لبنان
كتلة الوفاء للمقاومة: التصويت بالورقة البيضاء رفضٌ واضحٌ وصريح لمرشح التحدي
اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة أنّ التصويت بالورقة البيضاء في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم في مجلس النواب هو "رفضٌ واضحٌ وصريح لمرشح التحدي"، منددة بالعدوانية المتوحشة للإدارة الأميركية في تهديدها بتعريض لبنان للعقوبات الأميركية في حال قبوله لهبة الفيول الإيراني.
جاء ذلك في بيان تلاه النائب إيهاب حمادة في ختام اجتماع الكتلة الدوري بمقرها المركزي بالضاحية الجنوبية، اليوم الخميس برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، حيث توقفت عند الذكرى السنوية لـ"يوم الشهيد" ذكرى عملية الاستشهادي أحمد قصير ضد مقرّ الحاكم العسكري الصهيوني في صور والتي "شكّلت فاتحة عهدٍ مقاومٍ جديد سطّر فيه شعبنا الشجاع والوفي أروع ملاحم البطولة وأنصع صفحات العزّ والانتصار".
وبعثت الكتلة "في هذه المناسبة تحيّة إجلالٍ وإكبار للمقاومة الإسلاميّة قيادةً ومجاهدين. ولشهدائها الأبرار القادة والاستشهاديين، وأبطال العمليّات النوعيّة وصنّاع التحوّل الميداني لمصلحة شعوبنا في لبنان والمنطقة في مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري ومشغّليه الدوليين والإقليميين".
الكتلة جددت عهدها لكل الشهداء الأعزّاء ولعائلاتهم الشريفة ولشعبنا المضحّي بالمضي قدماً في التزام خيار المقاومة ضدّ الأعداء ومشاريعهم حتى تحقيق النصر الجلّي في تحرير كامل أرضنا وحماية سيادتنا الوطنيّة، مؤكدة حرصها وحرص المقاومة على "حفظ استقرار البلاد وتوطيد أركان الدولة المعنيّة بتحمّل مسؤوليّاتها الكاملة إزاء المواطنين والوطن.. وخصوصًا لجهة تفعيل عمل المؤسسات الدستوريّة كلّها وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة التي لا بدّ من الإسراع في إنجاز استحقاقها وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة".
كتلة الوفاء للمقاومة أوضحت أن "التصويت بالورقة البيضاء هو رفضٌ واضحٌ وصريح لمرشح التحدي. وأنّ من يحرص على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة من المفترض أن يدرك وخصوصًا في ظلّ موازين التصويت القائمة، أنّ التفاهم هو أقصر وأسرع الطرق لإنجاز هذه المهمة الوطنيّة".
وأضافت "إذا كان الحوار غير مرغوبٍ فيه من بعض الأطراف لذريعةٍ أو أخرى.. فإننا واضحون تمامًا في أنَّ رئيس الجمهوريّة الذي نرى من المناسب التفاهم على اسمه.. هو ذاك الذي يعرفه اللبنانيون بمواقفه الوطنيّة الواضحة ويملك قراره السيادي بحزمٍ وشجاعة.. يواجه بهما الضغوط الأجنبيّة، ويدرك أهميّة الدور الوطني للمقاومة في حماية سيادة لبنان فلا يطعن بها ولا يفرّط فيها ولا يسيء إليها"، وتابعت "وإلى ذلك كلّه يملك من الاستعدادات الشخصيّة للانفتاح على مختلف الآراء والاتجاهات وتقييمها وتبنّي الأصلح للبلاد، سواء بالنسبة للخيارات أو بالنسبة للإدارة والاقتصاد والطريقة المثلى للنهوض بهما من أجل تطوير وتوفير مستوى نموٍ واعدٍ للبلاد".
وأكدت الكتلة أهميّة متابعة ملف هدر المال العام سواءً في قطاع الاتصالات أو غيره، خصوصًا من قبل المجلس النيابي بعد الإحالات الواردة مؤخرًا من القضاء المختص، التي تتطلب اتخاذ إجراءاتٍ قانونيّةٍ تضع الادعاء ضدّ المتهمين بالهدر في عهدة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وفي أقرب وقتٍ ممكن.
ولفت الكتلة عناية الرأي العام والمهتمين بهذا الملف إلى "الدور الذي نهض به إخواننا في لجنة الإعلام والاتصالات النيابية خلال السنوات الماضية، ومن انتدبتهم قيادة حزب الله لملاحقة قضايا الفساد في الدولة، وإلى الوقائع والمعطيات التي توصلوا إليها وكشفوها موثقةً للرأي العام، ومن بينها ملف هدر المال العام في قطاع الاتصالات، والذي أودع منذ فترةٍ طويلة لدى النيابة العامّة المالية".
الإدارة الأميركية لا تزال تصر على التزامها العدوانيّة المتوحشة ضدّ لبنان
كما أكدت كتلة الوفاء للمقاومة أن الإدارة الأميركية لا تزال تصر على التزامها العدوانيّة المتوحشة ضدّ لبنان وشعبه وتعلن بكلّ صلافةٍ وعنجهيّةٍ عن أنّ قبول لبنان لهبة الفيول الإيراني سوف يعرّضه للعقوبات الأمريكيّة، وقالت "إنّنا نضع هذا الموقف برسم كل أبناء شعبنا اللبناني ليعرف الجهة الدوليّة التي تمارس ضدّ بلده ومصالحه البلطجة والحصار واللؤم الظاهر في تصريحات مسؤوليها تجاه لبنان والتي تنذر بمزيدٍ من الآلام المرتقبة إذا لم يُذعن لسياسة الطغيان".
وتابعت "إننا في حزب الله نرفضٌ بشكلٍ قاطع منطق الهيمنة والتسلط الأميركي وندينه ونجدد إصرارنا على ممارسة لبنان حقه السيادي في تقرير مصالحه وفق الآليّات الدستوريّة المعتمدة، ونؤكّد لشعبنا أننا لن نقبل وصايةً ولا إملاءً من أحد، وسنبقى معبّرين عن حقنا الوطني في تقرير مصالح بلدنا وشعبنا".
ورأت الكتلة أنّ "مؤتمر القمّة العربيّة الذي استضافته دولة الجزائر مؤخرًا، وإن حقّق تحريكاً لبعض الجمود الذي أصاب العلاقات العربيّة، إلّا أنّه كشف حجم التباين القائم إزاء العديد من قضايا المنطقة ومنها قضيّة فلسطين والتطبيع وقضيّة الإرهاب التكفيري وقضيّة سوريا والدور العربي شبه الغائب عن نصرة قضايا الحق والعدل وتسوية النزاعات وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
ودعمت الكتلة "موقف لبنان الداعي دوماً إلى إيجاد الحلول البينيّة بشكلٍ أخوي ضمن الدائرة العربيّة خصوصًا، مؤكدة أن "استمرار التعنّت من قبل بعضهم إزاء سوريا وحضورها وفاعليتها في المنطقة سيبقى مؤشر نقصٍ وعجزٍ متلازمين للدور العربي الذي يحتاج إلى إعادة نظر شاملة لاستعادة فاعليته وتأثيره".
وختمت الكتلة بيانها مرحبةً بالتفهم الذي تبديه دولة الجزائر للبنان وسائر دول المنطقة ومؤكدة أهميّة تعزيز العلاقة معها لمصلحة بلدينا وشعبينا.