لبنان
اللبنانيون يحتفلون بـ"الميلاد" دون كهرباء وبدولار لامس 46 ألف ليرة
يحلّ عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام على اللبنانيين هذا العام بمزيد من المعاناة والكوارث على كافة المستويات، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة مع سعر صرف للدولار ناهز 46000 ليرة لبنانية، وكهرباء لا تزور البيوت إلى ما ندر، عدا عن الأزمات السياسية التي تشلّ البلاد، والغلاء وعدم توفر الأدوية والإضرابات، إضافة للأمراض والأوبئة التي تطال الجميع.
ووسط هذه الأجواء التي تدعو لليأس، لا يبدو أن هناك بصيص أمل، سوى الوعود وتأجيل الحلول التي يستخدمها الخارج لمحاولة تحقيق مكاسب معينة على الساحة اللبنانية تخدم مصالحها دون مراعاة أدنى حقوق المواطن اللبناني.
"الأخبار": سلفة للكهرباء: التيار 4/24 قريباً
وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، قراراً بمنح موافقة استثنائية على طلب وزير الطاقة وليد فياض الحصول من وزارة المال على سلفة خزينة بقيمة 62 مليون دولار لزوم شراء الفيول لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان لزيادة ساعات التغذية بالتيار.
وانتهت المناقشات والمراسلات إلى القرار الذي بُرّر بتسيير أمور الدولة الطارئة، على أن تحظى هذه الصيغة بموافقة لاحقة من الحكومة مجتمعة. وبناء عليه، يفترض أن يبدأ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إجراءات فتح اعتمادات لشركات توريد الفيول إلى لبنان. واجتمع سلامة أمس بوزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة، أبلغه خلاله سلامة نيته في الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلاثاء المقبل، في انتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المال والمصرف المركزي.
وقالت مصادر إن السلفة تكفي لشراء 66 ألف طن من الفيول المناسب لمعامل الكهرباء. علماً أن إحدى البواخر موجودة في لبنان ويفترض أن ينتهي خلال ساعات فحص حمولتها للتأكد من مطابقتها للمواصفات، فيما تصل باخرة ثانية في غضون يومين.
وبحسب خطة وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، فإن تحديد عدد ساعات التغذية ليس مرتبطاً فقط بقدرة الشبكة وخطوط النقل على العمل، بل أولاً بكمية الفيول المتوافرة، وبتجديد عقد الفيول العراقي الذي زادت كلفة تحويله إلى فيول مطابق لمواصفات المعامل اللبنانية إلى ما يساوي نحو 25 في المئة من الكمية. وبناء عليه، سيتم توزيع كميات الفيول بما يسمح بإنتاج نحو 4 ساعات منتظمة لمدة طويلة.
كما تعدّ مؤسسة كهرباء لبنان دراسة حول المخارج الـ 800 للطاقة من أجل تحديد دقيق لعملية الاستهلاك من جهة، ولتنظيم عملية الجباية والفوترة من جهة ثانية، وسط توجه إلى تزويد المناطق التي تشهد نسبة كبيرة من التعديات وجباية أقل بساعات تغذية أقل من المناطق التي تشهد نسبة عالية من الجباية وتقلّ فيها التعديات، علماً أن هناك نقاشاً مع القوى الأمنية وقوى سياسية لإطلاق حملة إزالة التعديات عن الشبكة في أقرب وقت.
في غضون ذلك، توقفت الجهات المعنية عند تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مساعيه من أجل المساعدة في معالجة ملف الكهرباء. وعلمت «الأخبار» أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين تواصل مع مسؤولين لبنانيين، وأطلعهم على نتائج اتصالات بينه وبين الفرنسيين. وأوضح أن محادثات جرت على هامش مؤتمر «بغداد 2» في العقبة الأردنية هذا الأسبوع اتُفق خلالها على أن تضغط واشنطن على البنك الدولي لتسهيل الموافقة على منح لبنان قرضاً لشراء الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وأن تمنح الولايات المتحدة هذين المشروعين إعفاء من «قانون قيصر» فور موافقة البنك الدولي على التمويل.
وبحسب مصادر لبنانية، لا يزال البنك الدولي ينتظر إتمام إجراءات وزارة الطاقة في سياق الإصلاحات في القطاع. وبعد تثبيت رفع سعر التعرفة، يفترض العمل على إنجاز البند المتعلق بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء. لكن المصادر نبّهت إلى أن الأميركيين والفرنسيين يلوّحون بالتسهيل في هذا الملف ربطاً بالضغوط على القوى السياسية في ملف الانتخابات الرئاسية.
"الجمهورية": اللبنانيون يعيِّدون في العتمة
عشية الميلاد، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة بالتهنئة، وقال: «في ذكرى الميلاد الذي مثل ولا يزال نقطة تلاقٍ إنساني وإيماني لا ينفصل عراها بين المسيحيين والمسلمين من الإنجيل «وفي البدء كان الكلمة، وميلاده البشرى لفرح عظيم للشعب كله»، ومن القرآن الكريم «إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه».
أضاف: «حري بنا كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب إلى جبله وأقصى شماله، واختارها مكاناً لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون، وانتظاراً مريمياً في سيدة المنطرة في مغدوشة، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر فيها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه، أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية، مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان».
عبث وتعطيل
في السياسة، يبقى رجاء اللبنانيين، ومهما اشتدت العاصفة عليهم، بالتأكيد هو الأقوى، فيما يناطحه في المقلب الآخر مشهد مشوّه؛ السياسة فيه معطّلة، ولعبة العبث المستمرة تقطع سبل الانفراج، والدولاب الرئاسي يدور مطرحه، تتلاطمه امواج الحقد الأعمى والانقسام البغيض والإفلاس والغرور.
الأكيد كما يقول العارفون، انّ لهذا الدوران الفارغ نهاية حتمية، والآتي من الأيام كفيل بصياغتها على النحو الذي ينتشل لبنان من قعر الهاوية، ويعيد إحياء الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين في أنّ وطنهم سيُبعث من جديد من تحت الأنقاض، فالصدام لا ينتج رئيساً، ولا المناكفات وفتح المعارك وافتعال الاشتباكات في هذا الاتجاه او ذاك، تغلّب منطق المخرّبين وتحقق مرامي المستثمرين على الشعبويات وأوجاع الناس، واستمرار التكاذب وانكار التخبّط والعجز والفشل في فرض رئيس للجمهورية حبله قصير، وبالتالي لن يطول الوقت حتى يجد المعطّلون انفسهم مكرهين على الزحف إلى بيت الطاعة والتوافق على رئيس.
بالتأكيد ايضاً، انّ منطق التعطيل يرفض هذه القراءة للمشهد المشوّه، الّا انّهم ومهما طال الزمن، لن يبقوا ثابتين على خياراتهم إلى أبد الآبدين، ذلك انّ مستقبل البلد وشعبه، أقوى من كل الخيارات والتشوّهات القائمة، وهذا أمر مسلّم به لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، وكذلك لدى الأشقاء والاصدقاء الذين حسموا موقفهم النهائي من الملف الرئاسي، ورسائلهم المتتالية شديدة الوضوح، خلاصتها انّ الخارج لن يتدخّل في انتخابات رئاسة الجمهورية، وتزكية شخصية معيّنة للتربّع على عرش الرئاسة الاولى، وانّ مسؤولية اختيار الرئيس تقع على عاتق اللبنانيين وحدهم.
صدقونا.. لا مبادرات
هذه المسؤولية، اكّد عليها مصدر ديبلوماسي عربي بقوله لـ«الجمهورية»: «كل العالم ينتظر ان يبادر اللبنانيون إلى التوافق على انتخاب رئيسهم، وعليهم ان يخرجوا من الوهم، ويصدّقوا انّه لا توجد أي مبادرة خارجية حول الملف الرئاسي في لبنان. وهذا الموقف تكرّر على مستويات عربية ودولية مختلفة، من كل أصدقاء لبنان وأشقائه، بأنّ إنقاذ لبنان وإطلاق مسار الانفراج السياسي والاقتصادي والمالي بيد اللبنانيين، وهم وحدهم يختارون رئيسهم، ونحن معهم في سعيهم إلى التوافق في ما بينهم عليه».
لا اتصالات إلى ذلك، وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّه في موازاة تعطّل لغة الكلام الرئاسي داخلياً، فإنّ الصورة الخارجية لا تبدو مختلفة، حيث انّ حركة المشاورات الخارجية تجاه الملف اللبناني باتت خجولة، ولا تشي بأي تطوّر جديد. ذلك انّ كل الخارج ينتظر تجاوباً سريعاً من الأطراف اللبنانيين مع الدعوات المتتالية للتوافق الداخلي على رئيس للجمهورية.
وبحسب المصادر، فإنّ الإشارات التي ترد عبر القنوات الديبلوماسية، تذكّر من جهة بواجب اللبنانيين انتخاب رئيسهم، وتنطوي من جهة ثانية على استغراب انكفاء القادة اللبنانيين عن تحمّل مسؤولياتهم، وخصوصاً بعد التحذيرات الجدّية من مخاطر كبرى تلوح في أفق لبنان، وانّ ابقاءه في حال انعدام التوازن وعدم الانتظام في مؤسساته الدستورية، وغياب حكومة قادرة على اتخاذ القرارات وتوفير العلاجات الملحّة لأزمته الصعبة، يسرّع في انهيار خطير جداً في لبنان.
باريس وواشنطن: لا مرشح
على انّ أهم ما ورد في تلك الإشارات، كما تقول المصادر، هو انّ واشنطن وباريس لا تتبنيان مرشحاً معيناً لرئاسة الجمهورية، خلافاً لما يجري ترويجه في الداخل اللبناني، والامر ينسحب ايضاً على موقف المملكة العربية السعودية، إذ انّ هذه الاطراف، ووفق الإشارات الواردة تتقاطع عند مسألة وحيدة، وهي ان يبادر اللبنانيون إلى انتخاب رئيسهم بمعزل عن اسم الشخصية التي سيتمّ انتخابها.
خريطة المواقف
في هذا السياق، كشفت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات الخارجية، خريطة مواقف الدول المصنّفة انّها معنية بالملف اللبناني، حيث قالت لـ»الجمهورية»: «لا يوجد أي توجّه نحو الملف الرئاسي اللبناني، لا من الدول المؤثرة، او الدول الصديقة او الشقيقة للبنان. على رغم إلحاح بعض الاطراف اللبنانية على هذا الأمر، دعماً لمرشحين معينين من خارج الطقم السياسي. وثمة رسائل من هذا القبيل أُبلغت بصورة مباشرة إلى بعض السفراء في لبنان».
واما خريطة المواقف الخارجية فتوردها المصادر على النحو الآتي:
اولاً، بالنسبة إلى الموقف الفرنسي، فباريس وكما هو معلوم تبدو الأكثر تحرّكاً حول الملف اللبناني، ويتوقع ان يكون حضورها اكثر زخماً بعد الأعياد، الّا انّ تحرّكها لا يرقى إلى مبادرة رئاسية، بل ضمن حدود الدعوة والتحفيز على إنجاز الملف الرئاسي بالتفاهم بين اللبنانيين دون ان تتبنّى اي مرشح، وهو ما اكّد عليه الرئيس ايمانويل ماكرون، وكذلك حدود التحذير من انّ أزمة لبنان الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخطيرة تتطلب تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، وهو الامر الذي يوجب على القادة اللبنانيين النظر الى مصلحة لبنان واللبنانيين، والتوافق من دون ابطاء على رئيس جديد للبلاد.
ثانياً، الموقف الاميركي بات شديد الوضوح، لناحية انّ واشنطن، وعلى الرغم مما يقال بأنّها تدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، قد صرّحت علناً بأنّها لا تدعم أي مرشح، حاصرة المسؤولية في هذا المجال باللبنانيين لكي يتحمّلوا مسؤولياتهم وينتخبوا رئيسهم ويشكّلوا حكومة جديدة، تجنّب لبنان سقوطاً هائلاً وخصوصاً انّ أزمة لبنان، كما تراها واشنطن، باتت اشدّ خطورة من أزماته السابقة، وأشدّ تعقيداً من الأزمات الاقليمية في المنطقة.
ثالثاً، الموقف السعودي ليس ملتبساً، بل هو واضح لناحية انكفاء المملكة عن لعب أي دور مباشر في الملف الرئاسي لترشيح كفة مرشحين معينين، بل انّ ما تؤكّد عليه، هو انّ انتخاب الرئيس شأن يقرّره اللبنانيون، وانّها تأمل في أن يقوم المجلس النيابي اللبناني بدوره في هذا المجال وانتخاب رئيس جديد، ومن ثم تشكيل حكومة تقوم بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لإنعاش الوضع اللبناني.
ولفتت في سياق الموقف السعودي زيارة سفير المملكة في لبنان وليد البخاري إلى بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبحثا المستجدات على الساحة اللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي وضرورة اتفاق الأفرقاء على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويكون رافعة لتعافي لبنان وعودته لمكانته وحضنه العربي.
تخوّف أممي
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر أممية لـ«الجمهورية»، انّ «الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة، بين مسؤول اممي رفيع، وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان، مشدّداً على انّ على اللبنانيين مسؤولية ان يتداركوا هذه التداعيات بالركون الى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير. وقال المسؤول الاممي: «انّ شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين ان تنتخبوا رئيساً يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وانتم كلبنانيين تعلمون انّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان، ونحن مدركون انّه يحتاج اكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة».
"البناء": بوحبيب يبشر بإيجابية أميركية في ملفي النازحين والكهرباء
مؤشرات انفراج في تمويل شراء الفيول لكهرباء لبنان، لكن بالتنقيط، حيث كشفت مصادر مالية عن توافق وزيري الطاقة وليد فياض والمالية يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان على فتح اعتماد بقيمة ستين مليون دولار تعادل كميات الفيول المحملة على الباخرتين اللتين تنتظران التفريغ في الزهراني ودير عمار، بينما كان الرقم الذي طلبته وزارة الطاقة هو ستمئة مليون دولار لضمان سلسلة بواخر تؤمن الحاجة التشغيلية لإنتاج عشر ساعات يومياً لستة شهور، فيما كان مصرف لبنان يفاوض على ثلاثمئة مليون دولار فقط تكفي لأربع ساعات يومياً لستة شهور، وإذا بالمبلغ المقرر هو 10% من المطلوب يمكن أن يؤدي إلى عرقلة التفاهم مع الشركات الموردة ووقف عملية التوريد عند حدود السفينتين المحملتين بانتظار التفاهم الواضح على المرحلة المقبلة.
كهربائياً أيضاً نقل وزير الخارجية عبد الله بوحبيب عن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين الذي التقاه في واشنطن، إشارات إيجابية لتنفيذ اتفاقات استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، بعدما خطت وزارة الطاقة خطوات عملية نحو تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وزيادة تعرفة الكهرباء، وقالت مصادر متابعة لملف الكهرباء إن تراجع مصرف لبنان عن فتح اعتماد بالمبلغ المتفق عليه كحد أدنى بثلاثمئة مليون دولار يعود الى هذه المعلومات الأميركية.
نقل أبو حبيب عن المسؤولين الأميركيين أيضاً تغييراً ايجابياً في موقفهم من عودة النازحين السوريين الى سورية، وحصر المشكلة بالموقفين الأممي الأوروبي، ودعوة الحكومة اللبنانية لمعالجته مع الحكومات الأوروبية والأمم المتحدة، ووفقاً لأبو حبيب تكمن خلفية الموقف الأوروبي في الخشية من أن يترتب على عودة النازحين الى سورية نزوح لاحق باتجاه أوروبا، بينما تقول مصادر على صلة بملف النزوح إن هذه المخاوف كاذبة، وجوهر الموقف الأوروبي سياسي كانت الحكومات الأوروبية لا تخفيه بالتشجيع على دمج النازحين بالمجتمع اللبناني، وما بدل في المواقف الأميركية برأي هذه المصادر وسوف يبدل في المواقف الأوروبية والأممية، هو أولوية الإنفاق على اللاجئين الأوكرانيين وغياب الموازنات اللازمة، وهو ما ظهر بإعلان الهيئات الأوروبية والأممية المعنية العجز عن تمويل حاجات أكثر من ثلث عدد النازحين في لبنان قياساً بالسنوات السابقة.
سياسياً، جاء اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ليسجل أول نجاح لباسيل بتوظيف الموقف من حكومة تصريف الأعمال لصالح كسر الجليد السياسي الذي أراد خصومه إحاطته به. واللقاء استدعى من جنبلاط استقبال المرشح النائب ميشال معوض لتطمينه بأن اللقاء مع باسيل لا يحمل تغييراً من الموقف من ترشيحه، ومن ثم يوفد النائب وائل أبو فاعور للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتأكيد أن الحلف القائم رئاسياً لن يتأثر باللقاء مع باسيل، واللقاء بالنسبة لجنبلاط هو آخر الفرص المتاحة لحلحلة عقدة تأجيل تسريح رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم، الذي يحال الى التقاعد اليوم ما لم يصدر مرسوم تأخير تسريحه، وفقاً لمقترح قائد الجيش العماد جوزف عون المرفوع لوزير الدفاع موريس سليم، وهو مرسوم عادي لا يحتاج الى مجلس وزراء، لكنه يفتح باب البحث بعقدة التوقيع مكان توقيع رئيس الجمهورية التي فجّرها وزير الدفاع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وسوف تظهر اليوم طبيعة ما تمّ الاتفاق عليه، هل سيتكفل جنبلاط بموافقة ميقاتي على صيغة مرسوم بأربعة وعشرين توقيعاً، ويكون الثمن كافياً لباسيل بتحقيق نصر سياسي على ميقاتي وتثبيت معادلة شراكة كاملة في كل تفصيل من تفاصيل عمل حكومة تصريف الأعمال، على من يضيق به ذرعاً ان يستبدله بالتفاهم مع باسيل على تسريع انتخاب رئيس للجمهورية ينهي وظيفة حكومة تصريف الأعمال، أم أن باسيل سيضمن تمرير مرسوم يحمل تواقيع وزيري الدفاع والمالية ورئيس الحكومة، ويحصر التواقيع الأربعة والعشرين بما يصدر عن مجلس الوزراء، وفي هذه الحالة يكون لباسيل دين في ذمة جنبلاط لا بدّ أن يصرف في السياسة، سواء بالانفتاح والتشاور في الخيارات الرئاسية او في التنسيق في الشأن الحكومي، أو في كليهما؟
دخلت البلاد مدار عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ما سينعكس برودة سياسية وترحيل الملفات والاستحقاقات وعلى رأسها الملف الرئاسي الى العام المقبل المتوقع أن يكون حافلاً بالأحداث والتصعيد السياسي وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والتوترات الاجتماعية والأمنية وتصاعد الضغوط الخارجية السياسية والاقتصادية على لبنان.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن لبنان «ليس على جدول أولويات المجتمع الدولي، والدليل أن البيان الختامي لقمة بغداد 2 خلا من أي إشارة الى لبنان وأزماته المتعددة وكذلك من أي لقاء ثنائي سعودي – إيراني ولا أميركي – إيراني تحت حجة أن موضوع القمة هو الشأن العراقي، ما يؤشر بوضوح الى أن لبنان لا يزال في ثلاجة الانتظار الإقليمية – الدولية حتى حصول مستجدّات وتطورات مفاجئة تفتح باب التسويات للكثير من الملفات». ولفتت الأوساط الى أن «السعودية لا زالت في مرحلة عدم الاكتراث والاهتمام لما يحصل في لبنان ولم تبد أي تعاون مع الجهود الفرنسية والأوروبية لحل أزمة لبنان بموازاة لامبالاة أميركية، ما يؤشر الى أن الضغط والحصار الأميركي على لبنان لا يزال ساري المفعول ولا تغيرات جذرية في السياسات المتبعة في لبنان منذ 17 تشرين 2019، والدلائل كثيرة أهمها: تعطيل واشنطن أي هبة ومساعدة إيرانية للبنان لا سيما على صعيد الكهرباء والنفط، وكذلك عدم تفعيل خط النفط والكهرباء من الأردن ومصر الى لبنان، وتمنع أي توافق داخلي حول انتخاب رئيس للجمهورية عبر حلفائها بإصرارهم على المرشح النائب ميشال معوض رغم علمهم استحالة فوزه في توازن القوى النيابي الحالي، فضلاً عن ربط استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي بإنجاز الإصلاحات التي تتطلب بدورها انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإعادة تفعيل مجلس النواب المعطل بسبب رفض كتل نيابية لتشريع الضرورة بظل الشغور الرئاسي».
وتخلص الأوساط الى أن «لبنان مقبل على مزيد من التصعيد والتوتر خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن ذلك لا يعني غياب الحراك الداخلي والإقليمي والدولي بقيادة فرنسية لمحاولة التوفيق بين القوى الإقليمية المؤثرة في الساحة اللبنانية وإنتاج تسوية رئاسية تفتح باب الانفراج الاقتصادي، إلا أن هذه المحاولات والحراك المستمر لم يثمرا حتى اللحظة».
وبرزت سلسلة مواقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال لبنان، وذلك في حديث صحافي بعد انتهاء مؤتمر «بغداد 2» في عمان، على متن طائرة الرئاسة الفرنسية التي نقلته من العاصمة الأردنية الى باريس.
وشدد على أنه سيتخذ «مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان»، ونفى «إمكان جمع مؤتمر دولي للبنان». أضاف «ما يهمني هم اللبنانيون واللبنانيات لأن الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد ليست لها الشجاعة للتغيير»، وأعرب عن استيائه من «تصرف هذه الطبقة» وعن شكوكه بـ «طاقة الشعب اللبناني لدفعها الى التغيير»، لذا يريد ماكرون «المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية».
وقال رداً على سؤال اذا كان يؤيد قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة: «إن فرنسا لن تدخل في لعبة الأسماء للرئاسة، لأنها سبق وتدخلت مرات كثيرة في الماضي وقد فشلت مرة على اثنين. إن لبنان يحتاج الى رئيس ورئيس حكومة نزيهين». وأكد انه يريد «مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يبذل رغم كل شيء للقيام بما يتمكن ولا يتنازل للذين اغتنوا ويريدون البقاء والابتزاز». وقال عن «حزب الله» إنه «موجود في لبنان ان على الصعيد الأمني، وإن على الصعيد الرسمي، ومنتخب ويستفيد من نظام وآلية سياسية ومنا جميعاً لحل مشاكل الناس».
ورأى ماكرون أن «مشكلة لبنان في حل مشاكل الناس وإعادة هيكلة النظام المالي ثم وضع خطة مع رئيسين نزيهين للجمهورية والحكومة». وأعرب عن قناعته منذ البداية بأن «المشكلتين اللبنانية والسورية لا يمكن حلهما الا في إطار محادثات هدفها تقليص التأثير الإقليمي لإيران». وقال «سنعمل على مشاريع ملموسة فقد تطرّقت مع العاهل الأردني الى مشروع في قطاع الكهرباء للبنان».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي لـ»حزب الله» السيّد هاشم صفي الدين، «أنّ أميركا موجودة في لبنان وتحاصره وتضغط عليه، وصحيح أنّ لها سفارة تتدخل في كل شيء في لبنان، وصحيح أنها تؤثّر في بعض المواقع السياسية والوزارات في لبنان، لكن أميركا اليوم لن تتمكن من أن تفعل ما تشاء في لبنان، حتى لو حاصرته عشر سنوات أو عشرين سنة أو أكثر، لأنّ في لبنان شرفاء ووطنيين وكرماء ومقاومين».
وشدّد صفي الدين خلال حفلٍ تأبينيّ أقامه «حزب الله» في بلدة عين بوسوار، على أن «كل الكلام الذي يصدر من خبثاء والذين يفتعلون أحداثاً أحياناً لا وجود لها يصدّقها الإعلام ويَسير خلفَها لتصبح الرقم واحد في الاهتمام الإعلامي وفي الخطابين السياسي والديني»، معتبراً أن «على هؤلاء أن يعرفوا أن افتعال هذه الأمور هي من أجل النيل من المقاومة وبيئتها، لذا نقول لهم «لا تحاولوا» مهما علا صراخكم سنوات وسنوات، فإنكم لن تصِلوا إلى نتيجة، لأن هذه المقاومة ليست قوية فقط بسلاحها».
وملأ اللقاء الذي عُقد بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الفراغ السياسي الداخلي، إذ لم يعقد مجلس النواب جلسة هذا الأسبوع بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه سيدعو مجدداً الى جلسة منتصف الشهر المقبل.
وإذ أحيط اللقاء بتكتم شديد، علمت «البناء» أن اللقاء عقد في منزل ابن رئيس مجلس إدارة قناة أل بي سي بيار الضاهر (صهر جنبلاط). اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء شكل مناسبة لبحث مختلف الملفات السياسية والاقتصادية.
ولم يحضر اللقاء النائب وائل أبو فاعور بل حضره النائب تيمور جنبلاط واستمرّ ساعتين وسادته أجواء إيجابية.
ووفق معلومات «البناء» أن السبب الرئيسي للقاء هو رفض وزير الدّفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، التّمديد المقترح والمرفوع من قائد الجيش، لرئيس الأركان اللّواء أمين العرم والمفتّش العام في المجلس العسكري اللّواء ميلاد إسحق، اللّذين يتقاعدان في 24 و25 الحالي.
كما علمت أن «بيار الضاهر الذي تربطه علاقة جيدة بكل من جنبلاط وباسيل يقوم بمبادرة في هذا السياق لتقريب وجهات النظر وإيجاد مخرج مناسب لأزمة التمديد للعرم واسحاق، والأرجح أن تكون المبادرة بطلب من جنبلاط، الذي يخشى أن يؤول هذا المنصب الى ضابط من طائفة أخرى، لذلك يريد الاحتفاظ به لكونه أهم منصب للطائفة الدرزية في الأسلاك العسكرية، فضلاً عن تغييب هذه الطائفة من المشاركة في المجلس العسكري الى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وتعيين ضابط أصيل وهذا قد يطول لأشهر وربما أكثر بسبب الصراع السياسي».
ونفت مصادر «البناء» ربط اللقاء بالملف الرئاسي، أو أي مقايضة بين الرئاسة والتمديد للعرم في منصب رئاسة الأركان، ويرفض جنبلاط وفق المصادر هذه المعادلة ويعتبر أنه من المبكر الحديث بتسوية بالملف الرئاسي لا سيما أنه جدد تأييده لميشال معوض خلال استقباله له أمس الأول في كليمنصو.
ولا تتوقع المصادر نتيجة إيجابية من اللقاء، إذ أن التيار الوطني الحر لن ينزل تحت سقف مواقفه التصعيدية في موضوع رفض انعقاد مجلس الوزراء إلا بالحالات الطارئة ورفض آلية رئيس حكومة تصريف الأعمال لتوقيع المراسيم والتمسك بتوقيع الـ24 وزيراً، فيما يعتبر جنبلاط أنه سبق وتم التجديد لرئيس الأركان السابق اللواء وليد سلمان. لكن قد يتم إيجاد مخرج قانوني لا يُحرج التيار ويفقده مصداقيته وسقفه الذي ألزم نفسه به.
أما عن زيارة أبو فاعور الى معراب فلفتت مصادر اعلامية أن «اللقاء يندرج في اطار اللقاءات الدورية بين الطرفين لصيانة العلاقة، وتأكيد التمسك بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، والبحث في كيفية تدعيمه». واضافت: «قد تختلف المقاربة القواتية عن الاشتراكية في موضوع التحاور مع كافة الأفرقاء، فلجنبلاط قناعاته بضرورة المحاولة كما فعل مع حزب الله سابقاً، ولمعراب قناعاتها بأن الرهان على الوصول الى نتيجة من خلال الفريق الآخر خاسر حكماً».
على صعيد، آخر، ظهر انفراج في ملف الكهرباء، وأفيد أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اجتمع بوزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أخبر سلامة فيّاض عن نيته في الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلاثاء المقبل بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المال والمصرف المركزي.
لكن الخلاف على صيغة التمويل بين سلفة أو قرض وكيفية سداده من قبل الدولة وما إذا كانت جباية الكهرباء ستأتي وفق توقعات الحكومة لا سيما أن الجباية ستتأخر لأشهر عدة. ووفق التمويل الذي وعد به مصرف لبنان فإن ساعات التغذية ستصل الى 4 ساعات فقط في مختلف المناطق اللبنانية بعدما وعد اللبنانيون بـ 9 ساعات.
على صعيد المواقف السياسية، هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل أمس، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، قائلاً: «حري بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله واختارها مكاناً لاجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون وانتظاراً مريمياً في سيدة المنطرة في مغدوشة، حريّ بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان».
"الديار": ميلاد اللبنانيين: دولار يُلامس الـ 46 ألفاً
يحل عيد الميلاد هذا العام كما الاعوام الـ 3 الماضية ثقيلا على اللبنانيين الذين ما زالوا يتخبطون في شتى انواع الازمات الناتجة بشكل اساسي من الانهيار المالي المتواصل والشغور في سدة الرئاسة الذي بات ينسحب رويدا رويدا على كل مؤسسات واجهزة الدولة، في ظل صراع «كسر عضم» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يقوم بالمستحيل لتلميع صورته «سنيا» بالداخل والخارج طمعا بالبقاء في السراي الحكومي بعد انتخاب رئيس جديد وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يحاول تصوير نفسه المدافع الاول عن حقوق وصلاحيات والوجود المسيحي في البلد. صراع بات واضحا ان النكايات السياسية تحركه، ما بات يمنع حتى جرعات الاوكسجين عن اللبنانيين.
العسكريون الضحية!
فكما كان متوقعا، سيدفع المواطنون نتيجة هذا الكباش المتواصل من جيبهم. اذ عطل الخلاف على توقيع المراسيم الوزارية مرسوما كان يفترض ان يؤمن مساعدات اجتماعية للعسكريين والأمنيين عشية الاعياد، في ظل اصرار وزير الدفاع موريس سليم ومن خلفه باسيل على وجوب ان يذيل هذا المرسوم بتواقيع الوزراء الـ ٢٤ الذين يستلمون مجتمعين، على حد اعتبار باسيل، صلاحيات رئيس الجمهورية، ورفض ميقاتي هذا المنطق الذي يعتبره «لا دستوري».
وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» ان «المرسوم متوقف حاليا في ظل محاولات وسطاء ابتداع مخارج دستورية على قاعدة «أكل العنب لا قتل الناطور»، ما يعني عدم كسر اي من الطرفين، اي باسيل وميقاتي، وفي الوقت نفسه تأمين المساعدات للعسكريين الذين يئنون نتيجة تآكل رواتبهم في ظل الانهيار المتواصل لسعر الصرف. واضافت المصادر: «حل موضوع هذا المرسوم، وفي حال تم، لن يكون نهاية عذابات اللبنانيين، فالصراع بين ميقاتي وباسيل لن يتوقف هنا، وبخاصة ان ميقاتي ينسق مع رئيس مجلس النواب كل تفصيل قبل القيام به، ما يجعل المسألة عملية شد حبال متواصلة، والحبل هو اليوم لبنان الذي بات مشلعا تماما».
وبالرغم من عدم صدور مواقف معلنة ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي بدت هجومية على الطبقة السياسية، عبر مصدر نيابي بحديث لـ «الديار» عن امتعاضه من «السقف الذي اعتمده ماكرون الذي عاد يتعاطى مع الملف اللبناني وفق معادلة «كلن يعني كلن» وهي معادلة لا تصح وتؤدي الى عدم محاسبة المرتكبين الفعليين». وقال المصدر: «بنهاية المطاف هناك نظام ديموقراطي في لبنان يؤدي الى انتخاب نواب يشكلون اساس السلطة في البلد، والانتخابات النيابية حصلت قبل بضعة اشهر وعلى ماكرون وسواه احترام نتائجها وكيفية انعكاسها على الملفات كافة».
جنبلاط- باسيل: تهدئة ولكن.. .
في هذا الوقت، خرق المشهد اللبناني الملبد لقاء عقد يوم امس بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل كريمته داليا جنبلاط الضاهر حسب ما كشفت مصادر مطلعة. واضافت المصادر نفسها لـ «الديار» ان اللقاء «يندرج باطار ارساء نوع من التهدئة عشية الاعياد، مع استبعاد ان تكون له مفاعيل في السياسة»، كاشفة «ان المجتمعين اكدوا على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية دون الدخول في التفاصيل». وذكرت المصادر بلقاء جنبلاط- حزب الله بعد الانتخابات النيابية، وهو لقاء اعتقد البعض انه ستكون له مفاعيل «رئاسية»، لكن تبين ان لكل طرف مرشحه ولم يغير التلاقي شيئا في قناعات كل فريق، وهذا ما سيحصل على الارجح الآن مع اجتماع باسيل - جنبلاط».
وقال احد نواب «التقدمي الاشتراكي» الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الديار»: «نحن نقوم بما علينا لجهة الانفتاح على الجميع وتلبية اي طلب للتلاقي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ترزح تحتها البلاد، لكن في نهاية المطاف مواقفنا واضحة ولن نحيد عنها وان كنا سنحاول اقناع الآخرين ومن بينهم باسيل بها».
أعياد «مريرة»؟!
والارجح ان لقاء باسيل - جنبلاط وغيره من لقاءات لن تستطيع ان تلجم الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة الذي لامس الـ ٤٦ الفا، مع ترجيح خبراء ماليين ان يصل الى حدود الـ ٥٠ الفا مطلع العام ويتواصل صعوده من دون سقف. ما يجعل اعياد القسم الاكبر من اللبنانيين «مريرة» في ظل الدوران المتواصل للقوى الحاكمة في حلقة مفرغة، ان كان بموضوع خطة النهوض التي لا يعرف احد اين حطت او المفاوضات المجمدة مع صندوق النقد، والتي بات مستبعدا ان تنطلق قريبا من جديد».
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024