لبنان
هذا ما يقدّمه حزب الله شهريًا في البقاع
جال مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الدكتور حسين النمر على أعمال تنفيذ مشروع جرّ المياه من نبعي "كوكب" و"دردرة" في جرود بعلبك، برفقة مسؤول الصيانة والتوزيع في مؤسسة مياه البقاع محمد اسماعيل، نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق وعضوي المجلس البلدي فراس الجمال ومحمد عواضة.
وسيتم تنفيذ المشروع من النبعين من على ارتفاع ما يقارب 1700 مترا عن سطح البحر، إلى خزان "عمشكي" على ارتفاع 1200 متر، ومنه إلى أحياء المدينة الأقل ارتفاعا، مما يتيح جر المياه من المنبع إلى أحياء بعلبك بواسطة الجاذبية من دون الحاجة الى الطاقة الكهربائية والمولدات.
وفي ختام الجولة، تحدّث النمر فقال "نحن الآن في موقع عين كوكب الذي يرتفع حوالى 1700 متر عن سطح البحر بعد أن مررنا على موقع نبع دردرة، والعمل جار من قبل الشركة المتعهدة رغم الشتاء في هذه المنطقة الباردة جدا في جرود منطقة بعلبك".
أضاف: "إننا من موقع المسؤولية نوضح أن في مدينة بعلبك 14 بئرا تديرها مؤسسة مياه البقاع، لكن عندما تعثرت الأمور مع المؤسسة نتيجة الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد، وتوقف الجباية وتردي أوضاع المالية العامة في الدولة، وصلنا إلى مرحلة عجز المؤسسة عن إدارة هذه المنشآت، وهي بحاجة إلى التمويل، فتواصلنا مع المعنيين في مؤسسة مياه البقاع، للاطلاع على المصاعب التي ينبغي ان يتم تذليلها لحل مشكلة المياه في بعلبك، فكان الجواب بأنه يوجد في بعلبك 24000 وحدة سكنية وعدد الوحدات التي يمكن للمؤسسة تزويدها بالمياه في المدينة 18 ألف وحدة، وأن ما يقارب 10 آلاف وحدة سكنية غير موصولة بشبكات المياه نتيجه تزايد العمران من جهة، وعدم تقديم المواطنين طلبات اشتراك بالمياه، وعدم قدرة المؤسسة على مد شبكات جديدة. وردا على سؤالنا عما يحول دون ضخ المياه إلى أحياء مدينة بعلبك، كانت الإجابة أن المؤسسة في ظل انقطاع الكهرباء غير قادرة على تشغيل المولدات التي تحتاج إلى كمية 25 ألف ليتر مازوت شهريا، أي ما قيمته أكثر من 25 ألف دولار كل شهر، والعمال غب الطلب كانوا يعانون من مشكلة انتهاء عقد عملهم التشغيلي وتوقف رواتبهم، وأن هناك الكثير من الأعطال الطارئة على المولدات والمعدات تحتاج إلى صيانة، فقلنا للمؤسسة وللعمال نحن سنتحمل هذه المسؤولية خدمة لاهل بعلبك. لذا باشر حزب الله منذ أربعة أشهر بتغذية آبار المؤسسة في بعلبك بكمية 25000 ليتر مازوت كل شهر لتأمين ضخ المياه إلى الأحياء السكنية في المدينة، وحتى الآبار الثلاثة المجهزة بالطاقة الشمسية هي بحاجة خلال فصل الشتاء لتزويدها بمادة المازوت لانه ابتداء من أول تشرين الثاني وحتى أواخر شباط الطاقة الشمسية لا تعطي المفاعيل اللازمة للتشغيل".
وتابع: "من موقعنا كحزب الله ندعم مؤسسة مياه البقاع بمادة المحروقات، وإذا توقفنا عن تأمين هذا الدعم عنها تنقطع المياه التي هي حاجة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، وأنتم يا أهلنا في بعلبك تستحقون هذه الخدمة ونحن إلى جانبكم، ومن واجبنا أن نقوم بهذا العمل. لكن أقول لمن يوجهون الانتقادات غير المحقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي لديه ما يقدمه لهذه المدينة فليبادر بالوقوف إلى جانب اهلها، وإن كان ليس لديه ما يقدمه فلا يقطع سبيل المعروف. نحن نعتبر أنفسنا جزءا من المعنيين عن هذه المنطقة، ويجب أن نقوم بخدمة أهلنا، فهذا واجب علينا ان نؤديه بكل ما نمتلك من قدرات. كما أنه بسبب ضعف الامكانات لدى مؤسسة مياه البقاع نساهم بإصلاح الأعطال التي تطرأ على المولدات، ونحن شركاء في أعمال الصيانة. كما وقفنا إلى جانب عمال غب الطلب بدفع مساعدات مالية شهرية لهم عندما توقف دفع رواتبهم حتى لا يتوقف العمل في مؤسسة المياه".
وأردف: "نحن ومؤسسة مياه البقاع درسنا معا واقع الآبار التي تجف أحيانا خلال فصل الصيف، وسعينا من موقعنا مع مؤسسة مياه البقاع، وسعى نواب تكتل بعلبك الهرمل من موقعهم مع المؤسسة من جهة ومع الجهات المانحة من جهة أخرى، ووفقنا بحول الله وقوته إلى تبني البنك الألماني للتنمية تمويل مشروع نبعي عين كوكب ودردرة الذي نقف في موقعه الآن، بحفر نفق أفقي في كل منهما، وبناء خزانين لتجميع المياه، ووصلهما مع بعضهما البعض، لجر مياههما بواسطة الجاذبية الطبيعية إلى خزانات المياه في عمشكي على ارتفاع 1200 متر، لتغذية القسم الأكبر من مدينة بعلبك بالمياه".
وتوجه النمر بالشكر إلى "البنك الألماني للتنمية KFW عبر منظمة اليونيسف القيمة على المشروع المنفذ من قبل شركة المصطفى للتجارة والمقاولات. ونتقدم بالشكر أيضا إلى أي جهة مانحة قادرة على تقديم أي مساعدة لمدينة بعلبك والبقاع، فنحن نستقبلها ونحميها ونقف الى جانبها ونقدم لها كل ما يلزم لتشعر بالاستقرار في هذه المنطقة، كما نفعل الآن في وقوفنا إلى جانب شركة المصطفى، حيث نتفقد الأعمال والاحتياجات بشكل يومي في هذه المنطقة الجردية النائية. نحن كنا إلى جانبهم منذ أول الطريق وسنبقى معهم إلى نهايته حتى يشعروا بالأمان والحضور إلى جانبهم ونحرص على تأمين كل ما يتطلبه حسن سير العمل".
وأشار إلى أن "مشروع عين كوكب وعين دردرة سيؤمن لبعلبك بإذن الله كميات مياه واعدة، فنحن الآن في بداية فصل الشتاء والأعمال لم تنته بعد والمشروع لم يستكمل، ونجد بوادر الخير واضحة في الأنفاق التي يتم حفرها، حيث بات لدينا حوالى 5 إنشات مياه من النبعين، ونتوقع بعونه تعالى أن المشروع في فصل الربيع سوف يؤمن حوالى 10 إنشات مياه".
وأشاد النمر بمهندسي وعمال الشركة المنفذة للمشروع "الذين يعملون في هذا الطقس العاصف في منطقة باردة عرضة للعواصف الثلجية، والذين تجاوبوا مع تمنياتنا بالإسراع في العمل لإنجاز هذا المشروع الحيوي قبل فصل الصيف المقبل، فأكدت لنا إدارة الشركة أنها ستواصل العمل لطالما تستطيع السيارات والآليات سلوك الطريق المؤدية إلى الموقع".
ولفت إلى أن "بلدية بعلبك تعاني من أزمة مالية لأن شلل الدولة، من أصل 4 موازنات مستحقة لها، لم تسدد لها سوى نصف عائدات سنة كانت كافية لشهرين فقط، كما أن قلة من المكلفين يدفعون الرسوم البلدية والقيمة التأجيرية تحت حجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، لذلك نحن في حزب الله ندعم البلدية لتتمكن من تأمين الخدمات في بعلبك، نؤمن مادة المازوت لآليات جمع النفايات، والكلفة كبيرة، ونساهم في صيانة الأعطال التي تطرأ على الآليات، وندعم الموظفين والعمال بمساعدات شهرية، وبلدية بعلبك هي نموذج عن كل بلديات المنطقة التي نقف إلى جانبها لتتمكن من تأمين الخدمات لأهلنا".
وتوجه النمر إلى أهل البقاع، فقال: "وعدناكم بأن نقف إلى جانبكم يا أشرف الناس، وفي هذا المجال نحن ندعم 75 بئرا في منطقة البقاع بالمحروقات لتشغيلها وإيصال المياه إلى البلدات والقرى البقاعية، كما ندعم المؤسسات والإدارات العامة بالمحروقات والمساعدات لتبقى مستمرة في عملها وتقدم الخدمات للناس، لنعزز صمود أهلنا في بلداتهم، ونحن حاضرون لتقديم كل ما يلزم لنزرع الطمأنينة في قلوبكم وقلوب أطفالكم".
وختم: "نحن لا ندعي أننا نستطيع أن نحل كل المشاكل ولكننا نستطيع أن نخفف من حدتها، ونحن جندنا أنفسنا لأن نكون إلى جانبكم ونقدم لكم ما نستطيع لنتجاوز معا هذه المحنة، ونحن حاضرون على الدوام لنكون في خدمتكم، ونجسد هذا الوعد بالتقديمات وبما نقوم به على أرض الواقع ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".
مؤسسة مياه البقاع
بدوره، أشار اسماعيل إلى أن "خزان عمشكي تضخ إليه مياه 5 آبار يتم تشغيلها بالطاقة الكهربائية، لكن بسبب انقطاع التيار الكهربائي لجأنا إلى قيادة منطقة البقاع في حزب الله التي ساعدتنا على تأمين كمية المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات لنتمكن من ضخ المياه من كل آبار بعلبك".
ولفت الى ان "مشروع جر مياه نبعي كوكب ودردرة الى بعلبك كان حلما يراودنا لحل مشكلة كبيرة تعاني منها المدينة، وها نحن اليوم نقف أمام النفق في نبع كوكب، وتفقدنا قبل قليل أعمال حفر نفق نبع دردرة والمنشآت التي يتم العمل لإنجازها، لتزويد خزان عمشكي الذي تبلغ سعته 6000 متر مكعب، بعد انتهاء الأعمال، بما يتراوح بين 8 و 10 إنشات مياه بواسطة الحاذبية، لتأمين المياه لحوالى 15 ألف وحدة سكنية في أحياء بعلبك التالية: عمشكي، رأس العين ، الشميس، حي النهر، مدخل بعلبك الجنوبي، البربارة، حي الواد وأطراف بلدة دورس".
بلدية بعلبك
من جانبه، توجه بلوق بالشكر إلى "البنك الألماني للتنمية ومنظمة اليونيسف على مساهمتهما في هذا المشروع القيم، الذي من شأنه إنهاء أزمة مياه يعاني منها قسم كبير من أنحاء مدينة بعلبك. والمهم في هذا المشروع أن جر المياه إلى الخزانات، ومن ثم الى البيوت والمؤسسات، يتم بواسطة قوة الجاذبية دونما حاجة إلى كهرباء واستهلاك محروقات لتشغيل المولدات. ولا بد أيضاً من أن أتوجه بالشكر إلى قيادة حزب الله في المنطقة على كل ما قدمته وتقدمه للبلدية، وهذه التقديمات التي لم تتوقف منذ سبعة أشهر، ويبدو أنها لن تتوقف بسبب الأوضاع الصعبة التي تعاني منها مالية الدولة اللبنانية، فحزب الله يؤمن لنا المحروقات للآليات وكلفة الصيانة، ولولا هذا الدعم لما كان باستطاعتنا جمع ونقل النفايات من أحياء المدينة بشكل يومي، والشكر لقيادة المنطقة أيضاً على رعايتها للموظفين والعمال والوقوف إلى جانبهم في الأوقات الصعبة وتقديم المساعدات المادية والاجتماعية لهم".
مدير المشروع
وتحدث مدير المشروع المهندس علي ملحم المكحل فقال: "نحن في شركة المصطفى للتجارة والمقاولات، التزمنا تنفيذ المشروع الممول من البنك الألماني للتنمية من منظمة اليونيسيف، والمشروع عبارة عن نفقين وخزاني تجميع مياه وخط جر. النفق في عين كوكب طوله 100 متر والخزان سعته 150 مترا مكعبا، ويتم جر المياه من الخزان الى موقع نبع دردره بقساطل سعتها 6 إنشات، وفي نبع دردره يتم حفر النفق بطول 50 مترا وفي نهايته سيتم حفر نفقين جانيين عرضيين بامتداد 7 أمتار ونصف، وإنشاء خزان سعته 200 متر مكعب، ونسحب المياه عبر الجاذبية بخط 8 إنشات إلى خزان عمشكي في بعلبك، وقد باشرنا بتنفيذ المشروع أواخر شهر تموز الماضي، ونأمل أن نتمكن من استخراج كمية المياه المنتظرة بأسرع وقت ممكن".