معركة أولي البأس

لبنان

الراعي يؤيد مبادرة برّي للحوار.. وجعجع يطلق النار عليها
04/09/2023

الراعي يؤيد مبادرة برّي للحوار.. وجعجع يطلق النار عليها

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي للحوار تحت قبة البرلمان والذهاب لجلسات متتالية لمجلس النواب إلى حين الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية، وتفاوت ردود الفعل من هذه المبادرة، ففي حين رحّبت غالبية الأطراف بالحوار، سارع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع لإطلاق النار عليه، وتبعه في ذلك رئيس حزب "الكتائب" سامي الحميّل، وهو ما تعارض مع موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالدعوة لتلبية دعوة رئيس مجلس النواب.
وسيكون هذا الأسبوع حاسمًا في تقرير مصير الحوار، لا سيما أنه يأتي على أبواب العودة المفترضة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
وفي وقت يشهد فيه الدولار استقرارا في سعر صرفه مقابل الليرة اللبنانية، غادر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي.


"البناء": البطريرك الراعي يؤيد مبادرة بري

بقيت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار في مجلس النواب لسبعة أيام من شهر أيلول تليها جلسات انتخاب متتابعة، هي الحدث، وقد لقيت تأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي، بينما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل رفضهما لدعوة الحوار، ولمبدأ التسوية السياسية قبل حسم مصير سلاح المقاومة، فيما سجلت مصادر نيابية تأييد 98 نائباً لدعوة الحوار، وتساءلت عن مصير معارضة الـ 30 نائباً بعد مقاطعة الحوار إذا تمت الدعوة لجلسات انتخاب متتابعة، وقالت ربما يكون التصعيد عائداً الى العجز عن تعطيل النصاب، وموقف تعبير عن الشعور بالعجز على طريقة الهروب الى الأمام برفع شعار مبدئي كبير يغطي الإفلاس السياسي. وعن مواعيد وتفاصيل دعوة بري قالت مصادر نيابية إن لا شيء محدداً بعد، والمشاورات مستمرة لبلورة التفاصيل والمواعيد، والبحث يبدأ جدياً بعد وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان.

يحط الأسبوع المقبل في بيروت المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة سبقتها زيارة للوزير الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمبعوث الأميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين، وتأتي الزيارة هذه المرة على وقع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأفرقاء إلى حوار لمدة أسبوع قد تتبعه جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس إذا فشل الحوار. وليس بعيداً تقول مصادر سياسية لـ «البناء» إن محاولات لضبط الدور الفرنسي تظهرت في الأسابيع الماضية وكأن هناك من يقول لباريس إن الفترة التي أعطيت لك قد انتهت. وتؤكد المصادر نفسها أنّ السعودية تبدي استعداداً لدعم الوصول إلى تسوية في الملفّ اللبناني. وقد نقل المسؤول الإيراني أجواء إيجابية عن الموقف السعودي من لبنان، الا ان الرياض لن تسلف أحداً قبل إنجاز ملف اليمن، كما أنها لن تعيد استثماراتها إلى بيروت الا في حال تم إنجاز الإصلاحات. ومع ذلك ترجح المصادر أن ينتهي شهر أيلول من دون أي تقدم في الملف الرئاسي.
وفي هذا الوقت تشير أوساط سياسية لـ “البناء” إلى أن الملف الرئاسي طرح خلال لقاء بري وهوكشتاين وكان الأول واضحاً في إشارته الى ضرورة أن تتدخل واشنطن لدى حلفائها في لبنان لتسهيل الاستحقاق الرئاسي، لافتة إلى أن بري خلال دعوته وضع القوى السياسية في مأزق لا سيما أن قوى المعارضة كانت تطالب طيلة الفترة الماضية بجلسات مفتوحة، وستكون في وضع حرج إذا استمرّت في رفض الحوار، مع إشارة الأوساط إلى أن قوى التغيير انقسمت حيال دعوة بري ودعا عدد من نواب التغيير إلى المشاركة في الحوار وعدم التعاطي بكيديّة وملاقاة رئيس المجلس لتبيان حقيقة ما يجري. ورجحت الأوساط أن يكون رئيس مجلس النواب قد توافرت له معطيات إيجابية دفعته إلى الدعوة للحوار مجدداً.

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد: إننا نتحمّل مسؤولية، ونبني موقفنا بالتعاضد والتنسيق والتفاهم مع كل الأوفياء والمخلصين لبلدنا، ونتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة أمل من أجل أن نصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية يستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة وأن لا يُطيح بإنجازاتكم وتضحياتكم وأن نشرع معه في إعادة بناء هذا الهيكل الذي أريد تصديعه وتدميره حفاظاً على النزعة التي يُريد الغرب أن يحفظها للإسرائيليين وهي نزعة الأمن من الخوف والتهديدات.
وبدا واضحاً تعاطي بكركي بإيجابية مع دعوة بري حيث اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الأحد أن “الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي اعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد».

وغادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالإنابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية د.فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد أبو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان “الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيرات الدولية، والذي ينعقد برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي الأستاذ أيمن بن محمد السياري. وفي معلومات “البناء” فإن زيارة منصوري إلى المملكة تكمن أهميتها بحسب مصدر مالي واقتصادي في أهمية تطوير علاقات لبنان المصرفية مع الدول الخليجية، خاصة أن الدول الخليجية والعربية تبدي استعداداً للتعاون مع لبنان ودعم والاستثمار فيه بعد إنجاز القوانين المتصلة بالإصلاحات وبصندوق النقد الذي يشكل الاتفاق معه محفزاً للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

 

"الجمهورية": أسبوع حسم مصير الحوار.. ولودريان في الطريق.. وجعجع يُصعّد

بَدا من الخطاب التصعيدي العالي النبرة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهدائها، انّ البلاد دخلت، عشيّة الحوار الرئاسي الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في سباق بين منطقين، منطق الاعتدال الذي يشدد على الحوار العقلاني الذي يفترض ان ينتهي الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي، ومنطق التهديد الذي يرفض الحوار ويكيل الوعيد وعرض العضلات في محاولة لقلب الطاولة من اجل التفرد والامساك بالسلطة وفق مشيئته.

كان الحدث الابرز امس الخطاب العالي السقف لجعجع في معراب على مسمع حلفائه من معارضين ونواب تغييريين، حيث حمل فيه بشدة على «محور الممانعة» مكيلاً له الاتهامات بالاغتيالات والفساد وايصال لبنان الى ما وصل اليه وتغيير حياة اللبنانيين وصولا الى وصف «حزب الله» بـ«الذئب» قائلاً له: «إذا كنت قادر تاكِلنا كِلنا نحنا وواقفين، ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك». متوعدا فريق «الممانعة» بأن مرشحه لن يصل الى قصر بعبدا.

ولوحظ ان خطاب جعجع جاء بعد ساعات على اعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان تأييده للحوار الذي دعا اليه بري محدداً بعض الضوابط والشروط لنجاح هذا الحوار، والذي رَد عليه احد نواب «القوات» معارضاً هذا الموقف البطريركي. كذلك جاء تصعيد جعجع في ظل بدء التحضير العملي للحوار الذي دعا اليه بري فيما بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يحضّر ملفات تمهيداً لعودته الى لبنان التي توقعها البعض ان تكون في 11 من الشهر الجاري.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان خطاب جعجع يحتمل تفسيرين: الاول ان الاستحقاق الرئاسي ماض الى مزيد من التعقيد لأنّ المناخ الاقليمي والدولي ما زال غير مساعد على إنجازه تحت وطأة انشغالات العواصم المهتمة بملفات اقليمية ودولية تحتل الاولوية لديها قبل الملف اللبناني، وهذا ما يتيح لفريق المعارضة ان يصول ويجول متمسّكاً بمشروعه الرئاسي والسياسي للمرحلة المقبلة في مواجهة مشروع الفريق الآخر.

اما التفسير الثاني، فهو انه لربما تناهى الى فريق المعارضة ان العواصم الخارجية او بعضها المهتمة بلبنان توصلت الى توافقات معينة حول الملف اللبناني لا تجري رياحها بما تشتهي سفن المعارضين، فلجأوا الى التصعيد محاولين احباط هذه التفاهمات او تعديلها بما يخدم مصالحهم.

واكدت هذه المصادر انّ التطورات المرتقبة بدءا من اليوم، وبعد زيارة كل من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان هي التي ستكشف مدى صحة ايّ من هذين التفسيرين.

تحضير للحوار

في هذا الاثناء ينتظر ان يكون حوار الايام السبعة وجلسات الانتخاب الرئاسية المتتالية المقررة بعده اللذين دعا رئيس مجلس النواب إليهما محور الاهتمام والمتابعة لدى كل الاوساط السياسية الداخلية والخارجية المهتمة بالشأن اللبناني، تمهيداً لتحديد مصيره، وذلك في ضوء رفض «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب وبعض النواب «التغييريين» له، في الوقت الذي سيباشر القائم بأعمال السفارة الفرنسية هيرفيه ماغرو اتصالات ولقاءات تمهيداً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان القريبة على رغم من تشكيك فريق المعارضة في امكان نجاحه في مهمته.

زيارة لودريان

وفي ظل هذه الاجواء يتحرك القائم بالاعمال هيرفيه ماغر في غير اتجاه ممهّداً لمهمة لودريان ومُنهياً الغموض المحيط بها. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الجمهورية» ان المراجع المختصة أنجزت لائحة طويلة من المواعيد للسفير الجديد مع رؤساء الأحزاب اللبنانية والقيادات الروحية والحزبية بهدف التعارف وهو العائد لتوّه من «مؤتمر سفراء فرنسا في العالم» الذي عقد في الإليزيه برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين الماضي. كذلك اجرى اتصالات مع وزيرة الخارجية كاترين كولونا ولودريان حيث عرض معهما الجديد الذي انتهت اليه اتصالاتهما مع ممثلي «لقاء باريس الخماسي» تمهيداً لعودته الى بيروت بعدما امضى فيها اياما عدة قبل اضطراره للعودة الى باريس للمشاركة في مؤتمر السفراء وتمضية أسبوع كامل فيها.

تفاؤل حذر

وأكدت اوساط قريبة من بري لـ«الجمهورية» انه متفائل بحذر حيال فرصة حصول حوار داخلي حول الاستحقاق الرئاسي بعد المبادرة التي أطلقها خلال المهرجان في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. واشارت هذه الاوساط الى انه وعلى رغم من رفض بعض القوى المسيحية والسياسية لمبادرة بري الا انها «تبقى قابلة للنجاح اذا شارك «التيار الوطني الحر» وغالبية نواب الطائفة السنية وجزء من النواب التغييريين في الحوار، علماً ان إشارات إيجابية صدرت عن هؤلاء تعليقاً على طرح رئيس المجلس».

وفي هذا الاطار قال عضو تكتّل «الإعتدال الوطني» النّائب وليد البعريني أمس: «نحن نؤيّد الحوار ولطالما كنّا من أوائل الدعاة إليه»، وأكد «أننا لن نعطّل أي جلسة لانتخاب رئيس». واضاف: «نريد حوارًا حقيقيًا ينتج حلاً، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تشكيل حكومة واستعادة علاقة لبنان بمحيطه وأصدقائه، وليس الحوار لأجل الحوار وتقطيع الوقت، أو لتثبيت الانقسام وزيادة الشرخ السياسي في البلد».

الراعي

وقد برز امس موقف لافت للبطريرك الراعي أيّد فيه مبادرة بري الحوارية، وقال في عظة الاحد من الصرح البطريركي الصيفي في الديمان: «الحوار الذي دُعيَ إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد».

وعلّق عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، عبر منصة «إكس»، على موقف الراعي فقال: «عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار. لأننا عزّزنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة التي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس».

أسود بلا حدود

وكان جعجع قد توجّه في خطابه الى محور الممانعة، قائلاً: «إنت مش أخضر بلا حدود، إنت أسود بلا حدود، ونحنا رح نكون مواجهة بلا حدود». ورأى انه «حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار»، واعتبر «ان حادثة الكحالة أكدت ان أهلها بجميع تلاوينهم السياسية يرفضون محور الممانعة»، واذ حذر من «محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا لكي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا الى إيران»، اعلن «اننا نؤيد لبنان الذي يسعى الى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران». وكرر التأكيد ان «لا مشكلة لدى القوات اللبنانية مع «حزب الله» او الأحزاب الممانعة الاخرى كأحزاب سياسية، باعتبار ان المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، الا أن المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل انسان». وتوجه الى «حزب الله» بالقول: «إذا كنت قادِر تاكلنا كِلنا نحنا وواقفين، ما تنتظر لحظة نخَلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك». وتساءل عن «سبب دعوتهم الى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي، ففي الأمس القريب جرت انتخابات رئاسة المجلس النيابي في ظل التركيبة الحالية، وحصلت الانتخابات وانتخب الرئيس بـ65 صوتاً و«مشي الحال»»، مضيفاً: «لماذا عندما وصلنا الى الانتخابات الرئاسية «ما بَقا يمشي الحال» وبات يعد هذا المجلس مقسوما، واصبحنا بحاجة الى حوار و»صار بَدّا جمعية عمومية للأمم المتحدة».

وقال جعجع ان «طريق جهنم مرصوفة في كثير من الأوقات بالنيات الحسنة والكلام الطيب، ولكن في نهاية المطاف تبقى طريق جهنم، لذا لن نسلكها ولو للحظة وسنصرخ: «عَ بعبدا ما بيفوتوا». وقال: «نحن مستعدون ان نتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، (...) لذلك لن نرضى إلا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول، قناعاتنا وتطلعاتنا فيكون بمقدار مهمة الإنقاذ». وقال: «نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني. انطلاقا من هنا، تأكدوا من أمر واحد: «قد ما جَرّبوا، قد ما حاولوا، وقد ما تمَلعنوا، قد ما ضغطوا، وقد ما اغتالوا، في نهاية المطاف: ع بعبدا ما بيفوتوا». وأكد ان «ما من انقاذ من دون رئيس سيادي إنقاذي، لذا خيارنا لبنان اولاً... وأخيرا».

ورد النائب جميل السيّد مساء امس على جعحع عبر موقع «إكس»، قائلا له «انّ معادلات هذا الزمن اختلفت كثيراً عن الماضي، وانّ غيرك اليوم يملك الاوراق وأنت تركب الموجة، والفارق شاسع بين مالك الاوراق وراكب الموجة، وانّ خصمك في الماضي كان غريباً، كان فلسطينياً او سورياً أخرجَتْهُ من لبنان الظروف الدولية وليس انت، وانّ حربك التي تشهرها اليوم هي على لبناني آخر مثلك، وانّ هذا اللبناني لن يخرج من الوطن، ولن ينجرّ للحرب معك أو للإنتصار عليك لأنك لست من أهدافه أبداً، وانّ الخطر على لبنان ليس من هذا اللبناني بل ربما من بعض حلفائك الذين يخططون لتوطين النازحين واللاجئين كمقدمة لتغيير تركيبة لبنان التاريخية وتهجير المسيحيين منه بما يجعل لبنان متناحراً كأي بلد عربي آخر فترتاح إسرائيل... ونصيحتي أخيراً، إذهب مع هذا اللبناني الى الحوار لا الى الحرب، لأنه حتى الحروب أوّلها دمار وآخرها حوار»..

جلستان

على صعيد آخر قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان الامانة العامة لمجلس الوزراء فرملت التحضيرات الجارية لجلستي مجلس الوزراء لهذا الاسبوع بعدما كان مقررا ان تنعقد احداهما بعد غد الاربعاء لاستكمال البحث في مشروع قانون الموازنة والثانية يوم الخميس بجدول أعمال يتضمن مجموعة من البنود الضرورية المالية والادارية.

وقالت هذه المصادر ان وجود وزيري الاقتصاد أمين سلام والزراعة عباس الحاج حسن أدى الى تعطيل هذه المواعيد المبدئية فتحولت الفكرة الى احتمال عقد الجلستين قبل ظهر الخميس المقبل وبعده في انتظار التثبّت من وجود أحدهما في لبنان. فالمقاطعة الحكومية للجلسات تجعل غياب وزير واحد معطلاً للنصاب فكيف اذا غاب وزيران.

منصوري الى الرياض

من جهة ثانية، غادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر الى الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، الذي ينظمه الاتحاد العربي للمصارف بالتعاون مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة، والذي ينعقد برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي الاستاذ أيمن بن محمد السياري.

 


"اللواء": الكنيسة تتعارض مع صقور الموارنة: لتلبية دعوة برّي

بين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار في المجلس النيابي، ومسارعة حزب «القوات اللبنانية» الى اعلان موقف تصعيدي، تدخل الساحة الداخلية، والمسيحية على وجه التحديد في مخاض جديد يكرّس الانقسام، وربما يمدّد الأزمة.
وذهب رئيس الحزب سمير جعجع الى تفضيل الفراغ لأشهر وسنوات، معلناً الاستعداد: «لتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمل فسادهم وسرقاتهم وسوء ادارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». مؤكدا: «لن نرضى الا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا، فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد».
ولئن نأى التيار الوطني الحر عن الرد على اتهامات جعجع له بصفقات مع حزب الله، فإنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً قوياً لمبادرة بري، بانتظار اسئلة لديه، تنتظر اجابات اما عبر الوسطاء او الاعلام.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع السقوف الكلامية  من قبل فريق المعارضة يوحي بأن طرح الحوار لن يشق طريقه كما هو مأمول وأكدت أن الأجوبة على فكرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قد وصلت اصداءها وبالتالي سيتضح مصيرها في أقرب وقت ممكن.
وأعربت عن اعتقادها  أن ما من مساع جديدة في الاستحقاق الرئاسي وليس واضحا ما إذا كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ستحمل معها أي طرح مغاير للحوار بأعتبار أنه نال تحفظات من بعض الأفرقاء على إجرائه واعتبرت أن الأفكار التي تطرح حاليا قد يطلق عليها عنوان «أفكار لملء الوقت الضائع».

إذاً، دخل لبنان مرحلة انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعدما إكتملت ردود النواب الراغبين بالرد على سؤاليه حول مواصفات رئيس الجمهورية والبرنامج الاصلاحي الممكن تنفيذه، وقد باتت معروفة الكتل التي ارسلت الردود وتلك الرافضة او التي تعاملت بسلبية مع الرسالة الفرنسية ومع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية التي اطلقها في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وقد كان آخر تأكيد من الرافضين امس موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة عنيفة على محور الممانعة وحزب الله تحديداً مؤكداّ استمرار المعارة عل مواقفها، ومنتقدا المبادرة الفرنسية التي وصف مسعاها للحوار بأنه صفقة.

وتميزت كلمة جعجع في قداس شهداء «القوات اللبنانية» بعد ظهر امس بهجوم شرس على ما أسماه بمحور الممانعة وحزب الله، وقال: حادثة الياس الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ اشهر وأشهر، فيدعونك الى حوار لخنقك وقتلك، وخنق قناعاتك وحريتك وفريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز.
وقال جعجع: نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى «الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني، وانطلاقا من هنا تأكدوا من امر واحد «قد ما جربوا وقد ما حاولوا».

وفي انتقاد لاذع للتيار الوطني الحر، قال جعجع: على الرغم من كل ما تقدم ما زال البعض مصرًّا على اجراء صفقات مع حزب الله، ولتغطية هذه الصفقات يطرح عناوين جدية مهمة، وتضرب مصالح اللبنانيين، كما صفقة مارمخايل.
واضاف جعجع: «نقول لـ «حزب الله» لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك»، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني... وبرغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و«كأنو ما صار» في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة».
وقبيل موقف جعجع قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب محلم رياشي في حديث تلفزيوني: «ان الاتجاه سلبي لناحية تلبية دعوة الرئيس برّي للحوار، والنقاش بشأن ذلك سيحصل خلال اجتماعنا (اليوم) لاتخاذ الموقف. وممكن أن يؤدي التدخل الدولي والحوار إلى رئيس، وهناك ضغط جدّي خلال هذا الشهر لانتخاب رئيس واحتمال نجاح ذلك وارد، ولكن المهمّ ألا يكون هناك مبالغة لأن في السياسة يجب أن نكون واقعيين».

وحتى الان ردت على رسالة لو دريان وايدت مبادرته ودعوة الرئيس نبيه بري للحوار في مجلس النواب، كتل: التنمية والتحرير، والوفاء للمقاومة، وتكتل لبنان القويّ، واللقاء الديمقراطي، والاعتدال الوطني واللقاء المستقل، وتيار المردة، والطاشناق، والتوافق الوطني وعدد غير قليل من النواب المستقلين، وبعض نواب التغيير. وقال عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة» X» : مبادرتي التي أطلقُتها من الديمان ليست بعيدة عن دعوة برّي، لكن بوصلتها مختلفة، حيث نذهب جميعا إلى جلسة إنتخاب من دون تعطيل ونقيم الحوار بين الدورات وممكن دعوة لودريان للحضور والوساطة. لنبق 7 دورات بدل 7 أيام وننتج رئيساً.
في المواقف، خلال زيارته امس الاول، المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، بحضور الوزير السابق وئام وهاب، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، أن الأزمة السياسية في لبنان ستكون طويلة الأمد.
وجاءت الزيارة في إطار تهنئة جنبلاط للشيخ أبو ذياب بالعمامة المكولسة، وكان هناك بحث بالأمور المعيشية التي تهمّ المواطن.
وحسب العديد من مواقع الاخبار والتواصل، فخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في البلد، وقال: «شكلها مطولة».

ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزيف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: «جبران باسيل بدوش ياه… وأنا بديش ياه».
وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان لراعي: «ان الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل برغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان.

لكن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب غياث يزبك رد على البطريرك كاتباً في منصة «اكس»: عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس.
 وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل الجنوبية: البلد اليوم في معركة خيارات، وخيارنا لبنان بطبعة الإمام موسى الصدر، ومعركتنا وطنية بامتياز مع اللعبة الدولية التي تنشط لاستنزاف الدولة والكيان وتمزيق الطوائف، بخلفية تحويل لبنان إلى مستنقع، فيما عين (الموفد الاميركي) هوكشتاين على مصالح تل أبيب لا على مصالح لبنان.
ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى مواجهة حزب الله بكل الوسائل السلمية، عبر المؤسسات وغيرها من سياسية وشعبية.

منصوري في الرياض

وفي اول اطلالة له على الخارج، غادر الوفد  برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية  فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة»، والذي ينعقد في فندق هيلتون – الرياض برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي أيمن بن محمد السياري إضافة إلى حضور صانعي القرار الاقتصادي والمالي، ومحافظي بنوك مركزية عربية ورؤساء مؤسسات مالية عربية ودولية، و رئيس وأعضاء مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية، وأصحاب المصارف السعودية والإعلام السعودي .
وصدر بيان صباح امس في افتتاح الاجتماع، رحب بـ»مشاركة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مؤتمره المصرفي السنوي الذي يعقده في الرياض، برعاية محافظ البنك المركزي السعودي أيمن بن محمد السيّاري وحضوره، وأشار البيان إلى أن «هذا المؤتمر يأتي في إطار سعيه الدائم إلى مساعدة كل الدول، إضافة إلى دعم البنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني ومساندتهما»، موضحا «التزام الاتحاد مساندة مصرف لبنان، في ظل إدارته الجديدة، ووضع كل علاقاته وامكاناته في تصرفه لإنجاح مهامه في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان» .

وذكر البيان أن «الامين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح قام بتنسيق التواصل بين منصوري والقيادات المصرفية في المملكة، وعلى رأسها محافظ البنك المركزي السعودي» .
وأشار إلى أن «لقاءات منصوري مع محافظ البنك السعودي والقيادات المصرفية في المملكة العربية السعودية اتسمت بالإيجابية والاتفاق على التعاون ودعم المملكة للبنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني لما فيه خير للبنان والشعب اللبناني».
وغداة مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمين العام لحركة ‏الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي ‏لحركة حماس الشيخ صالح العاروري أمس، يهدف إلى إيصال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّ هناك تنسيقاً أمنياً يومياً بينهم وأنّ محور المقاومة قوي وموحد.
ورأى الاعلام الاسرائيلي ان هذا اللقاء يهدف الى ايصال رسالة الى اسرائيل مفادها ان تنسيقاً أمنياً يومياً، بينهم وأن محور المقاومة قوي وموحد.

بشارة الراعي

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل