لبنان
لقاء بين حزب الله ووفد نرويجي وفلسطين محور النقاش
استقبل مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله النائب السابق حسن حب الله وفدًا نرويجيًا، ضمّ نُخبة من الكتاب والإعلاميين والنقابيين والمحامين برئاسة مسؤول لجنة فلسطين الوطنية المركزية في النرويج القس أويفند ساغيدال.
وعرض حب الله أمام الوفد "جوهر الصراع العربي الاسرائيلي على مدار قرن من الزمن، وكيف عملت عصابات "الهاغانا" على إخراج شعب من أرضه بغير حقّ بدعم من الدول الكبرى بريطانيا وفرنسا سابقًا والولايات المتحدة الاميركية حاليًا".
وأضاف حب الله أن "العدوان الصهيوني العنصري لم يفرق بين مسلم ومسيحي، فهناك أكثر من 85% من سكان بيت لحم هجروا وذاقوا مرارة التهجير من حقد هذه العصابات الطاغية، لأن العقلية العنصرية عند الصهاينة وكرمى لمصالحهم تتجاوز العرقيات والعنصريات والإثنيات".
وتابع أن "كل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني كانت بغطاء أميركي وصمت دولي، وهذا ما نشهده اليوم من صراعات دموية في ليبيا والعراق واليمن وسوريا وكله بدعم من الولايات المتحدة الاميركية وتكريسًا للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة".
وعن الوضع المشتعل في الضفة الغربية، قال حب الله: "لا شك أن الوضع الحالي الذي تعيشه الساحة الفلسطينية دقيق وخطير خصوصًا في ظل هذه الحكومة الأكثر تطرفًا والأكثر إرهابًا والأكثر عنصرية"، موضحًا أن هناك "محاولات جادة جدًا من هذه الحكومة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض المشروع الصهيو - أميركي للهيمنة على مُقدرات الأمّتَين العربية والإسلامية وضمان المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني".
وحول مسألة اللاجئين، أشار إلى أن هذا الموضوع "سيبقى وطنيًا مقدسًا لا يجوز التفريط فيه أو التنازل عنه تحت أيّة مبررات أو اعتبارات"، مؤكدًا أن "الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 70 عامًا رفض وتصدى لكل محاولات التهجير والتوطين ورفض سياسة التذويب والتبديد وطمس الهوية الوطنية، وبقي متمسكًا بحق العودة".
ورأى حب الله أن "ما نشهده في انتفاضة الضفة اليوم هو خير دليل على وحدة الساحات وتماسكها بعد معركة سيف القدس في نابلس وجنين والخليل والحوارة وحي الشيخ جراح وفي كل أرجاء أراضي الـ48"، مشددًا على أن "هناك ملايين الفلسطينيين في الشتات يشكلون القوة الحية لاستمرار النضال حتى يتحقق هذا الهدف العادل، للتأكيد على أنّ مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر كما نص على ذلك الميثاق الوطني الفلسطيني ووثيقة الاستقلال، والعدو الصهيوني يُدرك معنى العلاقة المقدسة الدينية والروحية والمعنوية والسياسية التي تربط سائر العرب المسلمين والمسيحيين بهذه المدينة المقدسة.
وفيما يتعلق بالاتفاق السعودي - الايراني، قال حب الله: "منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران سعت هذه الجمهورية إلى فتح علاقات وطيدة مع دول غرب آسيا ومصر وشمال إفريقيا وجيرانها العرب، لا سيما مع السعودية"، وأضاف أن "الإدارة الأميركية هي من حرضت ودفعت (الرئيس العراقي الأسبق) صدام حسين لخوض حرب طويلة مع ايران، فكانت حربا مفروضة استمرت لـ8 سنوات، في حين أن الولايات المتحدة عملت وبجهد على تفتيت المنطقة عبر نزاعات طائفية ومذهبية لتشويه صورة الجمهورية الإسلامية وتقديمها كفزاعة لإثارة النعرات الطائفية عبر شعار "العرب والفرس" وبث شائعات بأن ايران تسعى إلى الهيمنة على الخليج الفارسي ونشر التشيّع، وذلك بهدف ثني إيران عن فلسطين بعد أن دعمت القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني ولا زالت".
وختم مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله بالقول إن "استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران هو تحول جيد، وفي حال سار التقارب السعودي الإيراني في المسار الطبيعي فيمكن أن يفتح آفاقًا في المنطقة وفي لبنان أيضًا ويزيد اللحمة بين العرب والمسلمين ويقضي على كل أحلام الصهاينة والمطبعين".
من جهته، أكد الوفد النرويجي دعمه لـ"المقاومة كحق مشروع أقرته الأمم المتحدة ودعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، والوقوف الى جانب قضيته العادلة"، مستنكرًا جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.