لبنان
العماد جوزاف عون يفاجئ مرشِحِيه: لا تهمني الرئاسة ولم أتحدث مع أحد عنها
تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث تجتمع اليوم اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني على هامش انعقاد الدورة السنوية لاجتماعات الأمم المتحدة، وسط ترقب لما ستخرج به اللجنة الخماسية من بيان أو توصيات حيال الأزمة اللبنانية والاستحقاق الرئاسي، في حين توقفت الصحف اللبنانية في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية، عند إعلان قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون تأكيده أن رئاسة الجمهورية لا تهمّه ولا تعنيه، وأنه لم يتحدث عنها مع أحد ولم يحدثه عنها أحد.
موقف العماد عون هذا كان مفاجئًا خاصة للجهات التي كانت رشحته للرئاسة الأولى، وفسرته أكثر من صحيفة على أنه إعلان سحب ترشحه واعتبرته بمثابة "عطب" إضافي غداة الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
البناء
في خطوة يصعب تصديق حصرها في الإطار التقني المتصل بتحرير السجناء بين واشنطن وطهران، تبادلت حكومتا أميركا وإيران بعد مفاوضات امتدت لسنتين، بشراكة سلطنة عمان وقطر، خمسة سجناء من كل من البلدين، بينما حصلت إيران على تحرير ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأميركية، وصعوبة تصديق الإطار التقني الذي يتحدث عنه الأميركيون، يعود الى أن الصفقة تجعل كل نظام العقوبات مجرد مسرحية، حيث تؤدي العقوبات إلى تجميع الأموال الإيرانية بالمفرق وتحويلها لإيران بالجملة، أما الحديث عن حصر استخدامها بالشؤون الإنسانية، فيكفي للرد عليها معرفة أن انفاق إيران على الصحة وحدها يزيد عن عشرين مليار دولار، وبدلاً من إنفاقها من الداخل الايراني، تستطيع طهران بما حصلت عليه وما يمكن أن تحصل عليه من أموال مشابهة مجمّدة لدى اليابان والعراق، بحيث يصل المجموع الى 20 مليار دولار تغطية موازنتها الصحية الإجمالية من الأموال المحررة، وتحويل الأموال التي كانت سوف تنفق من موارد الاقتصاد الإيراني، ومداخيل الخزينة العامة للدولة إلى مجالات أخرى، لا يوجد ما يمنع تحويلها للنشاط النووي او العسكري او دعم قوى المقاومة، وهي المجالات التي تحاول واشنطن القول إن الإفراج عن الأموال الإيرانية لن يغذّيها، بينما تتوقع مصادر متابعة للملف نقلاً عن شركاء التفاوض إن هناك ملفات أخرى قيد البحث والتفاوض، وإن الإيجابية الإيرانية والأميركية تجاه المسألة المينية، في ظل الاتفاق السعودي الإيراني، قد مهدت للقاءات التفاوض التي تجري في السعودية مع وفد من أنصار الله يزورها بدعوة من الحكومة السعودية.
لبنانياً، بينما تجتمع اللجنة الخماسية التي تتابع الملف الرئاسي في نيويورك اليوم، وتستمع الى المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان وتجدد تفويضه ليعود مطلع الشهر المقبل ويواكب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، أن رئاسة الجمهورية لا تهمّه ولا تعنيه وأنه لم يتحدث عنها مع أحد ولم يحدثه عنها أحد.
في نيويورك، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إلى معاونة وزير الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند التي تدير ملفات العقوبات والحرب الناعمة في وزارة الخارجية الأميركية من النيجر الى السودان وصولاً إلى أوكرانيا وروسيا والصين، وتقف وراء استخدام ملف النازحين للضغط على لبنان، وبدا من التصريحات أن مناخاً إيجابياً انتهى إليه الاجتماع، دون أن يعلم هل أن الإيجابية تعبير عن ضعف لبناني في التخاطب مع نولاند، أم نجاح لبناني في تظهير خطورة الوضع واحتمال اضطرار لجوء لبنان الى خيار فتح البحر امام النازحين الوافدين إليه ما لم تؤخذ مصالحه وموافقة بعين الاعتبار، لجهة دعم خططه لإعادة النازحين بالتنسيق مع الدولة السورية.
تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث تجتمع اليوم اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني على هامش انعقاد الدورة السنوية لاجتماعات الامم المتحدة، وسط ترقب لما ستخرج به اللجنة الخماسية من بيان أو توصيات حيال الأزمة اللبنانية والاستحقاق الرئاسي، وذلك غداة الجولة التي قام بها مبعوث الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان على المسؤولين اللبنانيين، على أن يعود الى لبنان أوائل الشهر المقبل لاستكمال مشاوراته النهائية قبل الخطوة المقبلة والتي ستكون بحسب مصادر «البناء» طاولة حوار يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مجلس النواب، وقد تكون برعاية فرنسية وعربية ودولية متجسّدة باللجنة الخماسية.
وأكد الرئيس بري أنه في أعقاب الحوار سيدعو الى جلسة انتخابية تشبه جلسات انتخاب البابا في روما.
ولفتت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله لـ"البناء" إلى أن الثنائي "منفتح على الحوار بكافة أشكاله ومستعد لأن يبحث كل الخيارات ومخارج الحلول على طاولة الحوار أو النقاش أو التشاور، فليسمّوها ما يشاؤون، لكن التواصل المباشر هو طريق الخلاص الوحيد وهو المعبر الأساسي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن المعارضة ترفض المرشح الذين ندعمه من دون سبب مقنع وكذلك ترفض منطق الحوار والتشاور وتتلطّى خلف شعارها: نؤيد الحوار الثنائي ولا نتحاور الا على الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، وهي في حقيقة الأمر تريد إطالة أمد الفراغ خدمة لمصالح خارجية ولتحقيق أهداف شخصية وسياسية، وتريد المعارضة استمرار الأزمة اللبنانية لأنها تعتاش على الأزمات والدعم الخارجي لمواجهة المقاومة".
وتساءلت المصادر: “هل سلاح المقاومة هو الأولوية أم انتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية؟ هل يريدون نزع سلاح حزب الله بالقوة؟ وهل يستطيعون ذلك طالما "إسرائيل" لم تستطع؟ وكيف سنحل مسألة السلاح والاستراتيجية الدفاعية من دون انتخاب رئيس للجمهورية؟ وكيف ننتخب رئيس للجمهورية من دون حوار؟ ما يعني أنهم لا يريدون حواراً ولا رئاسة، ولا استراتيجية دفاعية، بل يريدون استخدام الفراغ للتصويب على المقاومة وخدمة المشروع الأميركي الاسرائيلي».
وشددت المصادر على أن الثنائي "لا يعطل انتخاب الرئيس بل من حقه الطبيعي دعم ترشيح أي مرشح، ومستعدون خوض أي معركة رئاسية به، لكن مستعدون بالوقت ذاته للحوار على كافة الخيارات، من ضمنها خيار سليمان فرنجية أو غيره إذا كان يحقق الأهداف نفسها التي نسعى الى تحقيقها وأهمها الحفاظ على سيادة لبنان وحماية أرضه وجوه ومياهه وثروته النفطية والغازية ووضع خريطة طريق للخلاص الاقتصادي ومواجهة الحصار الأميركي المالي والاقتصادي ووضع حد لسياسة إفقار الشعب والدولة، لكن لا أحد يتوقع أن نتنازل عن مرشحنا كرمى لأعين الأميركي وحلفائه في لبنان. ولذلك لا نبحث الآن بمرشح غير فرنجية ومرحلة قائد الجيش لم تحن بعد ولم نناقشها حتى الساعة".
ونصح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في تصريح تلفزيوني، من يعمل في الخارج لمرشّحين رئاسيّين ألا يدعموا مرشّحاً يخالف وصوله الدستور مثل قائد الجيش جوزيف عون.
وفي سياق ذلك، أكد النائب طوني فرنجيّة بأن "رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيّة لم يكن يوماً عائقاً أمام الحلّ، ولكنّ انسحابه ليس مطروحاً حاليّاً، وحين تطرح الحلول على الطاولة نبحث في الأمر". وأوضح فرنجيّة في حديث تلفزيوني، بأن "قائد الجيش جوزيف عون كان مطروحاً كمرشّح منذ البداية ولكنّ اسمه ظهر أخيراً إلى الضوء، وزيارة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى بنشعي غير مرتبطة بلقائه مع العماد عون».
وأكد فرنجيّة بأننا "مع الحوار من دون شروط مسبقة، والوضع الاقتصادي لا يحتمل المزيد من الانتظار".
ولفت قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد نقابة الصحافة برئاسة عن ملف رئاسة الجمهورية "ما بيهمّني وما بيعنيني ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد".
إلى ذلك، كما سيحضر الملف اللبناني في مشاورات سيعقدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مارسيليا، وفي اجتماع لسفراء أعضاء الخماسي مقرّرة هذا الاسبوع في الفاتيكان لبحث خريطة طريق عمليّة إنقاذّية. وأفيد أنّ الموفد القطري الذي كان سيصل إلى بيروت هذا الأسبوع أرجأ زيارته إلى مطلع الشهر المقبل، أي في أعقاب مباحثات بين دول المجموعة الخماسية في نيويورك. وأشارت المعلومات الى أنّ زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.
ووصل الى نيويورك، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى الاجتماعات وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب والقائمة بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بالإنابة جان مراد. ووفق البرنامج سيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان أمام الجمعية وسيعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة. كذلك سيشارك رئيس الحكومة في الجلسة الافتتاحية لـ"منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة"، وسيلقي كلمة في المنتدى عند الرابعة والنصف بتوقيت نيويورك (الحادية عشرة والنصف ليلاً بتوقيت بيروت) ومن ثم يجتمع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر الامم المتحدة.
وتوقعت أوساط سياسية لـ"البناء" أن تنعكس التطورات الإيجابية على خط طهران – واشنطن لجهة تبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية في مصارف أجنبية، على الملف اللبناني، فضلاً عن المستجدات الايجابية في الملف اليمني لجهة استضافة السعودية الوفد السياسي من أنصار الله لإجراء مفاوضات لتثبيت وقف النار وايجاد حل سياسي للحرب في اليمن. لافتة الى الترابط بين الساحتين اللبنانية واليمنية، مسجلة ملاحظة أنه عندما تقدمت المفاوضات في اليمن رفعت السعودية نسبة تأثيرها الإيجابي في لبنان عبر جمع النواب السنة في السفارة السعودية حتى السنة المنضوون في فريق المقاومة، وتغطية زيارة لودريان الى لبنان”، متوقعة انفراجاً مفاجئاً في لبنان فور انفراج الملف اليمني لارتباطه مباشرة بالأمن القومي في السعودية.
واعتبر السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، في بيان، أن "لبنان ينتظر حواراً سياسياً صريحاً"، لافتاً الى أن "المبادئ الأساسية لهيكلية الدولة اللبنانية، تتضمن التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع المتنوع".
ولفت روداكوف، الى أنه "منذ إبرام الميثاق الوطني، اتسم هذا التعايش بروح حسن الجوار وتحقق بفضل التوافق والتفاهم المتبادل بين القوى السياسية والدينية الرائدة في البلاد".
النهار
بداية أسبوع الانشداد إلى محطات خارجية متصلة بالأزمة الرئاسية في لبنان لم تمر من دون مفاجأة داخلية تجسدت في ما يمكن اعتباره "سحب" قائد الجيش العماد جوزف عون، أو حيد معادلة ترشيحه لرئاسة الجمهورية سواء ظرفيًا أم أبعد من الظرف عن التداول، إلى حدود أثار معها موجة كثيفة من التساؤلات حول دلالات إعلانه هذه الموقف وما اذا سيكون له تداعيات وترددات، كما هو متوقع، داخليا وخارجيا. والواقع ان الازمة الرئاسية بدت كأنها أصيبت بـ"عطب" إضافي غداة الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بسبب عودتها الى دوامة المراوحة التي سبقت زيارته، في ظل التناقضات الحادة التي خلفها موقف لودريان من ضرورة التوجه الى "المرشح الثالث" أو "الخيار الثالث".
ورأت "النهار" أن موقف العماد عون "لم يحجب الانشداد الى نيويورك حيث بدأ أمس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اول لقاءاته مع مسؤولين أميركيين فيما ترصد الانظار الاجتماع المرتقب لممثلي دول المجموعة الخماسية اليوم على الارجح حيث يناقش الملف الرئاسي اللبناني. كما سيحضر الملف اللبناني كما هو معروف ايضا في محادثات سيعقدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مرسيليا. ووسط كل هذا افيد أنّ الموفد القطري الذي كان سيصل إلى بيروت هذا الأسبوع أرجأ زيارته إلى مطلع الشهر المقبل، أي في أعقاب مباحثات بين دول المجموعة الخماسية في نيويورك. واشارت المعلومات الى أنّ زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.
موقف عون
وكان قائد الجيش العماد جوزف عون تناول خلال لقائه وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي موضوع رئاسة الجمهورية فقال باقتضاب "ما بيهمني وما بيعنيني ولم يبحثه احد معي ولم ابحثه مع احد". أما في موضوع تهريب النازحين عبر الحدود، فاعتبر أن التهريب مضبوط الان بنسبة تصل الى 85 في المئة ولاحظ ان الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، "ولا نملك العديد الكافي ولا الامكانات اللوجستية لضبطها بالكامل"، واكد أن ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مرورا بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش.
وردا على سؤال، قال "لا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة اتخذنا كل الاجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه" .
وركز على موضوع الامن، فقال "اولويتنا الامن، ونعمل ليل نهار على ضبطه، فالسلاح منتشر ومتفلت، والقضاء لا يساعدنا في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين" .اما في مسألة الحدود البرية، فتحدث عما وصفه بإهتمام اميركي لترسيم الحدود البرية.
اللواء
من جهتها رأت صحيفة "اللواء" أنه بصرف النظر عن مدى جدية حركة الوسيط الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان، وإمكانية بلوغها الهدف المطروح امامها، عاد الرهان على التطور الايجابي في العلاقات بين دول عربية خليجية وايران، عبر "الممر الأميركي" الذي تزداد القناعة حول إلزاميته لإنضاج الممر الرئاسي اللبناني.
وعشية اجتماع الخماسية في نيويورك اليوم لتقييم ما آلت اليه مهمة لودريان، اشارت نائبة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية فيكتور رانولاند الى ضرورة اسراع الاطراف اللبنانية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مؤكدة دعم بلادها لأي حوار لبناني - لبناني.
ولئن كانت الخماسية، بتشجيع قوي من قطر، باتت اقرب من اي وقت مضى للتقاطع على ترشيح قائد الجيش جوزاف عون، وصولاً الى بلورة اجماع على انتخابه، فإن المصادر النيابية المتابعة لاحظت استنفاراً جدياً من قبل التيار الوطني الحر ورئيسه لمواجهة هذا التوجُّه، عبر تسكير الأبواب بوجه دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، في ضوء ما أعلنه لـ"اللواء" في عددها أمس الاول لجهة استمرارية الجلسات لظهور الدخان الرئاسي الأبيض، مع حرصه على ان تشارك معظم الكتل ذات التأثير في الجلسات التي سيديرها بنفسه وبمشاركة من نائبه الياس أبو صعب، او لجهة رفض اي تدخل عربي او دولي في تسمية الرئيس او السعي للمساعدة، كما حصل في الدوحة في العام 2008، والتي ادت الى الاتفاق على انتخاب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان.
وأعربت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" عن اعتقادها أن البيان الذي يصدر عن اللجنة الخماسية من شأنه أن يعطي مؤشرًا عن التوجُّه المقبل في الاستحقاق الرئاسي، وسألت عما إذا كان الموقف نفسه سيتكرر لجهة التأكيد على إتمام هذا الاستحقاق ودعوة المسؤولين إلى القيام بواجباتهم في هذا المجال أم أن هناك موقفا جديدا يصدر عنها.
وقالت هذه المصادر أن أية إشارة من فريق الممانعة بشأن استعداده للبحث في الخيار الثالث لم تعلن عنها وذلك في انتظار بعض التفاصيل وملف الحوار، في حين أن فريق المعارضة بدوره لم يقرر خطوته المقبلة، وفي كل الأحوال الجميع ينتظر المعطيات الخارجية، مشيرة إلى أن حركة الموفد القطري من جهتها تحرك الملف الرئاسي على أن يتبلور المسعى الذي يمكن أن تعمل عليه دولة قطر بشكل جديد.
ووصفت مصادر سياسية ما يروِّج له كلا الاطراف السياسيين من مواقف، لها علاقة بانتخابات رئاسة الجمهورية، بأنه يعبر عن الاستمرار بتقطيع الوقت الضائع، بانتظار إنضاج التفاهمات الخارجية بخصوص لبنان وتحديدا بين الولايات المتحدة الأميركية ودول اللقاء الخماسي وايران، بعدما ثبت عدم جدوى الوساطة الفرنسية التي يتولاها الموفد الرئاسي لودريان.
وقالت المصادر انه بعد زيارة لودريان الاخيرة للبنان، يروج كل طرف بأنه استطاع اقناع الموفد الفرنسي بوجهة نظره ومواقفه، مايؤشر إلى الاستمرار بالدوران في الحلقه المفرغة، وعدم تحقيق اي تقدم ملموس باتجاه حل ازمة الفراغ الرئاسي، واعتبرت ما يحصل حاليا هو ان "كل طرف يغني على ليلاه"، وتبقى مصلحة البلد ومواطنيه في آخر اهتماماته.
ولاحظت المصادر تعمُّد مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، بعد زيارة لودريان بالاكثار من اطلالات المؤيدين له، يتقدمهم نجله النائب طوني فرنجية وقبله وزير الإعلام، للتأكيد باستمرار فرنجية بالترشح للرئاسة، ونفي كل مايتردد من مواقف صادرة عن المعارضة، تؤشر الى اخراج فرنجية من المعادلة، وتبنِّي خيار المرشح التوافقي الذي يحظى بموافقة الاكثرية النيابية.
وحسب المصادر، فإنه من الممكن تبدل موقف الثنائي لجهة تأييد المرشح التوافقي على حسابه، بعدما تردد ان قائد الجيش العماد جوزيف عون يتقدم على كل المرشحين التوافقيين. ولذلك لوحظ بوضوح الاعتراضات التي صدرت باطلالات مؤيدي فرنجية التلفزيونية، ضد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
وفي وقت ما تزال فيه القوى السياسية تدور في الحلقة المفرغة ذاتها من دون ان يتقدم احد بطرح مقبول او قابل للنقاش الجدي حول الاستحقاق الرئاسي، انتقل الاهتمام السياسي الى نيويورك مع وصول الرئيس نجيب ميقاتي أمس في نيويورك آتيا من لندن التي مكث فيها بضعة ايام. وحيث كانت له لقاءات امس، مع الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومع ممثلين عن منظمات دولية ومؤسسات مالية دولية كالبنك الدولي وصندوق النقد.
وشارك ميقاتي امس، في أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى للتنمية المستدامة تحت رعاية الجمعية العامة، عشية انطلاق اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. والذي شاركت فيه ايضاً مع الوفد الرسمي النائبة عناية عزالدين بصفتها رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية.
وفي السياق، افادت المعلومات عن تأجيل زيارة الموفد القطري محمد الخليفي الذي كان من المقرر ان يزور بيروت هذا الاسبوع، الى مطلع الشهر المقبل، بإنتظار جلاء محادثات بين مندوبي دول مجموعة الخمس في نيويورك.
وتوقفت "اللواء" عند موقف السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف الذي رأى أن لبنان ينتظر حوارا سياسيا صريحا، وإن المبادئ الأساسية لهيكلية الدولة اللبنانية، تتضمن التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع المتنوع. ومنذ إبرام الميثاق الوطني، اتسم هذا التعايش بروح حسن الجوار وتحقق بفضل التوافق والتفاهم المتبادل بين القوى السياسية والدينية الرائدة في البلاد.
وختم السفير روداكوف: وباعتبارها أحد مراكز النظام العالمي الجديد، تدعم روسيا باستمرار وبإخلاص، كل جهود التي تهدف إلى الحفاظ على الأداء الفعَّال لآليات الدولة اللبنانية، دون أي تدخل أجنبي.
الأخبار
أما صحيفة "الأخبار" فتناولت قرار مجلس الأمن التمديد لقوات "اليونيفل" العاملة في جنوب لبنان عامًا آخر، مؤكدة أن تعديل مهمات «اليونيفل» لا ينسحب على البحر. معتبرة أن اللثام
لَم يُكشف بعد عن الأبعاد العميقة لقرار التمديد لقوات "اليونيفل"، لجهة ما حمله من مهمات إضافية لا تتناسب مع القواعد المعمول بها منذ عام 2006. ولن يكون بالإمكان حسم عدم حدوث تداعيات للتعديلات التي أُدخلت العام الماضي (31 آب 2022) وأعطت الحق لهذه القوات بالتنقّل من دون إذن مسبق من الجيش اللبناني، والتي كُرّست هذا العام (31 آب 2023) من دون الوقوف عندَ اعتراض الدولة اللبنانية.
القناعة المشتركة بأن الاستقرار الحالي تحفظه "حكمة" قيادة قوات الطوارئ في مراعاة الواقع بعيداً عن النصوص، والتنبه جيداً إلى كيفية التعامل معه لتفادي أي حوادث، لا تحول دون توالد أسئلة كثيرة مرتبطة بالقرار، من بينها: هل ينسحب التفويض الجديد لليونيفل على مهامها في المياه الإقليمية أم يقتصر على منطقة الجنوب فقط؟
بالعودة الى القرار 1701 الصادر عام 2006، لم يأتِ أيّ من نصوصه الـ 19 على ذكر المياه الإقليمية، إلا في مادتين لا إشارة فيهما الى مهام خاصة لليونيفل. فقد نصّت المادة 14 على أن "القرار يطالب حكومة لبنان بتأمين حدوده وغيرها من نقاط الدخول لمنع دخول الأسلحة أو ما يتصل بها من عتاد إلى لبنان دون موافقتها، ويطلب إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان مساعدة حكومة لبنان لدى طلبها ذلك". وقد جرى تناول المنطقة البحرية في المادة 15 التي تتحدث عن "إلزام الدول أخذ التدابير اللازمة لمنع مواطنيها أو السفن التي ترفع علمها من تزويد أيّ كيان أو فرد في لبنان بالأسلحة والمعدات العسكرية".
وتلفت "الأخبار" إلى أن قوة اليونيفل البحرية التي تشارك في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنتشر منذ تشرين الأول 2006، أُنشئت بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية لمساعدة البحرية التابعة للقوات المسلحة اللبنانية في تأمين مياهها الإقليمية وللمساعدة في منع الدخول غير المصرّح به للأسلحة أو المواد ذات الصلة عن طريق البحر إلى لبنان، وليس بناءً على القرار. وهذا ما أكّده تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تنفيذ القرار 1701 الصادر في أيلول 2006، إذ أشار في المادتين 35 و36 إلى أن "مجلس الوزراء برئاسة فؤاد السنيورة قرّر في 4 أيلول تكليف الجيش بممارسة السيطرة على المياه الإقليمية اللبنانية ودعوة اليونيفل إلى المساعدة الفنية لجهة منع الدخول غير المصرّح به للأسلحة عن طريق البحر إلى لبنان، حيث القدرات البحرية لدى الجيش محدودة للغاية، واستجابة لهذا الطلب سيتم إنشاء قوة بحرية لليونيفل لمساعدة الجيش اللبناني في مراقبة المياه الإقليمية"، ما يعني أن القوة البحرية لليونيفل حاضرة بموجب اتفاق مع الرئيس السنيورة وحكومته وليس بموجب الـ 1701. ويعني ذلك أن الجيش اللبناني لا يزال هو الجهة المخوّلة بضبط الحدود البحرية، والتعديلات التي شهدها القرار 2650 لا تطاول القوة البحرية، ما يعني أنه لن يكون لها هامش حركة مستقلة إذا لم تطلب منها الحكومة اللبنانية أو لم يوافق الجيش على ذلك. وهذا ما أكّدته قيادة اليونيفل في ردها على أسئلة "الأخبار" التالية:
- ما هي آلية مناداة واعتراض وتفتيش السفن الآتية إلى لبنان؟
قوة اليونيفل البحرية تدعم البحرية اللبنانية في مراقبة مياهها الإقليمية وتأمين الساحل اللبناني ومنع الدخول غير المصرّح به للأسلحة عن طريق البحر إلى لبنان. يتمثل دور اليونيفل في مناداة السفن التي تدخل منطقة العمليات البحرية لقوة اليونيفل البحرية وإبلاغ البحرية اللبنانية عنها. نقوم فقط بإحالة أي سفن مشبوهة إلى السلطات اللبنانية التي تقوم بالتفتيش، وعادة ما يكون ذلك بشكل مستقل ودون مشاركة قوة اليونيفل البحرية.
يمكن اعتبار السفن "مشبوهة" لعدد من الأسباب. على سبيل المثال، إذا لم تكن مدرجة في قائمة السفن المتوقّع عبورها أو دخولها أو مغادرتها المياه الإقليمية اللبنانية، وهي القائمة التي تقدّمها البحرية اللبنانية لقوة اليونيفل البحرية كل يوم، أو إذا كانت تبحر خارج ممرات الاقتراب المطلوبة داخل المياه الإقليمية اللبنانية. ويتم تنسيق جميع هذه الآليات مع الجيش اللبناني وفق الإجراءات البحرية المعتادة.
والسلطات اللبنانية وحدها هي المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأن إجراء التفتيش والسماح بدخول السفن إلى المرافئ اللبنانية، ويتم ذلك من دون مشاركة قوة اليونيفل البحرية. وتقوم البحرية اللبنانية بإرسال نتيجة التفتيش إلى اليونيفل.
يتضمّن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 إمكانية إجراء عمليات التفتيش من قبل وحدات قوة اليونيفل البحرية بناءً على طلب السلطات اللبنانية. ومع ذلك، لم يتم تقديم مثل هذا الطلب منذ بدء عمل القوة في عام 2006. وبالتالي، لم يتم إجراء أي تفتيش مادي من قبل وحدات قوة اليونيفل البحرية منذ عام 2006.
من يأخذ القرار بالتفصيل ويعطي التعليمات بمتابعة الإبحار؟
في حين أن قرار مواصلة السفينة للإبحار يُتخذ من قبل السلطات اللبنانية، فمن المهم الإشارة إلى أن هدف اليونيفل على المدى الطويل هو نقل المسؤوليات إلى القوات المسلحة اللبنانية لتتمكن من تولي السيطرة الكاملة والفعّالة على منطقة عمليات اليونيفل والمياه الإقليمية اللبنانية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ما هي أنواع المناورات والتدريبات التي تقومون بها؟
وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، تُجري البحرية اللبنانية وقوة اليونيفل البحرية الأنواع التالية من التدريبات:
عمليات المراقبة البحرية والاعتراض البحري: تدريب وإعداد البحرية اللبنانية للقيام بجميع المهام المتعلقة بمراقبة مياهها الإقليمية ومنع دخول الأسلحة غير المصرّح بها عن طريق البحر إلى لبنان. ويشمل ذلك، على وجه الخصوص، التدريب الإجرائي المكثّف، وخاصة للعاملين في محطات الرادار الساحلية التابعة للبحرية اللبنانية، وتنفيذ ما يُسمى "تمارين الدخول" التي يتم خلالها تطبيق إجراءات دخول السفن إلى المياه الإقليمية اللبنانية بشكل غير مصرّح به، إلى جانب تمارين الصعود للتدريب على تفتيش السفن في البحر.
وحدات وأطقم البحرية اللبنانية: دعم تدريبي لتحسين مهارات أطقم وحدات البحرية اللبنانية، ويشمل ذلك مكافحة الحرائق وتسرّب المياه، والتمارين الملاحية، وتمارين الملاحة البحرية.
تمارين البحث والإنقاذ: يتم تنسيق المحتوى والتركيز بشكل مستمر بين البحرية اللبنانية وقوة اليونيفل البحرية وتكييفهما مع متطلبات البحرية اللبنانية، امتثالاً لولاية اليونيفل.
من يحتفظ بلوائح السفن المناداة والسفن التي خضعت للتفتيش؟
تحتفظ اليونيفل بسجلّات السفن المناداة وتتلقّى معلومات من البحرية اللبنانية بشأن السفن التي تم تفتيشها. إلا أننا لا نتلقّى معلومات حول طبيعة المواد التي تم العثور عليها، إلا إذا كانت تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
على مَن توزّع التقارير الدورية وهل ترسلون نسخة عن هذه السجلّات إلى إسرائيل؟
تتم مشاركة جميع تقاريرنا مع مجلس الأمن الدولي والسلطات اللبنانية. تحتوي التقارير الدورية على أرقام إحصائية بحتٍ فقط، وبشكل أساسي عدد عمليات المناداة التي تم تنفيذها، وعمليات التفتيش المطلوبة، وعمليات التفتيش التي تم تنفيذها، والنتائج ذات الصلة بولايتنا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ما هو التدبير الذي خضعت له كل من السفن التالية: لطف الله 2، ليميكس، تريدر، أوندا، وروسوس؟
من الأفضل الاتصال بالبحرية اللبنانية للحصول على تفاصيل السفن، حيث إن السلطات اللبنانية هي المسؤولة عن إجراء عمليات التفتيش.
مع ذلك، وفي ما يخصّ السفينة روسوس، قدّمنا سابقاً معلومات إلى السلطات القانونية اللبنانية. وبالنسبة إلى لطف الله 2، ينبغي الاتصال بالسلطات اللبنانية التي قامت بتحويل مسار السفينة وأجرت التفتيش. أما بالنسبة إلى تريدر، فهي لم تعبر منطقة العمليات البحرية التابعة لليونيفل.