لبنان
الشيخ قاسم: من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدّد الفراغ
أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "لبنان أحسنَ فعلًا بعد أن أرسلَت حكومته وفدًا للتضامن مع سوريا والتقوا بالرئيس بشار الأسد، وأحسنَ وزير الأشغال علي حمية بالتنسيق مع رئيس الحكومة عندما تقرر فتح المطار والمرافق والحدود لكل المساعدات التي تأتي من الخارج إلى سوريا بدون أي رسم عبور أو جمارك، أي أنها تصلُ إلى أصحاب الحاجة مباشرةً"، مشددًا على أن "هذا عمل مهم جدًا ويُشكر عليه من قام به".
وفي لقاء أقيم لمناسبة ذكرى القادة الشهداء في بيروت أمل أن "يكون هذا العمل فاتحة لكسرِ الجليد بين المسؤولين في لبنان وسوريا، ويفتح صفحة سياسية للمستقبل لأنَّ لبنان دائمًا يحتاج إلى سوريا وسوريا دائمًا تحتاج إلى لبنان"، وقال: "كلَّما تَعَاونا مع بعضِهما بعضا حلَّا الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومشكلة النزوح وغيرها، لذا بحاجة إلى المزيد من الانفتاح على سوريا".
وأشار سماحته إلى أنّ "المجلس النيابي اليوم متنوع جدًا وفيه كتل متعددة تختلف في آرائها ومواقفها، ولم نعد إلى المجلس النيابي السابق الذي كان الانقسام فيه عموديًا إلى تَكتُّلين كبيرين يجمع عدة كتل"، موضحًا أن "عندنا الآن بين 6 و7 تكتلات، ومع هذه التكتلات أفراد يدورون حولها، لذا فإن جو المجلس النيابي جو متنوع، وهذا التنوع يصعِّب انتخاب رئيس الجمهورية إذا أصرَّ كل طرف على من يريده".
وشدّد على أنه "لا بُدَّ من الحوار بين الكتل المختلفة لتقريب وجهات النظر، لأنَّه لا قدرة على اجتماع عدد من الكتل على موقف موحَّد من دون الحوار الذي يفتح هذا الباب"، مضيفًا أن "اقتراحات التحدي فشلت، لأنَّ السائرين على نهج الاستفزاز من الكتل والنواب لا يمثلون الأكثرية في البلد، ولو كانوا يمثلون الأكثرية لخاضوا تجربة الاستفزاز إلى نهايتها ولكنهم عاجزون".
وقال الشيخ قاسم: "نصحناهم لإعطاء الأولوية للبنان وليس لأميركا ومن معها، لأننا كلبنانيين سنعيش معًا لأجيال وأجيال.. أمَّا الأجنبي من الخارج، فيأخذ خيراتنا ثم يتركنا من دون شيء، هذه هي تجارب الاستكبار والاستعمار والدول الكبرى في التعاطي مع الدول الصغرى"، مشيرًا إلى أنَّ "من يعمل على إعلان التهديد بالتعطيل من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، يريد الرئيس على مقاسه وهو دليل على أنَّهم يائسون ويرفضون الخيار الشعبي باختيار النواب، وعلى أنهم أهل المناكفة وليسوا أهل المشاركة مع المواطنين اللبنانيين الآخرين الذين يعيشون على أرضٍ واحدة".
واعتبر أن "الخارج لم يتدخل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم قاموا بإجراء استطلاع أولي كلٌّ بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ليختاروا رئيسًا، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا أنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا الخارج لن يتدخل لأنّ الفسيفساء النيابية مبعثرة"، مضيفًا أن "من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدد الفراغ، والأفضل أن لا يتدخل الخارج لأنَّه إذا تدخل سيكون منحازًا وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا".
الشيخ قاسم أكّد أن "اقتراحنا كحزب الله قلناه ونكرره، وقد اقترحنا الحوار ثمَّ الذهاب إلى الانتخابات لأنَّ المقابل هو الجمود والتعطيل"، وتابع: "أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا استمررنا على هذه الشاكلة سيتأخر الانتخاب ولا أحد يعلم إلى متى، وبعض المساعي والاتصالات التي تحصل اليوم قد تُثمر في المرحلة القادمة".
وختم الشيخ قاسم قائلًا: "اليوم مع هذه الأزمة الاقتصادية الاجتماعية وما نعيشه من ارتفاع الدولار الجنوني الذي لا يمكن أن يحتمل لا حلَّ إلَّا بسلوك الطريق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده حكومة ومن ثمَّ خطة إنقاذ، وإذا بقيت الأمور بدون اتفاق على حلٍّ معين فالأمور صعبة ومعقَدة".