لبنان
الدولار يشهد حفلة جنون ودعوات الى احتجاجات بدءًا من اليوم
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم من بيروت على أزمة الدولار التي شهدت أمس حفلة جنونية، اذ بلغ سعر صرف الدولار نحو 145 الف ليرة نهارًا، قبل أن يتهاوى ليستقر مساء عند عتبة الـ 110 الاف ليرة. والتلاعب في سعر الصرف، الهب معه الشارع، فتحرك المحتجون في غير منطقة، واقفلوا الطرق، وسط دعوات الى اعتصامات واضرابات بدءًا من اليوم، وسط الإقفال القائم لدى المصارف من جهة، وتوقف محال تجارية عن العمل.
ولفتت الصحف الى تدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جديد معلناً عن إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة. وحدّد في تعميم، صيرفة، بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من اليوم (أمس) 21 آذار 2023.
"الأخبار": مظاهر الخراب تتزايد: الدولار خارج السيطرة
كتبت صحيفة "الأخبار" تقول: الاهتمام بالملف الرئاسي لدى أركان الطبقة السياسية، ليس هو السبب الوحيد لعدم اكتراثهم بالوضع المعيشي الذي يشهد موجة غير مسبوقة من التدهور. بل صار واضحاً للبنانيين أن الطبقة الحاكمة مستمرة في تغطية الأخطاء الهائلة التي ارتكبت خلال سنوات طويلة وأدت إلى الانهيار الحاصل. وهي مستمرة في إهمالها لأي معالجة ممكنة. فيما يواصل حاكم مصرف لبنان ألعابه غير المجدية، من خلال تعاميم وقرارات لا تلجم الدولار الأميركي ولا تمنع المسار نحو دولرة شاملة في كل نواحي الاقتصاد الوطني. ما عدا رواتب موظفي القطاع العام الذين لم يبقَ لهم من قدرة شرائية لتوفير أي من مستلزمات البقاء على قيد الحياة.
وأمس، شهدت بيروت والمناطق عودة للاحتجاجات الفوضوية على الواقع المعيشي، وقطعت الطرقات في أكثر من منطقة، وسط الإقفال القائم لدى المصارف من جهة، وتوقف محال تجارية عن العمل لعدم قدرتها على مواكبة التغيير الكبير في سعر صرف العملة، وهو ما لاحظه الناس في محطات الوقود التي باتت هي الأخرى تطالب بأن تعتمد التسعير بالدولار. فيما تتكشف يوماً بعد يوم، فشل محاولات إقناع الناس بأن صغار المضاربين هم وراء الانهيار، مع العلم أن القضاء أخلى أمس سبيل عشرين صرافاً كانت القوى الأمنية أوقفتهم على خلفية اتهامهم بالمضاربة وإضعاف العملة الوطنية.
وتتزايَد مظاهر الخراب في لبنان الذي يترنّح وسطَ ريح الدولار الذي حلّق على حافة الـ 140 ألف ليرة. وكان لافتاً الارتفاع الصاروخي للدولار بما تجاوز 10 آلاف ليرة في يوم واحد قبلَ أن يسجّل تراجعاً طفيفاً من دون استبعاد أن يعود ليسجّل مستويات أكثر إيلاماً في الأيام المقبلة. وعلى إثر هذه الخضّة، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إجراء «عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة»، محدّداً سعر صيرفة بـ 90 ألف ليرة مقابل كل دولار ابتداءً من 21 آذار 2023. وقال، في بيان، إنّه «يمكن للجمهور أن يسلّم الليرة النقدية إلى الصرافين من فئة «أ» أو إلى المصارف العاملة ويتسلّم الدولار بعد ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أنّ كلّ العمليات تُسجّل على منصة صيرفة، و«يمكن للمصارف التي تعود عن إضرابها المشاركة في هذه العملية». وأشار إلى أنّ «الهدف من هذه العملية هو الحدّ من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي». ومع إعلان مصرف لبنان عن إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة في هذا الإطار، أبدت المصارف رغبتها في المشاركة في عمليات الشراء واستعدادها لفتح أبوابها أمام الزبائن لإجراء عمليات «صيرفة» بدءاً من اليوم.
"البناء": الدولار يتحرك بـ 25 % صعوداً ونزولاً خلال ساعات… وتعليق متوقع لإضراب المصارف
سيطر الارتفاع المتسارع والهبوط الأسرع لسعر صرف الدولار بنسبة 25% خلال ساعات، على المشهد السياسي، منتقلاً من 110 آلاف ليرة إلى 145 ألف ليرة، وعكساً من 145 ألف ليرة الى 105 آلاف ليرة، وقد رسم الفارق بين الحالتين ما سبق وتكرر مع كل مرة مشابهة، مصرف لبنان يعلن رفع سعر صيرفة ويفتح الباب لبيع الدولارات بالسعر الجديد، ويتكرس السعر الجديد بانتظار ارتفاع جديد، بينما قررت جمعية المصارف ما كان متوقعاً مع الارتفاع الجديد والسعر الجديد لمنصة صيرفة من تعليق للإضراب، على أبواب بدايات شهر جديد يترافق مع دفع الرواتب، بانتظار العودة للإضراب مطلع الشهر المقبل.
وبعد ارتفاع سعر صرف الدولار إلى حدود الـ140 ألف ليرة ظهر أمس، تدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جديد معلناً عن إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة. وحدّد في تعميم، صيرفة، بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من اليوم (أمس) 21 آذار 2023.
ووفق معلومات «البناء» فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقى مراجعات من مرجعيات سياسية وغير سياسية تسأل عما يجري في البلد وتحديداً على صعيد الدولار، فبادر ميقاتي قبل سفره إلى قبرص الى إجراء اتصالات بحاكم مصرف لبنان وبالمعنيين بالشأن المصرفيّ طالباً التدخل للجم واحتواء سعر الصرف.
ولفت مصدر سياسي ومالي مطلع على الشأن الحكومي لـ»البناء» إلى أن «لجم سعر صرف الدولار ليس كبسة زر بل يحتاج الى توافق سياسي على كافة الصعد، ولا تقتصر الأمور على إجراء من هناك وقرار من هناك، بل هناك سلة قرارات مالية واقتصادية تحتاج الى أرض سياسية صلبة تبدأ بصناعة تسوية بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإقرار الإصلاحات المطلوبة واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي»، محذّرة من أن «النظام المؤسسيّ لم يعُد قادراً على التجاوب مع الوضع القائم من الانهيار وتفلت العملة».
وعن التسوية القضائية – المصرفية كشف المصدر أن الأزمة تتعلق بجوانب عدة ولا تنحصر بجانب واحد، وهناك تشريعات وقوانين وقرارات مالية ونقدية وقانونية يجب أن تتخذ بين المصارف والقضاء والمجلس النيابي لحل الإشكالية، مؤكداً أن الرئيس ميقاتي يحاول التوسط بين هذه الأطراف لتهدئة واحتواء الوضع قبل أن نصل الى الانفجار الكبير، ولا زلنا في مرحلة بإمكاننا النهوض». ولفت الى أن «هناك مصارف متعثرة وقد يعلن بعضها الإفلاس بسبب ضغط الأزمة والدعاوى القضائية لكن لن نصل الى مرحلة إفلاس النظام المصرفي اللبناني».
ولفت المصدر الى أن الحكومة قامت بما عليها، وأحالت مشروع قانون الكابيتال كونترول الى المجلس النيابي واللجان أنجزته وأدخلت التعديلات اللازمة وأحالته على الهيئة العامة وينتظر جلسة تشريعية لإقراره، مرجحاً أن يضعه رئيس المجلس على جدول أعمال الجلسة التشريعية المزمع أن يدعو اليها الإثنين المقبل بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان، مساء أمس أنه «بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم وتسهيلاً لأمور كافة المواطنين وعلى ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، تقرّر جمعية مصارف لبنان تعليق الإضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً على ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات وذلك ابتداءً من صباح يوم غد 22 / 3 /2023».
ويتجه مجلس النواب الى التصعيد بوجه الحكومة، إذ أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أن «جلسة اللجان النيابية غداً (اليوم) ستتحول إلى مساءلة الحكومة ومصرف لبنان والمصارف وتبيان ما يفعلون في ظل الانهيار الحاصل؟ ومطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية للمعالجة».
وفي موقف لافت، أشار المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان، في بيان، إلى أن «الانهيار الذي تشهده الليرة مقابل الدولار الاميركي في بيروت كبير جداً ويستدعي التوقّف عنده». وشدد على أن «المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الملاحق في العديد من دول العالم، بتهم الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتزوير واستعمال المزوّر».
وكان سعر صرف الدولار قد سجل ارتفاعات هيستيرية نهار أمس، وبلغ 140 ألف ليرة بالسوق السوداء ليعود أدراجه إلى الـ120 ألفاً في ساعات بعد الظهر إثر تعميم مصرف لبنان.
وأبدى خبراء اقتصاديون استغرابهم الشديد إزاء هذه الارتفاع الجنوني المفاجئ والانخفاض الكبير بيوم واحد وخلال ساعات قليلة، ما يؤشر وفق ما يقول الخبراء لـ»البناء» الى وجود غرفة عمليات تدير حركة الدولار صعوداً وهبوطاً على الإيقاع السياسي، موضحة أننا شهدنا يوم أمس مسرحية لا تختلف عن مسرحية الشهر الماضي الذي نفذها سلامة بإتقان، وهي ترك السوق للمضاربات على العملة من مصارف وصرافين وغيرهم، وعندما يرتفع الدولار يتدخل المركزي بتعاميمه السحرية، فيعلن عن شراء الدولار ولمّ الليرة من السوق لكي يمرر رفع سعر صيرفة «عالسكت» ويلهي المواطنين بانخفاض الدولار وبشرائه عبر منصة صيرفة وقبض الموظفين رواتبهم عبرها، فيما الحقيقة أنه اتفاق بين مصرف لبنان والحكومة لمصلحة الطرفين، حيث يستفيد «المركزي» بلمّ الدولارات على أسعار منخفضة من السوق السوداء ليشغل بهم صيرفة لأيام معدودة، وترفع الحكومة بدورها ايراداتها من الفواتير الرسمية المسعرة لتمويل إنفاقها وزيادة رواتب القطاع العام الشهر المقبل؛ وهكذا تتكرر المسرحية واللعبة الخفية بين الحاكم والحكومة، فيما يدفع المواطن ثمن المضاربات وارتفاع الأسعار والاحتكارات.
وانعكس ارتفاع الدولار على الأسواق وكامل مفاصل الحياة والقطاعات التجارية والوظيفية، إذ أعلن أصحاب المحطات وموزّعو المحروقات معلنين منح مهلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى اليوم قبل البدء في التسعير بالدولار أو على سعر الصرف.
كما أعلن مجلس نقابة صيادلة لبنان «الصيدليات في لبنان الى الإقفال ابتداءً من اللحظة، الى أن يُعاد تسلّم الأدوية الى الصيدليات بالصيغة والآلية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون»، قبل أن يعود المجلس عن إضرابه مساء أمس بعد اتصالات سياسية أفضت الى «توقيع اتفاقية بين نقابة صيادلة لبنان ونقابة مستوردي الأدوية، تضمن تسليم الأدوية الى الصيدليات بشكل منتظم ضمن آلية محدّدة».
وأفيد أن المدير العام لأوجيرو عماد كريدية يتجه إلى تقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
وعلمت «البناء» أن الاتحاد العمالي العام يتجه الى إعلان الإضراب المفتوح لعدة أيام وقد يدعو الى التظاهر في الشارع. فيما تتحرك قطاعات وظيفية عدة للتظاهر في الشارع، لا سيما قطاع التعليم، كما أعلن موظفو قصر عدل بيروت الإضراب العام بدءاً من الاثنين المقبل بسبب تردي أوضاعهم المعيشية ورفضاً لبعض القرارات القضائية بحقهم. وأعلنت جمعيات عدة من المجتمع المدني التظاهر في ساحة رياض الصلح اليوم وكذلك العسكريون المتقاعدون. وأعنت جمعية «متحدون» جميع المودعين الى المشاركة في التحرّك المعدّ تنفيذه قريباً لاستهداف أصحاب المصارف.
وقطع محتجون الطرق في في مختلف المناطق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات لا سيما في صيدا وطرابلس وصور والعاصمة بيروت احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الدولار.
وعملت «البناء» أن ميقاتي سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبحث بند رواتب القطاع العام في ظل الارتفاع الكبير بسعر الصرف والتضخم بالعملة، وكان من المقرّر أن ينعقد المجلس هذا الأسبوع، لكن تمّ تأجيله بسبب سفر الرئيس ميقاتي الى الفاتيكان ولانتظار الدراسة التي تعدّها وزارة المال بشأن تحسين رواتب القطاع العام.
وأشارت معلومات «البناء» الى أن وزارة المال تحضّر رؤية لتحسين رواتب موظفي القطاع العام ويجري البحث بآليات عدة، ولكن الآلية المرجح اعتمادها هي تخصيص 5 ليترات بنزين لكل يوم عمل، ومضاعفة رواتب الموظفين، لكن الإشكالية تكمن بسعر الصرف الذي سيعتمد لقبض الموظف راتبه.. هل سعر 90 ألفاً أما 45؟
كما علمت «البناء» أن ميقاتي وفور عودته من قبرص اليوم سيعقد اجتماعات مكثفة مالية واقتصادية ونقدية مع حاكم مصرف لبنان والمصارف ووزير المالية وعدد من القطاعات الوظيفية ووزير الطاقة وأصحاب محطات المحروقات والأفران والصيدليات، على أن يتخذ القرار بشأن تسعير البنزين بالدولار.
وعقد المجلس السياسي لـ»التيار الوطني الحر» اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، فأقر الورقة السياسية للعام 2023 التي ستقر في المجلس الوطني في المؤتمر الوطني السنوي نهار الأحد في 26 آذار 2023، وناقش جدول أعماله.
وأشار المجتمعون، في بيان، الى أن «التلاعب بسعر صرف الدولار صعوداً وهبوطاً يشكل جريمة متمادية بحق الناس وتحقيقاً لأرباح غير مشروعة للمضاربين على حساب أكثرية من اللبنانيين يتقاضون أجورهم ومعاشاتهم بالليرة اللبنانية».
وأكد المجتمعون «موقفهم الثابت من التشريع في غياب رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة مستقيلة ناقصة الشرعية»، معتبرين أن «التشريع بالمطلق مرفوض إلا إذا كانت الجلسة محصورة بالأمور الطارئة والضرورية والمستعجلة، أو إذا كانت هناك قوة قاهرة او مصلحة الدولة العليا تستلزم التشريع».
ولم يسجل أي جديد على الصعيد الرئاسي بانتظار انعكاس التطورات والمتغيرات الإقليمية على لبنان بظل تمسك الثنائي حركة امل وحزب الله برئيس المردة سليمان فرنجية؛ ولفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى أن «الذي يأتي برئيس الجمهورية هو روح اهلنا الوطنية التي قاومت العدو ووضعته في قفص ردع ولا يمكن ان يشن حرباً على بلدنا. وهذه الروح هي التي ستنتصر وهي ستمكث في نفوس أهلنا، هذه هي رسالتنا التي نريد أن نوصلها الى كل من يراهن اليوم انه بالضغط يستطيع ان يلوي ذراع اهلنا الأصيل الذي يحفظ السيادة بدمه ويقدم التضحيات عبر المقاومة لنصرة هذا البلد والدفاع عن امنه واستقراره». وشدّد في كلمة له على أننا «كلنا نطمح ان نعيش الأمن والاستقرار في ظل سيادة وحرية لشعبنا، وفي ظل اعتزازٍ بكرامتنا الوطنية ولن تنفع كل الاساليب في ثنينا».
"النهار": "صيرفة" تلاحق "الدولار الأسود" وإطلاق مضاربين
اقل ما يمكن ان يقال في وصف وضع السوق المالية امس، انها حفلة جنون، لا تفسير منطقيا لها، لكنها تنذر بانفلات كبير ستكون ارتداداته سلبية على مجمل الوضع. اذ بلغ سعر صرف الدولار نحو 145 الف ليرة نهارا، قبل ان يتهاوى ليستقر مساء عند عتبة الـ 110 الاف ليرة. والتلاعب في سعر الصرف، الهب معه الشارع، فتحرك المحتجون في غير منطقة، واقفلوا الطرق، وسط دعوات الى اعتصامات واضرابات بدءا من اليوم، قابلها كلام نيابي عن مساءلة الحكومة كأن الاخيرة بعيدة عن نسيج مجلس النواب نفسه الذي لم يحاسب الحكومات المتعاقبة يوماً. وقد ترافق تحليق سعر الصرف مع اطلاق ستة من المضاربين على الليرة بعدما توقيفهم مدة شهر، وخرجوا بكفالات مالية ووساطات سياسية. وكان هؤلاء طالبوا بتسريع احالتهم الى القضاء بعد التحقيق الاولي معهم لدى الاجهزة الامنية، واسمعوا المحققين انهم يضمنون اطلاق سراحهم لدى مثولهم امام القضاء.
وفيما ان خضوع حاكم مصرف لبنان للتحقيق الاوروبي الاسبوع الماضي، دفع خصومه الى الترويج بخسارته المعركة وبالتالي عدم توافر هامش اضافي لديه للتحرك، بل فقدانه المبادرة، وتخويف الناس من مرحلة مقبلة، تدخل مصرف لبنان بعد الظهر، معيداً تفعيل منصة “صيرفة” ومعلنا عن “إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر “صيرفة” الذي حدده بـ 90 الف ليرة مقابل كل دولار بدءا من يوم أمس.
وشدد مصرف لبنان على أن “الهدف من هذه العملية هو الحد من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي”. وأكد الحاكم أن “القرار الذي اتخذناه جاء لسحب كل الليرات اللبنانية من السوق ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك”. ولفت إلى أن “بالإمكان تسليم الليرة النقدية إلى الصرافين من الفئة “أ” وإلى المصارف العاملة، على أن يتسلم صاحب العملية الدولار بعد ثلاثة أيام”.
وفي حين استغرب البعض توقيت القرار فيما المصارف مستمرة في اضرابها، كشفت مصادر مصرف لبنان أن ثمة مصارف أبدت رغبتها في المشاركة في العملية وفتح ابوابها أمام الزبائن لإجراء العمليات المالية، بدليل أنها استوضحت مصرف لبنان عن بعض الامور، ومن ثم أكدت أنها ستفتح أبوابها على غرار بنك “الموارد”.
ولاحقا، اصدرت “جمعية مصارف لبنان” بيانا اعلنت خلاله تعليق الاضراب. وجاء في البيان: بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم وتسهيلا لأمور المواطنين وعلى ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، تقرر جمعية مصارف لبنان تعليق الاضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً على ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات وذلك ابتداءً من صباح الاربعاء 22 اذار”.
حياتيا، طالبت نقابة اصحاب المحطات في لبنان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة والمياه وليد فياض والاقتصاد والتجارة امين سلام وجميع المعنيين الحريصين على المصلحة العامة تسعير صفيحة البنزين بالدولار الاميركي بما اننا ندفع ثمن الصفيحة للشركات المستوردة بالدولار” .
وسوف يتخذ قرار في هذا الشأن عند التاسعة صباح اليوم بعد اجتماع مع رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس والمعنيين بالقطاع لاتخاذ القرار المناسب، وهو البيع والتسعير بالدولار على ان يعلن بشكل واضح سعر الصرف اليومي في المحطات”.
اما وزير الصحة العامة فراس ابيض فاعلن ان الوزارة اصدرت امس ثلاث تسعيرات للدواء خلال النهار، بسبب التقلب في اسعار الصرف، في ظل الدعوات النقابية إلى الإضراب والإقفال والدولرة. أما توقف عدد من الشركات والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدليات منذ أكثر من أسبوعين، فكان محور اجتماع مكثف بين الأبيض وممثلين عنهم بحثًا عن حل مرن يكفل عدم انقطاع الدواء.
الى ذلك افيد ان المدير العام لأوجيرو عماد كريدية لوّح بتقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
واذ يتجه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد لاستكمال البحث بجدول اعمال الجلسة السابقة، وفي مقدمه النظر بانتاجية الموظفين وتصحيح الرواتب والاجور بعد قرار مصرف لبنان الاخير رفع سعر منصة صيرفة، برزت اشكالية تحول دون الانعقاد القريب للحكومة تكمن في وزارة المال التي ابلغت الموظفين بأنها ستوقف العمل، باستثناء يوم الاربعاء، بسبب الظروف المالية والمعيشية وارتفاع كلفة النقل على الموظفين، ما سيؤدي الى تداعيات سلبية على عمل المرفق الذي يؤثر على مختلف مفاصل الدولة وموظفيها.
باربرا ليف
سياسيا، لا جديد في الملف الرئاسي العالق، وتحط نهار الجمعة في بيروت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في اطار جولتها على عدد من دول المنطقة تشمل مصر والاردن وتونس، ولبنان حيث تستمر يومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين.
وتأتي زيارة الديبلوماسية الاميركية الى بيروت، في اعقاب تطورات متسارعة على مستوى المنطقة فرضها الاتفاق السعودي- الايراني، والحركة بين عدد من الدول العربية.
وتقول مصادر معنية بالزيارة ان المسؤولة الاميركية، ستبحث في لقاءاتها في ثلاثة ملفات: ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يناسب طبيعة المرحلة وتحولاتها، لإطلاق قطار الانقاذ قبل ان يدخل الوضع دائرة الاستعصاء، تنفيذ الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان، وابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل.
يذكر ان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله يتحدث في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم الأربعاء، في الإحتفال التكريمي الذي يقيمه الحزب لاحد قادة الحزب حسين الشامي.