فسيؤدي ذلك لمواجهة شاملة”، ولفت الى أن “حزب الله يشارك من أجل تخفيف الضغط على غزة”، وأوضح بأن “هجماتنا المتزايدة رسالة بأنه إذا توسّعت “إسرائيل” فستكون هناك عواقب وخيمة”.

بدوره، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن “الأهداف كبيرة بالنسبة إلى العدو والمعركة تحتاج إلى نفس طويل، والتعاطي مع هذه المعركة يجب أن يكون بنفس طويل. فهذا النمط من المعارك لا يمكن أن نصل فيه إلى انتصار بسرعة بسبب طبيعة المعركة. وقد يتطلب الأمر في لحظة من اللحظات أن تُفتح هذه المعركة حينئذ أنت كمحور ومقاومة وشعب مقاوم تحدد الظرف والخيار، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار”.
وخلال لقاء نظمه “تجمع العلماء المسلمين” تضامنًا مع صمود غزة المحاصرة قال صفي الدين: “إذا تمكنا كمحور مقاومة، وتمكنت المقاومة في فلسطين وتمكن أهل غزة من إنهاء هذه المعركة دون أن نحقق أغراض نتنياهو فهذا هو المطلوب، وهذا هو الانتصار الأصفى والأنقى. أما في غير هذه الحالة، فنحن سنأخذ الأمور إلى وضع آخر، لكل وضع حساباته، كما أشار سماحة السيد”.

في غضون ذلك، حط آموس هوكشتاين في عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة.
وبعد اللقاء قال هوكشتاين: “حضرت الى لبنان لأن الولايات المتحدة الأميركية تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة”. وأضاف: “نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، واستمعت لوجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان”. وشدد على أن “المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية، وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان و”إسرائيل” هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم”.
وأبلغ الموفد الأميركي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه به في السراي الحكومي، أنّه “يزور لبنان موفدًا من الرئيس الاميركي جو بايدن، لبحث الوضع في جنوب لبنان، وأنّه لمس من خلال محادثاته أن لبنان و”إسرائيل” لا يرغبان بتصعيد الوضع”. ودعا هوكشتاين جميع الجهات إلى “احترام القرار الأممي الرقم 1701 وتنفيذه كاملًا”، كما أكد مجدداً “دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها”.
وبحث نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وهوكشتاين، التطورات الأخيرة جراء الحرب على غزة والاعتداءات الأخيرة على جنوب لبنان وانعكاسات ذلك على المنطقة. وخلال اللقاء بينهما في مكتبه في المجلس النيابي، أكّد بو صعب أنّ “الحل يجب أن يبدأ بوقف سريع لإطلاق النار واحترام القوانين الدولية ووقف قتل المدنيين والأطفال”.
من جهته، أكّد هوكشتاين “ضرورة إبعاد الحرب عن لبنان والحفاظ على الاستقرار والأمن”.
وأشارت أوساط مطلعة لـ”البناء” الى أن زيارة هوكشتاين الى لبنان تأتي في إطار سلسلة الزيارات للدبلوماسيين الأميركيين والأوروبين والعرب لنقل رسائل تهديد للبنان من مخاطر توسيع حزب الله للعمليات العسكرية ضد “إسرائيل”، لا سيما عقب ارتفاع وتيرة التوتر على الحدود إثر استهداف قوات الاحتلال لسيارة مدنيّة ما أدى الى استشهاد أربعة أشخاص، حيث شعر الأميركيون أن إطلاق صواريخ من لبنان على كريات شمونة وحيفا يعني أن حزب الله سيوسع قواعد الإشتباك الى حد كبير قد يستدرج ردود فعل اسرائيلية كبيرة أيضاً تتدحرج إلى حرب واسعة.

ومساء أمس، وزعت السفارة الاميركية في بيروت بياناً، كرر ما صرّح به الدبلوماسي الأميركي في عين التينة والسراي الحكومي، وأشارت السفارة إلى أن “كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، أعرب عن اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب”. وعبر عن “خالص التعازي لحياة المدنيين التي فقدت”. واستمع إلى “مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها”. وأكد مجدداً أن “الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدد”، وشدد على أن “استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان و”إسرائيل””.
وذكر “جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف”، ودعا إلى “تنفيذه بالكامل”.

وكان الرئيس بري تابع تطورات الأوضاع في الجنوب في ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية وآخرها الجريمة التي استهدفت المدنيين والاطفال على طريق عيترون عيناتا والمسعفين في منطقة طيرحرفا اضافة الى المستجدات السياسية، وذلك خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وحول تعيين جلسة للحكومة للتمديد لقائد الجيش، قال ميقاتي: “أنا والرئيس بري حريصان كل الحرص على المؤسسة العسكرية وحتماً في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”.

وفي سياق ذلك، أبدى تكتل “لبنان القوي” في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، استغرابه حيال “الضجة المثارة حول ملف قيادة الجيش وسط حملة مشبوهة للتمديد لقائد الجيش خلافاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء، والتهويل المبرمج حول انقسام الجيش أو وقف المساعدات له في حال عدم التمديد، وهي كلّها ذات خلفية سياسية محضة لا علاقة لها بمصلحة المؤسسة العسكرية التي تتأمن بإبعادها عن السياسة وليس باستخدامها في سياسة خاصة وضيقة”.
وأكد التكتل تمسكه “برفض التمديد في أي موقع من مواقع السلطة والإدارة ورفض التشريع خلافاً لمبدأ الشمولية”، مشيراً الى أن هناك “حلولاً قانونية عدة متوفرة لتفادي وقوع الفراغ في قيادة الجيش وأن هذا الفراغ لن يحصل وهو غير وارد أصلا في المؤسسات ذات التراتبية العسكرية. كما أن حملات المزايدة علينا في محبة الجيش معروفة الأسباب، فالتاريخ والحاضر يشهدان من هم المحبّون الفعليون للجيش”.
ولفتت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن خيار التمديد لقائد الجيش يتراجع بسبب رفض قوى عدة، لا سيما التيار الوطني الحر، ورفض الرئيس بري انتقائية القوات اللبنانية بعقد جلسات تشريعية”، مشيرة الى أن “خيار تسلم الضابط الأعلى رتبة لصلاحيات قائد الجيش بعد شغور المنصب أيضاً ليس خياراً سليماً”، ورجحت أن تتجه الأمور الى خيار تعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء، وهذا الحل الوحيد والمتاح، لأن رئيس الأركان يحلّ مكان قائد الجيش في غيابه، لكن المصادر لفتت الى أن “ملف قيادة الجيش لن يبت في الوقت الحالي، وهناك متسع من الوقت قبل إحالة القائد الحالي على التقاعد”".

"النهار"| الرسالة الخاطفة لهوكشتاين: تجنبوا تمدّد غزّة إلى لبنان

بدورها كتبت صحيفة "النهار": "استعادت الزيارة المفاجئة غير المعلن عنها سابقا والخاطفة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين، المهندس والعراب لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل"، لبيروت امس، الوجه “التقليدي” القديم لزيارات كبار الموفدين الأجانب للبنان في حقبات الحرب حين كانت تواكب حضورهم ومهماتهم جولات التصعيد الحربي القتالي! ومع ان اوساطا عدة أبدت تقديرات “إيجابية” لتعمد الرئيس الأميركي جو بايدن ايفاد هوكشتاين موفدا له الى بيروت نظرا الى مراسه وخبرته مع الافرقاء اللبنانيين ونجاح تجربته في الترسيم البحري، بما يعني ان طبيعة الرسالة التي اوصلها لجهة التشديد على تحييد لبنان عن نيران تمدد الحرب من غزة اليه، بدا واضحا انه من الصعوبة التعويل على “ضمانات” او معالم طمأنة بعد، ولو ان هوكشتاين تعمد بالكلام المقتضب الذي اعلنه ان يؤكد عدم رغبة لبنان و"إسرائيل" في تصعيد الوضع.

غير ان اللافت في زيارة هوكشتاين انها الى جانب الرسالة الأميركية الواضحة التي نقلها حيال التشديد على تجنيب لبنان محاذير تمدد الحرب اليه والدعوة الى عودة الالتزام فعلا بالقرار الدولي 1701، اوحت زيارته للواء عباس إبراهيم بانه يعمل على مسألة مبادلة الاسرى بين "إسرائيل" وحركة “حماس” تبعا لما كان نقل سابقا عن انخراط إبراهيم مع هوكشتاين في جهود الأخير حيال ملف الاسرى. ولكن التطور المفاجئ تمثل في ان حركة “حماس” سارعت الى اصدار نفي بتكليف مدير عام الأمن العام السابق عباس إبراهيم التفاوض باسمها بشأن الأسرى.

هوكشتاين اجرى جولة لقاءاته السريعة بعد ظهر امس ترافقه السفيرة الاميركية دوروثي شيا بدءا بلقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري وشدد على الأثر بان “الولايات المتحدة تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخصوصا في هذه الأيام الصعبة” وأوضح انه اطلع بري “على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان” واكد “إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك يجب ان يكون بالنسبه للبنان و"إسرائيل" هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم”.

وفي السرايا ابلغ هوكشتاين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه يزور لبنان موفدا من الرئيس الاميركي “لبحث الوضع في جنوب لبنان، وانه لمس من خلال محادثاته ان لبنان و"اسرائيل" لا يرغبان بتصعيد الوضع”. ودعا جميع الاطراف الى احترام القرار الاممي الرقم 1701 وتنفيذه كاملا، كما أكد مجددا دعم الجيش لبسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. ثم زار قائد الجيش العماد جوزف عون ومن ثم اللواء عباس إبراهيم . وافيد انه اجرى اتصالا بالمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري “ونقل اشادة من البيت الأبيض على دور الامن العام اللبناني على اكثر من صعيد”. كما التقى لاحقا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

وعلمت “النهار” انه في لقاء بري وهوكشتاين شدد الثاني على ضرورة عدم توسع المواجهات العسكرية في الجنوب وعدم دخول لبنان في الحرب الدائرة. اما بري فحذر من توسيع "اسرائيل" ضرباتها واستهدافاتها، ولا سيما بعدما اقدمت على جرح اربعة مسعفين من عناصر كشافة الرسالة الاسلامية وقتل ثلاث فتيات وجدتهن. ونبه بري من اخطار تدحرج الامور وتدهورها جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في غزة وجنوب لبنان. وطلب من هوكشتاين الطلب من "اسرائيل" وقف عدوانها ضد غزة وتحميلها مسؤولية كل ما يحصل. وسأله ايضا عن اسباب حضور كل هذا الحشد من الاسطول الاميركي والغربي الى المتوسط.

وابلغ هوكشتاين رئيس المجلس ان واشنطن على استعداد فور الانتهاء من المعارك وتهدئة الاوضاع في الجنوب البت في نقاط الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان و"اسرائيل". ولم يتم التطرق بين بري وهوكشتاين الى موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. واكتفى بري في رد على سؤال ان ”هذا الموضوع عند الحكومة. وكلامي واضح في هذا الخصوص منذ البداية”. وفي اللقاء بين هوكشتاين وميقاتي بدا لافتا ان هوكشتاين تعمد التنويه بانه حضر الى بيروت بتكليف من الرئيس جو بايدن.

واصدرت السّفارة الأميركيّة بيانا عن الزيارة أفادت فيه ان هوكشتاين “اعرب خلال زيارته عن اهتمام الولايات المُتّحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب. وأعرب عن خالص تعازينا لحياة المدنيين التي فقدت. واستمع إلى مخاوف المسؤولين اللبنانيّين وأبلغهم بما تقومُ به الولايات المُتّحدة لمعالجتها. وأكّد مُجدّداً أنّ الولايات المتّحدة لا تريد أن ترى الصّراع في غزّة يتمدّد، وشدّد على أنّ استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبيّة يجب أن تكون الأولوية القصوى لكلٍ من لبنان و"إسرائيل". وذكّر جميع المُحاورين بأنّ قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف ودعا إلى تنفيذه بالكامل”.

تصعيد وحرب تهديدات

في غضون ذلك شيعت بلدة بليدا الجنوبية في وداع مؤثر الشقيقات الثلاث: ريماس وليان وتالين شور مع جدتهن سميرة أيوب اللواتي ارتقين يوم الأحد جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهن في بلدة عيناتا، في حضور حشد كبير من اهالي البلدة والجوار ووفود من المناطق. واستمر التوتر عند الحدود الجنوبية بعدما أطلقت صواريخ عدة من الجنوب سقطت على الحدود اللبنانية -الإسرائيلية. وفيما ذكرت معلومات انه تم إطلاق 8 صواريخ من القطاع الشرقي في اتجاه "إسرائيل"، أفادت معلومات أخرى انه تم إطلاق 20 صاروخًا باتجاه الجليل والجولان.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه عقب دوي صفارات الإنذار شمالي الجولان والجليل الأعلى تم رصد إطلاق صواريخ من لبنان.

وأفيد باستهداف مرابض الجيش الاسرائيلي في الجولان بالصواريخ وأن القبة الحديد نفذت عمليات اعتراض في أجواء المنطقة في القطاع الشرقي. في المقابل استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع في الجنوب وتعرضت منطقة مزارع شبعا ومناطق مفتوحة في القطاع الشرقي لقصف مدفعي إسرائيلي. وطاول قصف إسرائيلي محيط علما الشعب والناقورة. وشنت الطائرات الإسرائيلية ليلا سلسلة غارات على اطراف الناقورة وسهل الخيام وياطر ومرتفعات شبعا.

وتصاعدت التهديدات الكلامية فقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لشبكة “إن بي سي” الأميركية: “إذا استمرت "إسرائيل" وأميركا في عدوانهما فسيؤدي ذلك لمواجهة شاملة”، ولفت الى ان “حزب الله يشارك من أجل تخفيف الضغط على غزة”. وحذر من أن “هجماتنا المتزايدة رسالة بأنه إذا توسعت "إسرائيل" فستكون هناك عواقب وخيمة”.

في المقابل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه إذا اختار حزب الله الانضمام إلى الحرب فسوف يرتكب خطأ كبيرًا. وقال نتنياهو: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات حزب الله وهذا سيكون خطأ حياتيا بالنسبة لهم”. على حدّ زعمه.

كما ان وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت قال انه “إذا أخطأ الامين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله كما فعل السنوار بغزة، فـ"إسرائيل" ستحسم مصير لبنان”. وقال أن “لا نية لدينا لخوض حرب مع حزب الله، ولكن إذا أقدم (السيد) نصر الله على ارتكاب خطأ فسيقضي على لبنان”، بحسب أوهامه.

الحدود البرية اللبنانيةعاموس هوكشتاين

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة