لبنان
مواكبة قطرية لمساعي لودريان الرئاسية.. والرئيس بري وجّه دعوات للحوار
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ المشهد على المستوى السياسي يبدو قاتمًا، ما يؤشّر إلى مرحلة بالغة الخطورة تواجه البلاد، وقد أصبحَ معها الواقع الأمني المترنّح أصلاً على المحكّ. وفقَ المعلومات المتوافرة فإن الاستمرار في التعطيل هو العنوان الذي يتقدّم على ما عداه حيث الأفق مسدود داخلياً وخارجياً، بسبب المناكفات السياسية والانقسام الإقليمي – الدولي، إذ لم يأتِ الاجتماع الذي عقدته الدول الخمس المشاركة في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، والمؤلّفة من فرنسا، أميركا، قطر، السعودية ومصر، بأي تصوّر جديد، بل على العكس أظهر اجتماع نيويورك جبهة موحّدة ضد الحراك الفرنسي، تضم واشنطن والرياض والدوحة، وتكشّفت هذه الجبهة من خلال انتقاد "الدور الفرنسي وفشله في توحيد اللبنانيين أو حتى إقناعهم بالحوار"، وإعطاء فرنسا مهلة محدّدة لإنجاز حل مع إطلاق تهديدات تحدّثت عن وقف المساعدات عن الجيش اللبناني.
"الأخبار"| قطر نحو وراثة فرنسا: التمهيد لقائد الجيش
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "بينما يدخل الفراغ الرئاسي سنويته الأولى، يبدو المشهد قاتماً على المستوى السياسي، ما يؤشّر إلى مرحلة بالغة الخطورة تواجه البلاد، وقد أصبحَ معها الواقع الأمني المترنّح أصلاً على المحكّ. وفقَ المعلومات المتوافرة فإن الاستمرار في التعطيل هو العنوان الذي يتقدّم على ما عداه حيث الأفق مسدود داخلياً وخارجياً، بسبب المناكفات السياسية والانقسام الإقليمي – الدولي، إذ لم يأتِ الاجتماع الذي عقدته الدول الخمس المشاركة في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، والمؤلّفة من فرنسا، أميركا، قطر، السعودية ومصر، بأي تصوّر جديد، بل على العكس أظهر اجتماع نيويورك جبهة موحّدة ضد الحراك الفرنسي، تضم واشنطن والرياض والدوحة، وتكشّفت هذه الجبهة من خلال انتقاد «الدور الفرنسي وفشله في توحيد اللبنانيين أو حتى إقناعهم بالحوار»، وإعطاء فرنسا مهلة محدّدة لإنجاز حل مع إطلاق تهديدات تحدّثت عن وقف المساعدات عن الجيش اللبناني.
ولوحظ في هذا السياق، أن الدوحة، وبعد النعي غير المعلن للدور الفرنسي، بدأت تتحرك بشكل أكبر وأوسع، إذ لم تمر أيام على انتهاء اجتماع نيويورك حتى وصل موفد قطري إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية. وقالت مصادر مطّلعة إن «القطريين منذ فترة يتحضّرون لوراثة فرنسا في لبنان، لكنهم كانوا ينتظرون غطاءً محلياً وخارجياً»، مشيرة إلى أن «الدوحة حصلت عملياً على ضوء أخضر خارجي من أميركا والسعودية لتسلّم الدفة بدلاً من فرنسا»، إلا أنها تسعى أيضاً الى انتزاع وكالة محلية من القوى السياسية للمباشرة بدورها رسمياً كوسيط لحل الأزمة. وعليه، باشر الموفد القطري لقاءاته مع المسؤولين السياسيين لهدفين: الأول تحصيل القبول بدور الدوحة بدلاً من باريس، ومن ثم التفاوض على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي صارَ واضحاً أنه المرشح الحقيقي للخارج، على الرغم من أن القطريين حملوا سابقاً لائحة تتضمّن أسماءً عدة، من بينها الوزير السابق زياد بارود والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وعلمت «الأخبار» بوجود مساعٍ لقطر تتيح لها العمل منفردة وبشكل مستقل عن أعضاء الخماسية، للوصول إلى ما يُشبه «صلح الدوحة» الأول عام 2008، والقيام بتسوية متوازنة قاعدتها لا غالب ولا مغلوب. وتعتمد قطر في هذا الإطار، على علاقتها الجيدة مع مختلف القوى السياسية، إضافة إلى «الخدمات» التي ستقدّمها مقابل إقناع القوى السياسية بالسير بالتسوية والقبول بقائد الجيش. وغير ذلك، فهي تعبّر دائماً عن استعدادها للقيام بالدور الاقتصادي المالي الذي تُحجِم عنه الرياض، أي إعادة دعم القطاع المصرفي من خلال تقديم وديعة كبيرة للمصرف المركزي، وكذلك القيام بمشاريع استثمارية في البلد، ولا سيما في القطاعات التي تحتاج إلى دعم كبير.
الحراك القطري، ينطلق على وقع احتدام الاشتباك السياسي ولا سيما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى المسيحية المعارضة لمبدأ الحوار. وبينما تسرّبت معلومات عن رسالة بعثها بري إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتحديد موقفه من الحوار، مع التأكيد أن بري سيترأّسه ويديره وسيكون على مستوى الكتل النيابية، وسيكون محصوراً بالنقاش في الأسماء، ردّ باسيل في تصريح له عبر مواقع التواصل أنه «لا أفهم كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس، هو رفض للحوار، كلّ أمر له شروطه وظروفه لكي ينجح». وتساءل «إذا قلنا إنّه يجب أن نتّفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة، حتّى ننتخب رئيساً على أساسه وينجح بعهده، نكون نرفض الحوار أم حريصون على إنجاح العهد؟ إذا قلنا إنّ رؤساء الأحزاب يجب أن يكونوا في الحوار لكي يكون هناك قرار وليس فقط كلاماً، نكون نرفض الحوار. نحن قلنا ونكرّر أنّنا مع حوار جدّي ينجح، ومن لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النّجاح له»".
"البناء": جولات سرية للموفد القطري لإفشال المبادرة الفرنسية
من جهتها، رأت صحيفة "البناء" أنّه فيما تترصّد الأوساط السياسية أي خبر عن عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى لبنان، يواصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني جولته السرية على المسؤولين في محاولة للبحث عن تسوية سياسية برعاية قطرية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، بهدف التشويش على المبادرة الفرنسية وبالتالي إفشالها وفق ما تشير أوساط سياسية لـ»البناء». وأوضحت الأوساط أن لا مبادرة قطرية جدية، وإن كان هناك مبادرة فلا تحظى بموافقة اللجنة الخماسية، وبالتالي لن تؤدي الى نتيجة، كما المبادرة الفرنسية. والحل برأي الأوساط الحوار بين القوى السياسية، وفق مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري كمدخل وحيد لانتخاب رئيس للجمهورية.
وتردد أن الموفد القطري التقى الرئيس بري في عين التينة، لكن لم يصدر أي تأكيد، ومن المتوقع أن يزور الموفد القطري رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اليوم وفق ما تردد. وأفيد أن الموفد القطريّ طرح على مَن التقاهم المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري كمرشح لرئاسة الجمهورية.
في المقابل لفت مصدر مقرّب من السعودية لــ»البناء» الى أن الحراك القطري غير منسّق مع السعودية ولا مع اللجنة الخماسية، بل حراك منفرد ولن يؤدي الى نتيجة، والحل بالبحث عن خيار ثالث من خارج المرشحين التقليديين. وأوضح المصدر أن «السفير السعودي في لبنان وليد بخاري نقل لكل من التقاهم موقف بلاده المتمسك بتطبيق قرارات اللجنة الخماسية الذي صدر منذ أشهر ودعم الحوار بشرط تزامنه مع عقد جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس». وجزم المصدر بأن «المملكة لا تؤيد أو تتبنى أي مرشح ولم تطرح على أحد أسماء، بل تنتظر أن يبادر مجلس النواب الى تحمّل مسؤوليته وممارسة دوره بانتخاب الرئيس وبعدها تحدّد السعودية موقفها من الرئيس وبرنامج عمله وسياساته».
واستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، حيث دار نقاش حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومهمة جان إيف لودريان والمرحلة التي وصلت إليها. كما تمّ عرض لأفكار عدة من شأنها تسهيل المساعي الفرنسية بغية إنجاح هذه المهمة والتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وكشف وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، إلى أن «المبادرة الفرنسية «ماشية»، لكن بمفردها»، مؤكّدًا أنّ «لا خلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية خلال اجتماعها في نيويورك، لكنّه لم يحصل اتفاق ما أدّى إلى عدم إصدار بيان».
وأشار، في حديث تلفزيوني من نيويورك، إلى «أنّ القطريّين سألوا فرنسا عن المدّة الزّمنيّة لمهمّة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ولكن لم يكن هناك جواب فرنسي»، مشدّدًا على أنّ «ما يهمّ الأميركيّين هو أن تحصل الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، لأنّهم يخافون من الوضع في لبنان ومن استمرار الاقتصاد النّقدي. وهم قد يلجأون إلى ممارسة ضغط للإسراع بانتخاب رئيس، وهم لا يتكلّمون أبدًا عن أسماء رئاسيّة». وكشف أنّ «اجتماع نيويورك الخماسي لم يبحث بأسماء المرشّحين».
وأشارت مصادر نيابية على تواصل مع المسؤولين الأميركيين الى أن «الولايات المتحدة لا تحبذ انتخاب أي رئيس محسوب على حزب الله، وتفضّل انتخاب قائد الجيش جوزاف عون، لكنها في حقيقة الأمر لم تنخرط بقوة حتى الساعة بالمعركة الرئاسية بسبب انشغالها بلائحة تطول من الملفات والأزمات والحروب العسكرية والاقتصادية»، وكشفت المصادر لـ»البناء» أن الأميركيين لم يظهروا حماسة خلال اجتماع الخماسية في نيويورك من الحوار واعتبروه مضيعة لوقت ويؤيدون فتح مجلس النواب لانتخاب رئيس وفق الأصول الدستورية والديموقراطية.
بالعودة الى مبادرة الرئيس بري أشارت مصادر إعلامية إلى أن رئيس المجلس أرسل رسالةً إلى رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع عبر النّائب ملحم الرياشي، لتحديد موقفه من المشاركة بالحوار، على الرّغم من معرفته المسبقة برفضه للمشاركة. ولفتت إلى أنّ «بري أرسل أيضًا عبر النّائبَين ألان عون والياس بوصعب، رسالةً الى رئيس «التّيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل، لتحديد موقفه من المشاركة بالحوار»، مشيرةً إلى أنّ «باسيل ردّ على رسالة برّي بجملة شروط تعجيزيّة، فكان جواب الأخير على باسيل حاسمًا: الحوار برئاستي والمشاركون رؤساء الكتل لا الأحزاب، كما أنّ الحوار على أسماء المرشّحين حصرًا».
وردّ باسيل على الرئيس بري من دون أن يسميه وقال عبر حسابه في منصة «أكس»: «كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟! كل شغلة لها شروطها وظروفها لحتى تنجح. إذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة لحتى ننتخب رئيس على أساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار لحتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟! إذا قلنا إنو بدنا إدارة محايدة وليس ترؤس من طرف أساسي بالنزاع لحتى يكون في توازن ونتيجة توافقية، منكون عم نرفض الحوار او عم نؤمن نجاحه؟! اذا قلنا ان الحوار ما لازم ياخد شكل تقليدي وطاولة مستديرة فقط، بل نخلق ظروفا للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي لكي يكون هناك فرصة حقيقية للإنقاذ وليس كلام نمطي على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس، فهل قول الحقيقة والواقع يعني رفضاً للحوار او تحصيناً له؟ نحن قلنا ومنكرر أننا مع حوار جدّي ينجح، من لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النجاح له».
وعقدت اللجنة الحوارية بين التيار الوطني الحر وحزب الله جلسة جديدة أمس، وتابعت البحث بقانون اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، وأشارت مصادر «البناء» الى أن الحوار بين التيار والحزب يتقدم لكنه يسير ببطء ولم يحقق نتائج عملية، لا سيما بمسألة رئاسة الجمهورية، وهو يحتاج لوقت طويل.
ونفت مصادر «البناء» ما تداولته وسائل إعلامية حول تلويح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بسحب ترشيحه ودعم قائد الجيش «نكاية» بالنائب باسيل بحال استمرّ برفض ترشيحه. مشيرة الى أن فرص قائد الجيش ضعيفة جداً، وبحال تعثر وصول فرنجية قد يذهب الجميع الى الخيار الثالث أي المرشح التوافقي، لكن حتى الساعة الثنائي حركة أمل وحزب الله يتمسك بفرنجية ويرفض بحث أسماء أخرى قبل الجلوس على طاولة الحوار في مجلس النواب.
وسجل أمس، سجال على خط القوات – الاشتراكي، فردّ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله عبر منصة «اكس» على حديث صحافي للنائب جورج عقيص وكتب: «أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعيّ يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل أكثر»، فرد عقيص: «لا أعلم لمن يتوجه دكتور عبدالله فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية أو كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية. غيرنا يختبئ بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس».
الى ذلك، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشّيخ نعيم قاسم، الى أنّ «إيران تشكّل اليوم رأس محور المقاومة، بعدما تخلّت عن فلسطين الكثير من الدول»، مشيرًا إلى أنّ «إرادة الفلسطينيّين في القتال والتّحرير، هي الأساس في الدّعم الإيراني لفلسطين والفلسطينيين، وان كلّ أرضٍ لن يحرّرها إلّا السّلاح والمقاومة». وأكّد قاسم أنّ «التّطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة من أيّ جهة كانت عربيّة أو غير عربيّة، لأنّه يعطي العدو حقّا لا يملكه وشهادة حسن سلوك على جرائمه»، مشدّدًا على أنّ «طرد المحتلّين يكون من خلال تبنّي خيار المقاومة بأشكالها كافّة».
وبيّن قاسم خلال مشاركته في احتفال تأبيني أقامته بلدية الغبيري تحت عنوان «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا»، في بئر حسن أنّ «تحرير وحماية الأرض لا يتحقّقان إلّا بالسّلاح، كما أنّ العدو الصهيوني لا يرتدع إلّا بالسّلاح، وبالتالي لا بُدَّ من أن يبقى السلاح بأيدينا وأن نزيد قوتنا». وعمّن يطالب بنزع السّلاح في لبنان وفلسطين، رأى أنّ «هؤلاء إنّما يطالبون بإلغاء المقاومة وإضعاف لبنان أمام العدو، وهذه خدمة للمشروع الإسرائيلي».
على صعيد آخر، اختتم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مشاركته في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بلقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان حيث تبادل الوزيران الأفكار حول ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، والتطورات الإقليمية الأخيرة لا سيما المساعي الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية.
كما اجتمع بوحبيب في نيويورك بوزير خارجية اليونان جورجيوس جيرابتريدس الذي أبدى تفهمه لمشكلة النزوح واستعداده لتعزيز التنسيق والتعاون مع لبنان والدول الأخرى المتضررة من تبعات النزوح، على أن تستكمل الخطوات التنسيقية في المؤتمر السنوي المزمع عقده في روما بداية تشرين الثاني المقبل لدول حوض المتوسط. وبعدها شارك بوحبيب في اللقاء الوزاري للدول المانحة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين – الأونروا حيث شدّد في مداخلته على أهمية سد العجز التمويلي للوكالة لكونه مصلحة دولية لمنع تفاقم المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وما يرزح تحته لبنان من أعباء اللجوء.
وعمّا إذا كان الأوروبيّون يريدون دمج النازحين السوريين في لبنان، أوضح بوحبيب في حديث تلفزيوني أنّهم «لا يريدون دمجهم بقدر إبقائهم في لبنان في الوقت الحالي»، لافتًا إلى أنّ «هناك نوعًا من الاقتناع لدى بعض الأوروبيّين بأنّ المساعدات الّتي تأتي للنّازحين من خلال مفوضية شؤون اللاجئين هي الّتي تبقيهم وعائلاتهم في لبنان، كما تتسبّب بارتفاعات الولادات، حتّى باتت نسبة ولادات السّوريّين أعلى من نسبة ولادات اللّبنانيّين».
كما أفاد بأنّ «الموقف السّوري يقول أهلًا وسهلًا بالنّازحين، وهم سوريّون، وإذا كان المجتمع الدّولي غير مقتنع أنّنا سنعاملهم كمواطنين عاديّين، فليضعوا مراقبين دوليّين»، معلنًا «أنّني اتّفقت مع نظيري السّوري فيصل المقداد على الاتّصال به بعد عودتي إلى لبنان، لتحديد موعد للقائنا في سورية، لبحث أزمة النّزوح»، معربًا عن خشية لبنان من «التّعرّض لموجة نزوح جديدة إثر الأحداث في سورية».
بدوره، أكّد قائد الجيش أنّ «نزوح السوريين يمثل خطرًا وجوديًّا يهدّد لبنان واللبنانيين ولا بد من معالجته على مستوى الأفراد والمؤسسات جميعها»، لافتًا إلى أنّ «الجيش بعيد كل البعد عن العنصرية، وهو يولي حقوق الإنسان أولوية قصوى ويضعها في صلب مهمته، لكن هذه الحقوق وُجدت لتحفظ كرامة الإنسان لا لتدمر المجتمع».
وخلال جولة تفقدية في المناطق الحدودية في منطقة البقاع الشمالي، لفت العماد عون إلى «أننا نسمع بعض الأصوات المشكّكة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم إننا مستمرّون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم».
"النهار": سخونة تصاعدية ونفي "متأخر" لخلافات الخماسية!
بدورها، كتبت صحيفة "النهار": "بدا لافتًا، ان لم يكن مستغربا للغاية، ان تتصاعد سخونة السجالات والتباينات الداخلية حيال ملف الحوار وعلى خلفية الانطباعات السلبية التي تركها اجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك في مطلع الأسبوع الحالي، ومن ثم يصدر للمرة الأولى نفي فرنسي وغربي متأخر للخلافات التي ذكر انها حصلت خلال اجتماع الخماسية مقترنا بلوم الاعلام اللبناني واتهامه بنشر اخبار عارية عن الصحة!
فبعد أربعة أيام من انعقاد الاجتماع الذي لم يصدر عنه أي بيان، كما لم يصدر أي توضيح من أي من الدول الممثلة في المجموعة رغم المناخ السياسي والإعلامي السلبي الذي اعقب الاجتماع، نقلت امس مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مسؤولين رفيعين فرنسي وغربي “استغرابهما” نشر الإعلام اللبناني أخباراً وصفاها بانها “عارية من الصحة” عن اجتماع الدول الخمس حول لبنان في نيويورك”، وشرحا انه “كان اجتماعا على مستوى مديري الخارجية لاتاحة المجال أمام الجانب الفرنسي ان يحيطهم علماً بما قام به المبعوث الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان في لبنان".
وقال المسؤول الفرنسي لـ”النهار” انه “كان اجتماعا ضروريا لوضعهم في تفاصيل ما قام به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لودريان، ولم يحصل ايّ خلاف كما تردد في الصحف اللبنانية”.
أما المصدر الغربي فأبدى بدوره “استغرابه لنشر معلومات مغلوطة لا اساس لها عن خلافات أو نقل كلام لا وجود ولا اساس له عن مساعِدة وزير الخارجية الاميركي باربارا ليف”. واكد ما قاله المسؤول الفرنسي، مشيراً الى ان “الاجتماع كان عاديا وجيدا وركز على حضّ القيادات اللبنانية على تحمّل مسؤولية مستقبل بلدهم وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات”. واستغرب المسؤولان المشار اليهما ” نشر اخبار كاذبة عن خلافات”، واكدا انهما “يجهلان مصادر المعلومات المغلوطة التي نُشرت في الإعلام اللبناني”.
جاء ذلك فيما المشهد الداخلي يشهد تصاعدا واضحا في السخونة السياسية حيال تعقيدات الازمة الرئاسية والغموض المتدحرج الذي اعقب اجتماع المجموعة الخماسية ولم يفض في اقل الأحوال الى أي وضوح في الاتجاهات باستثناء معالم التحرك القطري الراهن الذي يتردد انه يهيء لمجيء موفد يحمل أفكارا للتسوية.
ونقل في هذا السياق عن مسؤول بارز في حزب الله عدم توقعه أي تقدم من التحركات المقبلة المتصلة بالملف الرئاسي وان المعطيات التي لدى هذا المسؤول تشير الى ان الموفد القطري سيطرح على القوى السياسية ثلاثة أسماء لمرشحين، عسكريان ومدني.
وزاد الطين بلة تداخل التداعيات السياسية بالهواجس الأمنية عقب حادث اطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية. وجديد هذا الامر ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد عودته من نيويورك امس، عقد لقاء مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا في السرايا وجدد خلاله ادانة الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الاميركية في لبنان، مؤكدا أن الاجهزة الامنية تكثف تحقيقاتها لكشف ملابسات الاعتداء والضالعين فيه واعتبر الاعتداء على السفارة الاميركية “اعتداء على سيادة لبنان وامنه”.
وادلت السفيرة الاميركية بتصريح مقتضب عبرت فيه “عن تقديري لرسائل الدعم التي صدرت عن المسؤولين السياسيين في البلد بمن فيهم دولة الرئيس،كما عن مختلف الفئات والاحزاب السياسية والشركاء الامنيين الاخرين. هذا الدعم يعني لنا الكثير كسفارة أميركية”. وقالت “نحن ندرك تماما أن السلطات تحقق في حادثة إطلاق رجل مسلح النار باتجاه السفارة. ونحن نقدر الالتزام الذي عبر عنه شركاؤنا الامنيون والمسؤولون السياسيون في هذا البلد بانهم لن يألو جهدا لجهة التحقيق في هذه الحادثة وملاحقة المرتكب ومحاسبته. نحن في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف اثر هذه الحادثة فاجراءاتنا الأمنية متينة جدا وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد”.
في غضون ذلك بدأ المشهد السياسي يرسم معالم سخونة تصاعدية حيال الملف الرئاسي وسط معطيات تستبعد أي عوامل إيجابية وشيكة سواء على صعيد الوساطتين الفرنسية والقطرية التي لم يعد ممكنا الجزم باي اتجاه واضح ستسلكه كل منهما في ظل الغموض السائد منذ اجتماع نيويورك الأخير (على رغم النفي المشار اليه أعلاه للخلافات) او على صعيد الإخفاق المثبت لطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري في الدعوة الى الحوار، وباعترافه بنفسه بهذا الامر .
الاشتراكي – "القوات"
والجديد في التداعيات السياسية لهذا الواقع ان وتيرة التباينات العلنية بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية” خصوصا، تصاعدت على نحو لافت في الساعات الأخيرة. وسجل في هذا السياق انتقاد مجلس قيادة الحزب التقدّمي الإشتراكي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط ، حيث جرى استعراض الواقع السياسي والملفات الاقتصادية والمعيشية وتلك ذات الصلة بالقطاعات الأساسية، لا سيما منها القطاع التربوي وضرورة أن تتولى الحكومة القيام بدورها في تأمين كل المستلزمات المطلوبة لتأمين انطلاق العام الدراسي.
واستغرب المجتمعون إصرار البعض على اعتبار الحوار مضيعة للوقت فيما الوقت يضيع على اللبنانيين منذ قرابة العام على الشغور الرئاسي، فيما لا خيارات أخرى متاحة”.
وفي الاثناء دار سجال مباشر بين عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله وعضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص. وقال الأول : “أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل اكثر”. ورد عقيص “لا أعلم لمن يتوجه الدكتور عبدالله فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية او كمعارضة ببطريركية ولا بلجنة خماسية غيرنا يختبىء بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس. يجب أن يرى الدكتور عبدالله من يعطل وينتقده أما اللجنة الخماسية فإذا أعلنت موقفًا في الدوحة يناسب تطلعاتنا وموقفنا وهو الموقف المبدئي الصحيح وهو اجراء إنتخابات رئاسية بأسرع وقت وعدم تعطيل النصاب ومواصفات الرئيس يجب ان تكون سيادية وإنقاذية وإصلاحية هذا الشيء لا يمكن أن ننتقده”. واعتبر ان “الحوار هو إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة”، مشددًا على أنّ “الدستور يوجب علينا أن ننتخب رئيسًا للجمهورية”. وأضاف “واضح من يعطّل هذا الإنتخاب وهو يخترع حججًا لتبرير تعطيله منها عقد طاولة حوار”.
"التيار" – بري
بموازاة ذلك رد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على قول بري “يبدو ان الكنيسة القريبة ما بتشفي” بقوله “الكنيسة اكيد بتشفي ان كانت قريبة او بعيدة، بس الكنيسة اصول ودستور، مش ابداعات ظرفية. خلّينا نلتزم بالدستور الوطني ونطبّق القوانين العامة ومش عايزين حدا من بعيد، فينا نعيش سوا بسلام”.
من جهته، رد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على بري الذي اتهمه ضمنا بافشال الحوار من دون ان يسميه سائلا “ما فهمت كيف يكون الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟ كل شغلة لها شروطها وظروفها حتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيس على اساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار لحتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟!.. نحن قلنا ومنكرر أننا مع حوار جدّي ينجح، من لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النجاح له”.
عون – باسيل
يشار الى ان قائد الجيش العماد جوزف عون افتتح امس شبكة طرق في جرود منطقة الهرمل، شملت طرقات مراكز وادي فيسان ومراح الشعب وقنافذ وحرف السماقة، وأزاح الستار عن نصب تذكاري في كل من هذه المراكز، وذلك بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وعدد من فاعليات المنطقة.
وتربط الطرق المفتتَحة المراكز المذكورة في ما بينها، وتسهّل مكافحة تهريب الأشخاص والبضائع والممنوعات، وتتيح وصول المواطنين إلى أراضيهم. وفي رد واضح على الاتهامات التي تستهدفه من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قال العماد عون ”نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم”.
النزوحالنازحون السوريونجان إيف لودريان