لبنان
رعد: لن يتحقّق الاستحقاق الرئاسي إلّا بتفاهمٍ مُتبادل بين اللبنانيين
أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن لا سبيل لإنجاز الإستحقاق الرئاسي إلّا بتفاهم الجميع، وقال "إننا دعمنا مرشحًا للرئاسة لكن لم نُغلِق الأبواب، ودعَوْنا الآخرين وحثثناهُم من أجل أن يطرحوا مرشّحهم وقلنا تعالوا لنتباحث لكن ثمّة من يُنكِر علينا الحقّ في أنّ ندعم مرشحًا للرئاسة ويريد أنّ يفرِضَ الرئيس الذي يُريد ويتّهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون".
كلام رعد جاء خلال حفلٍ تأبيني أقيم للراحل الأسير المحرّر سمير طعمة في بلدة قعقعية الصنوبر بمشاركة شخصيات وفعاليات وأهالي البلدة والقرى المجاورة.
وسأل رعد: "من الذي يفرِض الذي يطرح بوضوح المرشّح الذي يدعمه ويدعو الآخرين لطرح مرشّحهم ويدعوهم للتباحث من أجل مصلحة البلد؟ أو الذي لا يريد أن يبحث مع الآخرين في مصلحة البلد؟".
وأضاف رعد: "بلدُنا صغير لكن فِعله في المنطقة كبيرٌ جدًا ونحن نعرف أن خيار شعبنا المقاوم غيّر الكثير من المعادلات وقَلَبَ الموازين وفرض على الأعداء الكبار أن يعيدوا النّظر في سياساتهم تجاه المنطقة وتجاه بلدنا".
ولفت رعد إلى أن العدوّ الإسرائيلي الذي كان يهدّد المنطقة بأسرها بات يتحاشى أن يصطدم مع لبنان لأنّ في لبنان مقاومة تستطيع أن تردّ الصّاع ألفَ صاع وأن تلجم عدوانه وأن تهدّد بنية كيانه خاصة بعد وجود كاريش وحقلها وحاجة العالم للغاز منها، ولا قدرة للعدوّ في أنّ يهدّد لأنّ فعل المقاومة أصبح أردع من أيّ قوة يملكها الإسرائيلي، لذلك نشاهد السلوك الإسرائيلي الذي يتحاشى قدر ما يستطيع التّصادم مع المقاومة رغم الأزمة الداخلية التي يمرّ بها.
وتابع رعد أن هذا الفعل الذي أحدثه شعبنا على مستوى المعادلات السياسية مع دولٍ كُبرى ومع عدوّ يتهدّد كلّ المنطقة، هذا الشعب يستطيع أن يفعل الكثير وأن يقرّر مصيره لا نقول أنه يمكن أن يستغني عن الآخرين، لا أحد يستطيع أن يستغني عن الآخرين، والناس تمدّ يدها لبعضها البعض ولنا في العالم والمنطقة أصدقاء لكن لسنا أتباعًا لأحد.
وشدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة على أن من حافظ على كرامته وكرامة وطنه وضحّى من أجل أن يصون هذه الكرامة لا يُمكن له أن يبذلها في صندوق اقتراع إرضاءً لهذه الجهة الدولية أو تلك.
وقال "إننا معنيون أن نحفظ ما أنجزناه وأن نرفع من شأن شعبنا وأن نضحي بكلّ ما نملِك من قدرات من أجل أن يستقرّ وضع شعبنا وفق الأُسس السليمة".
ولفت إلى أنّ الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق وطني بامتياز ويجب على اللبنانيين أن يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه هذا الاستحقاق، وأن يُنجَز هذا الإستحقاق بأسرع وقت ممكن ولن يتحقّق إنجاز هذا الاستحقاق إلّا بتفاهمٍ مُتبادل بين اللبنانيين.
وأضاف: "إذا تمترس كلّ فريق وراء الأصوات التي يمتلكها لن يتحقق انتخاب رئيس في هذا البلد ويجب أن نتفاهم لنختار الأَصلَح في هذه المرحلة لهذا البلد ونختار من لا يُثير العَداوات والإنقسامات ولا يُحرّض فئات من اللبنانيين ضدّ بعضهم البعض ولا يستفزّ هذا الفريق ضد ذاك الفريق".
وأردف: "نريد من يتحمّل مسؤولية أن يتصالح اللبنانيون في ما بينهم ويقدّم أمثولةً في هذا التسامح والتصالح ولا نريد أن يأتي شخص يحمل البارودة على بعض اللبنانيين، ولا نريد أحد تاريخه دموي ودمّر ما كان يحلو له أنّ يدمّر عبر حقبات مرّ بها البلد".
وتابع أنّه "إذا فكّرنا بطريقة سليمة وبطريقة تتجاوز مصالحنا الخاصة وأنانياتنا وحزبيّاتنا لنفكر بالصّالح العام والمصلحة الوطنية نستطيع أن نتفاهم، والتفاهم يحتاج إلى تنازلات، وهذا ما ندعو إليه ونأمل به ونحاول من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا أن نحفّز اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائهم لكي ننجز هذا الاستحقاق الذي هو المدخل الإلزامي لإعادة بناء الدولة وإصلاح ما تمّ التفريط به خلال السنوات الماضية".
وختم رعد قائلًا "إننا نحرص على العيش الواحد في هذا البلد ويسوؤنا أن نسمع نغمات فدرلة وتقسيم من هنا وهناك ونعتبرها تعابير عابرة وزلّة لسان لأن لا مصلحة لأحد في ذلك حتى الذين يطرحون هذه الطروحات لا مصلحة لهم في ذلك وحِرصنا عليهم يدفعنا إلى أن نتحمّل ما تزلّ به ألسنتهم عسى أن نتفهم بعضنا البعض ونعيش في وطن قدّم أمثولة في العالم بالتضحية والشّرف والفداء وحفظ السيادة والاستقلال الوطني ورفض التبعية والخضوع للمحتل أو الإنحناء أمام التهديد، وأكثر الأعداء شراسة في العالم استخدمت ضدنا في لبنان "العدوّ الصهيوني والعدوّ التكفيري" لكن هؤلاء الأعداء انهزموا أمام إيمان وإرادة وتضحية شعبنا، صحيح قدّمنا شهداء لكن هؤلاء الشهداء أصبحوا أعلام تهدي لطريق الحرية والسيادة والكرامة الوطنية وأصبحنا معلمًا عالميًا يتأسى كلّ الأحرار والشّرفاء بما قدمناه في بلدنا من أجل أن نصون كرامة شعبنا واستقلال بلدنا".
إقرأ المزيد في: لبنان
17/11/2024