لبنان
مقاومو غزة يتصدّون لتوغل العدو البري.. واليمن يدخل رسميًا "طوفان الأقصى"
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، توغل جيش العدو الصهيوني البري على عدة محاور من قطاع غزة، وسط تصدٍ ملحمي من قبل مجاهدي فصائل المقاومة في القطاع، في حين لا يزال العدو غير قادر على تثبيت قواته في النقاط التي تقدّم إليها منذ بدء الهجوم البرّي مساء الجمعة الماضي. وأمام فشله ميدانيًا، يُصعّد الاحتلال في عدوانه بتنفيذ مجزرة في مخيم جباليا، بـ6 قنابل زنة الواحدة منها 1000 كيلوغرام، ما تسبّب بإصابة واستشهاد أكثر من 400 مواطن. كما قصف برج المهندسين في مخيم النصيرات، والذي يحوي 24 شقة سكنية على رؤوس قاطنيه، توازيًا مع ارتكابه مجزرة أخرى في مخيم الشاطئ.
كما اهتمت الصحف اللبنانية بدخول اليمن معركة "طوفان الأقصى" على خط المواجهة المباشرة ضدّ كيان العدو، وذلك مع إعلان القوات المسلحة اليمنيّ عن استهداف عمق الكيان وموقع "إيلات" خصوصًا بصواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيرة، في حين استمرت المقاومة الاسلامية في العراق استهداف المواقع والقواعد الأميركية في العراق وسورية.
محليًا، ركَّزت الصحف اللبنانية على تكثيف المقاومة الإسلامية في لبنان لعملياتها ضدّ العدو الصهيوني جنوبًا. وكشف الإعلام الحربي في المقاومة حصيلة الهجمات عبر الحدود منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، معلنًا تنفيذ 105 هجمات طاولت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 رادارًا، وأسفرت عن مقتل وجرح 120 جنديًا إسرائيليًا وتدمير 9 دبابات وإسقاط مُسيّرة واحدة.
أما على صعيد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يُحال إلى التقاعد في العاشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل، تصاعد السجال السياسي بين رافضي التمديد له (رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية)، ومؤيّديه الذين يمثّلهم النائب السابق وليد جنبلاط، وحزب "القوات اللبنانية" الذي تقدمت كتلته النيابية باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لإتاحة استمرار قيادة الجيش، فيما أكدت كتل نيابية أخرى، من بينها "الكتائب" ونواب آخرون، أنها ستحضر أي جلسة تشريعية يدعو اليها رئيس مجلس النوب نبيه بري وستصوّت للتمديد.
"الأخبار": العدوّ يدخل إلى «المستنقع»: تقدّم بطيء... نزف متسارع... و«نصر» بعيد
لم يتقبّل الاحتلال زخم التصدّي الذي واكبت به المقاومة هجومه البرّي الموسّع، فعمد، مساء أمس، إلى رفع «تكلفة» ما يعتبره إنجازاً ميدانياً للأخيرة، من خلال ارتكاب ثلاث مجازر مروّعة، بشكل متزامن، طاولت مخيم جباليا ومخيم الشاطئ ومخيم النصيرات. هكذا، دفعت التكلفة البشرية العالية للعملية البرية، جيش العدو، إلى انتهاج سياسة الانتقام وتدفيع الثمن، بتنفيذ المجزرة الأكبر في «بلوك 6» في مخيم جباليا، حيث قصف مربّعاً سكنياً مشيّدة بيوته من الصفيح، بـ6 قنابل زنة الواحدة منها 1000 كيلوغرام، ما تسبّب بإصابة واستشهاد أكثر من 400 مواطن. كما قصف برج المهندسين في «بلوك 2» في مخيم النصيرات، والذي يحوي 24 شقة سكنية على رؤوس قاطنيه، توازياً مع ارتكابه مجزرة أخرى في مخيم الشاطئ.
ومنذ الواحدة فجراً من يوم الثلاثاء، خاضت فصائل المقاومة، ولا سيما «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، العشرات من المعارك على مختلف محاور القتال، ليبلغ مجموع ما دمّرته من آليات وعربات عسكرية، 15. كما تمكّنت من تنفيذ كمين محكم في محور شرقي مدينة بيت حانون، حيث كمن العشرات من المقاومين في إحدى البنايات في انتظار قوة إسرائيلية خاصة، واستطاعوا الإجهاز على جميع جنودها. وبخصوص محور معبر «إيرز» المحاذي لمدينة بيت حانون، نشرت «القسام» مشاهد عالية الجودة، تمّ تصويرها بواسطة كاميرتيْن، إحداهما من الجو، أظهرت لحظة خروج عدد من مقاوميها من نفق خلف خطوط العدو، ومباغتتهم العشرات من الجنود والآليات، بقذائف «الياسين 105» والأسلحة الرشاشة.
على أن المحور الأكثر خطورة في شمال غزة، تمثّل في المناطق الغربية من أحياء الكرامة والتوام والعامودي، حيث تقدّمت العشرات من الدبابات تحت غطاء شديد الكثافة من القذائف المدفعية وصواريخ الطائرات المُسيّرة، وعبرت لأكثر من خمسة كيلومترات بمحاذاة الكتلة العمرانية، قبل أن يخوض معها مقاتلو «القسام» اشتباكات وجهاً لوجه، ويتمكّنوا من تدمير آليتين وقتل جندي من مسافة صفر. هكذا، كان يوم أمس الأكثر سخونة منذ بداية الحرب، إذ يمهّد الدخول الحالي - في حال استطاع جيش الاحتلال تثبيت قواته -، لتوسيع الهجوم على مساحة سيادية في عمق مناطق شمال غزة، وهي أحياء الشيخ رضوان والنصر والصفطاوي والأمن العام. على أن هذا السيناريو، دونه ما تظهره المقاومة حتى اللحظة من أداء ميداني شديد الزخم، حيث استطاعت تلك الديناميكية تجاوز كثافة الغارات الجوية والقصف المدفعي، الذي سجّل في ذروة ساعات الهجوم أكثر من 10 غارات في خلال كلّ دقيقة، في ما يؤشّر إلى أن تعداد الآليات التي تشارك في الهجوم على ذلك المحور يتجاوز الخمسين دبابة.
وفي محور شرقي حي الزيتون، والذي يطمح جيش العدو بعبوره إلى عزل مدينة غزة وشمالها عن وسطها وجنوبها، واصل المقاومون حتى الساعة الـ5 والنصف من مساء أمس، تنفيذ عمليات الالتحام المباشر بالقوات الغازية. وأعلنت «القسام» أن مقاوميها هناك فجّروا دبابة بعبوة من نوع «شواظ» محلية الصنع، بعدما تمكّن أحد المقاومين من إلصاق العبوة على برج دبابة «الميركافا» بيده. كذلك، أعلنت أن مقاوميها استطاعوا، في تمام الساعة 5 و48 دقيقة، تفجير ثلاث آليات مدرّعة على محور غرب شمال مدينة غزة. أمّا في منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى، فأوقع مقاومو «القسام» الآليات المتوغّلة الثلاث في كمين محكم، ودمّروها بقذائف «الياسين 105»، فضلاً عن تدمير آلية رابعة قدمت لنجدة تلك التي بقيت تشتعل، ثمّ انسحبوا بسلام، قبل أن يتمّ دكّ منطقة الكمين بقذائف «الهاون»، وترفع عمليات الالتحام الأخيرة، مجموع ما فجّرته المقاومة من آليات خلال يوم واحد إلى 22، بحسب الأرقام التي نشرتها هي. وفي المقابل، عمد الجيش الإسرائيلي، كعادته، إلى إخفاء عدد قتلاه، مكتفياً بالإعلان عن مقتل جنديين من لواء «غفعاتي» وإصابة 2 آخرين بجروح خطيرة، أمس.
في توصيف المعطيات الميدانية، تبدو الاندفاعة الإسرائيلية التي شهدتها الساعات الـ24 الماضية، هي الأكبر والأشدّ زخماً منذ بدء الهجوم البرّي مساء الجمعة الماضي. وبرغم تحقّق الاختراق البرّي الأكبر حتى اللحظة، لا يمكن الحكم على مدى قدرة جيش العدو على تثبيت قواته في النقاط التي تقدّم إليها، في ظلّ الضغط الميداني الشديد الذي تمارسه المقاومة على مختلف محاور القتال. ولذا، غلب على سلوك الآليات العسكرية، التقدّم الخاطف ثمّ الانسحاب السريع وإعادة التموضع تحت ضربات المقاومة. كما لا يُغفل أن المقاومة، ولا سيما «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، واصلت قصف حشود العدو بالعشرات من قذائف «الهاون»، كما قصفت مدن العمق المحتل، ومنها تل أبيب وعسقلان، بالعشرات من الصواريخ، في ما يشير إلى أن مقدّراتها الصاروخية لا تزال بخير.
"البناء": اليمن يقصف "إيلات" والحصاد اللبناني 120 إصابة
دخل اليمن رسمياً على خط المواجهة مع إعلان الجيش اليمنيّ عن استهداف عمق الكيان وموقع إيلات خصوصاً بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، اعترف بها جيش الاحتلال زاعماً إسقاطها، بينما واصلت قوى المقاومة استهداف المواقع والقواعد الأميركية في العراق وسورية، حيث تقاطعت التقارير عند قصف بالصواريخ أدّى إلى إشعال الحرائق في موقع حقل العمر حيث القواعد الأميركية في شرق الفرات.
لبنانيا، أعلنت المقاومة الاسلامية حصاد المواجهات التي خاضتها خلال ثلاثة أسابيع، حيث أحرقت ودمرت 11 آلية منها 9 دبابات، و105 مواقع عسكرية و143 كاميرا مراقبة الكترونية متقدمة، وإسقاط طائرة مسيرة وإخلاء 20 مستوطنة.
في واشنطن قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي، إن واشنطن سوف تتابع كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتنصحه بعدم توسيع الصراع في المنطقة.
مع انطلاق الهجوم الإسرائيلي العسكري البري على قطاع غزة، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد الساخن وسط توقع خبراء في الشوؤن العسكرية لـ»البناء» بأن تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة في لبنان وإطلاق الصواريخ ضد أهداف جيش الاحتلال في عمق فلسطين المحتلة وتسخين محور المقاومة للجبهات في سورية والعراق واليمن، على وقع ترقب وانتظار إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل، وما سيُطلقه من مواقف ورسائل بأكثر من اتجاه، وسط ترجيحات بأن يكشف السيد نصرالله عن قرارٍ كبير لمحور المقاومة قد يتضمّن توسيعاً لمدى وعمق وخط النار مع استخدام أنواع جديدة من السلاح.
ووفق مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن المشهد سيتجه الى التصعيد والسخونة من محور المقاومة رداً على حرب الإبادة الأميركية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة، ما سيضع المنطقة على فوهة الحرب الإقليمية بحال استمرّ العدوان الأميركي – الإسرائيلي لا سيما أن الأميركيين يشاركون بالحرب ليس على مستوى التخطيط والدعم العسكري واللوجستي والتسليحي والسياسي والديبلوماسي، بل في عمليات الهجوم البري بوحدات خاصة، وفق ما نشر الإعلام الإسرائيلي، على أن تكون الأيام الفاصلة عن إطلالة السيد نصرالله مليئة بالمفاجآت والتصعيد، وقد يأخذ منحاً أكثر خطورة وتفجراً بعد الإطلالة.
ووفق معلومات «البناء» فإن دوائر القرار الديبلوماسية والاستخبارية تنشط وسفراءها في لبنان للتقصي عن خطاب السيد نصرالله والسقف الذي من الممكن أن يصل إليه وما سيكشف عنه والرسائل الذي سيوجّهها ومدى انخراطه في الحرب على الجبهة الجنوبية، وما سيكون عليه الوضع بعد الخطاب على صعيد محور المقاومة.
وبرز التراجع في اللهجة الأميركية تجاه حزب الله وخطاب السيد نصرالله، وقد أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، «أننا نحن نتابع عن كثب خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يمكنه أن يقول ما يريد، لكن رسالتنا إليه وغيره هي عدم توسيع الصراع في المنطقة».
وإذ لاحظ خبراء عسكريون التصعيد التدريجي لمحور المقاومة الذي بدأ منذ أمس ضد كيان الاحتلال في مختلف الساحات مع دخول جبهة اليمن بقوة الى الحرب واستعمال حركة حماس أسلحة جديدة في البر والبحر والجو، وكذلك تنفيذ حزب الله عمليات نوعية في عمق الكيان وبقاء القواعد والمصالح الأميركية في العراق تحت النار، لفت الخبراء إلى أن «احتمال توسّع الحرب على جبهة الجنوب زاد وسيكبر ككرة الثلج كلما تمادى الإسرائيليون والأميركيون بحربهم ضد الفلسطينيين»، موضحين أن هذه الجبهة بالمستوى الحالي تؤدي دوراً كبيراً، حيث يكفي أنها دفعت الجانب الإسرائيلي إلى وضع ثلث قوته العسكرية في الجبهة الشمالية ما يخفف الضغط على المقاومة في غزة.
وكانت المقاومة الإسلامية أعلنت عن سلسلة عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من موقع وهدف على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأعلنت أنه «بعد رصدٍ دقيق من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية لقوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود، تم اكتشاف كمين لقوة إسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، فقامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور باستهدافها بالصواريخ الموجّهة ما أدى الى تحقيق إصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح».
واستهدف حزب الله موقع «المرج» الإسرائيلي في وادي هونين مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجّهة. واستهدف أيضاً دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة لدى تحرّكها في محيط ثكنة برانيت ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف بصاروخ ثانٍ محيط سقوط الصاروخ الأوّل في الجهات الشمالية لبلدة عيترون في منطقة «المنحلة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية بالقنابل الفوسفورية، وقصف محيط بلدة مروحين وترافق مع إطلاق قذائف حارقة على أحراج بلدة علما الشعب. كما تعرّضت منطقة وادي العليق الواقعة ما يين بلدتي مروحين والبستان لقصف بالقذائف الفوسفورية والحارقة. وأطلقت مسيّرات إسرائيلية أربعة صواريخ على حديقة ايران في مارون الراس. وقصفت مدفعية الاحتلال مركبا وحولا رداً على قصف حزب الله مستوطنة حفات جلعاد. وزعم جيش الاحتلال شنّ غارات جوية ضدّ منشآت ومواقع في جنوب لبنان تابعة لـ»حزب الله».
واشتعلت الحرائق في أحراج اللبونة جنوبي الناقورة وتمدّدت بسبب الاعتداء الإسرائيلي المتكرّر عليها بقذائف الفوسفور والقذائف الضوئيّة واستهداف محيط عمل فرق الإطفاء.