لبنان
لليوم الثالث على التوالي.. إضراب روابط التعليم الأساسي مستمر: شبعنا وعودًا
لليوم الثالث على التوالي، واصل الأساتذة في التعليم الرسمي الثانوي تحركاتهم الاحتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية بهدف إنقاذ التعليم الرسمي في لبنان كما أسمته اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي.
كما أكَّد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أنَّ "الوضع صعب في التعليم الرسمي لكن الوضع لدينا في التعليم الخاص أصعب"، مشيرًا إلى أنَّه خلال 10 أيام اذا لم يحلّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي موضوع صيرفة والشيكات سيتجه المعلمون إلى التحرّك.
بيروت
وقد اعتصمت روابط التعليم الأساسي (الثانوي - المهني) أمام وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو، للمطالبة بحقوق الاساتذة و"رفضًا للدولارات الخمسة من قبل وزارة التربية"، معتبرين أنَّها "إهانة واحتقار لدور المعلم في لبنان".
ورفع المحتجون يافطات تندِّد بقرار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وسط صيحات غضب من قبل المحتشدين من الأساتذة من كافة مناطق لبنان.
وألقى رئيس رابطة التعليم المهني والتقني الرسمي سائد بو فرنسيس كلمة جاء فيها: "ثلاثة أعوام من العمل المتواصل باللحم الحي والمكافأة خمسة دولارات. ثلاثة أعوام من الجد والكد والعناء وإجراء الإمتحانات الرسمية والجائزة خمسة دولارات. ثلاثة أعوام متواصلة وأنتم تدفعون من جيوبكم للوصول إلى مدارسكم وثانوياتكم ومعاهدكم لتقوموا بواجبكم وتؤدوا رسالتكم، والتحية تُرد بخمسة دولارات. ثلاثة أعوام من الشدة والبؤس والشقاء، من الضيق والعوز والفاقة. ثلاثة أعوام وأنتم تكابدون تآكل القيمة الشرائية لرواتبكم وتصارعون ارتفاع الدولار وتقارعون غلاء الأسعار، والتقدير على الدوام بأبخس الأثمان".
وأضاف: "برغم المهانة التي أصابتكم، وبرغم الغبن الذي ألحق بكم، جراء سوء تقدير أعمالكم العظيمة وتضحياتكم الجسيمة، فإن الدولارات الخمسة المشؤومة، قد ألحقت غير مأسوف عليها بأخواتها الـ130".
وتابع بو فرنسيس: "لقد اعتذرنا عن عدم حضور اجتماع الأمس في السرايا الحكومية، لأننا قد شبعنا وعودًا وارتوينا كلامًا معسولًا".
وأشار إلى أنَّه "لم نعد نريد سماع الكلام، نريد مشاهدة الأفعال. فالمطلوب من الآن فصاعدًا من المعنيين. الأفعال ثم الأفعال ثم الأفعال، لا للوعود ولا للأقوال".
وأضاف "مطالبكم باتت معروفة للمعنيين ومعلومة، لكننا اليوم ومن أمام وزارة التربية نذكر بها ونؤكد عليها، وهي:
أولًا: العمل على تصحيح الرواتب والأجور، فالقيمة الشرائية للراتب باتت بلا قيمة. فهل يجوز أن تتقاضوا رواتبكم على سعر 4500 ليرة والدولار يكاد يبلغ الخمسين ألفًا؟ وهل يجوز أن تكون التقديمات المتمثلة بالتعويض العائلي ومنح التعليم على سعر ال1500 ليرة، والدولار يتجه بخطوات واثقة نحو الخمسين ألفًا؟.
ثانيًا: العمل على تغطية فرق الاستشفاء الذي تقدمه تعاونية موظفي الدولة. فقيمة الفاتورة الاستشفائية تفوق بأضعاف ما يحصله الأستاذ طيلة العام الدراسي.
ثالثًا: العمل على إقرار اقتراح القانون المتعلق بتعديل تعويض النقل للعاملين في القطاع العام المقدم من قبل بعض السادة النواب والرامي إلى تحديد تعويض النقل بمبلغ مقطوع لا يقل عن ثمن ستة ليترات من متوسط سعر صفيحة البنزين.
رابعًا: العمل على تحديد سعر دولار صيرفة خاص بموظفي القطاع العام، كما العمل على تحرير سقف السحوبات للأساتذة والمعلمين.
خامسًا: العمل على إقرار اقتراح القانون الرامي إلى احتساب العقد الكامل للأساتذة المتعاقدين على اختلاف تسمياتهم في القطاعات كافة، وإصدار المراسيم اللازمة للاستفادة من بدل النقل مع مفعول رجعي عن العام الدراسي المنصرم.
سادسًا: العمل على تأمين دعم خاص بصناديق المساهمة العائدة للمعاهد والمدارس الفنية الرسمية أسوةً بالمدارس والثانويات الرسمية.
سابعًا: العمل على دفع المستحقات المتأخرة لموظفي المشاريع المشتركة والمتمثلة بالرواتب وببدل النقل والمساعدة الاجتماعية وضعفي قيمة أساس الراتب المنصوص عليه في قانون موازنة العام 2022".
وأردف بو فرنسيس قائلًا: "أما بعد نقول للمعنيين أنتم المسؤولون فتحملوا المسؤولية. لن نتحمل مسؤولية انهيار التربية لأنكم المعنيون، ولا تضعونا في وجه أهالي الطلاب لأنهم يدركون من هو المسؤول الأول والأخير، ومن هو من واجباته الحفاظ على المدرسة الرسمية ومعاهدها وثانوياتها، اذا كنتم تخافون على مصير الطلاب نحن خائفون على لقمة عيش أولادنا ومستقبلهم لأننا استنزفنا لثلاثة أعوام دون النظر لوضعنا".
وأضاف "لقد أعلنت الروابط الإضراب لمدة أسبوع قابلة للتمديد في الدوامين الصباحي والمسائي ونشدد على الإضراب في الدوام المسائي، واذا كان اهتمام الدول المانحة بتعليم الطلاب النازحين عليها أن تعرف جيدا أننا نهتم بتعليم الطلاب اللبنانيين وأننا نعطي الأولوية للدوام الصباحي ولم نقصر في تعليم طلاب الدوامين، لكن الدول المانحة التي وعدت بمبالغ مالية ليتم توزيعها حوافز للمعلمين والأساتذة نكثوا بوعودهم ليس هذا فحسب فهم لم يسددوا ما عليهم من مستحقات وحوافز عن العام الماضي وهم يؤخرون الدفع ليستفيدوا من انهيار العملة الوطنية وهم يضعون الشروط مستغلين الحاجة والعوز".
وقال: "لا أيها السادة، لا لن نصدق مقولاتكم في المساواة والعدالة حين ترون بعين واحدة، وأن واجباتكم دفع الحقوق لأصحابها في حينها وعدم التأخير وأن تفوا بالتزاماتكم قبل البحث في استئناف التدريس للطلاب النازحين".
بدوره، تحدث منسق لجنة الاساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان عادل حاطوم، فدعا وزير التربية والحكومة إلى "إعطاء حقوق المعلمين والمعلمات كاملة من غير تمييع قضيتهم التي لطالما رفعوا الصوت لأجل تحقيق مطالبهم المحقة وخاصة في التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان، لا سيما وان الهموم المعيشية والاقتصادية باتت تنذر بعواقب كارثية على كافة الصعد الحياتية، وطالما كان الأساتذة يصبرون ويتحملون العبء الأكبر، وهم ما زالو يراهنون على تحقيق مطالبهم".
طرابلس
في طرابلس، نفَّذ أساتذة اللجنة الفاعلة في التعليم الرسمي الثانوي اعتصامًا أمام المنطقة التربوية عبروا خلاله عن غضبهم من تقاعس وزارة التربية عن أداء واجبها عن متابعة هموم الأستاذ في ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة ومنحه 5 دولار كتعويض.
وقد أعلن الأساتذة خلال الاعتصام الذي نفذوه أمام المنطقة التربوية في الشمال عن الإضراب العام والشامل في المدارس الرسمية على كافة الأراضي اللبنانية.
وبالمناسبة، أُلقيت كلمة باسم الأساتذة شددت على أنَّ "كرامة الأستاذ لا تُشترى بالأموال، يريدون كتم أصواتنا بمبلغ 5 دولارات ولهم نقول لن نسكت ولن نخاف سنتابع تحركاتنا حتى تحقيق أهدافنا وإلا فإن العام الدراسي مهدد بالخطر".
بعلبك
كذلك، نفذ أساتذة التعليم المهني والتقني اعتصامًا أمام مركز مديرية التعليم المهني والتقني في مركز المحافظة في بعلبك.
وشارك في الاعتصام أعضاء من رابطة التعليم المهني ومديرو معاهد، وأستاذة، ومتعاقدون.
وأكَّد المعتصمون أنَّ الوقفة الاحتجاجية أمام مركز مديرية التعليم المهني والتقني تأتي بهدف التذكير من أجل إيجاد حل لمسيرة التعليم المهني.
وألقى كلمة رابطة التعليم المهني وكلمة المتعاقدين محمد عواضة، مطلقًا صرخة وجع الأساتذة في التعليم الرسمي والمهني بعدما تكررت وعود رئيس مجلس الوزراء للأساتذة ولم تنتج هذه الوعود إلا كلمات واهية.
وأضاف: "لذلك قررنا أن نقف هذه الوقفة الاعتصامية ونعلن الإضراب عن التعليم حتى إيجاد حل لمصير الأساتذة، فالتعليم هو ركيزة وعصب الحياة والتعليم المهني هو عصب الحياة الاجتماعية".
وأشار إلى أنَّ "المطلوب أولًا: رفع بدل الانتاجية بعد أن وعدنا وزير التربية بمبلغ 130 دولارًا ثم انخفض الرقم إلى 5 دولارات ثم أُعيد سحب الخمس دولارات التي إذا اعتبرنا 3 أيام تعليم في الأسبوع عبارة عن 4 أسابيع أي حوالى الـ12 ساعة يعني انخفضت القيمة من 130 إلى 60 دولارًا أو أقل لبعض الأساتذة".
واعتبر أنَّ هذا الاقتراح غير مقبول فالمطلوب ايجاد حلٍ لموضوع الاستشفاء وايجاد حلٍ لمنصة صيرفة لأن الأساتذة المتعاقدين يتلقون رواتبهم على منصة صيرفة فيكون الدولار في وقت معيَّن على سبيل المثال 30 ألف ليرة وعند استحقاق القبض ترتفع قيمة الدولار ليصبح بقيمة 40 أو 50 ألف ليرة فتنخفض قيمة الراتب".
وتابع: "اليوم نحن في العام 2023 نقبض ما تبقى وبقيمة 35 % من العقد للعام الدراسي 2021، والسؤال: كم كانت قيمتها سابقًا وكم تبلغ اليوم؟"، مشددًا على أنَّنا "نريد حلولًا لكل المشاكل التي تواجهنا نريد حلولًا سريعة وجذرية لحين استقرار البلاد وتثبيت الرواتب".
من جهتها، هنادي علوه أكَّدت أنَّ "مسيرة التعليم متوقفة ومشلولة بكل مراحلها حتى إيجاد الحل، كيف لنا أن نبقى في هذه الحالة والمسؤولون يعيشون حالات الرفاهية ويتنزهون في يخوتهم ونحن نعاني ونحلم بأن نشتري ولو اوقية لحمة؟".
من ناحيتها، طالبت ربى حليحل بتنفيذ عقد الأساتذة المتعاقدين كاملا، مضيفةً: "بعدما أصبحنا في مرحلة هي ما دون الصفر، قبضنا تعب سنة كاملة 800 دولار، صرفناها بدل نقل وانترنت، ويأتي اليوم من يقول لنا علِّموا وفكّوا الاضراب، كيف نعلِّم وساعة الاستاذ هي أقل من دولارين ورواتبنا لم نحصل عليها منذ ثلاث سنوات مع حسم 35 بالمئة واليوم يتحدثون عن 5 دولارات، وهذا معيب لوزارة تربية".
صيدا
كذلك، استمر اضراب معلمي القطاع الرسمي في مدارس منطقة صيدا التزامًا بقرار روابطهم التربوية احتجاجًا على عدم تحقيق مطالبهم المعيشية.
وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان