معركة أولي البأس

لبنان

المقاومة تفرض قواعد اشتباك جديدة جنوبًا.. وباسيل يتحرّك داخليًا
24/10/2023

المقاومة تفرض قواعد اشتباك جديدة جنوبًا.. وباسيل يتحرّك داخليًا

لا يزال الترقّب جنوبًا سيّد الموقف، وعلى الرغم من تراجع حدّة الاشتباكات، إلا أنَّ خطر توسّع رقعة المواجهة يشكّل هاجسًا العدو الصهيوني وأميركا، وقد بات جليًا لدائرة القرار في "تل أبيب" وواشنطن بأنَّ التصعيد على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة من قبل حزب الله مرهون بميدان غزّة، ما يعطّل أي مخطط للعدو في محاولته للقضاء على المقاومة الفلسطينية في القطاع، وسط توجُّس أمني وسياسي في الكيان من عدم قدرة الجيش على خوض معركة برية في غزة، خصوصًا بعد أن تهشّمت صورة قواته التي تقهقرت أمام المجاهدين الفلسطينيين.

محليًا، تناولت الصحف اللبنانية رسائل التهديد الغربية للحكومة اللبنانية بتدفيع لبنان أثمانًا كبيرة في حالة تدخّل حزب الله بالحرب إلى جانب غزة، في حين استمرت ضربات المقاومة الاسلامية جنوب لبنان حيث استهدفت موقع المرج مقابل مركبا بالصواريخ الموجّهة ‏والأسلحة المناسبة.

سياسيًا، تطرقت الصحف اللبنانية إلى الجولة التي بدأها رئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل على القيادات المحلية، حيث اتصل هاتفيًا بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، وعرضا مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة ‏في لبنان والمنطقة وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز ‏الوحدة الوطنية، وجرى الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.

كما زار باسيل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، على أن يزور اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وتأتي زيارة باسيل الى السراي من ضمن جولة يقوم بها على القيادات السياسية في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي والأحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، عنوانها "حماية لبنان والوحدة الوطنية".

"الأخبار": قواعد جديدة تفرضها المقاومة على وقع ميدان غزّة

صمتٌ رهيب على الأرض، يخرقه طنين الطائرات المُسيّرة، وهي تجوب السّماء على شريط الحدود الفلسطينية ـ اللبنانية. آثار دخان ترتفع من أحد مواقع العدوّ، يقابلها عمود دخانٍ سبّبته غارة للطيران الحربي المعادي، في محاولةٍ للردّ على مصادر نيران المقاومة اللبنانية.

هي أوقات قصيرة بين الجولة والجولة، يمكن استراق التنقّل فيها على الطرقات المحاذية للجدار الإسمنتي، بعدما تحوّلت أطراف القرى وطرقاتها الطرفية إلى مناطق مستهدفة بالقصف الإسرائيلي. لكنّ التقاط هواء عكا والكرمل العابر مع الريح الجنوبية من شبّاك السّيارة المسرعة، على الطريق بين عيتا الشعب ورامية، يستحقّ المغامرة.

يدبّ السكون داخل قرى المواجهة الحدودية. بعض الحيوانات الأليفة، هجرها أهلها، بعد أن فضّل جزء من السكان الانتقال المؤقّت إلى مناطق أخرى بعيدة، بينما التزم جزء آخر بيته ولا يخرج منه إلّا للضرورة القصوى. أمّا المقاومون، فظلالٌ تظهر وتختفي من دون أن تترك أثراً.

في شريط بعمق خمسة كيلومترات تقريباً داخل الأراضي اللبنانية، ومثله على الجانب الفلسطيني المحتلّ، تدور حربٌ حقيقيّة. منذ الثامن من تشرين الأول الحالي، تُلهب المقاومة خط الجبهة من بحر الناقورة في الغرب، إلى سفوح جبل الشيخ في العمق الشرقي. فلا تهنأ عينٌ لجندي إسرائيلي في موقع من المواقع الـ 31 المنتشرة على طول خط الحدود الوهمي، بعدما حوّلت جرأة المقاومين وقبضات صواريخ الكورنيت الموجّهة، التحصينات الإسمنية والملاجئ إلى سجون لا يفارقها جنود الاحتلال.

قبل شهرٍ من الآن، كان قادة جيش العدوّ يتحدّثون عن استعدادهم لـ«أيام قتالية» على «الجبهة الشمالية» مع حزب الله، بينما أطلق رموز الحكومة الإسرائيلية التهديد والوعيد. أحدهم قال إن «إسرائيل ستعيد لبنان إلى العصر الحجري».

لكنّ الواقع في جنوب لبنان عكس ذلك. خلال أسبوعين من القتال، غيّرت المقاومة قواعد الاشتباك القديمة، لصالح قواعد جديدة، عنوانها التماهي العسكري مع الميدان في غزّة، وترتبط بظروف المرحلة وتطوّراتها، بما لا يشبه ما كان قائماً منذ ما بعد حرب تمّوز 2006.

صحيح أن حزب الله يدير المعركة بدقّة متناهية ويتدرّج بالتصعيد، لكنّ حجم الضربات التي يسدّدها، وتوزّعها على خطّ جبهة يتجاوز طولها الـ 100 كلم، يُظهران اندفاعاً هجوميّاً عالياً مع تطوّر العدوان على فلسطين، وجرأة أعلى كلّ يوم، يعاكسان محاولات جيش الاحتلال لاحتواء الهجمات والانتقام بقصف الصحافيين والمدنيين.

في الحساب، الاستهدافات الكثيفة لمعدات التجسّس والتنصّت والتصوير والاستعلام ووسائط التشويش الإلكتروني والإنذار المبكر، تضرّرت بما يزيد على 40%، وهذا ما يفسّر اعتماد العدوّ الكبير على الطائرات المُسيّرة لتعويض النقص في الجمع المعلوماتي الذي كانت تؤمّنه هذه الوسائط. إلّا أن ذلك، وعلى الرغم من التفوّق الجوي وسقوط ما يزيد على 27 شهيداً للمقاومة، لم يعطِ جيش العدوّ القدرة على تعطيل حركة أطقم الكورنيت و«صائدي الدبابات» ولا من استمرارهم في تحقيق الضربات.

في المقابل، تمكّن المقاومون من شلّ حركة قوات العدوّ، على مستوى الأفراد وتجمّعات الجنود وفي النقاط المموّهة والمستترة، وعلى مستوى الآليات والمدرّعات التي تحوّلت إلى أهداف في أقلّ حركة وأسرع وقت، حتى بات الضبّاط والقادة يتنقّلون بالسيارات المدنيّة خشية الموت في الآليات العسكرية. دبابات الميركافا أيضاً لم تسلم من الضرب والحصار، فبات يلاحظ غيابها عن الخط الأمامي وضيق هامش مناورتها مع اختبائها في تحصينات الخطوط الخلفية، خشية استهدافها بالصواريخ التي يصل مداها إلى حوالي 5 كلم.

وظهرت مشكلة أخرى لدى جيش الاحتلال في الجدار الإسمنتي نفسه، إذ إن تطوّرات الأيام الأخيرة، كشفت هشاشة الجدار الذي كلّف المليارات لإنجازه، من حيث تمكّن المقاومة من الاحتفاظ بامتيازات جغرافية على طول خطّ الجبهة تسمح لها باستهداف واسع وعميق من مناطق متاخمة للجدار أو مشرفة عليه، عدا ظهور الكثير من الثغرات التي سمحت للمقاومين الفلسطينيين مثلاً، باختراق الإجراءات أكثر من مرة والدخول من لبنان إلى العمق الفلسطيني، ما حوّل الجدار الإسمنتي إلى «جبنة سويسرية»، على غرار خطّ بارليف الشهير.

ولا يخلو سير المواجهات، من محاولة كلّ طرف استكشاف الأسلحة المجهولة التي يستخدمها الطرف الآخر، خصوصاً في الجوّ، إذ إن المقاومة تختبر باستمرار ردود فعل الدفاعات الجويّة الإسرائيلية، بينما يحاول العدوّ فعل الأمر نفسه.

أكثر من أسبوعين بقليل، كانت كافية لتظهر صورة الردع الإسرائيلي أمام حزب الله على حقيقتها: سقطت كلّ أوهام «الأيام القتالية» قبل أن تبدأ الحرب الواسعة، وتحوّلت قوات الجيش إلى انتشار دفاعي، بينما تكتظّ المستوطنات الفارغة من المستوطنين بالجنود. وحزب الله لا يرتدع ويصعّد ضرباته، بما يُفقد الاحتلال أي سيطرة على التحكّم بوتيرة المعركة أو قوّتها، وطبعاً نهايتها.

كلّ يوم يمرّ في الجنوب، تتآكل صورة الرّدع الإسرائيلي أكثر فأكثر أمام حزب الله من دون القدرة على تعويضها، مع اضطرار العدوّ للقبول بالتحوّلات... على وقع التطورات الميدانية في غزّة، تتصاعد المواجهة من دون أفق واضح. وإذا ما قرّر العدوّ الدخول البري إلى غزّة والاستمرار في العدوان، فإن التدحرج العسكري، على قواعد الأسبوعين الأخيرين، سيكون السيناريو الأكثر ترجيحاً في الجنوب اللبناني، حيث القبضات مشدودة على الزّناد لتسدّد من دون أي رادع، أو حسابات، لكلّ ما ساد سابقاً.

رغم انخفاض وتيرة العمليات والعمليات المضادّة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بقي منسوب التوتر مرتفعاً في «الجبهة الشمالية» بما فيها من مواقع عسكرية ومستوطنات، وزاد من حدّة التوتر الغموض الذي يحيط نوايا حزب الله حيالَ المعركة المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن رصد جسم مشبوه يحلّق في سماء كيبوتس دان عند الحدود مع لبنان، مرجّحة دخول طائرة مُسيّرة. فيما دوّت صفّارات الإنذار في كريات شمونة إثر سقوط صاروخ فيها منطلقاً من لبنان، ما أدّى إلى جرح مستوطنَيْن بحسب اعتراف الإعلام العبري.

وفي السياق، أعلن المتحدّث باسم جيش العدو عن إطلاق نار من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام. فيما أعلن حزب الله استهداف موقع المرج مقابل مركبا بالصواريخ الموجّهة ‏والأسلحة المناسبة. كما أعلن عن استشهاد مصطفى حسين زعيتر (بلدة جلالا في البقاع)، وكذلك أعلنت «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي» استشهاد علي كمال عبد العال وحسين حسان عبد العال (من بلدة حلتا في العرقوب).

وفي وقت متأخر من ليل أمس، سُجل سقوط صاروخ إسرائيلي استهدف منطقة الحرج قرب تل النحاس شمالي بلدة ‎كفركلا، كما نفّذ الطيران الحربي للعدو غارة جوية جنوب بلدة ‎عيترون.

"البناء": ضغوط مالية وسياسية لتقييد حركة حزب الله جنوبًا

تتواصل رسائل التهديد الغربية للحكومة اللبنانية بأن لبنان سيدفع ثمناً كبيراً بحال وسع حزب الله الحرب ضد “إسرائيل” خلال العملية البرية العسكرية ضد غزة، أكدت أوساط مطلعة في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “كل رسائل التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور التي تصل إلى لبنان عبر السفراء والمسؤولين الديبلوماسيين الغربيين والعرب الى لبنان لمنع تدخل حزب الله بالحرب الى جانب غزة، لن تثني الحزب عن فعل ما يراه مناسباً لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولن تغيّر بالخطط التي وضعتها غرفة عمليات محور المقاومة لمواجهة كل السيناريوات المحتملة بما فيها الاجتياح البري لغزة”، وجزمت المصادر بأن محور المقاومة اتخذ القرار بكافة ساحاته بالدخول بالحرب الموسعة بحال دخل الإسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون بحرب عسكرية برية وتدميرية شاملة لقطاع غزة والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية وتهجير أهلها الى سيناء”، موضحة أن “هذا هو العنوان العام أما توقيت دخول الحرب وتكتيكاتها والساحات التي ستتحرك والأهداف فتبقى رهن تقييم قيادة المحور ومجريات المعركة في غزة”.

على المستوى الرسمي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “الاتصالات الديبلوماسية مستمرة، ونحن نحضّ الجهات التي تتكلم معنا على وقف الاستفزازات الإسرائيلية التي تحصل في الجنوب، ومن ناحيتنا نسعى مع الأطراف المحلية لضبط النفس، وعدم انجرار لبنان لأي مخاطر معينة».

ولفت ميقاتي، في حديث تلفزيوني الى أننا “أبلغنا هذا الموقف الى الجهات الدولية والاطراف المحلية”، مؤكداً أنني “لا اطمئن لنتيجة هذه الاتصالات الا عندما يحصل وقف إطلاق نار في غزة، وطالما وقف النار غير موجود، والاستفزازات الاسرائيلية لا تزال مستمرة، سيبقى الحذر لديّ قائماً”.

وأشار ميقاتي الى أننا “في جو متشنج جداً في المنطقة، وكل الدول المحيطة بنا وضعها ليس أفضل من وضعنا. جميعنا ينتابنا الخوف مما يحصل، أما الخطوات العملانية التي نقوم بها فتتمثل باجتماعات لهيئة الكوارث ولدينا خطة طوارئ كاملة، وعقدنا اجتماعات مع كل الهيئات الدولية، ودعونا الأمم متحدة للمساعدة، لأنه لا مقومات أساسية لدينا لمواكبة كل الاوضاع ومواجهتها”.
على الصعيد السياسي، تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اتصالًا ‏هاتفيًّا عن طريقٍ آمن من رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران ‏باسيل، حيث عرضا مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة ‏في لبنان والمنطقة وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز ‏الوحدة الوطنية. وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم ‏مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.

ومن ضمن جولة بدأها باسيل على القيادات المحلية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، وجرى عرض للتطورات الراهنة. كما التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، على ان يزور اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وتأتي زيارة باسيل الى السراي من ضمن جولة يقوم بها على القيادات السياسية “في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي والأحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، عنوانها “حماية لبنان والوحدة الوطنية”.

وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الامنية والعسكرية. كما استقبل بري سفير البرازيل لدى لبنان تاركسيو كوستا وتناول اللقاء الوضع في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وحيا بري الدور الذي تلعبه البرازيل لا سيما رئيس الجمهورية لولا دا سيلفا وجهوده الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء في مجلس الأمن الدولي اوعبر المشاركة في مؤتمر القاهرة. وأكد بري بأن لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وهو يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان.

"الديار": لا مقترحات لدى باسيل

في هذا الوقت، لم تحمل جولة بدأها امس رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اي مبادرة واضحة لاخراج البلاد من حالة الاستعصاء السياسي، ولا اوهام رئاسيا، كما تقول اوساط مطلعة. فبعد قطيعة طويلة ومشادات سياسية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، وجرى عرض للتطورات الراهنة، دون حصول اتفاق على عودة اللقاءات. وفيما يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم، التقى باسيل رئيس الحزب «الاشتراكي» السابق النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، وقال بعد اللقاء « وجدت الكثير من نقاط التفاهم مع جنبلاط، وحرصا على مواضيع أساسية، بينها تأييد قضية الشعب الفلسطيني وحق لبنان في الدفاع عن نفسه، وبذل كل الجهود لتجنيب لبنان واللبنانيين الحرب التي يهددونا بها، وألا يكون ثمة سبب لأن يحملنا أحد مسؤوليتها». من جهته، أشار جنبلاط إلى أن «القواسم المشتركة مع باسيل في طليعتها كيف نستطيع أن نوفر على البلاد اندلاع أو اتساع الحرب، وهذا يعني أن نكوناً معا صوتاً واحداً من أجل نصح بعض القوى ألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل. من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا، من جهتنا، علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الأخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي». وتابع: «لاحظنا أن بعض التنظيمات المعنية تنتشر في الجنوب، نحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية حزب الله وإمرته، أما أن تنتشر وتجرنا إلى المجهول، فهذا أمر خطر جداً». وحذّر جنبلاط من أنها «قد تكون هذه المرحلة أخطر مرحلة من الحروب طوال حياتي السياسية، مصير لبنان على المحك»؟

وقبيل اللقاء مع جنبلاط، اشارت مصادر «الاشتراكي» انه على  باسيل عدم الخلط بين قائد الجيش ومصلحة المؤسسة العسكرية، وبالتالي القبول بتعيين رئيس للاركان تلافياً للشغور. ووفقا للمعلومات، ثمة صيغتان يعمل عليهما لتفادي الشغور في قياددة الجيش: الاولى اقتراح صيغة للتمديد لرئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم واستدعاؤه من الاحتياط، بعد إحالة قائد الجيش على التقاعد وتلافيا للفراغ في رأس المؤسسة العسكرية. ووفقا للقانون من الممكن استدعاء اللواء العرم من الاحتياط في حال لم يمرّ 15 شهراً على تقاعده، وإعادة تعيينه رئيساً للأركان، ففي حال انتهت ولاية قائد الجيش، يحلّ رئيس الأركان مكان القائد. في المقابل يسوق نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بموافقة ضمنية من الرئيس نبيه بري لصيغة عرضها على وزير الدفاع  موريس سليم وتقضي بالتمديد لقائد الجيش سنة واحدة؟ والحسم يبقى بيد باسيل الذي تجنب فتح الملف مع جنبلاط بالامس.

في هذا الوقت، اتفق وزيرا خارجية لبنان وسوريا عبد الله بو حبيب وفيصل المقداد في دمشق امس على الاستمرار في التنسيق لمتابعة عودة السوريين من لبنان وضبط الحدود وتبادل تسليم المطلوبين. وتدارس الجانبان، وفق بيان مشترك، معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان»، وشددا على»أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجّرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. ووفقا لمصادر مطلعة، كان اللقاء ايجابيا لكن لا شيء ملموس حتى الان لكيفية ترجمة النيات الحسنة الى وقائع خصوصا ان مسألة عودة النازحين تحتاج الى تغيير جذري في موقف الدول الغربية التي تبدو معنية حتى اليوم بابقاء النازحين في لبنان، وهذا يعني ان «المعضلة» مستمرة ولا حل قريب.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل