لبنان
رعد: نريد رئيسًا يشكّل ضمانة لاستمرار المقاومة بأن لا تُطعن في ظهرها
أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، إلى أننا نتعاطى بواقعيّة في مقاومتنا عبر شعاراتها السياسية ونحن ندافع عن بلدنا لكن خلفيّتنا العقائدية والحضارية والفكرية تقول أنّ هذا العدو حتى وإن دحرناه إلى خارج أرضنا اللبنانية سيبقى معاديًا وسيبقى يشكّل تهديدًا.
وقال رعد إن الواقع الدولي والقانون الدولي يقول بأنه يمكن أن نقاتل عدوًا يحتلّ أرضنا، علمًا أنّ بعض القوانين والاجتهادات الدولية تقول بأنك إذا كنت تعيش تحت وطأة الإحتلال من طرف آخر فيحقّ لك أن تقاتل المحتل في أي بقعة من بقاع العالم لترغمه على أن يندحر من أرضك، لكن حتى هذا الإجتهاد لم نعمل به حتى الآن كمقاومة حرصاً على الجوّ العام الواقعي والقانوني، ولا نقاش فيه حول حقنا في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي طالما أنّه يحتل جزءًا من أرضنا.
كلام رعد جاء خلال حفلٍ تأبيني أقيم في بلدة النبطية الفوقا للحاجة فضيلة المهاجر والدة الشهيد السيد محسن نور الدين الموسوي وكريمة الشيخ حبيب المهاجر وحرم العلّامة السيد عبد الكريم نور الدين الموسوي، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين ومسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله علي ضعون، إلى جانب شخصياتٍ وفعاليات وأهالي البلدة والقرى المجاورة.
النائب رعد اعتبر أن البعض يريد أن يذهب بعيدًا في التعاطي مع هذا الإحتلال ويريد أن يقرّ بشرعيّته ويمنحه بعض أرضنا المحتلة ويريد أن يستخف ببعض كيلومترات لا تستأهل أن تنشُب حربًا من أجل تحريرها، وهم بنفس الوقت عندما يجادلوننا في موضوع سياسيّ داخليّ يتحدثون عن السيادة ويقولون أن السيادة لا تتجزأ، مضيفًا "السيادة داخليًا لا تتجزأ لكن مع العدو تتجزأ، لأن لا منطق يسود عند كل الخصوم الذين ينحرفون عن جادة الحق والقيم".
ولفت رعد إلى أن "ما نحن فيه الآن من اشتباكٍ سياسيّ حولَ اختيار رئيسٍ للجمهورية هو اشتباكٌ يقوم على خلفيّة التنازع بين توجّهين حضاريّين وليس فقط بين توجهين سياسيين"، مشيرًا إلى أن "ثمّة من يريد أن يأتي برئيسٍ يطوي صفحة الصّراع مع العدو الإسرائيلي ويريد أن يتعاطى مع المقاومة كمليشيا، ويقبل بأن يندمج بعض عناصرها في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية لكن بشرط أن تنتهي المقاومة في لبنان، واتركوا للدولة أن تحمي نفسها وترتّب أوضاعها مع هذا العدوّ الذي صراعنا معه صراع حدود وليس وجود".
وأضاف "لا يُقنعنا هذا المنطق بل يُخيفُنا، لذلكَ نريدُ رئيسًا سياديًّا بكل ما للكلمة من معنى يشكّل ضمانة لاستمرار المقاومة بأن لا تُطعن في ظهرها فقط، ونريد أن يكون هناك سلطة نَأمَنُها أن لا تطعن المقاومة في ظهرها".
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تابع "نحن أمام استحقاق في العهد القادم ونحن انتزعنا حقّنا في التنقيب عن الغاز، لكن حتى الآن لم نقرّ الصندوق السيادي الذي ينظّم عائدات الغاز كيف تُصرَف"، وسأل "هل ستذهب العائدات إلى جيوب النافذين؟ أو لخدمة التنمية في بلدنا؟ أو لسداد الدين والعجز؟ أم ندّخرها للأجيال المقبلة في بلدنا؟ كل هذا يُبحث في قانون الصندوق السّيادي والذي نحن بصدد مناقشته أيضًا بعد انتخاب رئيس الجمهورية أو الآن، وربّما نُدعا لجلساتٍ لمناقشة هذا الموضوع".
ولفت النائب رعد إلى "أننا بحاجة لأن نكون واعين وقظين ومتربّصين بما يُراد أن يُداخِل القوانين من صمود تنتزع حقوق الناس وتُطيح بها وتَستثمر المغانم لمصالح فئات محددة من النافذين في السلطة في لبنان"، مؤكدًا أن "هذا الأمر يحتاج إلى مواكبةِ ويقظةِ الناس وفعالية حضورهم، وإلى المحاسبة التي تضغط على ممثليهم كما تضغط على الآخرين في المجلس النيابي والحكومة من أجل أن تستقيم الأمور".