لبنان
ترقبٌ لكلمة السيد نصر الله على وقع التوتّر جنوبًا.. و"الخماسية" تجتمع الاثنين في الدوحة
ركَّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم يوم الأربعاء 12 تموز/يوليو 2023 على المساعي الدبلوماسية لضبط التصعيد المحتمل في الجنوب بعد ضمّ العدو الصهيوني القسم الشمالي من بلدة الغجر إلى الأراضي المحتلة، خصوصًا بعد موقف المقاومة الرافض لازالة الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا المحتلة، وموقفها الحاسم لفرض انسحاب الاحتلال من الجزء اللبناني من بلدة الغجر، وسط ترقبٍ للمواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
وتناولت الصحف زيارة المستشار الخاصّ للرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين إلى "تلّ أبيب"، ولقاءه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في زيارة سريّة للبحث في عدد من المواضيع، من بينها التوتر بين "إسرائيل" وحزب الله، وتطبيع العلاقات مع السعودية، وسط حديثٍ عن امكانية زيارته لبيروت قريبًا.
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، اهتمت الحصف باجتماع اللجنة الخماسية للدول المُتابعة للازمة الرئاسية في لبنان الاثنين المقبل في الدوحة والتي تضم ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والسعودية، وسيحمل الاجتماع عنوانًا يتعلّق بمدى نجاح البدء بالخيار الثالث وفق طاولة حوار توافقية ورعاية دولية.
"الأخبار": لا مقايضة بين الغجر والخيمتين
تواصلت الاتصالات الدبلوماسية لضبط التوتّر في الجنوب بعد ضمّ العدو الإسرائيلي القسم الشمالي من بلدة الغجر إلى الأراضي المحتلة، بالتوازي مع تمسّك المقاومة بالإبقاء على خيمتين نصبتهما في مزارع شبعا المحتلة خلف ما يُعرف بـ«خطّ الانسحاب». وتستمرّ الوساطات التي يتولّاها الفرنسيون والأميركيون والأمم المتحدة بعد تبلّغهم من لبنان، رسمياً، أن قضية الغجر خارج النقاش، وأن «الخيم مرتبطة بالنقاط الـ 16 المتنازع عليها ومن ضمنها نقطة B1»، رداً على اقتراح إزالة الخيمتين مقابل تراجع العدو الإسرائيلي عن ضمّ الغجر، بما في ذلك إزالة السياج والأسلاك الشائكة التي ثبّتها لتطويق البلدة وضمّها، أو تسليم الخيمتين للجيش اللبناني، مقابل تراجع العدو عن ضمّ الجزء الشمالي من بلدة الغجر، وتسليمه لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفل).
ورغم سقوط الاقتراحات السابقة، وتأكيد لبنان «تمسّكه بكامل الحقوق اللبنانية وتطبيق القرار 1701، ونزع التعدّيات الإسرائيلية وصولاً إلى النقطة B1»، إلا أن الأطراف الخارجية لا تزال تبذل جهوداً للتوصّل الى «حلّ» يحول دون أي تصعيد. وفي هذا الإطار، أبدى الجانب الأميركي اهتماماً كبيراً بالتطورات على جانبي الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث بدا لافتاً وصول المستشار الخاصّ للرئيس الأميركي عاموس هوكشتين إلى تلّ أبيب، أمس، في زيارة وُصفت بـ«السرّية»، حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في حضور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، للبحث في عدد من المواضيع، من بينها التوتر بين إسرائيل وحزب الله، إضافة إلى مساعي التوصّل إلى اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية. ويعيد هذا المشهد إلى الذاكرة المسار التفاوضي الذي قاده هوكشتين في ملف الترسيم البحري جنوباً، وما أنتجه من «اتفاق» بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة عام 2022. وعلمت «الأخبار» أن «دولاً غربية أبلغت لبنان أن إسرائيل مستعدة للدخول في محادثات حول الترسيم البري رغم اعتراضها سابقاً، وحصر النقاش بالنقاط المتنازع عليها». ورغم أن لبنان لم يعترض، إلا أنه يعتبر أن النزاع البري يشمل مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، وبالتالي فإن «عدم حسم هذه النقاط لا يعني حسم النزاع، ولن تكون هناك مقايضة مع التأكيد على أن الترسيم البري ليس مرتبطاً بإزالة الخيم».
في بيروت، أفادت مصادر دبلوماسية بأن «لبنان وصلته معطيات عن إمكانية أن يزور هوكشتين بيروت قريباً لاستكمال الجهود»، معتبرةً أن «الإدارة الأميركية ترى في هذا التطوّر فرصة لإنجاز الترسيم البري الذي تستعجله منذ انتهاء الترسيم البحري»، علماً أن مصادر رسمية لبنانية أكّدت أمس أنه «لم يحدث بعد أي تواصل رسميّ من قبل الأميركيين مع المسؤولين في لبنان في هذا الخصوص». وهنا، يجدر التذكير بالموقف اللبناني الذي اشترط تلازم مساري الترسيمين البرّي والبحري، رداً على محاولات العدو الإسرائيلي الدائمة فرض تعدّيات برّية كأمر واقع، وتثبيت نقاط حدودية، وبناء جدار عازل على طول الحدود قبل التراجع عنها في بعض المواقع. وفي هذا السياق، أكّد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، أمس، أن «طرح الترسيم البري جنوباً جدّيٌّ»، مشيراً إلى أن الترسيم البرّي «هو الحلّ لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية، وهو لا يعني تطبيعاً»، مضيفاً أن هنالك «13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، 7 منها هناك اتفاق عليها، و6 تشكّل مادّة خلاف».
وكانت وزارة الخارجية أوعزت أمس إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بـ«تقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل، واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتدّ على خراج بلدة الماري، ما يشكّل خرقاً فاضحاً وخطيراً، يُضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرّة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006)». وطلبت الوزارة «إدانة هذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والانسحاب الفوري وغير المشروط من كلّ الأراضي اللبنانية المحتلة».
وفي إطار استكمال المساعي الدبلوماسية والتحضيرات للمناقشة الدورية لتقرير الأمين العام للأمم المتّحدة حول تطبيق القرار 1701 (2006) المزمع إجراؤها في 20 تمّوز 2023، ومتابعة لطلب تمديد ولاية قوّة الأمم المتّحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل) في نهاية آب 2023، التقى وزير الخارجية سفراء الصين وإسبانيا واليابان، أمس، وجرى بحث السُّبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من الغجر، وطلب بو حبيب «المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروقات اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة». كما تمّ التداول في مسألة الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا. وفي الإطار نفسه أيضاً، كان بو حبيب قد التقى أول من أمس، المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، والسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، وتمّ إخطار الطرفين بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص.
وفي انتظار الموقف الذي سيُطلِقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اليوم، في الذكرى 17 لعدوان تموز 2006، أكَّد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن الخيمتين موجودتان على أرض لبنانية، والمطلوب من المجتمع الدولي إلزام كيان العدو بتطبيق القرار 1701، والانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ونقطة الـB1» التي تقع عند منطقة رأس الناقورة الحدودية، وتُعدّ نقطة استراتيجية تطلّ على الأراضي المحتلة.
"البناء": الكل ينتظر كلمة (السيد) نصر الله
تترقب الساحة الداخلية والخارجية مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى حرب تموز 2006، ومن المتوقع أن يتطرّق السيد نصرالله الى جملة ملفات داخلية وخارجية سيكون موضوع الاعتداءات الإسرائيلية على الغجر والخيمتين في مزارع شبعا العنوان الأبرز إضافة الى الملف الرئاسي والحكومي وحاكمية مصرف لبنان.
وأشارت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن نصب خيم في مزارع شبعا حق للمقاومة لكون المزارع لبنانية وفق الوثائق الدولية والوثائق السورية التي أرسلتها للأمم المتحدة، وبالتالي من حق المقاومة تحريرها وفق البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة.
ولفتت الى أن حزب الله لن يزيل الخيم قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الجزء الشمالي من قرية الغجر، فتحرير الغجر أهم من الخيمتين. وأكدت المصادر أن المقاومة ستردّ على أي عدوان إسرائيلي لإزالة الخيم بالقوة أو على أي منطقة أو هدف آخر في لبنان.
وتكثّفت الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية لإقناع حزب الله بإزالة الخيمتين في مزارع شبعا.
ووفق معلومات «البناء» فإن مضمون الوساطات التي حملها قائد اليونيفيل والسفيرة الأميركية الى الحكومة اللبنانية وللرئيس بري، إزالة الخيمتين مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الغجر، وهذا ما أبلغته الحكومة اللبنانية للموفدين الغربيين والعرب. ووفق المعلومات فقد أكد الجانبان اللبناني والاسرائيلي للموفدين الخارجيين استعدادهما لحل الخلاف في الغجر وشبعا بالواسطات والحلول السليمة، وأن لا نية لديهما بالتصعيد العسكري على الحدود.
الى ذلك، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يضاف إلى الخروق الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).
وطلبت الوزارة «إدانة هذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة».
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصرف الأعمال عبدالله بوحبيب بسفراء الصين واسبانيا واليابان أمس، وقد تمّ بحث السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتدّ إلى خراج بلدة الماري، وتمّ إبلاغهم بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وانسحاب «إسرائيل» من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقًا للقرار 1701، طالبًا المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروق اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة.
كما تمّ التداول بموضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا، وشدّد الوزير بوحبيب على أهميّة استكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الاجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والاستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
"الديار": «الخماسية» تجتمع في الدوحة الأسبوع المقبل بحضور لودريان لبحث ملف لبنان
في الوقت الذي تضاربت فيه المعلومات، عن توقيت الزيارة الثانية للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، ما بين الاثنين المقبل او نهاية الشهر الجاري، افيد عن اجتماع للدول الخمس: الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، لبحث ملف لبنان سيعقد يوم الاثنين 17 الجاري في الدوحة، وسيمثل الجانب الفرنسي الوزير السابق لودريان، والسفير الفرنسي في الدوحة جان باتيست فيفر، الذي سبق له ان عمل مستشاراً في السفارة الفرنسية في لبنان، ثم مساعداً لمدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية. على ان يمثّل الجانب الاميركي احد الدبلوماسيين، الذي قد ينوب عن مساعدة وزير الخارجية للشرق الأوسط باربرا ليف بسبب إجازتها، أما السعودية فسيُمثّلها الفريق المتابع للملف برئاسة نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وعلم بأن التواصل الفرنسي سيكون فاعلاً مع ايران لوضعها في صورة ما يحصل من محادثات. وسيبحث المجتمعون الملف الرئاسي اللبناني وكيفية إيجاد حل له.
الى ذلك، لا يبرز تفاؤل كبير في هذا الاطار، وفق مصادر سياسية مواكبة ومطلعة لما يجري، أشارت لـ«الديار» الى صعوبة حدوث أي اختراق قريب، وإن حمل لودريان معه طرحاً لعقد طاولة حوار برعاية دولية حول خيار ثالث، والاقتراح سيكون طاولة مصغّرة في قصر الصنوبر، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري يريدها موسّعة وفي المجلس النيابي، اي انّ الخلاف بدأ من هذه النقطة، وبالتالي فما حصل سابقاً لا يشجع ، وهنالك شكوك في إمكان نجاح مهمة الموفد الفرنسي، وسط تعنّت معظم السياسيين اللبنانيين.
إقرأ المزيد في: لبنان
16/11/2024