معركة أولي البأس

لبنان

الرئيس عون عرض مع وفد قبرص لمسار التفاوض حول الحدود: المهمة سهلة 
28/10/2022

الرئيس عون عرض مع وفد قبرص لمسار التفاوض حول الحدود: المهمة سهلة 

أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم الجمعة، مسار التفاوض مع قبرص لمعالجة وضع الحدود البحرية بين البلدين بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. 

وقال خلال استقباله وفد الجمهورية القبرصية، إنّ "الهدف من اللقاء اليوم هو الاتفاق على معالجة الموضوع العالق في رسم الحدود البحرية بعدما انتهينا من رسم الحدود البحرية الجنوبية". 

واعتبر عون أنّ "بين لبنان وقبرص، لا حاجة لوجود وسيط لأننا بلدان مجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة".

وحضر اللقاء من الجانب القبرصي، الموفد الرئاسي الخاص تاسوس تزيونيس Tasos Tzionis، سفير قبرص بانايوتيس كيرياكو Panayiotis Kyriakou، ماريا بيليكو من مكتب محاماة الدولة القبرصية، وانجليكي ماتيو ويورغوس كوكوسيس من وزارة الخارجية.

وحضر عن الجانب اللبناني: نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزيرا الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ووليد فياض، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غدي الخوري، أعضاء مجلس إدارة هيئة قطاع البترول وسام الذهبي، غابي دعبول، وسام شباط، والملازمان الأولان محمد عويدات وجيلبير داغر من مكتب الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني.

وتم خلال الاجتماع، عرض للواقع القائم حالياً على الحدود البحرية مع قبرص والأسس التي سيتم التفاوض بشأنها بين الجانبين اللبناني والقبرصي.

عقب اللقاء، تحدث بو صعب إلى الصحافيين، فقال: "كما سبق وأعلنا، استقبلنا اليوم وفداً من قبرص تمّت فيه مناقشة النقاط التي كانت عالقة بين البلدين. وهذه النقاط شهدت اختلافاً في وجهات النظر في السابق، وتم توقيع اتفاقية لم تُبرم بسبب وجود خلاف بين الجانبين على اعتماد النقطة 1 أو 23، ولأنّه لم يكن قد اُخذ في الاعتبار المرسوم الذي أودعناه لدى الأمم المتحدة. اليوم، وبعد التفاهم على النقطة 23 جنوباً، تم تحديد الموعد في نهاية الأسبوع لوجود رغبة من الطرفين في إنهاء الملف وتثبيت النقطة 23، وهناك وزارات معنية في الملف". 

وأوضح بو صعب "تحديد النقاط هو من اختصاص وزارة الاشغال التي كانت بدأت العمل في هذا الملف، وفي وقت لاحق اليوم سيتوجه الوفد القبرصي إلى وزارة الاشغال للقاء الوزير حميه الذي أعطى الأهمية اللازمة لهذا الملف، وسيتم عقد لقاء بينهما. وتقرر اكمال البحث قبل سفر الوفد لإيجاد حل للملاحظات التي كانت لدى لبنان وفق التعديلات المطلوبة. أمّا في وزارة الطاقة، فالصلاحية تتعلق بالبلوكات الاقتصادية، والأمور المتصلة بالحقول المشتركة وموضوع التعاون على صعيد تبادل الخبرات والمشاركة في أعمال المسح، وغيره من الأمور لأنّ الوضع مع قبرص يختلف عن الوضع مع دولة عدوة كـ "اسرائيل"". 

ولفت إلى أنّه "يمكن التعاون مع قبرص والاستفادة من خبرات القبارصة، لذلك وبتوجيهات من فخامة الرئيس، كان العمل بسرعة لوضع هذا الملف على السكة السليمة، والعمل اليوم يؤكد أننا على الطريق الصحيح".

وأضاف: "هناك نقاط أخرى ستبقى عالقة، وتتعلق بالحدود التي تفصل بين لبنان وسوريا شمالاً. توافقنا مع الجهة القبرصية على عدم تحديد الحدود من جهة واحدة، وطلبنا التواصل مع الأصدقاء في سوريا ولن نرسّم النقطة وتحديدها مع قبرص قبل التواصل والتفاهم مع سوريا، وهذا ما يجب أن يحصل بين بلدين صديقين ومتعاونين". 

وفي الموضوع الاقتصادي والحقول، قال بو صعب "هناك عمل منفصل بين الوزارتين. وأعود وأجدد الترحيب بالوفد القبرصي الذي جاء بعقلية منفتحة وبنيّة صافية، حاملاً صداقة تاريخية بين البلدين، وظهرت جدية التعاطي بيننا في هذا الملف خلال الاجتماع اليوم".

واعتبر أنّه "مع انجاز هذا الملف، يبقى أمامنا التواصل مع الجمهورية العربية السورية للاتفاق على الحدود الشمالية للمنطقة الاقتصادية. ومع هذا الاجتماع، يكون قد انتهى دوري في هذا الموضوع، ويبقى العمل مع الوزراء المعنيين، وسنبقى نتعاون كفريق لبناني واحد في هذه الملفات مع اللواء إبراهيم وقيادة الجيش لأنّ العمل المشترك دائماً ما يعطي النتائج".

وردًا على سؤال حول حصول سوء تواصل مع سوريا، أجاب بو صعب: "أتمنى ألاّ يتم استعمال تعبير سوء تواصل في هذا المجال، لأنّه لم يحصل ذلك. فللمرة الأولى كان التواصل صحيحاً ومن منطلق وزارة الخارجية، عبر السفارة السورية، وبالتالي حصل سوء تفاهم وليس سوء تواصل، وهو أمر ممكن حدوثه بين الأشقاء، وحصل نوعًا من العتاب".

وأضاف "كان هناك تواصل بيني وبين صديقي السفير السوري، واتفقنا شفيهاً قبل ارسال الكتاب الخطي الذي طرأ عليه تعديل في الوقت بسبب زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، فعدت وأبلغته شفهياً على أن يتم ارسال كتاب بذلك. وبعد ارسال الكتاب، كنا قد دخلنا فترة نهاية الأسبوع، وتأخر الوقت، فاتصل بي صباح الاثنين لابلاغي بأن الوقت غير مناسب، فأجبته أن الاتفاق كان ليوم الخميس ولكن بعد التأجيل، نحن في لبنان منفتحون على أيّ يوم آخر، ولكن حتى اليوم لم يتم تحديد موعد. وانا اتفهم ذلك، واعتبر أنّ الموضوع مع سوريا قابل للحل ولا إشكالية، فهي دولة صديقة يمكن التواصل معها، ولو أنّ الخطأ وقع في الشكل، ولكنه لم يحصل من لبنان". 

وتابع "لا نريد أن يعتقد أحد أن هذا الأمر تسبب بخلاف مع سوريا، فالاتصال بين فخامة الرئيس والسيد الرئيس بشار الأسد كان ايجابياً، ونحن نعوّل على نظرة مختلفة للرئيس الأسد إلى لبنان عن باقي الدول، والتعاون بيننا وبين سوريا موجود وسيبقى، وهذا ما سيظهر في المستقبل".

ثم تحدث تزيونيس، فأعرب عن سروره وافتخاره لاستقباله والوفد من قبل الرئيس عون، وقال: "أشكر الوفد اللبناني برئاسة بو صعب على استضافة هذا الاجتماع المهم جداً، وبالنسبة لنا فإنّ لبنان هو بلد صديق ونعتبر أنفسنا في منزلنا خلال تواجدنا في ربوع هذا الوطن، وكان لنا نقاش ودّي وبنّاء جداً حول الحدود والترسيم البحري. ستتواصل النقاشات، ونحن متفائلون جداً أنه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله اليوم، سنسوي كل مسائل الترسيم البحري، وهو أمر ليس صعباً، والتوقيت مناسب جداً، وهذا ما يحتاجه البلدان اللذان أطلقا العمل للتنقيب في البحر، ويحتاجان إلى المزيد من الاستثمارات". 

وتابع "حالياً يحتاج لبنان إلى هذا الأمر أكثر منا، ونأمل أن نتوصل إلى اتفاقات جديدة من شأنها تسهيل التعاون بيننا بشكل أكبر. ليس هناك من مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلّها بسهولة".

ميشال عونالحدود البحرية اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل