لبنان
المقاومة الإسلامية تقصف موقعًا حدوديًا وتوقع قتلى.. وخوف أميركي على جيش العدو
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على حالة الرعب والذعر التي تخيم على المستوطنين الصهاينة وأجواء الإرباك والضياع التي تسود جيش العدو وحالة الصدمة التي تعيشها الحكومة وكافة المجتمع الإسرائيلي مما يحصل على جميع الجبهات من تضعضع الجيش والجبهة الداخلية بفعل العمليات النوعية الناجحة التي تنفذها المقاومة في فلسطين ولبنان.
ولفتت الصحف إلى أنّ حزب الله واصل ردّه على قيام جيش الاحتلال بقتل ثلاثة من مجاهدي المقاومة، فقصف بصواريخ دقيقة موقع الجرداح المقابل لبلدة الضهيرة، واستهدف مجموعة من الجنود أظهرهم فيديو مسجّل بثته المقاومة بعد العملية، بينما واصلت قيادة الجليل في جيش الاحتلال حالة الذعر من المقاومة، فأعلنت الاستنفار ودعت السكان إلى الملاجئ مع التقاط الرادارات والكاميرات لمشهد طيور البجع في سرب تقليديّ في مثل هذه الأيام، معلنة أنّ حزب الله أرسل خمس عشرة طائرة شراعية مسلحة لبدء عملية إنزال في مستوطنات ومدن الجليل، قبل أن تعلن أن النبأ كان خاطئاً.
"الأخبار"| حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه "وسط تقدم الحضور الاميركي في ادارة القرار الاسرائيلي السياسي والعسكري في الهجوم البربري على الفلسطينيين، استجاب قادة العدو لطلب واشنطن تشكيل حكومة طوارئ لضم من تريد الولايات المتحدة ان يكونوا شركاء في القرارات. وصار واضحاً ان بني غانتس هو رجل البيت الابيض في حكومة الحرب الجديدة، كما تبين ان جنرالات أميركيين صاروا في قلب فريق العمل للاشراف على الخطط في غزة، وفي مواجهة ساحات اخرى، مع رسم خطوط لمنع العدو من القيام بأعمال من شأنها جرّ المنطقة الى مواجهة شاملة.
وعلمت «الاخبار» من متابعين في عاصمة غربية معنية ان التحشيد الاميركي غير المسبوق، سياسياً وعسكرياً، الى جانب "اسرائيل"، سببه التيقن من صحة ما كان لديهم من تقديرات عملانية حول عدم جهوزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة تحديات كبيرة، وهي تقديرات اعدّها قادة شاركوا في مناورات مشتركة مع الجيش الاسرائيلي. وأوضح هؤلاء ان لدى واشنطن «خشية جدية من امرين، الاول عدم قدرة جيش "اسرائيل" على تحقيق اي انجاز فعلي غير الايغال في ضرب المدنيين، والثاني، إقدام العدو على ما قد يورّط الولايات المتحدة ودول "الناتو" في مواجهة واسعة تستهدف ليس قوى المقاومة في فلسطين ولبنان فحسب، بل ايران ايضاً». ولفتوا الى جهود كبيرة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالتعاون مع حلفاء في الغرب، لتحميل ايران وحزب الله المسؤولية عن عملية «طوفان الاقصى»، فيما يعمل المجمع الاستخباراتي في واشنطن وعواصم غربية، في المقابل، على تسريبات بعدم وجود أي مؤشر على ذلك.
عملياً، ما بات واضحاً في الساحة الفلسطينية أن عجز قوات الاحتلال عن منع صواريخ المقاومة من استهداف المدن الفلسطينية المحتلة، يشكل اشارة على عجزها عن تحقيق انجازات ميدانية. أضف إلى ذلك عدم صحة مزاعم العدو عن اعادة الامساك بالامور في منطقة غلاف غزة، إذ أن مجموعات المقاومة لا تزال تنتقل الى هذه المنطقة التي تشهد مواجهات في اكثر من نقطة. كذلك، لمس الاميركيون حالة الارتباك لدى القيادتين السياسية والعسكرية، والفوضى التي تعمّ المسؤولين عن الجبهة الداخلية، مع توالي الفضائح، خصوصاً لناحية ترويع المستوطنين جراء الانذارات الخاطئة التي تعكس ارباكا وعجزاً امنياً.
كل ذلك، دفع الجانب الاميركي إلى وضع خطة عمل على عدة جبهات، أمكن للجهات المعنية في فلسطين والمنطقة الاطلاع على بعض جوانبها:
اولاً، لا تزال واشنطن تعتبر ان الفرصة مفتوحة امام جيش الاحتلال للانتقام من سكان غزة والوصول الى نتائج على صعيد تدمير قدرات المقاومة. ومع فشل محاولات تأليب الرأي العام الغزاوي ضد المقاومين، واستمرار قدرة المقاومة على التحكم ببرنامج قصف صاروخي فعال وبعيد المدى وبأعداد كبيرة، وفي ارسال مزيد من المقاتلين الى المستوطنات، يشعر الاميركيون بالحاجة الى خطوات اكثر فعالية.
ثانياً، الضغوط الناجمة عن الجرائم الكبيرة في غزة دفعت الاميركيين الى استغلال هذه الجرائم لفتح ثغرة في ملف الاسرى لدى المقاومة. وقد ناقشت واشنطن مع المصريين والقطريين خطة عمل، تقضي بفتح معابر تتيح نقل نحو ربع مليون فلسطيني بحاجة الى الايواء بعدما دمرت منازلهم، وتأمين انتقال نحو خمسة الاف مصاب من ابناء القطاع للاستشفاء خارجه، والسماح بوصول مساعدات غذائية وطبية عاجلة.
ثالثاً، طرحت الولايات المتحدة فكرة عملية عاجلة لاطلاق الاسرى الاميركيين او الكشف عن مصير المفقودين منهم، ضمن صفقة تأخذ طابعاً انسانياً. وفرض اصرار الولايات المتحدة على العملية بدء اتصالات قطرية ومصرية مع «حماس» وبقية الفصائل. وجاء الرد الاولي من حماس بإطلاق إمرأة اسرائيلية مع طفليها للتأكيد على ان البعد العملاني لعملية الاسر لا يستهدف حجز حرية مدنيين كما يفعل العدو. إلا أن حماس ترفض فكرة اطلاق المعتقلين كبادرة حسن نية، وقد أبلغت الوسطاء بأنه سيكون هناك مقابل فوري لمثل هذه العملية.
رابعاً، حصل جس نبض من وسطاء عرب لمعرفة السقف الذي سترفعه حماس في ملف الاسرى. وعلمت «الاخبار» ان الجانب الفلسطيني لن يقبل بأقل من وقف العدوان، والحصول على ضمانات اميركية عملانية وعلنية بوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع، أو ضمانات بوقف التعرض للمدنيين مقابل وقف قصف المستعمرات، مع استمرار المعركة العسكرية بينها وبين العدو.
الجبهة مع لبنان
في غضون ذلك، واصل الاميركيون استخدام كل قنواتهم الاوروبية والعربية لمنع توسع الجبهة لتشمل الحدود الشمالية لكيان الاحتلال. وبعد العمليات المحدودة على الحدود، كرر الاميركيون نقل رسائل الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، ومن خلالهما الى حزب الله، بأن واشنطن ستكون الى جانب اسرائيل، لكنها ليست طرفاً في الحرب، وانها لن تمنع "اسرائيل" من تنفيذ اي ضربات قاسية ضد لبنان، بما في ذلك بيروت، في حال لجأ حزب الله الى اجتياح المستوطنات الاسرائيلية في الشمال، مع طلبات مباشرة من الجيش والحكومة بمنع اي تحرك لعناصر فلسطينية على الحدود.
من جهته، قرر حزب الله عدم استقبال اي رسالة او موفد يحمل تهديداً، وهو ابلغ من يعنيهم الامر بأن التهويل لا ينفع لا معه ولا مع المقاومة في فلسطين، وان الوسيط المرحّب به هو فقط من يحمل طلباً في سياق مشروع وقف العدوان الاسرائيلي، وانه لا يمكن سؤال المقاومة - فضلاً عن مطالبتها - بأي خطوة تتعلق بعمل مقاومين فلسطينيين عبر الحدود اللبنانية.
والى جانب العملية التي نُفّذت أمس لإفهام العدو بأن لا تغيير لقواعد الاشتباك، واصلت المقاومة في لبنان الاستنفار والتعبئة في صفوفها، والتنسيق مع بقية قوى المقاومة. وتتواصل الاتصالات التنسيقية بين حزب الله والحرس الثوري الايراني وحماس والجهاد الاسلامي لدرس الخيارات التي تساعد المقاومة في فلسطين على الصمود وافشال خطة العدو.
وقالت مصادر معنية لـ«الاخبار» ان على قوى المقاومة خارج فلسطين القيام بكل «العمليات الذكية» التي تربك جيش الاحتلال وتمنعه من حشد كل طاقاته في وجه القطاع، وإفهام العدو بأن غزة ليست متروكة لقدرها، اضافة الى درس الخطوات في حال تورط الجيش الاميركي في الحرب مباشرة الى جانب العدو.
واشارت المصادر الى ادلة كثيرة ظهرت في الساعات الـ 48 الماضية تشير إلى ان قيادة العدو العسكرية والامنية لا تقل تخبطاً عن قيادته السياسية، رغم حملة التهويل في الاعلام العالمي، مع تفاصيل كثيرة ترد لحظة بلحظة عن حجم الفوضى التي تعاني منها الجبهة الداخلية في "اسرائيل".
إرباك وتوتّر يسيطران على الاحتلال جنوباً
شهدت جبهة الجنوب أمس أحداثاً «مثيرة» بالنسبة إلى الإسرائيليين، ثبت أن غالبيتها ناتجة عن إنذارات خاطئة وأخطاء في تشخيص الخطر، وعبّرت عن الإرباك الذي يتخبّط فيه العدو وسط توتّر شديد حيال أيّ مفاجآت من لبنان.
وتوالت الأنباء العاجلة على شاشات التلفزة العبرية عن عمليات اشتباكات مع مجموعات مسلّحة قدمت من لبنان، وتسلّل عشرات الطائرات الشراعية والمُسيّرات عبر «الحدود الشمالية»، وتحدّث الإعلام العبري عن دخول أكثر من مليون إسرائيلي في الشمال والوسط إلى الملاجئ، استجابة لتحذيرات قيادة الجبهة الداخلية، بعدما دوّت صفّارات الإنذار إثر الاشتباه بتسلّل مُسيّرات من لبنان. ترافق ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال القنابل المضيئة فوق المناطق الحدودية في جنوب لبنان. وتحدّثت القناة 12 الإسرائيلية عن «الاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم»، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن «حدث أمني في منطقة ديمونا». وبقي التوتر مسيطراً على الأداء الأمني والإعلامي الإسرائيلي لأكثر من ساعتين قبل أن يعلن جيش الاحتلال أن الإنذار المتعلق بالمُسيّرات ناجم عن «خطأ تقني».
إرباك المشهد الإسرائيلي شمالاً كان له ما أسّس له عملانياً، إذ استهدف حزب الله، لليوم الثاني على التوالي، موقعاً لقوات الاحتلال على الحدود مع فلسطين. وأعلن الحزب في بيان أنه استهدف موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، في ردٍّ على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة من عناصره الاثنين الماضي. وأكّد الحزب أنه «سيكون حاسماً في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء» ووزّع الإعلام الحربي التابع للمقاومة شريطاً للعملية، فيما نقل الإعلام العبري عن «مسؤول أمني كبير» أن «الحدث في الشمال يغيّر قواعد اللعبة».
"البناء": حزب الله يقصف موقعاً حدودياً ويوقع قتلى... والرعب يدفع قيادة الجليل لتوهّم طائرات شراعية مسلحة
من جانبها صحيفة "البناء" قالت: "على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يواصل حزب الله ردّه على قيام جيش الإحتلال بقتل ثلاثة من مجاهدي المقاومة، فيقصف بصواريخ دقيقة موقع الجرداح المقابل لبلدة الضهيرة، واستهدف مجموعة من الجنود أظهرهم فيديو مسجّل بثته المقاومة بعد العملية، بينما واصلت قيادة الجليل في جيش الاحتلال حالة الذعر من المقاومة، فأعلنت الاستنفار ودعت السكان إلى الملاجئ مع التقاط الرادارات والكاميرات لمشهد طيور البجع في سرب تقليديّ في مثل هذه الأيام، معلنة أن حزب الله أرسل خمس عشرة طائرة شراعية مسلحة لبدء عملية إنزال في مستوطنات ومدن الجليل، قبل أن تعلن أن النبأ كان خاطئاً.
في الموقف الشعبي والسياسي المؤيد للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان وتجاهل الحقوق، سجلت العاصمة الأردنية عمّان لليوم الثاني الحضور العربي الأول الداعم لغزة بعد صنعاء التي أخرجت تظاهرات حاشدة بمئات الآلاف من اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، بينما شهدت العاصمة النمساوية فيينا بعد جنيف حشوداً مساندة لفلسطين وشعبها، بعدما كانت نيويورك وبوسطن قد سجلتا تظاهرات حاشدة.
وفيما تشتد المعارك العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومختلف الأراضي المحتلة، بقي التوتر سيد الموقف على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في ظل حالة من الرعب والذعر تخيم على المستوطنين الصهاينة وأجواء من الإرباك والضياع تسود جيش الاحتلال وحالة من الصدمة تعيشها الحكومة وكافة المجتمع الإسرائيلي مما يحصل على جميع الجبهات من تضعضع الجيش والجبهة الداخلية بفعل العمليات النوعية الناجحة التي تنفذها المقاومة في فلسطين ولبنان.
وبعد الرد الأول والثاني على استهداف مركز لحزب الله واستشهاد ثلاثة مقاومين، أعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أن و»في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023 والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام إبراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء (أمس) باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء».
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف تجمع لعدد من الجنود الإسرائيليين قرب موقع الجرداح مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة رداً على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى سقوط عدد من عناصر «حزب الله»، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات الإسرائيلية المؤكدة في صفوفهم بين قتيل وجريح.
على الأثر، نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي قصفاً على مناطق مفتوحة في بلدة الضهيرة جنوب لبنان. وخلّفت الاعتداءات الإسرائيلية الصباحية أضراراً كبيرة في الممتلكات والحقول الزراعية، حيث أصيب ثلاثة اشخاص بجروح في بلدة مروحين، بالإضافة الى اصابة نحو عشرة منازل اصابات مباشرة. كما تم استهداف الخزان الرئيسي الذي يغذي بلدة يارين بالمياه فضلاً عن الحرائق التي بقيت تتصاعد في خراج بلدتي الضهيرة ومروحين بانتظار الدفاع المدني.
وتشير مصادر مطلعة على المجريات الميدانية على الحدود لـ»البناء» إلى أن «المواجهة الدائرة بين الحزب والقوات الاسرائيلية لا تزال ضمن نطاق محدود رغم تضرّر بعض الوحدات السكنيّة على ضفتي الحدود، وباستثناء استهداف مركز لحزب الله منذ يومين، إلا أن المواجهة بقيت ضمن قواعد الاشتباك، أي من دون استهداف الأبنية السكنية والمدنيين ولا البنى التحتية ولا المرافق الحيويّة، ما يعكس حرصاً من الطرفين على عدم توسيع رقعة الحرب في الوقت الراهن على الأقل»، موضحة أن «حزب الله يتصرّف بحكمة وذكاء في توجيه الرسائل للكيان الإسرائيلي والتي يفهمها جيداً».
ولفتت المصادر إلى أن «الحزب بدأ بضرب أهداف ضمن المنطقة التي تعتبرها الدولة اللبنانية أرضاً لبنانية لا سيما في مزارع شبعا، لكن الإسرائيلي هو الذي أخطأ في حساباته وردّ باستهداف مركز للحزب ما استدرج ردات الفعل والقصف المتبادل على مدى اليومين الماضيين»، وإذ رجحت المصادر «أن تبقى الجبهة هادئة نسبياً في الوقت الحالي، لكن من دون أن تستبعد انزلاق الأوضاع الى مرحلة أسوأ وتوسيع رقعة البحر لا سيما أن المؤشرات السلبية تتراكم وتزداد الحرب سخونة والوضع خطورة مع تأليف حكومة إسرائيلية جديدة من ائتلاف الموالاة والمعارضة لتغطية العملية العسكرية البرية المتوقعة على غزة، ما سيغير حسابات مختلف القوى المعنية بالحرب ويبدّل مسار الحرب، من خلال تسخين الجبهة الجنوبية ودخول جبهات جديدة في المنطقة على خط المواجهة من لبنان والجولان في سورية ومن العراق واليمن وربما من جبهات أخرى لم يكشف عنها بعد».
وكانت المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، قد عاشت يوماً من الرعب القاتل، نتيجة الاشتباه بدخول مسيرات جوية تحمل مسلحين الى داخل الأراضي الفلسطينية، وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بالاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم. لكن إعلام العدو نفى دخول أي من المسيرات الجوية عبر الأجواء فوق فلسطين المحتلة.
وعكس ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية حالة الرعب الشديد في شمال فلسطين، بقولها إن «حزب الله أرعب جيشنا وسكان الشمال، وفي المعلومات التي حصلت عليها القناة من قيادة المنطقة الشمالية أن الحزب أطلق عدداً من طيور البجع المهاجرة التي ربط بأقدامها أضواء أثارت الرعب لدى الجيش والشرطة الاسرائيليين».
وأفاد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الى أنه «استكمالًا إلى البلاغ حول اختراق المجال الجوي من داخل لبنان تجاه السيادة الإسرائيلية، لم يتمّ رصد سقوط أي صاروخي ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات».
وذكر أفيخاي، أن «قوات جيش الدفاع تقوم في هذه الأثناء بمسح المنطقة برًا وجوًا. بالإضافة إلى ذلك، وفي أعقاب التقرير الأولي عن تفعيل الإنذار في منطقة خوف هكرميل، تمّ رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة. لم يتم إطلاق أي صواريخ اعتراضية عملًا بالسياسة المتبعة».
ومساء أمس، أطلقت قوات الاحتلال النار على شبان رموا الحجارة باتجاه موقع العباد المعادي، الذي يقع مقابل بلدة حولا، من دون وقوع إصابات. كما تسلق أحد الشبان، السياج التقني في سهل مرجعيون، مقابل مستعمرة المطلة، حيث رفع راية حركة «أمل»، وألقى أحد عناصر جيش الاحتلال قنبلة صوتية في المحلة من دون وقوع إصابات.
وقللت أوساط سياسية وعسكرية من أهمية إرسال المدمرات الأميركية الى المتوسط، مشيرة لـ»البناء» الى أن هذه المدمّرات لا تستطيع تغيير موازين القوى العسكرية الذي فرضته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولا الذي كرّسته المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان. موضحة أن الأميركيين يحاولون رفع معنويات كيان الاحتلال وتشجيعه على إكمال الحرب عبر عملية برية في غزة بهدف تحسين شروطه التفاوضية في أي مفاوضات مقبلة على كل الملفات العالقة بين الجانبين لا سيما الأسرى.
وبرز موقف أميركي من المواجهات الدائرة في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن «الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه».
وأشار كيربي خلال مقابلة أجرتها معه قناة «إم.إس.إن.بي.سي» التلفزيونية، إلى أننا «نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان إلى شمال «إسرائيل»، نحن نتابع هذا بقلق بالغ بكل تأكيد. لا نرغب في أن نشهد تفاقم هذا الصراع أو اتساع نطاقه»، وأضاف: «لا يعتقد أن من مصلحة «إسرائيل» أن تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها».
وإذ أشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «البوارج الإسرائيلية والمدمرات الأميركية ستكون أهدافاً لصواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية بحال اعتدت على لبنان وفلسطين»، مذكرة بتدمير بارجة «ساعر» خلال عدوان تموز 2006. وأكدت المصادر إخلاء قوات الاحتلال كل مستوطنات الخط الحدودي مع لبنان بعمق لا يقلّ عن خمسة كيلومترات وأكثر. مشددة على أن منطقة الشمال بحالة شلل شبه تام وبحالة إرباك كبيرة، أما الحركة العسكرية فهي حذرة جداً.
وشدّد حزب الله في بيان على أنّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمدّ هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدّة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
واعتبر أنّ «الولايات المتحدة شريك كامل في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروّعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ».
على الصعيد السياسي والديبلوماسي وعشية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال اليوم لمناقشة الأوضاع الأمنية على الحدود وملف النزوح السوري، تواصلت الضغوط الخارجية على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية والعربية، تحذر من فتح حزب الله الجبهة الجنوبية لمساندة الفلسطينيين، إذ تلقى ميقاتي ووزير الخارجية المزيد من الاتصالات المحذرة والمستفسرة عن نيات حزب الله والى أين يمكن أن تصل تهديداته وحجم انخراطه وحدوده في الحرب القائمة، وفق ما علمت «البناء»، إلا أن الحزب لم يكشف عن نياته وترك العدو في حيرة تامة، ولم ينف دخوله في أية حرب مقبلة بحال تطورت الحرب في غزة. ووفق ما يقول خبراء عسكريون لـ»البناء» فإن احتمالية دخول الحزب بالحرب بشكل موسّع وفتح جبهات أخرى تتزايد بسبب تزايد الهمجية الإسرائيلية باستهداف غزة وتأليف حكومة ائتلاف أي حكومة حرب لتغطية العدوان الميداني، فضلاً عن دخول بوارج ومدمّرات أميركية الى المتوسط.
وتتجه الأنظار الى السراي الحكومي التي تشهد جلسة لمجلس الوزراء وسط ترقب لأمرين: الأول حجم المشاركة الوزارية بالجلسة لا سيما من جانب وزراء التيار الوطني الحر والثاني موقف الأطراف المؤلفة للحكومة وموقف الحكومة الرسمي من أحداث غزة والتحرّك العسكري للمقاومة وما إذا كان موقفاً جامعاً أم لا، وتوقّعت مصادر حكومية لـ»البناء» أن يصدر رئيس الحكومة الموقف الرسمي بعد انتهاء المناقشات، مشيرة الى أن الموقف سيكون منسجماً مع البيان الوزاري للحكومة والتزام لبنان القرار 1701 والحرص على الاستقرار في الجنوب مع التأكيد على حق لبنان بردع العدوان عليه والدفاع عن أرضه وشعبه وفي تحرير أرضه المحتلة وتحميل «اسرائيل» مسؤولية الاعتداءات على الجنوب وأي تطور للأوضاع على الحدود.
ولفتت التصريحات المتتالية للنائب السابق وليد جنبلاط إزاء الأحداث الأخيرة، إذ جدّد في حديث لقناة الـ»LBC»، نصيحته لحزب الله «بألا يُستدرجوا للحرب»، وقال: «سهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن حركة «حماس» تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال».
عما اذا كان خائفًا من انجرار لبنان إلى حرب غير متوقعة، ذكر أنه «من حقي أن أخاف على المواطن اللّبناني. وفي النهاية إذا كان قدرنا حرباً جديدة، فيجب علينا توحيد أنفسنا وترك السجالات الداخلية التي عشناها في الملف الرئاسي لنتفرّغ إلى حماية المواطن». ووجّه جنبلاط رسالة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قائلاً: «أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل إقليمية، اذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرّر أو لا، ولكن أكرر التمني بألا يُستدرج».
واشار جنبلاط في تصريح آخر، الى «اننا نتمنى ألا تحدث حرب لكن لا أحد يعلم المخططات الاسرائيلية، وعلينا أن نكون على أتم الجهوزية للتصدّي لأي عدوان، ونحن مع كل مقاوم ضد إسرائيل».
وفيما سرت إشاعات عن إجلاء السفارة الأميركية موظفيها والطلب من رعاياها مغادرة لبنان، أكدت السفارة الأميركية في بيان، بأنه «لم يتم إخلاء السفارة في بيروت وهي مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، والتقارير التي تقول خلاف ذلك كاذبة».
على صعيد آخر، وكما سبق وكشفت «البناء» عن زيارة مرتقبة لوفد وزاري مؤلف من خمسة وزراء الى سورية للتباحث بأزمة النزوح السوري الى لبنان، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب، أنه اتفق مع نظيره السوري فيصل المقداد، على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد إلى دمشق في 23 تشرين الأول الحالي لبحث القضايا المشتركة، لا سيما النزوح السوري.
وكان بو حبيب التقى المقداد على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية التي تعقد اليوم في القاهرة لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وكانت قيادة الجيش أشارت في بيان إلى أنه «خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو 1500 سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من مغبة المشاركة في أعمال التهريب لكونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة».
"النهار": أي موقف للحكومة من إسقاط القرار 1701؟
بدورها، كتبت صحيفة "النهار" تقول: أي موقف ستتخذه الحكومة اللبنانية، حكومة تصريف الاعمال، اليوم في الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء، هذا اذا عقدت الجلسة واستجاب الوزراء المقاطعون عادة لنداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحضور نظرا لجسامة الاخطار والتحديات التي يواجهها لبنان امام اهوال الحرب الدائرة بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في غزة والتي بدأت تتطور بتمددها الى الجنوب اللبناني واضعة لبنان برمته عند مهب اخطر ما قد يواجهه في قابل الأيام والاسابيع؟ فهل ستكون الحكومة قادرة على “استخراج” موقف موحد من الاخطار الماثلة مع بداية توريط لبنان في الحرب ومعالم ترنح بل انهيار القرار 1701 الدولي الذي يرعى الوضع بين لبنان و"إسرائيل" منذ عام 2006 وما يستتبعه ذلك من تداعيات ؟ ام ستفشل في ذلك وتنتهي الى لاقرار او الى تطيير الجلسة وتاليا ينكشف لبنان عن واقع اكثر اثارة للقلق من أي وقت مضى فيما تزدادا معالم “التحاق” الجنوب ميدانيا بغزة ؟
هذه التساؤلات اكتسبت الطابع الملح مساء امس حين بدا واضحا ان الخوف من تهاوي القرار 1701 وتسارع التطورات المؤدية الى تورط لبنان في الحرب صار امرا واقعا مع الوتيرة المتدرجة للاحداث اليومية ومن ثم تسليط الأضواء على الجبهة الجنوبية. وكانت المعلومات عن شن “هجمات جوية بالمسيرات التي تحمل مقاتلين من جنوب لبنان وتنفيذ عمليات انزال في الجليل” نموذجا حيا للمخاوف من انفجار غير محسوب في أي لحظة في حين قفز الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الى أولويات المواقف التي عبرت عنها دول وفي مقدمها الولايات المتحدة ، بما يرسم صورة شديدة القلق حيال لبنان .
ومع ان المعطيات المدققة في الوقائع التي حصلت مساء امس شابها الكثير من التخبط وعدم الدقة بفعل التخبط في التقارير التي تبثها وسائل الاعلام الإسرائيلية وتنقلها عنها وسائل الاعلام العربية وسواها، غير ان الانباء عن “انزال لكوماندوس” في منطقة الجليل في شمال "إسرائيل" انطلق من لبنان على اكثر من 15 مسيرة وقيل لاحقا ان هدفه الأساسي، رفع مستوى “الأولوية” المتصلة بالمواجهة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية بحيث صار الوضع عند الحدود الجنوبية يطغى على انباء القصف الوحشي الإسرائيلي لغزة وما يخلفه من خسائر بشرية ودمار وبلوغ القصف الصاروخي لـ”حماس” مدينة حيفا. ولاحقا نفى الجيش الإسرائيلي حصول أي تسلل من لبنان او أي اختراق لمسيرات للحدود.
وافيد ليلا ان حزب الله اطلق نيران المضادات الارضية باتجاه طائرات مسيّرة اسرائيلية كانت تحلق في أجواء اقليم التفاح ومنطقة جبل الريحان.
قصف موقع إسرائيلي
سبق ذلك نهارا اعلان المقاومة الإسلامية تنفيذ ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين باستهداف موقع الجرداح قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة “مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح”. على الاثر، نفذ الجيش الاسرائيلي قصفا على مناطق مفتوحة في بلدة الظهيرة جنوب لبنان. واعلنت قيادة الجيش انه “بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه”. من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، رداً على بعض الإشاعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ان ” اليونيفيل تواصل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس”.
البيت الأبيض
وفي المواقف الخارجية البارزة قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه. وقال “نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان الى شمال "إسرائيل" نتابع هذا بقلق بالغ بالتأكيد لا نرغب في تفاقم هذا الصراع او اتساع نطاقه” وأوضح انه لا يعتقد ان من مصلحة "إسرائيل" ان تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها .
وجرى مساء تداول شائعات عن أن السلطات الأميركية بدأت بعمليات إخلاء السفارة الأميركية في لبنان، كما طلبت من مواطنيها مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. وردًا على ذلك، أوضحت السفارة الأميركية أنه “لم يتم إخلاء السفارة الأميركية في بيروت وهي تعمل بشكل طبيعي، كما أن كل التقارير التي تقول خلاف ذلك كاذبة.”
وفي المواقف السياسية البارزة علّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مواقف للرئيس الأميركي جو بادين الداعمة لـ"إسرائيل" فقال : “لكن سيد بايدن، أنت ترى جانبًا واحدًا فقط من الصورة لأن نتنياهو اتصل بك بالأمس، ماذا عن الشعب الفلسطيني، وماذا عن غزة، أكبر معسكر اعتقال في العالم، هل ستتركهم ليحرقوا بالقنابل الإسرائيلية؟”. وفي مجال اخر شدّد جنبلاط ” على انه “في ما يتعلق بلبنان، نسير في مرحلة خطيرة جدا، ونصحت رسميا وغير رسميا حزب الله بألا يُستدرج، وكان ثمة تبادل لإطلاق النار بين الحزب والإسرائيليين، وأصدر الحزب بيانا واضحاً بأنه رد على الاعتداء نتيجة إطلاق صواريخ من جهة ما، ومجّدداً اليوم أطلقت الصواريخ أو القذائف، أجدد كلامي بألا يُستدرجوا، فسهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن حركة “حماس” تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال”.
وأكد جنبلاط “الوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي وكل من يتعرض للاعتداء من قبل "إسرائيل"، وعلينا ان نعي في لبنان كأفرقاء سياسيين، أن ما من أحد يستطيع أن يقدّم او يؤخر، نستطيع ان نعمل شيئا في الداخل وهو أن نرمم تلك الحكومة، كون قضية رئاسة الجمهورية في الوقت الحاضر أُجّلت، وهو أن ندعم الحكومة كي تستطيع عند الاسوأ ان تقوم بواجباتها صحيا واجتماعيا وعبر الهيئة العليا للاغاثة وسواها”. ووجه جنبلاط رسالة إلى السيد حسن نصرالله، قائلاً: “أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل اقليمية، اذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرر أو لا، ولكن أكرر التمني بألا يُستدرج”.
اما حزب الله فهاجم بعنف الولايات المتحدة واعلن “إننا نعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ”. وقال : “إننا نطالب جماهير أمتنا العربية والإسلامية التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان أن تدين التدخل الأميركي وشركائه الدوليين والإقليميين وفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية”.