لبنان
التوقيت ومعاييره في لبنان والعالم
مع بداية فصلي الربيع والخريف في لبنان من كلّ عام، يتفجّر جدل التوقيتيْن الصيفي والشتوي. الأمر ينسحب على عموم الدول التي تتبع هذا الميقات الدوري. كيف بدأت هذه الحكاية وبمَ تُفيد مُعتمديها؟
ألمانيا أول بلد يعتمد التوقيت الصيفي
عالميًا، يعود العمل بالتوقيتيْن الشتوي والصيفي الى عام 1916، بعد أن طرحه جديًا عامل البناء البريطاني وليام ويلت في بداية القرن العشرين. الفكرة تحقّقت رسميًا للمرة الأولى أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلد أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة. اذًا الكثير من الدول جنحت الى هذا النظام بسبب كارثة الطاقة في السبعينيات من القرن الماضي.
متى بدأ اعتماد توقيتيْن في بلاد الشام؟
في منطقة بلاد الشام، رسا التوقيتان رسميًا عام 1974 كنظام دوري يتجدّد في موسمي الشتاء والصيف في الدول الأوروبية، والغاية بحسب واضعيه تبكير أوقات العمل وتوفير التعب على الناس في الليل تعويضًا عن صرفها في النهار. ويمكن القول اليوم إن كل دول الاتحاد الأوروبي تغيّر توقيتها بين الشتاء والصيف بصورة متزامنة.
لبنان و25 سنة من التوقيتيْن
في لبنان، ونظرًا لضرورة مراعاة أنظمة الملاحة الجوية العالمية وملاءمة العمليات الجوية لشركات الطيران الوطنية والأجنبية العالمية في مطار بيروت مع أنظمة الملاحة الدولية، أصدر مجلس الوزراء عام 1998 مذكرة بتقديم الوقت ساعة واحدة اعتبارًا من آخر سبت من شهر آذار ولغاية ليل آخر سبت من شهر تشرين الأول سنويًا. الهدف آنذاك كان منع حصول أيّ ارتباك في الرحلات الجوية.
انعكاسات التوقيت الصيفي
يُبيّن النقاش الدائر حول التوقيت المحلي والعالمي حساسية المسألة، إذ إن الترابط التقني والتكنولوجي مع العالم يفرض سطوته على أيّ تعديل قد يطال الساعة. القضية لا تقف عند حدود تأثّر الرحلات الجوية بالتوقيت الشتوي أو الصيفي. الاقتصاد العالمي على تماس مباشر مع الوقت. مصانع الدول تلحظ بشكل أساسي ساعات النهار من أجل الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الساعات لتحصيل إنتاج وفير وبيع كثير. التوقيت ينعكس أيضًا على الدورة الزراعية؛ مع ساعات نهار أطول يؤمّن الفلاحون والمزارعون حصادًا أكبر. الطاقة قد تكون أضخم المجالات تأثّرًا بالتوقيت الصيفي، فالناس تستند الى ضوء الشمس بدلًا من التيار الكهربائي لتيسير شؤونها الحياتية. ليس هذا فحسب، زيادة انتعاش الحركة الشرائية والتجارية لا تؤمّنه ساعات الليل، بل ساعات النهار.
إقرأ المزيد في: لبنان
17/11/2024