لبنان
الشيخ قاسم: واشنطن أرغمت تل أبيب بتعيين الحدود لعلمها بجدية المقاومة
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن التفاهم الأخير الذي أدى إلى أن يأخذ لبنان حقَّه في تعيين حدوده البحرية وفي بدء الحفر من أجل استخراج النفط والغاز هو إنجاز كبير وعظيم، مضيفًا أن أمريكا كانت وسيطاً ضاغطاً على الكيان الصهيوني لأنها علمت بجدية المقاومة، وتعلم ايضًا أنَّ كيان العدو عاجزًا في هذه المرحلة أن ييحقق هذه الأهداف إذا خاض حرباً.
وشدد الشيخ قاسم في حوار مع وكالة أنباء فارس على أن "أمريكا تحاول أن تفرض شروطها في لبنان من أجل إراحة "إسرائيل"، وأن موقف المقاومة في التفاهم الاخير حول تعيين الحدود البحرية لم يعجب لا امريكا ولا السعودية وغيرهما، قائلاً إن المقاومة هي درع حقيقي لقوة لبنان، وانجازاتها العظيمة لا تنسجم مع رؤية أمريكا والسعودية، ولذا يعملون على إنهاء دور المقاومة، لكن هذا الأمر أصبح وراءنا لأنَّ الإنجازات التي تحققت كرَّست المقاومة كحاجة ضرورية للبنان.
وفيما يتعلق بالأزمة السياسية المزمنة في لبنان أكد الشيخ قاسم أن لهذه الازمة عدة اسباب مثل طبيعة النظام السياسي الطائفي والسياسات الاقتصادية والتنموية التي تقررت خلال العقود الثلاثة الماضية، والفساد المستشري والتدخلات الاميركية السافرة.
وردا على سؤال بشأن ما يطرح حول اصلاح او تعديل اتفاقية الطائف، أكد سماحته أن حزب الله لم يدعُ خلال هذه الفترة تعديل أو تغيير النظام السياسي المرتبط بالطائف نظراً للحساسيات الموجودة في لبنان، ولأنَّ المشكلة ليست أساساً في التعديل أو عدمه، وإنما فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف وبعد ذلك نرى إذا كان المطلوب إجراء تعديلات أم لا.
وانتقد سماحته ما يقوم به السفير السعودي وتدخله في الصغيرة والكبيرة في لبنان قائلاً إنه يريد أن يملأ الفراغ السياسي الذي نشأ بعد كف يد الرئيس الحريري عن العمل في لبنان، وهو يحاول أن يتدخل في كل الأمور، وهذا أمر لا يتناسب مع مصلحة لبنان واللبنانيين.
وفيما رأى بأنَّ أول خطوة من خطوات الإصلاح هي انتخاب رئيس للجمهورية، وثاني خطوة هي تشكيل حكومة لبنانية، وثالث خطوة هي إقرار خطة الإنقاذ أو التعافي أو الإصلاح، شدد سماحته على أن المطلوب هو أن تُنجَزْ خطة للإصلاح لمعرفة كيف ستُعالج مسألة المديونية، وكيف نردُّ حقوق الناس المودعين من البنوك وما هي الخطوات الإصلاحية للنظام الاقتصادي والمعالجات الاجتماعية وقضية الكهرباء، ثم الانطلاق إلى الأمور التفصيلية الأخرى.
وبشأن الفراغ الرئاسي الحاصل في لبنان أوضح الشيخ قاسم أن المطلوب أنْ يتم الاتفاق بين عدد من الكتل لإنقاذ لبنان في هذه المرحلة ولإنجازالاستحقاق الرئاسي، منوها بأن المستفيد من إطالة الأزمة والتوتر هو الذي يريد أن يأخذ لبنان إلى مقلب أمريكا وإلى مقلب التوتر مع المقاومة وإلى مقلب الانصياع للأوامر الأجنبية، معتبرًا أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت والاتصالات وفي النهاية لا بد أن نصل إلى حل.