لبنان
فرنجية يردّ على "المتقاطعين" لإسقاطه.. وترقّب لجلسة 14 حزيران
اهتمت الصحف الصادرة في بيروت، صباح الاثنين، بالملف الرئاسي على مرمى يومين من جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث من المرجّح أن لا تصل إلى خواتيم سعيدة وتملأ فراغ الرئاسة الأولى في البلاد.
ولا يزال المشهد ضبابيًا رغم الاصطفافات التي باتت شبه محسومة في الأعداد، مع بقاء مجموعة من النواب المترددين وآخرين ممن حسم خياره بالوقوف على التّل.. على أن غدًا لناظره قريب، والساعات المقبلة كفيلة بجلاء الصورة.
وكان بارزًا بالأمس خطاب رئيس تيار المردة سليمان فرنحية في ذكرى مجزرة إهدن، حيث أعلن انفتاحه على الجميع بحال وصل لرئاسة الجمهورية، كما وجّه رسائل للقوى التي تقاطعت على جهاد أزعور، طارحًا عددًا من النقاط كانت بمثابة برنامجه الرئاسي.
"الأخبار": 14 حزيران: جلسة الرئيس الإفتراضي؟
الدورة الاولى هي المثلى، لكنها ليست الاهم. ما لم يُنتخب الرئيس بغالبية الثلثين فهو فائز بالغالبية المطلقة في الدورة الثانية او التي تليها. مغزى الدورة الاولى التنافس او الاجماع، ومغزى الدورة الثانية فوز الأقوى. هذه المرة القاعدة مقلوبة. الدورة الاولى هي الاهم لأن لا رئيس بعدها
جزم النائب السابق سليمان فرنجية بما ينتظر جلسة 14 حزيران لانتخاب الرئيس: اولاً بانعقادها واستبعاد تعطيل نصاب التئامها، وثانياً بتمسكه بترشحه في الجلسة وتصويت حلفائه له والاحتكام الى نتائج اقتراع الدورة الاولى، وثالثاً بأن لا رئيس منتخباً ينبثق من الجلسة الثانية عشرة.
نبرة فرنجية مساء امس أوحت بجرعة قوة وتفاؤل يتحضّر بهما لجلسة الاربعاء، مقللاً قلقه من نتائج تصويت الدورة الاولى ما دامت ستقتصر عليها وحدها. بعدها يتفرّق النواب بالطريقة المعتادة: تعذّر وجود 86 نائباً في القاعة لمباشرة اقتراع الدورة الثانية. بذلك تنتهي جلسة 14 حزيران كالتي سبقتها في 19 كانون الثاني الفائت واللواتي سبقتها منذ الاولى في 29 ايلول المنصرم عديمة الجدوى. مع ذلك، مقترناً باصراره على الترشح، لمّح فرنجية الى مفاجآة في الارقام المتداولة سلفاً. بيد ان المفاجأة ليست اكيدة. في ظاهر المنتظر وجود مرشحيْن اثنين فقط. الا ان الورقة البيضاء - لأن الجلسة محكوم عليها سلفاً بالفشل - ستكون كالسابق ثالثة المرشحين.
اكثر من بوانتاج اجري، عند الافرقاء جميعاً، انتهت كلها قبل 48 ساعة من موعد الجلسة الى الجزم بأن ما سيحوزه أزعور يتقدم الأصوات المتوقعة لفرنجية. وصل بعض الحسابات الى تقدير حجميْ المرشحيْن بحصول أزعور على 61 صوتاً حداً اقصى وفرنجية على ما بين 48 الى 53 صوتاً. مؤشر كهذا - اذا صحت جديته - يؤذن سلفاً او يكاد بسقوط المنافسة. اما الباقون الموزّعون على تغييريين ومستقلين المرجح عددهم بين 14 و19 نائباً فمنقسمون على ذواتهم. قاسمهم المشترك رفض التصويت لفرنجية، الا ان ما يفرقهم استعداد بعضهم للذهاب الى خيار الوزير السابق جهاد أزعور وبعض آخر الى اسم ثالث.
بذلك تُقارَب جلسة الاربعاء بين منطقين مختلفين: احدهما اعتقاد فرنجية في ضوء كلامه امس بأن معركته الفعلية في الدورة الثانية عندما يحين اوانها. اما المنطق الآخر المعاكس فيقول بخوض المعارضة المسيحية الجلسة على انها معركة بوانتاج تمهد للفوز بمعركة الانتخاب، وتريد في هذه الجلسة بالذات تسجيل انتصارها على حزب الله قبل اي أحد آخر، بما في ذلك مرشحه الزعيم الزغرتاوي.
ثمة عوامل اضافية تُلحق بجلسة الاربعاء:
1 - بات متفقاً عليه، شبه نهائي، ان انعقادها يقتضي ان يدور من حول مرشحيْن اثنين فقط هما فرنجية وازعور. كان تردد تفاهم أبرمه رافضو كِليْ المرشحيْن يقضي بتصويتهم للوزير السابق زياد بارود على انه ثالث الخيارات، ما لبث ان خابرهم طالباً منهم عدم الاقتراع له في الجلسة. لم يُرد ان يكون مرشحاً افتراضياً اضافياً في منازلة تقتصر على متنافسيْن. كَمَنَ رفضه ايضاً في اظهاره كأنه ينتزع اصوات الفوز من ازعور ويتسبب في خسارته. لا يريد ان يكون على طرف نقيض من المعارضة المسيحية وبين أفرقائها كالتيار الوطني الحر مَن يفضّله مرشح التسوية في مرحلة مأمولة هي ما بعد سقوط المرشحيْن الحاليين.
2 - أعيدت لملمة البيت الداخلي للتيار الوطني الحر بتدخل مباشر من الرئيس ميشال عون. الى الآن على الاقل، الاربعة المحسوب انهم متمردون على قرار رئيس التيار النائب جبران باسيل بعدم التصويت لازعور، أرجعهم الرئيس السابق الى بيت الطاعة. استدعاهم واحداً تلو آخر وأفهمهم بأنهم مدينون بنيابتهم للتيار. بينهم مَن لا يصلح ان يكون مختاراً حتى. انتهى المطاف بانتظامهم ما خلا النائب الياس بو صعب المتفلّت حتى اللحظة من الانضباط والتزام قرار باسيل. مؤدّى ذلك تعزيز حظوظ ازعور بالوصول الى رقم قياسي كان يصعب توقعه قبل اسبوع على الاقل ويقترب من النصف زائداً واحداً.
3 - أضحى من باب لزوم ما لا يلزم التأكيد ان الحقائق الداخلية المطبقة على الاستحقاق لا تقل تأثيراً عن الحقائق الخارجية المتمثلة بالادوار المتفاوتة للاعبين الاقليميين والدوليين كالولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وايران. احدى ابرز الحقائق الداخلية الصلبة التي افضت الى المعطيات الممهدة لجلسة 14 حزيران، ان ازعور - الذي يُنظر اليه كأنه ذراع اميركية ضد حزب الله - كان الوحيد الذي امكن تقاطع باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عليه. يعرف الاثنان تمام المعرفة ان انتخاب فرنجية رئيساً سيحيلهما كيسيْن سياسييْن. لكل حجته مع ان قاسمهما المشترك الآخر هو العداء الشخصي والسياسي لفرنجية. في حسبان باسيل انه استدرج جعجع الى المرشح الذي كان سبّاقاً الى تسميته وهو ازعور. في المقابل في حسبان رئيس حزب القوات اللبنانية انه استدرج رئيس التيار الوطني الحر الى المواجهة مع حزب الله وليس الاكتفاء بتفكك تحالفهما. بينما يريد جعجع كسر حزب الله واسقاط مرشحه في آن، يفضّل باسيل اسقاط المرشح دونما كسر الحزب.
اما ما لا يمكن اهماله او تجاهله بإزاء الفريقين المتقاطعيْن، باسيل وجعجع، فهو ان ما بينهما من بغض وكراهية لا يقل عما يضمرانه لفرنجية ان لم يكن اكثر، ويُسر كل منهما الوصول الى يوم يتوقع فيه التخلص من الآخر نهائياً وكلياً.
واقع ما بات عليه الاستحقاق، في معزل عن وجهتيْ النظر هاتين، الدخول جهاراً وفي ضوء النهار في صدام مع حزب الله غير مسبوق في اي وقت مضى. ما لم يُتَح للمعارضة المسيحية الدخول طرفاً فيه في 7 ايار 2008 في مشكلة اضحت فتنة شيعية - سنّية ثم شيعية - درزية، صار متاحاً اليوم في مواجهة غير خافية هويتها على رئاسة الجمهورية، الموقع المعني به المسيحيون قبل اي طرف آخر. ما غدا طبيعياً ان الصدام الجديد هذا مستمر.
في صلب المواجهة الحالية، بعدما أخرج السنّة انفسهم من الاصطفاف فيها بكليتهم وإن هم مشتتون على الكتل، واختار وليد جنبلاط الوقوف وراء خيار نجله النائب تيمور لا تقدّمه عليه بالاصرار على الاقتراع لازعور - وهما متفقان سلفاً على رفض انتخاب فرنجية كل لاسباب مختلفة عن الآخر - لا مفر من الاعتقاد بمؤدى المواجهة هذه الى خيارات صعبة ومكلفة لكليْ الطرفين: ايهما يلوي ذراع الآخر ويصرخ اولاً.
"البناء": فرنجية: القوات انتخبت مرشح الممانعة في 2016… و«التيار» يرشح ابن المنظومة وأباها
لبنانياً ورئاسياً، كان الحدث من إهدن، حيث تحدث الوزير السابق والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، في ذكرى المجزرة التي أودت بحياة والده وعائلته، مطلقاً جملة من المواقف أنهاها بالاستعداد لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ينتج عن توافق وطني جامع بعد حوار بلا شروط مسبقة، متوقفاً أمام المشهد السياسي والرئاسي، حول توصيف التقاطع ضده، مشبهاً ما يجري اليوم بما جرى في مجزرة 13 حزيران 1978، عندما تمّ اغتيال طوني فرنجية تحت شعار الحفاظ على وحدة القرار المسيحي الذي يشهر سيفه اليوم لقطع رأس سليمان فرنجية واغتياله سياسياً، معتبراً أن الجامع المشترك بين تقاطع اليوم والجبهة اللبنانية يومها، بالسعي لإبقاء المسيحيين تحت ابتزاز ثقافة الخوف، ومخاطبة المسلمين بابتزاز ثقافة الغبن، والسعي للهيمنة والتلويح بالتقسيم عندما تتعذّر الهيمنة، واغتيال وإلغاء أي صوت جدي لزعامة مسيحية تستند إلى ثقافة الاطمئنان والشراكة والأخوة وتتمسك بالوحدة الوطنية.
وسأل فرنجية القوات اللبنانية التي تقول إنها تقف ضده لأنه مرشح حلف الممانعة، ألم تنتخبوا العماد ميشال عون مرشح الممانعة عام 2016، لاستبعادي، وكان حزب الله مع العماد عون ولم يؤيد ترشيحي؟ وسأل التيار الوطني الحر ألم تقفوا ضد ترشيحي بذريعة أنني من المنظومة، فكيف تتبنون ترشيح جهاد أزعور الذي يمثل ابن المنظومة وأباها، ووجّه للتغييريين الذين يشتركون بتقاطع ازعور سؤالين، الأول عن موقفهم من كون أزعور وزير مالية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أي روح المنظومة، والثاني عن تحالفهم مع رئيس التيار الوطني الحر الذي اعتبروا أن ثورتهم موجهة ضده أصلاً في 17 تشرين 2019.
وعشية جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، أطلق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سلسلة مواقف سياسية كانت بمثابة برنامج رئاسي وترشيح غير معلن، موجهاً رسائل في أكثر من اتجاه لا سيما للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ولقوى التغيير، معلناً الانفتاح على الجميع بحال وصل الى رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أنه «حان الوقت لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي، ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً».
وأوضح فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة إهدن أنه “لا شيء يجمع هذا الفريق الا السلبية، وفي عام 2016 رئيس حزب القوات سمير جعجع تحالف مع مرشح حزب الله الرئيس السابق ميشال عون ضدي، ومشكلتهم في أي مرشح مسيحي يأخذ البلد للانفتاح وليس “الكونتون”. وذكر بأنه “لم يتم سؤال أي مرشح آخر غيري عن مشروعه سواء في الاستراتيجية الدفاعية أو النازحين أو الاقتصاد أو غيرها من القضايا”.
ولفت فرنجية الى أن “التيار الوطني الحر” طرح اسم زياد بارود وهو شخص “مرتّب ونعنوع” ومن ثمّ عاد وطرح اسم جهاد أزعور الذي ينتمي إلى المنظومة التي يقول “التيار” إنه لا يريد رئيساً منها. “التيار الحر” يريد مرشحاً من خارج المنظومة ومرشحهم ابن المنظومة ووزير مالية الإبراء المستحيل، وتقاطعوا مع من سمّوهم داعش و”إسرائيل””.
وتوجّه فرنجية لقسم من التغييريين بالقول: “ما تبريركم للشباب كونكم تتقاطعون اليوم مع من عملتم عليهم وعلى فسادهم ثورة”.
وأضاف: “انطلقنا من قناعتنا بالحوار ومستمرّون بهذه القناعة، ولم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا من الإتفاق على مرشح وطني وجامع”. وأكد أن “علاقتنا بسيدّنا البطريرك مار بشارة الراعي علاقة ودية وممتازة”، وأوضح أن “المبادرة الفرنسية مبادرة براغماتية، وفرنسا مع لبنان، وهي تفتش عن حل واقعي. وهي تعرف لبنان، وهناك من يريد رئيساً يطمئنه”. وقال: “الأربعاء سيذهب الجميع للانتخاب، ولكنني أرى أن من الصعب إنتاج الرئيس أو الوصول إلى رئيس”.
وتابع فرنجية: “أنا ملتزم بالإصلاحات وباتفاق الطائف وبمبدأ اللامركزية الإدارية، وفي قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية والرئيس القوي لا يقول “ما خلونا”. وأكد بأنه “إذا وصلت للرئاسة سأكون رئيساً لكل لبنان ولكل اللبنانيين، ونطلب من الفريق الآخر أن يكون إلى جانبنا للنهوض”.
واعتبر نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ مجزرة إهدن التي ذهب ضحيتها رئيس المردة طوني فرنجية وزوجته فيرا وابنته الطفلة جيهان والعشرات من أبناء زغرتا، لا تزال حاضرة في الذاكرة الجمعية نظراً لبشاعتها ولأنها ارتبطت عضوياً بمشروع هدّام يرمي إلى تقسيم لبنان وتفتيته. والمؤسف أنّ مرتكبيها، يستكملون مشروعهم بمحاولة اغتيال الوزير والنائب السابق سليمان طوني فرنجية سياسياً، وهو الذي نجا من مجزرتهم الوحشية، بما يمثل من نهج رافض للتقسيم ومؤمن بوحدة لبنان.
كلام نائب رئيس “القومي” جاء في تصريح خلال مشاركته على رأس وفد من قيادة الحزب ومسؤوليه في إحياء ذكرى مجزرة إهدن في زغرتا.
ولفت الحسنية إلى أنّ المواقف التي أطلقها اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في ذكرى مجزرة إهدن، تؤكد بأننا أمام رجل دولة بامتياز، يضع مصلحة بلده وحدة واستقراراً وثوابت فوق كلّ اعتبار. وهذه هي المواصفات التي يجب أن يحظى بها رئيس جمهورية لبنان.
وختم: نقول لمرتكبي مجزرة إهدن، كفى إجراماً، وكفى سيراً في مشروع الفدرلة وتقسيم لبنان… إنّ رهاناتكم خاسرة، فشلتم في السابق وستفشلون اليوم وغداً… وسيبقى لبنان واحداً موحداً.
وفي الذكرى نفسها أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى أنه “حين تخرج الممارسة السياسية عن سلّم الأخلاق والقيم، تقع الجريمة. الدين يفتح الباب أمام التوبة والغفران لكنه لا يُلغي الخطيئة. مجزرة 13 حزيران تبقى جرحاً عميقاً بذاكرتنا، وذكرى شاهدة على العنف السياسي وأمثولة لتحريم تكرار الجريمة، في مجتمعنا ووطننا، ومهما بلغت درجة الخلاف بيننا، “يلّي سامحوا كبار، وإذا في ناس بعد ما تعلّموا بيبقوا خطر علينا”… وأكد بأن “المهمّ أن نكون جميعنا على مستوى التضحيات والشهادات”.
الى ذلك 48 ساعة تفصلنا عن جلسة انتخاب الرئيس، حيث تكثفت الاتصالات والاجتماعات التي ستبقى مفتوحة بين الكتل النيابية كافة حتى موعد الجلسة، في ظل مفاجآت ستشهدها الجلسة، وفق معلومات “البناء” والتي لفتت الى أن فريق المعارضة والتيار الوطني الحر ورغم كل الدعم والتلاقي الخارجي لم ينجحوا حتى مساء أمس من ضمان 65 صوتاً لأزعور.
وترأس باسيل أمس، اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى الى إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت لأزعور لرئاسة الجمهورية. وأكد المجتمعون، على “ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون أي خيار آخر او أي عذر”، مسجلين “امتعاضاً من أن يظهر أي نائب خروجاً عن قرار القيادة وإرادة القاعدة التيارية”، مؤكدين “الالتفاف حول رئيس التيار لترسيخ هذا الموقف”.
إلا أن مصادر إعلامية كشفت بأن مساعي باسيل لحرف الصف الخماسيّ داخل تكتله لم تنجح والنواب الخمسة على مواقفهم من عدم التصويت لأزعور.
وعلمت “البناء” أن تكتل الاعتدال الوطني سيعقد اجتماعاً اليوم بكامل أعضائه من ضمنهم النائب نبيل بدر، بحضور النواب نعمت أفرام وجميل عبود وعماد الحوت الذين انضموا الى التكتل مؤخراً وبمشاركة عدد من نواب التغيير وممثل كتلة صيدا – جزين النائب عبد الرحمن البزري وذلك لاتخاذ قرار حاسم قد يغير مسار ونتيجة الجلسة. وستجري مناقشة تشكيل جبهة تتشكل منها كتل بيضة القبان إضافة الى عدد من نواب تكتل لبنان القوي تضم ما بين ٢٥ و٣٠ نائباً للبحث عن خيارات خارج الاصطفافات القائمة ما سيُحرم، بحسب المصادر، أكثرية الـ ٦٥ نائباً للمرشحين ازعور وفرنجية.
وعلمت “البناء” أن ازعور يجري اتصالات مع عدد كبير من النواب الذين يرفضون التصويت له وحاول إقناعهم بأنه ليس مرشح تحدٍّ او مرشح جهات سياسية معينة ولا مدعوم من الخارج، لكن بعض النواب أبلغوه بعدم التصويت له لأنه مرشح القوات والتيار والرئيس فؤاد السنيورة، وقال له قبل إقفال الهاتف: “الله يسهلك”.
وأكدت مصادر تكتل الاعتدال لـ”البناء” أن التكتل لن ينضمّ لخيار التقاطعات الوهمية والمزيفة وسنبقى خارج الاصطفافات السياسية وسنشارك في الجلسة وسنؤمّن النصاب ونصوّت في الدورة الأولى وسنبقي على خيارنا في الدورة الثانية طي الكتمان وسنجتمع الثلاثاء والأربعاء قبل الجلسة لنقرّر، وقد نتخذ القرار قبل انطلاق الدورة الثانية، إن عقدت.
في المقابل، نفى عضو كتلة صيدا – جزين النائب شربل مسعد أن يكون قرّر التصويت لأزعور، موضحاً لـ”البناء” أن الكتلة ستجتمع اليوم وستعقد اجتماعات مع كتل أخرى وستبقى خارج الاصفافات وسيكون موقفها موحداً وستحسم المرشح الثالث الذي ستصوّت له وليس بالضرورة أن يكون الوزير السابق زياد بارود.
بدوره أشار رئيس تيار “الكرامة” فيصل كرامي، الى أن مرشحي هو سليمان فرنجية وجوّ تكتل التوافق الوطني ذاهب في هذا الاتجاه، ولكن القرار يُتخذ الثلاثاء مساءً.
ورأى أن “فرنجية رجل وطني بامتياز ذهب الى الوحدة حينما ذهب البعض الى التقسيم، وحين ذهب البعض الى الحرب الأهلية ذهب مع رشيد كرامي لتحييد الشمال، حينما ذهب البعض الى “إسرائيل” ذهب هو الى العمق العربي”.
وتابع “لا أرى أن هناك شخصاً غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لاستراتيجية دفاعية، ولا هناك غيره قادر على الحل في موضوع النازحين السوريين”.
وأكّد البطريرك بشارة الراعي، خلال عظته في قدّاس إلهي أنّ “اللّبنانيّين المقيمين والمنتشرين، كما سواهم من الدّول المحبّة للبنان، ينظرون إلى الأربعاء المقبل الرّابع عشر من حزيران، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ ثمانية أشهر في سدّة الرّئاسة، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان النّموذج أصلًا بدستوره”.
ولفت الرّاعي إلى أنّ “الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة؛ الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق”. وأوضح أنّ “سَعيَنا في البطريركية المارونيّة لدى كلّ الأفرقاء، يهدف إلى انتزاع روح التّحدّي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين، ونحرص على أن يبقى الاستحقاق الرّئاسي محطّةً في مسار العمليّة الدّيمقراطيّة، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والأخوة الوطنيّة، الضّامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وإن اختلفوا في الخيارات الانتخابيّة؛ وهذا أمر طبيعي”.
"الجمهورية": جلسة الأربعاء مناورة بالذخيرة السياسية الحيّة قد لا تنتهي بانتخاب رئيس
قبل 72 ساعة على موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية بعد غد الاربعاء، تلاحقت التطورات والمواقف في كل الاتجاهات لتولّد انطباعاً أولياً مفاده انّ هذه الجلسة حاملة الرقم 12 في عداد الجلسات التي عقدت حتى الان قبل يكون مصيرها كسابقاتها، إلا اذا حصل ما ليس في الحسبان... على رغم من انّ استعدادات الافرقاء السياسيين والكتل النيابية تشير الى انّ طبخة انتخاب الرئيس العتيد لم تنضج بعد، ولكنها قد تكون مقدمة لجلسة لاحقة ربما تكون هي الناجزة.
خلال عطلة الاسبوع وفيما الجميع ينتظر وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، توجهت الانظار الى الرياض التي زارها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فيما توجه اليها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وذلك بعد ان كانت زارتها وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا، ما دلّ الى ان الملف اللبناني حاضر بقوة في هذه اللقاءات السعودية الفرنسية والسعودية ـ السورية، وكذلك السعودية ـ الايرانية، حيث سيكون هناك لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين بعد ان تم افتتاح السفارة الالايرانية في العاصمة السعودية، وربما تكون لهذا اللقاء ايضا علاقة بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني السيد ابراهم رئيسي الى الرياض ملبية الدعوة التي كان قد وجهها اليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غداة توقيع الاتفاق السعودي ـ الايراني في بكين في العاشر من آذار الماضي.
وبدا واضحاً ان الفريق المعارض لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يعيش حالة من الارتباك الشديد، اول نتيجة عدم فهمه لطبيعة مواقف العواصم العربية والاجنبية المتعاطية في الاستحقاق الرئاسي خصوصا والوضع اللبناني عموما، فضلاً عن عجزه عن تأمين البوانتاج المطلوب لفوز مرشحه «المتقاطع عليه، لا المتوافق، الوزير السابق جهاد ازعور، في الوقت الذي يرشح ان «التيار الوطني الحر» يضمر تأييد الوزير السابق زياد بارود، وكل ذلك لهدف إسقاط ترشيح فرنجية ليس إلا، خصوصا ان ما يقوم به التيار والفريق المعارض ينقض تماماً شعاراتهما التي صمّا بها اذان اللبنانيين حول «الرئيس السيادي» ورفض مرشح «الممانعة» و«المنظومة» وسوى ذلك من التسميات والشعارات التي تبخرت بعد «التقاطع» على ازعور الوزير السابق لمالية المنظومة المرذولة لديهما.
فرنجية يرد على معارضيه
في هذه الاجواء أكد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة اهدن أن لديه رؤية واضحة لجميع الأمور الدستورية والإقتصادية وغيرها، مؤكدا أنه ملتزم بالإصلاحات وإتفاق الطائف وبالمركزية الإدارية الموجوده فيه. وقال: «في قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية، وفي قاموسهم «ما خلونا»، مؤكدا أن «الرئيس هو من يأخذ الموقف في عهده وليس بعد عهده»، ومشيرا الى أنه «سيكون رئيسا لكل اللبنانيين وليس لفريق معين، إذا وصل الى سدة الرئاسة»، مشددا على «المسؤولية الوطنية الكاملة الواقعة على عاتق الجميع».
وقال فرنجية : «الظروف التي نمر فيها الآن تشبه كثيرا ظروف مجزرة اهدن، التي دفع ثمنها الميسحيون وكل لبنان». وأضاف: «إن المصالحة ضربت كل مشاريع الالغاء». وأكد أن «لا أحد يستطيع أن يُزايد علينا في مسيحيتنا ووطنيتنا وعروبتنا». وشدد على أنه «يجب أن نطمئن المسيحيين أن الشريك في الوطن لا يريد الغاءنا بل نحن نلغي بعضنا».
وقال: «كان المطلوب أن يتم تصويري بأنني مرشح لفريق قبل أن يعلن الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله ترشيحي». وأضاف: «أنا سأكون منفتحاً على كل العالم».
وسأل فرنجية رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «أنتم ضد مرشح الممانعة وهذا حقكم. ولكنني أريد التذكير انه في العام 2016 كانت الممانعة ضدي، وتم تعطيل النصاب الذي كان لمصلحتي مرارا. المشكلة ليست مع «حزب الله» بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ البلد الى الاعتدال».
ودعا فرنجية الى ان «نضع الاسماء كلها على طاولة حوار واحدة ومن دون شروط مسبقة من أحد»، مؤكدا «انني لا افرض نفسي على احد وعندما يتفق على مرشح وطني يكون عليه اجماع لا مشكلة عندي». وحذر من «هذه العقلية الالغائية التي افتعلت مجزرة اهدن». وشدد على ان «علاقتنا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممتازة من اول يوم». وقال: «جعجع يقول انه ضد مرشح الممانعة وهذا حقه، لكنه سبق ان تحالف مع مرشح حزب الله». وختم: «تقاطعوا عليّ فقط ولا شيء يجمعهم»، معتبرا ان «التيار الوطني الحر» لا يريد مرشحا من المنظومة، لكنه جاء بأزعور من صلب المنظومة والابراء المستحيل».
كل الاحتمالات واردة
وأكدت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» ان كل الاحتمالات واردة في جلسة 14 حزيران، الا انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم تتوافر بعد ظروف ولادته. وأشارت إلى أن هذه الجلسة ستسلك على الارجح أحد مسارين، فإما ان لا يكتمل نصابها أساسا، وإما تعطيله في الدورة الثانية.
واعتبرت هذه المصادر «ان الجلسة ستكون أقرب إلى مناورة انتخابية بالذخيرة السياسية الحية، لتظهير موازين القوى وتموضعات الكتل، أي انها ستنتج «الداتا» السياسية التي يمكن البناء عليها في مرحلة ما بعد 14 حزيران».
ولفتت المصادر إلى ان النواب الرماديين والمتريثين باتَ لهم وزن في المعادلة الحالية، وسيجري «الشغل» عليهم من جانب معسكري سليمان فرنجية وجهاد أزعور خلال الأيام القليلة الفاصلة عن الجلسة لتحسين ارقام كل منهما في اعتبار ان الحسم مؤجل.
اجتماعات نيابية
وقبل يومين على جلسة الأربعاء الإنتخابية تتكثف الاجتماعات لمجموعة من الكتل النيابية التي لم تحسم قرارها بعد. فإلى الاجتماع الدوري الأسبوعي المقرر اليوم للمكتب السياسي الكتائبي يعقد اجتماع موسع عند الثالثة عصر اليوم لمجموعة نيابية ستضم ما بين 20 و22 نائبا مازالوا على لائحة المترددين، وهم من نواب «كتلة الاعتدال الوطني» ونواب بيروت وعدد من التغييريين ونواب كتلة صيدا - جزين في مكتب النائب عماد الحوت في بيروت بهدف توحيد الموقف من عملية التصويت في الجلسة الانتخابية تزامناً مع اجتماع آخر لنواب بيروت المستقلين السنة في دارة النائب نبيل بدر.
وعلى جدول الاجتماعات الاستثنائية واحدة لكتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري بعد ظهر غد كما تعقد كتلة نواب الطاشناق اجتماعا مشتركا مع المكتب السياسي للحزب في الساعات المقبلة لتحديد الموقف.
وفي المواقف شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة الاحد من بازيليك سيدة لبنان في حريصا، على أنّ «اللّبنانيّين في لبنان وخارجه، كما سواهم من الدّول المُحبّة للبنان، ينظرون إلى الأربعاء المقبل 14 حزيران الحالي، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ 8 أشهر في سدّة الرّئاسة، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان». ولفت الرّاعي إلى أنّ «الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويصلّي لهذه الغاية، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة، الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق». وأوضح: «سَعينا في البطريركة المارونيّة لدى كلّ الأفرقاء، يهدف إلى انتزاع روح التحدّي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين، ونحرص على أن يبقى الاستحقاق الرّئاسي محطّة في مسار العمليّة الدّيمقراطيّة، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والأخوة الوطنيّة»، مشيرًا إلى أنّ «ما يعزّز هذه الحرص عندنا، هو أنّ كلّ الأفرقاء السّياسيّين والمرشّحين للرّئاسة، يعتمدون لغة التّوافق والحوار، بعيدًا عن كلّ أشكال التّحدّيات والانقسامات الطّائفيّة».
جعجع والمترددين
وقال رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، خلال عشاء لمنسقيّة البقاع الشّمالي في «القوات»: «من يسمع كلام «حركة أمل» و«حزب الله» عن الحوار مع بداية الفراغ الرّئاسي، يصدّق أنّهما يريدان الوصول إلى نتيجة، ولكن تبيّن أنّهما لن يقبلا أيّ اسم نطرحه، ولا يرغبان إلّا برئيس «تيّار المردة» سليمان فرنجية؛ ما لن نقبل به». وشدّد على أنّ «من يجب التّوقّف عند أدائهم هُم المستقلّون ونوّاب التّغيير المحسوبون على المعارضة، إذ بعد تفاهمنا على أزعور لتسهيل الأمور، طالَعنا بعضهم بطروحات «عجيبة غريبة» ومنها رفض الاصطفافات الطّائفيّة والمذهبيّة». وقال انّ «محور الممانعة عطّل وسيتابع هذا المسار، إلّا أنّنا لا ندري إذا هؤلاء النّواب يدركون أنّهم في تصرّفاتهم هذه يساهمون في ذلك أيضًا». وأكّد أنّ «تاريخ 14 حزيران 2023 مفصليّ، ومن سيلجأ فيه إلى الأوراق البيضاء أو الأسماء الّتي لا أمل لديها أو الشّعارات، سيساهم مع محور الممانعة في التّعطيل»، معتبرًا أنّ «على كلّ نائب تحمّل مسؤوليّاته». وتوّجه إلى جماهير «17 تشرين»، ودعاهم إلى «مطالبة النّواب الّذين انتخبوهم بضرورة الإسراع في الاختيار بين المرشّحَين، وعدم المساهمة مع «الممانعة» في التّعطيل الحاصل».
«اوعا يوصل سليمان»
واعتبر النائب فيصل كرامي، في حديث متلفز أن لا رئيس للجمهورية بعد غد الأربعاء، «والبلد ما بيركب بهيدا الشكل»، وما يحصل بين القوى المسيحية اتفاق وَهم وعابر والاتفاق الحقيقي ليس اتفاق «اوعا خيّك» بل «اوعا يوصل سليمان فرنجية». واضاف «أعلنتُ موقفي منذ 2013 أنني سأنتخب فرنجية، وهناك زيارات ستحصل وعلى ضوئها نتخذ قرارنا في التكتّل وسنزور المفتي ونستمع الى رأيه ثمّ نتخذ القرار بالإجماع وما تصوّت له الاكثرية نسير به».
وأضاف: «لا أرى ان هناك غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لاستراتيجية دفاعية ولا قادر على إيجاد الحل في موضوع النازحين السوريين».
ثلاثة خيارات
وأكّد عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية في حديث متلفز أنّ نواب «الاعتدال الوطني» وكتلة صيدا بالاضافة الى بعض النواب التغييريين، أي حوالى العشرين أو إثنين وعشرين نائبًا، يحاولون أن يكونوا الوسط الوازن واختيار شخصية وسطية. وشدد على أنّ الاسم الثالث مستبعد في النقاش لتاريخ اللحضة، مشيرًا الى ثلاث خيارات منها التصويت بورقة بيضاء للابتعاد عن اصطفاف أو اختيار أحد المرشحين في موقف وازن». وقال: «لن نقاطع ولن ننسحب ونتمنى على الجميع أن لا ينسحب». وشدد على أن كلّ الاحتمالات مفتوحة أمامهم، مشيرًا الى أنّه اذا بقي النصاب قائمًا في الدورة الثانية سيتشاورون في الخطة».
إقرأ المزيد في: لبنان
16/11/2024