لبنان
لودريان موفدًا خاصًا إلى لبنان.. والكتل تثبّت تموضعها قبل جلسة 14 الجاري
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم من بيروت على تداعيات جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 14 الجاري، ما سيشهد تصعيدًا كبيرًا واستنفارًا سياسيًا لدى طرفَي الصراع، خصوصاً أن الكتلة الرمادية التي يُعوّل عليها لحسم الدفة بدأ جزء منها يكشف عن مواقفه.
ولفتت الصحف الى تقدم بارز طرأ على الملف الرئاسي، إذ كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفدًا خاصًا إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية.
"البناء": اللقاء الديمقراطي يقرر اليوم.. والتيار لم يحسم موقفه.. و14 نائبًا خارج الاصطفاف
في الشأن الرئاسي، يضغط موعد الأربعاء المقبل على الكتل النيابية لبلورة خياراتها مع اقتراب موعد الجلسة الانتخابية، وفيما تكشفت الحرب الإعلامية التي حاول تقاطع جهاد أزعور خوضها للإيحاء بتأمين 65 صوتاً لانتخابه، عن هشاشة الوقائع، بعدما تبين أن الرقم الثابت لصالح أزعور لا يتجاوز الـ42 نائباً، أي الرقم الذي حظي به المرشح ميشال معوض، حيث ثبت أن خمسة نواب على الأقل من التيار الوطني الحر لن يمنحوا أصواتهم لأزعور، إذا لم ينجحوا بنقل التيار ونوابه الى معادلة مشتركة قوامها ربط التصويت لأزعور بالنجاح بتسويقه كمرشح توافقي مع ثنائي حركة أمل وحزب الله ضمن برنامج إنقاذيّ متفق عليه، فيما يبدو أن المسعى التوافقي الذي تقوده بكركي عبر موفديها من المطارنة الذين سوف يزورون عين التينة غداً، وينتظر زيارتهم اللقاء الديمقراطي بعدها، ما جعل قرار اللقاء الديمقراطي أقرب للتريث بانتظار مسعى التوافق، وعدم إحراق السفن بالتموضع وراء مرشح التحدي جهاد أزعور، طالما أن التصويت للمرشح سليمان فرنجية مستبعَد، أما الأصوات الأربعة عشر التي تضم سبعة نواب من مجموعة نواب التغيير، وسبعة نواب من الاعتدال والمستقلين، في موقع التريث بانتظار التوافق، وتتوزّع بين الورقة البيضاء والتصويت لاسم ثالث، بينما يجتمع للتصويت للمرشح سليمان فرنجية في الدورة الأولى إضافة لكتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ونواب التكتل المستقل وكتلة الوفاق الوطني ونواب الطاشناق عدد من النواب المستقلين، بما يجعل رقم الـ50 صوتاً يمثل الحد الأدنى الذي يمكن للتصويت لفرنجية تحقيقه، بانتظار أن ينضج الحوار مع الكتل التي لم تحسم خياراتها، او التي حسمت وتنتظر جولة ثانية لتظهر موقفها الداعم لفرنجية، كما تقول مصادر نيابية.
ما يشجع على التريث أيضاً هو أن خيار التوافق يحظى بمزيد من الاهتمام الخارجي، كما كشفت زيارة الرئيس السابق العماد ميشال عون عن موقف الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الداعم للتوافق، وكما عبر تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان مبعوثاً خاصاً إلى لبنان لقيادة مساعي التوافق نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقبيل أسبوع من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وبعد إعلان الكتل النيابية والنواب المستقلين مواقفهم تباعاً حيال التصويت للمرشحين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سمّى وزير الخارجية السابق جان – إيف لودريان موفدًا خاصًا إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في هذا البلد».
وذكر مسؤول في الرئاسة الفرنسية، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «لودريان، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة خمسة أعوام حتى 2022، سيُكلّف بالمساعدة في إيجاد حلّ «توافقي وفعّال» للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020».
وإذ من المتوقع أن يصل لودريان إلى بيروت أواخر الأسبوع الحالي، لفتت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن خطوة الرئاسة الفرنسية تعكس تحركاً جديداً باتجاه لبنان وتؤشر الى تعقيد الأزمة الرئاسية واستمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية رغم دعوة رئيس المجلس إلى جلسة في 14 حزيران، لكون ترشيح كتل نيابية عدة لأزعور رفعت درجة التحدّي والمواجهة مع فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء، وأكدت بأن الفريق الداعم لأزعور يهدف إلى قطع الطريق على فرنجية وكسره وليس انتخاب رئيس. وسيصل الديبلوماسي الفرنسي وفق الأوساط بعد أيام قليلة من اللقاء الخماسي الذي سيُعقد في قطر اليوم، وسيكون الموقف الدولي والفرنسي – السعودي تحديداً قد توضح أكثر حيال الملف اللبناني وسينقل الموفد الفرنسي أجواء اللقاء الى المسؤولين اللبنانيين.
وإذ تردّدت معلومات أن الفرنسيين أعادوا النظر في مقاربتهم للملف الرئاسي بعد ترشيح كتل نيابية عدة لأزعور وبعد زيارة البطريرك الراعي الى باريس، استبعدت الأوساط تراجع الفرنسيين عن مقاربتهم باتجاه دعم فرنجية، لكنهم سينفتحون على كافة الخيارات وينقاشونها وسيلتقي لودريان مختلف الأطراف دونما استثناء.
وعلمت «البناء» أن هناك خيارين مطروحين حتى الساعة الأول فرط النصاب من الدورة الأولى أي أن تنعقد الجلسة ولا تتم عملية الاقتراع، الثاني تأمين النصاب وانعقاد الجلسة والتصويت في الدورة الأولى وتطيير النصاب في الجلسة الثانية. وإذ لفتت أوساط الثنائي لـ»البناء» الى أننا سنمارس حقنا الدستوري المناسب، رجّحت مصادر فريق الثنائي التصويت بالورقة البيضاء في الدورة الثانية في حال لم يفرط النصاب من الدورة الأولى، واستبعدت أن يعلن فرنجية ترشيحه رسمياً في كلمته خلال إحياء ذكرى مجزرة إهدن الأحد المقبل.
كما علمت «البناء» أن الثنائي ينتظر موقف كتلة اللقاء الديمقراطي التي ستجتمع اليوم لتحديد خيارها، وكذلك موقف بعض النواب التغييريين والمستقلين، وفي حال تبين حصول أزعور على أكثر من 65 نائباً فستعمل على فرط النصاب من الدورة الأولى، على أن مصادر مطلعة في قوى المعارضة أكدت لـ»البناء» أن حساباتنا للكتل النيابية والنواب الداعمين لأزعور لم تتجاوز الـ60 نائباً حتى الساعة، ولن يفوز أزعور إلا بتصويت كتلة اللقاء الديمقراطي.
واتهمت مصادر في فريق الثنائي قوى المعارضة والتيار الوطني الحر بتعطيل انتخاب الرئيس من خلال مناورة ترشيح أزعور لإحراج الثنائي للتراجع عن مرشحه، موضحة لـ»البناء» أن هذه الأطراف لا تريد في حقيقة الأمر إيصال أزعور الى رئاسة الجمهورية لكنها تقاطعت مصالحها الخاصة والسياسية على ترشيحه لإسقاط فرنجية ومن ثم فرط هذا الحلف وكل طرف يبحث عن مرشح آخر.
وأكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان يمرّ بمرحلة استثنائية تستلزم توافقات واسعة وغير مجتزأة لأن أي توافقات بخلفية التحدي لا تنتج حلولاً وإنما تعمّق الأزمة وتؤججها». وقال «إن حزب الله لم يفرض رئيساً على أحد ولا يرضى بأن يفرض عليه أحد». وأضاف «من لا يرى مصلحة لبنان بالتوافق الوطني يقامر بمصير البلد في اصعب مرحلة من تاريخه». ورأى أن «الحل هو بالحوار غير المشروط»، مشدداً على أن «حزب الله لا يبحث عن حصص في الوزارات والإدارات وإنما يريد رئيساً يكون عنواناً للتوافق الوطني يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع». وأبدى الشيخ قاووق استغرابه كيف أن شعار «كلن يعني كلن» أصبح اليوم «كلن يعني كلن صاروا مع كلن».
"الأخبار": ماكرون يخلط الأوراق مجدّداً.. موفد فرنسي جديد لتأمين «توافق فعّال»
في انتظار تحديد مواقف مزيد من الكتل النيابية من الاستحقاق الرئاسي، ربطاً بجلسة 14 حزيران الجاري، تطوّر بارز طرأ أمس بإعلان الرئاسة الفرنسية أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سمّى وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان»، وطلب إليه القيام بزيارة سريعة للبنان لـ«المساعدة في إيجاد حل توافقي وفعّال للأزمة اللبنانية التي تفاقمت بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020».
الخطوة التي لم يكن أحد في لبنان على اطّلاع مسبق عليها، أُعطيت أبعاداً كثيرة. وفيما قلّل البعض من أهميتها باعتبار أن الموفد الجديد سيقوم بالمهام التي كان يقوم بها الوزير السابق بيار دوكان، إلا أن البيان الرئاسي أضفى على المهمة بعداً سياسياً واضحاً، ما فتح باب التحليلات، ووجد الفريق المعارض لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية فيها «تعبيراً عن تغيير جوهري في السياسة الفرنسية تجاه الملف الرئاسي».
واعتبر مرجع بارز في هذا الفريق أن الخطوة، «تعكس استجابة الرئيس الفرنسي للمطالب الملحّة من جانب الفاتيكان والبطريرك الماروني بشارة الراعي وقوى لبنانية عدة، بتعديل وضعية الفريق الفرنسي المكلّف ملف الرئاسة في لبنان». ورأى أن القرار «يعني عملياً إنهاء خدمات المستشار الرئاسي باتريك دوريل الذي يُعتبر عرّاب تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة». وأشار إلى أن الخطوة الفرنسية تعني أنه سيكون لدى باريس «تصور جديد للحوار مع القوى اللبنانية، وسيسقط عنوان المهمة السابقة التي كانت تركّز على إقناع الجميع بالسير في التسوية»، ليخلص إلى أن القرار «خلط الأوراق من جديد، وربما يفتح الباب أمام جولة جديدة من الحوار مع القوى اللبنانية لمنع الذهاب إلى صدام كبير».
ولودريان دبلوماسي عريق سبق أن تولى وزارة للدفاع في عهد الرئيس فرنسوا هولاند، وتربطه علاقة قوية مع دول الخليج، ولا سيما السعودية، وكان له دور بارز في توقيع عقود تسلّح مع هذه الدول بعد عام 2011. وقد يكون اختياره للمهمة نابعاً من نية باريس استثمار علاقته مع السعودية لتسويق مبادرتها بشأن الملف اللبناني من جديد، ومحاولة إقناع الرياض بأن تبدي مرونة أكبر.
وتأتي خطوة الرئيس الفرنسي في لحظة تحوّل كبيرة يشهدها هذا الملف، بعدَ تقاطع قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة بهدف الإطاحة بفرنجية الذي تدعم باريس ترشيحه. ويعكس القرار توجس فرنسا من الإطاحة بمبادرتها، ومن خسارتها دورها في وقت يسود تشنج علاقتها بالقوى المسيحية التي تعتبر أن باريس تخلّت عن حلفائها الطبيعيين في لبنان لمصلحة العلاقة مع حزب الله.
في غضون ذلك، بقيت الجبهات السياسية مشتعلة. ويبدو أن الأسبوع الفاصل عن جلسة 14 الجاري سيشهد تصعيداً كبيراً واستنفاراً سياسياً لدى طرفَي الصراع، خصوصاً أن الكتلة الرمادية التي يُعوّل عليها لحسم الدفة بدأ جزء منها يكشف عن مواقفه.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يفترض أن يعود إلى بيروت خلال ساعات. وفيما أشاعت أوساطه بأن كتلته النيابية تميل للتصويت لمصلحة أزعور، نقل عن قيادي مقرّب منه أن خيار الورقة البيضاء لا يزال قائماً، وأن هذا التوجّه قد يعزّزه القرار الفرنسي.
وكان أعضاء في كتلة جنبلاط تحدّثوا عن إشارات سعودية شجّعتهم على دعم أزعور، منها لقاء أحد نواب التكتل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وسماعه منه أن أزعور «خيار جيد»، ما فُسِّر بأنه دعم للأخير.
أما النواب السنة الذين ستشكل الجلسة المقبلة اختباراً مهماً لمواقفهم، فقد بدأ بعضهم في الإفصاح عن مواقفهم مثل عضو كتلة «الاعتدال الوطني» نائب المنية أحمد الخير الذي نقل عنه موقع «أم تي في» أن «الكتلة ستؤمّن النصاب في كل الجلسات وفي كل الدورات. لا يمكن أن نعطّل نصاب أي جلسة، لا دورة أولى ولا ثانية، بمعزل عن أي أمر. لكن، في الدورة الأولى سيكون موقفنا عدم الاصطفاف، وفي حال كانت هناك دورات متتالية حينها نتحمّل مسؤولياتنا»، مشيراً إلى أن نواب الكتلة «لم يحسموا قرارهم بالتصويت لفرنجية أو لأزعور».
وأكّد نائب صيدا عبد الرحمن البزري أنه «لن يكون جزءاً من تعطيل النصاب»، كاشفاً عن «وجود اسم ثالث نؤيده لرئاسة الجمهورية والبحث لا يزال جارياً في هذا الأمر مع عدد من نواب التغيير». أما بالنسبة إلى الكتلة الاعتراضية داخل تكتل «لبنان القوي»، والتي سبقَ أن عبّر أعضاؤها عن رفضهم الالتزام بترشيح أزعور أو التصويت له، فقد لفتت مصادر مطّلعة إلى أن «هؤلاء تراجعوا عن اعتراضهم تحت التهديد الذي تعرّضوا له من قبل رئيس التيار النائب جبران باسيل وضغط الرئيس السابق العماد ميشال عون عليهم». ومع أن «هؤلاء لم يتراجعوا عن نظرتهم إلى ترشيح أزعور أو موقفهم، إلا أنهم أظهروا أخيراً تردّداً لخيار التصويت بورقة بيضاء».
"النهار": التعبئة تتصاعد وانتقال الملف اللبناني إلى لودريان
بعد التحقيق مع بيتر بو صعب ووليم نون من أهالي ضحايا انفجار المرفأ، لمحاولتهما إحراق قصر العدل، تقرر تركهما بسند إقامة بإشارة من النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر مع تعهدهما بعدم تكرار الفعل.
تتسع التعبئة السياسية والنيابية المزدوجة لداعمي المرشحين الرئاسيين #سليمان فرنجية وجهاد ازعور في الطريق الى موعد الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الحالي. وتتخذ هذه التعبئة دفعا مضاعفا بين اليوم والأربعاء المقبل في ظل محطات مفصلية يفترض ان تساهم في تظهير معظم المشهد والسيناريو الافتراضي لما ستؤول اليه الجلسة الانتخابية التي ستعقد بعد انقطاع للجلسات ناهز الخمسة اشهر. ذلك انه مع عدم استبعاد استمرار "مساحة رمادية" لن يحسم معها عدد وافر من النواب مواقفهم سلبا او إيجابا من المرشحين الحصريين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد ازعور اللذين ستدور بينهما المواجهة الانتخابية، فان "المساحة الواضحة" لداعمي ورافضي المرشحين بدأت تتسع باطراد بحيث يتوقع بلورة الاصطفاف وتوزع النواب الى حدود واسعة بين المرشحين قبيل الدخول الى الجلسة. وتلفت أوساط نيابية مستقلة بارزة الى ان عاملا مهما برز لجهة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الأخيرة الى الكشف ان نواب الفريق الداعم لفرنجية سيعتمدون التصويت الواضح هذه المرة وليس الورقة البيضاء، اذ ان هذا الاتجاه سيساعد بقوة في كشف ميزان القوى قبيل الجلسة وخلال انعقادها، ولو ان معظم المعطيات لا يزال يمنح ازعور امكان حصوله على عدد اكبر من الأصوات ولكن من دون أي ضمان بامكان انتخابه رئيسا. وتشير هذه الأوساط الى ان الاجتماع المرتقب اليوم لكتلة "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط يحظى برصد واهتمام محموم لان أي قرار يتخذه هذا التكتل بالتحالف مع "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ستكون له ترددات في اتجاه الكتلة المترددة من النواب، كما ان توزع النواب سيحمل الى الجلسة صورة التطور الجذري الذي طرأ في ظل احتدام المواجهة بعد تبني المعارضة و"التيار الوطني الحر" ترشيح ازعور . واذا كانت المعطيات السابقة عن موقف الكتلة الجنبلاطية رجحت ان تتبنى الكتلة في النهاية دعم ازعور، فان المعلومات الدقيقة المستقاة من أعضاء الكتلة عشية اجتماعها اليوم لم تحسم الاتجاه وابقت الاحتمالات رهن النقاش الذي سيحصل اليوم من دون استبعاد عدم اعلان "اللقاء الديموقراطي" قراره النهائي اليوم.
التحرك الفرنسي
وعلى الصعيد الخارجي حيث بدا لافتا غياب أي موقف او تحرك حيال لبنان منذ زيارتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي للفاتيكان وباريس، برز تطور جديد تمثل في اعلان القصر الرئاسي الفرنسي مساء امس تعيين وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان ممثلا شخصيا للرئيس ايمانويل ماكرون لمتابعة الملف اللبناني. علما ان لودريان خبر الملف اللبناني عن قرب خلال الاعوام الخمسة التي امضاها وزيرا للخارجية كما خلال ادارته وزارة الدفاع الفرنسية.
وجاء في البيان الذي نشره قصر الاليزيه "بروح من الصداقة التي تربط بين #فرنسا ولبنان ان رئيس الجمهورية يواصل العمل لصالح لبنان ومن اجل حل الازمة المؤسساتية ووضع حيز التنفيذ الاصلاحات اللازمة لاستعادة هذا البلد عافيته."
واضاف البيان "عين الوزير السابق جان ايف لودريان ممثله الشخصي من اجل التبادل مع جميع الذين يمكنهم في لبنان كما وفي الخارج المساهمة في اخراجه من الازمة." وتابع "تحقيقا لهذه الغاية سيزور الوزير لودريان لبنان قريبا ثم يقدم تقريرا ومقترحات عملية الى وزيرة الخارجة كاترين كولونا والى رئيس الجمهورية."
وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان تعيين لودريان من الرئيس الفرنسي جاء كعلامة فارقة لاهمية الملف اللبناني بالنسبة الى باريس التي من خلال تعيينه تريد تسريع التوصل الى حل بالنسبة الى هذا الملف ومتابعته من قبل شخصية اعلى مستوى من المستشار الرئاسي باتريك دوريل. ويمكن للودريان الذي تابع هذا الملف خلال وجوده على راس وزارة الخارجية ان يقدم نظرة جديدة الى الحلول.
وفي هذا السياق أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستشارك غدا في اعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في الرياض الذي تشارك في تنظيمه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. ومن المتوقع ان تجري كولونا محادثات مع عدد من نظرائها ومن بينهم السعودي الأمير فيصل بن فرحان واللبناني عبد الله بوحبيب وآخرين . وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي ان كولونا ستتناول الموضوع اللبناني "اذ ان لبنان على شفير الهاوية والبلد يحتاج الى عودة الاستقرار في المؤسسات مع انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس حكومة بامكانه ان ينفذ الإصلاحات الضرورية للشعب اللبناني". ولفت الى ان فرنسا تتعاون مع قطر في تقديم مساعدات إنسانية ومساعدات الى الجيش وتريد الاستمرار بها. ومن المقرر ان تنتقل كولونا من الرياض الى الدوحة لتشارك في رئاسة الحوار الاستراتيجي بين البلدين مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتجري معه لقاء يتناول الأوضاع في المنطقة ومؤتمر بغداد الثالث ولبنان.
إقرأ المزيد في: لبنان
16/11/2024