لبنان
برو: أهالي المعيصرة أسسوا لمنهج عقلاني وإنساني في مواجهة الفتن
زار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور الحجار بلدة المعيصرة، مستنكرًا باسمه وباسم الحكومة الاعتداء الذي تعرّض له شابان من آل عمرو في بلدة نهر إبراهيم في جبيل.
وعقد حجار لقاءً موسعًا في مركز الإمام علي (ع) الثقافي، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب رائد برو ورئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو ومسؤول قطاع جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص، بالإضافة إلى حشد من أبناء المنطقة.
وفي كلمة له، أكّد برو أنه "منذ حدوث هذا الاعتداء، حرص الجميع على أن يبقى هذا العمل الإجرامي في دائرة العمل الفردي، منعًا لإعطائه أي أبعاد أخرى سواء طائفية أو مذهبية أو سياسية أو مناطقية، لذلك كان هذا الإصرار على تسليم المعتدين للقضاء".
ونوّه برو "بالتصرف الحكيم من قبل آل عمرو، فقد تعودنا أن نحول التضحيات إلى نقاط قوة"، داعيًا إلى "تعميم هذا التصرف الذي لا يخضع للإنفعال، بل يعتمد رد فعل عقلاني ويلجأ الى القضاء ليؤسس إلى تقاليد سياسية واجتماعية تشكل منهجًا في كيفية التعاطي مع مثل هذه المشكلات، وذلك منعًا للمصطادين بالماء العكر لتحقيق غاياتهم".
بدوره، استنكر حجار باسمه وباسم الحكومة هذا الاعتداء، وأكد أنه "أمر مرفوض وبعيد كل البعد عن ثقافة أبناء هذه المنطقة التي كانت ولا تزال تشكل نموذجًا في العيش المشترك والمحبة والتلاقي وحسن الجوار".
وقال حجار: "على الرغم من الجراح والآلام، فإن هذه الحادثة يمكن الاستفادة من طريقة التعاطي معها لتكون نموذجًا لحل المشكلات من خلال القانون على أساس أنه هو من يحمي الجميع"، مشيدًا "برد الفعل العقلاني وبالحكمة التي قارب بها أهل المعيصرة هذا العمل المدان وعدم انجرارهم إلى ردود فعل غير مدروسة وتأكيدهم على التمسك بالأطر القانونية والقضائية لمعالجتها".
وأشار إلى "العلاقة التاريخية التي تربط أبناء هذه المنطقة من تبادل ثقافي واجتماعي"، متمنيًا "انتهاء ذيول هذا الاعتداء سريعًا وأن نعود مجددًا لنلتقي في قرية المعيصرة لافتتاح صرح ثقافي أو عمل تربوي أو اجتماعي".
وثمّن رئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو هذه الزيارة التضامنية والوقفة التاريخية الجريئة في الوقوف مع الحق بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى، مؤكدًا أنّ "أهالي البلدة لن ينجروا لأي فتنة ولن يكونوا سببًا في إشعالها على الرغم من قساوة ما تعرض له أبناؤهم من ضرب واعتداء وحشي"، وشدد على "التمسك بالقانون ليأخذ مجراه حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات في المستقبل".
من جهته، قال معاون مفتي جبيل وكسروان الشيخ محمد حيدر "إنّ أهل هذه المنطقة لا يحملون إلا قيم المحبة وحسن الجوار"، مشيرًا إلى أن "مواجهة هذا الاعتداء بالأسلوب العقلاني الذي يأخذ بالحسبان المصلحة الوطنية والسلم الأهلي ومع كل ما تشهده البلاد من احتقان وتشنجات، يؤكد أننا نتمسك بالدولة ومؤسساتها ونراهن على القانون لمعالجتها، مع التشديد على أن ما جرى لا يمكن تعريفه بصفته خلافًا أو اختلافًا بل هو عدوانًا".
وقال الشيح حيدر: "نريد من كل العقلاء ومن الرافضين لأي ظلم وعدوان والحريصين على هذا الوطن أن يرفعوا الصوت عاليًا في مواجهة كل هذه الحالات الغريبة عن بيئتنا، والتي تريد أن تستهدف هذا التلاحم والتواصل الذي يعيشه أبناء هذه المناطق".
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024