معركة أولي البأس

لبنان

بيرم من القاهرة: لاعتماد الاقتصاد المُنتج وثقافة "تقديس العمل"
23/05/2023

بيرم من القاهرة: لاعتماد الاقتصاد المُنتج وثقافة "تقديس العمل"

ألقى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم كلمة خلال الدورة الـ 49 لمؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة حيّا فيها "انضمام سوريا وعودتها الى الجامعة العربية على أمل أن نُطفئ كلّ الحرائق العربية في بلداننا"، وأضاف أن "الجرح الفلسطيني يبقى هو عنوان أمتنا ولكنه الجرح الذي منه سيصدر النور، نور العزة والانتصار القادم لا محالة بإذن الله وقد بدأت إرهاصات الانتصار تطلّ من أطفال فلسطين".

وأشار بيرم إلى أننا "نحن اللبنانيين نتحمل جزءًا من مسؤولية الصعوبات الإقتصادية التي نمر بها"، وشدد على أنه "من المهم أن يتحمّل الإنسان المسؤولية تجاه ما نعانيه من حصارٍ ظالم وجائر على هذا البلد الصغير. ولأننا نؤمن بالأمل ورغم الانهيار الحاصل في لبنان بما لم يمضِ له مثيل ولم نعهد له مثيلًا، إلا أننا ندير أنفسنا بالموارد البشرية".

وأضاف: "أنا أدير الوزارة ولا توجد لدينا كهرباء ولا يوجد لدينا مازوت ولا حتى أوراق، لكننا، مدفوعين بالأمل والإرادة، راهنا على الموارد البشرية وأطلقنا روح المصداقية ، لذلك فعلنا وقمنا بعمل لم يحصل في لبنان، إذ أنني أمّنتُ لوزارة العمل، رغم الانهيار، نصف احتياجاتها من الطاقة الكهربائية عبر الطاقة البديلة بالألواح الشمسية ومن دون أن أكلف خزينة الدولة اللبنانية ليرة واحدة".

ولفت بيرم إلى أن "الوزارة اجتذبت تبرُّعات من أجل التحوُّل الرقمي، وأنجزت مع الفرع الإقليمي لمنظمة العمل الدولية مزايدة لتأمين البنية التحتية الأساسية للتحول الرقمي من أجل الوصول إلى صفر ورق بما يُهوِّن على المواطن وبما يؤدي أيضًا إلى مواكبة العصر والتطورات والتحولات الرقمية في زمن الذكاء الاصطناعي الذي كان عنوانًا لمؤتمرنا السابق".

وتابع أنه تم تأمين "العديد من أجهزة الحاسوب وأطلقنا مسارًا للتدريب المهني المُعجَّل وواكبنا غلاء المعيشة، قدر المُستطاع، ليس فقط لكي نحمي العمال، الطرف الأكثر تضرُّرًا، ولكن أيضًا لنضمن التوازن بين أطراف الإنتاج الثلاثة"، مشيرًا إلى أنه جرى إطلاق "مسار التدريب المهني المُعجَّل في المناطق النائية، لأننا نؤمن بقاعدة اسمها قاعدة الاستعداد والفرصة التي تعني أنك عندما تكون مستعدًا فإنك ستلتقي بفرصة هنا وفرصة هناك".

وشكر بيرم "مدير عام منظمة العمل العربية الذي نظر نظرة أخوية عندما قدّمتُ له مشروعًا للتدريب المهني المُعجَّل المرتبط بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في لبنان للشباب اللبناني الموهوب، وسرعان ما تبنّى هذه المبادرة، لا بل دعمها وقال إنه سيأتي بنفسه إلى لبنان مُشاركًا في هذه الدورات دعمًا، ولتقديم الشهادات وهذه حركة رمزية مهمة جدًا تعني أنّ لبنان في قلوبكم أيها الإخوة كما أنتم في قلوبنا".

وأطلق بيرم مبادرة "الغيث والغوث العربيّين"، مؤكدًا "حاجتنا إلى مبادرات الخير ولمّ الشمل لكي تتآلف القلوب ويؤلِّف الله بينها فتجتمع، لننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة مراكمة الجهد ومضاعفته بإخلاص وتعاون وتآزر ومحبة"، وأضاف "أننا لا يمكن أن يصدر منّا الغيث ولا الغوث إلا بالتآزر والتآلف وبإطفاء الحرائق في العالم العربي وأن نعود أمة لها هيبتها ووزنها لأننا في زمن لا يحترم الضُّعفاء، ولن يحسب أحدٌ لنا حسابًا إذا كانت قدسُنا مسبية لأنّ لا قيامة لأمتنا بلا قدسية قدسنا".

ودعا بيرم من خلال المبادرة إلى "اعتماد الاقتصاد المُنتج وثقافة تقديس العمل، والعمل الذي يشعر فيه الإنسان بالمعنى، لا ثقافة التسوُّل والمساعدات وحسب"، وتابع أن "ثقافة الغوث والغيث، هي ثقافة المُخرجات الطيبة والكلمة الطيبة، والتاريخ يقول أنّ الأمة التي تتآزر وتستجيب للتحدّي وتصنع ريادة وتحوِّل الضعفَ إلى قوة وتصنعُ من نقاط الضعف قوة، أمةٌ ستزدهر، وأمتنا فيها الخير وفيها كلُّ عناصر القوة التي إذا ما اجتمعت تصنع من الأشياء الصغيرة أشياء كبيرة".

إقرأ المزيد في: لبنان