معركة أولي البأس

لبنان

أميركا تقود الحرب ضدّ غزة... ومحور المقاومة في استنفار
11/10/2023

أميركا تقود الحرب ضدّ غزة... ومحور المقاومة في استنفار

تابعت الصحف اللبنانية اهتمامها بتطورات وتداعيات حرب "طوفان الأقصى"، وتداعيات العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لافتة إلى عملية تدمير منهجية وقتل للمدنيين يتعبها العدو الصهيوني على مدار الساعة، وتوقفت عند رد المقاومة الإسلامية على الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مقاومين في جنوب لبنان، والذي أدى إلى تدمير ناقلة جند صهيونية في مستوطنة "افيفيم" على الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وقللت الصحف من أهمية إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن إرسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" ومعها مجموعة مدمّرات، كرسالة دعم معنوي لكيان الاحتلال، في الموازاة ذكر بعض الصحف أن حزب الله بدأ استنفاراً خاصاً لكل قواته العسكرية وأمرها بالاستعداد لأي لحظة تتطلب الانخراط في دعم مباشر للمقاومة في فلسطين.

*الأخبار: أميركا تقود الحرب الإسرائيلية ضدّ غزة... ومحور المقاومة في استنفار
لم يكن ينقص الجنون الإسرائيلي سوى الدعم المفتوح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس، ودعوته حكومة بنيامين نتنياهو الى القيام بردّ حاسم ضد حركة حماس، متبنّياً السردية الإسرائيلية حيال ما يجري. وكرّر بايدن دعم بلاده المفتوح للعدو وتلبية حاجاته من الذخائر، وقال إن ما تقوم به أميركا هو دفاع عن أمنها أيضاً، مكرّراً تحذير «دول ومنظمات» من الدخول في الحرب ضد إسرائيل.

مواقف بايدن جاءت عقب تطورات سياسية وميدانية كبيرة أمس، فيما بدا أن قادة العدو يسعون إلى جمع مزيد من الحشد السياسي لتغطية الجريمة المفتوحة ضد المدنيين في قطاع غزة، مع هاجس إسرائيلي بإيجاد المناخ المناسب لشنّ حملة عسكرية مفتوحة وغير مقيّدة بأي نوع من الشروط ضد قوى المقاومة في غزة، مع مزيد من التهديدات ضد لبنان على خلفية الخشية من تدخّل حزب الله في المعركة.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الإدارة الأميركية تلعب دوراً مباشراً في إدارة المعركة سياسياً وأمنياً وميدانياً. وقد تولّت وزارة الخارجية الأميركية القيام بحملة اتصالات واسعة مع غالبية دول العالم لمنع أي مواقف تدين الوحشية الإسرائيلية، فيما يتولّى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، التنسيق المباشر مع هيئة أركان جيش الاحتلال. وعلمت «الأخبار» أن ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأميركية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

كذلك عُلم أن حاملة الطائرات «جيرالد فورد» التي وصلت ليل أمس إلى قبالة السواحل في شرق المتوسط مع 5 سفن حربية، باتت على صلة بغرفة عمليات جيش الاحتلال. ويشارك طاقم منها في التخطيط الجاري للهجوم البري على القطاع ولمواجهة احتمالات توسّع المواجهة لتشمل حزب الله أو بقية قوى محور المقاومة.
وكان لافتاً أن واشنطن استجابت لطلب العدو برفع مستوى التهديد ضد إيران وحزب الله لردعهما عن دعم المقاومة في غزة. وتولّى مسؤول كبير في «البنتاغون» توجيه التهديد المباشر إلى حزب الله، محذّراً إياه من «مغبة اتّخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل» قائلاً: «نحن في حالة قلق بالغ إزاء احتمال اتّخاذ الحزب القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
وعلمت «الأخبار» من مصادر المقاومة في قطاع غزة أن الحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع تشير إلى نية العدو القيام بعمليات هجومية برية واسعة. لكنها أشارت إلى أن المعطيات الميدانية، تدلّ على خشية العدو من التقدم بقواته المدرّعة إلى محاذاة المنطقة الحدودية مع القطاع، والحرص على البقاء بعيداً أكثر من 15 كلم كحدّ أدنى. وأشارت إلى أن العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة في المنطقة الحدودية، وينفّذ عملية إبادة لمناطق كاملة مثل شرق الشجاعية وبيت حانون وشرق خانيونس. وشدّدت المصادر على أن حشود العدو تعطي انطباعاً بأن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، مشيرة إلى تلقي قيادة المقاومة في القطاع معلومات مصدرها القاهرة تفيد بأن العدو أبلغ مصر أن عملياته ستستمر لوقت طويل. كما سمع الجانب المصري كلاماً إسرائيلياً بأن الحصار على القطاع سيتوسّع ليشمل كل شيء، وأن تل ابيب لن تسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية التي أعدّها المصريون، مع التهديد بضربها عسكرياً.

وتحدثت مصادر المقاومة عن خطة إسرائيلية لتوسيع دائرة التدمير لإجبار نحو نصف مليون من سكان القطاع على الخروج، وقد طلب الإسرائيليون من مصر فتح معبر رفح لتسهيل خروجهم إلى مصر، لكن القاهرة رفضت، وأعلنت إقفال المعبر حتى إشعار آخر. وأجريت اتصالات مع الأمم المتحدة لتوسيع المساحات التي تستقبل أبناء القطاع الذين دُمرت منازلهم في الغارات العشوائية. مع ذلك، علمت «الأخبار» أن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً كبيراً على الحكومة المصرية لإنشاء منطقة حدودية عازلة مع القطاع ينتقل إليها النازحون من غزة. وقال الأميركيون للمصريين إن رفضهم فتح الطرقات أمام النازحين يجعلهم شركاء في تحمل مسؤولية مصير هؤلاء.
ورغم أن العدو لا يزال يعمل على محاولة السيطرة على كل المنطقة المحيطة بالقطاع، وبعد ساعات قليلة على إعلانه «تطهير غلاف غزة»، عادت الأنباء لتتحدث عن مواجهات مع مجموعات فلسطينية. وعُلم أن قيادة كتائب القسام أرسلت مجموعات براً وبحراً باتجاه مناطق الغلاف. وانتقلت مجموعات من «القوة الاستشهادية» إلى العمق، وهي تعمل وفق خطة خاصة، تقوم على مبدأ الاشتباك وفق تقديراتها. بينما بادرت قوى المقاومة للقيام بعمليات قصف نوعية ومكثفة باتجاه المستوطنات، وخصوصاً مدينة عسقلان التي تبعد نحو 20 كلم عن القطاع، وألزمت غالبية كبيرة من سكانها بالمغادرة.

ولفتت مصادر المقاومة إلى أن أعمال الرصد كشفت عن حالة هستيرية تعيشها قوات الاحتلال في منطقة الحدود مع القطاع، وقد انعكست بمظاهر الفوضى، وتسبّبت بأكثر من 5 اشتباكات بين عناصر إسرائيلية، آخرها في أسدود، حيث وقعت إصابات في اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال ومستوطنين بسبب تشخيص خاطئ والاشتباه بوجود مقاتلين فلسطينيين.

في غضون ذلك، علمت «الأخبار» أن التنسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة استمر بوتيرة عالية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأنه تم التشاور مع الجانب الفلسطيني الذي أكد أنه جاهز لتحمل المواجهة القائمة، لكنّ قيادات المحور عادت وشدّدت على الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى تفجير الأمور في كل المنطقة في حال تجاوزه العدو. وقالت المصادر إن حزب الله بدأ استنفاراً خاصاً لكل قواته العسكرية، وأمرها بالاستعداد لأي لحظة تتطلب الانخراط في دعم مباشر للمقاومة في فلسطين.
وتابعت المصادر أنه في حال قرر العدو توسيع معركة تهجير أهالي قطاع غزة، أو القيام بعمل مجنون ضد قوى المقاومة في القطاع، فإن الأمور ستشهد تغييراً كبيراً. وأكدت أن المقاومة في لبنان غير معنية بتوفير ضمانات أو تطمينات، وأنه تم إبلاغ جهات عدة، بأن المقاومة ليست حارس حدود للعدو، وأن محاولة العدو تحميل لبنان مسؤولية أي نشاط عسكري لجهات غير لبنانية، لن يتم القبول به، وأن أي هجوم من جانب العدو ضد أي جهة لبنانية سيُقابل برد تماثلي وبصورة متواصلة.
وعلمت «الأخبار» أن ما جرى خلال الساعات الـ 24 الماضية جنوباً، فرض وتيرة مختلفة في التصرف الإسرائيلي، إذ إنه بعد قصف العدو نقطة مراقبة للمقاومة عصر الاثنين، ما تسبّب باستشهاد ثلاثة مقاومين، حاول العدو تهدئة الموقف وأبلغ ممثلي القوات الدولية أن القصف لم يكن بقصد القتل، وأن قواته افترضت أن المقاومة أخلت هذه النقاط كما جرت العادة. لكنّ العدو كان يدرك أن المقاومة في صدد الرد على العملية، وأمس، كمن المقاومون وأطلقوا صاروخَي كورنيت باتجاه ملالة في مستوطنة صلحة (أفيفيم)، وأصابوها مباشرة، ووُزع ليلاً شريط فيديو يوثّق العملية. وردّ العدو بقصف خراج بعض البلدات.

وعلمت «الأخبار» أنه في قرابة السابعة والنصف من مساء أمس، وصل رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إلى المنطقة، وعقد اجتماعاً مع قيادة المنطقة بحضور رجال الاستخبارات، وأُجري تقدير موقف، تقرر في ضوئه الطلب إلى سكان مستعمرة المطلة إخلاء المنازل فوراً، وتولّت آليات تابعة لقوات الاحتلال المساعدة في نقلهم إلى مكان في وسط إسرائيل، بينما نفّذ 75% من سكان جميع المستعمرات الحدودية مع لبنان، عملية إخلاء شاملة نحو وسط فلسطين المحتلة.
 
شيا تهدّد: احذروا دعم حماس 
في بيروت، تولّت جهات دبلوماسية عدة نقل التهديدات الأميركية والتحذير من تدخل حزب الله في الحرب. وكانت لافتةً عودة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على عجل إلى بيروت بطلب من إدارتها، وهي التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وأبلغته بأن على لبنان «تخفيف التوتر»، ونُقل عن زوار عين التينة، أن شيا قالت لبري: «لا نريد تورط لبنان في الحرب، وطلبنا من القوات الدولية القيام بمهامها، كما طلبنا من الجيش اللبناني تولي حفظ الأمن ومنع انتشار عناصر فلسطينية في المناطق الحدودية. وواشنطن ستحمّل لبنان مسؤولية أي اعتداءات تُشن على إسرائيل من الأراضي اللبنانية»، وقالت إن «واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجيْن في حال تورّط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل». وعُلم أن بري ردّ على السفيرة الأميركية بالقول: «إننا غير معنيين بالتصعيد، اذهبوا وتحدّثوا مع الإسرائيليين».

وعلمت «الأخبار» أن شيا طلبت من قيادة الجيش منع أي تحركات في الجنوب وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة دعماً لغزة، خصوصاً يوم الجمعة المقبل الذي دعت حركة حماس لأن يكون يوماً للتوجّه صوب الحدود مع فلسطين في كل دول الطوق.

 

*البناء: بايدن يستنفر إمكانات أميركا إلى جانب كيان الاحتلال.. والحاملة فورد وصلت المنطقة
استكمل الغرب وفي المقدمة أميركا المناخ الإعلامي والسياسي الداعم بلا شروط لجرائم كيان الاحتلال في فلسطين، والوقوف وراء خطة التدمير والقتل والتجويع والتعطيش والحرمان من الدواء، التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو قيد التنفيذ، تطبيقاً لنظرية وزير حربها يؤاف غالنت بأن في غزة حيوانات على هيئة بشر، ورغم إدراك الغرب عجزه عن تقديم دعم عسكري لجيش الاحتلال في المواجهات الميدانية مع قوى المقاومة، سارعت واشنطن إلى إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد ومعها مجموعة مدمّرات بمثابة رسالة دعم معنوي للكيان من جهة، ورسالة ردع لأعداء الكيان من جهة مقابلة، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرغم من أن أياً من هؤلاء الأعداء يعرفون ما يعرفه بايدن عن محدودية ما تستطيعه الحاملة والمدمرات، وقد تعامل هؤلاء الأعداء مع مثلها من قبل وربحوا جولات سابقة، وهذا يشمل حزب الله وسورية والعراق وإيران واليمن، ولذلك لم يقم أحد حساباً للإعلان الأميركي عن وصول الحاملة فورد الى المنطقة.

في غزة عملية تدمير منهجية وقتل على مدار الساعة، وبنيامين نتنياهو الذي أعلن عن نيته شن عملية برية يقيم الحسابات كثيراً قبل التورط. فالمعركة في مناطق عمليات طوفان الأقصى لم تنته، وكل يوم يتكشف عن مناطق لا يزال القتال فيها مستمراً، وجيش الاحتلال ليس بروحية قتالية وبنية تنظيمية تؤهله دخول حرب كبرى بعد صدمة الانهيار التي لم يستفق منها، ولم يتعافَ من نتائجها. والمحادثات السياسية لتشكيل حكومة طوارئ تضمّ المعارضة لا تزال معقدة، مع معرفة نتنياهو بمخاطر تحمّل مسؤولية الفشل بالانفراد ومعرفة قادة المعارضة بمخاطر مشاركتهم للشراكة بمسؤولية الفشل، ومطالبتهم بثمن يستحق هذه المخاطرة. ويبقى أن جبهة لبنان هي القلق الكبير، وماذا سيقرّر حزب الله، وما هي رؤيته وضوابطه ومعادلاته؟
على جبهة الحدود قام حزب الله بتدمير ملالة لجيش الاحتلال في مستوطنة أفيفيم المقامة على أراضي بلدة صلحا المحتلة، رداً على استشهاد ثلاثة من مجاهديه بقصف قوات الاحتلال أول أمس، بينما أثبتت عمليات الفصائل الفلسطينية أنها دقيقة وغير إعلامية وأنها موجعة لجيش الاحتلال، فصواريخ أمس سقطت على قواعد لجيش الاحتلال وعملية سرايا القدس أول أمس تسبّبت بمقتل ثلاثة من جيش الاحتلال بينهم نائب قائد اللواء الغربي باعتراف جيش الاحتلال نفسه.
على الحدود مع فلسطين دعوات لقوات القسام لكل الجماهير العربية والفلسطينية لحشود يوم الجمعة مؤيدة لفلسطين ومقاومتها وغزة، وفي عمان بداية عربية مؤثرة مثلها طوفان شعبيّ شهدته شوارع العاصمة الأردنية تأييداً للمقاومة وفلسطين وغزة.

سجل المشهد السياسي استنفاراً على المستويات كافة لا سيما دبلوماسياً وأمنياً. وعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع والمستجدات الامنية والسياسية خلال لقائه رئيس الحكومة الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح. وبحث بري الاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة مع السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي غادرت من دون الإدلاء بتصريح.
وأفادت معلومات “البناء” أن السفيرة الأميركية نقلت إلى المسؤولين في لبنان رسائل تحذيرية تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى عدم انخراط حزب الله في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإلا لن يكون بعيداً عن الاستهداف.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات أمنية في السراي لبحث الوضع الامني في البلاد والتدابير المتخذة. وفي هذا السياق اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. كما اجتمع مع المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي ثم سفير المانيا كورت جورج شتوكل. واجتمع ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.
وشدّد سفير بريطانيا هاميش كويل بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب على أهمية عدم انجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيداً عنه كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية. وعرض بوحبيب مع سفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تمّ البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الأخيرة إلى نيويورك.
وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددًا من نقاط المراقبة التابعة لحزب الله، قام الحزب امس، باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع ‏الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمت إصابتها ‏وتدميرها بالكامل.‏
أعلنت كتائب “القسام” أنها نفذت مساء أمس الثلاثاء، قصفًا صاروخيًّا مركزًا من جنوب لبنان على مستوطنات الجليل الغربي. وكان تمّ إطلاق عدد من الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الأراضي المحتلة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تبنيها لإطلاقها. فيما اعترضت القبة الحديدية الدفعة الصاروخيّة التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل الغربي، وجرى تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنة شلومي وعدد من المستوطنات.
وأعلن جيش العدو "الإسرائيلي" بأنه قام باستهداف نقاط مراقبة لحزب الله رداً على إطلاق صواريخ من لبنان. وشهدت المنطقة أيضاً تحليقاً لمروحيات عسكرية إسرائيلية. ليعود ويعلن عن قصف موقع آخر للحزب رداً على إطلاق صاروخ باتجاه مركبة عسكرية في أفيفيم. من جانبها أعلنت القناة 12 "الإسرائيلية"، عن مقتل 3 جنود "إسرائيليين" في الاشتباكات التي وقعت حول الحدود مع لبنان الاثنين.
كما استهدف قصف مدفعي "إسرائيلي" محيط بلدة الضهيرة الحدودية اللبنانية، ومحيط بلدات الشعيتية، وزبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور. ولاحقاً، استهدفت قوات العدو منطقة علما الشعب، وباتجاه عيتا الشعب، رميش ويارون عند الطرف الغربي لقضاء بنت جبيل. كما استهدف القصف أيضًا محيط سهل الماري، واستهدفت مدفعية العدو مزرعة بسطرة في محيط مزارع شبعا بالقطاع الشرقي. ومعروف أن هذه المنطقة شهدت سابقاً توترات كثيرة بين عناصر من حزب الله والجيش اللبناني من جهة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى.
وفي السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، أننا “نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحثّ الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج”.
وسيّرت قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني دوريات مُشتركة على طول الخط الأزرق جنوب لبنان. وسجل استنفار لدى القوات الإسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط هدوء حذر في المنطقة. وكان جيش العدو الإسرائيلي أعلن عن الاشتباه بحدث أمني في الجولان وعند القاطع الشرقي لجنوب لبنان وأصدر أوامر للسكان بدخول الملاجئ. كما أعلن الجانب الإسرائيلي عن الاشتباه أيضاً في عملية تسلل في منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، قبل أن يتبين أن هذه المعطيات مزيفة.
مصادر مطلعة استبعدت في حديث لـ “البناء” أن يذهب حزب الله الى خوض حرب ضد "إسرائيل" رغم أن أحدًا لا يستطيع التكهن بمسار الأمور في الساعات المقبلة، لكنها اعتبرت أن هناك حركة اتصالات دولية وعربية قائمة من أجل تهدئة الوضع داخل الاراضي المحتلة، وهذا يعني أن ما يحكى عن وحدة الساحات لم يحن أوانه بعد. واعتبرت المصادر أن الصراع قد يستمر أياماً الا أنه سيبقى محدوداً بمعنى ان الاشتباكات لن تتعدى ما حصل امس واول امس، وشدّدت على أن حزب الله ردّ رداً أولياً على استشهاد ثلاثة من عناصره بقصف مواقع إسرائيلية امس واول امس.

في ظل هذه المناخات، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر غد الخميس في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الأمين العام لمجلس الوزراء.


*اللواء: «مناوشات الجنوب»: إعلان الحرب رهن توسُّع المواجهات في الإقليم
بين حدّي موقف متضامن وداعم لحركة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وموقف يأخذ خصوصية الوضع في لبنان، والرغبة الرسمية والسياسية والشعبية بعدم التفريط بانجازات الصمود والهدوء من الجنوب الى الضاحية وبيروت، وسائر المدن والمناطق اللبنانية، يمشي «حزب الله» من دون استعجال، مقيماً الحساب لكل كلمة وخطوة وضربة عسكرية..
مع الاخذ بعين الاعتبار عدم الانجرار الى استعادة ما جرى في حرب تموز من استهداف للمدنيين والقرى والجسور ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات من الجنوب الى الضاحية والبقاع، فضلاً عن عمليات التهجير الجماعي وما ترتب عليها.
وبصرف النظر عن الاتصالات الدبلوماسية الدولية، والمشاورات الداخلية، فإن اليوم الرابع من العمليات الحربية بين "إسرائيل" وحماس وفصائل المقاومة في غزة وغلافها وسائر مناطق الوجود الفلسطيني، شهد وتيرة اعلى من «المناوشات بالقذائف والمدفعية والصواريخ»، من دون التوصل الى اعلان رسمي بالدخول في الحرب مباشرة..
واستبعد خبراء تطور المناوشات الى حرب، ما لم يحدث تطور كبير في الميدان، كمحاولة إزالة غزة او غزوها من البر او توسع المواجهات في الاقليم، على مستوى دولي - اقليمي، في حرب محاور شبيهة بالحرب الروسية - الاوكرانية.

دبلوماسياً، تحركت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت دورثي شيا بين عين التينة حيث التقت الرئيس نبيه بري ودارة الرئيس نجيب ميقاتي، لنقل الموقف الاميركي مما يجري، والتحذير من مغبة انجرار لبنان او توريط حزب الله للبلد بفتح جبهة جديدة من الجنوب.
وكشفت مصادر سياسية ان سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا نقلت بالأمس الى رئيس مجلس النواب بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله أبو حبيب موقف حكومة بلادها من التطورات المتسارعة في غزة، وتحذيرها من مغبة مشاركة حزب الله في هذه الاشتباكات الدائرة بين "إسرائيل" وحركة حماس، ما يعرض لبنان واللبنانيين لمخاطر غير محسوبة، واكدت في الوقت نفسه حرص الولايات المتحدة الأمريكية على امن واستقرار وسلامة لبنان.
وأشارت المصادر إلى ان حركة عدد من السفراء الأجانب، مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، تحذيرهم من مشاركة الحزب بالعمليات العسكرية انطلاقا من جنوب لبنان في هذا الظرف بالذات، الذي يشهد تطورات متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها، والخشية من الزج بلبنان فيها.

أما حكومياً، فوفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في عددها امس، فإن مجلس الوزراء، يعقد بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر الخميس 12 الجاري في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. 

ميدانياً، وبعد تشييع شهدائه الثلاثة، تبنى حزب الله استهداف ملالة اسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) مساء امس بصاروخين موجهين، وتم اصابتها وتدميرها بالكامل.
وردت اسرائيل، حسب ناطق اسرائيلي، باستهداف موقع استطلاع اخر لحزب الله بعد اطلاق القذيفة. وطلبت قوات الاحتلال من سكان بلدة المطلة القريبة من الحدود مع لبنان بمغادرتها على الفور.
وفي اول تطور من نوعه، اعلنت كتائب القسام، أنها اطلقت من جنوب لبنان صواريخ باتجاه الجليل.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل