لبنان
الشيخ قاسم: لا بُدَّ من تفاهمات أوسع من أجل تأمين انتخاب الرئيس
قال نائب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم: "نحن قلنا مرارًا وتكرارًا أنَّنا مع انتخاب الرئيس في أسرع وقت، لكنَّ هذا الانتخاب يتطلب اتفاقًا مع عدد من الكتل النيابية وعدد من النواب حتى يأتي الرئيس، لأنَّ الانتخاب يحتاج إلى نِصاب حتى يتحقق".
وأردف الشيخ قاسم في حفل العباءة الزينبية في بيروت قائلًا: "نحن وحدنا لا نستطيع تأمين النصاب، كما أنّ غيرنا وحده لا يستطيع تأمين النصاب. بناءً عليه، لسنا وحدنا من ينتخب الرئيس بل نحن والكتل النيابية الأخرى وشركاؤنا في المجلس النيابي".
وفيما أشار الشيخ قاسم إلى أنّ "لحزب الله كُتلة وازنة وله تحالفات مؤثرة"، أوضح "لكن لا بُدَّ من تفاهمات أوسع من أجل تأمين انتخاب الرئيس"، وأضاف "عندما يرمون المسؤولية علينا ويتهموننا بأننا نعطِّل الرئاسة، نقول لهم هل نحن نستطيع المجيء بالرئيس لوحدنا؟!".
وتابع سماحته "يرمون المسؤولية علينا من أجل تغطية عجزهم عن فرض رئيس استفزازي لا يصلح لإدارة البلاد. نحن واضحون، نريد رئيسًا لديه مواصفات محددة لمصلحة لبنان، يحمل همّين أساسيين:
الهمُّ الأول، إنقاذ البلد اقتصاديًّا، والهمُّ الثاني أن يكون قادرًا على الحوار مع كلّ الأطراف ليجمعهم من أجل التباحث في القضايا الخلافية والمستقبلية، على أن تُحال القضايا الخلافية السياسية إلى الحوار، ومن هذه القضايا "الاستراتيجية الدفاعية" لا أن تكون متصدرة قبل الإنقاذ".
وبيّن الشيخ قاسم أنّ "من يضع الاستراتيجية الدفاعية قبل الإنقاذ، ومن يضع المقاومة قبل الإنقاذ، هذا يعني أنَّه يريد أن يعطِّل البلد، وأن يمارس ضغوطات على حساب جوعِ الناس، ليحقق أهدافًا سياسيّة خارجيّة، وهذا ما لن نقبل به، ولن نوافق على رئيس يسبّب الفتن ولا يَقدرُ على قيادة البلد نحو الخلاص، ولا يقدِّر نعمة التحرير ودماء الشهداء، ويكون خادمًا للمشروع الأمريكي "الإسرائيلي".
ودعا سماحته إلى "الحوار من أجل تصويب وجهات النظر، ولإيجاد قواعد اتفاق من أجل لبنان"، وأضاف "إذا كانوا لا يريدون الحوار فهذا شأنهم. نقول لهم، إنّكم لا تريدون الحوار لأنّكم تخافون منه، حججكم ضعيفة وقدرتكم لا تمكنكم من فرض مشاريعكم، أمَّا نحن فنحاور علنًا وسرًّا، كلٌّ بحسب ما يريد وما يرغب، ولدينا مروحة واسعة من التحالفات والعلاقات، بينما الآخرون عندهم وضع صعب".
وفيما يتعلق بالكيان "الإسرائيلي"، قال الشيخ قاسم "نلاحظ أنَّه على الرغم من مرور سبعين سنة على إعلان الكيان "الإسرائيلي" لدولةٍ على جزءٍ من فلسطين، المقاومة اليوم أشدُّ وأقوى وأقسى وأشمل على كل الأراضي الفلسطينية، وكأننا اليوم في حالة إعلان للكيان "الإسرائيلي". وهناك شعب لا يريد هذا الكيان، وكل السنوات التي أمضوها بالظلم والقتل والإجرام والتطبيع، وكل الأعمال التي قاموا بها لم تنفع في إخراج فلسطين من قلب أطفال وشعب فلسطين المجاهد".
وتابع سماحته "لذلك لاحظنا في المونديال بأنَّه لم يقبل أحد من الشعوب العربية وبعض الشعوب الأخرى أن يُجروا مقابلة مع المراسلين "الإسرائيليين"، لأنّ المقابلة فيها شبهة تطبيع. هذا يعني أنَّ تطبيع الأنظمة لا ينفع في سريانه على التطبيع مع الشعوب"، لافتًا إلى أنّ "الشعوب مع فلسطين، واسمعوا مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت" ماذا صرَّح، قال: فوجئنا في مونديال قطر بأنَّه لا يوجد شيء اسمه "إسرائيل"، بل كل شيء اسمه فلسطين".
الشيخ قاسم أكد أن "هذا إنجاز عظيم جدًّا يبيِّن أنَّ المقاومة عميقة في النفوس وآثارها عظيمة، وانتصاراتها تتقدم وتتبلور، وهذا يعطينا أملًا كبيرًا للانتصار في المستقبل".