معركة أولي البأس

لبنان

الشيخ الخطيب في رسالة عيد الفطر: لإصلاح جرثومة الفساد الكامنة في طبيعة النظام اللبناني
21/04/2023

الشيخ الخطيب في رسالة عيد الفطر: لإصلاح جرثومة الفساد الكامنة في طبيعة النظام اللبناني

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنّ "من العجب أن يتفق اللبنانيون على السواء على وجود الفساد، وأن يتجاهل البعض الحديث عن العلة، فيما هم يعلمون أسبابه الحقيقية، كمن يريد استمراره، وأن الهمّ لديه هو استبدال النتائج، فيما الأَوْلى هو حل المشكلة من أساسها، وهو العمل على الاصلاح الجذري، وهو إصلاح جرثومة الفساد الكامنة في طبيعة النظام اللبناني المبني على أساس فاسد وهو الطائفية السياسية بحجج واهية، منها المحافظة على التنوع الطائفي والمذهبي".

ولفت في رسالة عيد الفطر إلى أنّه "ثبت طيلة الفترة الماضية ومنذ تأسيس هذا النظام إلى الآن، فشل هذه الصيغة في الحفاظ على الاستقرار وبناء دولة المؤسسات، كما هي وظيفة أيّ نظام كما فشل في الحفاظ على الطوائف والتنوع والتعدد الديني والثقافي وسيادة القانون وسلامة القضاء كما يزعمون، وعلى العكس من ذلك تسبّب هذا السلوك في حروب أهلية متتالية وأزمات سياسية لا تنتهي، والحؤول دون إيجاد بنية اقتصادية أو ​سياسة​ تنموية مستدامة وتعطيل المؤسسات الدستورية، مما حال دون إعطاء التعددية والتنوع الطائفي بُعدها الحضاري والإنساني الحقيقي الذي يحبط محاولات إعطائها البعد العنصري المتخلّف، لإتاحة الفرصة للتفلّت الأخلاقي وتجارة الفساد والهروب من المحاسبة والمساءلة".

واعتبر الشيخ الخطيب أنّ "الواقع الذي نعيشه اليوم من سقوط المؤسسات والفوضى على كل صعيد، ليس إلا دليلًا واضحًا على ذلك، بحيث لم تستطع كل الترقيعات السابقة أن تجعله قابلًا للحياة".

وشدد على أنّ "تِرداد التمسك بالنظام الطائفي بالحجج الواهية السابقة، ليس الا ذرائع لأهداف طائفية أخرى، لم تعد تنطلي على أحد، فضحتها الدعوات التي أطلقها بعضهم بأنه سيذهب إلى الكونفدرالية أو التقسيم اذا لم يحصل ما أراد، وهو خلاف ادّعاء العيش المشترك، ومن المهم جدًا أن نسمع أخيرًا رفضًا لهذه الدعوات، وتجاوزها من بعض القيادات المؤثّرة في البيئة التي تصدر عن بعض من ينتسب اليها أصحاب هذه الدعوات، وهو ما يعطي أملا في أن الأمور باتت تتجه في مسار إيجابي على الصعيد الداخلي، الذي يجب أن يبتدأ بعودة المؤسسات الدستورية إلى وضعها الطبيعي، بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية قادر على التواصل مع جميع القوى السياسية الداخلية، ومع الدول العربية وعلى رأسها سوريا والسعودية".

وأوضح الشيخ الخطيب أنّ ذلك يأتي من أجل أن "يتمكن لبنان من حل مشاكله الاقتصادية، وإيجاد حل للإخوة السوريين النازحين وعودتهم الآمنة إلى بلدهم، على أن يتبع ذلك العمل على رسم خارطة زمنية معينة لاصلاح النظام السياسي، يدوم معه الاستقرار والتنمية، ويحافظ فيه على أوراق القوة، ومنها المقاومة التي تحفظ أمنه واستقراره، ويتمكن معها من الحفاظ على سيادته والدفاع عن أرضه في وجه ارهاب العدو الصهيوني، على أن يعمل على إيجاد استراتيجية دفاعية تتبناها الحكومة القادمة، ومن ثمَّ الانتقال إلى عملية الاصلاح السياسي للنظام، وتبني نظام سياسي جديد قائم على أساس المواطنة، يخرج لبنان نهائيًا من النظام الطائفي ويحقّق الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية، ويحفظ التنوع والتعدد".

وتوجه إلى اللبنانيين قائلًا إنّه "لا شكّ أن للمسار الذي سلكته العلاقات العربية وبالأخص السعودية الإيرانية، وتاليًا العلاقات العربية السورية، والسعودية السورية، تأثيره المهم في ذلك، وعلى مجمل الوضعين العربي والاسلامي، وهي أهم عيدية وهبت لبلداننا في هذه الظروف الحساسة، تستحق عليها الشكر بعد الله القيادات الرشيدة، التي نسأل الله لها التسديد لما فيه مصلحة بلدانها وشعوبها، ونسأل الله تعالى أن يتم ذلك لما فيه مصالح العرب والمسلمين، وبالأخص بالنسبة إلى لبنان وشعبه الطيب والمكافح، الذي كان له الفضل الكبير في مواجهة العدو الاسرائيلي وكسر شوكته وهيبته، الذي هو الشر المطلق والسرطان الذي يجب اجتثاثه".

عيد الفطر المبارك

إقرأ المزيد في: لبنان