معركة أولي البأس

لبنان

أحداث مخيم عين الحلوة.. من المستفيد؟
08/09/2023

أحداث مخيم عين الحلوة.. من المستفيد؟

بقي الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة نهار اليوم الجمعة (8/9/2023) متوترًا وظلّت الاشتباكات مستمرة بين عناصر حركة فتح وجماعات مسلحة على الرغم من التوصل إلى ثلاثة اتفاقات نصّت على وقف لاطلاق النار وانسحاب المسلحين من مدارس الأنروا وتسليم قتلة العرموشي، إلاّ أن أيًّا من هذه الاتفاقات لم تُترجم بنوده على الأرض.

مصادر فلسطينية وصفت الاشتباكات الجديدة بالأعنف من حيث كثافة النيران ونوعيّة الأسلحة والقذائف التي استخدمت فيها أو من حيث سقوط عدد من القذائف الصاروخية على مدينة صيدا، الأمر الذي أدّى إلى شلل تام في المدينة على نطاق واسع. 

كذلك لوحظ موجة نزوح كبيرة، فقد أكدت المصادر نزوح حوالي 50% من سكان المخيم إلى خارجه.

ويُعتبر تجدد إطلاق النار في مخيم عين الحلوة واستمراره بشكل عنيف منذ ليل أمس الخميس وحتى ساعات مساء اليوم الجمعة بمثابة إطلاق نار مباشر على كلّ الجهود اللبنانية والفلسطينية التي بُذلت وعلى كل مقررات "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وعلى لجانها وعلى كل المساعي التي بذلها أكثر من طرف ومرجعية.

كما يُشكّل تجدد إطلاق النار استهدافًا مباشرًا لقرار إخلاء المدارس من المسلحين تمهيدًا لإصلاحها وترميمها واستعدادًا لعودة التلامذة إليها.. بحيث عمدت الأطراف التي وقفت وراء هذه الاشتباكات إلى إفشال خطة انتشار القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مدارس الأنروا التي يتواجد فيها المسلحون، والتي كانت مقررة صباح اليوم.

وبشكل أساسي يُعتبر إطلاق النار موجهًا إلى مدينة صيدا أولًا وأخيرًا كونها المتضرّر المباشر على كل المستويات الاقتصادية والمعيشية والحياتية اليومية.. فقد تضررت في بيوت سكانها وأحيائها، في تنقلات أولادها، وحتى مبنى السراي الحكومي "مبنى محافظة لبنان الجنوبي" بما يشكّل من رمز للسلطة اللبنانية، لم يسلم من قذائف "هاون" المسلحين الذين لم يقيموا أي اعتبار لهذه المدينة.

ناهيك عن كل ذلك، فإن الفلسطينيين في هذا المخيم هم أصحاب الضرر الأساسي من هذه الاشتبكات، فقد نزحوا نساءً وأطفالًا وكهولًا تحت جنح عتم الليل، طالبين الأمن والأمان خارج مخيم عين الحلوة، حاملين جراحهم وكل معاناتهم وبؤسهم ينقلونها معهم في حلهم وترحالهم هربًا من بندقية المسلحين ونيرانهم الضائعة التائهة عن بوصلة فلسطين.

والجدير ذكره، أنّ آثار الاشتباكات السابقة التي اندلعت قبل نحو شهر في المخيم ما زالت واضحة للعيان، والأضرار الجسيمة في البيوت والمحال التجارية لم تجد من يعوّض عن أهلها وأصحابها خسائرهم المادية حتى اليوم. 

كأن من يطلق النار بهذا الشكل العنيف كائنًا من كان، غير معني بأي من الثوابت الفلسطينية الطويلة العريضة، ويعيش في عالمه الخاص مرتبطًا ربما بـ "أجندات" من هنا وهناك.. بحثًا عن مكسب في حي أو "زاروب" أو "محور" في مخيم البؤس والحرمان عين الحلوة.
 

 

المخيمات الفلسطينية في لبنانمخيم عين الحلوة

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة