لبنان
باسيل: من يفرض رئيس التحدي وحكومة فاقدة للصلاحية يأخذ البلد إلى الفتنة
أكَّد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الحاجة للحوار مع اقتراب لبنان أكثر من الفراغ الرئاسي، لافتًا إلى أنَّ "من يراهن على فكرة التحدي جرب، والدستور اللبناني أصلًا لا يسمح بفكرة التحدي".
وقال باسيل في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء: "الجميع اليوم في حالة عجز سواء عن تأمين النصاب أو بدرجة أقل موضوع الأكثرية".
وأضاف: "نحن قمنا بجولة على كل الكتل النيابية لعرض ورقة الأولويات الرئاسية، باستثناء كتلة التحدي التي لم تحدد موعدًا، ونعتبر أن التواصل مع بعضنا أمر أساسي ومهم".
وتابع باسيل قائلًا: "وجدنا أنَّ نقاط الاختلاف قليلة بين ورقتنا وأفكار الآخرين وهذا أمر مهم، وفتحنا من خلال جولة تسليم ورقة الأولويات الباب أمام البحث للتفاهم على الرئيس المقبل".
وخاطب باسيل "من يراهن على الوقت والإنهاك وإتعابنا"، بالقول: "إن هذا الأمر لن يتحقق بما يعنينا، وهم يضيعون الوقت على اللبنانيين".
وأكَّد على أن تياره جاد في الدعوة إلى الحوار، فعلى "المستوى المسيحي يستطيع البطريرك أن يتولاه ــ الحوار ــ وعلى المستوى الوطني يمكن لرئيس الجمهورية القيام بذلك حتى الاثنين، وأي دعوة حوارية من الخارج، أو من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي نتعاطى معها من حيث المبدأ بإيجابية".
وبيَّن أنَّ التيار سيبذل مزيدًا من الجهاد وسيعطي ساعات إضافية لمحاولة تجنب الفراغ، مضيفًا: "نحن لسنا راضين عن سير الأمور بهذه الطريقة، وسنعبر عن ذلك بشكل أوضح.. الدستور واضح، حكومة فاقدة لصلاحياتها لا تستطيع أن تأخذ صلاحيات غيرها".
وأوضح باسيل أنَّ "صلاحيات الرئيس في حال الفراغ يمارسها مجلس الوزراء منعقدًا ومجتمعًا، وليس الحكومة أو رئيس الحكومة أو أي وزير، وهذا ما مارسناه في حالة الفراغ السابقة على مدى سنتين ونصف".
وعقَّب باسيل متسائلاً: "من يحاول اليوم خلق سابقة بالمجيء بحكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن تنعقد، ولا تقوم إلا بتصريف الأعمال بالمعنى الضيق، ويسعى لتسليمها صلاحيات رئيس الجمهورية؟ أليست محاولة تسليم صلاحيات الرئيس لحكومة تصريف الأعمال عملية سطو على الدستور والموقع الأول في الدولة من قبل هيئة فاقدة لصلاحياتها، وفاقدة لشرعيتها، وميثاقيتها، ودستوريتها؟".
وشدد على رفض فكرة رئيس التحدي، لأن ذلك يعني "جر البلد إلى الفتنة"، وبموازاة ذلك اعتبر أيضاً أن يعمل على "فرض حكومة فاقدة للصلاحية عن وعي وإدراك ــ لأنه يتحدث بذلك في اللقاءات ــ يأخذ البلد أيضًا إلى الفتنة".
ووجه باسيل نداءً للحريصين على الطائف، قائلًا: "فليلاقونا بالدفاع عن الطائف والدستور، إذ ليس مقبولًا أن نضرب بالنصوص ثم نبكي على الطائف".
وسأل: "هل هناك أكثر من هذا النحر للطائف؟ فهمنا أنهم لا يريدون تطبيقه ولا تطويره بحسب الدستور وبالتفاهم... فلنتساعد لوقف هذه المجزرة الدستورية التي يحضرون لها... لن نسكت عن هذه المجزرة الدستورية، ولن نقبل بها، ولن نسمح بها، وسنواجهها بكل ما أوتينا من قوة".
واعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" أنَّ الحل يكمن "بتشكيل حكومة وفق الأصول الدستورية بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وليكفوا عن رمي الأمور عندنا، فنحن نقول إننا لا نريد أن نشارك، ولا أن نمنح الثقة وهم يريدون "تغطيسنا" بالموضوع".
أضاف: "يريدوننا أن نشارك ، وأن نعطي ثقة لحكومة لسنا مقتنعين لا برئيسها ولا ببرنامجها، لكن يكفينا تحميلنا مسؤولية أمور وأشخاص لسنا مسؤولين عنهم" وعلى من يطالبنا بالمزيد ــ وفقاً لباسيل ــ أن يكون على قدر المرحلة المقبلة، "فنحن لا نقبل أن يكون هناك "واحد حرامي" يسرق البلد كل يوم".
ووصف تعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأخير بأنه "فضيحة" وسأل: "هل هي مقبولة؟ هل هناك بلد في العالم يصدر فيه حاكم المصرف المركزي تعميمًا الأحد ليلًا يربح فيه البعض ملايين الدولارات، فيما هو محمي بالقضاء والأمن؟ هل يريدون منا تأمين غطاء لما يقوم به حاكم المركزي وللإمعان في تعطيل التحقيق في انفجار المرفأ؟ هم لا يتحملون المسؤولية، ويريدون الاتيان بمن هو ضد كل هذه المنظومة والممارسات لتحميله المسؤولية".
وختم باسيل قائلًا: "في الثلاثين من هذا الشهر، لنا موعد مع إكمال المسيرة، ومن هنا ندعو التيار والمناصرين لملاقاتنا، كيما نودع الرئيس عون بشرف، أثناء خروجه من بعبدا وعودته إلى الرابية"، معتبرًا أن "الرئيس عون دخل التاريخ قبل أن يدخل بعبدا. وأن محبي عون سيكملون صناعة المستقبل".