لبنان
خُطب العيد: لانتخاب رئيس للجمهورية وإخراج البلد من أزمته
عمّت أجواء عيد الأضحى المبارك في أرجاء عدد من المناطق اللبنانية، حيث رفعت التكبيرات من مآذن المساجد وأقيمت الصلاة، وألقى أئمة المساجد الخطب التي شددوا فيها على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى على طريق تعافي البلد من أزماته خصوصًا الاقتصادية والمعيشية.
السيد فضل الله
بدوره، ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة عيد الأضحى من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) في حارة حريك بعدما أمّ المصلين، قائلاً: "يطل علينا العيد ونحن نواجه في هذا البلد ظرفًا هو من أصعب الظروف على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، ولا نظن أن مرحلة مرت على هذا البلد كمثل هذه المرحلة، حيث اللبنانيون باتوا فيها يفتقدون أبسط مقومات حياتهم وغير قادرين على الحصول على أموالهم التي أودعوها أمانة في البنوك وهي جنى عمرهم، ووصلت التداعيات إلى المس بأمنهم واستقرارهم في هذا البلد...في وقت، يستمر فيه الواقع السياسي على حاله من الانقسام ومن إدارة الظهر لهموم اللبنانيين ومعاناتهم وعدم السعي لإخراج البلد من الانهيار".
وشدّد السيد فضل الله على أنّ الحل لن يحصل إلا ببناء دولة قوية قادرة على القيام بمسؤوليتها عبر البدء بانتخاب رئيس للجمهورية قادر على إدارة سفينة البلد إلى شاطئ الأمان وصولاً إلى حكومة كفوءة، حيث ما زلنا نشهد الصراع على هذا الصعيد بفعل الانقسام بين القوى السياسية، والذي عبرت عنه الانتخابات الأخيرة".
الشيخ عبد الرزاق
بدوره، رأى رئيس حركة "الإصلاح والوحدة" الشيخ ماهر عبد الرزاق في صبيحة عيد الأضحى أن رسالة العيد "الإيمانية والروحية والإجتماعية هي التضحية اقتداء بسيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل (ع)"، ودعا الى أن "يكون شعارنا في يوم العيد هو التضحية والعطاء والتسامح".
وقال: "إن العيد الحقيقي هو يوم نستعيد وحدتنا ولأن قوة الأمة والوطن لا تكتمل إلا بالوحدة ونبذ الخلافات والفتن وإعادة جسور التواصل والحوار بين كل مكونات الوطن والأمة.. والمطلوب أن تضحوا من أجل إنقاذ البلد لا أن تضحوا بالبلد"، مضيفًا أنّه "للأسف أوصلتم البلد الى الإفلاس والشعب الى الفقر والمجاعة والناس لم تعد قادرة على التحمل".
الشيخ الغريب
شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصر الدين الغريب قال: "إنّه يطيب لنا أن نعيّد أهلنا في هذا الجبل بعيد الأضحى المبارك والمسلمين والمسيحيين وجميع اللبنانيين في هذا الوطن الجريح أعاده الله علينا جميعًا بالسلام والعزة والازدهار".
وأضاف: "لا تنظروا إلى الخارج أيها اللبنانيون ولا ترضخوا لطموحات المستكبرين واحزموا أمركم في التلاقي على طاولة واحدة، ولنتفاهم جميعًا على القواعد الأساسية التي باتت تهدّد الكيان، فالتنازل في الأوقات العصيبة لا يفسد في الود قضية. فلبنان ينتظرنا جميعًا لعلنا نعيد له زهوه ونضارته بين الدول ويعود الأخوان المغتربون إلى ربوعنا مرفوعي الرؤوس بلبنان الجديد وبرجالاته الميامين".
المفتي سوسان
كما أدى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد وأم المصلين في مسجد بهاء الدين الحريري، حيث اعتبر أنّ "تحقيق العدالة في المجتمع ليس بالموضوع السهل، وخصوصًا في ظل انتشار الفساد وكثرة الفاسدين والفوضى التي نعيشها في دولة فاشلة بكل المعايير ووسط غياب الشعور والاحساس عند الناس بأنهم جميعًا متساوون بالحقوق والواجبات وبأنه لا تمييز بينهم على أساس طائفي أو ديني أو مذهبي أو منطقي أو على أساس أوضاعهم الاجتماعية أو أشكالهم أو غيرها من أشكال التمييز التي تسبب حالة احتقان يصعب التخلص منها على مر الأزمان والعقود الا بمجيء أناس مخلصين قادرين على تخطي هذه الأزمات بالعدل والعدالة".
مفتي راشيا
وشنّ مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي هجومًا على النواب لعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، مطالبًا بانتخاب الرئيس من الشعب.
وسأل مفتي راشيا: "هل أصبحت فرنسا هي المخوّلة إيجاد رئيس للجمهورية اللبنانية وهي التي صدّرت واحتضنت وحمت وأمدّت ونشرت في لبناننا جراثيم فسادها لتفتيت وحدة الأمة العربية؟.
وخلال تأديته صلاة وخطبة عيد الأضحى المبارك في باحة مسجد ودار إفتاء راشيا في بلدة البيرة بقضاء راشيا بحضور لفيف من العلماء والمشايخ وأئمة المساجد وخطباء الجمعة وحشد من المؤمنين، سأل حجازي نوابنا الذين وصلوا بأصوات الشعب المكلوم قائلًا: "هل أنتم تلاميذ في مدرسة فرنسا تستدعون من قبل الغرب ليُملى عليكم مخططات؟ أين قراركم ونخوتكم ووطنيتكم ولبنانيتكم؟، وأضاف "ما هكذا كان ظننا بكم، فأنتم بين خيارين إما أن تكونوا أحرارًا أو الى مزبلة التاريخ دون أسف عليكم".
وتابع "لبنان يعاني أزمات متعدّدة والمطلوب انتخاب رئيس للجمهورية يكون لبنانيًا يحفظ الوحدة الوطنية".
الشيخ العيلاني
كما أكّد الشيخ حسام العيلاني في خطبة العيد التي ألقاها من على منبر مسجد "الغفران" في صيدا على ضرورة إدخال السرور الى قلوب المسلمين من خلال كلمة أو ابتسامة أو المساعدة بالقليل من المال وبخاصة في هذه الأيام التي نعيش فيها الذل والقهر والجوع والحرمان.
وسأل الشيخ العيلاني: "كم من المسلمين لم يستطيعوا شراء ثياب العيد لأبنائهم ؟ كم من الآباء لم يستطيعوا شراء حلويات العيد؟ هل يسمع ويشعر ويعلم بذلك المسؤول؟، وتابع :"للأسف ليس هناك من يسمع ويشعر بمعاناة الفقير بل لقد ضيع المسؤولون فرحة العيد على الفقراء".
المفتي الرفاعي
من جهته، اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن "التوازن في لبنان مع المحيط العربي والإسلامي ضروري، كما الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني".
وأكد الرفاعي أنّ "العيد هو عيد كل المسلمين في العالم الذين يجتمعون على هدف واحد، ما يؤكد أنهم يستطيعون فعل ما يريدون".
فرنجية
وفي سياق متصل، غرّد النائب طوني فرنجية عبر حسابه على "تويتر" قائلًا "يستحق لبنان أن نضحّي من أجله ونستحق كلبنانيين أن نضحّي من أجل بعضنا البعض. عسى أن يكون عيد الأضحى مناسبة لنتطلع معًا الى أيام تحمل الخير والبركات والصحة والطمأنينة للجميع".
ذبيان
رئيس تيار "صرخة وطن" جهاد ذبيان تمنى أن "يحمل عيد الأضحى بشائر الخير والأمن والأمان والاستقرار للبنان واللبنانيين من أجل الخروج من الفراغ الذي بات يسيطر على مختلف مفاصل الدولة، حيث بات منطق اللادولة هو السائد والمواطن يبحث عن قشة أمل في كومة من الفراغ والانهيار، بينما القوى السياسية غارقة في صراعاتها غير آبهة بمعاناة اللبنانيين، حيث كشفت التقارير الصادرة أخيرًا عن مستويات الفقر التي باتت تتهدد غالبية العائلات".
إقرأ المزيد في: لبنان
16/11/2024