معركة أولي البأس

لبنان

زيارةٌ "سعوديةٌ" مُرتقبة إلى حارة حريك.. وجهود فرنسية لحسم الملف الرئاسي
20/04/2023

زيارةٌ "سعوديةٌ" مُرتقبة إلى حارة حريك.. وجهود فرنسية لحسم الملف الرئاسي

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ العلاقات بين السعودية وحزب الله ستشهد تطورات إيجابية خلال الاسابيع المقبلة عبر زيارات متبادلة بين السفارة السعودية وحارة حريك مع ترحيب الطرفين بأجواء التقارب لكن الخطوات التنفيذية لن تبدأ قبل اعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض ودمشق وفتح السفارات، وبحسب الصحف فإنّ الإيرانيين وضعوا المسؤولين السعوديين في أجواء العلاقات الودية بين سوريا وحزب الله وحركة "أنصار الله" وقدرتهم على لعب أدوار ايجابية، وردّ المسؤولون السعوديون بعدم وجود مشكلة في الحوار مع حزب الله، قد تطال حركة "حماس" أيضًا.

ولفتت الصحف إلى أنّ تطورات جدّية طرأت على خط المساعي التي تقودها فرنسا في ملف الانتخابات الرئاسية، البارز فيها تلقّي رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أيام، اتصالاً من المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، دعا فيه الأخير رئيس المجلس إلى إطلاق ورشة حوار تمهّد لتفاهم يسمح بتحديد موعد لجلسة انتخاب الرئيس. فيما أكّدت مصادر لـ"الأخبار" أن الرئيس بري كان قد تلقى قبل ذلك اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا فيه الملف الرئاسي.

"الأخبار"| باريس تشجع بري على إطلاق حوار استعداداً للانتخابات: جنبلاط يرصد مناخاً سعودياً جديداً؟

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّ تطورات جدية طرأت على خط المساعي التي تقودها فرنسا في ملف الانتخابات الرئاسية، البارز فيها تلقّي رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أيام، اتصالاً من المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، دعا فيه الأخير رئيس المجلس إلى إطلاق ورشة حوار تمهّد لتفاهم يسمح بتحديد موعد لجلسة انتخاب الرئيس. فيما أكّدت مصادر لـ«الأخبار» أن بري كان قد تلقى قبل ذلك اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا فيه الملف الرئاسي.

وبحسب المصادر، استعلم بري من دوريل عن نتائج الاتصالات التي تجريها باريس مع الرياض ومع أطراف لبنانية أخرى، وأن المسؤول الفرنسي أجاب بأن الأمور «أفضل من السابق، وهناك مؤشرات مشجعة. وقد أبلغنا الأطراف اللبنانية التي التقيناها أن سليمان فرنجية هو المرشح الأكثر جدية، وأن لبنان يحتاج إلى تسوية تسمح بإطلاق ورشة إصلاحات شاملة».
ونقل زوار عين التينة، أمس، أن «الأجواء إيجابية، وأن الفريق المعارض لترشيح فرنجية يشن هجوماً واسعاً بعدما وردته أجواء إيجابية حصيلة الجهود الفرنسية». ولفت هؤلاء إلى أن كلام رئيس تيار المردة من على منبر بكركي، أول من أمس، هو بمثابة «إعلان ترشيح وبرنامج عمل، وما كان ليقدم على هذه الخطوة لولا حصوله على ضمانات فرنسية».

من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن باريس في صدد دعوة عدد من القيادات اللبنانية، لا سيما المسيحية، لشرح أهمية السير في تسوية تقود إلى انتخاب فرنجية رئيساً وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة. ولفتت المصادر إلى أن الفرنسيين «يعرفون مسبقاً مواقف كل الأطراف، لكنهم يعتقدون بأن على هؤلاء أن يسمعوا صوتاً من خارج المعركة، حول واقع لبنان وتأثيرات ما يجري في المنطقة والعالم، وأن التسوية المقترحة هي أفضل الممكن».
وأشارت المصادر إلى أن الفرنسيين يبدون «استعداداً لفتح قنوات بين فرنجية وبين أي طرف يريد محاورته في شأن المرحلة المقبلة». كما «تشجّع باريس بري وفرنجية على إطلاق اتصالات واسعة تشمل كل الكتل النيابية لضمان تأمين نصاب كامل في أي جلسة انتخاب تتم الدعوة إليها».

أبو فاعور: لا أحد يمكنه القول إن السعودية تضع فيتو مباشر على فرنجية

وفي السياق نفسه، لفتت المصادر إلى أن الكتل النيابية البارزة لم توضع بعد في أجواء المواقف السعودية الجديدة. لكن كان لافتاً الكلام المنسوب إلى النائب وائل أبو فاعور الذي يتولى التنسيق بين الحزب التقدمي الاشتراكي والسعودية. إذ إنه تحدث «للمرة الأولى بإيجابية عن ترشيح فرنجية»، وأكد أن «أحداً لا يمكنه القول إن السعودية تضع فيتو مباشراً على فرنجية»، وأن الرياض، بحسب متابعته، «تتجنب الدخول في لعبة الأسماء، وتحاول حصر النقاش في المواصفات المفترض توافرها في المرشح». وأشار إلى أن السعودية «تبحث عن ما يشكل فرصة لإنقاذ الوضع في لبنان، وملاحظاتها العامة باتت معروفة لدى جميع المعنيين في داخل لبنان وخارجه».

وفي السياق نفسه، اعتبرت مصادر قريبة من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن «شكل ومضمون ما قام به فرنجية في بكركي، أول من أمس، لا يمكن اعتباره عفوياً، بل كان منسقاً مع حلفائه أولاً، ولم يكن ليحصل لولا تلمّس فرنجية مناخاً إيجابياً تجاهه من الخارج» في إشارة إلى المفاوضات الفرنسية - السعودية.

وفي سياق الحملة على الدور الفرنسي، قالت مصادر ديبلوماسية إن الكلام عن قرار فرنسي بنقل السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو «مجرد تخمينات»، إذ إن انتدابها ينتهي في تشرين الأول المقبل، وقرار نقلها من لبنان سيكون عادياً. علماً أن بعض من استفسروا من باريس سمعوا بأن أي قرار في هذا الشأن لم يصدر بعد عن الخارجية الفرنسية، وأن احتمال التمديد سنة إضافية لغريو مطروح بقوة». وبحسب مصادر ديبلوماسية فإن مسؤولين كباراً في لبنان تبلغوا أن المرشح لخلافة غريو هو السفير الحالي في تركيا هيرفي ماغرو الذي سبق له أن لعب أدواراً ديبلوماسية في مؤسسات دولية معنية بلبنان.


"الديار": التفاهمات الاقليمية تشمل لبنان وحوار مباشر بين الرياض وحارة حريك قريباً

بدورها صحيفة "الديار" أشارت إلى أنّ المنطقة مقبلة على مرحلة من التسويات والتفاهمات الكبرى بوهج الاتفاق الايراني السعودي والتفاهمات العربية - العربية التي تلفح برياحها الايجابية كل الساحات المتوترة و»بالدور»، والاولوية لليمن ثم سوريا وبعدها لبنان، ولا قدرة لاي طرف داخلي واقليمي ان يكون خارج المسارات الجديدة. والمجتمعون في جدة الاسبوع الماضي من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن والعراق قرروا البدء بانجاز الحل في سوريا بعد ان وضعوا الاسس والعناوين لمسار الخروج من الازمة اليمنية، وستشهد الاسابيع المقبلة المزيد من الحركة العربية تجاه دمشق، وفي المعلومات ان الجهد السعودي سيتركز اولا على تمويل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، هذا ما تبلغه المسؤولون السوريون من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بالاضافة الى خطوات استثمارية سريعة في البنى التحتية تشمل 18 مشروعا في دمشق ومحيطها بالتزامن مع استثمارات اماراتية ومشاريع اماراتية - روسية مشتركة في مجال النفط في الساحل السوري.

وفي المعلومات المتداولة، ان زيارة الرئيس بشار الاسد الى الرياض بعد عيد الفطر وقبل القمة العربية قد تكون متزامنة مع زيارة الرئيس الايراني رئيسي الى الرياض.

العلاقات بين السعودية وحزب الله

وبالمقابل، وضمن المعلومات المؤكدة ايضا، ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية وحزب الله ستشهد تطورات ايجابية خلال الاسابيع المقبلة عبر زيارات متبادلة بين السفارة السعودية وحارة حريك مع ترحيب الطرفين باجواء التقارب لكن الخطوات التنفيذية لن تبدأ قبل اعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض ودمشق وفتح السفارات، وفي المعلومات ايضا ،ان الايرانيين وضعوا المسؤولين السعوديين في اجواء العلاقات الودية بين سوريا وحزب الله وحركة "أنصار الله" وقدرتهم على لعب ادوار ايجابية، ورد المسؤولون السعوديون بعدم وجود مشكلة في الحوار مع حزب الله، قد تطال حركة "حماس" ايضًا.

أبواب بعبدا تفتح قريبًا

الاتصالات العربية العربية، والايرانية السعودية تسير «كالبلدوزر»، والمنطقة مقبلة على مرحلة من الهدوء والاستقرار، و»فكفكة» الالغام ستترك تداعياتها الايجابية على لبنان، وابواب بعبدا تفتح قريبا، وهناك صيف واعد مع ارتفاع حجم الحجوزات للعائدين الى بيروت منتصف حزيران، وعلى اللبنانيين الاستعداد لاستقبال هذه المرحلة واخذ موقع فيها، اما السجالات الداخلية ليست الا «فقاقيع صابون» تنتهي فور صدور القرار بالحل وليس لها اي صدى خارجي والجميع سيلتزم السقوف المرسومة، ولبنان اعجز من ان يخربط التفاهمات الجديدة لانه من ضمنها، ولن يكون على الهامش، علما ان معظم الاطراف الداخلية دفعوا اثمانا كبيرة اعوام 1976 و1989 و2008 مجرد وقوفهم «عكس السير» والقراءات الخاطئة للتفاهمات الكبرى.

الاصلاحات المطلوبة

وكشف المتابعون على الوضع اللبناني، عن وجود تقاطعات مشتركة عربية - ودولية تبدأ من السعودية الى دول الخليج وصولا الى اميركا وفرنسا وصندوق النقد الدولي ومنظمات الامم المتحدة عن استحالة دعم لبنان في ظل الفساد القائم وعدم تنفيذ الاصلاحات، هذا الكلام سمعه الرئيس نجيب ميقاتي من الرئيس الفرنسي ماكرون، فيما مسؤولو صندوق النقد الدولي اعلنوا ذلك صراحة امام اعضاء الوفد النيابي المتواجدين في الولايات المتحدة، والرياض ما زالت على قرارها عدم تقديم المساعدات للحكومة وحصرها بشكل مباشر بالجمعيات والمنظمات الانسانية خارج المؤسسات الرسمية، لكن المسارات الجديدة قد تفرض على السعودية اعتماد خيار جديد في التعامل مع لبنان.

وفي المعلومات المؤكدة، ان الملف الرئاسي اللبناني لم يوضع بعد على طاولة البحث الجدي، والفرنسيون وحدهم يتحركون بشكل مكثف وهذا ما كشفه النائب سامي الجميل بعد عودته من باريس، لكن القرار في النهاية سيكون للتسوية الاميركية - السعودية - الايرانية - السورية او للاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين هذه الدول، ولن تخرج من تحت « جلباب « تسوية 1990، دون عودة الجيش السوري الى بيروت.

وفي المعلومات، ان التسوية الجديدة سقفها الاساسي «لا غالب ولا مغلوب» بغض النظر عن الاسماء، وبشكل مخالف جذريا عن تسويات المراحل السابقة الذين فرضوا بالقوة العسكرية، مع رقابة عربية ودولية على صرف المساعدات، شرط ان تكون القيادة للوجوه الجديدة في المؤسسات والادارات مع بداية العهد الجديد لنقل لبنان من ضفة الى ضفة، والرئيس الجديد سيعمل ضمن خارطة الطريق المرسومة والمحددة مهما كان اسمه، وخارج سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون وجهاد ازعور وناجي البستاني لم يطرح اي اسم في الخارج بعد، والباقي تسريبات داخلية.

العمل الحكومي على القطعة

في ظل هذه الاجواء، يبقى الوضع اللبناني في ثلاجة الانتظار، ومعالجة الملفات على «القطعة « لتسهيل امور الناس وفي مقدمها انهاء العام الدراسي، تأمين السيولة لشراء القمح والادوية المزمنة، وهذا يتطلب تقديم المساعدات «بالقطارة» على ان تترك الملفات الاخرى للعهد الجديد بما فيها اجراء الانتخابات البلدية، فيما السجالات باقية ويومية، وسترتفع حدتها بين القوى السياسية شرط عدم تجاوزها للخطوط المرسومة، لان، ما كتب قد كتب، والحل لن يكون على حساب اي طائفة او حزب او فريق.

حراك العسكريين المتقاعدين يرفض الزيادات

في مجال اخر، اعلن حراك المتقاعدين العسكريين والمتعاقدون في المدارس الرسمية رفضهم الزيادات التي اقرتها الحكومة على رواتبهم كونها لاتلبي المطالب ولا تحقق الامان الاجتماعي مع دولرة كل الفواتير وهم بصدد درس الخطوات المقبلة لضمان حقوقهم، كما اعلنت روابط موظفي القطاع العام رفضهم لقرارات الحكومة، وقرروا عقد اجتماعات لدرس الزيادات المجحفة وترك موضوع التحركات للجمعيات العمومية، وقد خالف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر هذه المواقف وزار الرئيس ميقاتي شاكرا ما قدمته الحكومة من زيادات قدر الامكان.

فلتان أمني

«عداد» الجرائم والاعتداءات على المواطنين ومعدلات الانتحار في منحى تصاعدي وخطير في الاسابيع الماضية وطال كل المناطق اللبنانية دون استثناء، وفي هذا الاطار، سجلت عشرات الاعتداءات اليومية من قبل اشخاص يستقلون الدراجات النارية، ويقومون بالسلب ونزع «جزادين» النساء في وضح النهار، كما سجلت «العدادات» ارتفاعا ملحوظا في نسب الاعتداءات على النازحين السوريين جراء اتهامهم بالوقوف وراء ما يحصل، رغم ان جميع العصابات والشبكات التي تم توقيفها مؤلفة من لبنانيين وسوريين وجنسيات عربية، وقد حركت معظم البلديات مؤخرا قرارات عدم تجوال السوريين ليلا وتحديدا بعد الساعة الثامنة.

وفي المعلومات، ان سرقة الكابلات الكهربائية احتلت المرتبة الاولى ولم توفر منطقة كون عائداتها المالية مرتفعة جدا، وتؤكد القوى الامنية بانه لا يمر يوم دون توقيف عصابة لكن الاستقرار الامني يتطلب في الدرجة الاولى استقرارا اجتماعيا ودون ذلك لاقدرة على فرض الامن بشكل كامل مهما بلغت الاجراءات، كون معظم السرقات بعناوين اجتماعية.

ويبقى الاخطر ما ينقله القضاة الشرعيون في كل الطوائف عن الارتفاعات الخطيرة في معدلات الطلاق وتراجع عقود الزواج وتهديد القيم الاجتماعية والاسس التي قامت عليها العائلة اللبنانية، كما سجلت التقارير الامنية عمليات انتحار يومية معظمهم من الشباب، بالاضافة الى انتشار المخدرات، ولا حلول في الافق الا بخروج لبنان من ازماته الاقتصادية والمالية وتفعيل الرعاية الاجتماعية وعودة الدولة. 


"النهار": صدام الرهانات الرئاسية إلى الاحتدام الأوسع

من جهتها، كتبت صحيفة "النهار": عشية عودة البلاد الى عطلة طويلة يمليها حلول عيد الفطر، بدا المشهد السياسي الداخلي غارقا في مزيد من الارباك والتخبط والغموض سواء في ما يتصل بافاق الازمة الرئاسية، ام في تداعيات الأوضاع الحياتية والمعيشية والاجتماعية التي لم تبدد تفاقمها او تخفف منها الزيادات على الرواتب في القطاع العام او رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص التي اقرتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء. ووسط ازدياد التباينات الحادة في رؤى القوى الداخلية وحساباتها ورهاناتها حيال التأثيرات المتوقعة للمتغيرات الإقليمية السريعة التي تشهدها المنطقة ولا سيما منها الاتفاق السعودي الإيراني على الازمات الماثلة في لبنان، تبدو الفترة الطالعة مرشحة لان تشهد احتداما سياسيا واسعا في شأن الاستحقاق الرئاسي على خلفية المحاولة المتقدمة التي قام بها رئيس “تيار المردة” مرشح الثنائي الشيعي لـ"رئاسة الجمهورية" سليمان فرنجية في ترشيح نفسه من منبر بكركي تحديدا معمما الانطباعات بانه اقترب من اقتطاع الفوز بالتوافق الإقليمي والدولي على بلوغه قصر بعبدا وشغل كرسيه الشاغر منذ ما يقرب الستة اشهر. هذا التطور وان لم يحظ غداة زيارة فرنجية الى بكركي باصداء علنية واسعة تفاعل ضمنا في الكواليس الداخلية من زاويتين شديدتي التناقض والتصادم. ففي الضفة الداعمة لترشيح فرنجية يتصاعد الرهان على ما تصفه أوساط هذا الفريق باصرار حاسم لفرنسا في المضي بمعادلة فرنجية – نواف سلام (رئيسا للحكومة) اسوة برهانه الأقوى على ما بدأ ترويجه من جانب فريق فرنجية والفريق السياسي الداعم له في الساعات الأخيرة حيال مرونة في الموقف السعودي من المسعى الفرنسي لتسويق ترشيحه.

اما في الضفة الرافضة لانتخاب فرنجية باعتباره مرشح المحور الممانع وتحديدا حزب الله، فيسود الاعتقاد استنادا الى مصادر مطلعة تماما على مواقف القيادات والكتل والنواب المستقلين المعارضين للحزب ومرشحه ان ثمة مناورة كبيرة شرع فيها فرنجية وفريقه دعائيا واعلاميا وسياسيا للرد على مجمل المعطيات التي سادت الفترة السابقة والتي ظهرت العقبات والفيتوات الإقليمية والمحلية التي تعترض فرصة انتخابه وان الرد الاعتراضي هذا سيتصاعد بقوة متدرجة خصوصا بعد ان يقدم فرنجية على اعلان ترشيحه “رسميا” وعلنا بشكل ناجز عبر مقابلة تلفزيونية منتصف الأسبوع المقبل بعد عطلة عيد الفطر. واما في المعطيات التي تتحدث عن الموقفين الفرنسي والسعودي من ترشيح فرنجية والحديث عن مجريات متقدمة دفعت به الى المسارعة الى بكركي ليجعلها منبره المتقدم للترشح، فان هذه الجهات المناوئة لانتخابه تؤكد ان المعطيات الرصينة والجدية لا تشير الى اي متغيرات طرأت على الموقف السعودي تحديدا، وتاليا فان الوضع لا يزال على ما كان عليه وثمة حراكا يمكن ان يؤدي الى انعقاد اللقاء الخماسي للدول المعنية بالازمة اللبنانية أي فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، اما قبل القمة العربية في السعودية واما بعدها، لمراجعة التطورات بمجملها ومحاولة التوافق بين ممثلي “الخماسي” على مخرج جديد. ولذا يغدو الكلام عن مواقف متغيرة لهذه الدولة او تلك قبل اللقاء “من صناعة محلية” لها أهدافها المعروفة لا اكثر ولا اقل. وفي أي حال قد يمكن تبين الكثير من المعطيات والموقف المعارض لفرنجية في المقابلة التلفزيونية التي ستجرى مساء الاحد المقبل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ليرد فرنجيه عليه وعلى اخرين في مقابلة لاحقة بعد ايام.

وإذ تضاءلت التحركات الداخلية مجددا مع الاقتراب من عطلة الفطر، لوحظ ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا زارت امس تحت ستار المعايدة بالفصح بكركي حيث التقت البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي ثم زارت ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وعلم ان الاستحقاق الرئاسي كان الموضوع الأساسي في اللقاءين.

في غضون ذلك كان ثمة موقف لافت لنائب الأمين العام لـ حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم عاد الى الضرب عبره على وتر الحوار وقال أنَّه “لا يمكن إنجاز استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية في حال أرادت كل كتلة من الكتل أخذ كل شيء رافضة التنازل عن شيء أو أن تدوِّر الزوايا”. وأشار إلى أنَّ “من يُفعّل ذلك يُفضِّل الفراغ على الانتخاب وهذا خطأ وخطر وأمر لا يناسب لبنان على الإطلاق”. ولفت إلى أنّ “هذه المناخات الإيجابية وُجدت بينما لم نكن نتوقع أن تحصل”، مضيفًا “أليس الأولى أننا نعيش في بلد واحد أن نرى كيف نُجري تسويات في ما بيننا حتى نتفاهم لأن هذا البلد لنا جميعًا ونشترك فيه وسيكون للأجيال القادمة”؟

التمديد والطعن

في سياق اخر وقّع امس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قانون التمديد للبلديات بعد عرضه على مجلس الوزراء لإصداره وكالةً عن رئيس الجمهورية على أن ينشر القانون في الجريدة الرسمية بعد عيد الفطر. وذكر ان ميقاتي تابع مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي التحضيرات لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، انطلاقا مما ورد في القانون الصادر عن مجلس النواب. وجرى الاتفاق على أن يعد وزير الداخلية الموازنة المستحدثة اللازمة لاجراء الانتخابات لكي يصار الى فتح اعتماد لها. وفي ضوء الموازنة الجديدة سيقوم وزير الداخلية ضمن صلاحياته بتحديد المواعيد الجديدة للانتخابات”.

الجالية في السودان

بعيدًا من هذه الأجواء برز قلق جديد على مصير الجالية اللبنانية في السودان وتحديدا في الخرطوم وسط اندلاع الاعمال الحربية التي تتهدد سلامة افرادها . وقد وجّهت امس سفيرة لبنان لدى السودان ديما حداد نداءً مشيرة الى أن “حدة الاشتباكات اشتدت وخصوصًا قرب مطار الخرطوم ويتم استخدام الأسلحة الثقيلة وحصل تدمير كبير للمطار وكلنا محاصَرون”. ونقل عن مصادر في وزارة الخارجية والجالية اللبنانية في السودان أن المبنى الذي تسكن فيه السفيرة اللبنانية في السودان إلى جانب سفراء أوروبيين تعرض للقصف امس. وتم إجلاء عدد من اللبنانيين في الخرطوم كما أن السفارة اللبنانية في السودان على تنسيق مع السفارة الفرنسية للمساعدة في إجلاء اللبنانيين من السودان مع الفرنسيين في حال نجحت عملية الإجلاء، كما تم التواصل مع جميع اللبنانيين في السودان من السفارة ليؤمنوا لهم المساعدات المطلوبة. وحذرت مصادر وزارة الخارجية من وضع خطر في الأيام المقبلة، وفي حال لم يتم التدخل لفرض هدنة في البلاد لإجلاء المدنيين.
 

السودان

إقرأ المزيد في: لبنان