لبنان
لودريان يؤيد مبادرة الرئيس برّي للحوار.. ومخيم عين الحلوة ينفجر
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ ملامح المبادرة التي يحملها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، تظهّرت مع تأكيده أمام من التقاهم، أنه يتبنى باسم اللجنة الخماسيّة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن هذا التبني هو تفاهم فرنسي سعودي بصورة خاصة، وأن لا أسماء لمرشحين يحظون بالدعم، بل آليّة يجب أن تنتج رئيساً، تمثل مبادرة الرئيس بري أساسها، ونقل عدد من نواب التغيير عنه تأكيده أن لا تعطيل للنصاب في الجلسات المتتابعة وفقاً لمبادرة بري، وأن لا بديل عن المبادرة إلا الخطر الوجودي. وكانت أولى علامات التبدّل الذي أنتجه موقف لودريان في إعلان النائب السابق وليد جنبلاط بوضوح أنه يفضل وجهة نظر بري ولودريان على وجهة نظر القوات اللبنانية، وأن النائب تيمور جنبلاط كرئيس للقاء الديمقراطي سوف يشارك في تلبية دعوة بري، بينما افتقدت مواقف رئيسي حزبي القوات اللبنانية والكتائب سمير جعجع وسامي الجميل الرافضة لمبادرة بري نبرة التحدي، وبدت أقرب للتريث، مغلفة ارتباطها بنظرية ننتظر ونرى، وصولاً الى ما وصفه مصدر نيابي تابع لقاءات لودريان، بمعادلة "ببكي وبروح".
ولفتت الصحف إلى فشل خيار التعاون بين حركتي "فتح" و"حماس" في توفير آلية للسيطرة على الوضع المتفجّر في مخيم عين الحلوة، ومع عودة الاشتباكات بقوة، صدرت مواقف توحي بأن كلاً من "فتح" و"حماس" يقف على ضفة مختلفة عن الآخر، حيث أعلن القيادي في حركة "فتح" عزام الأحمد أن الاشتباكات تتجدّد بفعل أياد خارجية، بينما قال القيادي في حركة "حماس"، إن ما يجري هو تدمير المخيم تحت شعار مكافحة الإرهاب.
"الأخبار": حركة لودريان بلا بركة... والسعودية تواصل حصار "الصوت السني"
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّ "الاشتباك الداخلي حول الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري تحوّل إلى اشتباك مع الفرنسيين أنفسهم، إذ سمع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان اعتراضات من قوى وشخصيات معارضة لدعوة بري، طالبته بعدم التماهي مع موقف رئيس المجلس. وتردّد أن باريس، في حال لم تحصل استجابة من الأطراف المحلية لدعوة بري، قد تفكّر في دعوة توجّهها إلى القوى اللبنانية للتحاور أو التشاور حول آلية تتيح انعقاد المجلس النيابي سريعاً لأجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.
زوار العاصمة الفرنسية الذين تحدّثوا عن توافق فرنسي - سعودي حول الملف اللبناني، أشاروا إلى أن الأميركيين يضغطون للتوصل إلى اتفاق سريع، وأن هذا يصبّ في خانة الاستقرار الذي يراد أن يحصل في لبنان استعداداً لمرحلة جديدة يكون فيها الغاز والنفط المادة الرئيسية على جدول الأعمال.
لكنّ الرغبات الغربية، وسعي فرنسا إلى تحقيق نجاح واضح في لبنان، يعوّض عن خيباتها المتتالية في أفريقيا، لم ينعكسا تفاهمات واضحة في لبنان، لا سيّما أن الطرف السعودي حافظ على وتيرة تدخّله التي تهدف إلى إبلاغ الجميع في لبنان بأن اللجنة الخماسية فوّضت فرنسا على قاعدة الإتيان برئيس توافق عليه غالبية القوى السياسية. وهو ما فسّره البعض بأنه دعوة إلى تجاوز الترشيحات القائمة، وخصوصاً سليمان فرنجية وجهاد أزعور.
وبناءً عليه، كان الجميع مهتماً بالوقوف على نتائج الاجتماعات التي عُقدت في باريس قبل وصول لودريان، وشارك فيها المستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وحضر جانباً منها ممثلون عن حلفاء السعودية في لبنان، أبرزهم النواب وائل أبو فاعور وملحم رياشي وفؤاد مخزومي. وقال هؤلاء إن «الرياض وباريس أصبحتا تتشاركان الموقف نفسه من الملف الرئاسي على عكس ما كان عليه الوضع سابقاً». علماً أن السفير السعودي دعا النواب السُّنّة إلى اجتماع اليوم يحضره لودريان.
وكان الموفد الفرنسي التقى أمس النائب محمد رعد، النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، النائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأشارت مصادر لبنانية إلى أن لودريان «لم يحمِل جديداً، بل ظهرَ وسيطاً مسوّقاً لمبادرة الرئيس بري»، وشدّد على أن «لا بديل عن الحوار»، وحاول لودريان إقناع الرافضين بالمشاركة في الحوار الذي ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة، وتحدّث عن «ضمانات لديه بأنه لن يتم تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية».
الجميل وجعجع أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان
وبدا من التسريبات أن كلام لودريان لم يكن موحّداً مع الجميع، إذ كشفت معلومات أخرى أنه «تطرّق إلى دور فرنسي، وأشار إلى حوار برعاية فرنسية من دون تحديد ما إذا كانَ هذا الحوار سيُعقد في قصر الصنوبر». واستشفّ بعض النواب من هذا الكلام أن «الحوار برعاية فرنسية قد يكون بديلاً من الحوار الذي دعا إليه بري في حال لم يحصل، ولا سيما أن كل الوقائع تؤكد صعوبة انعقاده، خصوصاً في حال رفض التيار الوطني الحر المشاركة، وأصرّ حزبا القوات والكتائب على مقاطعته». وفي السياق، لفتت مصادر سياسية إلى أن «لقاء لودريان مع الكتائب كانَ سيئاً للغاية»، وأن «الجميل أكّد موقف حزبه بمقاطعة أي حوار إن كانَ برعاية بري أو الفرنسيين، وأصرّ على الذهاب إلى جلسات انتخاب مفتوحة، حيث لا مجال للحوار مع حزب الله».
واعتبرت المصادر أن «موقف الجميل وجعجع يوجِب الانتباه وهو خطير. فهما أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان بعقد جلسات وعدم تطيير النصاب، وإشارته إلى أن الرئيس لن يكون من أي فريق»، ما يعني أنهما «يريدان الفراغ والذهاب إلى الانهيار وصيغة جديدة مهما كلّف الأمر».
من جهة أخرى، تركّزت الأنظار على الحركة السعودية، حيث تقصّدت الرياض أن تكون في الواجهة، بعدَ أن تصدّرت سابقاً باريس في العلن والدوحة في السر مهمة «التوصل إلى حل» للأزمة، فضلاً عن إيصال الرسائل من الخارج، ومردّ ذلك إلى «ما لمسه المسؤولون السعوديون خلال اجتماعاتهم في باريس التي لم تقتصر على لودريان، بل شملت أيضاً المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل». وكشف مطّلعون أن «الإرباك ظهر واضحاً على المسؤولين الفرنسيين، وأن كلام دوريل كانَ مختلفاً عن كلام لودريان. فالأول لا يزال يطرح تسوية فرنجية واختيار رئيس حكومة محسوب على الطرف الآخر، بينما الثاني يؤكد أن ذلك غير وارد بسبب التعقيدات الداخلية، وكلاهما يقول بأنه هو الموكل بمتابعة الملف»!
"البناء"| لودريان: مبادرة بري أو الخطر الوجودي... وجنبلاط يؤيّد... وارتباك جعجع والجميل
من جهتها قالت صحيفة "البناء": تظهّرت ملامح المبادرة التي يحملها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، مع تأكيده أمام من التقاهم، أنه يتبنى باسم اللجنة الخماسيّة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن هذا التبني هو تفاهم فرنسي سعودي بصورة خاصة، وأن لا أسماء لمرشحين يحظون بالدعم، بل آليّة يجب أن تنتج رئيساً، تمثل مبادرة الرئيس بري أساسها، ونقل عدد من نواب التغيير عنه تأكيده أن لا تعطيل للنصاب في الجلسات المتتابعة وفقاً لمبادرة بري، وأن لا بديل عن المبادرة إلا الخطر الوجودي. وكانت أولى علامات التبدّل الذي أنتجه موقف لودريان في إعلان النائب السابق وليد جنبلاط بوضوح أنه يفضل وجهة نظر بري ولودريان على وجهة نظر القوات اللبنانية، وأن النائب تيمور جنبلاط كرئيس للقاء الديمقراطي سوف يشارك في تلبية دعوة بري، بينما افتقدت مواقف رئيسي حزبي القوات اللبنانية والكتائب سمير جعجع وسامي الجميل الرافضة لمبادرة بري نبرة التحدي، وبدت أقرب للتريث، مغلفة ارتباطها بنظرية ننتظر ونرى، وصولاً الى ما وصفه مصدر نيابي تابع لقاءات لودريان، بمعادلة «ببكي وبروح».
في عين الحلوة تحوّل دراماتيكي لجهة فشل خيار التعاون بين حركتي "فتح" و"حماس" في توفير آلية للسيطرة على الوضع المتفجّر، ومع عودة الاشتباكات بقوة، صدرت مواقف توحي بأن كلاً من "فتح" و"حماس" يقف على ضفة مختلفة عن الآخر، حيث أعلن القيادي في حركة "فتح" عزام الأحمد أن الاشتباكات تتجدّد بفعل أياد خارجية، بينما قال القيادي في حركة "حماس"، إن ما يجري هو تدمير المخيم تحت شعار مكافحة الإرهاب.
ولليوم الثاني على التوالي واصل الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضاً الاستحقاق الرئاسي وجدّد التأكيد على أهمية الحوار لإنجازه.
والتقى لودريان النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، وجرى البحث في المستجدات السياسية. ووجّه جنبلاط انتقاداً لاذعاً للقوات اللبنانية بقوله إنها «تغرّد على التلال». وقال جنبلاط بعد اللقاء: «دائماً لدى حزب «القوات» وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار». ورداً على سؤال إن كان «اللقاء الديمقراطي» أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار، قال: «لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته». وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: «لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء». وأشار إلى أن «بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال».
وحطّ لودريان في الضاحية الجنوبية حيث التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.
وتطرّق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما أفادت العلاقات الإعلامية في «حزب الله». واعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار يصبّ في السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد». من جهته، شدد رعد على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين باعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي». وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
كما استكمل الديبلوماسي الفرنسي جولته بزيارة معراب حيث بحث الملف الرئاسي مع رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لفت الى أن «الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». ولفت جعجع، الى أن «من عطل انتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة». وأكد بانه «ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته».
ووفق معلومات «البناء» فإن لودريان لم يأت بجديد بل كان واضحاً بتبني مبادرة الرئيس بري وأكد لودريان لكل من التقاهم أهمية المبادرة كفرصة ثمينة لإنهاء الشغور الرئاسي، كما شدّد لرؤساء الكتل لا سيما تلك المعارضة على «أهمية المشاركة بالحوار ومناقشة كافة الاقتراحات».
وعلمت «البناء» أن جعجع أبلغ لودريان عدم اقتناعه بجدوى الحوار وأنه مناورة من فريق الممانعة شارحاً الأسباب التي أملت عليه موقفه.
كما التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين (بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ياسين ياسين وابراهيم منيمنة) في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال ياسين: «حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان».
كما التقى لودريان ممثلاً عن تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني في قصر الصنوبر.
وأشارت أوساط التكتل لـ»البناء» الى أن التكتل سيشارك في الحوار.
وكشفت مصادر إعلامية أن «السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار». وأشارت الى أن «لودريان دحض كل الشائعات حول أي خلاف بين فرنسا واللجنة الخماسية او بين فرنسا والسعودية، كما تم التأكيد من لودريان للنواب أن الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة وان الموفد الفرنسي لديه ضمانات الا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية». ونقل لودريان للنواب الأربعة أجواء أن الرئيس المقبل لن يكون من بين الأسماء التي يطرحها الأفرقاء أو من بين المرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور من دون أن يدركوا ما هي معطياته».
كما استقبل لودريان كتلة «تجدّد» ممثلة بالنائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر، وأشارت أجواء الكتلة الى أن «اللقاء مع لودريان إيجابي وبناء والحوار المطلوب لا يعني تشريع «الطاولات» المصادرة لدور المؤسسات».
كما اجتمع لودريان في الصيفي الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي لفت الى أن «حزب الله يستخدم منطق الفرض ويستحيل الجلوس على طاولة واحدة بالتساوي».
وإذ يعقد السفير السعودي وليد بخاري اليوم لقاء مع النواب السنة في السفارة، يزور لودريان الديمان حيث يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفق ما علمت «البناء» كما يلتقي الراعي السفيرة الأميركية في لبنان.
وأشارت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «المشهد الرئاسي لن يتضح قبل انتهاء زيارة لودريان ولقاء الختام الذي سيعقده مع الرئيس بري للتشاور وتقييم نتيجة الجولة وآراء الكتل النيابية لكي يقرّر بري بالتشاور مع لودريان الخطوة التالية»، كما يترقب الرئيس بري وفق المصادر اجتماع مجموعة الدول الخماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 الحالي.
وأفيد أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الأممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علماً أن لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية – السعودية مطلع تشرين الأول المقبل، من دون أن يتحدد حتى الآن ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته اللبنانية.
ووفق مصادر «البناء» فإن الرئيس برّي وبعد تقييم الوضع سيدعو خلال الأسبوع المقبل كافة الكتل النيابية للحوار بعدما تأكد من مشاركة أغلب الكتل النيابية وتأييد دولي لمبادرته لا سيما من فرنسا والسعودية واللجنة الخماسية عموماً.
وأمل بري أن «تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية للمبادرة التي أطلقها في الذكرى الـ45 لإخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر»، لافتاً الى انه «وبالرغم من الاصوات الرافضة للحوار وان اسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الإطلاق وهي لا تفسر الا على وجه واحد أن أحداً في لبنان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية»، وأشار الى أن «غالبية الكتل تنظر الى المبادرة بإيحابية ومرحبة بها»، قائلاً: «أعود وأكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين، لكن بصراحة لن ننتظرهم الى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطني، ولن نيأس. كلنا ثقة أن لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا».
وأكد بري في حديث لصحيفة «الوفاق» الإيرانية، أن «الواقع البرلماني القائم حالياً لا يعطي لأي طرف القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده ولا يمكن إنجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري»، واعتبر أن «الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية بقدر ما هو مهم على أكثر من مستوى لا سيما سياسياً واقتصادياً وأمنياً بالنسبة للبلدين هو أيضاً بالقدر نفسه من الأهمية لكل دول المنطقة، وأن هذا الاتفاق اذا ما نفذت كل مندرجاته ويجب ان تنفذ ولا خيار أمامنا كدول وشعوب في المنطقة الا العمل بصدق من أجل تنفيذه وإنجاحه هو سوف يغير إيجاباً وجه المنطقة على مختلف الصعد لا سيما في التقدم والاستقرار»، مشيراً الى ان «إيران والسعودية دولتان مركزيتان في جغرافية المنطقة وديموغرافيتها وهما حجر الزاوية في مستقبلها. فالاتفاق والتلاقي بينهما هو القاعدة وهو القضاء والقدر والخلاف والاختلاف الذي كان وانقضى هو الاستثناء».
في غضون ذلك، وبعدما سيطر الهدوء الحذر على عين الحلوة قبل ظهر أمس، غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخّر مع تجدد الاشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وارتفع عدد القتلى في اشتباكات عين الحلوة إلى 7، وقد نقل 6 منهم إلى مستشفى الهمشري في صيدا، بينما نقل القتيل السابع إلى مستشفى الراعي وارتفع عدد الجرحى الى 24 جريحاً إصابة احدهم خطرة.
وتعرّض خالد أبو النعاج المسؤول العسكري في «تيار الإصلاح» برئاسة «اللينو»، الى كمين أدى الى مقتله، كما قتل المرافق الشخصي للعميد الفتحاوي خالد الشايب جلال عبدالله. كما تعرّضت مجموعة من فتح الى كمين آخر، ما أسفر عن سقوط قتيلين وجدا و4 جرحى على سطح أحد المباني في حي حطين في المخيم لم تستطع عناصر فتح سحبهما بسبب كثافة النيران. وعلمت «البناء» أن القتيلين هما إبن أبو حسام قائد كتيبة شاتيلا في فتح والثاني من عرب غوير.
وأدّت الاشتباكات العنيفة على مختلف محاور القتال الى موجة نزوح كثيفة من المخيم، وقد شملت مناطق للمرة الأولى نتيجة اشتداد وتيرتها والقصف العشوائي الذي طال أحياء عديدة من المخيم، فيما طال الرصاص الطائش مدينة صيدا، بدءاً من دوار العربي، سيروب، المية ومية، التعمير، الفيلات، حي الجامعة اللبنانية، حي البراد وصولا إلى دوار مرجان كما بلدة حارة صيدا وثكنة الجيش. وقطعت القوى الأمنية الطريق للقادمين من الجنوب باتجاه بيروت وجرى تحويل السير في منطقة الزهراني باتجاه الخط البحري.
سياسياً، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، اجتماعاً لبحث الوضع في المخيم، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الأحمد إنه «تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي»، وأضاف: «جهات خارجية تقدم إغراءات للأطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان».
وأشارت مصادر فتح لـ»البناء» الى أن الحركة مستمرة في التقدم لاستعادة المراكز والأحياء التي احتلتها المجموعات الإرهابية ولمنع هذه المجموعات الخارجة عن القانون من السيطرة على المخيم وتحويله الى تجمع ومعقل لتنظيم داعش. مجدّدة الربط بين وقف النار وبين تسليم قتلة العرموشي. في المقابل انتشرت تسجيلات لقادة التنظيمات المتطرفة في المخيم يؤكدون خلالها أنهم لن يسلموا أنفسهم ومستمرون في القتال ولديهم القدرة على ذلك.
وكشفت أوساط فلسطينية مطلعة على الاجتماعات المكثفة التي تحصل لوقف إطلاق النار، لـ»البناء» أن لا توجه لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل رفض المجموعات المتطرفة تسليم قتلة العرموشي، وبالتالي الوضع في المخيم فلت من أيدي القيادات وسيتجه نحو مزيد من التأزم والسخونة وقد يمتد الى بقية المخيمات في لبنان. متوقفة عند الأعداد الكبيرة من المسلحين في ظل وجود مخازن كبيرة من الأسلحة والعتاد تكفي لجولات اضافية من القتال ولوقت طويل.
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «قراراً خارجياً وبالتحديد قرار أميركي بتنفيذ جهة عربية بإشعال المخيم لاستخدامه ورقة أمنية في المعركة السياسية على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مع وصول موفد قطري الى بيروت الأسبوع المقبل بعد مغادرة لودريان لإجراء مشاورات مع القوى السياسية واقتراح مرشحين وسطيين بهدف التشويش على مبادرة الرئيس بري وبالتالي على الدور الفرنسي والسعودي».
على صعيد آخر، وبعد قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سورية ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب اتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد واتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك، حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الأممية. وأكد وزير الخارجية السوري ترحيب بلاده بعودة جميع أبنائها النازحين إلى وطنهم وتقديمها التسهيلات اللازمة لذلك، مشيراً إلى أن ما يعيق هذه العودة هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلالين التركي والأميركي لأجزاء من سورية. وجدّد المقداد التأكيد أن سورية ترحّب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقدّم كلّ ما بوسعها لتسهيل عودتهم. ولفت إلى أن ما يعيق عودتهم هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلال التركي والأميركي لمناطق في سورية، إضافة إلى الآثار الكارثية لاستمرار تطبيق الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية المفروضة على سورية من قبل الدول الغربية المعادية.
"النهار": "تجميع" أكثرية للحوار لا يمرّر مهمة لودريان
بدورها كتبت صحيفة "النهار": دخلت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في يومها الثاني امس في بيروت، مرحلة متقدمة من “التوزان السلبي” الامر الذي يضفي مزيدا من الشكوك والترقب حيال مصير الوساطة الفرنسية كما حيال الازمة الرئاسية في لبنان. ذلك ان الشكوك التي أثيرت فور اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا “محتفيا” بمهمة لودريان وصوّرها كأنها مبادرة “مساعدة” ودافعة له، تبين امس انها تحولت واقعيا الى منحى اخر تمثل واقعيا في السعي لـ”تجميع” أكثرية نيابية تؤيد الحوار الذي دعا اليه بري وتبناه لودريان وربما، كما يقول بعض المطلعين، اختبأ وراءه لرصد التجربة، فاذا نجحت تشكل اختراقا معنويا يمكن المضي من خلاله الى اجتراح حل حيال انتخاب رئيس الجهورية. علما ان تجميع الأكثرية المؤيدة لن يعني ابدا خرق الازمة الانتخابية ولا سيما ان المعادلة السياسية لن تتبدل ولو ارتفع نسبيا “سكور” المؤيدين للحوار. فالمعلومات المتوافرة عن لقاءات لودريان في اليوم الثاني من مهمته تعكس واقعيا خلو جعبته من أي اقتراحات عملية جديدة بل وتركيزه امام النواب الذين التقاهم على التلميح الى “ضمانات ” في الحوار الذي يقترحه الرئيس بري ومن بينها ما نسب اليه من ان افقاد النصاب في الجلسات ما بعد الأولى لن يكون واردا ابدا. كما ان التركيز على رعاية السفير السعودي وليد بخاري بعد ظهر اليوم لقاء في دارته يضم المفتي عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي لودريان والنواب السنّة عكس السعي الى ان يكون “للكتل السنية” المشرذمة ثقل سياسي ترجيحي في مسار الازمة الرئاسية، لذا سيتم رصد ما سينتهي اليه اللقاء لجهة ما اذا كان سيبلور موقفا سنيا عريضا يجمع مختلف الأطياف السياسية في هذه الساحة، كما سيتم رصد صحة ما تردد عن ان عددا من النواب السنة سيتجهون الى تأييد الحوار. وسواء بلورت الساعات المقبلة أكثرية واضحة ام لم تبلورها حيال الحوار، فان المعنيين والمطلعين على مجريات مهمة لودريان يستبعدون ان تتجه الأمور نحو اختراق جدي للازمة علما ان موقف قوى المعارضة ورأس حربتها “القوات اللبنانية” والكتائب وحركة “تجدد” والنواب التغييريين ذهب نحو تمسك لا هوادة فيه في رفض الحوار من منطلقات دستورية وسياسية واقعية. وهذا يعني ان لودريان، الذي يعتبر بعض المراقبين انه جنح مجددا بمهمته نحو انحياز لا يساعده على النجاح، سيعود حتما الى مرجعية الازمة الرئاسية التي تتمثل بالمجموعة الخماسية (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر) التي سيجتمع وزراء خارجيتها في نيويورك الثلثاء المقبل وعندها سيمكن الحكم على ما اذا كانت مهمة لودريان فتحت ثغرة ام غرقت في دوامة عقيمة. ولذا تردد ان لودريان لن يطرح الحوار رسميا في ظل الانقسام الذي واجهه مجددا.
من الضاحية الى معراب
والواقع ان الموفد الفرنسي استكمل جولته والتقى النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط. وكرر جنبلاط بعد اللقاء تاييده للحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري ولودريان وعاود انتقاد موقف “القوات اللبنانية” فقال “دائماً لدى حزب القوات وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. وقال: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.
والتقى لودريان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية ووفق ما افادت العلاقات الاعلامية في حزب الله واعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”. من جهته، شدد رعد على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”.
ثم التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر. وكشف النائب ياسين ياسين ان لودريان “حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به، فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان”. وافادت معلومات ان لودريان أبلغ النواب التغييريين أنّ الرئيس المقبل لن يكون من الأسماء التي طرحها الأفرقاء أي لا فرنجية ولا أزعور وأعطاهم ضمانات أن تكون جلسة انتخاب الرئيس واحدة ومفتوحة وألا يُطيّر النصاب في الدورة الثانية. ووفق معلومات أخرى ان لودريان اكد أنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار، كما أكّد لودريان للنواب أنّ “الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة” موضحًا “أنّ لديه ضمانات” ألّا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
والتقى لودريان ممثلا كتلة “تجدّد” النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت الكتلة أنّ اللقاء “كان إيجابياً وبناءً” وشدّدت على “الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس” واوضحت الكتلة أنّ “الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات” وجددت التأكيد على “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.
صندوق النقد
اقتصاديا، عقد لقاء في قاعة لجنة المال والموازنة في البرلمان ضم رئيسها النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع بعثة صندوق النقد الدولي. وأشار كنعان إلى أنّ “اللقاء هو مصارحة كاملة، عرضنا فيه كل شيء لاسيّما المسألة المركزية التي يتهرب منها الجميع وتعنى بالودائع”. وشدد على أنّه “يجب وضع حلول لمسألة الودائع وعملية بيع المواقف للمجتمع الدولي لكسب رضاه ليست عملنا، ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نقول إنّ قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى مجلس النواب ويناقش بين الحكومة وصندوق النقد”. واوضح لـ”النهار” ان الاجتماع مع صندوق النقد كان بمثابة نقاش صريح وتحديدا في ملف الودائع، فهل يمكن تجاوز مئة مليار دولار من الودائع. حتى الكلام عن مئة الف دولار او غيره لا ضمانات له ولا يمكن ان يحصل من دون التدقيق في موازنات المصارف والاتفاق مع الحكومة على عدم التهرب من المسؤولية. وقال ان الاجتماع كان جيدا وبناء وستكون متابعة في موضوع التشريعات.
تجدد الاشتباكات
وفي وقت سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة قبل الظهر غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخر الهدوء مع تجدد الإشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رأس قبل الظهر في السرايا، اجتماعا لبحث الوضع في المخيم، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الاحمد أنه “تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي”، مؤكدا أن “الجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف”.
ولكن وتيرة الاشتباكات في عين الحلوة تصاعدت بعنف بعد الظهر ومساء واصيب 8 اشخاص على الاقل بينهم مسعفون جراء الرصاص الطائش الذي أصاب أيضا ثكنة محمد زغيب للجيش. وأفادت المعلومات ان 5 قتلى و15 جريحا كانوا حصيلة الاشتباكات العنيفة امس في عين الحلوة ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها إلى 12 قتيلاً وأكثر من 110 جرحى.
صندوق النقد الدوليجان إيف لودريانمخيم عين الحلوة