لبنان
لبنان يكسر قانون "قيصر" في سورية.. ومبادرات جديدة لخرق الجدار الرئاسي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على زيارة الوفد الحكومي إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ولقاءاته مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ووزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، التي جاءت فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين، مع تعبير الوفد اللبناني عن استعدادات عالية للمشاركة مع سورية في مواجهة الكارثة، وتقدير سوريّ لحجم ما يتضمنه هذا الموقف.
"الأخبار"| الأسد: الجميع يتعرض لضغوط أميركية لمنع المساعدات
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "من سوريا، البلد الذي نكره كل جيرانه، عاد الوفد الوزاري اللبناني مساء أمس، محملاً بتقديرات الرئيس بشار الأسد للزيارة الرسمية الأولى بعد قطيعة طويلة، داعياً للبناء عليها في سياق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
بحفاوة عند نقطة الحدود السورية، استقبل سفير سوريا السابق في لبنان علي عبد الكريم علي ممثلاً وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب يرافقه وزراء الزراعة والأشغال العامة والنقل والشؤون الاجتماعية، عباس الحاج حسن وعلي حمية وهيكتور حجار، والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي ومدير الشؤون العربية في الخارجية علي المولى والمدير العام بوزارة الصحة فادي سنان ورئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد خير.
أولى المحطات كانت في وزارة الخارجية، حيث تحدّث بو حبيب ناقلاً تضامن لبنان شعباً وحكومةً مع الشعب السوري في هذه المحنة. ولفت إلى وقوف سوريا إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة. ونقل الحاج حسن تعازي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك فعل الحجار معزياً باسم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
بعدها قصد الوفد قصر المهاجرين، في محطة هي الأبرز والأهم بدلالاتها السياسية. بحرارة استقبل الأسد ضيوفه فرداً فرداً. هي أول زيارة رفيعة المستوى منذ القطيعة في أعقاب اندلاع الحرب على سوريا. أجواء اللقاء تفيد بأن الأسد عكس ثقة بالقدرة على تجاوز المحنة التي تتعرّض لها بلاده. قدّر تدابير لبنان وعرض لحجم الكارثة الناجمة عن الزلزال، واستعرض مبادرة معظم الدول العربية لتقديم المساعدات، وحرص على تقديرها مهما كانت قائلاً «خصوصاً أننا نعرف أن الكثير من الدول تتعرّض لضغوط أميركية». وأردف «دول المنطقة تدرك أنه ليس لأميركا حلفاء أو أصدقاء لذلك نقدّر ظروف الجميع».
واستفاض حمية في شرح خطوات لبنان لجهة استقبال المساعدات في مرافقه الجوية والبرية وإعفائها من الرسوم الجمركية ورسوم العبور، وكذلك إعفاء وزارة الخارجية للقادمين إلى سوريا عبر لبنان من تأشيرات الدخول، لسحب ذريعة شركات الطيران والشحن البحري الممتنعة عن القدوم إلى سوريا لأن شركات التأمين ترفض تغطيتها. أما المستجد فكان إرسال لبنان معدات ثقيلة يستخدمها المقاولون في القطاع الخاص ومزوّدة برافعاتٍ ضخمة لرفع الأنقاض. فرد الأسد «مساعداتكم تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري».
ولاحقا أقام وزير الخارجية السوري مأدبة غداء على شرف الوفد اللبناني حضرها عن الجانب السوري وزير الزراعة وعدد من السفراء.
"البناء": الأسد يستقبل الوفد الحكومي اللبناني... أملاً بأن تكون صفحة جديدة في العلاقات الأخوية
بدورها لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّ زيارة الوفد الحكومي إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ولقاءاته مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ووزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، جاءت فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين، مع تعبير الوفد اللبناني عن استعدادات عالية للمشاركة مع سورية في مواجهة الكارثة، وتقدير سوريّ لحجم ما يتضمنه هذا الموقف.
وفيما تتواصل عمليات إغاثة العالقين تحت الإنقاض في سورية وتركيا إثر الزلزال المدمر، فرض الحدث نفسه على العلاقات اللبنانية – السورية وتمكنت الطبيعة بإعادة التواصل بين المسؤولين في الدولتين بعد سنوات من القطيعة، فبرزت زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وضمّ وزراء الأشغال علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد اللبناني في قصر تشرين لمدة 45 دقيقة. وقد نقل الوفد رسالة تعزية واحترام وصداقة باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وأكد الأسد للوفد على أهمية التعاون بين لبنان وسورية في جميع المجالات انطلاقاً من الإمكانيات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التي تجمعهما.
وشكر الرئيس الأسد خلال لقائه الوفد على الإجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سورية، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
كما استعرض أعضاء الوفد للرئيس الأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سورية من أيّ دولة.
وكان الوفد اللبناني عقد لقاءات مع المسؤولين السوريين تناولت الشؤون الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سورية، ومن ضمنها لقاء عقده مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الإغاثة».
ورأت مصادر سياسية الى أنه وإن كانت زيارة الوفد اللبناني الى سورية ذات طابع إنساني فرضه الزلزال، لكنها تحمل أبعاداً سياسية، وأملت عبر «البناء» أن تشكل الزيارة الإنسانية فرصة ونافذة لإعادة العلاقات الى طبيعتها وتفعيلها على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، لا سيما في مسألة أزمة النازحين والتجارة الخارجية.
وإذ لم تدفع الكارثة الطبيعية التاريخية في سورية وتركيا، الدول الكبرى الغربية والعربية الى فك الحصار المفروض على سورية على كافة المستويات لا سيما عبر قانون العقوبات الأميركي قيصر، ولو بفك جزئيّ تحت دواعٍ إنسانية، دعت الهيئة السياسية لـ «التيار الوطني الحر» في بيان، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، الدول الخارجية الى «رفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافاً لنظام، بل أصبحت استنزافاً قاتلاً لشعب، وهو ما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية».
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أن الزلزال «كل الشعوب والدول خصوصاً تلك التي تمتلك القدرات وتتغنّى بحماية حقوق الإنسان، وكذلك من المنظمات والمؤسسات الدولية، وقفةً تضامنيّةً جادّة ومسؤولة وتضافر جهود ومساعدات لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من تحت الركام ولبلسمة جراحات المنكوبين وإيواء المشردين فضلاً عن إعادة البناء والتعمير».
ولفتت، إلى أن «سورية تحمّلت معاناة أزمة مريرة على مدى سنواتٍ من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجّل لشعبها وقفاته التضامنيّة والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، يستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة».
وواصلت فرق الإغاثة اللبنانية مشاركتها بأعمال الإنقاذ وانتشال الضحايا من الركام في المناطق المنكوبة في سورية وتركيا، وعلمت «البناء» أن فرق حزب الله وحركة أمل تشارك بفعالية في عمليات الانقاذ. بدوره أعلن الجيش اللبناني أن «عناصر المجموعتين التابعتين لفوج الهندسة تواصل أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في الجمهوريتين التركية والعربية السورية، بالتعاون مع عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني».
على صعيد اللبنانيين العالقين في تركيا وسورية، فقد تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على باسل حبقوق من بلدة مغدوشة وسحبه من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا وهو بحالة جيدة، فيما تحاول فرق الإنقاذ انتشال الشاب الياس حداد من تحت الركام، بعدما صدر عنه صوت استغاثة، اضافة الى محمد المحمد.
وأكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص تحت الأنقاض. علماً ان لا إحصاء دقيقاً لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجّل وهو في رحلة سياحة أو عمل».
وتعرّض لبنان وسورية وفلسطين الى سلسلة هزات متلاحقة مساء أمس، ما يحمل مؤشرات خطيرة عن تعرّض المنطقة الى مزيد من الهزات والزلازل لا سيما أن الهزة الأخيرة التي ضربت لبنان أمس قريبة من فالق اليمونة في البقاع.
وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أنه عند الساعة 20،58 بالتوقيت المحلي (أمس) وقعت هزة بقوة 4،2 درجات على مقياس ريختر على بعد 5 كيلومترات من الهرمل جنوباً، وشعر بها سكان البقاع والشمال والمتن وكسروان وبيروت.
على الخط الرئاسي، سُجلت حركة ناشطة أمس، فقد زار وفد من «اللقاء الديمقراطي»، النائب ميشال معوّض في بعبدا. وأشار النائب وائل أبو فاعور بعد اللقاء إلى أنه «لا تبدو الأمور رئاسيًّا واعدة حتى اللحظة وليس لدينا أي مرشّح آخر ولكنّنا نسعى ونبحث عن حلّ وتسوية وكلّ تأخير يحمّل المواطن المزيد من الأعباء».
وفيما تتجه الأنظار إلى مبادرة ما قد تطرحها بكركي على الصعيد المسيحي، تردد أن أحد المطارنة كلف إجراء اتصالات مع الاقطاب الاربعة المسيحيين سمير جعجع، جبران باسيل، سامي الجميل وسليمان فرنجية لسؤالهم عن مدى قابليتهم لعقد اجتماع رباعي في بكركي، وقد جاءه الجواب سلبياً، ومدى استعدادهم لعقد الاجتماع النيابي المسيحي الموسّع فسمع قبولاً ولكن بشروط.
وزار وفد من حزب الله بطريركية الأرمن الكاثوليك في الاشرفية حيث التقى البطريرك ميناسيان. بعد اللقاء، أشار ابراهيم أمين السيد باسم الوفد، رداً على سؤال عن لقاء باريس الخماسي الى أن «الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو أن يجلسوا ويتحاوروا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
بدوره شدد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في تصريح على أن «استجداء التدخل الخارجي لا يمكن أن ينتج رئيساً بل يعقِّد الأمور، وأغلب من في الخارج منكفئ عن هذا التدخل، لأنَّ أدوات التدخل بالنسبة إليه قاصرة عن أن تؤدي إلى تحقيق ما يريد».
وأشارت أوساط مطلعة لـ«البناء» إلى أن «الرئيس نبيه بري يقوم بحركة اتصالات ولقاءات ومشاورات لإحداث خرق بالجدار الرئاسي من خلال الاتفاق على مرشح موحد وفي حال تعذر ذلك، فسيعمل على تأمين أغلبية نيابية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن المعضلة وفق المصادر موقف الكتلتين المسيحيتين التيار القوات، إلا إذا استطاع فرنجية جذب بعض أصوات تكتل لبنان القوي الذين هم على خلاف مع باسيل في الملف الرئاسي، ونواب آخرين من تكتل التغيير والمستقلين، أما الحل الثاني فهو أن تثمر المشاورات الخارجية لا سيما الفرنسية – السعودية «قبة باط» سعودية تترجم بحضور كتلة القوات الجلسة وتؤمن النصاب والميثاقية المسيحية وينتخب فرنجية الذي أصبح رصيده حتى الآن أكثر من 65 صوتاً».
إلا أن مصادر التيار الوطني الحر نفت أن يكون هناك انقسام بين التكتل وتوجّه بعضه الى التصويت لفرنجية، مشيرة لـ«البناء» الى أننا «ننتظر آلية الاجتماع الذي ستدعو اليه بكركي لكي نبدي رأينا ونريد له أن يكون منتجاً»، موضحة أن «مسألة الرئاسة تتجاوز المسألة المسيحية، الى أكثرية الـ86 صوتاً وعلى القوى المسيحية والمسلمة التوافق»، ولفت الى أننا نختلف مع حزب الله على المقاربة الرئاسية لكونه يطرح مرشحاً ويريد فرضه علينا، لكن الأمر يتعلق برئاسة الجمهورية اي الموقع الماروني الاول والكتلة المسيحية الأكبر معنية فيه، وبالتالي هي تطرح المرشح وعلى الحزب أن يدعمه وليس العكس».
على صعيد الكهرباء، رأس ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السراي الحكومي. وقال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع «مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بياناً يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يومياً»، وأعلن فياض عن الشروع بالجباية على اساس التسعيرة الجديدة خلال الأيام العشرة المقبلة، متوقعاً ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ».
ودعا الرئيس بري هيئة مكتب مجلس النواب الى اجتماع، الاثنين المقبل، كمقدمة للدعوة الى جلسة تشريعية الأسبوع المقبل.
ورجّحت مصادر «البناء» أن يشارك التيار الوطني الحر بالجلسة التشريعية وأن يصوّت على قانون التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وواصل التيار الوطني الحر هجومه على ميقاتي وقال في بيان: «تحت وطأة الزلزال وسيطرة أخباره، دعا رئيس الحكومة المستقيلة والمصرفة للأعمال إلى جلسة خرق فيها مرة جديدة الدستور والميثاق. وكان واضحاً أن هدف الجلسة هو الإمعان في الاستفزاز، فلا شيء في جدول الأعمال يبرر الجلسة ولا أمور طارئة ليست لها حلول دستورية كانت تستدعيها، لا بل تمّ افتعال بنود لتبرير عقد الجلسة، وهذا أمر مرفوض. ومن المؤسف أن المشاركين في تغطية هذه المجزرة الميثاقية يساهمون في تسبب مزيد من الانقسام والشرخ الوطني، ويمعنون في ضرب الشراكة والميثاقية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به».
في المقابل لفتت أوساط محسوبة على ميقاتي لـ«البناء» الى أن «جميع الأطراف اقتنعت بتجنيب أمور الناس الحيوية عن التجاذبات السياسية، لكن التيار مصرّ بمسار معارضة عقد الجلسات تحت عناوين دستورية عدة، وتساءلت هل يمكن تجاهل ملفات خطيرة من دون اتخاذ قرار بشأنها كرفع الدعم عن أدوية السرطان وانهيار القطاع التربوي والأمن الغذائي فضلاً عن الحدث الكبير المتمثل بالزلزال الذي ضرب تركيا وألقى بتداعياته الكبيرة والهائلة على سورية ولبنان؟ علماً أن خطر وقوع زلازل وهزات أرضية لم يغادر لبنان والمنطقة وبالتالي على مجلس الوزراء والوزارات والإدارات والقطاعات كافة البقاء على أتم الجهوزية لمواجهة أي حدث».
وأكدت الأوساط أن «ميقاتي سيدعو الى جلسة للحكومة كلما دعت الحاجة وسيضع جدول أعمالها بالتشاور مع الوزراء كافة، وبالتالي ميقاتي لم يخرج عن الاتفاق الذي تم بعقد جلسات للحكومة وفق الضرورة».
إلا أن الأوساط حملت بشدة على حزب القوات اللبنانية بسبب موقفة المتناقض والموجه بحسب مصلحته من انعقاد الحكومة، ووفق الأوساط فإذا كان التيار واضحاً منذ البداية برفض عقد الجلسات، فإن القوات تساوم على اجتماعات الحكومة، ففي حين أعلن رئيس القوات سمير جعجع منذ أسبوع أن اجتماع الحكومة دستوري وقانوني وأن ميقاتي لا يستهدف حقوق المسيحيين، لكنه عاد وأعلن منذ أيام بأن انعقاد الحكومة غير قانوني، ما يفضح موقف القوات بأنها تمارس الابتزاز مع ميقاتي.
على صعيد آخر، علمت «البناء» أن المدير العام للجمارك بدري ضاهر يحضر كتاباً لإرساله إلى وزارة المالية يشرح بموجبه كل الوقائع والمعطيات وما جرى معه منذ توقيفه حتى إخلاء سبيله ومسار التحقيقات معه قبل وخلال توقيفه من قبل المحقق العدلي الحالي والسابق.
الى ذلك، أعلنت وزارة الزراعة أن نتائج التحاليل المخبرية للشحنة العائدة لشركة «N.R&S Trading CO»، التي يملكها شخص من آل الرفاعي، جاءت مطابقة لما هو مصرح عنه، أي سيلفات الأمونيوم وليس كما أشيع نيترات الأمونيوم.
وأكدت الوزارة حرصها الشديد في تطبيق جميع شروط السلامة العامة وسلامة الغذاء في عمليات إدخال المنتجات الزراعية ومدخلاتها، كما حرصها على الأمن الوطني والأمن الغذائي وذلك بالتنسيق التام مع جميع الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة.
وأشار المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري بتوقيف رئيس مرفأ بيروت أيمن كركور بعد التحقيق معه من قسم المباحث المركزية على خلفية دخول الباخرة «سكاي لايت» الى مرفأ بيروت ومخالفة إشارة النيابة العامة التمييزية بعدم دخولها الى المرفأ. وقرر القاضي ال
خوري التوسّع بالتحقيق بالاستماع الى موظفين آخرين في المرفأ.
"النهار": هل تولد الزلازل ارتدادات "ضميرية وجدانية" لدى القوى السياسية؟
تقف "النهار" اليوم عند هذا المفترق لتقول انها لن تمضي اليوم في التغطية العادية للحدث الذي كاد ان يُلحِق لبنان بتركيا وسوريا في مصابهما التاريخي المدمر، بل لنسآل هل بعد الأيام اللاحقة للزلزال "شعر" اللبنانيون بمتغيرات ما في سلوكيات وخطب وأدبيات السياسيين والزعماء والمسؤولين اللبنانيين، من كل الاتجاهات والمحاور والمواقع، بما يوازي الذعر والرعب والقلق والهواجس التي باتت تتحكم باللبنانيين منذ ان انقضّت الهزة الارتدادية عليهم في الفجر الدامي المدمر في تركيا وسوريا وأدرجت بلدهم في خانة الدول الأكثر عرضة لتمدد الخطر الزلزالي؟
هل شعرتم أيها اللبنانيون بان حدثا مرعبا كهذا ارتجف العالم بأسره خيفة من حجمه وتردداته قد احدث هزة ما في سلوكيات وتصرفات وسياسات ساستكم وزعمائكم والنخب السلطوية لديكم بما يوحي باستفاقة طارئة على وجوب تغيير كل السائد من سياساتهم وخطابهم وتآمر بعضهم وارتباطاته وسخافات البعض الآخر واهترائه وتكلّس البعض الثالث؟ ألا يستحق اللبنانيون امام هذا الويل في بلادهم وامام هذه الكارثة عند جيرانهم وبازاء الرعب الذي صار يتملّكهم ولن يزول ان يستفيق زعماء لبنان على حقيقة مرعبة هي ان اكبر الدول واقواها تغدو كريشة في مهب الرياح امام عصف الكوارث الطبيعية وامام غضب الطبيعة، فكيف ببلد كلبنان لا دولة فيه ولا بنى تحتية كافية تحميه ولا قدرات بالحد الأدنى لمواجهة ساعة سيول وامطار فكيف بخطر الزلازل؟
ألا يحفز هذا الهول المهول وهذه المشاهد التي تعصى على الوصف ساسة لبنان والزعماء والسلطة وكل ما ومَن يحمل صفة عامة مسؤولة على اعتبار الهزة الارتدادية التي اقتحمت كل المقيمين فوق ارض لبنان قبل ثلاثة أيام إنذارا مبكرا بعد نجاة لبنان بأعجوبة إلهية، بكل معايير الاعاجيب هذه المرة، لكي يستفيق هؤلاء على ان اللبنانيين بفضلهم باتوا منذ زمن بعيد يتامى من الدولة والسلطة المسؤولة، واخطر الاخطار، طبيعية كانت أم من صنع هؤلاء الابطال في فبركة الازمات والعجز عن إقامة دولة حقيقية، هو في كون اللبنانيين يقيمون في عراء بلا دولة وبلا حماية وتحت وطأة السقوط في كل لحظة تحت ركام وردم أي ازمة ومشكلة، فكيف بخطر الزلازل من هذا الحجم وبهذه التداعيات لا سمح الله؟
هل سمع زعماء لبنان في المناسبة ان تركيا انزاحت بكل جغرافيتها ثلاثة امتار عقب الزلزال؟ هل سمعوا بقصص المآسي التي تتعاقب لحظة بلحظة من مناطق محقت عن بكرة ابيها في تركيا وسوريا؟ اذا كان مشهد وفد وزاري لبناني يلتقي بشار الأسد هو النموذج الذي تفتّقت عنه وجدانية شريحة من السلطة والزعامات اللبنانية فأبشروا أيها اللبنانيون! المطلوب اقصى التضامن والدعم للشعب السوري ضحية الزلزال وضحية النظام وليس تعويم بشار الأسد. اذا كانت هذه عيّنة من تفاعلات زعامات لبنانية مع الزلزال، فيما العيّنات الأخرى المناهضة تتصرف في يومياتها كأن شيئا لم يحصل وتمضي في تفاهات الرتابة الباهتة، فكيف لا يسود اليأس من طبقة لا يبدلها أي مبدّل حتى بحجم هذا الزلزال؟ لعل بعض اللبنانيين اخذه الحلم الى ان النقزة المخيفة التي اجتاحت لبنان فجر الزلزال ستعقبها ارتدادات "ضميرية وجدانية" لدى القوى السياسية والزعامات قاطبة فيهبّوا الى استدراك واقع افتقاد لبنان الى دولة بدءا بانتخاب "عاجل" لرئيس انقاذي... ولكن عبثاً يحلمون!
فيصل المقدادالحكومة اللبنانيةعبدالله أبو حبيب
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024