معركة أولي البأس

لبنان

بيرم من جنيف: نجدد إطلاق مبادرة "المركب الواحد" للتعاون العالمي حول البيئة والبطالة
06/06/2023

بيرم من جنيف: نجدد إطلاق مبادرة "المركب الواحد" للتعاون العالمي حول البيئة والبطالة

قال وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، خلال كلمة له في مؤتمر منظمة العمل الدولية في جنيف: "إنني أتيتكم من لبنان مكافحًا بين ثنائية الألم والأمل. أخطاء ذاتية يتحملها الكثير من المسؤولين اللبنانيين، لكن الأصعب، حصار مطبق على شعبنا وتملّص دولي من مساعدات يمكن تقديمها مباشرة إلى الناس من أجل حوكمة شفافة، وانفجار كارثي لمرفأ بيروت، ثم انهيار اقتصادي واجتماعي لمنظومة الأمان والضمان الاجتماعيين مع تظاهرات مطلبية وقطع طرقات وتعطل إدارات بالتوازي مع جائحة كورونا".

ولفت إلى "تتويج كل ذلك بنزوح كارثي للإخوة السوريين الذين باتوا يشكلون ثلث عدد المواطنين اللبنانيين ليكون لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل هذا العبء مع انعدام المساواة في العطاءات التي يقدمها المجتمع الدولي لهم، مقارنة باللبنانيين الذين يموتون على أبواب المستشفيات، بل ولا يُسمح لهم بدخولها، إذ لا يملكون الفريش دولار ويتسربون من التعليم ويُتركون لمصيرهم والعالم يتفرج"، وأكد أنه حضر إلى جنيف "مستصرخًا الضمير الإنساني، حاملًا صرخة الوجع عند شعبي، علمًا أننا نسكن وإياهم في بيوتنا وقرانا وليس في مخيمات أو في قوارب تغرقهم في البحر كما تفعل بعض الدول".

وأضاف بيرم: "في الوقت الذي أؤكد على الأخوّة مع النازحين، إلا أننا نطالب بعودتهم إلى وطنهم، وهذا واجب وحق"، وتابع "لا أنسى كارثة اللجوء الفلسطيني المستمرة منذ ما يزيد عن 70 سنة والذين نتمسك معهم برفض توطينهم في الشتات الذي يعيشون فيه معيشة لا يقبلها أي صاحب ضمير وقد وصل الفقر فيهم إلى 92%".

وأردف بيرم: "لا أنسى الجريمة المتمادية ضد الإنسانية التي ترتكبها "إسرائيل" في التدمير التاريخي لمصانعنا ومنشآتنا وبيوتنا، والأخطر القنابل العنقودية، خاصة ما كان منها على شكل لعبة لجذب الأطفال، ظنًّا منهم أنها للتسلية، فتنفجر بهم وتمزق أجسادهم الطرية مع فلاح هنا وعامل هناك ومزارع هنالك".

وتابع قائلًا: "يمكنني القول، إن بلدي كله قد تحول إلى عمل السخرة والعمل الجبري سواء على مستوى الدولة وإداراتها التي باتت تفتقد لأدنى المقومات اللوجستية لتسيير مرافقها أو على مستوى غالبية الناس الذين أصبحوا تحت خط الفقر. ورغم هذا الألم، فإننا لن نفقد الأمل، إذ نعلن التزامنا بالمعايير الإنسانية والأخلاقيات التي أرستها الأديان السماوية التي تفخر منطقتنا أنها كانت المهد الحضاري وانطلاقة الحرف لكل البشرية ونرفض كل ما يخالفها بحزم دون أي مساومة".

وأشار إلى أنّه "بخلفية الانتماء والحب لوطني لبنان، فإني أتيت بثقة وعزم لأدفع عنه أي شبهة مرتبطة بعمالة قسرية أو ما شابه، متسلحًا بإجراءات حاسمة وتنفيذية أخذت طريقها إلى أرض الواقع، ويمكن تلخيصها بما يلي:

أولًا - إقرار الحكومة لخطة إستراتيجية لوزارة العمل (2022 - 2025) وهي تتضمن:

1- التحول الرقمي، وقد بدأ وضع البنية التحتية لذلك بالتعاون مع الفرع الإقليمي لمنظمة العمل الدولية الذي من المهم أن يكون ويبقى في لبنان كإشارة استقرار وسلامة استثمار ربطًا بملفي النفط والغاز اللذين حمينا حقنا فيهما عندما أحسنت الدولة استغلال نقاط القوة الموجودة في شعبنا.

2- التدريب المهني المعجل، وقد أطلقنا مساره من المناطق النائية والمهملة تاريخيًّا، وهذا الأمر سمح بتوظيف 70% من الشباب والشابات في لبنان.

3- تأمين حاجة الوزارة للكهرباء بنسبة 50% عبر الطاقة الشمسية وهذا أمر هام للبيئة.

4- التهيئة اللوجستية لتدريب المهارات المرتبطة بملفي النفط والغاز، وهذا أمر إستراتيجي وحاسم لمستقبل لبنان.

وأوضح بيرم أنّ كل ما تقدم لم يكلّف خزينة الدولة، وهو حصيلة جهود وعلاقات وتبرعات راعت الشفافية والحوكمة الرشيدة، وذات طابع عيني وليس نقديًّا.

ولفت إلى أن من ضمن الإجراءات، أنّ يأتي ثانيًا رفع متكرر للحد الأدنى لأجور العمال، وثالثًا مواجهة شبهة الإتجار بالبشر والعمل القسري من خلال:

1- عدم الترخيص لأي مكتب لاستقدام العمال أو العاملات الأجنبيات.

2- إقفال ما يزيد عن 70 مكتبًا للشبهة أعلاه، وهذا يحصل للمرة الأولى في لبنان، غير آبه بأي وساطة في ذلك.

3- إصدار قرار تنظيم عمل مكاتب استقدام العاملات في الخدمة المنزلية.

4- وضع مشروع قانون جديد للعمل يراعي كل المعايير المطلوبة.

5- توقيع اتفاقية نموذجية مع أثيوبيا يمكن أن تكون مثالًا في ذلك.

وختم بيرم قائلًا: "إننا منفتحون على أي تعاون تقني تطويري، وحريصون على سمعة بلدنا، ونريد له صورة ناصعة، ولن نتسامح مع ما يلطخها. ونجدد من هنا إطلاق مبادرة "المركب الواحد" للتعاون العالمي حول البيئة والبطالة والتدريب المعجل ومواكبة التطورات، لكن مع الحفاظ على هوية وقيمة الإنسان والتضامن في ما بين الشعوب".

إقرأ المزيد في: لبنان