لبنان
السيد صفي الدين: إنهاء المعركة دون تحقيق أغراض نتنياهو هو الانتصار الأصفى والأنقى
نظم "تجمع العلماء المسلمين" لقاءً علمائيًا، "تضامنًا مع صمود غزة المحاصرة وتبيانًا للموقف الإستراتيجي لمحور المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر لأكثر من شهر".
وفي كلمة له، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين: "المطلوب إسناد ودعم هذه الجبهة عسكريًا ولوجستيًا بكل ما أمكننا من قوة حتى لو فتحت جبهات كثيرة، الأصل هي غزة، والذي يُفشل كل المشروع هو غزة، حتى لو فتحت مئة جبهة حولها وغزة لم تستنقذ يعني لن نصل إلى المطلوب".
وأوضح سماحته "الأصل أن تستنقذ غزة وأهلها والمقاومة فيها، يعني أن يثبت من بقي من أهل غزة لأن هناك مجازر ترتكب فيها، وأن تثبت المقاومة فيها وأن تبقى حماس".
وأضاف: "كل هذه الأحلام "الإسرائيلية" ليس لها أي واقع، ماذا يعني أن تقضي على "حماس" وتنهيها فيما هي موجودة في لبنان والأردن ومصر والدول العربية، موجودة بالدول الخليجية وداخل فلسطين وبالضفة وفي أراضي الثمانية وأربعين وفي كل مكان، كيف ستمحو حماس؟ لا يمكن محو حماس، هذا نتيجة غبائهم، وشعاراتهم الفارغة".
وتابع: "المطلوب أولًا الإسناد والدعم العسكري واللوجستي ضمن الإمكانات، وهم الآن يستخدمون هذه الأسلحة، وبجهد كل الإخوة في "حماس" و"الجهاد" وفي كل الفصائل الفلسطينية، نسأل الله تعالى لهم الثبات والنصر".
وقال السيد صفي الدين: "لأن المعركة استثنائية وحجم طوفان الأقصى كبير وأهداف الأميركيين والغرب و"الإسرائيليين" كبيرة وخبيثة، هم يتحدثون عن معركة طويلة. وهنا أتمنى التنبه جيدًا، عندما يتكلم العدو عن معركة طويلة هو يحقق أهدافه بإخراج أهل غزة والقضاء على المقاومة إذا افترضنا أنه يعتبر نفسه قادرًا، أما نحن نعتبره غير قادر. حينما يعتبر نفسه قادرًا هو يعلم أن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى مدة طويلة بحسب المنطق العملياتي والعقلاني والعسكري".
وأضاف: "الأهداف كبيرة بالنسبة إليهم والمعركة تحتاج إلى نفس طويل، والتعاطي مع هذه المعركة يجب أن يكون بنفس طويل، فهذا النمط من المعارك لا يمكن أن نصل فيه إلى انتصار بسرعة بسبب طبيعة المعركة، وقد يتطلب الأمر في لحظة من اللحظات أن تُفتح هذه المعركة حينئذ أنت كمحور ومقاومة وشعب مقاوم تحدد الظرف والخيار، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار".
وتابع: "إذا تمكنا كمحور مقاومة، وتمكنت المقاومة في فلسطين وتمكن أهل غزة من إنهاء هذه المعركة دون أن نحقق أغراض نتنياهو فهذا هو المطلوب، وهذا هو الانتصار الأصفى والأنقى. أما في غير هذه الحالة، فنحن سنأخذ الأمور إلى وضع آخر، لكل وضع حساباته كما أشار سماحة السيد".
وقال السيد صفي الدين: "إذًا الهدف الأساس الذي تحدث عنه "الإسرائيلي" والأمريكي لم يتحقق إلى الآن، وإن شاء الله لن يتحقق منه شيء"، وأضاف "الهدف القضاء على حماس، لكن حماس موجودة وتقصف صواريخ على "تل أبيب""، وأوضح: "إذا كان الهدف القضاء على المقاومة، فالمقاومة كلها موجودة في غرفة عمليات داخل غزة وغرفة عمليات مشتركة هنا في لبنان وهناك مناصرون ومؤيدون وداعمون، إخراج أهل غزة لم يحصل، استعادة الأسرى لم يحصل، ماذا فعلوا؟ لم يحققوا شيئًا بعد شهر".
وأضاف سماحته: "الجيش "الإسرائيلي" الذي يمتلك أهم قوة تسليحية في الجو وفي القتل والدمار، وأهم منظومة أمنية وأهم منظومة تجسس وشبكات أمنية حينما يعجز دون تحقيق أي هدف بعد شهر من القتال الضاري والقصف المتمادي، يعني أن هذا الجيش ضعيف وغير قادر على حسم المعارك التي يخوضها".
وختم: "نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها أين سيبقى الجيش "الإسرائيلي"، وما هو المتبقي منه ومن قدرة الصهاينة والغرب على مستوى فلسطين والمنطقة؟ هذا العنوان إن شاء الله نلاحق كل تداعياته. الآن نحن ما زلنا في صلب المعركة، ويجب أن نعمل لنصمد وننجح وننتصر لتنتصر غزة وتبقى، وإننا على ثقة كاملة بأن غزة ستبقى شامخة وقوية بأهلها ومجاهديها ومقاومتها ووقفتها التاريخية التي لا يمكن لأحد أن ينساها، بهذه الوقفة لشعب غزة ومقاومتها سيحددان مستقبل المنطقة وليس نتنياهو من يحدد مستقبل الشرق الأوسط".
وكانت كلمة لرئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ غازي حنينة، قال فيها:"هذا التجمع الذي هو في صلب معركة طوفان الأقصى التي نستذكر فيها ونحن نعيش الحصار وشعب فلسطين يعيش الحصار، كحصار غزوة الأحزاب، عندما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، عندما وضع له عمامته وأعطاه سيفه وقال: "لقد قام الإيمان كله للكفر كله".
وتابع: "اليوم رجال الله رجال المقاومة الإسلامية على أرض غزة من حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية ورجال الله في جنوب لبنان، رجال حزب الله، ومعهم كل فصائل المقاومة في جنوبنا الصامد".